logo
#

أحدث الأخبار مع #«مركزالشارقةللتطوع»

قوة التطوع في عام المجتمع بالإمارات
قوة التطوع في عام المجتمع بالإمارات

صحيفة الخليج

time٢٨-٠٣-٢٠٢٥

  • منوعات
  • صحيفة الخليج

قوة التطوع في عام المجتمع بالإمارات

مع مُضيِّ شهرين من «عام المجتمع» بدولة الإمارات، لا يسعني سوى أن أقف عند مقولةٍ عربيةٍ مأثورةٍ من صميم موروثنا العريق تقول: «من كَثُر مالُه فلْيُعطِ منه، ومن قَلَّ فَمِن قلبه»، تحمل في طيّاتها حِكَماً متأصلة في تاريخ منطقتها، وتجسد بأفضل صورة القوةَ الجبارةَ للعمل التطوعي. ولعل تطوع المرء بوقته لمساندة الآخرين من أقدم وأصلب مبادرات المسؤولية الاجتماعية، فقبل ظهور الكيانات الخيرية والإغاثية بصفة رسمية، ازدهرت مجتمعات منطقتنا بثقافة المؤازرة والدعم المتبادل. وخير مثال على ذلك التقليد البدوي المعروف «بالفزعة» حينما كان يحتشد أفراد القبيلة لنجدة من استغاث، وهذا شكل من أشكال التطوع بكل ما للكلمة من معنى. وسواء بتوفير المأكل والمسكن للرُّحَّل المارّين بالصحراء، أو بتجمع أفراد المجتمع لبناء المنازل، كان ديدن «الفزعة» تجسيداً لمفهوم «العزوة»، وأن المجموعة كالبنيان المتراصّ، لا تذر فرداً منها وحيداً محتاجاً بلا سند. واليوم، نلمس روح الفزعة ونشهدها ونعايشها بكل جلاء، بالثقافة الإماراتية الأصيلة، ثقافة الكرم والخدمة والعطاء. ليس التطوع مجرد صورة من صور الإحسان، بل عماد المجتمعات المتينة ومصدر وحدة أفرادها وتلاحمهم أياً كانت خلفياتهم وجنسياتهم. وفي هذا البلد المعطاء المتنوع، نرى هذا الواقع في كل النواحي والجوانب. رحلتي، ككثير غيري، تشكَّلت معالمها بمشاركتي في أعمال تطوعية في مراحلي الأولى. في المدرسة الداخلية التي ارتدتها في صِغري، كان من الإلزامي إتمام بِضع ساعات كل أسبوع في الخدمة المجتعية، سواء بتعليم التلاميذ الأصغر سناً، أو بدعم المسنين، أو قضاء الوقت مع المرضى في المستشفيات المحلية. هذه التجارب التي كانت تبدو لي بسيطة آنذاك، هي ما غرس في أعماقي يقيناً لازمني طوال حياتي بالقوة الخارقة للعطاء والخدمة، والأهم من ذلك أنها كانت من أولى بذور التزامي بالعمل الخيري الاستراتيجي: فكرةَ أن العطاء، متى وَجَّهَتْه رؤيةٌ واضحة وهدفٌ مدروس، كان وسيلةً لتحقيق نتائج مستدامة وآثار طويلة الأمد. هذه العبرة عالميةٌ بطبيعتها، فالعمل التطوعي غير مقتصر على منفعة المحتاج، بل إن آثاره تطال المتطوِّع ذاته. تُفيد العديد من الأبحاث أن التطوع بالوقت لخدمة قضية ما يُحسِّن السلامة العامة ويخلق في حياة الفرد غاية، ويقوي الصلات والروابط المجتمعية. وتشير الدراسات إلى أن أكثر من 90% من المتطوعين يشعرون بنشوة الإنجاز، سواء كان بالصداقات التي يكونونها أو المهارات التي يكتسبونها في سياق مبادراتهم أو بفضل إسهامهم في تحسين حياة إنسان. في كل وطن مزدهر، هناك أشخاص مُبادِرون مُقبلون دوماً على الخير هم الأساس، ليس لأنهم مُلزَمون بل لأنهم مدركون لقوة العمل الجماعي. تزخر الإمارات العربية المتحدة بالمبادرات التي تفسح المجال لتقديم الدعم والخدمة، فيها منظمات مثل «جمعية الهلال الأحمر الإماراتي» التي تقدم الإغاثات الإنسانية محلياً وعالمياً، وفيها برامج بيئية مثل «مشروع إعادة تأهيل السلاحف» تتيح للمتطوعين دعم جهود الحفاظ على الموائل البحرية. ومن الأمثلة أيضاً «مركز الشارقة للتطوع» الذي يؤدي دوراً مركزياً في تعزيز ثقافة الخدمة ويصل المتطوعين بقضايا مهمة وفرصٍ لدعمها عبر القطاعات المختلفة. وجدير بالذكر في هذا السياق «برنامج تكاتف» التابع لمؤسسة الإمارات، الذي يحشد المتطوعين لدعم مشاريع تنموية، وكذلك «برنامج ساند» الذي يقدم تدريبات في مجال الاستجابة الطارئة لإعداد المتطوعين لتقديم العون والدعم عند الأزمات. أما «المنصة الوطنية للعمل التطوعي»، فتوفر عشرات الخيارات لفرص التطوع في شتى المجالات، ليتسنى لكل فرد من المجتمع، أياً كانت مهاراته أو اهتماماته، مد يد العون والإسهام بالإحسان والتغيير. ورغم الأهمية البالغة لهذه الجهود العظيمة، لا يقتصر العمل التطوعي في الواقع على المبادرات الواسعة، بل يتمثل أيضاً بأعمال الخير اليومية الفردية التي تقوي الترابط المجتمعي وتوطد العلاقات والصلات. فالمعلم الذي يعطي ساعات عمل إضافية لمساعدة الطلاب، والجار الذي يساعد جاره المسن في حمل الأغراض، والشاب الذي يتطوع بوقته لتنظيف شاطئ محلي أو مساعدة أطفال محتاجين، كل هذه المبادرات، رغم أنها قد تبدو ضئيلة وحدها، تشكل مجتمعةً النسيج المتماسك لمجتمع متعاطفٍ ومترابط. في هذا العام، «عام المجتمع» في دولة الإمارات، تَكْمُن لكل منّا – أفراداً وأعمالاً ومؤسسات – فرصةٌ للارتقاء بالعمل التطوعي إلى آفاق أعلى وأوسع. تمتلك الشركات التي تشجع موظفيها على التعاون معاً في أعمال تطوعية، ميزةً فريدةً تقوي فرقها وتعزز روابطهم وتنهض في الوقت نفسه بالمجتمع المحيط، كذلك الأمر في المدارس التي تغرس في العقول الفتية ثقافةَ الخدمة والتطوع لتبني منهم قادة مسؤولين في المستقبل. ليس العمل التطوعي بالضرورة محصوراً بالمجتمعات المحلية، نرى ذلك في مساعي دولة الإمارات التي لطالما تصدرت المشهد العالمي للإغاثة الإنسانية، منها مبادرة هيئة السلام الأمريكية التي تحث الشباب الإماراتي على السفر لتبادل المعارف ومد جسور التواصل، ومثل هذه المبادرات مهم جداً لإبراز قيمنا الوطنية على المستوى العالمي. وبإتاحة فرصٍ بناءةٍ للإسهام في رفعة الوطن عبر مشاركات عالمية، يستطيع برنامج كهذا توطيد العلاقات الدولية، وتنمية التفاهم والتواصل عبر الثقافات، وتعزيز مكانة دولة الإمارات بكونها محركاً للخير في العالم، وتمكين الإماراتيين الشباب من تشكيل مستقبل وطنهم والعالم أجمع بفاعلية وحيوية. ورغم القوة العظيمة التي تحملها مثل هذه البرامج الواسعة الطموحة، يبقى الفرد هو المُحدِث الأول للتغيير الحقيقي. وهل من وقت أنسب من الآن للبدء بهذا التغيير؟ يُذكِّرنا شهر رمضان الفضيل بأن أطيب الثمار هي التي تُحصَد من العطاء الجماعي المشترك، لأنه قادر على مضاعفة الأثر وتحقيق أعظم النتائج من النوايا الحسنة. وفي كل مرة نهنّئ بعضنا بعضاً برمضان كريم، نتذكَّر ونُذَكِّر بأن الكرم والعطاء قوة تطال المُعطي والمتلقي على حد سواء. ثم يَحلُّ علينا عيدُ الفطر المبارك، ليتوِّج مساعي الجود والإحسان الرمضانية، مُتَجلِّياً باليمن والخير والبركات. وفي عامنا «عام المجتمع»، أرجو أن يفتح كلٌّ منّا باباً، صغيراً كان أم كبيراً، للخدمة والعطاء - فقوة المجتمع من قوة الوطن، ومن هذه القوة، نستقي نحن القوة لننمو ونزدهر.

قوة التطوع في «عام المجتمع» في الإمارات
قوة التطوع في «عام المجتمع» في الإمارات

البيان

time٢٧-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البيان

قوة التطوع في «عام المجتمع» في الإمارات

أكد بدر جعفر، المبعوث الخاص لوزير الخارجية بدولة الإمارات لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية، أنه مع مُضيِّ شهرين من «عام المجتمع» بدولة الإمارات، لا يسعني سوى أن أقف عند مقولةٍ عربيةٍ مأثورةٍ من صميم موروثنا العريق تقول: «من كَثُر مالُه فلْيُعطِ منه، ومن قَلَّ فَمِن قلبه»، تحمل في طيّاتها حِكَماً متأصلة في تاريخ منطقتها، وتجسد بأفضل صورة القوةَ الجبارةَ للعمل التطوعي. وقال بدر جعفر، ولعل تطوع المرء بوقته لمساندة الغير من أقدم وأصلب مبادرات المسؤولية الاجتماعية، فقبل ظهور الكيانات الخيرية والإغاثية بصفة رسمية، ازدهرت مجتمعات منطقتنا بثقافة المؤازرة والدعم المتبادل. وخير مثال على ذلك التقليد البدوي المعروف «بالفزعة» حينما كان يحتشد أفراد القبيلة لنجدة من استغاث، وهذا شكل من أشكال التطوع بكل ما للكلمة من معنى. وسواء بتوفير المأكل والمسكن للرُّحَّل المارّين بالصحراء، أو بتجمع أفراد المجتمع لبناء المنازل، كان ديدن «الفزعة» تجسيداً لمفهوم العزوة، وأن المجموعة كالبنيان المتراصّ، لا تذر فرداً منها وحيداً محتاجاً بلا سند. واليوم، نلمس روح الفزعة ونشهدها ونعايشها بكل جلاء بالثقافة الإماراتية الأصيلة – ثقافة الكرم والعطاء والخدمة. ليس التطوع مجرد صورة من صور الإحسان، بل عماد المجتمعات المتينة ومصدر وحدة أفرادها وتلاحمهم أياً كانت خلفياتهم وجنسياتهم. وفي هذا البلد المعطاء المتنوع، نرى هذا الواقع في كل النواحي والجوانب. منظور شخصي وأضاف: رحلتي، ككثير غيري، تشكَّلت معالمها بمشاركتي في أعمال تطوعية في مراحلي الأولى. في المدرسة الداخلية التي ارتدتها في صِغري، كان من الإلزامي إتمام بِضع ساعات كل أسبوع في الخدمة المجتمعية، سواء بتعليم التلاميذ الأصغر سناً، أو بدعم المسنين، أو قضاء الوقت مع المرضى في المستشفيات المحلية. هذه التجارب التي كانت تبدو لي بسيطة آنذاك، هي ما غرس في أعماقي يقيناً لازمني طوال حياتي بالقوة الخارقة للعطاء والخدمة، والأهم من ذلك أنها كانت من أولى بذور التزامي بالعمل الخيري الاستراتيجي: فكرةَ أن العطاء، متى وَجَّهَتْه رؤيةٌ واضحة وهدفٌ مدروس، كان وسيلةً لتحقيق نتائج مستدامة وآثار طويلة الأمد. هذه العبرة عالميةٌ بطبيعتها، فالعمل التطوعي غير مقتصر على منفعة المحتاج، بل إن آثاره تطول المتطوِّع ذاته. تُفيد العديد من الأبحاث أن التطوع بالوقت لخدمة قضية ما يُحسِّن السلامة العامة ويخلق في حياة الفرد غاية، ويقوي الصلات والروابط المجتمعية. وتشير الدراسات إلى أن أكثر من 90% من المتطوعين يشعرون بنشوة الإنجاز، سواء كان بالصداقات التي يكونونها أو المهارات التي يكتسبونها في سياق مبادراتهم أو بفضل إسهامهم في تحسين حياة إنسان. مجتمع تطوعي في كل وطن مزدهر، هناك أشخاص مُبادِرون مُقبلون دوماً على الخير هم الأساس، ليس لأنهم مُلزَمون بل لأنهم مدركون لقوة العمل الجماعي. تزخر الإمارات العربية المتحدة بالمبادرات التي تفسح المجال لتقديم الدعم والخدمة، فيها منظمات مثل «جمعية الهلال الأحمر الإماراتي» التي تقدم الإغاثات الإنسانية محلياً وعالمياً، وفيها برامج بيئية مثل «مشروع إعادة تأهيل السلاحف» تتيح للمتطوعين دعم جهود الحفاظ على الموائل البحرية. ومن الأمثلة أيضاً «مركز الشارقة للتطوع» الذي يؤدي دوراً مركزياً في تعزيز ثقافة الخدمة ويصل المتطوعين بقضايا مهمة وفرصٍ لدعمها عبر القطاعات المختلفة. وجدير بالذكر في هذا السياق «برنامج تكاتف» التابع لمؤسسة الإمارات، الذي يحشد المتطوعين لدعم مشاريع تنموية، وكذلك «برنامج ساند» الذي يقدم تدريبات في مجال الاستجابة الطارئة لإعداد المتطوعين لتقديم العون والدعم عند الأزمات. أما «المنصة الوطنية للعمل التطوعي»، فتوفر عشرات الخيارات لفرص التطوع في شتى المجالات، ليتسنى لكل فرد من المجتمع، أياً كانت مهاراته أو اهتماماته، مد يد العون والإسهام بالإحسان والتغيير. ورغم الأهمية البالغة لهذه الجهود العظيمة، لا يقتصر العمل التطوعي في الواقع على المبادرات الواسعة، بل يتمثل أيضاً بأعمال الخير اليومية الفردية التي تقوي الترابط المجتمعي وتوطد العلاقات والصلات. فالمعلم الذي يعطي ساعات عمل إضافية لمساعدة الطلاب؛ والجار الذي يساعد جاره المسن في حمل الأغراض؛ والشاب الذي يتطوع بوقته لتنظيف شاطئ محلي أو مساعدة أطفال محتاجين، كلهذه المبادرات، رغم أنها قد تبدو ضئيلة لوحدها، تشكل مجتمعةً النسيج المتماسك لمجتمع متعاطفٍ ومترابط. دعوة إلى العمل في هذا العام، «عام المجتمع» في دولة الإمارات، تَكْمُن لكل منّا – أفراداً وأعمالاً ومؤسسات – فرصة للارتقاء بالعمل التطوعي إلى آفاق أعلى وأوسع. تمتلك الشركات التي تشجع موظفيها على التعاون معاً في أعمال تطوعية، ميزة فريدة تقوي فرقها وتعزز روابطهم وتنهض في الوقت نفسه بالمجتمع المحيط، كذلك الأمر في المدارس التي تغرس في العقول الفتية ثقافة الخدمة والتطوع لتبني منهم قادة مسؤولين في المستقبل. ليس العمل التطوعي بالضرورة محصوراً بالمجتمعات المحلية، نرى ذلك في مساعي دولة الإمارات التي لطالما تصدرت المشهد العالمي للإغاثة الإنسانية، منها مبادرة هيئة السلام الأمريكية التي تحث الشباب الإماراتي على السفر لتبادل المعارف ومد جسور التواصل، ومثل هذه المبادرات مهم جداً لإبراز قيمنا الوطنية على المستوى العالمي. وبإتاحة فرصٍ بناءةٍ للإسهام في رفعة الوطن عبر مشاركات عالمية، يستطيع برنامج كهذا توطيد العلاقات الدولية، وتنمية التفاهم والتواصل عبر الثقافات، وتعزيز مكانة دولة الإمارات بكونها محركاً للخير في العالم، وتمكين الإماراتيين الشباب من تشكيل مستقبل وطنهم والعالم أجمع بفعالية وحيوية. ورغم القوة العظيمة التي تحملها مثل هذه البرامج الواسعة الطموحة، يبقى الفرد هو المُحدِث الأول للتغيير الحقيقي. وهل من وقت أنسب من الآن للبدء بهذا التغيير؟ يُذكِّرنا شهر رمضان الفضيل بأن أطيب الثمار هي التي تُحصَد من العطاء الجماعي المشترك، لأنه قادر على مضاعفة الأثر وتحقيق أعظم النتائج من النوايا الحسنة. وفي كل مرة نهنّئ بعضنا البعض برمضان كريم، نتذكَّر ونُذَكِّر بأن الكرم والعطاء قوة تطول المُعطي والمتلقي على حد سواء. ثم يَحلُّ علينا عيدُ الفطر المبارك، ليتوِّج مساعي الجود والإحسان الرمضانية، مُتَجلِّياً باليمن والخير والبركات. وفي عامنا «عام المجتمع»، أرجو أن يفتح كلٌّ منّا باباً، صغيراً كان أم كبيراً، للخدمة والعطاء - فقوة المجتمع من قوة الوطن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store