#أحدث الأخبار مع #«قنديلرؤية2030المدينة٠٦-٠٥-٢٠٢٥سياسةالمدينةالقوة الناعمة الدينية السعوديةعلى مر التاريخ وحتى يومنا هذا، كان للدين دوراً مؤثراً وهاماً في العلاقات الدولية. وسواء كان ذلك الدور نابعاً من توظيف الأديان وروحانيتها وتأثيرها، بهدف تحقيق السلام؛ وبناء جسور التفاهم، وتعزيز قيم التسامح والتعايش، أو أنه كان توظيفاً لأهدافٍ أخرى تشمل إشعال الحروب وتغذية الصراعات والتحريض، فإن تلك الأدوار ينبغي في كل الأحوال، فهمها ودراستها وأخذها في الحسبان؛ باعتبارها واقعاً بالغ الأهمية والتأثير.وإذا كان مفهوم «القوة الناعمة» نفسه لا زال يشهد كثيراً من التطور والاختلافات في الآراء والتفسيرات، فمما لا شك فيه بأن محاولات التعريف بعد إضافة «الدين» إليه، وذلك في مفهوم «القوة الناعمة الدينية»، سوف يزيد الأمر صعوبة وتعقيدا. فمفهوم «القوة الناعمة» الذي صاغه للمرة الأولى «جوزيف ناي» في بداية التسعينيات، يُعرِّف القوة الناعمة بأنها «قدرة دولة على التأثير في خيارات دولة أخرى بالجاذبية؛ وبدون استخدام الإكراه أو الإغراء المادي»، ومن أهم مصادر تلك الجاذبية، الثقافة وقيم البلد السياسية، والإنجازات الدولية المختلفة.والملاحظ هنا هو أن «جوزيف ناي» نفسه الذي أوجد المفهوم، لم يذكر كلمة «الدين» في كتاباته الكثيفة، إلا بشكلٍ عابر. حيث ذكر في موضع بأن «انخفاض التسامح الأمريكي تجاه المسلمين أضر بسمعة الولايات المتحدة في الدول الإسلامية والعربية». وقال في موضع آخر: «الحركات الدينية المنظمة امتلكت لعقود «قوة ناعمة».. وبالرغم من أن عدد من المنظمات الدينية البروتستانتية والإسلامية والبوذية، تمكنت خلال العقود القليلة الماضية من جذب ملايين الأشخاص لمعتقداتها، إلا أن بعض حملات التبشير والدعوة يمكن أن تؤدي لنتائج عكسية مدمرة؛ بدلاً من أن تكون قوة ناعمة، وذلك عندما تمارس تلك المنظمات الدينية عدم التسامح الديني».ومنذ تأسيس المملكة، كان الدين الإسلامي -ولا يزال- جزءًا أساسيًا من هويتها الوطنية والسياسية، وأحد المصادر التي ساهمت في تعزيز علاقاتها مع العالم الإسلامي، وترسيخ مكانتها على الصعيد الدولي. وقبل إطلاق رؤية 2030، كان تركيز الدبلوماسية الدينية السعودية ينصب بشكل رئيس على دعم المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم؛ من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، وتمويل المعاهد الدينية والمساجد، وبناء المرافق والمستشفيات، وتنظيم مواسم الحج والعمرة، بالإضافة إلى مواقف المملكة الداعمة لقضايا المسلمين في المنظمات الدولية.وبعد انطلاق رؤية 2030، ركزت المملكة في دبلوماسيتها الدينية على العديد من الاستراتيجيات، بشكلٍ يتسق مع توجهات ومتطلبات المرحلة الدولية الجديدة، وشمل ذلك العديد من الجوانب، منها على سبيل المثال: الانفتاح الثقافي على العالم، والذي أُسمِّيه «قنديل رؤية 2030»، وبدونه ستكون الرؤية بمثابة حديث منَّا لأنفسنا في غرفة مغلقة، لا يسمعه ويراه أحد سوانا. كما تسعى المملكة لدعم مفهوم الإسلام الوسطي المعتدل والترويج له عالميًا، حيث تم تحجيم التيارات والخطاب الديني المتشدد، ومحاربة الفكر المتطرف بشكل غير مسبوق، وجرى تحديث المناهج الدراسية لتشمل قيم التسامح والتعايش ونبذ الكراهية.وتعمل المملكة بشكل لافت على فتح قنوات للحوار بين الأديان، ومن مساهماتها بهذا الشأن تأسيس مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، الذي انطلق بهدف تعزيز التعاون والسلام بين أتباع الأديان، وذلك في زمن يشهد الكثير من أحداث العنف والقتل والدمار؛ التي غالبا ما تتوسطها -أو تستخدم لتغذيتها وإشعالها- دوافع الانتماءات والسلوكيات الثقافية والدينية.وتحظى المملكة بشرف خدمة الحرمين الشريفين، حيث تستقبل الملايين سنوياً لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة بيسر وسهولة. وكمثال، يتيح برنامج خدمة ضيوف الرحمن مرافق ذات جودة عالية، وبنية تحتية متقدمة، وخدمات رقمية تساعد الجميع على أن ينعموا بتجربة روحانية آمنة ومريحة.وأخيراً وليس آخراً، دأبت المملكة منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي على تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية بسخاء لمختلف دول العالم المحتاجة. وبالرغم من أن تلك المساعدات يتم تقديمها دون تمييز بين لون أو دين أو عرق، إلا أنه وفقاً لمنصة المساعدات السعودية الرسمية، فإن الدول الإسلامية كانت تاريخياً الأكثر تلقياً لتلك المساعدات.
