أحدث الأخبار مع #أبوبكرالبغدادي،


Independent عربية
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
"داعش" يقتل 5 أكراد في "أعنف الهجمات" بدير الزور
ذكرت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم "داعش" اليوم الإثنين أن التنظيم قتل خمسة مقاتلين أكراد خلال هجوم في محافظة دير الزور شرق سوريا. وأكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فرهاد شامي، لوكالة "رويترز" مقتل خمسة أفراد خلال الهجوم الذي وصفه بأنه أحد أعنف الهجمات ضد القوات منذ فترة. وسيطر تنظيم "داعش" على مدينة دير الزور عام 2014، لكن الجيش السوري استعادها عام 2017، وفرض التنظيم حكمه المتشدد على ملايين في سوريا والعراق لأعوام. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأعلن أبو بكر البغدادي، زعيم "داعش" إقامة دولة خلافة على ربع مساحة سوريا والعراق عام 2014 قبل أن يُقتل في غارة نفذتها قوات خاصة أميركية شمال غربي سوريا عام 2019 مع انهيار التنظيم. ويحاول التنظيم في الآونة الأخيرة استعادة نشاطه في الشرق الأوسط والغرب وآسيا.


Independent عربية
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
هل أصبح العراق طرفا فاعلا في الحرب العالمية ضد تمويل الإرهاب؟
في خطوة تعكس جدية العراق في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه المالية، أعلنت السلطات العراقية تجميد أموال وأصول عشرات الأفراد والكيانات المتورطة في تمويل الإرهاب أو الانتظام فيه، ومن بينهم أسماء بارزة، مثل زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أيمن الظواهري، وزعيم تنظيم "داعش" السابق أبو بكر البغدادي، إضافة إلى حمزة بن لادن، نجل مؤسس تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن. القرارات التي نشرتها صحيفة الوقائع العراقية بتاريخ الـ14 من أبريل (نيسان) 2025، الصادرة عن لجنة تجميد أموال الإرهابيين المرقمة (10) و(11) و(12) و(13) و(14) و(15) و(16) و(17) و(18) و(19) و(20) و(21) و(22) و(23) لعام 2025، التي صدرت عن اللجنة، جاءت متماشية مع قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بتجميد أموال الإرهابيين والمتورطين في شبكات الدعم المالي للتنظيمات المتطرفة، وشمل القرار أكثر من 60 اسماً من جنسيات مختلفة، من بينهم عراقيون وأجانب، وتضمنت القائمة: - أيمن الظواهري: على رغم مقتله عام 2022 في ضربة أميركية بأفغانستان، فإن القرار يشير إلى ضرورة التعامل مع أي أصول أو حسابات محتملة لا تزال باسمه أو مرتبطة بعناصر كانت تعمل تحت إشرافه. - أبو بكر البغدادي: زعيم "داعش" الإرهابي الذي قتل عام 2019، وشهد عهده سيطرة التنظيم على مساحات شاسعة من العراق وسوريا، ولا يزال اسمه يدرج ضمن العقوبات الأممية. - حمزة بن لادن: نجل أسامة بن لادن، الذي اعتبر، فترة، وريثاً محتملاً لقيادة "القاعدة"، قبل أن يعلن عن مقتله في عملية أميركية لم يكشف كثير من تفاصيلها. تجميد الأصول داخل العراق وخارجه إن التجميد يشمل الأصول المالية والمصرفية والحسابات البنكية والعقارات كافة داخل العراق، فضلاً عن إشعار المصارف والمؤسسات المالية بعدم التعامل مع الأسماء المدرجة. ويهدف القرار إلى منع استخدام هذه الأصول في تمويل عمليات إرهابية أو دعم الجماعات