#أحدث الأخبار مع #«كيتأوتلى»الدستور١٦-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالدستورالعقل زينة.. القصص الخيالية مرآة الذات والعالمفى كتاب «كما الأحلام: علم النفس فى القصص الخيالية» يشرح عالم النفس والمؤلف الروائى الكندى: كيت أوتلى طريقة تأثير القصص الخيالية فى عقول القُرَّاء والجماهير والمؤلِّفين ويناقش كيف ينسج المؤلفون من محض كلمات أو صور خبرات من قصص ممتعة، وأحيانًا عميقة. فالقصص الخيالية ليست مجرد جزء من الحياة، ولا هى مجرد ترفيه أو هروب من الواقع اليومى، لكنها فى جوهرها حُلم موَجَّه، ونموذج يبنيه القراء بمشاركة الكاتب، نستطيع من خلال هذا النموذج رؤية الآخرين ورؤية أنفسنا رؤيةً أوضح. ويمكن للحُلم أن يُقدِّم لنا لمحاتٍ مما هو مستتر تحت سطح الحياة اليومية، فالبشر اجتماعيون حتى النُّخاع، ودائمًا ما تكون محاولاتنا لفهم أنفسنا وفهم الآخرين ناقصة؛ بسبب تداخل دوافعنا فى كثير من الأحيان، وصعوبة معرفة الآخرين. والقصص الخيالية وسيلة لزيادة فهمنا. يأتى هذا الكتاب كنتيجة لاشتراك المؤلف كيث أوتلى، وهو أستاذ فخرى لعِلمِ النَّفسِ المَعْرفى بجامِعةِ تورونتو فى كَنَدا، ومؤلف كتاب «فهم المشاعر» ضمن مجموعة بحثية لمحاولة لاستكشاف تأثير القصص الخيالية على العقل، وسبب استمتاع الناس بقراءة الروايات ومشاهدة الأفلام. وهذه المجموعة البحثية تنشر نتائج تجاربها فى مجلة «أون فيكشن» المتخصِّصة فى علم نفس القصص الخيالية على الإنترنت. وقد أثبتت التجارب العلمية تأثير القدرة على القراءة والكتابة على العقل، وأن قراءة أى شىء ليس فقط قراءة القصص الخيالية، لها تأثيرات معرفية مهمة. يركز كتاب «كما الأحلام: علم النفس فى القصص الخيالية» على الكتابات الأدبية أو القصص الخيالية، ويوضح «كيت أوتلى» أن القصص الخيالية التى يتناولها كتابه ليست من النوع المضلل أو الضار، فهو يستبعد القصص الخيالية، المتمحورة حول العنف أو التى تعرض أشكالًا معينة من المحتوى الجنسى، وتلك يمكن أن تكون ذات أضرار حقيقية، خصوصًا على الشباب. ما يستدعى أن ننتبه لخطورة وضرر هذا المحتوى. وقد لاحظت المجموعة البحثية تحسُّن القدرات الاجتماعية المتعلقة بالمشاركة الوجدانية ونظرية العقل لدى قُرَّاء القصص الخيالية، ويمكن تلخيص هذه التأثيرات فى أربعة موضوعات: - فهم العلاقات. فأغلب القصص الشائعة عبر العالم هى قصص عن مشاعر الارتباط، قصص عن الحب والغضب. ولا يمكن فهم العلاقات إلا عن طريق المحاكاة وتكوين النموذج، فى «ملحمة جلجامش» صار جلجامش طاغية، وإنكيدو متوحش، ولا يستطيع أحدهما الارتقاء عن حالته إلَّا من خلال التفاعل بينهما. - القدرة على التقمص الوجدانى، فقد عاش القُرَّاء من خلال القصص الخيالية مشاعر الأشخاص العاديين المتعلِّقة واستطاعوا فهم ما يفكر فيه الآخرون وما يشعرون به، سواء فى التعاملات المباشرة «نظرية العقل»، أو على مدار العلاقات الأطول «الشخصية»، وبالرغم من أننا نحن البشر نُجِيد هذين النوعين من الفهم، فهذه الإجادة لا ترقى لمستوى الإتقان إلا من خلال قراءة القصص الخيالية. ومع نمو الرواية فى أوروبا «بزغت حقوق الإنسان من تلك التربة الأوليَّة التى غُرِسَت فيها هذه المشاعر. ولم يكن ممكنًا لحقوق الإنسان أن تزدهر إلا حينما تعلَّم الناس التفكير فى الآخرين باعتبارهم نُظراءهم، وباعتبارهم يماثلونهم على نحو جوهرى، وقد عبَّرَت جورج إليوت عن هذه المسألة قائلة: «إننا جميعًا نولَد فى حالة من الغباء الأخلاقى» فهْم أن الآخرين هم أيضًا ذوات، هو شىء علينا استكشافه، كاكتشاف دوروثِيا فى رواية «ميدل مارش» أن الرجل الذى تزوجته «كان له مركز ذاتى مكافئ لا بد أن الأضواء والظلال تسقط عليه دومًا باختلاف معين». - آليات التفاعل فى الجماعات: تقدم لنا القصص الخيالية جماعات، قد لا يتاح لنا الوجود بينها، لكنها تتيح لنا فهم هذه الجماعات المختلفة عنا زمانيًا ومكانيًا وتراتبيات هذه العلاقات وآليات التفاعل بين أفرادها. - الحث على تطوير الذات، فكما نستطيع إقامة نماذج للآخرين، نستطيع إقامة نماذج لأنفسنا. ولا شك أن هذا النوع من النماذج بالتحديد هو ما نُطلِق عليه «ذاتنا». فذاتنا ليست مستقلة فى الحقيقة، كما يقول «تشارلز كولى»، بل إنها ذات مرتبطة بالآخرين. والخلاصة: أن المجتمعات بقدر ما تحتاج شعوبها لقراءة كتب الشروح العلمية، بقدر ما تحتاج أيضا لشىء من الخيال يمكنها من رؤية ذاتها والعالم.
الدستور١٦-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالدستورالعقل زينة.. القصص الخيالية مرآة الذات والعالمفى كتاب «كما الأحلام: علم النفس فى القصص الخيالية» يشرح عالم النفس والمؤلف الروائى الكندى: كيت أوتلى طريقة تأثير القصص الخيالية فى عقول القُرَّاء والجماهير والمؤلِّفين ويناقش كيف ينسج المؤلفون من محض كلمات أو صور خبرات من قصص ممتعة، وأحيانًا عميقة. فالقصص الخيالية ليست مجرد جزء من الحياة، ولا هى مجرد ترفيه أو هروب من الواقع اليومى، لكنها فى جوهرها حُلم موَجَّه، ونموذج يبنيه القراء بمشاركة الكاتب، نستطيع من خلال هذا النموذج رؤية الآخرين ورؤية أنفسنا رؤيةً أوضح. ويمكن للحُلم أن يُقدِّم لنا لمحاتٍ مما هو مستتر تحت سطح الحياة اليومية، فالبشر اجتماعيون حتى النُّخاع، ودائمًا ما تكون محاولاتنا لفهم أنفسنا وفهم الآخرين ناقصة؛ بسبب تداخل دوافعنا فى كثير من الأحيان، وصعوبة معرفة الآخرين. والقصص الخيالية وسيلة لزيادة فهمنا. يأتى هذا الكتاب كنتيجة لاشتراك المؤلف كيث أوتلى، وهو أستاذ فخرى لعِلمِ النَّفسِ المَعْرفى بجامِعةِ تورونتو فى كَنَدا، ومؤلف كتاب «فهم المشاعر» ضمن مجموعة بحثية لمحاولة لاستكشاف تأثير القصص الخيالية على العقل، وسبب استمتاع الناس بقراءة الروايات ومشاهدة الأفلام. وهذه المجموعة البحثية تنشر نتائج تجاربها فى مجلة «أون فيكشن» المتخصِّصة فى علم نفس القصص الخيالية على الإنترنت. وقد أثبتت التجارب العلمية تأثير القدرة على القراءة والكتابة على العقل، وأن قراءة أى شىء ليس فقط قراءة القصص الخيالية، لها تأثيرات معرفية مهمة. يركز كتاب «كما الأحلام: علم النفس فى القصص الخيالية» على الكتابات الأدبية أو القصص الخيالية، ويوضح «كيت أوتلى» أن القصص الخيالية التى يتناولها كتابه ليست من النوع المضلل أو الضار، فهو يستبعد القصص الخيالية، المتمحورة حول العنف أو التى تعرض أشكالًا معينة من المحتوى الجنسى، وتلك يمكن أن تكون ذات أضرار حقيقية، خصوصًا على الشباب. ما يستدعى أن ننتبه لخطورة وضرر هذا المحتوى. وقد لاحظت المجموعة البحثية تحسُّن القدرات الاجتماعية المتعلقة بالمشاركة الوجدانية ونظرية العقل لدى قُرَّاء القصص الخيالية، ويمكن تلخيص هذه التأثيرات فى أربعة موضوعات: - فهم العلاقات. فأغلب القصص الشائعة عبر العالم هى قصص عن مشاعر الارتباط، قصص عن الحب والغضب. ولا يمكن فهم العلاقات إلا عن طريق المحاكاة وتكوين النموذج، فى «ملحمة جلجامش» صار جلجامش طاغية، وإنكيدو متوحش، ولا يستطيع أحدهما الارتقاء عن حالته إلَّا من خلال التفاعل بينهما. - القدرة على التقمص الوجدانى، فقد عاش القُرَّاء من خلال القصص الخيالية مشاعر الأشخاص العاديين المتعلِّقة واستطاعوا فهم ما يفكر فيه الآخرون وما يشعرون به، سواء فى التعاملات المباشرة «نظرية العقل»، أو على مدار العلاقات الأطول «الشخصية»، وبالرغم من أننا نحن البشر نُجِيد هذين النوعين من الفهم، فهذه الإجادة لا ترقى لمستوى الإتقان إلا من خلال قراءة القصص الخيالية. ومع نمو الرواية فى أوروبا «بزغت حقوق الإنسان من تلك التربة الأوليَّة التى غُرِسَت فيها هذه المشاعر. ولم يكن ممكنًا لحقوق الإنسان أن تزدهر إلا حينما تعلَّم الناس التفكير فى الآخرين باعتبارهم نُظراءهم، وباعتبارهم يماثلونهم على نحو جوهرى، وقد عبَّرَت جورج إليوت عن هذه المسألة قائلة: «إننا جميعًا نولَد فى حالة من الغباء الأخلاقى» فهْم أن الآخرين هم أيضًا ذوات، هو شىء علينا استكشافه، كاكتشاف دوروثِيا فى رواية «ميدل مارش» أن الرجل الذى تزوجته «كان له مركز ذاتى مكافئ لا بد أن الأضواء والظلال تسقط عليه دومًا باختلاف معين». - آليات التفاعل فى الجماعات: تقدم لنا القصص الخيالية جماعات، قد لا يتاح لنا الوجود بينها، لكنها تتيح لنا فهم هذه الجماعات المختلفة عنا زمانيًا ومكانيًا وتراتبيات هذه العلاقات وآليات التفاعل بين أفرادها. - الحث على تطوير الذات، فكما نستطيع إقامة نماذج للآخرين، نستطيع إقامة نماذج لأنفسنا. ولا شك أن هذا النوع من النماذج بالتحديد هو ما نُطلِق عليه «ذاتنا». فذاتنا ليست مستقلة فى الحقيقة، كما يقول «تشارلز كولى»، بل إنها ذات مرتبطة بالآخرين. والخلاصة: أن المجتمعات بقدر ما تحتاج شعوبها لقراءة كتب الشروح العلمية، بقدر ما تحتاج أيضا لشىء من الخيال يمكنها من رؤية ذاتها والعالم.