logo
#

أحدث الأخبار مع #«كوماك»

الصين تصمم طائرة «صامتة» أسرع من الصوت
الصين تصمم طائرة «صامتة» أسرع من الصوت

الشرق الأوسط

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الشرق الأوسط

الصين تصمم طائرة «صامتة» أسرع من الصوت

تدرك بكين أنه يتعين عليها الهيمنة على مجال الطيران التجاري ـ والطائرات الأسرع من الصوت المفتاح لتحقيق ذلك. مشروعات صينية مستقبلية وقد كشفت شركة «كوماك» الصينية العملاقة العاملة بمجال الطيران، خططها للطائرة «سي 949»، التي تفوق في سرعتها سرعة الصوت، ومصممة لتحلق لمسافة أبعد من الطائرة «كونكورد» بنسبة 50 في المائة، بينما تصدر دوياً صوتياً أقل صخباً عن صوت مجفف الشعر. ومن المقرر إطلاق هذه الطائرة للمرة الأولى عام 2049، بالتزامن مع الذكرى المئوية لقيام جمهورية الصين الشعبية - مما يضع بكين في موقع يُمكّنها من منافسة مشروعات الطائرات الأسرع من الصوت الأميركية، مثل طائرة «ناسا إكس ـ 59» و«أوفرتشر» من شركة «بوم سوبرسونيك»، في خضم سباق لإعادة رسم ملامح مجال السفر الجوي العالمي. في هذا الصدد، شرح بليك شول، الرئيس التنفيذي ومؤسس «بوم سوبرسونيك» أن: «أهم ما بالأمر أنه يكشف أن مجال الطيران الأسرع من الصوت تحول إلى سباق قائم بالفعل، وأن الصين مهتمةٌ به. وترمز الطائرات المتقدمة إلى التفوق التكنولوجي، وليس من قبيل الصدفة أن تسعى الصين إلى الفوز بهذا التاج». وفي إطار ورقة علمية نشرت الشهر الماضي في دورية «Acta Aeronautica Sinica»، التي تخضع لمراجعة النظراء، طرح مهندسون من «كوماك» تفاصيل طائرة بسرعة 1.6 ماخ، قادرة على الطيران لمسافة 4225 ميلاً، مما يتجاوز المسافة التي تقطعها الطائرة «كونكورد» البالغة 2796 ميلاً. تصميم ديناميكي فريد ويكمن السر في تصميمها في بدن الطائرة ذي «الانحناء المعكوس». في علم الديناميكا الهوائية، يشير هذا المصطلح إلى شكل منحنى غير تقليدي في جسم الطائرة أو الأجنحة، وجرى عكس الشكل التقليدي لجناح الطائرة (الذي عادةً ما ينحني للأسفل من الأمام إلى الخلف). وفيما يخص طائرة «سي 949»، من شركة «كوماك»، يصف هذا المصطلح بشكل محدد الجزء الأوسط المقعر من جسم الطائرة ـ أي المنحني إلى الداخل بدلاً من الخارج. وأفادت الشركة بأن هذا الانحناء يُضعف من شدة الموجات الصدمية. ويتكامل هذا الشكل الفريد مع مقدمة طويلة حادة تُقسم موجات الضغط، بالإضافة إلى انتفاخات ديناميكية هوائية قريبة من المحركات، لتقليل الاضطرابات الناتجة عن خروج العادم. واللافت أن الطائرة لا تحتوي على قمرة قيادة تقليدية. التشابه مع «إكس ـ 59» وإذا بدا لك شكلها الطويل المشابه للسهم مألوفاً، فربما شاهدت طائرة «ناسا إكس ـ 59»، التي تتسم بتصميم مشابه للغاية. وبحسب دراسة بحثية نقلتها صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»، أجرى الفريق بقيادة كبير خبراء الديناميكا الهوائية لدى شركة «كوماك»، وو داوي، بإجراء محاكاة أظهرت أن خصائص «سي 949» الديناميكية ستخفض ضوضاء الانفجار الصوتي إلى 83.9 وحدة ديسيبل (وحدة تقيس الصوت المدرك)، ما يعادل صوت مجفف شعر. وتمثل هذه النسبة 5 في المائة فقط من ضجيج الـ105 ديسيبل، الذي تُحدثه طائرة الكونكورد. أما طائرة «ناسا»، فسجلت 75 ديسيبل، ما يقارب صوت غسالة أطباق ـ مما يعني أن «سي 949» أعلى صوتاً قليلاً. من جهتها، تأمل «كوماك»، كما تأمل «ناسا»، في أن يُسهم تقليل الضوضاء في رفع الحظر المفروض على الطيران فوق الصوتي فوق اليابسة منذ عام 