المتطرفة، إذ إن العراق يعمل بالتنسيق مع المجتمع الدولي، خصوصاً، وحدة التنسيق التابعة لمجلس الأمن المعنية بتطبيق قرارات العقوبات الخاصة بالإرهاب وتمويله. وتأتي الخطوة كجزء من جهود أوسع لملاحقة شبكات تمويل الإرهاب التي لا تزال تعمل بخفاء داخل بعض الدول، كما يأتي هذا التطور في وقت يسعى العراق إلى تعزيز صورته كدولة مستقرة تسعى إلى العودة إلى محيطها الإقليمي والدولي كدولة محورية في الأمن ومحاربة التطرف. وتزايدت الضغوط الدولية، في الأعوام الأخيرة، على بغداد من أجل ملاحقة الحسابات المشبوهة والأموال التي قد تستخدم لدعم خلايا نائمة أو إعادة إحياء التنظيمات الإرهابية. هل هي خطوة رمزية؟ على رغم أهمية الخطوة، يرى بعض المحللين أن تجميد أموال شخصيات متوفاة قد يكون ذا طابع رمزي، فإنه يحمل رسالة واضحة مفادها بأن العراق لن يسمح بوجود أي امتدادات مالية لهذه التنظيمات على أراضيه. ويشير آخرون إلى أن بعض الأصول قد تكون بأسماء مستعارة أو عبر وسطاء، مما يتطلب عمليات استخباراتية دقيقة لتعقبها، لكن يبقى تجميد الأموال أحد أهم الأدوات غير العسكرية في محاربة الإرهاب، بخاصة في ظل تغير أساليب التمويل وتطور الشبكات العابرة للحدود. ومن خلال هذا القرار يرسل العراق إشارة قوية إلى الداخل والخارج بأنه جاد في تجفيف منابع التطرف بكل صوره. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) خطوة استراتيجية محورية المتخصص في مكافحة الفساد هاشم لؤي أكد أن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في العراق تمثل خطوة استراتيجية محورية، لا تقتصر على الجانب الأمني فحسب، بل تمتد لتشمل الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للدولة، معتبراً أننا اليوم نواجه تحدياً متعدد الأوجه، إذ تسعى التنظيمات الإرهابية والجماعات الخارجة عن القانون إلى استغلال الثغرات في النظام المالي لتمويل أنشطتها الإجرامية، ونقل الأموال بطرق خفية لزعزعة الأمن والاستقرار داخل العراق والمنطقة. ورأى أن أهمية هذه الجهود تكمن، أولاً في حماية الاقتصاد الوطني من التلاعب والاختراق، كذلك فإن تتبع الأموال المشبوهة وتجفيف منابع تمويل الإرهاب يسهم بشكل مباشر في تقويض قدرات الجماعات الإرهابية على إعادة التنظيم أو تنفيذ عمليات داخل العراق، فضلاً عن أن تعزيز نظام مكافحة غسل الأموال يجعل العراق شريكاً مسؤولاً في المنظومة الدولية، مما يرسخ موقعه بين الدول التي تلتزم المعايير العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة. وزاد لؤي "هذا الالتزام يفتح الباب أمام التعاون الاستخباري والمصرفي مع الدول الأخرى، ويسهل عودة الثقة الدولية بالبيئة العراقية، وهو أمر في غاية الأهمية لجذب الاستثمارات وتعزيز التنمية الاقتصادية، كذلك فإن تقوية مؤسسات الدولة وتحديث التشريعات والرقابة المالية من خلال هذه الجهود، يسهم في بناء دولة القانون وتعزيز مبدأ الشفافية والمساءلة، مما ينعكس إيجاباً على العملية السياسية وعلى علاقة الدولة بالمواطنين"، وختم "لا بد من أن ندرك أن معركتنا ضد الإرهاب لم تعد فقط في ميادين القتال، بل أصبحت في ساحات المال والاقتصاد، ومن هنا فإن تجميد الأصول وملاحقة الحسابات والتدقيق في التحويلات المالية، كلها أدوات فعالة في مواجهة هذا العدو العابر