أحدث الأخبار مع #«المصرى


المصري اليوم
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- المصري اليوم
«أفضل من الذهب».. صلاح دياب يكشف الوجهة المثلى للاستثمار في مصر
كشف المهندس صلاح دياب، مؤسس جريدة «المصرى اليوم»، رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيكو «PICO» العاملة بقطاعات الزراعة والطاقة والأغذية والعقارات، عن الوجهة المثلى للاستثمار في مصر، والتي تعد أفضل من الذهب والعقارات. الوجهة المثلى للاستثمار في مصر نوه دياب، في مقابلة مع «العربية Business»، إلى اعتزام مجموعة بيكو التوسع بصادراتها الزراعية في عدد من الأسواق الجديدة بجانب تعزيز تواجدها في أوروبا والمنطقة العربية، قائلًا: «إن الشركة توجه كل صادراتها من المحاصيل الزراعية التي تتميز بزراعتها كالعنب والأفوكادو والنكتارين والفراولة إلى أوروبا والمنطقة العربية». وأضاف: «لا نزرع إلا ما يمكن تصديره، ولا نصدّر مما نزرع، هذا هو الفرق الذي يجعلنا أكبر مستثمر ومصدر زراعي في مصر». وتابع: «لم نحتكر الصادرات الزراعية المصرية، بل أنشأنا مختبرات لزراعة الأنسجة توفر شتلات لمحاصيل قابلة للتصدير للعملاء، ونعتبر هذا مثل الصدقة الجارية». وقدّر دياب حجم صادرات بيكو الزراعية العام الماضي بنحو 5% من إجمالي صادرات مصر الزراعية في 2024، والتي بلغت نحو 4.7 مليار دولار، بحسب تصريحات وزير الزراعة، علاء فاروق. وأوضح أن مجموعة بيكو منفتحة على التوسع في القطاعات التي تعمل بها حاليًا، فهي تستثمر في الزراعة ولابوار وشركة نيو جيزة وقطاع البترول، دون أن يفصح عن الاستثمارات المرصودة للتوسع. ونصح دياب المستثمرين في مصر بالاستثمار في القطاع الزراعي، الذي يراه أفضل من الذهب والعقارات، بجانب كونه مصدرًا مهمًا للعملة الصعبة، حال التركيز على المحاصيل التصديرية. ودعا رجل الأعمال الحكومة المصرية إلى منح أولوية لمصدري الحاصلات الزراعية في تخصيص الأراضي الزراعية المستهدف طرحها خلال الفترة المقبلة للمصدرين الزراعيين لأن هذا الأمر هو الذي سيصنع الفارق في توفير الدولار. وحول اهتمامه بالاستثمار في مشروعات تطوير المطارات واستغلال مباني الوزارات في وسط القاهرة، والتي تعتزم الحكومة طرحها للمستثمرين في يونيو المقبل، قال دياب: «لا أسعى لذلك حاليًا، لكن لدى رغبة وفضول لمتابعة عمليات تطويرها واستغلالها».


المصري اليوم
٣١-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- المصري اليوم
«المصرى اليوم» بالذكاء الاصطناعى!!
