#أحدث الأخبار مع #أبوالكاسوكالة شهاب٠٨-٠٥-٢٠٢٥منوعاتوكالة شهابتقرير "أقل من رغيف للفرد يوميًا" تعمّق كارثي لأزمة الطحين في غزة وتحذيرات دولية من انهيار غذائي شاملتقرير / شهاب بين ركام البيوت في غزة، وبين خيام النزوح ومراكز الإيواء، يختبئ الخبز – أبسط حقوق الإنسان – خلف حصار خانق، وقصف مستمر، وانهيار شامل للمنظومات الإنسانية. في ظل هذه المعادلة القاسية، وصل سعر كيلو الطحين في القطاع إلى 55 شيكلًا، ما يعادل نحو 15 دولارًا أميركيًا، في منطقة يصارع سكانها الفقر المدقع وغياب السيولة النقدية. حسن عبد ربه (30 عامًا)، نازح من بيت حانون، يجلس في خيمة نزوحه حانيًا رأسه، يقول: "منذ ثلاثة أسابيع نفد الطحين من عندي، والآن بالكاد أستطيع شراء كيلو واحد كل ثلاثة أيام، فقط من أجل طفلتي الصغيرة ذات الخمسة أعوام." ويضيف بصوت خافت: "أنا وزوجتي نحرم أنفسنا من الخبز، نأكل العدس أو الأرز – رغم أن أسعارهما ارتفعت أيضًا إلى ثمانية أضعاف. كيلو العدس أصبح بـ20 شيكلًا، وكيلو الأرز بـ45 شيكلًا. لا توجد نقود، والاحتلال يمنع دخول السيولة النقدية." أشرف أبو الكاس (48 عامًا)، نازح هو الآخر من حي الشجاعية وأب لثمانية أطفال، يقول: "ليس لدينا طحين منذ أسبوعين، ولا نستطيع شراءه بسبب ارتفاع ثمنه بصورة خيالية." ويضيف أبو الكاس: "أنا موظف، لكني لا أستطيع الحصول على راتبي بسبب غياب السيولة النقدية. نضطر لطحن المعكرونة وصنع الخبز منها، حتى إن ثمن المعكرونة وصل إلى 30 شيكلًا للكيلو، وهذا لم يعد طعامًا، بل مقاومة للجوع." ويقول بلهجة غاضبة: "ما ذنب هؤلاء الأطفال ليُحرَموا من أبسط أساسيات الحياة؟ وما ذنب الأبرياء ليُفرض عليهم هذا العقاب الجماعي؟" أم معاذ سويلم، نازحة من بيت حانون إلى حرم الجامعة الإسلامية، توضح تجربتها في مواجهة الجوع بوسائل بدائية: "أشتري كيلو واحدًا فقط من الطحين، وأخلطه بالمعكرونة المنقوعة لساعات في الماء، ثم أخبزه. لكنه صلب، يجف بسرعة، ويصعب مضغه بعد ساعات." وتضيف: "نقوم بتقسيم الأرغفة على الأطفال، فنصيب كل واحد ثلاثة أرغفة في اليوم، أما الكبار فيأكلون الأرز والعدس." تحذيرات متكرّرة من جانبه، وصف برنامج الأغذية العالمي (WFP) الوضع في غزة بـ"الانهيار الغذائي التام"، مشيرًا إلى أن "الوصول إلى الطحين بات معجزة، والأطفال أول ضحاياه." أما منظمة "اليونيسف"، فقالت: "مئات الآلاف من الأطفال في غزة يواجهون خطر المجاعة وسوء التغذية الحاد، وسط غياب أي قدرة على الاستجابة الإنسانية الكافية." كما أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن "مؤشرات سوء التغذية لدى الأطفال وصلت إلى مستوى الخطر، بالتزامن مع توقف شبه تام للمساعدات الغذائية." الصليب الأحمر علّق هو الآخر على الأزمة، بالقول: "ما يجري في غزة هو عقاب جماعي، والمجاعة الوشيكة قد تتحوّل إلى واقع خلال أيام إذا لم يتم التحرك." "أخطر مرحلة في تاريخ غزة" في مقابلة خاصة لوكالة "شهاب"، قال أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: "نحن أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة. الدقيق المخصص للمخابز نفد منذ نهاية آذار، ولم يعد هناك إنتاج فعلي للخبز." وبيّن أن حصة الفرد اليومية تراجعت إلى أقل من رغيف، والمطابخ المجتمعية بدأت بالإغلاق. وأضاف: "نحو 40% من الأسر في غزة باتت مهددة بفقدان وجبتها الوحيدة في اليوم، والأطفال يعانون من سوء تغذية حاد. كما أن القطاع الصحي عاجز، والوقود على وشك النفاد، مما يهدد بانهيار شبكة المياه والخدمات الحيوية بالكامل." وتابع الشوا: "69% من مساحة قطاع غزة غير قابلة للوصول بفعل القصف والدمار، في حين أن الاحتلال يمنع دخول الغذاء والدواء والنقود، في سياسة واضحة للتجويع، وهي جريمة حرب متكاملة." وختم قائلًا: "ما يجري في غزة ليس فقط حصارًا، بل سياسة تطهير ممنهجة. هذه المرحلة هي الأخطر في تاريخ الشعب الفلسطيني، والمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبرى."
