#أحدث الأخبار مع #«قراءةماركس»مصراوي٠٥-٠٥-٢٠٢٥سياسةمصراويزيارة جديدة إلى "ماركس"يعد كتاب «قراءة ماركس» من أهم الأعمال التي تناولت فكر كارل ماركس؛ إذ يُقدِّم قراءة جديدة لفكره مستخدمًا أدوات التحليل النفسي والفلسفة والمجتمع. الكتاب، الذي شارك في كتابه ثلاثة من كبار دارسي «ماركس» (سلافوي جيجك وفرانك رودا وأجون حمزة) غني بالمعلومات والتحليلات، ويوفر للقارئ فهمًا عميقًا لفكر أحد أهم المفكرين في التاريخ . الشاهد أن نقد «ماركس» للاقتصاد السياسي يعتبر مُهمًا لفهم أزمة الرأسمالية المعاصرة. وهذا التناول الجريء يُقدِّم تفسيرًا جذريًا جديدًا للماركسية، يوضح ويُثبت فشل الليبرالية الجديدة. يطرح الباحثون الثلاثة رؤية عميقة تؤسس لسياسات تحررية جديدة، كما يُقدِّمون لنا مناهج جديدة لشرح أزمة الرأسمالية المعاصرة وتفسيرها، وتوضيح كيفية التصدي للأصولية بجميع أشكالها. يتجنب الكتابُ -الذي يقع في 122 صفحة من القطع المتوسط- الخوض في المقارنات المبتذلة بين الرؤية العالمية لماركس والمشهد السياسي المعاصر. وُيثبت المؤلفون أن الكشف الحالي عن أفكار «ماركس» وقيمة الفكر الماركسي يمكن أن يُشرَح ويُقدَّم بطريقة أفضل بوضع أفكاره الرئيسية في حوار مع أولئك الذين سعوا لأن يحلوا محله. ولعل أحد الصعوبات في قراءة «ماركس» في وقتنا الحالي ليست في تقييم مدى صلاحيتها أو مدى معاصرة نقده للاقتصاد السياسي، كما في عكس جوهر منهج القراءة. قراءة «ماركس» بأثر رجعي تعني تقديم قراءة يعهد فيها إلى «ماركس» بالإجابة على منتقديه.. أولئك الذين أعلنوا أن تحليله لا صلة له بعصرنا الحالي. مثل تلك القراءة لماركس لا بدَّ من ربطها وقرنها بأحد طروحاته وفرضياته الأساسية، وهي بالتحديد فرضية أن الرأسمالية عالمية بالفعل، وأن واقع الرأسمالية قد وصل إلى قمته. لماذا؟ لأن واحدة من أهم الجدليات الهيغلية الأساسية مكوّنة من توضيح أن الحدود أو/ والتضاربات والتناقضات تظهر بدقة ووضوح في ذات لحظة الإدراك الكامل لفكرة معينة. وحيث أن الرأسمالية الحالية لا تواجه مخاطر خارجية (كتلة شيوعية على سبيل المثال) فإن المخاطر على الرأسمالية في هذه الحالة تأتي من داخلها، أي من تناقضاتها الداخلية. وهنا يبزغ السؤال: ماذا يحدث لفكرة معينة حين تصل إلى قمة تحققها الفعلي؟ وحتى نضعها في صياغة أكثر تبسيطًا، فإن نظرية الأنطولوجيا الموجهة تحافظ وتدافع عن استقلال الأشياء الذاتي، مهما تكن خصوصية العلاقة التي تحدث بها، سواء علاقة بشرية، أو طبيعية، أو غيرها من علاقات. هذا جانب من استراتيجية كشف زيف مركزية البشر. لكن، بقدر ما تتعرَّف القراءة الماركسية على مثل ذلك الوضع، فإن هذا أيضًا سبب في أنه لا يوجد مكان ولا مساحة للموضوع في هذا التعرف النظري. وبهذا المعنى والصدد، فإن نظرية الأنطولوجيا الموجهة تتضمن أن التغير من الممكن أن يحدث فقط حتى