logo
#

أحدث الأخبار مع #«وارتستايمز»

دواء صيني فعّال لعلاج السرطان قد يفتح الاسواق العربية للصناعات الطبية الصينية
دواء صيني فعّال لعلاج السرطان قد يفتح الاسواق العربية للصناعات الطبية الصينية

الجريدة

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • الجريدة

دواء صيني فعّال لعلاج السرطان قد يفتح الاسواق العربية للصناعات الطبية الصينية

في الثالث والعشرين من أبريل 2025، أحرز عقار إيفونيسيماب Ivonescimab، المعروف باسم AK11، وهو عقار صيني مضاد لسرطان الرئة، تقدمًا بارزًا، متفوقا على عقار تيسليليزوماب Tislelizumab المُطوّر من قبل شركة «Bei Gene»، وذلك في نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لعلاج سرطان الرئة، حيث أثبت فعالية أعلى في مكافحة المرض. وقد سبق هذا الإنجاز معلمٌ لافتٌ آخر، حيث أُعلن خلال المؤتمر العالمي لسرطان الرئة أن «إيفونيسيماب» أصبح أول عقار يتفوق من حيث الفعالية الدوائية على عقار بيمبروليزوماب Pembrolizumab، المعروف تجاريا باسم كيترودا Keytruda وذلك في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية. وفي مقال لها، وصفت صحيفة «وارتس تايمز» هذا الإنجاز بأنه «لحظة تماثل بزوغ ديبسيك، ولكن في قطاع التكنولوجيا الحيوية». وتقف وراء هذه الإنجازات المذهلة شركة آكيسوبيو (AkesoBio) الصينية للصناعات الدوائية الحيوية. روح «كسر الجليد» لدى شركة أدوية صينية منذ تأسيسها في عام 2012، حققت شركة آكيسوبيو نجاحات كبيرة تحت قيادة شيا يوي، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في علم الأحياء الجزيئي والأحياء الدقيقة من جامعة نيوكاسل البريطانية، والتي سبق لها العمل في مجموعة بايير BAYER وشركة آبفي Abbvie. وقد ساهمت الشركة بقيادتها في ابتكار وتطوير أكثر من 30 علاجا جديدا، من أبرزها عقار كادونيليماب Cadonilimab (الجسم المضاد المزدوج لـ PD-1/CTLA-4)، واالذي حصل على موافقة الإدارة الوطنية للمنتجات الطبية في يونيو 2022 كعلاج لسرطان عنق الرحم في مراحله المتقدمة. وأظهرت نتائج المرحلة الثانية من التجارب السريرية أن عقار كادونيليباب (AK104) لعلاج سرطان عنق الرحم حقق معدل استجابة موضوعي (ORR) بنسبة 33.3 في المائة، مع متوسط بقاء على قيد الحياة (MOS)بلغ 17.3 شهرا، أي بزيادة قدرها 100 في المائة مقارنة بالعلاج الإشعاعي التقليدي. كما يتميز العقار بدرجة أمان عالية، حيث انخفصت الآثار الجانبية الخطيرة (من الدرجة الثالثة فما فوق) بنسبة 40 في المائة. ويُعزى ذلك إلى دقة تقنية Tetrabody في استهداف CTLA-4. أما من الناحية الاقتصادية، فقد انخفصت تكلفة العلاج بالعقار إلى 150 ألف يوان (اليوان الواحد يساوي 7.25 دولار أميركي)، أي ما يعادل 60 في المائة فقط من تكلفة العلاج باستخدام نظيره المستورد. ويعد هذا التطور الخارق ابتكارا تاريخيا قدمته شركة دوائية صينية في مجال علاج السرطانات المناعية. فقد استطاعت شركة آكيسوبيو من خلال تقنيتها المتميزة Tetrabody تجاوز الحاجز التقني الذي أقامته الشركات الدوائية الدولية الكبرى في مجال الأجسام المضادة ثنائية التخصص (Bispecific Antibodies). وبحلول نهاية عام 2023، كانت سبعة من منتجات شركة آكيسوبيو قد بلغت المرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية، ومنها PD-1/VEGF AK112، وهو الأول من نوعه الذي يدخل هذه المرحلة من التجارب السريرية في العالم، وقد أظهر فعالية مبهرة بتحقيقه نسبة تخفيف واقعي بلغت 60 في المائة في علاج سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة. أهمية إستراتيجية ثلاثية لنجاح آكيسوبيو أجمع المتخصصون على أن هناك أهمية إستراتيجية لنجاح شركة آكيسوبيو للصناعات الدوائية الحيوية بالنسبة لدول الجنوب العالمي، وتتمثل هذه الأهمية في النقاط الثلاث التالية: أولا، الفعالية الدوائية القوية تزيد الأمل في إطالة البقاء على قيد الحياة. فالإحصاءات تشير إلى أن 85 في المائة من وفيات سرطان عنق الرحم حدثت في الدول النامية. وقد ساعد طرح عقار AK104 في الأسواق على زيادة معدلات بقاء مريضات سرطان عنق الرحم على قيد الحياة من أقل من 20 في المائة إلى 35 في