للحدود"، مبيناً أن العراق يؤكد التزامه الكامل المعايير الدولية، داعياً مؤسسات الدولة والمجتمع الدولي إلى مواصلة الدعم والتعاون من أجل عراق آمن ومستقر ومحصن من آفة الإرهاب ومن الاقتصاد غير المشروع. مكافحة غسل الأموال وفي السياق أكد المراقب للشأن السياسي والأمني علي حسين أن الجهود الكبيرة والمتميزة التي يبذلها العراق في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب تمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز سيادة القانون، وترسيخ دعائم الدولة العصرية القادرة على حماية شعبها ومقدراتها من أخطر التهديدات الأمنية والاقتصادية، وتابع "لقد أثبتت السلطات العراقية، من خلال مؤسساتها المعنية، وعلى رأسها المكتب العراقي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، أنها تمتلك الإرادة الحقيقية والقدرة المؤسسية على مجابهة هذا الخطر المتشابك والمعقد"، وكشف عن أن الإجراءات الصارمة التي اتخذت في الأعوام الأخيرة، من تحديث التشريعات وتعزيز الرقابة على القطاع المالي وتفعيل التعاون الدولي، أظهرت التزام العراق الجاد المعايير الدولية وتوصيات مجموعة العمل المالي، ورأى أن القرارات الأخيرة بتجميد أموال عشرات الأفراد والكيانات المرتبطة بالإرهاب، من بينهم أسماء معروفة عالمياً، تمثل دليلاً واضحاً على أن العراق لم يعد حاضنة لغسل الأموال ولا بيئة آمنة لتحويلات مشبوهة، بل أصبح طرفاً فاعلاً في الحرب العالمية ضد تمويل العنف والتطرف. ولا يمكن إغفال الدور المهم الذي تضطلع به هذه الجهود في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال تنظيف النظام المالي من الأموال القذرة، واستعادة ثقة المستثمرين والمؤسسات المالية العالمية، وتهيئة بيئة شفافة وآمنة تدعم التنمية المستدامة في البلاد، بحسب المتخصص في الشأن العراقي الذي ختم أن "هذه النجاحات ما كانت لتتحقق لولا التعاون الوثيق بين الأجهزة الأمنية والقطاع المالي والسلطة القضائية، إلى جانب دعم الشركاء الدوليين الذين يثقون أكثر فأكثر بقدرة العراق على المضي في طريق الإصلاح وحماية الأمن العالمي".


اليمن الآن
٢٨-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- اليمن الآن
تحليل : هل تنجح واشنطن في فك لغز المنظومة الأمنية للحوثيين؟
تحليل : هل تنجح واشنطن في فك لغز المنظومة الأمنية للحوثيين؟ المجهر - مركز اليمن والخليج للدراسات السبت 29/مارس/2025 - الساعة: 12:10 ص اعتبر تحليل حديث لمركز اليمن والخليج للدراسات أن الولايات المتحدة تواجه تحديًا غير مسبوق في محاولاتها لاختراق المنظومة الأمنية للحوثيين، متسائلا عما إذا كانت واشنطن تمتلك القدرات الاستخباراتية والعسكرية المطلوبة لاستهداف القيادات الحوثية بدقة وفعالية. وأضاف المركز أن التاريخ الاستخباراتي الأمريكي مليء بالإنجازات المتمثلة في "اصطياد قادة الإرهاب"، بدءاً من أسامة بن لادن وصولاً إلى أبو بكر البغدادي، ومن ناصر الوحيشي إلى قاسم سليماني. لكنه قال بأن الحوثيين يمثلون معضلة استراتيجية خاصة، حيث يتمتعون بقدرة فريدة على التمويه والمناورة، مما يجعل من الصعب إلحاق الهزيمة بقياداتهم رغم عشر سنوات من الحرب الجوية. وبحسب التحليل فقد طوّر الحوثيون على مدار العقدين الأخيرين، منظومة أمنية معقدة، تجمع بين الأساليب التقليدية والتقنيات الحديثة، مكونة من طبقات حماية متعددة، ما يجعلها أكثر قوة من أي وقت مضى. ومن خلال ذلك، نجحت الجماعة المدعومة من إيران في التحول من ميليشيا سرية إلى كيان شبه دولتي يمتلك شبكة أذرع استخباراتية وأمنية متطورة، قادرة على إفشال أي محاولات لاختراقها. ومع استمرار الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين، يبقى السؤال الحاسم: هل نجحت واشنطن في تطوير استراتيجية فعالة لتفكيك المنظومة الأمنية للحوثيين، أم أن هذه الجماعة ستثبت مجدداً قدرتها على الصمود والتكيف كما فعلت في السنوات الماضية؟ المنظومة الأمنية تمثل المنظومة الأمنية الحوثية حالة فريدة من نوعها، تستحق الدراسة الدقيقة، في وقت تنهار فيه أنظمة الأمن لجماعات إرهابية أخرى مثل القاعدة وداعش أمام تقنيات الحرب الحديثة. وقد تمكن الحوثيون من بناء نظام حماية متطور يدمج بين البدائية والتقنيات المتطورة، وتدعمها تحصينات جغرافية ومساعدات إيرانية. في شمال اليمن، وتحديداً في صعدة وعمران وحجة، تتحول الجبال الوعرة إلى حصون طبيعية توفر للحوثيين ملاذات آمنة، حيث أن شبكة من الأنفاق والملاجئ المتطورة تجعل من الصعب على الاستخبارات الحديثة رصد تحركاتهم. وتشير التقارير إلى وجود أكثر من 500 موقع تحت الأرض، مع أنفاق تمتد لمئات الكيلومترات، مما يضع تحدياً هائلًا أمام أي عمليات استخباراتية. الاتصالات والتجسس استغل الحوثيون هيمنتهم على بنية الاتصالات في اليمن، حيث تمكنوا من التحكم الكامل في شبكة "تليمن" للهاتف المحمول. استفادوا من الدعم الإيراني لتطوير أنظمة اتصال مشفرة جعلت من الصعب اختراق شبكاتهم. كما أن الجهود الاستخباراتية تتعرض لعرقلة شديدة بسبب هذه الأنظمة المتقدمة، التي تشمل استخدام أنظمة التشفير مثل "فاتم" التي توازي أنظمة حزب الله. وفي مجال مكافحة التجسس؛ طور الحوثيون واحدة من أكثر أنظمة المكافحة قسوة في المنطقة، مع محاكمات سريعة وإعدامات لمن يشتبه بتعاونهم مع الأعداء. كما تمثل شبكة من المخبرين المنتشرة في القرى والمديريات في محاصرة أي محاولة اختراق، بالإضافة إلى ذلك، أنشأت جماعة الحوثيين وحدات متخصصة لمراقبة المكالمات والرسائل. سيناريوهات محتملة منذ بدء الحملة العسكرية ضد الحوثيين، نفذ التحالف العربي والولايات المتحدة آلاف الضربات الجوية. إلا أن النتائج كانت محدودة، حيث لم ينجحوا في اختراق المنظومة الأمنية إلا في مناسبات نادرة، مثل استهداف صالح الصماد في 2018. وتواجه واشنطن تحديات كبيرة في جمع معلومات دقيقة عن القيادات الحوثية، ومنها غياب المصادر البشرية الموثوقة، والتأخر في اتخاذ موقف حازم بعد استهداف الحوثيين للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر. في المقابل، قد الضربات الأمريكية في تقليص فعالية القوات الحوثية على المدى القصير، لكنها تبقى بعيدة عن تحقيق أهداف استراتيجية طويلة المدى، مثل القضاء على القيادة الحوثية. وتظل استهدافات الشخصيات الكبرى، مثل عبد الملك الحوثي، في غاية الصعوبة، نظراً للتحصينات الأمنية وأساليب التمويه المتطورة. وفي حال فشل الضربات الحالية في إحداث تأثير حاسم، قد تتجه واشنطن إلى التصعيد العسكري، مثل تنفيذ ضربات أكثر دقة وزيادة نطاق الهجمات، وفق التحليل. إلى ذلك، يرى مركز اليمن والخليج للدراسات