أحدث الأخبار مع #«فنالصفقة»


صحيفة الخليج
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- صحيفة الخليج
ترامب و40 عاماً في حب التعريفات الجمركية
إعداد: محمد كمال «نحن نثق في غرائز الرئيس»، كانت هذه العبارة اللافتة إحدى طرق دفاع الإدارة الأمريكية، عن التعريفات الجمركية غير المسبوقة التي أعلنها دونالد ترامب والتي اضطر إلى تعليقها مؤقتاً مستثنياً الصين، لكنها تكشف عن تاريخ طويل من إعجابه بها، لدرجة أنه في ثمانينيات القرن الماضي نشر إعلاناً مدفوع الأجر للمطالبة بفرض الرسوم الجمركية، معتبراً أنها قاعدة انطلاق مسعاه الرئاسي قبل أن يؤجل ترشحه. وبحسب بعض المؤرخين، فقد زُرعت بذور خطط ترامب للرسوم الجمركية قبل عقود، عندما كان يُنظر إليه كمطور عقاري جرئ في نيويورك حيث كان العديد من عملائه من الأجانب الأثرياء، ما رسخ اعتقاده في أن نُظم الاقتصاد الأمريكي تسمح للآخرين بالاستفادة من أسواق الولايات المتحدة. يقول نائب رئيس موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر خلال حلقة نقاشية عن ترامب: «طوال حياته المهنية، إذا عدنا إلى المقابلات التي أجراها في سبعينيات القرن الماضي كان يتحدث بشغف عن هذه القضية» وأضاف: «وقد حذّر في ثمانينيات القرن الماضي من انتقال جميع صناعاتنا الحيوية إلى اليابان آنذاك وحذر لسنوات من فقدان صناعة السيارات لدينا». ولفترة من الزمن، تبلورت رؤيته للاقتصاد العالمي من خلال مبيعات الشقق في برج ترامب، كما ذكر في كتابه «فن الصفقة» الصادر عام 1987، حيث جاء المشترون الأجانب عندما كانت اقتصاداتهم قوية والدولار ضعيفاً، لكنه استطرد: «من المؤسف أنه على مدى عقود أصبح هؤلاء أكثر ثراءً إلى حد كبير من خلال استغلال سياسات تجارية أنانية لم يتمكن قادة أمريكا من مواجهتها بشكل كامل». ـ إعلان مدفوع الأجر: بدأ ترامب بالتعبير عن معتقداته الحالية بوضوح عام1987، عندما كان يفكر في الترشح للرئاسة، ثم أنفق 100 ألف دولار على إعلان وصفه بـ«رسالة مفتوحة» نُشر في صحف واشنطن بوست ونيويورك تايمز وبوسطن غلوب. وخلال الإعلان صب ترامب غضبه آنذاك على اليابان، الدولة التي كانت تزدهر اقتصادياً وتزداد قوةً كمنافس، كما كان يراقب المصالح اليابانية وهي تشتري معالم اقتصادية أمريكية بارزة من بينها فنادق فاخرة وكتب يقول «إن اليابان ودول أخرى تستغل الولايات المتحدة»، مشتكياً من أن الجيش الأمريكي يتولى الدفاعات العسكرية بينما تنفق اليابان الأموال لبناء «اقتصاد قوي وحيوي يتمتع بفوائض غير مسبوقة». ثم استطرد: «افرضوا الضرائب على هذه الدول الغنية، لا على أمريكا، أنهوا عجزنا المالي الهائل، وخفّضوا ضرائبنا، ودعوا الاقتصاد الأمريكي ينمو دون أن يثقل كاهله تكلفة الدفاع». ـ تأثير صعود اليابان وكتبت الاستاذة في كلية دارتموث جينيفر ميلر بحثاً في كيفية تأثير الصعود الاقتصادي لليابان على نظرة ترامب وقناعاته للاقتصاد العالمي وقالت ميلر: «اللافت حقاً في هذا الأمر هو مدى اتساقه في الماضي وحالياً». وكثيراً ما وصف ترامب الرسوم الجمركية بأنها ضريبة على الواردات تدفعها الدول الأخرى للولايات المتحدة، ويُظهر التاريخ أن هذه ليست الطريقة المُعتادة، حيث يدفع المستوردون الضرائب، ولكنهم غالباً، هم والمصنعون وتجار التجزئة، يُحمّلون المستهلكين الأمريكيين هذه التكاليف. وتقول ميلر: «لم يكن ترامب يستخدم كلمة تعريفات جمركية، بل ضريبة على دول أخرى ونرى ذلك حالياً في فكرة أن دولاً أخرى ستدفع ثمنها وليس أمريكا، مع أن هذا هو ما يتوقعه معظم الاقتصاديين الآن». ـ مقابلة مع أوبرا وينفري ولا يعتبر ترامب الرسوم الجمركية أداةً بيد الكونغرس فحسب، بل أداةً بيد