1971. وأعلنت الشركة أن ضجيج الإقلاع، سيكون ضمن الحدود الدولية المسموح بها للمطارات القريبة من المدن. وتسعى الشركة الحكومية لأن تصبح منافساً عالمياً لـ«بوينغ» و«إيرباص»، وهي تدرك أن النجاح التجاري يعتمد على ذلك. نظم ذكاء اصطناعي وعلى غرار «إكس 59»، تتميز «سي 949» بأنف طويل للغاية وهياكل معدلة لتفتيت الموجات الصدمية، لكنها تضيف أنظمة ذكاء اصطناعي لا تتوفر في طائرة «ناسا». وتُشير الدراسة إلى أن نظام التحكم بالطيران المدعوم بالذكاء الاصطناعي (fly-by-wire) يتولى ضبط الأسطح الهوائية للطائرة 100 مرة في الثانية، لمواجهة عدم الاستقرار الناتج عن السرعة العالية. وتعتمد «سي 949» على محركين نفاثين من نوع الدورة التكيفية أي المحركات النفاثة التي توفر الدفع، وبإمكانهما التبديل بين وضعين: أحدهما اقتصادي في استهلاك الوقود، عند ارتفاع 52 ألف قدم بسرعة 1.7 ماخ، والآخر عند الارتفاعات المنخفضة بسرعة 1.6 ماخ ضمن نمط «الضجيج المنخفض». ومثل «إكس ـ 59»، يبلغ طول أنف الطائرة 30 متراً ـ ما يقارب نصف طول الطائرة ـ لتوزيع وتشتيت الموجات الصدمية، بينما يوجد محركها فوق هيكل الطائرة لتوجيه الصوت نحو الأعلى. من جهته، قال مدير برنامج «إكس ـ 59» لدى شركة «لوكهيد»، ديف ريتشاردسون: «يتعلق الأمر برمته بالهندسة الدقيقة، وليس التكنولوجيا الخارقة. إنها طريقة مدروسة لتحويل صوت الانفجار إلى خفقة مكتومة». وتأمل «لوكهيد» في أن يثمر تصميمها عن طائرة تجارية تحمل 44 راكباً، بطول 61 متراً. وفي هذا الصدد، أقر ريتشاردسون بوجود عقبات بالطريق، موضحاً أن «توسيع (إكس ـ 59) يتطلب محركات يمكنها التحليق بسرعة 1.8 ماخ، دون الحاجة إلى حراقات لاحقة ـ مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة». وسيتعين على المهندسين الصينيين كذلك تطوير محركات جديدة، مثلما تفعل شركة «بوم سوبرسونيك». من جهتها، تستخدم طائرة «كويست»، التابعة لـ«ناسا» نظام قمرة قيادة افتراضي، عبر عرض كاميرات عالية الدقة الرؤية الأمامية على شاشات داخلية، بدلاً من النوافذ الزجاجية التقليدية التي يرى منها الطيار، وهو ما يُلغي أي بروز قد يضخم صوت الانفجار. وفي الوقت الذي لم تُصرّح «كوماك» بعد إذا ما كانت «سي 949» ستستخدم هذا النوع من القمرة، فإنه يبدو الخيار الوحيد الممكن بالنظر إلى التصميم. ومن المقرر أن تعتمد طائرة «أوفرتشر»، من «بوم سوبرسونيك» الأسلوب ذاته، مثلما فعلت مع نموذجها الأولي «بوم سوبرسونيك إكس بي ـ 1»، الذي استخدمه شول والفريق المعاون له في اختبار «أوفرتشر»، وفكرتهم حول الطيران الأسرع من الصوت دون دوي. وتحرص «أوفرتشر» على تجنب هذه الأشكال الديناميكية الهوائية المتطرفة، وتعتمد في سبيل ذلك على ظاهرة جوية تُعرف بقطع ماخ (Mach Cutoff). على ارتفاع 18 ألف متر، يعتمد أسلوب «التحليق دون دوي» على درجات الحرارة واتجاهات الرياح لدفع الموجات الصدمية للانحناء نحو الأعلى، ما يمنعها من الوصول إلى الأرض. ومع أن الصوت يحدث، فإنه لا يصل حتى مستوى «خفقة باهتة»، كما في «سي 949» أو «أطس ـ 59». واستعرضت الشركة ذلك بالفعل عبر رحلتين فوق صوتيتين، فوق صحراء موهافي في كاليفورنيا، قبل شهور قلائل. عن ذلك، أكد شول أن الأمر: «ليس سحراً، بل حسابات رياضية فحسب»، ويسعى شول إلى تقديم رحلات بسرعة 1.7 ماخ بأسعار مماثلة لدرجة رجال الأعمال بحلول عام 2029. وأضاف: «لا نحتاج إلى مواد جديدة، بل إلى هندسة أذكى». * مجلة «فاست كومباني» ـ خدمات «تريبيون ميديا»

