#أحدث الأخبار مع #«غزلالحاجعبدالله»الاتحاد٢١-٠٤-٢٠٢٥سياسةالاتحادالتعاون التاريخي بين الإمارات والسودانالتعاون التاريخي بين الإمارات والسودان لطالما كانت العلاقة السودانية - الإماراتية عبر الحكومات المتوالية التي مرت بالبلدين مثالاً يُحتذى به في التعاون العربي- العربي، ومنذ مطلع سبعينيات القرن الماضي تواصلت المشاريع بين الدولتين، والبداية كانت بمشروع طريق «هيا بورتسودان»، الذي يربط ولايات السودان المختلفة بموانئها الرئيسية، ثم توالت المشاريع ولا غرابة أن يختار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان السودان كأول دولة يزورها خارج بلاده بعد توليه زمام الحكم، والاستعانة بسواعد أبنائه وأشقائه السودانيين في تأسيس دعائم الدولة الحديثة، وليومنا هذا لا يذكر الإنسان السوداني إلّا وذكرت معه صفات الوفاء والصدق والأمانة. ثم توالت بعد ذلك، وعلى مختلف حقب الحكم في السودان المشاريع الاقتصادية مرتكزة على تلك القديمة، وتم توقيع اتفاقيات متنوعة في شتى المجالات، ودخل المستثمرون الإماراتيون برغبة مستندة إلى خلفية الأساس المتين الذي وضعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مجالات وآفاق جديدة، مثل مجال النفط والتعدين والتصنيع، وأكبر مشروع للقطاع الخاص هو مشروع «زايد الخير» الذي يشكل نموذجاً لمبادرات أبناء الدولة الذين حذوا حذو شيخ العرب وحكيمهم، وأطلق عليه اسم «زايد الخير» تيمناً بالشيخ زايد، رحمه الله، والمشروع في منطقة الجزيرة ويشتمل على زراعة 40 ألف فدان وهي مساحة شاسعة، كما نذكر الودائع التي حرصت الإمارات أن تكون الداعم الأساسي لبنك السودان المركزي عبر التاريخ، وقروض عديدة لمشاريع كثيرة مثل مشروع «غزل الحاج عبدالله» 1976، و«سكك حديد السودان» 1977، و«مطار الخرطوم» عام 1980، وغيرها من المشاريع التي ساهمت في نهضة السودان الحديث. إذن، العلاقة بين الإمارات والسودان ضاربة في الجذور، واهتمام الإمارات بالسودان ينصبّ في وحدة الصف العربي والحفاظ على الأمن الإقليمي واستثماراتها ومشاريعها المشتركة مع الإخوة السودانيين. والخلاف السياسي، هو في رأيي خلاف موجه لزرع الفتنة بين الطرفين، واتهام الإمارات بتمويل طرف على حساب الآخر أمر يخلو من العقلانية، فنحن نتحدث عن صراع على الزعامة بين الجنرالين اللذين استوليا على السلطة عام 2021، فهل كان النزاع على السلطة أم على وحدة واستقرار السودان؟ ولم تكن الإمارات من أوجد هذا الفصيل أو ذاك، حيث أكدت الإمارات، يوم الأربعاء الماضي، في «مؤتمر لندن حول السودان» الذي استضافته بريطانيا، أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمثلان الشعب السوداني، ولا يمكن لأي منهما تحقيق الاستقرار في السودان، مشددة على أن الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية يعد النموذج الوحيد القادر على إحداث تغيير حقيقي في السودان. إذاً، أن من خلق البيئة الحتمية للصراع هم اللاعبون الرئيسون في العالم وتموقعهم الاستراتيجي في القارة الأفريقية وفي منطقة الشرق الأوسط، والقضايا والدعاوى ضمن ذلك الإطار، ولذلك ما يطرأ من تداعيات هي نتاج سوداني خالص. أما الإمارات فهي أولى الداعمين لوحدة السودان واستقراره، ومن غير المعقول أن تساهم دولة في خراب دولة استثمرت المليارات بها، وخسارة تلك الأصول الاستثمارية حباً في شخص يتصارع على السلطة مع الآخر! وأين هي مصلحة الشعب السوداني من كل ذلك التناحر على السلطة والقوة؟ ولماذا المماطلة في تشكيل حكومة مدنية منتخبة منذ سنين عديدة، وصولاً للقتال بين الطرفين بعيداً عن الحل الشامل؟ الشعب السوداني يحلم بحياة طبيعية وأن يبتعد عن الحكم من لا يؤمن بالمشاركة، ولا بالمشاورة ولا بالآخر ومبدأ كل شيء أو لا شيء. السودان سيعود وطن سلام عندما يكون هناك نهج مصالحة يضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات أثنية وأيديولوجية أو سياسية. *كاتب وباحث إماراتي في شؤون التعايش السلمي وحوار الثقافات
