logo
#

أحدث الأخبار مع #«هارفي»

انسحاب مناخي.. أعاصير وحرائق أشد فتكًا
انسحاب مناخي.. أعاصير وحرائق أشد فتكًا

الدستور

time١٥-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم
  • الدستور

انسحاب مناخي.. أعاصير وحرائق أشد فتكًا

يبدو أن الطبيعة قررت أن ترد الصاع صاعين مع كل انبعاث كربوني جديد، تزداد سخونة المحيطات وتتحول الأعاصير والحرائق إلى وحوش غير قابلة للسيطرة؛ السنوات الأخيرة كشفت عن موجة من الكوارث الطبيعية العنيفة التي حطمت أرقاما قياسية تاركة وراءها مدنا غارقة وأخرى محترقة وبنى تحتية مدمرة واقتصادات تنزف؛ في وقت كهذا يحتاج العالم إلى التكاتف أكثر من أي وقت مضى لكن بدلا من ذلك جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ليضيف مزيدا من الضبابية على المستقبل المناخي للكوكب؛ فهل كان هذا القرار مجرد ضربة سياسية أم أنه تساهل قاتل أمام كارثة وشيكة؟ ارتفاع درجة حرارة الأرض لم يعد مجرد بيانات علمية جامدة بل هو واقع يعصف بالمدن والسواحل؛ وفقا للإدارة الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي فقد شهد المحيط الأطلسي زيادة في درجات حرارة سطح الماء بمعدل 0.5 درجة مئوية خلال العقود الأخيرة ما أدى إلى تغذية الأعاصير بمزيد من الطاقة؛ عندما اجتاح إعصار «إيرما» ولاية فلوريدا 2017 بلغت سرعة رياحه 300 كيلومتر في الساعة وهو رقم لم يكن شائعا بهذا التكرار قبل عقدين، المشهد يتكرر مع أعاصير أخرى مثل «هارفي» الذي تسبب وحده في خسائر بلغت 125 مليار دولار و «دوريان» الذي دمر جزر البهاما بالكامل تقريبا، هذه الأرقام ليست مجرد مؤشرات اقتصادية بل تحذيرات مخيفة من مستقبل قد يكون أكثر عنفا؛ في يناير 2025 شهدت ولاية كالفورنيا سلسلة من حرائق الغابات المدمرة خاصة في منطقة لوس أنجلوس ومقاطعة فينتورا؛ بدأت هذه الحرائق في 7 يناير واستمرت حتى 31 من الشهر نفسه متسببة في وفاة 28 شخصا وتدمير أكثر من 12,401 مبنى و إجبار أكثر من 180,000 شخص على الإخلاء؛ تفاقمت هذه الحرائق بسبب انخفاض الرطوبة الشديد وظروف الجفاف الممتدة و رياح سانتا آنا التي تجاوزت سرعتها في بعض الأماكن 130 كيلومترا في الساعة، بلغت المساحة المحترقة حوالي 27,162 فدانا (حوالي 110 كيلومترات مربعة)، هذه الكوارث لم تقتصر على الخسائر البشرية والمادية فحسب؛ بل أثرت على شركات التأمين حيث تكبدت شركة «لانكشاير هولدينجز» البريطانية خسائر تتراوح بين 145 و 165 مليون دولار بسبب هذه الحرائق. في عام 2015 اجتمع قادة العالم في باريس ليضعوا خارطة طريق لمستقبل أكثر أمانا فكانت اتفاقية باريس للمناخ التي تعهدت فيها الدول بالحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية أقل من درجتين مئويتين؛ لكن انسحاب الولايات المتحدة التي تعتبر ثاني أكبر مصدر للانبعاثات في العالم باتت الاتفاقية أمام اختبار صعب؛ انسحاب واشنطن يعني أن 15% من الانبعاثات العالمية لم تعد تخضع لأي التزام مناخي جاد،مما يضعف الجهود الدولية ويمنح الدول الأخرى ذريعة للتراخي في تنفيذ التزاماتها؛ الأمر لا يقتصر على السياسات الدولية بل يمتد إلى حياة ملايين البشر، مع تصاعد التغيرات المناخية يتوقع العلماء أن تصبح الأعاصير والحرائق أشد تدميرا بنسبة 20-30% بحلول نهاية القرن؛ حيث يؤكد تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن معدل زيادة مستوى سطح البحر قد تسارع خلال العقود الماضية مما يعني أن المدن الساحلية لن تواجه فقط رياحا عاتية بل فيضانات دائمة تهدد بقائها، سكان نيو أورلينز، ميامي، مانيلا وجاكرتا قد يجدون أنفسهم في مواجهة دمار لا يمكن إصلاحه بينما تغرق جزر بأكملها في المحبط؛ لكن وسط هذه العتمة هناك بصيص من الأمل، ولايات أمريكية مثل كالفورنيا ونيويورك أعلنت التزامها بالمضي قدما في تنفيذ اتفاقية باريس رغم القرار الفيدرالي؛ الصين التي كانت مترددة بشأن تبني سياسات مناخية صارمة وجدت في الانسحاب الأمريكي فرصة لتصدر المشهد معلنة خططا طموحة لخفض الانبعاثات ومع ذلك فإن الجهود الفردية لا تكون كافية فبدون التزام عالمي حقيقي ستواصل الأعاصير والحرائق اكتساب قوتها وستظل المدن على حافة الانهيار. الانسحاب من معركة المناخ لم يكن مجرد قرار سياسي بل مقامرة بمستقبل البشرية؛ الكوارث القادمة لن تسأل عن توقيعات الاتفاقيات ولن تميز بين دول انسحبت وأخرى التزمت، ربما يظن البعض أن تكلفة الالتزام المناخي باهظة، لكن تكلفة الكوارث القادمة أعلى بكثير.

مَن سيعيد بناء لوس أنجلوس غير المهاجرين؟
مَن سيعيد بناء لوس أنجلوس غير المهاجرين؟

الاتحاد

time٠٨-٠٢-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الاتحاد

مَن سيعيد بناء لوس أنجلوس غير المهاجرين؟

مَن سيعيد بناء لوس أنجلوس غير المهاجرين؟ كانت مؤلمة مشاهد الحرائق وهي تلتهم لوس أنجلوس، المدينة التي كنتُ أعتبرها موطني لسنوات. فقد تسببت الرياح القادمة من سانتا آنا، والتي تهب عبر الجبال بسرعات تتجاوز 80 ميلاً في الساعة، في دمار كارثي. الجانب الغربي من المدينة بالكاد يمكن التعرف عليه الآن. والطريق السريع الساحلي المحاذي للمحيط الهادئ، الذي يعد واحداً من أكثر المناظر الطبيعية الأميركية شهرة، أصبح في حالة خراب. المنطقة المحيطة، التي تحتضن شارع «صن ست» (الغروب) الشهير - الذي يُحتفل به في العديد من الأفلام وهو شاهد على عدد لا يحصى من لحظات غروب الشمس في كاليفورنيا، تحولت إلى رماد. سيكون من الصعب تقدير حجم الدمار الكامل لبعض الوقت. لكن الواضح هو التحدي الهائل الذي سيواجه إعادة الإعمار، فهذه الحرائق هي بالفعل من بين الأكثر تدميراً في تاريخ المنطقة. وستكون إعادة البناء مهمة ضخمة محفوفة بعدم اليقين. إذ إن البناء في لوس أنجلوس معروف بصعوبته بسبب التعقيدات المتعلقة بالتصاريح واللوائح. وستضطر المدينة إلى فك العديد من العقد البيروقراطية، وبسرعة كبيرة. ومع ذلك، ثمة أمر واحد مؤكد: إعادة بناء لوس أنجلوس ستعتمد بشكل كبير على المهاجرين. فالمهاجرون يشكلون نسبة كبيرة من القوى العاملة في مجال البناء بالمنطقة. ووفقاً لتقرير صادر عن مجلس الهجرة الأميركي في عام 2020، فإن 43% من عمال البناء في كاليفورنيا هم من المهاجرين. ومن بين هؤلاء أغلبية مكسيكية، مما يعكس تاريخاً طويلا من مساهمة العمالة المكسيكية في تطوير المدينة. يقول «سانتياجو أورتيز»، مصمم ومستشار بناء محلي: «المهاجرون هم المحرك الأساسي للبناء في لوس أنجلوس. وبدون العمال المهاجرين الذين يعملون في أهم المهن في الصناعة، لن نتمكن من إعادة بناء ما فقدناه خلال الأيام الثلاثة الماضية». لقد كانت العمالة المهاجرة بالفعل حيوية في تعافي مدن أميركية أخرى دمرتها الكوارث الطبيعية. على سبيل المثال، بعد إعصار «هارفي» الذي ضرب هيوستن في عام 2017، كان أكثر من نصف عمال البناء المشاركين في جهود إعادة الإعمار من المهاجرين. عمل الآلاف من المهاجرين غير الموثقين لساعات طويلة في ظروف شاقة، غالباً من دون حماية سلامة مناسبة، وتعرض بعضهم للاستغلال من خلال سرقة الأجور. وعلى الرغم من التحديات، خفف المهاجرون من نقص العمالة في هيوستن، مما سمح لها بالتعافي بشكل أسرع مما كان متوقعاً. وبالمثل، كان العمال المهاجرون أساسيين في إعادة بناء فلوريدا بعد إعصار «إيان» في عام 2022. ففي جنوب غرب فلوريدا، الذي عانى من أضرار جسيمة، كان المهاجرون يشكلون جزءاً كبيراً من القوى العاملة في التنظيف والبناء. وكانت جهودهم ذات أهمية خاصة في مناطق مثل شاطئ فورت مايرز، حيث دُمرت أحياء بأكملها. وبدون العمالة المهاجرة، كان الجدول الزمني لإعادة البناء سيتأخر بشكل كبير، مما سيترك المزيد من السكان بلا مأوى لفترات أطول.لا يشكل عمال البناء المهاجرون أهمية حيوية في حالات الطوارئ فحسب. ففي كاليفورنيا وحدها، يشكل المهاجرون 40% من إجمالي القوى العاملة في مجال البناء. وتعتمد صناعة البناء الأميركية بأكملها على عملهم طوال العام. ووفقاً للرابطة الوطنية لبُناة المنازل، فإن 31% من العاملين في مهن البناء في جميع أنحاء البلاد ولدوا خارج الولايات المتحدة. ومعظم العمال في مجالات الجبس، وتركيب البلاط السقفي، والأسطح هم من المهاجرين. كما أن نحو 23% من هؤلاء العمال غير موثقين. على سبيل المثال، ما يقرب من 40% من عمال تركيب الجدران الجافة ليس لديهم وضع قانوني دائم في البلاد. لذا فإن المهاجرين هم مَن سيعيدون لوس أنجلوس من تحت الرماد. وبدونهم، ستتأخر المدينة في التعافي. ومع تولي ترامب السلطة وتعهداته بتنفيذ سياسات هجرة صارمة وملاحقة المهاجرين غير الموثقين بشكل مكثف، من الضروري أن نعترف بمن يبني أميركا حقاً. وسيكون من المحرج أنه بينما يعمل المهاجرون على إعادة جنوب كاليفورنيا على قدميها، بتنظيف جبال من الحطام، وإقامة الأعمدة الخشبية، وتركيب الجدران الجافة والأسلاك الكهربائية.. سيكونون تحت تهديد الانفصال عن عائلاتهم. وسيذهب أطفالهم إلى المدارس وهم مرعوبون من احتمال اختفاء آبائهم في أي لحظة. كما كان الحال خلال جائحة «كوفيد-19»، حيث طلبت الولايات المتحدة من قوتها العاملة المهاجرة أداء مهام أساسية. وأقل ما يمكن أن تقدمه في المقابل هو منحهم السلام والأمان بدلاً من تعريضهم للاضطهاد والتمييز. ليون كراوزي* *صحفي مكسيكي ومؤلف ومذيع أخبار ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لاينسيج آند سينديكيشن»

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store