الانتقام قصة بوينج
الانتقام قصة بوينج

جفرا نيوز

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • جفرا نيوز

الانتقام قصة بوينج

جفرا نيوز - إسماعيل الشريف العين بالعين، وسينتهي العالم بأسره أعمى- غاندي يذكر كتاب كليلة ودمنة أن رجلًا فقيرًا كان يملك جرة عسل، فوضعها في مكان مرتفع داخل بيته، ثم جلس يتأملها وقال في نفسه: «سأبيع هذا العسل، وأشتري بثمنه دجاجًا، فتبيض الدجاجات، فأبيع البيض وأشتري بثمنه عنزًا، ثم بقرة، ثم أشتري دارًا، وأتزوج، فأنجب ولدًا، فإذا عصاني ضربته بالعصا هكذا!» ثم رفع يده وضرب في الهواء وهو غارق في أحلام يقظته، فاصطدمت يده بالجرة فسقطت، وانكسرت، وسال العسل، وضاع الحلم. أول ضحايا التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب، وحربه التجارية على الصين، كانت شركة «بوينغ» الأميركية، عملاق صناعة الطائرات. وقد نرى اليوم ومدير الشركة يسلّم مفاتيح المصانع إلى الرئيس ترامب، قائلاً : «سيدي الرئيس، تركت لكم الجمل بما حمل... تفضّل، دِير المصنع!» حتى الآن، تبدو خطوة الرئيس ترامب في رفع التعريفات الجمركية وإعلان الحرب التجارية على الصين غير مدروسة. فرغم أن الأهداف المُعلَنة لهذه التعريفات هي تقليص العجز التجاري، وإعادة دوران عجلة الصناعة داخل الولايات المتحدة، وملء المصانع بالعمال، إلا أن النتائج حتى اللحظة تبدو عكسية. بعد أن فرض الرئيس ترامب 125 تعرفة جمركية جديدة على الصناعات الصينية، ردّت الصين بالمثل، فأعلنت على الفور فرض رسوم على عدة قطاعات، على رأسها قطاع الطيران الأميركي، وهو ما أصابه في مقتل. تأثرت مصانع شركة «بوينغ» في الصين بشكل مباشر، ما أدى إلى ارتفاع أسعار طائراتها بشكل كبير مقارنةً بمنافسيها. وكانت النتيجة أن شركات الطيران الصينية علّقت جميع طلباتها، والتي تُقدّر بـ179 طائرة، تصل قيمتها إلى عشرين مليار دولار، وذلك في ضربة واحدة خلال أسبوع واحد. والقادم أعظم. وهذه الخسائر لا تقتصر على «بوينغ» وحدها، بل تمتد لتشمل شبكة واسعة من الشركات المورّدة لقطع الغيار، وشركات اللوجستيات. وفي نهاية المطاف، ستصل التداعيات إلى مهندس البرمجيات الجالس في سياتل، حيث تتشابك حلقات الصناعة والتكنولوجيا في منظومة مترابطة لا تحتمل العشوائية. لن تتمكن «بوينغ» من تجاوز أزمتها ، فالصين تمثّل 20% من سوق الطائرات العالمي، وهي ثاني أكبر مشترٍ للطائرات بعد الولايات المتحدة، والأسرع نموًا على الإطلاق. ومع تصاعد الأزمة، ستتجه الصين إلى منافسي «بوينغ»، وعلى رأسهم «إيرباص» الفرنسية، كما ستعزز استثماراتها في شركتها الوطنية الناشئة «كوماك» لصناعة الطائرات. وفي نهاية المطاف، ستتحول «كوماك» إلى أحد أبرز صانعي الطائرات في