أحدث الأخبار مع #«طعمالكرز»


الوسط
منذ يوم واحد
- ترفيه
- الوسط
محبو المخرج جعفر بناهي الفائز بسعفة مهرجان كان يستقبلونه في طهران
استقبل محبو جعفر بناهي المخرج الإيراني الفائز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي، الاثنين، في مطار طهران من دون تعرّضه لأي مضايقات، على ما أظهرت مقاطع فيديو نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد سنوات من منه من مغادرة الأراضي الإيرانية وإنجازه أفلاما بالسرّ وإمضائه فترات في السجن، حصل المخرج السينمائي على واحدة من أكثر الجوائز المرموقة في السينما العالمية عن فيلمه «مجرد حادث»، وفقا لوكالة «فرانس برس». وفي حين خشي عدد من محبيه أن يواجه المخرج مضايقات لدى عودته إلى إيران، وصل بناهي فجر الإثنين إلى مطار طهران الدولي من دون تعرّضه لأي مشاكل. واستُقبل بناهي بهتافات ترحيبية وهو ينزل السلم المتحرك إلى منطقة استلام الأمتعة في المطار، بحسب ما أظهرت مقاطع فيديو نشرتها عبر منصات التواصل مؤسسة «دادبان» لمراقبة حقوق الإنسان. - - وسُمع في أحد مقاطع الفيديو هتاف «امرأة، حياة، حرّية»، وهو شعار حركة الاحتجاج التي اندلعت في 2022 في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني في السجن بعد توقيفها لانتهاك قواعد اللباس الصارمة المفروضة على المرأة في إيران. وكان في استقبال المخرج عند مغادرته المطار نحو 12 من محبيه، على ما بيّنت مقاطع فيديو نشرها المخرج الإيراني مهدي نادري عبر انستغرام وعرضتها قناة «إيران إنترناشونال تشانل»، وهي وسيلة إعلامية إيرانية يقع مقرها خارج الأراضي الإيرانية. باقات من الزهور وحظي المخرج بالتصفيق والعناق وقُدّمت له باقات من الزهور. وقال مهدي نادري «دماء جديدة في عروق السينما المستقلة الإيرانية». ويأتي هذا الاستقبال على عكس ردة الفعل الباردة لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية وللقادة تجاه أول سعفة ذهبية تفوز بها إيران منذ فيلم «طعم الكرز» للمخرج الراحل عباس كياروستامي العام 1997. وكان وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو قال في منشور عبر منصة اكس «في عمل من أعمال المقاومة ضد قمع النظام الإيراني، فاز جعفر بناهي بجائزة السعفة الذهبية ما يبعث الأمل لدى جميع المناضلين من أجل الحرية في كل مكان». وردا على ذلك، استدعت طهران القائم بأعمال السفارة الفرنسية في طهران، للاحتجاج على «تصريحات مهينة واتهامات لا أساس لها»، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الاثنين «أنا لست خبيرا في الفن، لكننا نعتقد أن الأحداث الفنية والفن عموما لا ينبغي استغلالها (أو إساءة استخدامها) لتحقيق أهداف سياسية». وأشارت الخارجية الفرنسية في بيان إلى أن «استدعاء القائم بالأعمال جاء على خلفية تصريحات دون المستوى أدلت بها جهات فرنسية استغلت مناسبة دولية لإطلاق تصريحات كاذبة واستفزازية ضد إيران». ويتناول الفيلم قصة خمسة إيرانيين يواجهون رجلا يقولون إنه عذبهم في السجن، وهي قصة مستوحاة من الفترة التي أمضاها بناهي وراء القضبان.