سلطة تنفيذية قوية، فبعد وقت قصير من نشره الإعلان الصحفي قبل نحو 40 عاماً، ذهب ترامب إلى نيو هامبشاير وانتقد النظام الضريبي بشدة وقال: «لقد سئمت من الأشخاص الطيبين في واشنطن.. أريد شخصاً حازماً يعرف كيف يتفاوض وإلا فإن بلادنا تواجه كارثة» وفي نهاية المطاف، تراجع ترامب عن ترشحه للرئاسة، لكنه واصل انتقاده للنظام التجاري العالمي. وفي مقابلة مع أوبرا وينفري عام 1988 قال: «إذا ذهبتِ إلى اليابان الآن وحاولتِ بيع شيء ما، فانسي الأمر يا أوبرا، انسي الأمر تماماً، إنهم يأتون إلى هنا ويبيعون سياراتهم وأجهزة تسجيل الفيديو الخاصة بهم، ويدمرون شركاتنا تماماً». وكما هو الحال الآن، لم يُلقِ باللوم على الدول الأجنبية لاستغلالها سياساتٍ مواتية، بل وجه اللوم إلى قادة الولايات المتحدة لسماحهم بحدوث ذلك. ـ مهاجمة بوش الأب وفي مؤتمر للطيران عام 1989 حيث وصف قادة الأمة بأنهم «أكبر حمقى في العالم» ودعا إلى فرض ضريبة بنسبة 20% على الواردات، قائلاً: «لماذا نحن أغبياء إلى هذه الدرجة؟ نحن نخدم هؤلاء الناس والنتيجة النهائية هي أنهم لا يحترموننا». ثم استطرد قائلاً: «إن عبارة أمريكا ألطف هي الأسوأ»، في انتقادٍ حادٍّ للرئيس آنذاك جورج بوش الأب، الذي استخدم هذه العبارة محاولًا تدشين عصرٍ من اللباقة الوطنية في ظلّ مشهدٍ عالميٍّ متغير، فعلق ترامب: «إذا أصبحنا ألطف وألين، فلن يكون لدينا أمريكا». ـ الحلفاء أيضاً كما يفعل الآن، تحدث ترامب منذ سنوات مضت، عن أن الأمر لا يقتصر على الخصوم فحسب، بل يشمل الحلفاء أيضاً، قائلاً: « إنهم يستخدمون العلاقات الدبلوماسية المواتية للحصول على ميزة..» واشتهرت عنه العبارة: «لا تكن سخيفًا، إنهم يسخرون منا، لا يوجد أصدقاء في الاقتصاد العالمي، بل متنافسون فقط». وحالياً يردد ترامب كثيراً: «أعرف ما أفعله»، محاولاً طمأنة الأمريكيين، كما يطلب منهم التحلي بقدر هائل من الثقة والصبر مع انطلاقه في مناورة فرض رسوم جمركية محفوفة بالمخاطر الاقتصادية، حتى لو علقها جزئياً، لكن في الواقع، تشير استطلاعات رأي جديدة إلى أن الأمريكيين عموماً لا يقتنعون تماماً بمبرراته ويخشون العواقب الاقتصادية وتفاقم التضخم. ـ الولاية الأولى اتسمت الولاية الرئاسية الأولى لترامب أيضاً بفرض رسوم جمركية، لا سيما على الصين، لكن العديد من الحواجز التي كانت قائمة قبل ثماني سنوات، بما في ذلك العديد من أعضاء مجلس الوزراء الذين عارضوا آراءه ونصحوه باتباع نهج مختلف، لم يعودوا موجودين وحل محلها أشخاص يتفقون إلى حد كبير مع رؤيته للعالم. ويقول مسؤولون في البيت الأبيض: إن الظروف قد تغيرت أيضاً، مع اقتصاد أقوى قادر على تحمل الاضطرابات التي تتطلبها خططه. ويأتي مفهوم ترامب للرسوم الجمركية باعتبارها الحل السحري لسد العجز التجاري مع شركاء الولايات المتحدة ووسيلة لإنعاش التصنيع وتوفير آلاف فرص العمل، لكن التعريفات الكبيرة في ظل الثروات الطائلة والتحالفات التجارية الراسخة أحدثت دوياً دفع إلى التحذير من اضطراب الأسواق، مع خشية عدم الإلمام الكامل بآلية عمل التجارة العالمية بالنسبة لأمريكا وأن المسألة ببساطة، أن الشركات الأجنبية تحصل على الدولار في مقابل حصول الأمريكيين على المنتجات التي يريدونها. وبعبارة صادمة، قال وزير الخزانة الأمريكية الأسبق لاري سامرز: «يدرك أصحاب النزاهة الفكرية في الإدارة الأمريكية أن الرسوم الحالية تعكس هوساً دام أربعين عاماً ولا يعتمد على أي نظرية اقتصادية مثبتة» وهو ما دفع إلى الاستشهاد بكلمات ترامب خلال تجمع انتخابي في نوفمبر/تشرين الثاني 2024: «أجمل كلمة في قاموسي هي التعريفة الجمركية، أعتقد أنها أجمل كلمة ستُثري بلادنا».