العالم، وستنافس الشركات الأميركية والأوروبية بكل جدارة. ولنا في تجربة الصين في صناعة السيارات عبرة لمن يعتبر. وقد تراجع سهم شركة «بوينغ» بنسبة 5%. ويُقدّر المحللون أن إيرادات الشركة ستنخفض بأكثر من مليار دولار خلال هذا العام وحده. كان من المفترض أن يؤدي قرار ترامب بفرض التعرفات الجمركية إلى جعل صناعة الطيران الأميركية أكثر قدرة على المنافسة، لكن ما حدث كان العكس تمامًا. فبدلًا من أن يقاتل من أجل العمال، يبدو أنه دون قصد وجّه ضربته إليهم، إذ قد يؤدي هذا القرار إلى تدمير الشركة بالكامل، بل وربما إغلاقها إذا استمرت الحرب التجارية بين البلدين. لم يضر الرئيس ترامب بشركة «بوينغ» وحدها، بل طالت أضراره العديد من القطاعات الأخرى، وعلى رأسها المزارعون الأميركيون وشركات التكنولوجيا. لكن الأخطر من كل ذلك، هو بداية تآكل الثقة في الاقتصاد الأميركي نفسه. قصة «بوينغ» تمثّل مثالًا صارخًا على نتائج القرارات الشعبوية غير المدروسة، وعلى خطورة إحاطة الرئيس بفريق من المساعدين الذين لا يملكون الجرأة لقول «لا». وقد بدا هذا جليًا خلال الولاية الأولى لترامب، حين استقال عدد من مستشاريه احتجاجًا على قراراته المثيرة للجدل. أما في ولايته الثانية، فاختار أن يحيط نفسه بمساعدين مطيعين بالكامل، لا يعارضونه مهما كانت العواقب. نحن نشهد بداية تغيّر جذري في العالم الذي نعرفه. ولن يقتصر هذا التغيّر على التجارة والأسواق والدولار، بل سيمتد ليطال الأيديولوجيات، والتحالفات، ومفاهيم الحريات. فالعالم الذي تشكّل بعد عام 1945، عقب اتفاقية «بريتون وودز»، والتي مكّنت الولايات المتحدة من بسط هيمنتها على النظام المالي العالمي، ودفعت الدول للاحتفاظ بالدولار وشراء سندات الخزانة الأميركية، يبدو اليوم على وشك التفكك. يُجمع خبراء السياسة والاجتماع على أن الإمبراطوريات تسقط غالبًا لثلاثة أسباب رئيسية: التوسع المفرط في الاقتراض، والانقسام الداخلي، ثم فقدان الثقة. وقد حققت الولايات المتحدة بالفعل الشرطين الأول والثاني، وها هي تمضي بخطى واثقة نحو تحقيق الثالث. هذه الحرب الاقتصادية المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين لن تكون حتمًا في صالح واشنطن، فالصين دأبت منذ أشهر طويلة على تخزين الذهب، وتمتلك ما يزيد عن 800 مليار دولار من سندات الخزانة الأميركية، وإذا قررت، في لحظة تصعيد، التخلص من هذه السندات، فإن الأضرار التي ستلحق بالاقتصاد الأميركي ستكون هائلة وقد يُعد ذلك بمثابة إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة. نحن اليوم أمام مفترق طرق: إما أن يتراجع الرئيس ترامب ويبرم صفقة تُنهي هذه الحرب التجارية مع الصين، أو نودّع العالم الذي عرفناه.