يكون هناك تشويش واختلال من الخارج في صور الأشياء. مشكلة نظرية الأنطولوجيا الموجهة هي في أن مقدماتها المنطقية تسعى إما إلى الإكمال والإضافة أو الحلول محل العلم الحديث بشكل قديم عن كيفية الأشياء، واقعيًا، في ذاتها. ويرى الباحثون الثلاثة أن قراءة تحليل «ماركس» للاختزال المكون للاقتصاد الرأسمالي تتوافق مع ذات نهج كهف أفلاطون الرمزي وتجبرنا على التصدي لتبعاته المدهشة: لا للموضوع السابق افتراضه فقط عن التاريخ، بل لواحد من النتاج الشبحي لنظام الكهف؛ إضافة إلى ذلك، يعقد هذا على الفور سؤال ما الذي يمكن أن يعنيه الخروج من الكهف، أي يعقد المشكلة الرئيسية والأساسية للتحرر. لماذا تعد هذه مشكلة؟ لقد فرَّق هيدغر في قراءته لكهف أفلاطون الرمزي بين «مختلف أماكن المعيشة» (لينين، The State and Revolution) المحتملة والتي لا بدَّ لمختلف الأشخاص أن يمروا من خلالها ويعبروها في طريقهم للتحرر والخروج من الكهف. المكان الأول هو حيث يعيشون مكبلين في الكهف، لكن يظهر السؤال الحقيقي والمشكلة الحقيقية عند نزع القيود والأغلال عنهم، فحيث إن المساجين المقيدين أصبحوا الآن أحرارًا بمعنى ما» (لينين، المرجع السابق)، إلا أنهم يظلون متمسكين بفكر الأشباح والظلال الذي ألفوه. هذا لأن المرء «طالما لا يواجه شيئًا سوى ظلال وأشباح، فإن هذا يأسر التحديق والرؤية لديه» (جورجيو أغامبين، Profanations). إذن كيف نحرر السجناء من هذا القيد والشبق النفسي؟ يحدث هذا فقط حين «ينقل المسجون إلى خارج الكهف» (لينين، المرجع السابق)، حين يصبح حُرًا خارجه. من منظور الجمع بين قراءة «ماركس» و«هيغل»، ثمة بُعدٌ آخر: وهو عن ديالكتيك «هيغل» الشهير عن العبد والسيد في علاقته بالفكر الماركسي. وربما كان هذا أحد أعمدة إعادة بناء الفكر الماركسي ليلائم عصرنا. ليس الهدف مجرد العودة إلى «هيغل» (من «ماركس»)، وبالتالي نميز ونُعلي الظاهراتية على المنطق، ولكن لنقرأ «ماركس» من منظور «هيغل». أو بصياغةٍ أخرى، ما الذي كان سيكتبه «هيغل» لو كان قد قرأ «رأس المال» لماركس. هناك شبه إجماع بين الفلاسفة، والماركسيين، وغير الماركسيين على حدٍ سواء أن رأس المال ربما ارتبط من بعد «ماركس» بهيغل، وبخاصة كتاب «هيغل»: «علم المنطق». في رسائل كثيرة كتبها «ماركس» إلى «إنغلز» يعترف «ماركس» ذاته بهذا؛ وضمن أشياء أخرى أقر بها، قال إن نظريته عن الربح تحتاج إلى إعادة صياغة اعتمادًا على ما جاء في كتاب «علم المنطق» لهيغل. ولكن، لا يرى كثير من فلاسفة القرن العشرين الماركسيين «ماركس» كمصدر أصيل لكل فكره الماركسي، وينظرون بدلًا من ذلك إلى سبينوزا كمصدر لفلسفة تتوافق وتتساير بشكل أفضل مع نقد «ماركس» للاقتصاد السياسي. وطبقًا لأكثر الفلاسفة الماركسيين بطولة وعداءً لهيغل، فإنهم يرون أن لويس ألتوسير وسبينوزا هما السلفان الأصليان الحقيقيان لماركس اللذان أخذ عنهما.
