أحدث الأخبار مع #أبو_عاقلة_محمد_كيكل


الجزيرة
منذ 2 أيام
- سياسة
- الجزيرة
انضمت للجيش وتقاتل لجانبه.. هل تسعى مجموعات السودان المسلحة لمقابل سياسي؟
الخرطوم- تتصاعد المخاوف في السودان من تعدد المجموعات العسكرية والكتائب التي تقاتل إلى جانب الجيش النظامي في مواجهة قوات الدعم السريع. ويحذِّر مراقبون من أن عدم وجود رؤية واضحة لمستقبل هذه المجموعات بعد الحرب يمكن أن يهدد أمن واستقرار البلاد ويدخلها في دورة جديدة من العنف، كما حذَّروا من الاستجابة لمطالب بعض المجموعات بدور سياسي ثمنا للقتال مع الجيش. ودفعت الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل/نيسان 2023 تشكيلات ومجموعات عسكرية منظمة وأخرى شعبية للانخراط طواعية في القتال بجانب الجيش لدحر قوات الدعم السريع، وإجبارها على التراجع والاستسلام. ووضع آلاف الشباب المسلحين أنفسهم تحت خدمة الجيش والشرطة في الولايات لتأمين مناطقهم التي انسحب منها الدعم السريع بعد هزيمته بمعارك في ولايات سنار والجزيرة وشمال ولاية النيل الأزرق وجنوب ولايتي النيل الأبيض ونهر النيل. خريطة المسلحين وانضمت إلى الجيش منذ الأسابيع الأولى للحرب مجموعات عسكرية عدة، ضم بعضها شبانا كانوا يقاتلون في جنوب السودان قبل انفصاله ضمن قوات الدفاع الشعبي في عهد الرئيس السابق عمر البشير وتم حلها في 2020. وبلغت المليشيات المقاتلة مع الجيش 12 مجموعة؛ أبرزها كتائب "البراء بن مالك"، و"الطيارين"، و"البرق الخاطف"، و"السائحون" و"البنيان المرصوص"، وأكد قادة هذه الكتائب أنهم يقاتلون تحت راية الجيش وسيسلمونه أسلحتهم بعد الحرب وينصرفون لوظائفهم وأعمالهم. والتحق بقوات الجيش كذلك عناصر من كيان "غاضبون بلا حدود" وهي من المجموعات الشبابية التي برزت خلال الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس السابق عمر البشير. كما انضم للجيش في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أبو عاقلة محمد كيكل قائد قوات درع السودان التي أسسها مطلع العام 2022، قبل أن يلتحق بقوات الدعم السريع ويصبح قائدا لها في ولاية الجزيرة وسط السودان، ومن ثم انشق عنها وشارك مع قواته في استعادتها في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وفي ولاية غرب كردفان المتاخمة لإقليم دارفور وجنوب السودان، شكل 6 آلاف من شباب 6 محليات بالولاية "قوات احتياط" توزعوا في "سرايا" و"كتائب" و"فصائل" ويقاتلون مع الجيش في ولايتهم. إعادة تموضع في بداية الحرب أعلنت قوى من حركات مسار دارفور التي وقَّعت اتفاق سلام مع الحكومة في جوبا ، تمسكها بالحياد لكنها غيرت موقفها وقررت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 الدخول في المعارك للقتال مع الجيش السوداني، ضد قوات الدعم السريع، وهما حركتا تحرير السودان بقيادة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي و العدل والمساواة بزعامة وزير المالية جبريل إبراهيم. وكذلك أقرت حركة تحرير السودان بقيادة والي وسط دارفور مصطفى طمبور الوقوف بجانب الجيش، وقوات التحالف السوداني بقيادة حاكم ولاية غرب دارفور خميس أبكر التي اتهمت الدعم السريع باغتياله. كما انضمت للقتال إلى جانب الجيش أيضا "حركة تحرير السودان-المجلس الانتقالي" برئاسة صلاح رصاص الذي انشق في يوليو/تموز 2024 عن رئيس الحركة الهادي إدريس، وتم تعيينه لاحقا عضوا في مجلس السيادة خلفا له. وكذلك انشق عبد الله يحيى عن قوى تجمع تحرير السودان، برئاسة الطاهر حجر وتحالف بقواته مع الجيش وعُيّن أيضا عضوا في مجلس السيادة خلفا لرئيسه السابق. وفي أبريل/نيسان الماضي انحازت حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة بقيادة منصور أرباب، إلى جانب القوات المسلحة " لدحر التمرد الغاشم والقضاء عليه" حسب تعبير زعيمها عقب لقائه رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان. المقاومة الشعبية وفي شرق السودان أعلنت 3 حركات مسلحة الأسبوع الماضي تشكيل قوة مشتركة في منطقة قرقر