اسماعيل الشريف يكتب : الانتقام قصة بوينج
اسماعيل الشريف يكتب : الانتقام قصة بوينج

أخبارنا

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • أخبارنا

اسماعيل الشريف يكتب : الانتقام قصة بوينج

أخبارنا : العين بالعين، وسينتهي العالم بأسره أعمى- غاندي يذكر كتاب كليلة ودمنة أن رجلًا فقيرًا كان يملك جرة عسل، فوضعها في مكان مرتفع داخل بيته، ثم جلس يتأملها وقال في نفسه: «سأبيع هذا العسل، وأشتري بثمنه دجاجًا، فتبيض الدجاجات، فأبيع البيض وأشتري بثمنه عنزًا، ثم بقرة، ثم أشتري دارًا، وأتزوج، فأنجب ولدًا، فإذا عصاني ضربته بالعصا هكذا!» ثم رفع يده وضرب في الهواء وهو غارق في أحلام يقظته، فاصطدمت يده بالجرة فسقطت، وانكسرت، وسال العسل، وضاع الحلم. أول ضحايا التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب، وحربه التجارية على الصين، كانت شركة «بوينغ» الأميركية، عملاق صناعة الطائرات. وقد نرى اليوم ومدير الشركة يسلّم مفاتيح المصانع إلى الرئيس ترامب، قائلاً : «سيدي الرئيس، تركت لكم الجمل بما حمل... تفضّل، دِير المصنع!» حتى الآن، تبدو خطوة الرئيس ترامب في رفع التعريفات الجمركية وإعلان الحرب التجارية على الصين غير مدروسة. فرغم أن الأهداف المُعلَنة لهذه التعريفات هي تقليص العجز التجاري، وإعادة دوران عجلة الصناعة داخل الولايات المتحدة، وملء المصانع بالعمال، إلا أن النتائج حتى اللحظة تبدو عكسية. بعد أن فرض الرئيس ترامب 125 تعرفة جمركية جديدة على الصناعات الصينية، ردّت الصين بالمثل، فأعلنت على الفور فرض رسوم على عدة قطاعات، على رأسها قطاع الطيران الأميركي، وهو ما أصابه في مقتل. تأثرت مصانع شركة «بوينغ» في الصين بشكل مباشر، ما أدى إلى ارتفاع أسعار طائراتها بشكل كبير مقارنةً بمنافسيها. وكانت النتيجة أن شركات الطيران الصينية علّقت جميع طلباتها، والتي تُقدّر بـ179 طائرة، تصل قيمتها إلى عشرين مليار دولار، وذلك في ضربة واحدة خلال أسبوع واحد. والقادم أعظم. وهذه الخسائر لا تقتصر على «بوينغ» وحدها، بل تمتد لتشمل شبكة واسعة من الشركات المورّدة لقطع الغيار، وشركات اللوجستيات. وفي نهاية المطاف، ستصل التداعيات إلى مهندس البرمجيات الجالس في سياتل، حيث تتشابك حلقات الصناعة والتكنولوجيا في منظومة مترابطة لا تحتمل العشوائية. لن تتمكن «بوينغ» من تجاوز أزمتها ، فالصين تمثّل 20% من سوق الطائرات العالمي، وهي ثاني أكبر مشترٍ للطائرات بعد الولايات المتحدة، والأسرع نموًا على الإطلاق. ومع تصاعد الأزمة، ستتجه الصين إلى منافسي «بوينغ»، وعلى رأسهم «إيرباص» الفرنسية، كما ستعزز استثماراتها في شركتها الوطنية الناشئة «كوماك» لصناعة الطائرات. وفي نهاية المطاف، ستتحول «كوماك» إلى أحد أبرز صانعي الطائرات في العالم، وستنافس الشركات الأميركية والأوروبية بكل جدارة. ولنا في تجربة الصين في صناعة السيارات عبرة لمن يعتبر. وقد تراجع سهم شركة «بوينغ» بنسبة 5%. ويُقدّر المحللون أن إيرادات الشركة ستنخفض بأكثر من مليار دولار خلال هذا العام وحده. كان من المفترض أن يؤدي قرار ترامب بفرض التعرفات الجمركية إلى جعل صناعة الطيران الأميركية أكثر قدرة على المنافسة، لكن ما حدث كان العكس تمامًا. فبدلًا من أن يقاتل من أجل العمال، يبدو أنه دون قصد وجّه ضربته إليهم، إذ قد يؤدي هذا القرار إلى تدمير الشركة بالكامل، بل وربما إغلاقها إذا استمرت الحرب التجارية بين البلدين. لم يضر الرئيس ترامب بشركة «بوينغ» وحدها، بل طالت أضراره العديد من القطاعات الأخرى، وعلى رأسها المزارعون الأميركيون وشركات التكنولوجيا. لكن الأخطر من كل ذلك، هو بداية تآكل الثقة في الاقتصاد الأميركي نفسه. قصة «بوينغ» تمثّل مثالًا صارخًا على نتائج القرارات الشعبوية غير المدروسة، وعلى خطورة إحاطة الرئيس بفريق من المساعدين الذين لا يملكون الجرأة لقول «لا». وقد بدا هذا جليًا خلال الولاية الأولى لترامب، حين استقال عدد من مستشاريه احتجاجًا على قراراته المثيرة للجدل. أما في ولايته الثانية، فاختار أن يحيط نفسه بمساعدين مطيعين بالكامل، لا يعارضونه مهما كانت العواقب. نحن نشهد بداية تغيّر جذري في العالم الذي نعرفه. ولن يقتصر هذا التغيّر على التجارة والأسواق والدولار، بل سيمتد ليطال الأيديولوجيات، والتحالفات، ومفاهيم الحريات. فالعالم الذي تشكّل بعد عام 1945، عقب اتفاقية «بريتون وودز»، والتي مكّنت الولايات المتحدة من بسط هيمنتها على النظام المالي العالمي، ودفعت الدول للاحتفاظ بالدولار وشراء سندات الخزانة الأميركية، يبدو اليوم على وشك التفكك. يُجمع خبراء السياسة والاجتماع على أن الإمبراطوريات تسقط غالبًا لثلاثة أسباب رئيسية: التوسع المفرط في الاقتراض، والانقسام الداخلي، ثم فقدان الثقة. وقد حققت الولايات المتحدة بالفعل الشرطين الأول والثاني، وها هي تمضي بخطى واثقة نحو تحقيق الثالث. هذه الحرب الاقتصادية المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين لن تكون حتمًا في صالح واشنطن، فالصين دأبت منذ أشهر طويلة على تخزين الذهب، وتمتلك ما يزيد عن 800 مليار دولار من سندات الخزانة الأميركية، وإذا قررت، في لحظة تصعيد، التخلص من هذه السندات، فإن الأضرار التي ستلحق بالاقتصاد الأميركي ستكون هائلة وقد يُعد ذلك بمثابة إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة. نحن اليوم أمام مفترق طرق: إما أن يتراجع الرئيس ترامب ويبرم صفقة تُنهي هذه الحرب التجارية مع الصين، أو نودّع العالم الذي عرفناه. ــ الدستور