مصراوي٠٥-٠٥-٢٠٢٥سياسةمصراويزيارة جديدة إلى "ماركس"يعد كتاب «قراءة ماركس» من أهم الأعمال التي تناولت فكر كارل ماركس؛ إذ يُقدِّم قراءة جديدة لفكره مستخدمًا أدوات التحليل النفسي والفلسفة والمجتمع. الكتاب، الذي شارك في كتابه ثلاثة من كبار دارسي «ماركس» (سلافوي جيجك وفرانك رودا وأجون حمزة) غني بالمعلومات والتحليلات، ويوفر للقارئ فهمًا عميقًا لفكر أحد أهم المفكرين في التاريخ . الشاهد أن نقد «ماركس» للاقتصاد السياسي يعتبر مُهمًا لفهم أزمة الرأسمالية المعاصرة. وهذا التناول الجريء يُقدِّم تفسيرًا جذريًا جديدًا للماركسية، يوضح ويُثبت فشل الليبرالية الجديدة. يطرح الباحثون الثلاثة رؤية عميقة تؤسس لسياسات تحررية جديدة، كما يُقدِّمون لنا مناهج جديدة لشرح أزمة الرأسمالية المعاصرة وتفسيرها، وتوضيح كيفية التصدي للأصولية بجميع أشكالها. يتجنب الكتابُ -الذي يقع في 122 صفحة من القطع المتوسط- الخوض في المقارنات المبتذلة بين الرؤية العالمية لماركس والمشهد السياسي المعاصر. وُيثبت المؤلفون أن الكشف الحالي عن أفكار «ماركس» وقيمة الفكر الماركسي يمكن أن يُشرَح ويُقدَّم بطريقة أفضل بوضع أفكاره الرئيسية في حوار مع أولئك الذين سعوا لأن يحلوا محله. ولعل أحد الصعوبات في قراءة «ماركس» في وقتنا الحالي ليست في تقييم مدى صلاحيتها أو مدى معاصرة نقده للاقتصاد السياسي، كما في عكس جوهر منهج القراءة. قراءة «ماركس» بأثر رجعي تعني تقديم قراءة يعهد فيها إلى «ماركس» بالإجابة على منتقديه.. أولئك الذين أعلنوا أن تحليله لا صلة له بعصرنا الحالي. مثل تلك القراءة لماركس لا بدَّ من ربطها وقرنها بأحد طروحاته وفرضياته الأساسية، وهي بالتحديد فرضية أن الرأسمالية عالمية بالفعل، وأن واقع الرأسمالية قد وصل إلى قمته. لماذا؟ لأن واحدة من أهم الجدليات الهيغلية الأساسية مكوّنة من توضيح أن الحدود أو/ والتضاربات والتناقضات تظهر بدقة ووضوح في ذات لحظة الإدراك الكامل لفكرة معينة. وحيث أن الرأسمالية الحالية لا تواجه مخاطر خارجية (كتلة شيوعية على سبيل المثال) فإن المخاطر على الرأسمالية في هذه الحالة تأتي من داخلها، أي من تناقضاتها الداخلية. وهنا يبزغ السؤال: ماذا يحدث لفكرة معينة حين تصل إلى قمة تحققها الفعلي؟ وحتى نضعها في صياغة أكثر تبسيطًا، فإن نظرية الأنطولوجيا الموجهة تحافظ وتدافع عن استقلال الأشياء الذاتي، مهما تكن خصوصية العلاقة التي تحدث بها، سواء علاقة بشرية، أو طبيعية، أو غيرها من علاقات. هذا جانب من استراتيجية كشف زيف مركزية البشر. لكن، بقدر ما تتعرَّف القراءة الماركسية على مثل ذلك الوضع، فإن هذا أيضًا سبب في أنه لا يوجد مكان ولا مساحة للموضوع في هذا التعرف النظري. وبهذا المعنى والصدد، فإن نظرية الأنطولوجيا الموجهة تتضمن أن التغير من الممكن أن يحدث فقط حتى يكون هناك تشويش