الحدودية في دولة إريتريا. وتضم القوة مؤتمر البجا بقيادة موسى محمد أحمد، وحركة تحرير شرق السودان بقيادة إبراهيم دنيا، والحركة الوطنية للعدالة والتنمية في شرق السودان بقيادة محمد طاهر سليمان بيتاي. وأدى انتشار قوات الدعم السريع في الخرطوم وولايات وسط البلاد، إلى استنفار عشرات الآلاف من المواطنين وتلقيهم تدريبا عسكريا لاستعادة مناطقهم. وكانوا قد اشتكوا من التأخر في تسليحهم، ما أثار جدلا وانتقادات للقيادة العسكرية التي كانت تخشى من انتشار السلاح وإساءة استخدامه. وتدخلت القوات المسلحة لتنظيم المستنفرين في المقاومة الشعبية على امتداد الولايات، وكلَّف قائد الجيش البرهان في مايو/أيار 2025 اللواء المتقاعد بشير مكي الباهي رئيسا للجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية. من جهته، يرى نائب رئيس هيئة الأركان والمتحدث باسم الجيش الأسبق الفريق محمد بشير سليمان أن عدم حسم مستقبل الحركات والمجموعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش النظامي قبل نهاية الحرب سيهدد أمن واستقرار السودان. ويقول للجزيرة نت: إن القيادة الحاكمة ينبغي أن تستعين بلجنة قومية وخبراء لوضع رؤية لإصلاح وتطوير القوات المسلحة تراعي التوازن الجهوي والديمغرافي، واستصحاب آراء قيادات الحركات المسلحة التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة. ويضيف الفريق سليمان أن رؤية مرحلة ما بعد الحرب ينبغي أن تكون شاملة لمعالجة القضايا السياسية والمطالب التي تدعو بعض المجموعات لحمل السلاح في إطار بناء دولة حديثة. أما الصحفي والكاتب المهتم بشؤون الحركات المسلحة بكري المدني، فيرى أن اتفاق جوبا بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور والنيل الأزرق الموقع في 2020 يقضي بدمج قواتها في القوات النظامية "جيش، شرطة ومخابرات"، وبدأت بعضها في ذلك وخاصة الحركة الشعبية-شمال برئاسة مالك عقار. ويقول للجزيرة نت: إن الحركات المسلحة التي انحازت للجيش، جاء انتساب مقاتليها أثناء الحرب، حسب ما كشف عنه جبريل إبراهيم. ويعتقد أن انتصار الجيش في الحرب سيفرز روحا إيجابية تدفع الجميع لدمج عناصرهم في القوات النظامية، ولكن سيصعب ذلك حال الدخول في تسوية سياسية مع الدعم السريع وعودتها للمشهد. ويرجح المتحدث ذاته أن قوات درع السودان وقادة المجموعات التي تقاتل تحت راية المقاومة الشعبية لن تغادر المشهد بعد نهاية الحرب، بل ستعزز وجودها بالحصول على وضع سياسي والمشاركة في السلطة.


الجزيرة
منذ 7 أيام
- سياسة
- الجزيرة
عاصفة من الجدل بالسودان بعد "تسريبات كيكل" عن حميدتي
الخرطوم- أثار حديث قائد قوات درع السودان اللواء أبو عاقلة محمد كيكل مع مجموعة من الإعلاميين عاصفة من الجدل، بعد أن كشف عن معلومات عدّها صحفيون سرية لارتباطها بقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) ووضعه الصحي ودوره في المعارك. وتزامن ذلك مع تسريبات متداولة عن جهود لإنعاش عملية السلام في البلاد، مما حمل على الاعتقاد أن إفادات كيكل محاولة لغسل حميدتي من جرائم قواته وتقديمه بوجه جديد في إطار تسوية محتملة. وفي أحد الصالونات بمدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة، جلس كيكل إلى نخبة من رؤساء التحرير والكتاب مساء الأحد، وردَّ على تساؤلاتهم بعدما طرح عليهم معلومات للنشر، وأخرى طلب عدم نشرها بسبب حساسيتها، كما نقل أحد الحضور -فضل عدم الكشف عن هويته- للجزيرة نت. حذر حميدتي ودموعه ونشر من حضروا اللقاء أن كيكل رسم في بداية اللقاء صورة لسير العمليات العسكرية، قائلا "قريبا سنصل إلى منطقة إطلاق المسيرات في دارفور، والوضع العملياتي مطمئن جدا، والنصر في كردفان و دارفور بات قريبا". وأوضح كيكل أن حميدتي كان موجودًا في الخرطوم حتى فبراير/شباط الماضي، وكان يستخدم نظام تشويش حوله يغطي دائرة 100 كيلومتر، وكان معه قوة حماية تتألف من 150 مركبة بها مدافع. وكشف كيكل استخدام حميدتي لوسيلة تواصل عبارة عن هاتف رقمه من دولة عربية، ولديه جهاز بحجم كبير وتصميم مختلف استخدم حصريا لأغراض الاتصالات السرية، إذ كان حميدتي يصر على عدم التواصل إلا عبر هذا الهاتف الذي تخلَّص منه -حسب كيكل- بمجرد انضمامه إلى الجيش، لشكه القوي في احتوائه على جهاز تتبع. وأكد كيكل أن جميع الاجتماعات مع حميدتي خلال الحرب كانت تُعقد ليلا فقط، بناء على تعليمات مباشرة منه، في خطوة تعكس حذرا شديدا كان يمارسه لتجنب الرصد والاستهداف. وقال كيكل إن حميدتي لم يكن مجرد قائد رمزي، بل كان يتولى إدارة الحرب بنفسه، وكان يتصل به يوميا بمعدل يصل أحيانا إلى 15 مرة، كما كان يتابع الإمدادات العسكرية بشكل شخصي، من ذخيرة وسلاح ومركبات وحتى الزي العسكري. ونفى كيكل المعلومات الرائجة عن إصابة حميدتي خلال المعارك، مؤكدا أنه لم يصب مطلقا، وعزا نحافته إلى التزامه بالصيام منذ اندلاع الحرب، فقد ظل مواظبا عليه من دون انقطاع، كما أنه يعاني من مرض باطني، وسافر أسبوعين خارج البلاد لتلقي العلاج. وأشار اللواء، الذي انحاز للجيش السوداني في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024، إلى أن آخر جلسة عقدها مع حميدتي وجها لوجه كانت قبل انضمامه للجيش بـ12 يوما. وعن الانتهاكات المرتبطة بقوات الدعم السريع، قال كيكل إنه عند مناقشة تلك القضايا أمامه كانت "دموع حميدتي تجري، لكنه كان يصمت دون أي تعليق". إعادة تموضع من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم شقلاوي إن كيكل منشق عن تشكيل عسكري مثير للجدل، ويتحدث من موقع سياسي مضاد للدعم السريع، وذلك ما يجعله طرفا غير محايد، وقد يكون مدفوعا بحسابات شخصية أو داخلية، مما يوجب الحذر في التعامل مع إفاداته. وأضاف شقلاوي للجزيرة نت أن تصوير حميدتي كقائد عسكري يتابع الإمداد والتموين بدقة، وفي الوقت ذاته كشخص عاطفي متأثر بالانتهاكات، يعدّ تناقضا يلمّح إلى محاولة تلميع صورته أو خلق تعاطف معه، وهو طرح غير مقنع عسكريا أو نفسيا بالنظر إلى الجرائم المرتكبة ضد المدنيين. ويعتقد المحلل السياسي أن رواية كيكل تميل إلى الإثارة والتشويق أكثر من التوثيق والانضباط العسكري، وهو أسلوب يضعف من قيمتها الاستخبارية، ويقربها من الخطاب السياسي أو التعبوي، حسب كلامه. أما المحلل السياسي ومدير مركز أرتكل للإنتاج والتدريب الإعلامي عثمان فضل الله فيرى أن كيكل والصحفيين الذين التقوه قدموا صورة لحميدتي هدمت كل ما كان مساندي الجيش يحاولون بناءه طوال الحرب، كما نسف رواية إصابة قائد الدعم السريع. غير أن رئيس تحرير موقع "مصادر" ووزير الإعلام السابق في ولاية النيل الأبيض عبد الماجد عبد الحميد الذي حضر اللقاء مع كيكل قال إن الجدل الذي رافق لقاءهم سببه أن معلومات كيكل عن حميدتي هزَّت مسلمات وصورة رسخت في ذهن كثير من الناس. وأكد عبد الحميد للجزيرة نت أن اللقاء لم يكن مرتبا من أي جهة، وأن إفادات كيكل كانت ردا على أسئلتهم، وعدَّه "لقاء أكثر من عادي، تم تحميله أكثر مما يحتمل". إنعاش للمفاوضات وفي اتجاه آخر، يرى مراقبون أن نشر منصات ومواقع سودانية عن جهود دولية وإقليمية لإنعاش المفاوضات بين الحكومة السودانية والدعم السريع -تزامنا مع تصريح كيكل- يدفع إلى الاعتقاد بأن كيكل يحاول غسل قائده السابق "حميدتي" من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قواته، وتقديمه بوجه جديد تمهيدا لأي عملية سلام أو تسوية محتملة. وكانت تلك المواقع ذكرت أن وفدين من الجيش وقوات الدعم السريع وصلا إلى مدينة شرم الشيخ المصرية للانخراط في مفاوضات جديدة، وربطت ذلك بزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدول الخليج. ونسبت مواقع تواصل اجتماعي، ينشط فيها سودانيون، تصريحا إلى مستشارة مركز الأهرام للدراسات أماني الطويل أن الأوضاع في السودان ستذهب نحو التهدئة في الأيام القادمة. غير أن الطويل أوضحت عبر صفحتها في فيسبوك أن ما نسب إليها غير دقيق، وأنها قالت إن المطلوب وساطة عربية للتهدئة في السودان ، نافية علمها بوجود اتصالات أو مفاوضات بين أطراف النزاع.