#أحدث الأخبار مع #«قصرالشمسالجمهورية١٤-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالجمهوريةBlue Sun Palace: عالمٌ كاملٌ داخل مكان واحدالمشهد الأول من فيلم «قصر الشمس الزرقاء» يتوقف طويلاً عند زوجَين يتناولان العشاء، يأكلان دجاجاً شهياً، ويتحدّثان الماندرين معاً. يبدو الرجل أكبر سناً من المرأة. إنّهما في موعد، لكن يمكنك أن تشعر أنّ هناك شيئاً غير مريح، وكأنّ العلاقة لا تزال في بدايتها، أو أنّ ثمة توازن قوى غير محسوم بعد. لا تتضح ملامح الفيلم، وهو العمل الأول الحساس والجميل والمدمِّر في نهايته للمخرجة كونستانس تسانغ، إلّا بعد العشاء، وبعد زيارة لاحقة إلى حانة كاريوكي. الرجل هو تشيونغ (لي كانغ شينغ)، مهاجر تايواني متزوّج يعمل في وظيفة وضيعة ويُرسل المال إلى زوجته وابنته ووالدته في الوطن. المرأة هي ديدي (هايبينغ شو)، التي تعمل في صالون تدليك في فلاشينغ، كوينز، لا يُقدّم رسمياً أي «خدمات جنسية»، لكنّه يُرتاد من قِبل مجموعة من الرجال، معظمهم من البيض الباحثين عن تلك الخدمات تحديداً. إلّا أنّ العلاقة بين ديدي وتشيونغ مختلفة، مبنية جزئياً على الصحبة، وهي تُدخِله خلسة إلى صالون التدليك ليقضي الليلة هناك. لكنّ أقرب صديقات ديدي هي موظفة أخرى تُدعى آيمي (كي-شي وو). يبدأ فيلم تسانغ وكأنّه سجل لصداقات العمل، وإن كان في مكان عمل غير تقليدي. تجلس آيمي وديدي على الدرج في المبنى الذي يعملان فيه، تتناولان الغداء، وتشاركان أحلامهما، وتخططان لليوم الذي ستنتقلان فيه إلى بالتيمور، حيث تعيش ابنة ديدي مع عمّتها، وتفتتحان مطعماً سوياً. أداء وو وشو ينبض بالحيوية، امرأتان تحاولان استخلاص الأفضل من واقع غير مثالي، لكنّه بالتأكيد ليس الأسوأ. يشكّلان مع زميلاتهما شبكة دعم وفرح. ينساب الفيلم بوتيرة متأنّية وشاعرية في آنٍ: نرى ما يفعله تشيونغ ونشعر بالحزن والأسى وراء أفعاله. وفي الوقت عينه، نشعر مع آيمي بالإحباط، إحساس الوقوع في فخ، السعي لتفكيك حزنها، وحاجتها العارمة للهروب. تُقدّم تسانغ حكاية مليئة بالبصيرة والرقة، تنسج عالماً كاملاً داخل جدران صالون التدليك وبين سكّانه، وتدعنا نكتشف معهم ما ينتظرهم خارجه. وبدلاً من التركيز على الصدمة أو البؤس، تمنحنا المخرجة شخصيات معقّدة، ومع ذلك، نادراً ما يتحدّثون، كل شيء يحدث في تعابير وجوههم، في لمحة عين، أو ارتجافة خَدّ حين لا يلاحظهم أحد. غالباً ما يُقال إنّ نيويورك مدينة أحياء، مجرّات صغيرة مستقلة بذاتها، لكنّ الحقيقة أكثر دقّة: نمر يومياً بجوار عشرات من صالونات التدليك كصالون «قصر الشمس الزرقاء»، ولا يخطر ببالنا أنّ داخلها عالماً كاملاً من المشاعر الإنسانية.
الجمهورية١٤-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالجمهوريةBlue Sun Palace: عالمٌ كاملٌ داخل مكان واحدالمشهد الأول من فيلم «قصر الشمس الزرقاء» يتوقف طويلاً عند زوجَين يتناولان العشاء، يأكلان دجاجاً شهياً، ويتحدّثان الماندرين معاً. يبدو الرجل أكبر سناً من المرأة. إنّهما في موعد، لكن يمكنك أن تشعر أنّ هناك شيئاً غير مريح، وكأنّ العلاقة لا تزال في بدايتها، أو أنّ ثمة توازن قوى غير محسوم بعد. لا تتضح ملامح الفيلم، وهو العمل الأول الحساس والجميل والمدمِّر في نهايته للمخرجة كونستانس تسانغ، إلّا بعد العشاء، وبعد زيارة لاحقة إلى حانة كاريوكي. الرجل هو تشيونغ (لي كانغ شينغ)، مهاجر تايواني متزوّج يعمل في وظيفة وضيعة ويُرسل المال إلى زوجته وابنته ووالدته في الوطن. المرأة هي ديدي (هايبينغ شو)، التي تعمل في صالون تدليك في فلاشينغ، كوينز، لا يُقدّم رسمياً أي «خدمات جنسية»، لكنّه يُرتاد من قِبل مجموعة من الرجال، معظمهم من البيض الباحثين عن تلك الخدمات تحديداً. إلّا أنّ العلاقة بين ديدي وتشيونغ مختلفة، مبنية جزئياً على الصحبة، وهي تُدخِله خلسة إلى صالون التدليك ليقضي الليلة هناك. لكنّ أقرب صديقات ديدي هي موظفة أخرى تُدعى آيمي (كي-شي وو). يبدأ فيلم تسانغ وكأنّه سجل لصداقات العمل، وإن كان في مكان عمل غير تقليدي. تجلس آيمي وديدي على الدرج في المبنى الذي يعملان فيه، تتناولان الغداء، وتشاركان أحلامهما، وتخططان لليوم الذي ستنتقلان فيه إلى بالتيمور، حيث تعيش ابنة ديدي مع عمّتها، وتفتتحان مطعماً سوياً. أداء وو وشو ينبض بالحيوية، امرأتان تحاولان استخلاص الأفضل من واقع غير مثالي، لكنّه بالتأكيد ليس الأسوأ. يشكّلان مع زميلاتهما شبكة دعم وفرح. ينساب الفيلم بوتيرة متأنّية وشاعرية في آنٍ: نرى ما يفعله تشيونغ ونشعر بالحزن والأسى وراء أفعاله. وفي الوقت عينه، نشعر مع آيمي بالإحباط، إحساس الوقوع في فخ، السعي لتفكيك حزنها، وحاجتها العارمة للهروب. تُقدّم تسانغ حكاية مليئة بالبصيرة والرقة، تنسج عالماً كاملاً داخل جدران صالون التدليك وبين سكّانه، وتدعنا نكتشف معهم ما ينتظرهم خارجه. وبدلاً من التركيز على الصدمة أو البؤس، تمنحنا المخرجة شخصيات معقّدة، ومع ذلك، نادراً ما يتحدّثون، كل شيء يحدث في تعابير وجوههم، في لمحة عين، أو ارتجافة خَدّ حين لا يلاحظهم أحد. غالباً ما يُقال إنّ نيويورك مدينة أحياء، مجرّات صغيرة مستقلة بذاتها، لكنّ الحقيقة أكثر دقّة: نمر يومياً بجوار عشرات من صالونات التدليك كصالون «قصر الشمس الزرقاء»، ولا يخطر ببالنا أنّ داخلها عالماً كاملاً من المشاعر الإنسانية.