واختلال من الخارج في صور الأشياء. مشكلة نظرية الأنطولوجيا الموجهة هي في أن مقدماتها المنطقية تسعى إما إلى الإكمال والإضافة أو الحلول محل العلم الحديث بشكل قديم عن كيفية الأشياء، واقعيًا، في ذاتها. ويرى الباحثون الثلاثة أن قراءة تحليل «ماركس» للاختزال المكون للاقتصاد الرأسمالي تتوافق مع ذات نهج كهف أفلاطون الرمزي وتجبرنا على التصدي لتبعاته المدهشة: لا للموضوع السابق افتراضه فقط عن التاريخ، بل لواحد من النتاج الشبحي لنظام الكهف؛ إضافة إلى ذلك، يعقد هذا على الفور سؤال ما الذي يمكن أن يعنيه الخروج من الكهف، أي يعقد المشكلة الرئيسية والأساسية للتحرر. لماذا تعد هذه مشكلة؟ لقد فرَّق هيدغر في قراءته لكهف أفلاطون الرمزي بين «مختلف أماكن المعيشة» (لينين، The State and Revolution) المحتملة والتي لا بدَّ لمختلف الأشخاص أن يمروا من خلالها ويعبروها في طريقهم للتحرر والخروج من الكهف. المكان الأول هو حيث يعيشون مكبلين في الكهف، لكن يظهر السؤال الحقيقي والمشكلة الحقيقية عند نزع القيود والأغلال عنهم، فحيث إن المساجين المقيدين أصبحوا الآن أحرارًا بمعنى ما» (لينين، المرجع السابق)، إلا أنهم يظلون متمسكين بفكر الأشباح والظلال الذي ألفوه. هذا لأن المرء «طالما لا يواجه شيئًا سوى ظلال وأشباح، فإن هذا يأسر التحديق والرؤية لديه» (جورجيو أغامبين، Profanations). إذن كيف نحرر السجناء من هذا القيد والشبق النفسي؟ يحدث هذا فقط حين «ينقل المسجون إلى خارج الكهف» (لينين، المرجع السابق)، حين يصبح حُرًا خارجه. من منظور الجمع بين قراءة «ماركس» و«هيغل»، ثمة بُعدٌ آخر: وهو عن ديالكتيك «هيغل» الشهير عن العبد والسيد في علاقته بالفكر الماركسي. وربما كان هذا أحد أعمدة إعادة بناء الفكر الماركسي ليلائم عصرنا. ليس الهدف مجرد العودة إلى «هيغل» (من «ماركس»)، وبالتالي نميز ونُعلي الظاهراتية على المنطق، ولكن لنقرأ «ماركس» من منظور «هيغل». أو بصياغةٍ أخرى، ما الذي كان سيكتبه «هيغل» لو كان قد قرأ «رأس المال» لماركس. هناك شبه إجماع بين الفلاسفة، والماركسيين، وغير الماركسيين على حدٍ سواء أن رأس المال ربما ارتبط من بعد «ماركس» بهيغل، وبخاصة كتاب «هيغل»: «علم المنطق». في رسائل كثيرة كتبها «ماركس» إلى «إنغلز» يعترف «ماركس» ذاته بهذا؛ وضمن أشياء أخرى أقر بها، قال إن نظريته عن الربح تحتاج إلى إعادة صياغة اعتمادًا على ما جاء في كتاب «علم المنطق» لهيغل. ولكن، لا يرى كثير من فلاسفة القرن العشرين الماركسيين «ماركس» كمصدر أصيل لكل فكره الماركسي، وينظرون بدلًا من ذلك إلى سبينوزا كمصدر لفلسفة تتوافق وتتساير بشكل أفضل مع نقد «ماركس» للاقتصاد السياسي. وطبقًا لأكثر الفلاسفة الماركسيين بطولة وعداءً لهيغل، فإنهم يرون أن لويس ألتوسير وسبينوزا هما السلفان الأصليان الحقيقيان لماركس اللذان أخذ عنهما.