تخيل من الخيال المحض، نسخة «المصرى اليوم» بين يديك، لم يكتبها إنس ولا جان، طبعة مولّدة بالكامل بواسطة «الذكاء الاصطناعى»! تخيل وحلق فى خيالاتك، المقالة التى تطالع سطورها لم يكتبها كاتبها «حمدى رزق»، كتبها قرينه «روبوت» تلبس روحه، والمقالات التالية لم يكتبها الأحباب، سليمان جودة ومحمد أمين، ولن تطالع مقالات أمينة خيرى وعمرو الشوبكى، وتبحث عن مقالات عبد اللطيف المناوى وعبد الله عبد السلام لا تجدها، وتفتقد تحليلات مصطفى الفقى، عبد المنعم سعيد، وزياد بهاء الدين، مع حفظ الألقاب والمقامات، جد تخيلها، هل تجد فارقا.. أخشى (لا)، هل تغير مذاق الصحيفة، مهضومة الصحيفة الذكية هذه.. ربما؟! صحيفة «إيل فوليو» (Il Foglio) الإيطالية اليومية فعلتها وخالت، وقبل جميع الصحف حول العالم أصدرت نسختها الذكية، ووضعت الصحافة على المحك. صحيفة جريئة، أول صحيفة فى العالم تُصدر أعداداً أُنشئت (تحريرا وإخراجا وتبويبا) بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعى.. والتجربة ستستمر شهرا، وربما تستمر طويلا، الصحيفة حضرت العفريت الذى نخشاه.. أخشى لا تستطيع صرفه!. الصحيفة التى تطبع نحو ٢٩ ألف نسخة، حررت بالكامل من صفحتها الأولى وحتى الأخيرة بالذكاء الاصطناعى، وصدرت فى أربع صفحات تضمّ نحو ٢٢ مقالة تمتد من السياسة إلى الشؤون المالية، بالإضافة إلى ثلاث مقالات رأى. ومن بين المقالات التى كتبها الذكاء الاصطناعى تحليل لخطابات رئيسة الوزراء «جورجيا ميلونى»، ومقال افتتاحى عن الاتصال الهاتفى بين «دونالد ترامب وبوتين»، ومقال لطيف عن الموضة، ينقصها أخبار الطقس، وموعد صرف المرتبات والمعاشات. تخيل محتوى نسخة «المصرى اليوم» بالذكاء الاصطناعى، مقال افتتاحى منضبط عن احتفالية «عيد الأم» الرئاسية، وتحليل لَوْذعيّ عن الحزمة الاجتماعية التى يبشر بها رئيس الوزراء، ومقال تهكمى عن لغة الدراما المصرية. تخيل فريق عمل الصحيفة (الطاقم التحريرى)، ليس فريق صديقنا «علاء الغطريفى»، فقط ٢٠ نسخة من «روبوت» الذكاء الاصطناعى التوليدى «شات جى بى تى»، فقط يتولى (الغطريفى) طلب كتابة مقال عن سعر «البامية» فى سوق العبور بنكهة تهكمية ساخرة، فينتج الروبوت نصًا ساخرًا ولا «أسامة غريب» باستخدام معلومات يجمعها من معجم العفاريت!. خيال محبب، وجد مقلق على مستقبل كتاب هذه الصحيفة وطاقمها التحريرى، تخيل طلعت فى دماغ مالك الصحيفة «صلاح دياب» وعادة ما تنبت فى دماغه أفكار مزعجة صباحا، وقرر الاستغناء عن كل الصحفيين والكتاب، واستبدلهم جميعا بـ«لوط ربورتات» مطيعة لن تكلف كثيرا، وتكتب ما يحب أن يراه فى صحيفته وبلاها وجع دماغ. الانتقال من النظرية إلى التطبيق، جنون مطبق، الأمر يتعلق باختبار أنفسنا وثبات أعصابنا، وتقبلنا الأمر، وبالتالى فهم حدود الذكاء الاصطناعى، ولكن أيضاً بحث فرصنا فى الكتابة مستقبلا، والحدود التى يجب تجاوزها والحدود التى لا يمكن تجاوزها. حدث فى إيطاليا ونال رضا غالبية قراء صحيفة «إيل فوليو»، هل يرضى قراء «المصرى اليوم» عن هذا التحول، هل يهضمون الصحيفة محررة بواسطة روبوتات إلكترونية، هل هذا التحول الاستثنائى يمكن أن يحدث فى صحيفة كصحيفتنا.. قول يارب. باطمئنان يترجم ثقة، لن يحدث، لأنها صحيفة تتمتع بأسلوب كتابة جرىء وساخر ومبدع، نحن نكتب ما تعجز عنه الروبوتات، هل هناك روبوت يمكن أن يكتب «زاهى حواس» المسكون بروح نفرتيتى، هل يتلبس روبوت قلم «وسيم السيسى» المهووس بالأطباق الطائرة، هل هناك روبوت مبحر فى بحار السلفية الغريقة كـ «عادل نعمان»، أشك، فحسب نفهم بأنفسنا كيفية دمج الذكاء الاصطناعى مع الذكاء الطبيعى.. دمتم مبدعين.


بوابة الأهرام
٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- بوابة الأهرام
علاء عبد المنعم.. المهموم بوطنه
فى رحلتى صحفيا برلمانيا، تابعت وانبهرت بنواب كثيرين انطلقوا تحت قبة البرلمان، أغلبهم ينتمى للمعارضة بحكم سقف الحرية، وقليلون ينتمون للأغلبية، هناك من يمكن إطلاق عليهم لقب فطاحل النواب، سمعت عنهم وتشرفت مضابط الجلسات بكلماتهم وجرأتهم وقدرتهم على كشف الفساد ومواجهة الحكومة.. سمعت عن محمود القاضى وممتاز نصار وعلوى حافظ وغيرهم، واقتربت من ثلاثى الإسكندرية، عادل عيد وأبو العز الحريرى وكمال أحمد خلال عودتهم فى بداية الألفينات.. وبداية عام 2000 انبهرت أيضا بموضوعية وشجاعة منير فخرى عبد النور ولا أنسى كلماته فى مواجهة أستاذه وعميده د.على الدين هلال وزير الشباب وقتها فى قضية «صفر المونديال»، ولا أنسى جرأة سعد عبود وطلعت السادات وعبد العليم داوود ومصطفى بكرى والبدرى فرغلي، فقد كانوا كالقنابل الموقوتة يمكن أن تنفجر فى أى جلسة أو حتى اجتماع لجنة.. ومن الأغلبية سيتذكر التاريخ النائب حمدى الطحان، رئيس لجنة النقل والمواصلات، والذى تعامل مع حادث العبارة السلام بأداء برلمانى وطنى محترف وشجاع، وعزف عن خوض الانتخابات بإرادة منفردة فى 2010، وكان هناك أيضا النائب الرزين المستقل طاهر حزين. وسط كل هؤلاء، آتى إلى البرلمان فى عام 2005 نائب من دائرة عريقة هى الدرب الأحمر، لم يمارس السياسة من قبل، لكنه نبغ وسط عمالقة البرلمان الذى شهد نسبة معارضة كبيرة.. من دور الانعقاد الأول لفت الأنظار وبدأ البعض يشبهه بنائب دائرته الدرب الأحمر الأشهر والمخضرم علوى حافظ، يتميز بالشجاعة والمذاكرة الجيدة للموضوعات المطروحة، فلم يكن من عشاق بيع الهواء الساخن «أى معارضة للشو بلا مضمون»، وحازت مداخلاته القانونية على إعجاب الفقيه الكبير د.فتحى سرور وأصبح بعد فترة وجيزة مثار إعجاب لنواب المعارضة، ومصدر قلق لوزراء الحكومة الذين استهدفهم بأدوات برلمانية مدروسة وكان من حسن حظى أننى انفردت بنشر معظمها فى جريدة «المصرى اليوم»، ومناقشتها فى برنامج «الحياة اليوم». دخل علاء عبد المنعم معارك كثيرة تحت القبة بشراسة ووطنية ودراسة واعية دون حسابات أخرى، كشف بطلان عضوية أكثر من 77 نائبا من خلال تقرير محكمة النقض، مما عرضه لمشاكل كثيرة مع زملائه، وفضح حصول نواب الأغلبية على مبالغ من الحكومة لتوزيعها بالمزاج على أهالى دوائرهم بالمخالفة للقانون، وكانت معركته الكبرى ضد فساد د.إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، تحمل خلالها ضغوطا وتهديدات وشائعات كثيرة، وكانت مقولته الأشهر «من يملك دليلا ضدى فليتقدم ببلاغ للنائب العام، لكننى لن أتراجع عن مواقفي» لقد شرفنى النائب علاء عبد المنعم الذى تحول إلى صديق عزيز بالشراكة معه فى معظم معاركه، حيث اختصنى بالنشر، وتابعت عن قرب كيف يجهز استجواباته وأدواته البرلمانية، بدقة وصبر ودراسة متأنية وشجاعة بلا سقف، يغلفها خفة ظل وجدعنة وجسارة أولاد البلد، وعندما حان ميعاد انتخابات برلمان 2010 شعر وقتها بأن عمره البرلمانى قد حان إسدال الستار عليه ، وكان يردد داخل البهو الفرعونى لزملائه من المعارضين «انظروا إلى القاعة نظرة مودع، فلن تعودوا مجددا»، وكنت أحد