
علاء عبد المنعم.. المهموم بوطنه
فى رحلتى صحفيا برلمانيا، تابعت وانبهرت بنواب كثيرين انطلقوا تحت قبة البرلمان، أغلبهم ينتمى للمعارضة بحكم سقف الحرية، وقليلون ينتمون للأغلبية، هناك من يمكن إطلاق عليهم لقب فطاحل النواب، سمعت عنهم وتشرفت مضابط الجلسات بكلماتهم وجرأتهم وقدرتهم على كشف الفساد ومواجهة الحكومة.. سمعت عن محمود القاضى وممتاز نصار وعلوى حافظ وغيرهم، واقتربت من ثلاثى الإسكندرية، عادل عيد وأبو العز الحريرى وكمال أحمد خلال عودتهم فى بداية الألفينات.. وبداية عام 2000 انبهرت أيضا بموضوعية وشجاعة منير فخرى عبد النور ولا أنسى كلماته فى مواجهة أستاذه وعميده د.على الدين هلال وزير الشباب وقتها فى قضية «صفر المونديال»، ولا أنسى جرأة سعد عبود وطلعت السادات وعبد العليم داوود ومصطفى بكرى والبدرى فرغلي، فقد كانوا كالقنابل الموقوتة يمكن أن تنفجر فى أى جلسة أو حتى اجتماع لجنة.. ومن الأغلبية سيتذكر التاريخ النائب حمدى الطحان، رئيس لجنة النقل والمواصلات، والذى تعامل مع حادث العبارة السلام بأداء برلمانى وطنى محترف وشجاع، وعزف عن خوض الانتخابات بإرادة منفردة فى 2010، وكان هناك أيضا النائب الرزين المستقل طاهر حزين.
وسط كل هؤلاء، آتى إلى البرلمان فى عام 2005 نائب من دائرة عريقة هى الدرب الأحمر، لم يمارس السياسة من قبل، لكنه نبغ وسط عمالقة البرلمان الذى شهد نسبة معارضة كبيرة.. من دور الانعقاد الأول لفت الأنظار وبدأ البعض يشبهه بنائب دائرته الدرب الأحمر الأشهر والمخضرم علوى حافظ، يتميز بالشجاعة والمذاكرة الجيدة للموضوعات المطروحة، فلم يكن من عشاق بيع الهواء الساخن «أى معارضة للشو بلا مضمون»، وحازت مداخلاته القانونية على إعجاب الفقيه الكبير د.فتحى سرور وأصبح بعد فترة وجيزة مثار إعجاب لنواب المعارضة، ومصدر قلق لوزراء الحكومة الذين استهدفهم بأدوات برلمانية مدروسة وكان من حسن حظى أننى انفردت بنشر معظمها فى جريدة «المصرى اليوم»، ومناقشتها فى برنامج «الحياة اليوم». دخل علاء عبد المنعم معارك كثيرة تحت القبة بشراسة ووطنية ودراسة واعية دون حسابات أخرى، كشف بطلان عضوية أكثر من 77 نائبا من خلال تقرير محكمة النقض، مما عرضه لمشاكل كثيرة مع زملائه، وفضح حصول نواب الأغلبية على مبالغ من الحكومة لتوزيعها بالمزاج على أهالى دوائرهم بالمخالفة للقانون، وكانت معركته الكبرى ضد فساد د.إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، تحمل خلالها ضغوطا وتهديدات وشائعات كثيرة، وكانت مقولته الأشهر «من يملك دليلا ضدى فليتقدم ببلاغ للنائب العام، لكننى لن أتراجع عن مواقفي»
لقد شرفنى النائب علاء عبد المنعم الذى تحول إلى صديق عزيز بالشراكة معه فى معظم معاركه، حيث اختصنى بالنشر، وتابعت عن قرب كيف يجهز استجواباته وأدواته البرلمانية، بدقة وصبر ودراسة متأنية وشجاعة بلا سقف، يغلفها خفة ظل وجدعنة وجسارة أولاد البلد، وعندما حان ميعاد انتخابات برلمان 2010 شعر وقتها بأن عمره البرلمانى قد حان إسدال الستار عليه ، وكان يردد داخل البهو الفرعونى لزملائه من المعارضين «انظروا إلى القاعة نظرة مودع، فلن تعودوا