منذ 14 ساعات
من ميت غمر إلى مليون متابع لفيديوهاته
محمد نصر: الغيط وأكلاتنا المصرية سر نجاحى
لم يتخل محمد نصر الذى يسكن فى قرية أتميدة بمركز ميت غمر التابع لمحافظة الدقهلية يومًا عن حلمه، فمنذ أن كان طالبًا بكلية التجارة بجامعة الزقازيق، كان مولعًا بالتصوير، كان يصور كل شيء، وكان يؤمن أن موهبته ستكون يومًا ما نقطة تحول فى حياته.
بدأ نصر حياته العملية بعد تخرجه فى كليته فى هذا المجال فكان يصور الأفراح والمناسبات، وكان له بصمة مميزة فى تصوير «سيشن الزفاف». وبمرور الوقت صقل موهبته وحصل على دورات فى الإخراج ليصل إلى مستوى الاحتراف. ولم يقتصر تعلمه من خلال الدورات، بل كان يتعلم ذاتيًا خلال متابعته لكيفية التصوير فى الأفلام والمسلسلات وفهم الكادرات المختلفة.
وعن بداية علاقته بالسوشيال ميديا يقول منذ عامين ونصف بينما كنت جالسًا فى الأرض الزراعية مع أحد أصدقائي، قفزت إلى ذهنى فكرة إعداد إفطار مصرى ريفي، نجمع كل مكوناته فى الحال من الأرض وتوثيق تفاصيل ذلك فى فيديو، وأنشأت صفحة على فيسبوك وفى مساء نفس اليوم و بعد الانتهاء من المونتاج رفعته على الصفحة بعنوان «فطار مصرى رايق فى الريف المصري». فى صباح اليوم التالى يقول فوجئت بأن الفيديو حقق 3 ملايين مشاهدة، وآلاف التعليقات المشجعة. الأمر الذى شجعنى على الاستمرار.
تابع: بدأت بعد ذلك فى التصوير اليومى للفيديوهات فى البداية كانت دون تركيب أصوات عليها، صوت الطبيعة كان الأساس، وفيما بعد أضفت صوت إذاعة القرآن الكريم مما ساهم فى انتشار الفيديوهات وزيادة المشاهدات.
يقول نصر: حرصت منذ البداية على أن يكون المحتوى معبرًا عن الطبيعة الريفية، يتخلله تقديم الأكلات الريفية البسيطة التقليدية، ولتأكيد هذا المبدأ أحرص على تصوير فيديوهات و فيديوهات قصيرة «ريلز» توضح الطبيعة فى الريف فقط، وقد حصل أحد هذه الفيديوهات القصيرة ـ مدته 30 ثانية فقط ـ على 32 مليون مشاهدة!.
أكلاتنا المصرية الأصيلة أبدع نصر فى تصويرها
رابط دائم:
وبشكل عام، فإن الفيديوهات التى تحتوى على الأكلات المصرية الريفية تحظى بأعلى نسب من التفاعلات والمشاهدات؛ لأن المصريين يحبون مشاهدة فيديوهات إعداد الطعام، خاصة التى لها علاقة بالريف كما يقول نصر مثل قطف الخضروات التى استخدمها فى إعداد الوجبة من الأرض مباشرة، وغسلها بالمياه الجوفية النظيفة، أيضًا مشاهد جمع البيض من تحت الدجاجة، كذلك طريقة إعداد الأكلات الشعبية من البداية كإعداد عجينة الطعمية من مكوناتها حتى تصبح أقراصًا على المائدة، والجبنة القريش وخطوات إعدادها داخل الحصيرة، أيضا فيديو إعداد الاكلة الشعبية البصارة ومراحل تجهيزها. والطبيخ بكل أنواعه. ويضيف حتى الأكلات الحديثة كان لها نصيب أيضًا فى الفيديوهات مثل البيتزا والمكرونة البشاميل بالجبنة الموتزاريللا، لكنها لم تحظى بمشاهدات مثل فيديوهات الأكلات المصرية الأصيلة.نصر ليس وحده فى هذه السلسلة المرئية التى توثق يوميات الريف المصري، بل هناك دائما يد لسيدة تظهر فى الفيديوهات وهى تعد الطعام. يقول محمد بفخر إنها والدته الحبيبة وهى من تقوم بإعداد الوجبات فى كل الفيديوهات، لافتا أنه يجيد إعداد الطعام ولكنه يشعر بالبركة عندما تساعده والدته.نصر يحكى كيف كان والداه يرفضان فى البداية فكرة توقفه عن تصوير الأفراح باعتبارها مهنة مطلوبة ليقوم بتصوير فيديوهات لا يعلمان أهميتها بحكم أنهما من جيل مختلف. وكانا يخافان عليه وعلى أسرته المسئولة منه. لكن الأمور تغيرت تماما بعد أن ذاع صيته وسط جيرانهم وأقاربهم ومعارفهم، مؤكدًا أن والده عندما يعود إلى المنزل متهللة أساريره من ثناء الناس على المحتوى الذى يقدمه ابنه محمد، وباتا يحثانه على الاستمرار. بل إنه قبل نشر أى فيديو لابد وان تشاهده والدته لتبدى ملاحظاتها أولا.ويستطرد أن عدد متابعيه وصل إلى مليون متابع على تيك توك، وخلال أيام قليلة سيصل عدد المتابعين إلى مليون آخرين على منصة فيسبوك، وعلى انستجرام وصل عدد متابعينه إلى 600 ألف متابع، وهناك الآلاف من متابعينه من الأجانب من الجنسيات المختلفة، وهو ما دفع التليفزيون الألمانى وقناة سى إن إن وبعض القنوات المصرية إلى التصوير معه.يقول إنه بفضل الله أصبح يحقق مكسبًا جيدًا من خلال الإعلانات على صفحته وارتفاع نسب المشاهدات، وأن أكثر ما يسعده ويشعره بأنه اختار الطريق الصحيح هو التعليقات الإيجابية خاصة من غير المصريين وانبهارهم من جمال الطبيعة وسحرها فى الريف المصري، معتبرًا أن تغيير الصورة الذهنية فى أذهان البعض عن الريف المصرى بالإيجاب هو قمة النجاح.وتابع: هناك بعض اللحظات التى أعانى فيها من فقدان الشغف خاصة أننى أسعى دائما إلى عدم التكرار وتقديم الجديد، وهذا ليس يسيرا، فمن السهل الوصول إلى النجاح ولكن الحفاظ عليه صعب. ويعد من عيوب الشهرة لأن كل الأنظار تتجه إليك.