مصرس
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- مصرس
عادل حمودة يكتب: قواعد التفاوض فى "إنجيل ترامب".. ارفع سقف المطالب تحصل على أكثر مما تريد
يكتب: قواعد التفاوض فى "إنجيل ترامب":1ارفع سقف المطالب تحصل على أكثر مما تريد2لا تصدق كل ما أقول فكثيرًا ما أخسر الصفقات3ليس مهمًا أن تكسب أو تخسر.. المهم أن تظل تلعب«ليس من المهم أن تكسب وليس من المهم أن تخسر ولكن من المهم أن تستمر تلعب».سمعت هذه العبارة من الدكتور «بطرس غالي» وأنا أحاوره فى البيت الزجاجى الذى قضى فيه خمس سنوات أمينا عاما للأمم المتحدة.العبارة نفسها بنصها وحروفها نشرها «دونالد ترامب» فى كتابه «فن الصفقة» الذى يعيد العالم قراءته ليفسر قراراته وتصريحاته وتحولاته الانقلابية الحادة بعد أن استرد البيت الأبيض وجلس على كرسى العرش الأمريكى.الكتاب صدر عام 1987 بمشاركة الكاتب الصحفى «تونى شوارتز» الذى اعتذر عما فعل فيما بعد.نصف الكتاب مذكرات والنصف نصائح.حقق الكتاب أعلى مبيعات لعدة سنوات حسب تقديرات «نيويورك تايمز» ثم عاد ليحتل المرتبة نفسها بعد نحو 42 عاما خاصة بعد أن رفعه «ترامب» أمام جمهور من مؤيديه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة ووصفه بأنه «إنجيلى».الكتاب يكشف عن أسلوب «ترامب» فى عقد الصفقات سواء كانت صفقات تجارية أو صفقات سياسية. الشخص واحد. التفكير واحد. والكتالوج واحد.بل إن الكتالوج يمتد إلى الصفقات العاطفية أيضا.«رأيت صفقات سيئة وشاهدت شركات سيئة ولكننى لم أر أسوأ من رجل وامرأة يتحاربان على ممتلكاتهما ومنزلهما وسيارتهما».هكذا كتب ثم أضاف: «إنه أمر شنيع حقا. كنت تحب الشخص الآخر والآن لم يعد الحب يجمع بينكما. أصبح الكره شديدا. أشد مما هو الحال فى التعاملات التجارية. إنه الجحيم بعينه».لكن لو كان خلاف رجل وامرأة من هذه العينة هو «الجحيم بعينه» فما هو الوصف المناسب لما حدث للفلسطينيين فى غزة؟وما الوصف المناسب لقنبلة «التهجير» التى فجرها فى منطقة ساخنة ذات توتر عال وقابلة للاشتعال بأصغر عود كبريت يضع اتفاقيات السلام فى موقف لا تحسد عليه.حالة من القلق المكتوم ترقد فوق بركان يغلى لو فقد سيطرته على نفسه لن يفرق بين فلسطينى وإسرائيلى ولا بين عربى وأمريكى.على أن لا أحدًا يعرف ما يقصد «ترامب» بالضبط من تصوره شبه الخيالى بتهجير الفلسطينيين من غزة؟«نتنياهو» اعتبر تصور «ترامب» أفضل خطة لليوم التالى للحرب فى غزة. وزير دفاعه «يسرائيل كاتس» أمر الجيش بوضع خطة التهجير.لكن لا أحدًا فكر فيما سيحدث لو رفض الفلسطينيون التهجير؟وهناك من يدعى إنها هجرة مؤقتة حتى تسترد غزة سبل العيش فيها ثم يعود أهلها إليها ولكن الفلسطينيين استوعبوا الدرس فالمؤقت عند إسرائيل دائم والباب الذى يفتح عند المغادرة يغلق عند العودة.ولو تحمست إسرائيل للخطة فكيف ستستولى الولايات المتحدة على غزة؟ هل ستلجأ إلى قوة عسكرية؟ البيت الأبيض ينفى. لكن لا يحدد البديل. غالبا لم يصل إلى بديل.وبرفض مصر والأردن اتجهت الاقتراحات إلى إسبانيا وأيرلندا والنرويج وكندا وإندونيسيا ليكون التهجير بإغراء العيش فى دول ثرية.والأهم أن يكون التهجير بالتقسيط أو التنقيط فلا يشعر بكثافته أحد فى مكان واحد أو مكانين أو ثلاثة. ربما سيكون نوعا من التهجير الذائب وإن صعب إخفاءه.ولو صح ما نشر أن وراء تصور «ترامب» إعجاب صهره «جاريد كوشنر» بموقع غزة ومناخها لتكون مثل «الريفيرا» الفرنسية يستمتع بها أثرياء الكرة الأرضية ويمكن استثمار أموالهم فى حقول الغاز الواعدة هناك.بهذا الحلم العقارى تنتصر عقلية المقاول بالانتصار على عقلية السياسى.لكن لا وجبة عشاء مجانيا كما يقول الأمريكيون أنفسهم.إنهم سيدفعون الثمن هم أيضا حسب تحذير «ديفيد إجناسيوس» مدير تحرير صحيفة «واشنطن بوست».عرف الكاتب وثيق الصلة بأجهزة استخباراتية متعددة الجنسيات أن «وكالة الأمن الوطني» لم تعرف بالخبر إلا عندما أعلنه «ترامب».بعد خمس ساعات بعثت الوكالة برسائل تحذير إلى إداراتها ومسئوليها فى مختلف الولايات تؤكد أن ما حدث سيؤثر بالسوء على صورة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط وستزيد موجات العداء ضدها وستخرج التظاهرات فى الداخل تندد بها.أكثر من ذلك فإن المظاهرات يمكن أن تتطور إلى عنف «يجب السيطرة عليه» إلى جانب وجود منظمات إسلامية متطرفة على الإنترنت لن تتردد فى القيام بهجمات سيبرانية ضد أهداف مدنية وعسكرية.ويتساءل كاتب الرأى الشهير: «ما الفائدة من تصدير حماس إلى دول عربية حليفة لتهدد أمنها واستقرارها وربما تسببت فى اشتباكات بينها وبين إسرائيل»؟ما كل هذه الفوضى التى سببتها كلمات محدودة أطلقها «ترامب» وبدأ يتفاوض عليها؟كيف نستخلص الحقيقة بكل طبقاتها الظاهرة والمستترة وبكل نبوءته المعقولة والمكروهة فى هذا الجو الرمادى المكهرب؟نحن أمام زلزال استثنائى سيرحل دون أن نعرف ما سيترك وراءه؟نحن أمام حفلة ألعاب نارية تشعل الماء والشجر وتشعل اللاعبين والمتفرجين.نحن أمام مجموعة من الألغاز ليس أمامنا لحلها إلا معرفة كيف يفكر صانعها. إلا بالرجوع إلى دليل نشره بنفسه فى كتاب «فن الصفقة».بدأ بقاعدة واضحة للفوز فى الصفقات.«ارفع سقف الأهداف عاليا جدا سواء بدا ذلك مناسبا أو غير مناسب. سواء كان ذلك قابلا للتحقيق أو يصعب الوصول إليه».«ارفع السقف إلى أبعد ما يمكن ولا تتراجع خطوة واحدة للوراء».مثلا لو كانت الصفقة رابحة عند مليون دولار فأطلب عشرة ملايين دولار ولو استسلم الطرف الآخر وعرض خمسة ملايين فأنت كسبت خمسة أضعاف ما كنت تريد».يكرر «ترامب» لا تتوقف عند الأهداف الصغيرة.«والدى كان رجلا متواضعا يقبل بما يراه متاحا أما أنا فأخرق السماء حتى أضعاف ما أريد».جرب أن نطبق هذه القاعدة على غزة.حسب ما ذكر سيتسلمها من إسرائيل لتكون ريفيرا الشرق الأوسط وإلا سيكون أكثر عنفا رغم إنه جاء ليوقف الحرب لا ليزيد الدمار خرابا.هذا هو السقف المرتفع لذى يتحدث عنه.ستأتى أطراف أخرى للتفاوض معه وكلما تمسكت هذه الأطراف بموقفها كلما تناول «ترامب» أكثر.ربما يخفض عدد المبعدين عن غزة. وربما ضاعف عدد الدول التى تستقبلهم. وربما ترك غزة إلى أهلها مقابل تغيير اسم الضفة الغربية إلى «يهودا والسامرة» وهما اسما مملكتين لليهود إحداهما كانت فى الشمال (السامرة) والثانية كانت فى الجنوب (يهودا) وكنت تضم القدس ضمن حدودها. وربما أعلن ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل.لم هذه التفسيرات المتعددة؟السبب هو القاعدة الثانية فى «فن الصفقة» حيث يؤكد أنه ليس شرطا أن يصل إلى ما يريد فهو فى كثير من الأحيان دخل فى صفقات ولم تحقق ما يريد.هذه قاعدة يجب التمسك به عند التفاوض معه بأن لا نيأس بل علينا أن نواصل التفاوض حتى يتراجع ولكن أغلب الظن أنه لا بد أن يحصل على شيء مقابل تنازله.وليكن هذا الشيء منح شركات أمريكية فرصة أكبر فى عملية إعمار غزة مثلا.أو منح شركات أمريكية مزيدًا من فرص الاستثمار فى المنطقة.أو ما يمنح الولايات المتحدة مصلحة ما فى الشرق الأوسط يفوز بها «ترامب» دون أن نخسر نحن.إذن هو يقول بنفسه:«لا تتعاملوا مع كل كلمة أقولها على أنها قابلة للتحقق».«لا أتمسك بالمكان الذى ستكون فيه الصفقة بقدر ما استخدم المكان نفسه فى حرب نفسية لإضعاف الطرف الآخر».يعنى «غزة» ليست هدفا فى حد ذاتها لكنه يستخدمها للحصول على مكاسب أخرى لن نعرفها إلا عند التفاوض معه.وحسب الكتاب أيضا:«لا أهتم كثيرا بآراء المنتقدين. هم يطمئنون بعضهم البعض بالانتقادات. أنا أعتبر أن ذلك يقوى موقفى. ويثبت أننى شخص مثير للجدل. وهذا يقوى موقفى فى الصفقة لأن عددًا أكبر يتكلم ويوضح أشياء ربما تكون خافية عنى وأستفيد منها وأصل إلى ما أريد».لكن الحقيقة أن الانتقادات هذه المرة تتجاوز تلف العالم دولة بعد دولة لتصل إلى الولايات المتحدة مشبعة بالتوتر والخوف والقلق.وهناك يتضاعف التوتر والخوف والقلق.صحيفة «وول ستريت جورنال» اليمينية تتعجب من «ترامب» الذى روج أيام الانتخابات الرئاسية لإنهاء التورط فى الصراعات الخارجية ولكنه الآن يريد الاستيلاء على غزة.ونشر على موقع «أكسيوس»: «موجة الصدمة التى أحدثها قرار ترامب بشأن غزة تهز الشرق الأوسط وبعض المسئولين فى البيت الأبيض».وانتشرت قوائم تحمل توقيعات بعزل ترامب وإن كانت الأرقام لا تزال هزيلة.وفى الكونجرس دعا نواب من الحزبين إلى اللجوء إلى الدستور لعزل «ترامب» ومساءلته بشأن التطهير العرقى بحق الفلسطينيين.ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مستشارين لترامب: «نتوقع أن تختفى فكرة ملكية غزة بعد أن اتضح لترامب أنها غير قابلة للتطبيق.ولا نعرف هل تغير «ترامب» بعد كل السنين التى مرت على صدور الكتاب حتى يضع فى اعتباره حجم الاعتراض على قراره؟فى الكتاب يرى أن الهجوم عليه والاختلاف معه يوفر له دعاية مجانية كانت ستكلفه 40 ألف دولار فى الصفحة ستدفعها شركات للصحف للكتابة عنه.هنا يقول:«ليس من المهم أن يمدحونك وليس من المهم أن يهاجمونك ولكن من المهم ألا ينسونك».«من المهم أن يأتوا بسيرتك».ويفرض علينا الكتاب أن نكرر السؤال نفسه: «هل تغير ترامب؟».فى الكتاب يقول بالحرف الواحد:«عندما يقوم أحدهم بافتعال مشادة معك نصيحتى لك أن تنتقم منه. هذه ليست نصيحة نموذجية ولكنها نصيحة من العالم الواقعى.«عندما يسىء الناس إليك عليك بالثأر لأن ذلك يجعلك تشعر بالانتصار ولأن الناس سوف يشاهدونك تقوم بذلك أنا أحب أن أثأر لنفسى؟»والحقيقة أنه نفذ هذه القاعدة عندما عاد إلى الرئاسة من جديد.ولكن الوحيد الذى استثناه من القاعدة كان «نتنياهو» الذى حرص موقع البيت الأبيض على نشر صورته وترامب يجلسه على مقعد أمام مائدة الاجتماعات بنفسه.كان «ترامب» غاضبا من «نتنياهو» بسبب تخليه عنه فى الانتخابات الرئاسية التى فاز بها «بايدن» وإن كانت هذه المجاملة البروتوكولية ليست لرئيس حكومة إسرائيل وإنما للوبى اليهودى الذى ساهم فى إعادته للسلطة بعد أن أكل سلفه لحما وألقى به عظما.لكن سواء كشف كتاب «فن الصفقة» أو لم يكشف فإن الفيصل فى القضية الشعوب العربية.لن يكون لفلسطين صوت إلا إذا توحدت فصائلها.ولن يكون للعرب تأثير إلا إذا لم يطلبوا إلا رضاء أنفسهم.باختصار ليسوا مطالبين بشهادة حسن سير وسلوك من أحد.لا يمكن أن يرددوا الحكمة القائلة «ليس فى الإمكان أبدع مما كان» ففى منطقة ملتهبة كالتى نعيش فيها لا يوجد سوى حكمة حقيقية واحدة: «ليس فى الإمكان أبدع مما سيكون».غزة قبل الدمارديفيد أجناسيوس فى «واشنطن وست»: تحذير من وكالة الأمن الداخلى بهجمات سيبرانية وتظاهرات أمريكية معادية التسويق من خلال الأطفالغلاف الكتابتونى شوارتزديفيد أجناسيوس


بوابة الفجر
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- بوابة الفجر