الانتقام قصة بوينج
الانتقام قصة بوينج

الدستور

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الدستور

الانتقام قصة بوينج

العين بالعين، وسينتهي العالم بأسره أعمى- غاندييذكر كتاب كليلة ودمنة أن رجلًا فقيرًا كان يملك جرة عسل، فوضعها في مكان مرتفع داخل بيته، ثم جلس يتأملها وقال في نفسه:«سأبيع هذا العسل، وأشتري بثمنه دجاجًا، فتبيض الدجاجات، فأبيع البيض وأشتري بثمنه عنزًا، ثم بقرة، ثم أشتري دارًا، وأتزوج، فأنجب ولدًا، فإذا عصاني ضربته بالعصا هكذا!»ثم رفع يده وضرب في الهواء وهو غارق في أحلام يقظته، فاصطدمت يده بالجرة فسقطت، وانكسرت، وسال العسل، وضاع الحلم.أول ضحايا التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب، وحربه التجارية على الصين، كانت شركة «بوينغ» الأميركية، عملاق صناعة الطائرات.وقد نرى اليوم ومدير الشركة يسلّم مفاتيح المصانع إلى الرئيس ترامب، قائلاً : «سيدي الرئيس، تركت لكم الجمل بما حمل... تفضّل، دِير المصنع!»حتى الآن، تبدو خطوة الرئيس ترامب في رفع التعريفات الجمركية وإعلان الحرب التجارية على الصين غير مدروسة.فرغم أن الأهداف المُعلَنة لهذه التعريفات هي تقليص العجز التجاري، وإعادة دوران عجلة الصناعة داخل الولايات المتحدة، وملء المصانع بالعمال، إلا أن النتائج حتى اللحظة تبدو عكسية.بعد أن فرض الرئيس ترامب 125 تعرفة جمركية جديدة على الصناعات الصينية، ردّت الصين بالمثل، فأعلنت على الفور فرض رسوم على عدة قطاعات، على رأسها قطاع الطيران الأميركي، وهو ما أصابه في مقتل.تأثرت مصانع شركة «بوينغ» في الصين بشكل مباشر، ما أدى إلى ارتفاع أسعار طائراتها بشكل كبير مقارنةً بمنافسيها. وكانت النتيجة أن شركات الطيران الصينية علّقت جميع طلباتها، والتي تُقدّر بـ179 طائرة، تصل قيمتها إلى عشرين مليار دولار، وذلك في ضربة واحدة خلال أسبوع واحد. والقادم أعظم. وهذه الخسائر لا تقتصر على «بوينغ» وحدها، بل تمتد لتشمل شبكة واسعة من الشركات المورّدة لقطع الغيار، وشركات اللوجستيات.وفي نهاية المطاف، ستصل التداعيات إلى مهندس البرمجيات الجالس في سياتل، حيث تتشابك حلقات الصناعة والتكنولوجيا في منظومة مترابطة لا تحتمل العشوائية. لن تتمكن «بوينغ» من تجاوز أزمتها ، فالصين تمثّل 20% من سوق الطائرات العالمي، وهي ثاني أكبر مشترٍ للطائرات بعد الولايات المتحدة، والأسرع نموًا على الإطلاق. ومع تصاعد الأزمة، ستتجه الصين إلى منافسي «بوينغ»، وعلى رأسهم «إيرباص» الفرنسية، كما ستعزز استثماراتها في شركتها الوطنية الناشئة «كوماك» لصناعة الطائرات.وفي نهاية المطاف، ستتحول «كوماك» إلى أحد أبرز صانعي الطائرات في العالم، وستنافس الشركات الأميركية والأوروبية بكل جدارة.ولنا في تجربة الصين في صناعة السيارات عبرة لمن يعتبر. وقد تراجع سهم شركة «بوينغ» بنسبة 5%. ويُقدّر المحللون أن إيرادات الشركة ستنخفض بأكثر من مليار دولار خلال هذا العام وحده.كان من المفترض أن يؤدي قرار ترامب بفرض التعرفات الجمركية إلى جعل صناعة الطيران الأميركية أكثر قدرة على المنافسة، لكن ما حدث كان العكس تمامًا.فبدلًا من أن يقاتل من أجل العمال، يبدو أنه دون قصد وجّه ضربته إليهم، إذ قد يؤدي هذا القرار إلى تدمير الشركة بالكامل، بل وربما إغلاقها إذا استمرت الحرب التجارية بين البلدين.لم يضر الرئيس ترامب بشركة «بوينغ» وحدها، بل طالت أضراره العديد من القطاعات الأخرى، وعلى رأسها المزارعون الأميركيون وشركات التكنولوجيا.لكن الأخطر من كل ذلك، هو بداية تآكل الثقة في الاقتصاد الأميركي نفسه.قصة «بوينغ» تمثّل مثالًا صارخًا على نتائج القرارات الشعبوية غير المدروسة، وعلى خطورة إحاطة الرئيس بفريق من المساعدين الذين لا يملكون الجرأة لقول «لا».وقد بدا هذا جليًا خلال الولاية الأولى لترامب، حين استقال عدد من مستشاريه احتجاجًا على قراراته المثيرة للجدل. أما في ولايته الثانية، فاختار أن يحيط نفسه بمساعدين مطيعين بالكامل، لا يعارضونه مهما كانت العواقب. نحن نشهد بداية تغيّر جذري في العالم الذي نعرفه. ولن يقتصر هذا التغيّر على التجارة والأسواق والدولار، بل سيمتد ليطال الأيديولوجيات، والتحالفات، ومفاهيم الحريات. فالعالم الذي تشكّل بعد عام 1945، عقب اتفاقية «بريتون وودز»، والتي مكّنت الولايات المتحدة من بسط هيمنتها على النظام المالي العالمي، ودفعت الدول للاحتفاظ بالدولار وشراء سندات الخزانة الأميركية، يبدو اليوم على وشك التفكك.يُجمع خبراء السياسة والاجتماع على أن الإمبراطوريات تسقط غالبًا لثلاثة أسباب رئيسية: التوسع المفرط في الاقتراض، والانقسام الداخلي، ثم فقدان الثقة.وقد حققت الولايات المتحدة بالفعل الشرطين الأول والثاني، وها هي تمضي بخطى واثقة نحو تحقيق الثالث.هذه الحرب الاقتصادية المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين لن تكون حتمًا في صالح واشنطن، فالصين دأبت منذ أشهر طويلة على تخزين الذهب، وتمتلك ما يزيد عن 800 مليار دولار من سندات الخزانة الأميركية، وإذا قررت، في لحظة تصعيد، التخلص من هذه السندات، فإن الأضرار التي ستلحق بالاقتصاد الأميركي ستكون هائلة وقد يُعد ذلك بمثابة إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة.نحن اليوم أمام مفترق طرق: إما أن يتراجع الرئيس ترامب ويبرم صفقة تُنهي هذه الحرب التجارية مع الصين، أو نودّع العالم الذي عرفناه.