الذين ضغطوا عليه لخوض انتخابات 2010 لكنه سقط بتزوير فاضح.. وخاض معركة شرسة ضد النظام، فقد كان صاحب فكرة البرلمان الموازي، حتى جاءت الثورة وسعد بها كثيرا، لكنه فطن مبكرا لاستحواذ الاخوان على الحكم.. أذكر أنه كان يتوقف كثيرا أمام تصرفات للنخبة وللإخوان لا تعجبه، وخاض ضد حكمهم معركة أكثر شراسة بحكم معرفته العميقة والقوية بهم، ورفض عروضهم عليه لتولى المناصب المختلفة،مقابل النصيحة والتهدئة حتى أطاح الشعب بهم وانضم لائتلاف دعم مصر فى برلمان 2015 بخبرته العريقة وارتباطه الدائم بالمزاج السياسى للمواطن المصري، حتى أصيب عام 2017 بجلطة فى المخ خاض خلالها معركة مع المرض، هكذا عرفته مقاتلا مناضلا، وهكذا رأيته فى زياراتى له فى المستشفى، سواء فى القاهرة أو فى مركز العلاج الطبيعى فى برلين، وفى كل مرة كان يستطيع فيها الكلام، كان همه الأول السؤال عن البلد والأحوال. عرفت النائب علاء عبد المنعم على مدى 20 عاما، انبهرت بأدائه البرلمانى وجسارته وسعيه إلى ما يعتقد أنه حق وفى مصلحة الوطن، ودائما كنت أقول له: لقد ولدت مستقلا ولن تفلح فى أى حزب أو تنظيم، وهو ما حدث بالفعل.. وكان طوال الوقت يسأل ويستفسر وينتقد بانفعال شديد كل ما يجرح كرامة بلده، أو يعوق حريتها.. ظل مهموما بوطنه حتى فى أصعب فترات المرض.. أدام الله عليه نعمة الصحة التى استردها ومتعه بطول العمر، فمضابط الجلسات ومواقفه شاهدة لن ينساها أهالى الدرب الأحمر وجموع الشعب المصرى.


المصري اليوم
٢٤-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- المصري اليوم
رحلة فكرية عبر مائة مقال ومئوية كلية العلوم
فى إطار الاحتفاء بالوصول إلى المقال رقم مائة فى جريدة «المصرى اليوم»، التى فتحت لى بابًا واسعًا للتعبير عن رأيى فى العديد من الموضوعات المهمة. فناقشت فيها عددًا من الموضوعات الهامة منها مستقبل الجامعة المصرية فى عام ٢٠٤٠، ودور التعليم العالى فى التنمية، وأخلاقيات القيم والمسؤولية فى التعليم، والهوية البصرية للجامعة، والمجمعات العلمية، كما ناقشت أهمية التعليم فى مواجهة التحديات البيئية، ودور الجامعات فى تعزيز الابتكار من خلال نموذج الجامعة والحكومة والصناعة، وكتبت عن الاقتصاد الدائرى ودوره فى التنمية المستدامة، مع التركيز على تجربة فنلندا، وناقشت موضوعات فكرية مثل العلاقة بين العلم والموسيقى، والقضايا الثقافية، وتحديات الذكاء الاصطناعى. أود أن أتحدث عن فصل محورى فى رحلتى المهنية-تجربة أعتز بها كمصدر للفخر. فى ١١ مارس ١٩٢٥، صدر مرسوم تاريخى بتأسيس الجامعة المصرية كإحدى المؤسسات العامة، مكونةً من أربع كليات أساسية: الآداب، العلوم، الطب، والحقوق. فكانت كلية العلوم الناشئة، تتألف فى معظمها من علماء أجانب، وتعمل فى مرحلة انتقالية. لا تزال كلية العلوم تحافظ على «روح الجامعة»: بحوائط وقورة لم ينجح الزمن فى النيل منها ولا أفسدتها حداثة معمارية كاذبة. بمبانيها العريقة التى شبهتها بمبانى جامعة هومبولدت ببرلين حيث يحيط بالمكان روائح الماضى. يشرفنى أن أكون أحد منتسبيها الذين يشاركون بحب واستمتاع فى فعاليات الاحتفاء بها وأدعو كل الأحباء الذين مروا عليها وتعلموا فى جنباتها واستقوا من علومها أن يشاركونى خلال هذا العام «عام مئوية كلية