أن الحالة الحوثية تشبه لعبة "دمى ماتريوشكا"، حيث يكتشف الأمريكيون في كل مرة طبقة جديدة من التحصين كلما اقتربوا من الهدف. ورغم التحديات، فإن المؤشرات الحالية تشير إلى أن الطريق إلى رأس عبد الملك الحوثي سيكون أطول وأكثر وعورة مما توقعت واشنطن، رغم مواردها اللامحدودة. تابع المجهر نت على X #اليمن #مركز دراسات #تحليل #الضربات الأمريكية #معلومات استخباراتية #قطاع الاتصالات #تجسس #واشنطن #منظومة أمنية #جماعة الحوثي


العين الإخبارية
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
جهود إماراتية لإنقاذ التراث الإنساني.. إعادة افتتاح جامع النوري في الموصل
رسالة تسامح وأمل تبعثها الإمارات إلى العالم، فيما تواصل جهودها لحماية التراث الإنساني وصونه من الاندثار. لم يكن يوم 21 يونيو/حزيران 2017 مجرد تاريخ عابر، فقد شهد العالم آنذاك لحظة مؤلمة عندما أقدم تنظيم "داعش" على تدمير جامع النوري ومنارته الحدباء في مدينة الموصل العراقية، محولًا معلمًا تاريخيًا بارزًا إلى أنقاض. المسجد الذي أعلن منه زعيم التنظيم المقتول، أبو بكر البغدادي، في عام 2014، إقامة ما سماها "الخلافة"، أصبح رمزًا للدمار الذي خلفه الإرهاب، إلا أن جهود إعادة الإعمار أعادت الأمل إلى المدينة. وتكفلت دولة الإمارات بإعادة ترميم الجامع ومنارته ضمن مشروع "إحياء روح الموصل"، الذي يشمل أيضًا ترميم كنيستي الساعة والطاهرة، في خطوة تعكس التزامها بالحفاظ على التراث الإنساني والتاريخي للمدينة الواقعة شمالي العراق. التزام مستمر بإعادة الإعمار تتواصل الجهود الإماراتية حتى تم إحياء الجامع، وشمل ترميم مئذنته الشهيرة ودمجها في المشهد العمراني للموصل مجدداً، في خطوة تجسد التزام الإمارات بالحفاظ على التراث الإنساني. ويأتي ذلك ضمن رؤية تنطلق من إدراك عميق لأهمية هذا الصرح، الذي بقي شامخاً في المدينة على مدى قرون، باعتباره شاهداً على تاريخها وثرائها الثقافي. قيمة تاريخية عريقة يعود تاريخ بناء جامع النوري إلى عام 1172م، حيث شُيّد في الساحل الغربي للموصل على يد نور الدين زنكي. ويُعد ثاني أقدم مسجد في المدينة بعد الجامع الأموي، وقد شهد عمليات ترميم عديدة، آخرها عام 1944م. في يونيو/حزيران 2014، استخدم تنظيم "داعش" المسجد منصة لإعلان خلافته المزعومة، ليصبح رمزاً لسطوته على المدينة. وبعد ثلاث سنوات من حكمه للموصل، لجأ إلى تفجيره بالكامل في 21 يونيو/حزيران 2017، تزامناً مع تقدم القوات العراقية لاستعادة السيطرة عليه. مبادرة "إحياء روح الموصل" مع انتهاء الحرب على التنظيم الإرهابي وبدء العراق جهود إعادة الإعمار في مختلف القطاعات، كانت الإمارات العربية المتحدة من بين أوائل الدول الداعمة لهذه المساعي، لا سيما في المجالين التراثي والثقافي. وفي هذا السياق، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" مبادرة "إحياء روح الموصل" في شباط/فبراير 2018، بهدف إنعاش المدينة العريقة عبر إعادة إعمار معالمها الثقافية والتراثية وتعزيز دور سكانها في عملية النهوض مجددًا من خلال الثقافة والتعليم. وسارعت الإمارات للانضمام إلى هذه الجهود، إذ وقعت في 22 نيسان/أبريل 2018 مذكرة تفاهم مع العراق واليونسكو لإطلاق مشروع إعادة بناء مسجد النوري الكبير ومئذنته الحدباء في الموصل، بميزانية بلغت 50 مليونًا و400 ألف دولار أمريكي. وفي كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه، تم وضع حجر الأساس لبدء أعمال الترميم، مع التزام إماراتي بتمويل المشروع وإعادة المسجد إلى هيئته الأصلية بتصميمه المميز ومنارته الشهيرة. وجسد هذا المشروع دعم الإمارات لمبادرة اليونسكو، ليعكس رؤية تهدف إلى التصدي لمحاولات طمس المعالم التاريخية ونشر الفكر المتطرف، عبر ترميم الإرث الثقافي وإعادته إلى الحياة. كما أكدت الإمارات أن إعادة بناء المعالم التاريخية العراقية تمثل خطوة نحو مستقبل أكثر استقرارًا، حيث تعزز قيم التعددية والاعتدال، وتوفر فرصًا اقتصادية جديدة، مع فتح آفاق أوسع للسياحة الثقافية والتنمية المستدامة، مما يسهم في نهضة العراق وازدهاره. إرث ثقافي مشترك لم يقتصر الدور الإماراتي على إعادة إعمار جامع النوري، بل شمل أيضاً ترميم كنيستي الطاهرة والساعة في الموصل، في خطوة تؤكد على أهمية التعددية الثقافية والدينية، ومواجهة الفكر المتطرف الذي استهدف هذه المعالم. وتواصل الإمارات جهودها للحفاظ على التراث الإنساني، عبر شراكاتها مع اليونسكو ومؤسسة "ألِف" والصندوق الأفريقي للتراث العالمي، ما يعكس التزامها بحماية الإرث الثقافي العالمي، وضمان استدامته للأجيال القادمة. إعادة المنارة إلى مجدها القديم خلال حفل أقيم في 5 فبراير الجاري، أعلنت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، عن اكتمال إعادة بناء المئذنة الحدباء، مؤكدة أن هذا الإنجاز يمثل استعادة لهوية الموصل وتاريخها العريق. وأشارت إلى أن المشروع جمع 115 مليون دولار من 15 جهة مانحة، من بينها الاتحاد الأوروبي. يعود بناء جامع النوري إلى عامي 1172-1173م على يد نور الدين الزنكي، وكان يضم مدرسة إسلامية، بينما بلغ ارتفاع المئذنة الحدباء بعد إعادة بنائها 51 مترًا، بعد تركيب سبع حلقات هندسية معقدة، مع الحفاظ على ميلانها الفريد، ما يعيد إليها طابعها الأصلي. المهندس عمر طاقة، مدير مشروع إعادة الإعمار في اليونسكو، أكد أن العمل على المنارة انتهى تمامًا، في حين بلغت نسبة إنجاز الجامع 80%، ومن المقرر أن تكتمل أعمال الترميم بحلول العام المقبل. وأضاف أن المشروع يلتزم بأعلى المعايير الدولية للحفاظ على أصالة الموقع وضمان استمراريته للأجيال القادمة. إعادة استخدام 40 ألف قطعة حجرية أوضح عبدالله العبيدي، ممثل مفتشية آثار نينوى، أن عملية الترميم استعانت بأكثر من 40 ألف قطعة حجرية استُخرجت من أنقاض المئذنة الأصلية، مما ساعد في استعادة هويتها الأصلية. عودة المئذنة الحدباء إلى موقعها الطبيعي أثارت مشاعر الفخر والفرح بين سكان الموصل والمؤرخين، إذ اعتُبرت رمزًا لتاريخ المدينة العريق. أيوب ذنون، سفير اليونسكو لمبادرة "روح الموصل"، وصف إعادة الإعمار بأنها "لحظة تاريخية غمرت الموصل والعراق بفرحة غامرة"، مشيرًا إلى أن المئذنة ليست مجرد معلم أثري، بل جزء من روح المدينة. تعد منارة الحدباء واحدة من أقدم المعالم الإسلامية في العراق، حيث يتجاوز عمرها 850 عامًا. ومع اكتمال إعادة بنائها، تكون الموصل قد استعادت جزءًا أساسيًا من هويتها الحضارية، في خطوة تؤكد قدرة المدينة على النهوض مجددًا من بين الركام والدمار الذي خلفته سنوات الصراع. aXA6IDE1NC4yMDMuNDQuMjM5IA== جزيرة ام اند امز PT