المدينة٠٦-٠٥-٢٠٢٥سياسةالمدينةالقوة الناعمة الدينية السعوديةعلى مر التاريخ وحتى يومنا هذا، كان للدين دوراً مؤثراً وهاماً في العلاقات الدولية. وسواء كان ذلك الدور نابعاً من توظيف الأديان وروحانيتها وتأثيرها، بهدف تحقيق السلام؛ وبناء جسور التفاهم، وتعزيز قيم التسامح والتعايش، أو أنه كان توظيفاً لأهدافٍ أخرى تشمل إشعال الحروب وتغذية الصراعات والتحريض، فإن تلك الأدوار ينبغي في كل الأحوال، فهمها ودراستها وأخذها في الحسبان؛ باعتبارها واقعاً بالغ الأهمية والتأثير.وإذا كان مفهوم «القوة الناعمة» نفسه لا زال يشهد كثيراً من التطور والاختلافات في الآراء والتفسيرات، فمما لا شك فيه بأن محاولات التعريف بعد إضافة «الدين» إليه، وذلك في مفهوم «القوة الناعمة الدينية»، سوف يزيد الأمر صعوبة وتعقيدا. فمفهوم «القوة الناعمة» الذي صاغه للمرة الأولى «جوزيف ناي» في بداية التسعينيات، يُعرِّف القوة الناعمة بأنها «قدرة دولة على التأثير في خيارات دولة أخرى بالجاذبية؛ وبدون استخدام الإكراه أو الإغراء المادي»، ومن أهم مصادر تلك الجاذبية، الثقافة وقيم البلد السياسية، والإنجازات الدولية المختلفة.والملاحظ هنا هو أن «جوزيف ناي» نفسه الذي أوجد المفهوم، لم يذكر كلمة «الدين» في كتاباته الكثيفة، إلا بشكلٍ عابر. حيث ذكر في موضع بأن «انخفاض التسامح الأمريكي تجاه المسلمين أضر بسمعة الولايات المتحدة في الدول الإسلامية والعربية». وقال في موضع آخر: «الحركات الدينية المنظمة امتلكت لعقود «قوة ناعمة».. وبالرغم من أن عدد من المنظمات الدينية البروتستانتية والإسلامية والبوذية، تمكنت خلال العقود القليلة الماضية من جذب ملايين الأشخاص لمعتقداتها، إلا أن بعض حملات التبشير والدعوة يمكن أن تؤدي لنتائج عكسية مدمرة؛ بدلاً من أن تكون قوة ناعمة، وذلك عندما تمارس تلك المنظمات الدينية عدم التسامح الديني».ومنذ تأسيس المملكة، كان الدين الإسلامي -ولا يزال- جزءًا أساسيًا من هويتها الوطنية والسياسية، وأحد المصادر التي ساهمت في تعزيز علاقاتها مع العالم الإسلامي، وترسيخ مكانتها على الصعيد الدولي. وقبل إطلاق رؤية 2030، كان تركيز الدبلوماسية الدينية السعودية ينصب بشكل رئيس على دعم المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم؛ من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، وتمويل المعاهد الدينية والمساجد، وبناء المرافق والمستشفيات، وتنظيم مواسم الحج والعمرة، بالإضافة إلى مواقف المملكة الداعمة لقضايا المسلمين في المنظمات الدولية.وبعد انطلاق رؤية 2030، ركزت المملكة في دبلوماسيتها الدينية على العديد من الاستراتيجيات، بشكلٍ يتسق مع توجهات ومتطلبات المرحلة الدولية الجديدة، وشمل ذلك العديد من الجوانب، منها على سبيل المثال: الانفتاح الثقافي على العالم، والذي أُسمِّيه «قنديل رؤية 2030»، وبدونه ستكون الرؤية بمثابة حديث منَّا لأنفسنا في غرفة مغلقة، لا يسمعه ويراه أحد سوانا. كما تسعى المملكة لدعم مفهوم الإسلام الوسطي المعتدل والترويج له عالميًا، حيث تم تحجيم التيارات والخطاب الديني المتشدد، ومحاربة الفكر المتطرف بشكل غير مسبوق، وجرى تحديث المناهج الدراسية لتشمل قيم التسامح والتعايش ونبذ الكراهية.وتعمل المملكة بشكل لافت على فتح قنوات للحوار بين الأديان، ومن مساهماتها بهذا الشأن تأسيس مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، الذي انطلق بهدف تعزيز التعاون والسلام بين أتباع الأديان، وذلك في زمن يشهد الكثير من أحداث العنف والقتل والدمار؛ التي غالبا ما تتوسطها -أو تستخدم لتغذيتها وإشعالها- دوافع الانتماءات والسلوكيات الثقافية والدينية.وتحظى المملكة بشرف خدمة الحرمين الشريفين، حيث تستقبل الملايين سنوياً لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة بيسر وسهولة. وكمثال، يتيح برنامج خدمة ضيوف الرحمن مرافق ذات جودة عالية، وبنية تحتية متقدمة، وخدمات رقمية تساعد الجميع على أن ينعموا بتجربة روحانية آمنة ومريحة.وأخيراً وليس آخراً، دأبت المملكة منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي على تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية بسخاء لمختلف دول العالم المحتاجة. وبالرغم من أن تلك المساعدات يتم تقديمها دون تمييز بين لون أو دين أو عرق، إلا أنه وفقاً لمنصة المساعدات السعودية الرسمية، فإن الدول الإسلامية كانت تاريخياً الأكثر تلقياً لتلك المساعدات.