وكالة شهاب٠٨-٠٥-٢٠٢٥منوعاتوكالة شهابتقرير "أقل من رغيف للفرد يوميًا" تعمّق كارثي لأزمة الطحين في غزة وتحذيرات دولية من انهيار غذائي شاملتقرير / شهاب بين ركام البيوت في غزة، وبين خيام النزوح ومراكز الإيواء، يختبئ الخبز – أبسط حقوق الإنسان – خلف حصار خانق، وقصف مستمر، وانهيار شامل للمنظومات الإنسانية. في ظل هذه المعادلة القاسية، وصل سعر كيلو الطحين في القطاع إلى 55 شيكلًا، ما يعادل نحو 15 دولارًا أميركيًا، في منطقة يصارع سكانها الفقر المدقع وغياب السيولة النقدية. حسن عبد ربه (30 عامًا)، نازح من بيت حانون، يجلس في خيمة نزوحه حانيًا رأسه، يقول: "منذ ثلاثة أسابيع نفد الطحين من عندي، والآن بالكاد أستطيع شراء كيلو واحد كل ثلاثة أيام، فقط من أجل طفلتي الصغيرة ذات الخمسة أعوام." ويضيف بصوت خافت: "أنا وزوجتي نحرم أنفسنا من الخبز، نأكل العدس أو الأرز – رغم أن أسعارهما ارتفعت أيضًا إلى ثمانية أضعاف. كيلو العدس أصبح بـ20 شيكلًا، وكيلو الأرز بـ45 شيكلًا. لا توجد نقود، والاحتلال يمنع دخول السيولة النقدية." أشرف أبو الكاس (48 عامًا)، نازح هو الآخر من حي الشجاعية وأب لثمانية أطفال، يقول: "ليس لدينا طحين منذ أسبوعين، ولا نستطيع شراءه بسبب ارتفاع ثمنه بصورة خيالية." ويضيف أبو الكاس: "أنا موظف، لكني لا أستطيع الحصول على راتبي بسبب غياب السيولة النقدية. نضطر لطحن المعكرونة وصنع الخبز منها، حتى إن ثمن المعكرونة وصل إلى 30 شيكلًا للكيلو، وهذا لم يعد طعامًا، بل مقاومة للجوع." ويقول بلهجة غاضبة: "ما ذنب هؤلاء الأطفال ليُحرَموا من أبسط أساسيات الحياة؟ وما ذنب الأبرياء ليُفرض عليهم هذا العقاب الجماعي؟" أم معاذ سويلم، نازحة من بيت حانون إلى حرم الجامعة الإسلامية، توضح تجربتها في مواجهة الجوع بوسائل بدائية: "أشتري كيلو واحدًا فقط من الطحين، وأخلطه بالمعكرونة المنقوعة لساعات في الماء، ثم أخبزه. لكنه صلب، يجف بسرعة، ويصعب مضغه بعد ساعات." وتضيف: "نقوم بتقسيم الأرغفة على الأطفال، فنصيب كل واحد ثلاثة أرغفة في اليوم، أما الكبار فيأكلون الأرز والعدس." تحذيرات متكرّرة من جانبه، وصف برنامج الأغذية العالمي (WFP) الوضع في غزة بـ"الانهيار الغذائي التام"، مشيرًا إلى أن "الوصول إلى الطحين بات معجزة، والأطفال أول ضحاياه." أما منظمة "اليونيسف"، فقالت: "مئات الآلاف من الأطفال في غزة يواجهون خطر المجاعة وسوء التغذية الحاد، وسط غياب أي قدرة على الاستجابة الإنسانية الكافية." كما أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن "مؤشرات سوء التغذية لدى الأطفال وصلت إلى مستوى الخطر، بالتزامن مع توقف شبه تام للمساعدات الغذائية." الصليب الأحمر علّق هو الآخر على الأزمة، بالقول: "ما يجري في غزة هو عقاب جماعي، والمجاعة الوشيكة قد تتحوّل إلى واقع خلال أيام إذا لم يتم التحرك." "أخطر مرحلة في تاريخ غزة" في مقابلة خاصة لوكالة "شهاب"، قال أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: "نحن أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة. الدقيق المخصص للمخابز نفد منذ نهاية آذار، ولم يعد هناك إنتاج فعلي للخبز." وبيّن أن حصة الفرد اليومية تراجعت إلى أقل من رغيف، والمطابخ المجتمعية بدأت بالإغلاق. وأضاف: "نحو 40% من الأسر في غزة باتت مهددة بفقدان وجبتها الوحيدة في اليوم، والأطفال يعانون من سوء تغذية حاد. كما أن القطاع الصحي عاجز، والوقود على وشك النفاد، مما يهدد بانهيار شبكة المياه والخدمات الحيوية بالكامل." وتابع الشوا: "69% من مساحة قطاع غزة غير قابلة للوصول بفعل القصف والدمار، في حين أن الاحتلال يمنع دخول الغذاء والدواء والنقود، في سياسة واضحة للتجويع، وهي جريمة حرب متكاملة." وختم قائلًا: "ما يجري في غزة ليس فقط حصارًا، بل سياسة تطهير ممنهجة. هذه المرحلة هي الأخطر في تاريخ الشعب الفلسطيني، والمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبرى."