logo
دواء صيني فعّال لعلاج السرطان قد يفتح الاسواق العربية للصناعات الطبية الصينية

دواء صيني فعّال لعلاج السرطان قد يفتح الاسواق العربية للصناعات الطبية الصينية

في الثالث والعشرين من أبريل 2025، أحرز عقار إيفونيسيماب Ivonescimab، المعروف باسم AK11، وهو عقار صيني مضاد لسرطان الرئة، تقدمًا بارزًا، متفوقا على عقار تيسليليزوماب Tislelizumab المُطوّر من قبل شركة «Bei Gene»، وذلك في نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لعلاج سرطان الرئة، حيث أثبت فعالية أعلى في مكافحة المرض.
وقد سبق هذا الإنجاز معلمٌ لافتٌ آخر، حيث أُعلن خلال المؤتمر العالمي لسرطان الرئة أن «إيفونيسيماب» أصبح أول عقار يتفوق من حيث الفعالية الدوائية على عقار بيمبروليزوماب Pembrolizumab، المعروف تجاريا باسم كيترودا Keytruda وذلك في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية. وفي مقال لها، وصفت صحيفة «وارتس تايمز» هذا الإنجاز بأنه «لحظة تماثل بزوغ ديبسيك، ولكن في قطاع التكنولوجيا الحيوية». وتقف وراء هذه الإنجازات المذهلة شركة آكيسوبيو (AkesoBio) الصينية للصناعات الدوائية الحيوية.
روح «كسر الجليد» لدى شركة أدوية صينية
منذ تأسيسها في عام 2012، حققت شركة آكيسوبيو نجاحات كبيرة تحت قيادة شيا يوي، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في علم الأحياء الجزيئي والأحياء الدقيقة من جامعة نيوكاسل البريطانية، والتي سبق لها العمل في مجموعة بايير BAYER وشركة آبفي Abbvie. وقد ساهمت الشركة بقيادتها في ابتكار وتطوير أكثر من 30 علاجا جديدا، من أبرزها عقار كادونيليماب Cadonilimab (الجسم المضاد المزدوج لـ PD-1/CTLA-4)، واالذي حصل على موافقة الإدارة الوطنية للمنتجات الطبية في يونيو 2022 كعلاج لسرطان عنق الرحم في مراحله المتقدمة.
وأظهرت نتائج المرحلة الثانية من التجارب السريرية أن عقار كادونيليباب (AK104) لعلاج سرطان عنق الرحم حقق معدل استجابة موضوعي (ORR) بنسبة 33.3 في المائة، مع متوسط بقاء على قيد الحياة (MOS)بلغ 17.3 شهرا، أي بزيادة قدرها 100 في المائة مقارنة بالعلاج الإشعاعي التقليدي. كما يتميز العقار بدرجة أمان عالية، حيث انخفصت الآثار الجانبية الخطيرة (من الدرجة الثالثة فما فوق) بنسبة 40 في المائة. ويُعزى ذلك إلى دقة تقنية Tetrabody في استهداف CTLA-4. أما من الناحية الاقتصادية، فقد انخفصت تكلفة العلاج بالعقار إلى 150 ألف يوان (اليوان الواحد يساوي 7.25 دولار أميركي)، أي ما يعادل 60 في المائة فقط من تكلفة العلاج باستخدام نظيره المستورد.
ويعد هذا التطور الخارق ابتكارا تاريخيا قدمته شركة دوائية صينية في مجال علاج السرطانات المناعية. فقد استطاعت شركة آكيسوبيو من خلال تقنيتها المتميزة Tetrabody تجاوز الحاجز التقني الذي أقامته الشركات الدوائية الدولية الكبرى في مجال الأجسام المضادة ثنائية التخصص (Bispecific Antibodies). وبحلول نهاية عام 2023، كانت سبعة من منتجات شركة آكيسوبيو قد بلغت المرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية، ومنها PD-1/VEGF AK112، وهو الأول من نوعه الذي يدخل هذه المرحلة من التجارب السريرية في العالم، وقد أظهر فعالية مبهرة بتحقيقه نسبة تخفيف واقعي بلغت 60 في المائة في علاج سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة.
أهمية إستراتيجية ثلاثية لنجاح آكيسوبيو
أجمع المتخصصون على أن هناك أهمية إستراتيجية لنجاح شركة آكيسوبيو للصناعات الدوائية الحيوية بالنسبة لدول الجنوب العالمي، وتتمثل هذه الأهمية في النقاط الثلاث التالية:
أولا، الفعالية الدوائية القوية تزيد الأمل في إطالة البقاء على قيد الحياة. فالإحصاءات تشير إلى أن 85 في المائة من وفيات سرطان عنق الرحم حدثت في الدول النامية. وقد ساعد طرح عقار AK104 في الأسواق على زيادة معدلات بقاء مريضات سرطان عنق الرحم على قيد الحياة من أقل من 20 في المائة إلى 35 في المائة، وهذا ما يعد أمرا بالغ الأهمية بالنسبة للمناطق التي تفتقر إلى الموارد الطبية.
وقد أظهرت دراسة محاكاة أجرتها زيمبابوي مؤخرا أنه إذا تم تعميم العلاج بالعقار AK104، فسوف يتم إنقاذ حياة أكثر من 12 ألف امرأة سنويا.
ثانيا، الصناعة الجديدة النمط تُسهم في تقليل تكلفة العلاج. فمن خلال «برنامج الصحة العالمي»، طرحت شركة آكيسوبيو مشروعا لمساعدة المرضى في منطقة جنوب شرق آسيا على خفض تكلفة العلاج السنوي إلى حوالي خمسة آلاف دولار، أي بانخفاض يصل إلى 70 في المائة مقارنة بنظيره غير الصيني. وتم تحقيق هذه التكلفة المنخفضة بفضل الابتكار في السلسلة الصناعية الكاملة، بدءا من زيادة فعالية بناء خطوط الخلايا بنسبة 30 في المائة، مرورا بزيادة إنتاج لوحدة باستخدام تقنية التربية الخاصة بمقدار خمسة أضعاف، وصولا إلى خفض الاستثمار في الممتلكات الثابتة من خلال تركيب ورش نموذجية بنسبة 40 في المائة.
ثالثاً، المسعى الحثيث إلى التكنولوجيا. فمن خلال نمط تفويض التكنولوجيا والإنتاج المحلي، تعاونت شركة آكيسوبيو مع مؤسسة بحوث بوتانتان البرازيلية في تأسيس قاعدة إنتاج في ساو باولو خلال 18 شهرا لتنخفض بذلك تكلفة إنتاج العقار (AK105) إلى 150 دولارا للجرام، أي بانخفاض نسبته 80 في المائة مقارنة بنظيره غير الصيني. ويجري تطبيق هذه النموذج حاليا في أكثر من عشر دول أخرى.
في هذا السياق، أشارت ماريا نيرا، الخبيرة في السرطانات الخبيثة بمنظمة الصحة العالمية، إلى أن «الشركات الدوائية الصينية تحدث تحولا في معادلة الوصول للأدوية المضادة للسرطانات الخبيثة في العالم. ففي عام 2022، ارتفعت حصة الأدوية الصينية في سوق الأدوية المضادة للسرطان في الدول النامية من 3 في المائة قبل خمس سنوات إلى 22 في المائة».
أفق جديد للتعاون الصحي بين دول الجنوب
مع مضي مبادرة الحزام والطريق قدما، أصبح التعاون في المجال الصحي بين الصين والدول العربية ودول الجنوب الأخرى يُشكّل ركيزتين إستراتيجيتين رئيستين:
أولا، تطوير شبكة ابتكار تنسيقية. حتى الآن، أطلق المختبر الصيني الإماراتي المشترك في مجال الصيدلة والعلوم الطبية الحيوية سبعة مشاريع بحثية مشتركة، من أبرزها تطوير عقار (AK119) المضاد لسرطان الكبد المنتشر في منطقة الشرق الأوسط، والذي وصل إلى مرحلة الدراسات ما قبل السريرية. كما أفاد موقع chinairn.com المتخصص في أبحاث السوق بأن شركة آكيسوبيو تعاونت مع الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية (سبيماكو) في إنشاء قاعدة لإنتاج الأدوية المعتمدة على الأجسام المضادة ثنائية التخصص، وطُرحت هذه الأدوية بأسعار أقل بنسبة 50 في المائة من نظيراتها الغربية، محققة إيرادات بلغت 230 مليون دولار.
ثانيا، بناء منظومة رقمية للرعاية الصحية. من خلال التعاون مع شركة صينية تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، يجري تنفيذ برنامج للكشف الذكي المبكر عن السرطان في مقاطعة البنجاب الباكستانية، مما أدى إلى خفض تكلفة فرز وتشخيص سرطان عنق الرحم من خمسين دولارا إلى خمسة دولارات، وزيادة نسبة التغطية من 12 في المائة إلى 68 في المائة. ويجري حاليا الترويج لنمط الحل المتكامل المتمثل في «الدواء المبدع + العلاج الذكي» في أكثر من ثلاثين دولة على طول الحزام والطريق.
وبينما ستستفيد أعداد متزايدة من مريضات سرطان عنق الرحم في قرى الدول النامية مستقبلا من الأدوية التي طوّرتها شركة آكيسوبيو، من المتوقع أن يشهد نظام الرعاية الصحية في العالم تحولا جذريا؛ إذ إن التقدم في مجال الصيدلة الحيوية الصينية لا يسهم فقط في توفير خيارات علاجية جديدة، بل يُجسّد أيضا تطبيقا عمليا للمبدأ القائل إن «الحق في الصحة هو حق أساسي».ومع صعود عدد متزايد من الشركات الدوائية الصينية إلى الساحة الدولية خلال العقد المقبل، يلوح في الأفق نمط واعد من التعاون بين دول الجنوب، يقوم على الابتكار ويهدف إلى تحقيق التنمية المشترك لبناء مجتمع صحي ذي مصير مشترك للبشرية. وقد يشكّل نجاح شركة آسيكوبيو بداية لهذه الملحمة العظيمة.
صحافي صيني يعمل في وكالة شينخوا
المقال ينشر بالتعاون بين الجريدة وشينخوا

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غزة تنزف بلا ضماد.. كارثة صحية في زمن التجاهل الدولي
غزة تنزف بلا ضماد.. كارثة صحية في زمن التجاهل الدولي

الجزيرة

timeمنذ 20 دقائق

  • الجزيرة

غزة تنزف بلا ضماد.. كارثة صحية في زمن التجاهل الدولي

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تجاوزت آلة الحرب حدود الاستهداف العسكري إلى تدمير مُمنهج لمؤسسات الرعاية الصحية، في مشهد يعيد تعريف "العدوان" ليشمل كل ما هو حي وممكن للنجاة. ولم يعد الموت في غزة نتيجة مباشرة للقصف وحده، بل هو كذلك ثمرة لانعدام الدواء، أو انقطاع الكهرباء عن حضّانة، أو تأخر سيارة إسعاف بسبب قرار عسكري. وبينما يُقصف الجرحى في أسِرّتهم، ويُعتقل الأطباء من ممرات الطوارئ، وتُمنع قوافل العلاج عند حدود موصدة، تتكشف في غزة معالم جريمة لا يُراد لها أن تكون مرئية: جريمة قتل ممنهج للصحة، والحياة ذاتها. كارثة طويلة الأمد وهذه المأساة لا تقف عند الحاضر، بل تحمل آثارا طويلة الأمد تهدد مستقبل القطاع عقودا، ومع خطر تفشي أمراض قاتلة مثل الكوليرا والحصبة وشلل الأطفال، ومع فقدان الكوادر الصحية المدربة التي كانت عمادَ النظام الصحي، بات من الواضح أن ما تدمّر لا يمكن تعويضه بسهولة، وأن النظام الصحي في غزة يحتاج إلى خطة إنقاذ تمتد عشرات السنين لإعادة بنائه وتأهيله. وبعيدا عن لغة الأرقام، يمكن رصد الكارثة من شهادات من تبقّى من الطواقم الطبية في المستشفيات، حيث لا ماء ولا تخدير ولا ضوء، يتخذ الطبيب قراره الأصعب: من يُنقَذ ومن يُترك لحتفه. وهذا المشهد، الذي لا يلتقطه الإعلام دائما، هو الوجه الأكثر قسوة للعدوان، وهو أن تُحمَّل ضحية أخرى مسؤولية اختيار الموت بين مرضى لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا على هذا الشاطئ المحاصر. وتتعدى الكارثة البُنى التحتية، لتطال فكرة "الرعاية" ذاتها، وتتحوّل المستشفيات، من مساحات للشفاء، إلى أهداف عسكرية، تُقصَف وتُقتحم ويُختطف من فيها. ولم تكن الحماية التي توفرها اتفاقيات جنيف وقرارات الأمم المتحدة أكثر من حبر على ورق، وقد فشلت المؤسسات الدولية في ضمان الحد الأدنى من الأمان للمرافق الطبية، بينما اكتفت بيانات الإدانة بالصيغ المكرّرة، دون أن تترجم إلى خطوات لحماية الحق في العلاج. واستهداف المرافق الطبية جريمة حرب موثقة بموجب القانون الدولي الإنساني، لكن صمت العالم أمام هذه الانتهاكات المتكررة يعكس تواطؤا خطِرا. وغياب التحقيقات الدولية الجادة، وعدم تفعيل أدوات العدالة الدولية، يعمّق شعور الضحايا بأن الجرائم في غزة تُرتكب بلا عقاب. ولم تفعل محكمة الجنايات الدولية، التي يفترض أنها الذراع القضائية لردع الجرائم ضد الإنسانية، شيئا أكثر من التعبير عن "القلق". ما العمل؟ لا يحتاج القطاع اليوم فقط إلى مساعدة إنسانية، بل إلى اعتراف صريح بأن ما يجري هو انهيار قيمي عالمي، تُساق فيه حياة الناس رهينة للعبة السياسة وموازين القوة. ولهذا، لا بد من خطة إنقاذ عاجلة، قبل فوات الأوان، تقوم على أربعة محاور: الضغط الدولي: وقف الحرب وفتح المعابر فورا، وتفعيل قرارات مجلس الأمن، وتحرك فعلي من الأمم المتحدة والجامعة العربية. الإغاثة الصحية داخل غزة: تشمل توزيع أدوية منقذة للحياة، وتقديم دعم نفسي وتدريب الطواقم المتبقية، وصيانة المنشآت الطبية الطارئة بما تبقّى من قدرات. التحضير الإغاثي خارج غزة: عبر تجهيز مخازن إغاثة عاجلة في المناطق المجاورة، وتشكيل فرق طبية جاهزة للإدخال، ووضع خطط لإجلاء طبي منسق في الحالات الطارئة. خطة إعادة الإعمار الصحي: لا تقتصر على إعادة بناء المستشفيات، بل تمتد إلى تشمل تدريب الكوادر، واعتماد بنية رقمية مقاومة للأزمات تُتيح العمل في بيئات الحرب والدمار. ويتطلب ما دُمّر في القطاع، سنوات من العمل الدؤوب لترميمه، كما أن إعادة بناء المستشفيات لن تعيد ما فُقد من كفاءات بشرية نادرة، ولا تمحو الأثر النفسي العميق الذي زرعه هذا الخراب في نفوس الناجين. ولذلك فإن الحل لا يكمن فقط في إرسال المعدات أو بناء الجدران، بل في ضمان ألا تتكرر هذه الكارثة مرة أخرى. وهذا يضع مسؤولية أخلاقية وقانونية على عاتق المجتمع الدولي، تتمثل في حماية المنشآت الصحية بموجب القانون الإنساني، ودعم نظام صحي مستدام، والمساءلة الفعلية لكل من تورّط في تدميره. وفي ظل حرب تستهدف كل مقومات البقاء، فإن الدفاع عن حق الفلسطيني في العلاج، هو دفاع عن إنسانيّة العالم بأسره. والنتيجة اليوم كارثة صحية غير مسبوقة، وحرمان مليوني إنسان من الحق في العلاج هو جريمة ممنهجة، ويكشف أن الصمت الدولي ليس مجرد تقصير، بل تواطؤ فعلي. "الصحة حق إنساني، لا امتيازا" – هكذا قالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان. و"الحق في الصحة ليس رفاهية، بل الحد الأدنى من الحياة"، كما كتبت طبيبة فلسطينية على جدار غرفة طوارئ مدمّرة في مستشفى شمال غزة. ولعل هاتين العبارتين تختصران كل ما يحاول هذا المقال قوله.

طهران تبدي مرونة.. وترامب يحذر نتنياهو من ضرب إيران – DW – 2025/5/28
طهران تبدي مرونة.. وترامب يحذر نتنياهو من ضرب إيران – DW – 2025/5/28

DW

timeمنذ 21 دقائق

  • DW

طهران تبدي مرونة.. وترامب يحذر نتنياهو من ضرب إيران – DW – 2025/5/28

حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من توجيه أي ضربة لإيران قد تحبط المفاوضات الجارية معها حاليا بشأن ملفها النووي، فيما أبدت طهران استعدادها للسماح بزيارة مفتشين أميركيين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. د ب أ، رويترز، آ ف ب فلاح الياس د ب أ، رويترز، آ ف ب فلاح الياس د ب أ، رويترز، آ ف ب حققت المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بعض التقدم على ما يبدو. وتجلى ذلك في التصريحات، التي صدرت الأربعاء (28 مايو/ أيار 2025). حيث أبدت طهران بعض المرونة حول تخصيب اليورانيوم وقبول مفتشين أمريكيين. وقال رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية محمد إسلامي: "إذا أثيرت قضايا وتم التوصل إلى اتفاق وتم أخذ مطالب إيران في الاعتبار، فإننا سنعيد النظر في احتمال قبول مفتشين أميركيين" من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما قال مصدران رسميان إيرانيان إن طهران ربما تعلق تخصيب اليورانيوم إذا أفرجت الولايات المتحدة عن أموال إيرانية مجمدة واعترفت بحق طهران في تخصيب اليورانيوم للاستخدام المدني بموجب "اتفاق سياسي" قد يُفضي إلى اتفاق نووي أوسع نطاقا. وأضاف المصدران لرويترز أنه بموجب هذا الاتفاق، ستُوقف طهران تخصيب اليورانيوم لمدة عام، وسترسل جزءا من مخزونها عالي التخصيب إلى الخارج، أو تُحوله إلى صفائح وقود نووي لأغراض نووية مدنية. والتوقف المؤقت عن التخصيب وسيلة لتجاوز الجمود الناجم عن تعارض الخطوط الحمراء لدى الجانبين، وذلك بعد خمس جولات من المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لحل نزاع مستمر منذ عقود حول برنامج طهران النووي. وأكد مسؤولون أمريكيون مرارا أن أي اتفاق نووي جديد مع إيران، ليحل محل اتفاق أبرمته طهران وست قوى عالمية في 2015، يجب أن يتضمن التزاما بوقف التخصيب الذي يعتبر وسيلة محتملة لتطوير قنابل نووية. "اتفاق نووي" بين واشنطن وطهران.. مسألة وقت فقط؟ To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video ترامب يحذر نتنياهو وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء أنه حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من ضرب إيران، معتبرا أن الأمر لن يكون "ملائما" في غمرة المباحثات مع طهران حول برنامجها النووي. وقال ترامب للصحافيين "أود أن أكون صادقا، نعم فعلت"، وذلك حين سئل عما إذا كان طلب من نتانياهو خلال مكالمة الأسبوع الفائت الإحجام عن القيام بعمل عسكري. وأضاف الرئيس الأمريكي: "قلت إنه لن يكون ملائما في الوقت الراهن" واصفا المحادثات الدقيقة الجارية بأنها "جيدة جدا". وتابع "أبلغته أن هذا لن يكون مناسبا الآن لأننا قريبون جدا من الحل. أعتقد أنهم يريدون إبرام صفقة، وإذا تمكنا من إبرام صفقة، فسننقذ أرواحا كثيرة". وأجرت إيران والولايات المتحدة جولة خامسة من المفاوضات في روما الجمعة، من دون الإعلان عن إحراز تقدم يُذكر، غير أنّهما أكدتا الاستعداد لإجراء محادثات جديدة، من دون أن يتم تحديد موعد لذلك. ويشكّل تخصيب اليورانيوم موضوع الخلاف الرئيسي. وكان ترامب قد سحب بلاده بشكل أحادي في عام 2018، خلال ولايته الأولى، من الاتفاق النووي المبرم مع إيران وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية، بما في ذلك إجراءات ثانوية تستهدف الدول التي تشتري النفط الإيراني، ضمن سياسة "ضغوط قصوى" اتبعها في حق طهران. وأكد إسلامي أنه منذ ذلك الحين "رفضنا دائما المفتشين من الدول المعادية (لإيران) والذين تصرفوا بدون مبادئ"، معربا عن استعداده لمراجعة هذا الموقف. وتشتبه الدول الغربية، وفي مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، العدو اللدود لإيران بنية طهران امتلاك سلاح نووي. لكن طهران تنفي أي طموحات نووية عسكرية. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تخصب اليورانيوم راهنا بنسبة 60 في المئة، متجاوزة الى حدّ بعيد سقف الـ3,67 في المئة الذي نص عليه الاتفاق النووي النووي مع القوى الغربية الكبرى. من جانبها، تؤكد طهران أنّها لم تعد ملزمة ببنود الاتفاق، بعد الانسحاب الأميركي منه. ويعتبر الخبراء أنه ابتداء من 20 في المئة، قد يكون لليورانيوم استخدامات عسكرية، علما أن التخصيب ينبغي ان يكون بنسبة 90 في المئة للتمكن من صنع قنبلة. وفي السياق، صرّح الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي يترأس وفد بلاده في المباحثات مع طهران، بأن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح لإيران بأن تملك ولو واحدا في المئة من القدرة على التخصيب. من جانبها، تؤكد طهران التي تدافع عن حقها في الحصول على الطاقة النووية المدنية، أنّ قضية التخصيب "خط أحمر" بالنسبة إليها، خلافا لبنود معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية التي تعتبر إيران من الموقعين عليها. وفي موازاة دعوته القادة الإيرانيين بإلحاح إلى التوصل لاتفاق، يتوعّد ترامب بقصف إيران إذا فشل المسار الدبلوماسي. من جانبه، نفى مكتب نتنياهو الأربعاء ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مؤكدة أنه يهدّد بإفشال المفاوضات بين طهران وواشنطن من خلال ضرب المنشآت النووية في إيران. وقال مكتب نتانياهو إنّها "أخبار كاذبة". وأشارت الصحيفة إلى مكالمة هاتفية واحدة على الأقل طغى عليها التوتر بين ترامب ونتانياهو على خلفية التهديدات الإسرائيلية، مضيفة أنّ المسؤولين الأمريكيين قلقون بشكل خاص من أن تقرّر إسرائيل ضرب إيران من دون إنذار سابق. تحرير: ع.غ

هل ينجح ترامب بوقف حربي غزة وأوكرانيا؟
هل ينجح ترامب بوقف حربي غزة وأوكرانيا؟

روسيا اليوم

timeمنذ 21 دقائق

  • روسيا اليوم

هل ينجح ترامب بوقف حربي غزة وأوكرانيا؟

وسط تصاعد الأزمات عالميا، يتبنى الرئيس الأمريكي مقاربة شعارها: أمريكا أولًا وعالم بلا حروب. في معالجة ملفات معقدة من أوكرانيا إلى غزة، ومن إيران إلى الصين، يطرح ترامب استراتيجية تقوم على وقف الحروب وتقليص التدخلات العسكرية، مع وعود بصناعة السلام بأسلوب خاص. في هذه الحلقة، نفتح ملف استراتيجية ترامب في التعامل مع الأزمات الدولية، وأدواته، وأهدافه، ونتائجها حتى الآن.. هذه المحاور وغيرها نناقشها مع ضيفنا من نيويورك /د. سمير التقي/ الباحث في معهد الشرق الأوسط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store