logo
#

أحدث الأخبار مع #«نهايةالعالم

نهاية الكون: علم أم غيب؟
نهاية الكون: علم أم غيب؟

الوطن

timeمنذ 2 أيام

  • علوم
  • الوطن

نهاية الكون: علم أم غيب؟

الدراسات العلمية لا تهدأ لإسهامها في اكتشاف المعارف الجديدة، أحيانًا تكون هذه المعارف قد توقفت عندها الأبحاث والدراسات السابقة، حول تكوين معرفة غائبة أو تنبؤات جديدة، قد يكون لها تأثير مباشر في جانب معين من جوانب الحياة البشرية أو الظواهر الكونية، سواء في المناخ أو الصحة أو الثقافة أو على الملامح الجغرافية للأرض بشكل عام، من خلال الوصول إلى ابتكارات علمية تعالج المشكلة أو يمكن أن تُحدث نقلة نوعية غير مسبوقة أو غير متوقعة. ولكن في المقابل، تلك الدراسات تصبح مثارًا للجدل، لتتعمق الواسع في قضايا أكبر من أن يستوعبها العقل البشري أو يقف على أبعادها أو يصدقها. انتشرت مؤخرًا دراسة حديثة صادرة عن جامعة رادبود الهولندية، تناولت مصير الكون في المستقبل البعيد، مستخدمة عناوين مثيرة مثل «نهاية العالم تقترب». الدراسة أثارت بهذه الصياغة تساؤلات بين القراء المهتمين بالشأن العلمي، خاصة أنها لا تتحدث عن نهاية وشيكة أو قريبة بالمعنى البشري أو الزمني المألوف، بل استندت إلى افتراضات علمية ونماذج رياضية تتعلق بإشعاع هوكينغ، كما ذكرت أن إشعاع هوكينغ يشكل تأثيرًا على مصير الثقوب السوداء والنجوم بعد فترات زمنية لا يمكن للعقل البشري تصورها. وفقًا لحسابات الفريق البحثي، فإن جميع النجوم في الكون ستنطفئ بعد مدة تُقدّر بـ«كوينفيجينتيليون» سنة، أي رقم يتكون من 1 وأمامه 78 صفرًا. وللتقريب، فإن عمر الكون الحالي لا يتجاوز 13.8 مليار سنة، مما يعني أن أمام الكون ـ بحسب هذه الفرضية ـ فترة زمنية أطول بأضعاف لا تُحصى من عمره الحالي قبل أن يصل إلى نهايته المحتملة. ومن هذا المنطلق، فإن الحديث عن «اقتراب النهاية» يعد تعبيرًا غير دقيق ومبالغًا فيه. ومن المهم الإشارة إلى أن مثل هذه الدراسات، مع قيمتها في توسيع الفهم العلمي، تبقى ضمن دائرة النظريات والافتراضات القابلة للمراجعة والتطوير، ولا تقدم يقينًا حول المستقبل بقدر ما تسهم في رسم تصورات علمية مفتوحة. ويبقى علم نهاية الكون في حقيقته أمرًا غيبيًا لا يعلمه إلا الله، كما جاء في قوله تعالى: (عنده علم الساعة)، وهو ما يجعلنا نتعامل مع هذه الطروحات برصانة وهدوء، بعيدًا عن التهويل، مع إدراك أن العلم مهما اتسع، يظل محاطًا بحدود. ويُحمد للمتلقي اليوم اتساع أفقه العلمي وقدرته على التمييز بين الطرح العلمي الهادئ والعنوان الإعلامي المثير، وهو ما يعزز من أهمية النقد الموضوعي لمثل هذه الأخبار الغيبية. ولا شك أن الطمأنينة الحقيقية لا تأتي فقط من فهم التفاصيل العلمية، وإنما بإدراك إيماني بأن مصير الكون، كمصير الإنسان، بيد الله وحده، لا تدركه الحسابات ولا تحيط به النظريات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store