الوسط
منذ 2 أيام
- ترفيه
- الوسط
السعفة الذهبية لمهرجان «كان» تفجر «أزمة دبلوماسية».. إيران تستنكر تصريحات فرنسا «المهينة»
استدعت إيران القائم بأعمال السفارة الفرنسية في طهران للاحتجاج على تصريحات «مهينة» من باريس عقب تتويج المخرج المعارض جعفر بناهي بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية أمس الأحد. وفاز بناهي (64 عاما) بالجائزة السبت عن فيلمه «مجرد حادث» الذي يتناول معضلة سجناء سابقين يحاولون الانتقام من جلاديهم، في انتقاد مباشر للسلوك التعسفي لقوات الأمن. وفي تحد لقوانين الجمهورية الإسلامية، ظهرت ممثلات عديدات بدون حجاب، وفق وكالة «فرانس برس». وانتقد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في منشور على منصة «إكس» الجمهورية الإسلامية بعد تتويج بناهي. وقال بارو «في عمل من أعمال المقاومة ضد قمع النظام الإيراني، فاز جعفر بناهي بجائزة السعفة الذهبية ما يبعث الأمل لدى جميع المناضلين من أجل الحرية في كل مكان». وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية (إرنا) أنه «على إثر التصريحات المهينة والاتهامات التي لا أساس لها من الصحة التي أطلقها وزير الخارجية الفرنسي ضد إيران، تم استدعاء القائم بالأعمال في طهران إلى الوزارة». كذلك، دانت الخارجية الإيرانية «إساءة استخدام الحكومة الفرنسية» لمهرجان كان السينمائي «للترويج لأجندتها السياسية ضد الجمهورية الإسلامية». ولم يعلق أي مسؤول الأحد على فوز بناهي، وهو ثاني إيراني يحصد جائزة مهرجان كان السينمائي، بعد عباس كيارستمي عن فيلم «طعم الكرز» في العام 1997. وسبق لبناهي الذي دأب على انتقاد الحكومة أن سُجن مرتين في إيران، أولاهما لمدة 86 يوما عام 2010، والثانية لنحو سبعة أشهر بين العامين 2022 و2023، حين نفذ إضرابا عن الطعام للحصول على إطلاقه. واعتبرت وكالة أنباء فارس المحافظة أن اختيار لجنة التحكيم في المهرجان الفرنسي كان سياسيا. ونشرت الصحف الإصلاحية «اعتماد» و«شرق» و«هام ميهان» خبر فوز بناهي على مواقعها الإلكترونية، من دون التعليق عليه، لكنها لم تورد الخبر في نسخها الورقية. أما محطة التلفزيون الرسمية فتجاهلت خبر فوز بناهي بالسعفة الذهبية، وركزت على مهرجان أفلام المقاومة الذي يكافئ الأعمال المؤيدة للفلسطينيين أو تلك التي تتناول الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988). أبرز وجوه السينما الإيرانية ويُعد بناهي من أبرز وجوه السينما الإيرانية، إذ حصدت أعماله باستمرار جوائز في أكبر المهرجانات، من كان إلى البندقية وبرلين. ويُتوقع أن يعود المخرج إلى إيران الأحد. وقال بناهي في مقابلة مع فرانس برس «الأهم هو أن الفيلم قد أُنتج. لم أُفكر في ما قد يحدث بعد ذلك. أشعر بأني حيّ ما دمت أصنع أفلاما. إن لم أصنع أفلاما، فلن يُهمني ما يحدث لي بعد الآن». وأضاف في المقابلة أن العودة «لا تخيفه» على الإطلاق. وكتب على حسابه على موقع إنستغرام الأحد، إلى جانب صورة له مع طاقم الفيلم، «المسافرون عائدون إلى ديارهم».


القدس العربي
منذ 3 أيام
- ترفيه
- القدس العربي
«حادث بسيط» في كان: جعفر بناهي يصوّر تعقيد الإنسان ببساطة مذهلة
لا يبدأ الحديث عن فيلم الإيراني جعفر بناهي، من دون التصريح بأن العملَ وُلِد كلاسيكياً. من لحظة انتهاء عرضه الأول، بات الفيلم عظيماً. الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، ونال السعفة الذهبية ، والذي أنجزه بناهي بعد خروجه من السجون الإيرانية في 2023، وقد اعتُقل فيها لعام، الفيلم درس إنساني في السينما، ودرس سينمائي في الإنسانية. هو نصٌّ نظري، بصري، في مدى تركيب الموقف الإنساني البسيط وتعقيده، في حالة كالإيرانية، حيث دولة طاغية تحمل مشاعر الضغينة لشعبها وبالتالي الانتقام، من دون أن يعطب ذلك، بالضرورة، الالتفات الإنساني، الغريزي، لدى الناس، لدى شخصيات هذا الفيلم مثلاً. للفيلم مشهدان، افتتاحي وختامي مذهلان. الختامي