المائة، وهذا ما يعد أمرا بالغ الأهمية بالنسبة للمناطق التي تفتقر إلى الموارد الطبية. وقد أظهرت دراسة محاكاة أجرتها زيمبابوي مؤخرا أنه إذا تم تعميم العلاج بالعقار AK104، فسوف يتم إنقاذ حياة أكثر من 12 ألف امرأة سنويا. ثانيا، الصناعة الجديدة النمط تُسهم في تقليل تكلفة العلاج. فمن خلال «برنامج الصحة العالمي»، طرحت شركة آكيسوبيو مشروعا لمساعدة المرضى في منطقة جنوب شرق آسيا على خفض تكلفة العلاج السنوي إلى حوالي خمسة آلاف دولار، أي بانخفاض يصل إلى 70 في المائة مقارنة بنظيره غير الصيني. وتم تحقيق هذه التكلفة المنخفضة بفضل الابتكار في السلسلة الصناعية الكاملة، بدءا من زيادة فعالية بناء خطوط الخلايا بنسبة 30 في المائة، مرورا بزيادة إنتاج لوحدة باستخدام تقنية التربية الخاصة بمقدار خمسة أضعاف، وصولا إلى خفض الاستثمار في الممتلكات الثابتة من خلال تركيب ورش نموذجية بنسبة 40 في المائة. ثالثاً، المسعى الحثيث إلى التكنولوجيا. فمن خلال نمط تفويض التكنولوجيا والإنتاج المحلي، تعاونت شركة آكيسوبيو مع مؤسسة بحوث بوتانتان البرازيلية في تأسيس قاعدة إنتاج في ساو باولو خلال 18 شهرا لتنخفض بذلك تكلفة إنتاج العقار (AK105) إلى 150 دولارا للجرام، أي بانخفاض نسبته 80 في المائة مقارنة بنظيره غير الصيني. ويجري تطبيق هذه النموذج حاليا في أكثر من عشر دول أخرى. في هذا السياق، أشارت ماريا نيرا، الخبيرة في السرطانات الخبيثة بمنظمة الصحة العالمية، إلى أن «الشركات الدوائية الصينية تحدث تحولا في معادلة الوصول للأدوية المضادة للسرطانات الخبيثة في العالم. ففي عام 2022، ارتفعت حصة الأدوية الصينية في سوق الأدوية المضادة للسرطان في الدول النامية من 3 في المائة قبل خمس سنوات إلى 22 في المائة». أفق جديد للتعاون الصحي بين دول الجنوب مع مضي مبادرة الحزام والطريق قدما، أصبح التعاون في المجال الصحي بين الصين والدول العربية ودول الجنوب الأخرى يُشكّل ركيزتين إستراتيجيتين رئيستين: أولا، تطوير شبكة ابتكار تنسيقية. حتى الآن، أطلق المختبر الصيني الإماراتي المشترك في مجال الصيدلة والعلوم الطبية الحيوية سبعة مشاريع بحثية مشتركة، من أبرزها تطوير عقار (AK119) المضاد لسرطان الكبد المنتشر في منطقة الشرق الأوسط، والذي وصل إلى مرحلة الدراسات ما قبل السريرية. كما أفاد موقع المتخصص في أبحاث السوق بأن شركة آكيسوبيو تعاونت مع الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية (سبيماكو) في إنشاء قاعدة لإنتاج الأدوية المعتمدة على الأجسام المضادة ثنائية التخصص، وطُرحت هذه الأدوية بأسعار أقل بنسبة 50 في المائة من نظيراتها الغربية، محققة إيرادات بلغت 230 مليون دولار. ثانيا، بناء منظومة رقمية للرعاية الصحية. من خلال التعاون مع شركة صينية تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، يجري تنفيذ برنامج للكشف الذكي المبكر عن السرطان في مقاطعة البنجاب الباكستانية، مما أدى إلى خفض تكلفة فرز وتشخيص سرطان عنق الرحم من خمسين دولارا إلى خمسة دولارات، وزيادة نسبة التغطية من 12 في المائة إلى 68 في المائة. ويجري حاليا الترويج لنمط الحل المتكامل المتمثل في «الدواء المبدع + العلاج الذكي» في أكثر من ثلاثين دولة على طول الحزام والطريق. وبينما ستستفيد أعداد متزايدة من مريضات سرطان عنق الرحم في قرى الدول النامية مستقبلا من الأدوية التي طوّرتها شركة آكيسوبيو، من المتوقع أن يشهد نظام الرعاية الصحية في العالم تحولا جذريا؛ إذ إن التقدم في مجال الصيدلة الحيوية الصينية لا يسهم فقط في توفير خيارات علاجية جديدة، بل يُجسّد أيضا تطبيقا عمليا للمبدأ القائل إن «الحق في الصحة هو حق أساسي».ومع صعود عدد متزايد من الشركات الدوائية الصينية إلى الساحة الدولية خلال العقد المقبل، يلوح في الأفق نمط واعد من التعاون بين دول الجنوب، يقوم على الابتكار ويهدف إلى تحقيق التنمية المشترك لبناء مجتمع صحي ذي مصير مشترك للبشرية. وقد يشكّل نجاح شركة آسيكوبيو بداية لهذه الملحمة العظيمة. صحافي صيني يعمل في وكالة شينخوا المقال ينشر بالتعاون بين الجريدة وشينخوا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store