العلوم جامعة القاهرة». فى مقالى الأول عن ١٠٠ سنة من عمر تلك الكلية العريقة هناك تفاصيل كثيرة لم تظهر عن تاريخها ولكن سأحاول أن ألقى الضوء حثيثًا على أهم مراحلها. فى ربيع عام ١٩٤٦ قام عميد كلية العلوم فى ذلك الوقت د. مشرفة باشا بدعوة كل من البروفيسور ماكس بورن وهو واحد من علماء ميكانيكا الكم وبروفيسور ليونيل بريمبل عالم النباتات الإنجليزى المعروف، الذى ترأس تحرير نيتشر، لإلقاء سلسلة من المحاضرات بكلية العلوم حيث قاما بتسجيل رحلتهما العلمية بمقال مهم نشر بمجلة نيتشر تحت عنوان:Science In Egypt، Nature، No. ٤٠٠٢، July ١٣، ١٩٤٦. لقد بين الكاتبان أن كلية العلوم برزت بالجامعة المصرية (جامعة فؤاد الأول) كمنارة للتميز الأكاديمى، تعكس التزامًا عميقًا بالتعليم الجيد. فالتجارب التى رواها بروفيسور بريمبل، وهو واحد من المراجعين الخارجيين الذين كانت تلجأ إليهم الجامعة لفحص رسائل طلاب الكلية، تسلط الضوء على المعايير العالية التى حافظت عليها الكلية، حيث كان يقوم الأكاديميون البريطانيون بتقييم الطلاب المصريين وفقًا لبروتوكولات جامعاتهم الخاصة. لم يضمن هذا النهج تقييمًا مقارنًا للأداء الأكاديمى فحسب، بل يؤكد أيضًا أن خريجى الجامعة المصرية يقفون جنبًا إلى جنب مع نظرائهم فى المؤسسات المرموقة مثل جامعة إدنبرة. ويمثل هذا التقدير شهادة على التقدم الملحوظ الذى تحقق فى غضون عقدين فقط من إنشاء الجامعة. لقد كانت قيادة الأساتذة المتميزين، مثل الدكتور محمد مرسى أحمد، الذى درس تحت إشراف إى. تى. ويتاكر الشهير، تجسد مزيجًا من التأثيرات الأكاديمية المحلية والعالمية. وتؤكد مساهماتهم على أهمية الإرشاد والنسب الفكرى فى رعاية مجتمع علمى مزدهر. أيضًا كان قسم الكيمياء، تحت إشراف الدكتور ألكسندر شوينبيرج، يجسد الروح الإبداعية التى تميزت بها هيئة التدريس. حيث تم دمج البحوث متعددة التخصصات- بالتعاون مع علم الأحياء والزراعة- كما يتضح هذا بشكل أكبر من خلال جهود قسم علم النبات، حيث توجت الأبحاث الرائدة حول الحياة النباتية فى مصر بالنشر فى مجلات مرموقة مثل Science وNature. مثل هذه الإنجازات لا تعمل على تعزيز المعرفة العلمية فحسب، بل إنها تزرع أيضًا شعورًا بالفخر الوطنى والهوية فى المجتمع العلمى. وعلاوة على ذلك، فإن أنشطة قسم الفلك، بقيادة الدكتور محمد مندور، كانت تدل على رؤية طموح للمستقبل. ويعكس إنشاء مرصد فلكى جديد التزامًا بتوسيع آفاق البحث العلمى، بهدف وضع مصر كلاعب مهم فى الخطاب العلمى العالمى. وعندما نتأمل المشهد العلمى لعام ١٩٤٦، فمن الضرورى أن ندرك أن تقدم العلم فى مصر لم يكن مجرد ظاهرة معزولة؛ بل كان مظهرًا من مظاهر الاهتمام المجتمعى الأعمق بالمعرفة والابتكار. ويؤكد الكاتبان أن «تقدم العلم فى مصر كان جادًّا وواضحًا وسريعًا»، وهو الشعور الذى يتردد صداه مع تطلعات أمة على وشك التحول. هكذا مثلت كلية العلوم فى الجامعة المصرية خلال هذه الحقبة تحولًا فلسفيًا نموذجيًا واعترافًا بأن السعى وراء المعرفة تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية. كان ذلك شاهدًا على تطور العلوم فى مصر وبمثابة احتفال بالإنجازات الماضية ودعوة لمواصلة تعزيز البيئة التى يمكن أن يزدهر فيها الفضول الفكرى.