تحديداً، حيث انفتاحه على ما بعده، ما سينال الشخصيات من بعد إسدال الستار، وكان بدقيقتين أو ثلاث دقائق، جعله من تلك المشاهد التي تعلق لسنوات في الأذهان، والتي ستصير مرجعيةً فتعلق لسنوات أكثر وأكثر، في الأذهان والنصوص. يبدأ الفيلم بحادث بسيط لرجل مع زوجته وطفلته، في سيارته ليلاً، يصدم كلباً، يتركه ويكمل، تقول ابنته إنه قتل الكلب.. لا يكترث الرجل لشيء. لكن الحادث يتسبب بعطل في السيارة فيضطر للجوء إلى مكانٍ لإصلاحها، في الساعات الأولى من الصباح. هناك يعمل رجل سيتعرف على السائق، والأخير رجل أمن إيراني بساق اصطناعية قام بتعذيب إيرانيين بتهمة معارضة النظام، ولا يتأثر، تماماً كما يدهس كلباً ويكمل مسيرَه. تعرّف الرجل إذن إلى صوت الخطوات بساق اصطناعية، فلحق صاحبها وخطفه. حاول دفنه حياً انتقاماً، لكنه تشكك في هويته. ذهب إلى صديق ليتأكد فدلّه على امرأة، مرّا على أكثر من ضحية لهذا الرجل ذي الساق الصدئة، للتأكد. خلالها، ستتصل الطفلة بأبيها فيردّ الخاطف، تبكي بأن أمها ستموت وتستغيث، على أساسها يتصرف الضحايا السابقين، في موقف هو محكٌّ إنساني. الفيلم المتكامل، أقوى نقاطه السيناريو، تلك الحوارات الطويلة المستدركة واحدها للآخر، المتسارعة المتلاحقة، البسيطة العفوية، التي تبني، طبقةً طبقة، قصةً أخلاقية نموذجية، بحساسية كتابيّة نعرفها عن بناهي. هي أحاديث غير عادية للظرف غير العادي. هي أحاديث يرتفع فيها منسوب التوتر، مشهداً مشهداً. الفيلم بذلك نموذجي في كيف تتقدّم القصة وكيف تتطوّر الشخصيات، لا يحتمل أن تُقطَعَ دقيقةَ منه ولا يحتمل أن تُضافَ أخرى. خلال المشاهدة يخطر لأحدنا أن الفيلم عمل إيراني آخر سيوازي في السنوات المقبلة فيلمَ «طعم الكرز» لعباس كياروستامي في مكانته في تاريخ السينما، وفي مكانة المرجعية التي سينالها فيلم بناهي. سيكون انتقالةً في الهوية السينمائية الإيرانية، في قصصها وشخوصها وتصويرها، في واقعية ذلك وبساطته المركّبة. الفيلم، بعمليات تصويره، تكريس للصورة الإيرانية، تلك الواقعية الأخلاقية، مع نقل لها إلى مستوى آخر. العظمة في القصة الإنسانية لا تكون في الابتكار، بل في تكرار مبتكَر. الفيلم الذي يحكي عن سؤال انتقام الضحية، عن الكارما التي لا تترك ظالماً بحاله، عن إدراك الطفولة البديهي بأنه «قتلَ الكلب»، وتَقابلُ ذلك مع التردد المرتبك للضحايا في التصرّف تشبّهاً بمعذّبهم، الذي، للمناسبة، عُرفت هويته من خلال ساقه التي، للمناسبة أيضا، كانت لفقدانه ساقه في الحرب «من أجل المرشد» كما قال. في سوريا، هذه كارما أخرى لضحايا آخرين. وليست الإشارة المباشرة لمسرحية الأيرلندي صمويل بيكيت «في انتظار غودو» عبثيةً هنا، وإن كان المغزى منها عبثياً في جدوى انتظار العقاب، عقاب الضحية لمعذبها. عقابٌ النقاشُ المرتبك حولها، لإنسانيته، قد يحوّله إلى غودو (المهدي؟) المنتظَر وغير الآتي، غير الموجود، فيمحو العبثُ الرغبةَ بوجوده. تمحو الحواراتُ، في الفيلم والمسرحية من قبله، المعنى والجدوى. الفرد هنا، لا الخرافة، هو معنى الإنسانية وجدواها، وهو هنا ضحية في محك إنسانيتها، في إغواء انتقامها. الحادث في «حادث بسيط» (Un simple accident) ليس بسيطاً كما نرى، هو تتابع لحوادث سابقة وأخرى لاحقة محتملة. للحادث البسيط أثر الفراشة. لحظة واحدة، إدراك صوت الساق الصدئة، حملَ حادثاً بسيطاً كان دهساً لكلب يمرّ عنه الرجل، كما مرّ عن حوادث كانت له بسيطة. تعذيب وقتل، في إيران وسوريا.. هي حوادث بسيطة ستتعثر ببعضها لشدتها وكثرتها، وبصدفة كارميّة أو عبثية أو إلهية فلكل منّا تفسيره، الأكيد أنها بحنكة درامية قبل أن تكون صدفة، في البناء على تاريخ يسبق المشهد الأول، وأحداث «بسيطة» لا تنتهي تلحقه، بذلك كله كان الفيلم، وهو علامة فارقة في مسيرة جعفر بناهي السينمائية وفي التاريخ السينمائي لبلاده، كان الفيلم حقاً درساً في الإنسانية، شديد البساطة في تركيبه، وشديد التركيب في بساطته. كاتب فلسطيني سوري