عادل حمودة يكتب: قواعد التفاوض فى 'إنجيل ترامب'.. ارفع سقف المطالب تحصل على أكثر مما تريد
عادل حمودة يكتب: قواعد التفاوض فى "إنجيل ترامب": 1 ارفع سقف المطالب تحصل على أكثر مما تريد 2 لا تصدق كل ما أقول فكثيرًا ما أخسر الصفقات 3 ليس مهمًا أن تكسب أو تخسر.. المهم أن تظل تلعب «ليس من المهم أن تكسب وليس من المهم أن تخسر ولكن من المهم أن تستمر تلعب». سمعت هذه العبارة من الدكتور «بطرس غالي» وأنا أحاوره فى البيت الزجاجى الذى قضى فيه خمس سنوات أمينا عاما للأمم المتحدة. العبارة نفسها بنصها وحروفها نشرها «دونالد ترامب» فى كتابه «فن الصفقة» الذى يعيد العالم قراءته ليفسر قراراته وتصريحاته وتحولاته الانقلابية الحادة بعد أن استرد البيت الأبيض وجلس على كرسى العرش الأمريكى. الكتاب صدر عام ١٩٨٧ بمشاركة الكاتب الصحفى «تونى شوارتز» الذى اعتذر عما فعل فيما بعد. نصف الكتاب مذكرات والنصف نصائح. حقق الكتاب أعلى مبيعات لعدة سنوات حسب تقديرات «نيويورك تايمز» ثم عاد ليحتل المرتبة نفسها بعد نحو ٤٢ عاما خاصة بعد أن رفعه «ترامب» أمام جمهور من مؤيديه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة ووصفه بأنه «إنجيلى». الكتاب يكشف عن أسلوب «ترامب» فى عقد الصفقات سواء كانت صفقات تجارية أو صفقات سياسية. الشخص واحد. التفكير واحد. والكتالوج واحد. بل إن الكتالوج يمتد إلى الصفقات العاطفية أيضا. «رأيت صفقات سيئة وشاهدت شركات سيئة ولكننى لم أر أسوأ من رجل وامرأة يتحاربان على ممتلكاتهما ومنزلهما وسيارتهما». هكذا كتب ثم أضاف: «إنه أمر شنيع حقا. كنت تحب الشخص الآخر والآن لم يعد الحب يجمع بينكما. أصبح الكره شديدا. أشد مما هو الحال فى التعاملات التجارية. إنه الجحيم بعينه». لكن لو كان خلاف رجل وامرأة من هذه العينة هو «الجحيم بعينه» فما هو الوصف المناسب لما حدث للفلسطينيين فى غزة؟ وما الوصف المناسب لقنبلة «التهجير» التى فجرها فى منطقة ساخنة ذات توتر عال وقابلة للاشتعال بأصغر عود كبريت يضع اتفاقيات السلام فى موقف لا تحسد عليه. حالة من القلق المكتوم ترقد فوق بركان يغلى لو فقد سيطرته على نفسه لن يفرق بين فلسطينى وإسرائيلى ولا بين عربى وأمريكى. على أن لا أحدًا يعرف ما يقصد «ترامب» بالضبط من تصوره شبه الخيالى بتهجير الفلسطينيين من غزة؟ «نتنياهو» اعتبر تصور «ترامب» أفضل خطة لليوم التالى للحرب فى غزة. وزير دفاعه «يسرائيل كاتس» أمر الجيش بوضع خطة التهجير. لكن لا أحدًا فكر فيما سيحدث لو رفض الفلسطينيون التهجير؟ وهناك من يدعى إنها هجرة مؤقتة حتى تسترد غزة سبل العيش فيها ثم يعود أهلها إليها ولكن الفلسطينيين استوعبوا الدرس فالمؤقت عند إسرائيل دائم والباب الذى يفتح عند المغادرة يغلق عند العودة. ولو تحمست إسرائيل للخطة فكيف ستستولى الولايات المتحدة على غزة؟ هل ستلجأ إلى قوة عسكرية؟ البيت الأبيض ينفى. لكن لا يحدد البديل. غالبا لم يصل إلى بديل. وبرفض مصر والأردن اتجهت الاقتراحات إلى إسبانيا وأيرلندا والنرويج وكندا وإندونيسيا ليكون التهجير بإغراء العيش فى دول ثرية. والأهم أن يكون التهجير بالتقسيط أو التنقيط فلا يشعر بكثافته أحد فى مكان واحد أو مكانين أو ثلاثة. ربما سيكون نوعا من التهجير الذائب وإن صعب إخفاءه. ولو صح ما نشر أن وراء تصور «ترامب» إعجاب صهره «جاريد كوشنر» بموقع غزة ومناخها لتكون مثل «الريفيرا» الفرنسية يستمتع بها أثرياء الكرة الأرضية ويمكن استثمار أموالهم فى حقول الغاز الواعدة هناك. بهذا الحلم العقارى تنتصر عقلية المقاول بالانتصار على عقلية السياسى. لكن لا وجبة عشاء مجانيا كما يقول الأمريكيون أنفسهم. إنهم سيدفعون الثمن هم أيضا حسب تحذير «ديفيد إجناسيوس» مدير تحرير صحيفة «واشنطن بوست». عرف الكاتب وثيق الصلة بأجهزة استخباراتية متعددة الجنسيات أن «وكالة الأمن الوطني» لم تعرف بالخبر إلا عندما أعلنه «ترامب». بعد خمس ساعات بعثت الوكالة برسائل تحذير إلى إداراتها ومسئوليها فى مختلف الولايات تؤكد أن ما حدث سيؤثر بالسوء على صورة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط وستزيد موجات العداء ضدها وستخرج التظاهرات فى الداخل تندد بها. أكثر من ذلك فإن المظاهرات يمكن أن تتطور إلى عنف «يجب السيطرة عليه» إلى جانب وجود منظمات إسلامية متطرفة على الإنترنت لن تتردد فى القيام بهجمات سيبرانية ضد أهداف مدنية وعسكرية. ويتساءل كاتب الرأى الشهير: «ما الفائدة من تصدير حماس إلى دول عربية حليفة لتهدد أمنها واستقرارها وربما تسببت فى اشتباكات بينها وبين إسرائيل»؟ ما كل هذه الفوضى التى سببتها كلمات محدودة أطلقها «ترامب» وبدأ يتفاوض عليها؟ كيف نستخلص الحقيقة بكل طبقاتها الظاهرة والمستترة وبكل نبوءته المعقولة والمكروهةــ فى هذا الجو الرمادى المكهرب؟ نحن أمام زلزال استثنائى سيرحل دون أن نعرف ما سيترك وراءه؟ نحن أمام حفلة ألعاب نارية تشعل الماء والشجر وتشعل اللاعبين والمتفرجين. نحن أمام مجموعة من الألغاز ليس أمامنا لحلها إلا معرفة كيف يفكر صانعها. إلا بالرجوع إلى دليل نشره بنفسه فى كتاب «فن الصفقة». بدأ بقاعدة واضحة للفوز فى الصفقات. «ارفع سقف الأهداف عاليا جدا سواء بدا ذلك مناسبا أو غير مناسب. سواء كان ذلك قابلا للتحقيق أو يصعب الوصول إليه». «ارفع السقف إلى أبعد ما يمكن ولا تتراجع خطوة واحدة للوراء». مثلا لو كانت الصفقة رابحة عند مليون دولار فأطلب عشرة ملايين دولار ولو استسلم الطرف الآخر وعرض خمسة ملايين فأنت كسبت خمسة أضعاف ما كنت تريد». يكرر «ترامب» لا تتوقف عند الأهداف الصغيرة. «والدى كان رجلا متواضعا يقبل بما يراه متاحا أما أنا فأخرق السماء حتى أضعاف ما أريد». جرب أن نطبق هذه القاعدة على غزة. حسب ما ذكر سيتسلمها من إسرائيل لتكون ريفيرا الشرق الأوسط وإلا سيكون أكثر عنفا رغم إنه جاء ليوقف الحرب لا ليزيد الدمار خرابا. هذا هو السقف المرتفع لذى يتحدث عنه. ستأتى أطراف أخرى للتفاوض معه وكلما تمسكت هذه الأطراف بموقفها كلما تناول «ترامب» أكثر. ربما يخفض عدد المبعدين عن غزة. وربما ضاعف عدد الدول التى تستقبلهم. وربما ترك غزة إلى أهلها مقابل تغيير اسم الضفة الغربية إلى «يهودا والسامرة» وهما اسما مملكتين لليهود إحداهما كانت فى الشمال (السامرة) والثانية كانت فى الجنوب (يهودا) وكنت تضم القدس ضمن حدودها. وربما أعلن ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل. لم هذه التفسيرات المتعددة؟ السبب هو القاعدة الثانية فى «فن الصفقة» حيث يؤكد أنه ليس شرطا أن يصل إلى ما يريد فهو فى كثير من الأحيان دخل فى صفقات ولم تحقق ما يريد. هذه قاعدة يجب التمسك به عند التفاوض معه بأن لا نيأس بل علينا أن نواصل التفاوض حتى يتراجع ولكن أغلب الظن أنه لا بد أن يحصل على شيء مقابل تنازله. وليكن هذا الشيء منح شركات أمريكية فرصة أكبر فى عملية إعمار غزة مثلا. أو منح شركات أمريكية مزيدًا من فرص الاستثمار فى المنطقة. أو ما يمنح الولايات المتحدة مصلحة ما فى الشرق الأوسط يفوز بها «ترامب» دون أن نخسر نحن. إذن هو يقول بنفسه: «لا تتعاملوا مع كل كلمة أقولها على أنها قابلة للتحقق». «لا أتمسك بالمكان الذى ستكون فيه الصفقة بقدر ما استخدم المكان نفسه فى حرب نفسية لإضعاف الطرف الآخر». يعنى «غزة» ليست هدفا فى حد ذاتها لكنه يستخدمها للحصول على مكاسب أخرى لن نعرفها إلا عند التفاوض معه. وحسب الكتاب أيضا: «لا أهتم كثيرا بآراء المنتقدين. هم يطمئنون بعضهم البعض بالانتقادات. أنا أعتبر أن ذلك يقوى موقفى. ويثبت أننى شخص مثير للجدل. وهذا يقوى موقفى فى الصفقة لأن عددًا أكبر يتكلم ويوضح أشياء ربما تكون خافية عنى وأستفيد منها وأصل إلى ما أريد». لكن الحقيقة أن الانتقادات هذه المرة تتجاوز تلف العالم دولة بعد دولة لتصل إلى الولايات المتحدة مشبعة بالتوتر والخوف والقلق. وهناك يتضاعف التوتر والخوف والقلق. صحيفة «وول ستريت جورنال» اليمينية تتعجب من «ترامب» الذى روج أيام الانتخابات الرئاسية لإنهاء التورط فى الصراعات الخارجية ولكنه الآن يريد الاستيلاء على غزة. ونشر على موقع «أكسيوس»: «موجة الصدمة التى أحدثها قرار ترامب بشأن غزة تهز الشرق الأوسط وبعض المسئولين فى البيت الأبيض». وانتشرت قوائم تحمل توقيعات بعزل ترامب وإن كانت الأرقام لا تزال هزيلة. وفى الكونجرس دعا نواب من الحزبين إلى اللجوء إلى الدستور لعزل «ترامب» ومساءلته بشأن التطهير العرقى بحق الفلسطينيين. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مستشارين لترامب: «نتوقع أن تختفى فكرة ملكية غزة بعد أن اتضح لترامب أنها غير قابلة للتطبيق. ولا نعرف هل تغير «ترامب» بعد كل السنين التى مرت على صدور الكتاب حتى يضع فى اعتباره حجم الاعتراض على قراره؟ فى الكتاب يرى أن الهجوم عليه والاختلاف معه يوفر له دعاية مجانية كانت ستكلفه ٤٠ ألف دولار فى الصفحة ستدفعها شركات للصحف للكتابة عنه. هنا يقول: «ليس من المهم أن يمدحونك وليس من المهم أن يهاجمونك ولكن من المهم ألا ينسونك». «من المهم أن يأتوا بسيرتك». ويفرض علينا الكتاب أن نكرر السؤال نفسه: «هل تغير ترامب؟». فى الكتاب يقول بالحرف الواحد: «عندما يقوم أحدهم بافتعال مشادة معك نصيحتى لك أن تنتقم منه. هذه ليست نصيحة نموذجية ولكنها نصيحة من العالم الواقعى. «عندما يسىء الناس إليك عليك بالثأر لأن ذلك يجعلك تشعر بالانتصار ولأن الناس سوف يشاهدونك تقوم بذلك أنا أحب أن أثأر لنفسى؟» والحقيقة أنه نفذ هذه القاعدة عندما عاد إلى الرئاسة من جديد. ولكن الوحيد الذى استثناه من القاعدة كان «نتنياهو» الذى حرص موقع البيت الأبيض على نشر صورته وترامب يجلسه على مقعد أمام مائدة الاجتماعات بنفسه. كان «ترامب» غاضبا من «نتنياهو» بسبب تخليه عنه فى الانتخابات الرئاسية التى فاز بها «بايدن» وإن كانت هذه المجاملة البروتوكولية ليست لرئيس حكومة إسرائيل وإنما للوبى اليهودى الذى ساهم فى إعادته للسلطة بعد أن أكل سلفه لحما وألقى به عظما. لكن سواء كشف كتاب «فن الصفقة» أو لم يكشف فإن الفيصل فى القضية الشعوب العربية. لن يكون لفلسطين صوت إلا إذا توحدت فصائلها. ولن يكون للعرب تأثير إلا إذا لم يطلبوا إلا رضاء أنفسهم. باختصار ليسوا مطالبين بشهادة حسن سير وسلوك من أحد. لا يمكن أن يرددوا الحكمة القائلة «ليس فى الإمكان أبدع مما كان» ففى منطقة ملتهبة كالتى نعيش فيها لا يوجد سوى حكمة حقيقية واحدة: «ليس فى الإمكان أبدع مما سيكون». غزة قبل الدمار ديفيد أجناسيوس فى «واشنطن وست»: تحذير من وكالة الأمن الداخلى بهجمات سيبرانية وتظاهرات أمريكية معادية التسويق من خلال الأطفال غلاف الكتاب تونى شوارتز ديفيد أجناسيوس