«C949».. قفزة صينية في سباق الطيران الأسرع من الصوت
«C949».. قفزة صينية في سباق الطيران الأسرع من الصوت

العين الإخبارية

time٣٠-٠٣-٢٠٢٥

  • علوم
  • العين الإخبارية

«C949».. قفزة صينية في سباق الطيران الأسرع من الصوت

في سباق محموم بين القوى العظمى، تكشف الصين عن طائرتها الأسرع من الصوت، C949، التي تُعيد رسم خريطة التفوق الجوي. فبسعة أكبر ومدى أطول من «كونكورد»، تعد بكين بثورة في النقل الجوي، لكن خلف هذا التقدم المدني يكمن هاجس الاستخدام العسكري، مما يثير قلق واشنطن وحلفائها. فمع صعود «كوماك» إلى طليعة الابتكار، تُفتح جبهة جديدة في المنافسة الأمريكية-الصينية، حيث لم يعد التفوق الجوي مجرد حلم، بل سلاحًا استراتيجيًا يُعيد تشكيل موازين القوى في السماء، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الأمن العالمي. فماذا نعرف عن الطائرة الجديدة؟ في ورقة بحثية نُشرت في وقت سابق من الشهر الجاري، كشف مهندسو شركة "كوماك" الحكومية الصينية لتصنيع الطائرات، عن مخططات الطائرة الجديدة (C949 ) التي ستكون قادرة على الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت بـ1.6 مرة. وستكون الطائرة الجديدة قادرة على قطع مسافات تصل إلى 11,000 كيلومتر، أو 6,800 ميل، في المرة الواحدة وهو مدى يسمح لها بالتحليق من بريطانيا إلى ماليزيا دون توقف، وهو أعلى بكثير من المدى الأقصى لطائرة كونكورد، والذي يبلغ حوالي 4500 ميل، وفقا لما ذكرته صحيفة "تلغراف" البريطانية. ومن المتوقع -أيضًا- أن تكون طائرة C949 الصينية أكثر هدوءًا من كونكورد، حيث يبلغ صوت دوي انفجارها الصوتي 89.3 ديسيبل مقارنةً بصوت دوي انفجار الطائرة الأنجلو-فرنسية البالغ 105 ديسيبل. وتم تصميم هيكل طائرة C949 "" ليكون مائلا للخلف ليخفف من موجات الصدمة الناتجة عن حركة الهواء المحيط بسرعة تفوق سرعة الصوت، مما يُحدث دوي انفجارات عالية يُمكن سماعها في الجوار. وكانت «كونكورد» قد مُنعت من القيام برحلات برية بسبب دوي انفجارها الصوتي. وصُممت الطائرة الصينية لاستيعاب 168 راكبًا، أي أكثر من السعة القصوى لطائرة كونكورد البالغة 128 راكبًا. ومع ذلك، ستبلغ السرعة القصوى للطائرة " C949 " 1,6 ماخ لتكون بذلك أبطأ، حيث وصلت كونكورد إلى سرعة قصوى بلغت " 2.2 ماخ"، أي ما يعادل 2,154 كيلومترًا أو 1,338 ميلًا في الساعة، مما يعني أنها تستطيع الطيران من لندن إلى نيويورك في أقل من 3 ساعات. وتُعد خطط الصين جزءًا من موجة اهتمام بإحياء السفر الجوي التجاري الأسرع من الصوت، والتي انتهت بتقاعد طائرة كونكورد في عام 2003 عقب حادث تحطم كارثي في مطار شارل ديغول بباريس في عام 2000 أودى بحياة 113 شخصًا. رحلة تجريبية وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أطلقت شركة "بوم سوبرسونيك"، ومقرها دنفر بولاية كولورادو الأمريكية رحلة تجريبية ناجحة لنموذجها الأولي من طائرة الركاب الأسرع من الصوت" XB-1 " حيث نجحت الطائرة في اختراق حاجز الصوت، ووصلت سرعتها إلى 850 ميلًا في الساعة خلال ثلاث رحلات منفصلة فوق صحراء موهافي. وبشكل منفصل، تعمل شركة "سبايك إيروسبيس"، ومقرها بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية على خطط لطائرة ركاب خاصة بها بسرعة 1.6 ماخ، من المتوقع أيضا أن تكون أكثر هدوءًا من كونكورد. وفي الوقت نفسه، تعاونت وكالة "ناسا" مع شركة "لوكهيد مارتن" لتطوير طائرة نفاثة لشخص واحد قادرة على السفر بسرعة 1.4 ماخ مع إحداث دوي صوتي يبلغ 75 ديسيبل فقط. وفي بريطانيا، عملت شركة "رياكشن إنجينز"، ومقرها أوكسفوردشاير، على تطوير طائرتها الفضائية "الفرط صوتية" الخاصة بها والتي تُسمى "سابر"، والتي كانت قادرة على السفر بسرعات تصل إلى 19,000 ميل في الساعة. لكن الشركة انهارت ودخلت في حالة إفلاس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعدما واجهت صعوبة في جمع تمويل جديد. ومن المرجح أن يثير سعي بكين لامتلاك تقنية الطائرات الأسرع من الصوت مخاوف بشأن إمكانية الاستخدام المزدوج لهذه التقنية لأغراض عسكرية. كانت الحكومة الصينية قد أطلقت شركة "كوماك" عام 2008 وهي تخضع حاليًا لعقوبات أمريكية بسبب صلاتها بجيش التحرير الشعبي الصيني. وفي يناير/كانون الثاني، وضعت شركة "سيتشوان لينغكونغ تيانشينغ تكنولوجي"، ومقرها بكين، خططًا لمسيرة أسرع من الصوت قادرة على السفر بسرعة "ماخ-4"، أي ما يعادل 4900 كيلومتر في الساعة، أو 3045 ميلًا في الساعة ومن المقرر أن يُطلق عليها اسم "كوانتيانهو"، وهو اسم يُطلق على ملك القرود في الأساطير الصينية. aXA6IDkyLjExMy4yMzMuMTcwIA== جزيرة ام اند امز ES

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store