مجددا»، وكنت أحد الذين ضغطوا عليه لخوض انتخابات 2010 لكنه سقط بتزوير فاضح.. وخاض معركة شرسة ضد النظام، فقد كان صاحب فكرة البرلمان الموازي، حتى جاءت الثورة وسعد بها كثيرا، لكنه فطن مبكرا لاستحواذ الاخوان على الحكم.. أذكر أنه كان يتوقف كثيرا أمام تصرفات للنخبة وللإخوان لا تعجبه، وخاض ضد حكمهم معركة أكثر شراسة بحكم معرفته العميقة والقوية بهم، ورفض عروضهم عليه لتولى المناصب المختلفة،مقابل النصيحة والتهدئة حتى أطاح الشعب بهم وانضم لائتلاف دعم مصر فى برلمان 2015 بخبرته العريقة وارتباطه الدائم بالمزاج السياسى للمواطن المصري، حتى أصيب عام 2017 بجلطة فى المخ خاض خلالها معركة مع المرض، هكذا عرفته مقاتلا مناضلا، وهكذا رأيته فى زياراتى له فى المستشفى، سواء فى القاهرة أو فى مركز العلاج الطبيعى فى برلين، وفى كل مرة كان يستطيع فيها الكلام، كان همه الأول السؤال عن البلد والأحوال. عرفت النائب علاء عبد المنعم على مدى 20 عاما، انبهرت بأدائه البرلمانى وجسارته وسعيه إلى ما يعتقد أنه حق وفى مصلحة الوطن، ودائما كنت أقول له: لقد ولدت مستقلا ولن تفلح فى أى حزب أو تنظيم، وهو ما حدث بالفعل.. وكان طوال الوقت يسأل ويستفسر وينتقد بانفعال شديد كل ما يجرح كرامة بلده، أو يعوق حريتها.. ظل مهموما بوطنه حتى فى أصعب فترات المرض.. أدام الله عليه نعمة الصحة التى استردها ومتعه بطول العمر، فمضابط الجلسات ومواقفه شاهدة لن ينساها أهالى الدرب الأحمر وجموع الشعب المصرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 4 أيام
- مصرس
«الطفولة حتى ال 18».. «القومي للطفولة والأمومة» يضع إطارًا قانونيًا لحماية النشء
أكدت الدكتورة سحر السنباطي، رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن القانون رقم 182 لسنة 2023 الخاص باستقلالية المجلس، يعرّف الطفل بأنه كل فرد منذ لحظة ولادته وحتى بلوغه سن 18 عامًا، مما يضع مسؤولية مباشرة على الدولة لضمان توفير بيئة آمنة وتنموية لهذه الفئة العمرية. وأوضحت السنباطي، خلال حديثها ببرنامج «الحياة اليوم» المذاع على قناة «الحياة»، أن المجلس يتبنى نهجًا شاملًا لمعالجة القضايا المتعلقة بالطفولة، حيث تشمل الجوانب الوقائية رفع مستوى الوعي بالتنشئة السليمة، وتعزيز الحماية من سوء استخدام الإنترنت، والاهتمام بمراحل الطفولة المختلفة، بما فيها الطفولة المبكرة والمراهقة.وشددت على أن لكل محافظة خصوصيتها التي تفرض تحديات مختلفة، بعضها يشكل تهديدًا مباشرًا لحقوق الطفل، مثل زواج القاصرات وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، موضحةً أن المجلس يتبع استراتيجيات متنوعة في حملات التوعية، تجمع بين التواصل المباشر واستخدام المنصات الرقمية مثل الصفحة الرسمية للمجلس وقناته على يوتيوب.وفي إطار دعم القيادة السياسية لتمكين الفتيات، أشارت «السنباطي» إلى مبادرة «دوي»، التي تستهدف تعزيز وعي الفتيات والفتيان على حدٍ سواء، مؤكدة أن المبادرة لا تقتصر على الأطفال فقط، بل تمتد لتشمل أولياء الأمور والمعلمين ومقدمي الرعاية، حرصًا على خلق بيئة داعمة تتيح فرصًا متكافئة للجميع.


جريدة المال
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- جريدة المال
لجنة برلمانية: جلسات الأسبوع المقبل من مناقشات الإيجار القديم تضم ملاك ومستأجرين
قال النائب عمرو درويش، أمين سر لجنة الادارة المحلية بمجلس النواب انه سيتم عقد جلسات الاسبوع القادم يضم الملاك والمستأجرين، وسيتم الاستعانة بحالات على أرض الواقع بحيث يتم كل طرف تقديم ما لديه من أراء ومقترحات وتخوفات. أضاف درويش خلال لقاء مع الاعلامي محمد شردي في برنامج الحياة اليوم على الحياة: اهلا وسهلا بأي مواطن يريد أن يدلو بدلوه.. القاعة كبيرة .. والجميع مرحب بيه سواء جمعيات أو نقابات. واوضح درويش، أن هناك وحدات سكنية بنظام الايجار القديم أصحابها ملاك ومسـتأجرين في نفس الوقت، إضافة إلي وحدات أخري تحولت من سكني إلي تجاري بواسطة ملاكها. وأكد درويش، أنه ليس هناك اي بند او مادة في مشروع قانون الايجار القديم ان تقول انه سيتم طرد الساكن من الشقة التي يقطنها بنظام الايجار القديم.

مصرس
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- مصرس
رئيس الطائفة الإنجيلية: البابا فرنسيس شخصية استثنائية ناصر الحق والعدل والقضية الفلسطينية
وصف القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، البابا فرنسيس بأنه «شخصية استثنائية بكل المقاييس»، مؤكدا أن البابا الراحل كان رجل دين يجمع بين الالتزام الديني والمعاصرة، وارتبط بقضايا الناس بشكل غير مسبوق. وأضاف خلال تصريحات تلفزيونية لبرنامج «الحياة اليوم» المذاع عبر شاشة «الحياة» مساء الإثنين، أنه كان «شخصية متواضعة وملتزمة وبسيطة ومحب للناس والإنسانية».وأشار إلى أن البابا فرنسيس أولى اهتماما خاصا للغاية بالفقراء والجماعات المهمشة، مؤكدا أنه دافع عبر تاريخه عن قضايا الحق والعدل، وكان من المناصرين للقضية الفلسطينية.كما شدد على الدور التاريخي والمهم الذي لعبه البابا فرنسيس في صياغة «وثيقة الإخوة الإنسانية» مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مؤكدا أنها «من أهم الوثائق الصادرة في الألفية الثالثة حول الدعوة إلى العيش المشترك وقبول الآخر والتعددية».واختتم قائلا إن البابا فرنسيس كان «شخصية تاريخية استثنائية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية والعالم أجمع»، مؤكدا أن العالم سيفتقده.وأعلن الفاتيكان صباح الاثنين، وفاة البابا فرنسيس، أول بابا من أميركا اللاتينية، عن عمر ناهز 88 عاما، بعد 12 عاما في منصب البابوية.وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن «رحيل البابا فرنسيس يمثل خسارة جسيمة للعالم أجمع، إذ كان صوتا للسلام والمحبة والرحمة».ونعى شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، مؤكدا أن «البابا فرنسيس كان رمزا إنسانيا من طراز رفيع، لم يدخر جهدًا في خدمة رسالة الإنسانية، ومناصرة قضايا الضعفاء، ودعم الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة».