logo
مَن سيعيد بناء لوس أنجلوس غير المهاجرين؟

مَن سيعيد بناء لوس أنجلوس غير المهاجرين؟

الاتحاد٠٨-٠٢-٢٠٢٥

مَن سيعيد بناء لوس أنجلوس غير المهاجرين؟
كانت مؤلمة مشاهد الحرائق وهي تلتهم لوس أنجلوس، المدينة التي كنتُ أعتبرها موطني لسنوات. فقد تسببت الرياح القادمة من سانتا آنا، والتي تهب عبر الجبال بسرعات تتجاوز 80 ميلاً في الساعة، في دمار كارثي.
الجانب الغربي من المدينة بالكاد يمكن التعرف عليه الآن. والطريق السريع الساحلي المحاذي للمحيط الهادئ، الذي يعد واحداً من أكثر المناظر الطبيعية الأميركية شهرة، أصبح في حالة خراب. المنطقة المحيطة، التي تحتضن شارع «صن ست» (الغروب) الشهير - الذي يُحتفل به في العديد من الأفلام وهو شاهد على عدد لا يحصى من لحظات غروب الشمس في كاليفورنيا، تحولت إلى رماد. سيكون من الصعب تقدير حجم الدمار الكامل لبعض الوقت. لكن الواضح هو التحدي الهائل الذي سيواجه إعادة الإعمار، فهذه الحرائق هي بالفعل من بين الأكثر تدميراً في تاريخ المنطقة. وستكون إعادة البناء مهمة ضخمة محفوفة بعدم اليقين. إذ إن البناء في لوس أنجلوس معروف بصعوبته بسبب التعقيدات المتعلقة بالتصاريح واللوائح.
وستضطر المدينة إلى فك العديد من العقد البيروقراطية، وبسرعة كبيرة. ومع ذلك، ثمة أمر واحد مؤكد: إعادة بناء لوس أنجلوس ستعتمد بشكل كبير على المهاجرين. فالمهاجرون يشكلون نسبة كبيرة من القوى العاملة في مجال البناء بالمنطقة. ووفقاً لتقرير صادر عن مجلس الهجرة الأميركي في عام 2020، فإن 43% من عمال البناء في كاليفورنيا هم من المهاجرين. ومن بين هؤلاء أغلبية مكسيكية، مما يعكس تاريخاً طويلا من مساهمة العمالة المكسيكية في تطوير المدينة. يقول «سانتياجو أورتيز»، مصمم ومستشار بناء محلي: «المهاجرون هم المحرك الأساسي للبناء في لوس أنجلوس. وبدون العمال المهاجرين الذين يعملون في أهم المهن في الصناعة، لن نتمكن من إعادة بناء ما فقدناه خلال الأيام الثلاثة الماضية». لقد كانت العمالة المهاجرة بالفعل حيوية في تعافي مدن أميركية أخرى دمرتها الكوارث الطبيعية.
على سبيل المثال، بعد إعصار «هارفي» الذي ضرب هيوستن في عام 2017، كان أكثر من نصف عمال البناء المشاركين في جهود إعادة الإعمار من المهاجرين. عمل الآلاف من المهاجرين غير الموثقين لساعات طويلة في ظروف شاقة، غالباً من دون حماية سلامة مناسبة، وتعرض بعضهم للاستغلال من خلال سرقة الأجور.
وعلى الرغم من التحديات، خفف المهاجرون من نقص العمالة في هيوستن، مما سمح لها بالتعافي بشكل أسرع مما كان متوقعاً. وبالمثل، كان العمال المهاجرون أساسيين في إعادة بناء فلوريدا بعد إعصار «إيان» في عام 2022. ففي جنوب غرب فلوريدا، الذي عانى من أضرار جسيمة، كان المهاجرون يشكلون جزءاً كبيراً من القوى العاملة في التنظيف والبناء.
وكانت جهودهم ذات أهمية خاصة في مناطق مثل شاطئ فورت مايرز، حيث دُمرت أحياء بأكملها. وبدون العمالة المهاجرة، كان الجدول الزمني لإعادة البناء سيتأخر بشكل كبير، مما سيترك المزيد من السكان بلا مأوى لفترات أطول.لا يشكل عمال البناء المهاجرون أهمية حيوية في حالات الطوارئ فحسب.
ففي كاليفورنيا وحدها، يشكل المهاجرون 40% من إجمالي القوى العاملة في مجال البناء. وتعتمد صناعة البناء الأميركية بأكملها على عملهم طوال العام. ووفقاً للرابطة الوطنية لبُناة المنازل، فإن 31% من العاملين في مهن البناء في جميع أنحاء البلاد ولدوا خارج الولايات المتحدة. ومعظم العمال في مجالات الجبس، وتركيب البلاط السقفي، والأسطح هم من المهاجرين. كما أن نحو 23% من هؤلاء العمال غير موثقين.
على سبيل المثال، ما يقرب من 40% من عمال تركيب الجدران الجافة ليس لديهم وضع قانوني دائم في البلاد. لذا فإن المهاجرين هم مَن سيعيدون لوس أنجلوس من تحت الرماد. وبدونهم، ستتأخر المدينة في التعافي. ومع تولي ترامب السلطة وتعهداته بتنفيذ سياسات هجرة صارمة وملاحقة المهاجرين غير الموثقين بشكل مكثف، من الضروري أن نعترف بمن يبني أميركا حقاً.
وسيكون من المحرج أنه بينما يعمل المهاجرون على إعادة جنوب كاليفورنيا على قدميها، بتنظيف جبال من الحطام، وإقامة الأعمدة الخشبية، وتركيب الجدران الجافة والأسلاك الكهربائية.. سيكونون تحت تهديد الانفصال عن عائلاتهم. وسيذهب أطفالهم إلى المدارس وهم مرعوبون من احتمال اختفاء آبائهم في أي لحظة. كما كان الحال خلال جائحة «كوفيد-19»، حيث طلبت الولايات المتحدة من قوتها العاملة المهاجرة أداء مهام أساسية. وأقل ما يمكن أن تقدمه في المقابل هو منحهم السلام والأمان بدلاً من تعريضهم للاضطهاد والتمييز.
ليون كراوزي*
*صحفي مكسيكي ومؤلف ومذيع أخبار
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لاينسيج آند سينديكيشن»

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير ألماني يرفض التضامن مع إسرائيل إجبارا ومجلس اليهود يحذر – DW – 2025/5/27
وزير ألماني يرفض التضامن مع إسرائيل إجبارا ومجلس اليهود يحذر – DW – 2025/5/27

DW

timeمنذ 22 دقائق

  • DW

وزير ألماني يرفض التضامن مع إسرائيل إجبارا ومجلس اليهود يحذر – DW – 2025/5/27

عكس تصريح المستشار الألماني فريدريش ميرتس تحولا غير مسبوق في السياسة الألمانية تجاه الحرب الدائرة في غزة، وموقفا لم تألفه إسرائيل من ألمانيا، وعلى إثره تتناسل ردود الفعل دون توقف. رويترز، د ب أ، أ ف ب ماجدة بوعزة رويترز، د ب أ، أ ف ب ماجدة بوعزة رويترز، د ب أ، أ ف ب قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول اليوم الثلاثاء (27 مايو/ أيار 2025) إن بلاده لن تتضامن مع إسرائيل بالإجبار، معبرا عن صدمته من الحملة الإسرائيلية على غزة التي تحرم سكان القطاع من الغذاء والدواء. وأضاف في مقابلة إذاعية: "يجب ألا يُستغل التزامنا بمكافحة معاداة السامية ودعمنا الكامل لحق دولة إسرائيل في الوجود والأمن كأداة في الصراع والحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة". وأردف كبير الدبلوماسية الألمانية بالقول: "نحن في مرحلة تحتم علينا التفكير بجدية في أي من الخطوات الجديدة التي يلزم اتخاذها"، دون الخوض في تفاصيل أخرى. المجلس المركزي لليهود يعبر عن تفهمه ويحذر هذا الجدال، اندلع بعد تصريحات المستشار الألماني فريدريتش ميرتس يوم الاثنين في منتدى أوروبا للشرق الأوسط في برلين، حيث قال: "بصراحة، لم أعد أفهم ما يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ولأي هدف". لم يعد من الممكن تبرير مثل هذا الضرر الذي يلحق بالسكان المدنيين، بمحاربة إرهاب حماس". جاء رد السفير بروسور يوم الثلاثاء في مجلة ZDF الصباحية، حيث قال: "عندما يثير فريدريش ميرتس هذه الانتقادات ضد إسرائيل، فإننا نستمع بعناية شديدة لأنه صديق. لكن رغم ذلك، تظل إسرائيل ملتزمة بهدف "القضاء على حماس كمنظمة إرهابية". ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. من جهة أخرى، أكد رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا جوزيف شوستر في برنامج "بلاتفورم إكس"، أن "حماس تتحمل مسؤولية المعاناة. ويمكنها إنهاء هذه الأزمة بإطلاق سراح الرهائن المختطفين في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتسليم أسلحتها". وأكد المتحدث أنه يفهم لماذا تحدث المستشار عن الوضع في غزة في الوضع الحالي بلهجة ناقدة. لكن شوستر يرى أن "القتال ضد حماس هو صراع وجودي بالنسبة لإسرائيل، وليس هناك بديل آخر". وأكد رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، على ضرورة إبقاء الخسائر في صفوف المدنيين عند أدنى مستوى ممكن، موضحا أن المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة ضرورية. وفي الوقت نفسه، دعا شوستر السياسيين إلى تجنب استخدام السرديات المعادية للسامية التي تقلل من أهمية الكراهية تجاه اليهود من خلال الإشارة إلى سلوك إسرائيل في الحرب. توبيخ تاريخي من ألمانيا لإسرائيل بتصريحاته أمس، وجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الثلاثاء أشد توبيخ لإسرائيل حتى الآن، إذ انتقد الغارات الجوية المكثفة على غزة واصفا إياها بـ "غير المنطقية". تعكس هذه التعليقات التي جاءت خلال مؤتمر صحفي في فنلندا، تحولا أوسع نطاقا في الرأي العام وكذلك استعدادا أكبر لدى كبار السياسيين الألمان لانتقاد سلوك إسرائيل منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ورغم أن تحول اللهجة ليس انهيارا تاما للعلاقات الألمانية الإسرائيلية، فإن له أهمية في بلد تتبع قيادته سياسة المسؤولية الخاصة تجاه إسرائيل والالتزام بأمنها ومصالحها الوطنية بسبب إرث المحرقة النازية. تعد ألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، من أشد الداعمين لإسرائيل لكن كلمات ميرتس تأتي في وقت يراجع فيه الاتحاد الأوروبي سياساته تجاه إسرائيل، كما هددت بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" بشأن غزة. الضغط من الأسفل؟ وجه فيليكس كلاين، مفوض الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة معاداة السامية، توبيخا آخر لاذعا لإسرائيل هذا الأسبوع، ودعا إلى مناقشة موقف برلين تجاه إسرائيل، قائلا إن الدعم الألماني بعد المحرقة لا يمكن أن يبرر كل ما تفعله إسرائيل. وقال المؤرخ الإسرائيلي موشيه زيمرمان إن الرأي العام في ألمانيا تجاه إسرائيل كان رد فعله مماثلا للموقف في بلدان أخرى. واستطرد "يمكنك أن تلمس ذلك في رد فعل وزير الخارجية الألماني الجديد، فاديفول، وبشكل غير مباشر في عدم تكرار ميرتس وعده بدعوة نتنياهو لزيارة البلاد. هذا وضع غير مسبوق، إذ يُجبر الضغط من الأسفل الطبقة السياسية على إعادة النظر". الوضع في غزة يتفاقم.. والضغط على الساسة يتزايد تدافع آلاف الفلسطينيين اليوم الثلاثاء إلى مركز لتوزيع المساعدات الغذائية غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في أول أيام تطبيق الآلية الإسرائيلية الجديدة لتوزيع المساعدات، ما أدى إلى فوضى شاملة وفرار عناصر شركة أمنية أمريكية خاصة كانت تشرف على الموقع. وفي تعليق على الحادث، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الجيش الإسرائيلي "فشل فشلا ذريعا في مشروع توزيع المساعدات ضمن مناطق العزل العنصرية، وسط انهيار المسار الإنساني وتصاعد جريمة التجويع". وأضاف المكتب في بيان: "اندفع آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوما، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل، وتدخل قوات الاحتلال بإطلاق النار وإصابة عدد من المواطنين، ما يعكس بوضوح الانهيار الكامل للمسار الإنساني الذي تزعمه سلطات الاحتلال". وحمل المكتب إسرائيل المسؤولية المباشرة عن "حالة الانهيار الغذائي في غزة، واستخدام المساعدات كسلاح حرب وأداة ابتزاز سياسي"، مطالبا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بـ"التحرك الفوري لإيقاف هذه الجريمة وفتح المعابر بشكل عاجل ودون قيود". بالمقابل، قال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إن قواته لم تطلق النار مباشرة من الجو باتجاه مركز توزيع مساعدات تابع لمؤسسة إغاثة غزة المدعومة من الولايات المتحدة في مدينة رفح بقطاع غزة، لكنه أشار إلى إطلاق طلقات تحذيرية في منطقة خارج المركز. وأضاف أنه تمت السيطرة على الوضع وأن توزيع المساعدات سيستمر كما هو مخطط له. تحرير: ع.غ

كاريكاتير 25-05-2025 #اخر الاخبار
كاريكاتير 25-05-2025 #اخر الاخبار

الكويت برس

timeمنذ 22 دقائق

  • الكويت برس

كاريكاتير 25-05-2025 #اخر الاخبار

الكويت برس - اخبار الكويت : شكرا لك لمشاهدة الموضوع التالي كاريكاتير 25-05-2025 ، من كويت برس نتابع معكم تفاصيل ومعلوماته كما وردت الينا فتابعونا. كانت هذه تفاصيل كاريكاتير 25-05-2025 نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله . و تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الجريدة وقد حاول فريق المحريين في الكويت برس بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

قضاء سيدي سليمان يدين إدريس الراضي بأربع سنوات نافذة
قضاء سيدي سليمان يدين إدريس الراضي بأربع سنوات نافذة

عبّر

timeمنذ 23 دقائق

  • عبّر

قضاء سيدي سليمان يدين إدريس الراضي بأربع سنوات نافذة

قررت المحكمة الابتدائية بسيدي سليمان، يومه الثلاثاء 27 ماي 2025، إدانة القيادي السابق بحزب الاتحاد الدستوري، والبرلماني السابق عن نفس الحزب، إدريس الراضي ، بأربع سنوات سجنا نافذة، على خلفية في ملف يتعلق بتزوير وثائق تتعلق بأراضي سلالية والتصرف فيها دون وجه حق. كما أدانت المحكمة، شقيقه، كريم الراضي، بالحبس لمدة ثلاث سنوات إضافة إلى نائبين عن الجماعة، وموظفين بقسم الشؤون القروية بعمالة سيدي سليمان بسنة ونصف حبسا نافذا. ويتعلق الملف بالتزوير للاستيلاء على 83 هكتارا من الأراضي السلالية بمنطقة أولاد حنون التابعة للجماعة القروية القصيبية، من خلال صنع إقرارات وتصاريح تتضمن وقائع غير صحيحة، واستعمالها للحصول على شواهد إدارية عن طريق الإدلاء ببيانات كاذبة. وكان الاتحاد الدستوري قد قرر طرد إدريس الراضي، من أجهزة الحزب وجميع هياكله، نظرا لما صدر منه من 'إخلالات وتصرفات خطيرة ولا مسؤولة أساءت إلى الحزب ومناضليه'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store