الاتحاد٢١-٠٤-٢٠٢٥سياسةالاتحادالتعاون التاريخي بين الإمارات والسودانالتعاون التاريخي بين الإمارات والسودان لطالما كانت العلاقة السودانية - الإماراتية عبر الحكومات المتوالية التي مرت بالبلدين مثالاً يُحتذى به في التعاون العربي- العربي، ومنذ مطلع سبعينيات القرن الماضي تواصلت المشاريع بين الدولتين، والبداية كانت بمشروع طريق «هيا بورتسودان»، الذي يربط ولايات السودان المختلفة بموانئها الرئيسية، ثم توالت المشاريع ولا غرابة أن يختار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان السودان كأول دولة يزورها خارج بلاده بعد توليه زمام الحكم، والاستعانة بسواعد أبنائه وأشقائه السودانيين في تأسيس دعائم الدولة الحديثة، وليومنا هذا لا يذكر الإنسان السوداني إلّا وذكرت معه صفات الوفاء والصدق والأمانة. ثم توالت بعد ذلك، وعلى مختلف حقب الحكم في السودان المشاريع الاقتصادية مرتكزة على تلك القديمة، وتم توقيع اتفاقيات متنوعة في شتى المجالات، ودخل المستثمرون الإماراتيون برغبة مستندة إلى خلفية الأساس المتين الذي وضعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مجالات وآفاق جديدة، مثل مجال النفط والتعدين والتصنيع، وأكبر مشروع للقطاع الخاص هو مشروع «زايد الخير» الذي يشكل نموذجاً لمبادرات أبناء الدولة الذين حذوا حذو شيخ العرب وحكيمهم، وأطلق عليه اسم «زايد الخير» تيمناً بالشيخ زايد، رحمه الله، والمشروع في منطقة الجزيرة ويشتمل على زراعة 40 ألف فدان وهي مساحة شاسعة، كما نذكر الودائع التي حرصت الإمارات أن تكون الداعم الأساسي لبنك السودان المركزي عبر التاريخ، وقروض عديدة لمشاريع كثيرة مثل مشروع «غزل الحاج عبدالله» 1976، و«سكك حديد السودان» 1977، و«مطار الخرطوم» عام 1980، وغيرها من المشاريع التي ساهمت في نهضة السودان الحديث. إذن، العلاقة بين الإمارات والسودان ضاربة في الجذور، واهتمام الإمارات بالسودان ينصبّ في وحدة الصف العربي والحفاظ على الأمن الإقليمي واستثماراتها ومشاريعها المشتركة مع الإخوة السودانيين. والخلاف السياسي، هو في رأيي خلاف موجه لزرع الفتنة بين الطرفين، واتهام الإمارات بتمويل طرف على حساب الآخر أمر يخلو من العقلانية، فنحن نتحدث عن صراع على الزعامة بين الجنرالين اللذين استوليا على السلطة عام 2021، فهل كان النزاع على السلطة أم على وحدة واستقرار السودان؟ ولم تكن الإمارات من أوجد هذا الفصيل أو ذاك، حيث أكدت الإمارات، يوم الأربعاء الماضي، في «مؤتمر لندن حول السودان» الذي استضافته بريطانيا، أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمثلان الشعب السوداني، ولا يمكن لأي منهما تحقيق الاستقرار في السودان، مشددة على أن الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية يعد النموذج الوحيد القادر على إحداث تغيير حقيقي في السودان. إذاً، أن من خلق البيئة الحتمية للصراع هم اللاعبون الرئيسون في العالم وتموقعهم الاستراتيجي في القارة الأفريقية وفي منطقة الشرق الأوسط، والقضايا والدعاوى ضمن ذلك الإطار، ولذلك ما يطرأ من تداعيات هي نتاج سوداني خالص. أما الإمارات فهي أولى الداعمين لوحدة السودان واستقراره، ومن غير المعقول أن تساهم دولة في خراب دولة استثمرت المليارات بها، وخسارة تلك الأصول الاستثمارية حباً في شخص يتصارع على السلطة مع الآخر! وأين هي مصلحة الشعب السوداني من كل ذلك التناحر على السلطة والقوة؟ ولماذا المماطلة في تشكيل حكومة مدنية منتخبة منذ سنين عديدة، وصولاً للقتال بين الطرفين بعيداً عن الحل الشامل؟ الشعب السوداني يحلم بحياة طبيعية وأن يبتعد عن الحكم من لا يؤمن بالمشاركة، ولا بالمشاورة ولا بالآخر ومبدأ كل شيء أو لا شيء. السودان سيعود وطن سلام عندما يكون هناك نهج مصالحة يضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات أثنية وأيديولوجية أو سياسية. *كاتب وباحث إماراتي في شؤون التعايش السلمي وحوار الثقافات