logo
#

أحدث الأخبار مع #أبوذر

أبي ذر الغفاري.. أصدق لهجة
أبي ذر الغفاري.. أصدق لهجة

شبكة النبأ

timeمنذ 6 أيام

  • منوعات
  • شبكة النبأ

أبي ذر الغفاري.. أصدق لهجة

الصحابي الجليل الثقة الصادق الصالح، الذي قال رسول الله ص فيه: ما أظلت الخضراء ولا أقلّت الغبراء، أصدق لهجة من أبي ذر. نفاه عثمان بن عفان من المدينة إلى الشام، ثم نفاه معاوية من الشام إلى المدينة وبعد فترة نفاه عثمان إلى الربذة، وقام فيها إلى مات... جندب بن جنادة المتوفى في المنفى الربذة الثالث من ربيع الثاني سنة 32هـ. الصحابي الجليل الثقة الصادق الصالح، الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيه: ما أظلت الخضراء ولا أقلّت الغبراء، أصدق لهجة من أبي ذر. نفاه عثمان بن عفان من المدينة إلى الشام، ثم نفاه معاوية من الشام إلى المدينة سنة 30هـ، وبعد فترة نفاه عثمان إلى الربذة، وقام فيها إلى مات عام 32هـ، دخل عليه أبو رافع بالربذة ليودّعه، فلما أراد الانصراف قال أبو ذر له ولأناس معه: ستكون فتنة، فاتقوا الله، وعليكم بالشيخ: علي بن أبي طالب فاتبعوه. كان أبوذر رحمه الله رجلاً عارفاً فطناً، وکان موضع احترام وتقدير النبيّ وأهل بيته الطيّبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم. إنّ سيرة هذا الصحابي الكبير جديرة بالمطالعة والبحث والتأمّل، وحقّ أن تكون نموذجاً وقدوة طيّبة. لقد توصّل أبو ذر إلى هذه المنزلة الرفيعة لأنّه كان يتابع النبيّ الأعظم قولاً وعملاً. ولا شكّ أنّ هذه المتابعة تعدّ إنجازاً صعباً؛ ذلك لأنّ الإنسان ـ في هذه الحالة ـ سيكون بحاجة إلى توفير عناصر القوّة ليتسنّى له مواجهة شيطانه الداخلي (النفسي) والخارجي (الاجتماعي) روماً في الانتصار عليهما. وما يميّز الصحابيّ أبا ذر رضوان الله تعالى عليه أنّه كان بمستطاعه لقاء الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في أيّ وقت يشاء، أمّا إنسان فترتنا الراهنة فيفتقر إلى هذه الخاصيّة، ولكن ذلك ليس مبرّراً لئلاّ يكون كأبي ذر. فالمؤكّد في الأمر قدرة الفرد المؤمن على الارتقاء إلى هذه المنزلة السامية، فإنّ أبا ذر قضى ردحاً من حياته مشركاً، ومع ذلك بلغ ما بلغ لأنه قرّر لنفسه أن يكون أبا ذر الصحابيّ المؤمن العظيم. أحبهم لأبي ذر وعندما مرض أبو ذر أوصى إلى عليٍّ عليه السلام، فقال بعض من يعوده: لو أوصيت إلى أميرا لمؤمنين عثمان كان أجمل لوصيتك من عليّ... قال: والله لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حق أمير المؤمنين، والله إنّه للربيع الذي يسكن إليه ولو قد فارقكم، لقد أنكرتم الناس وأنكرتم الأرض، فقالوا له: يا أبا ذر إنّا لنعلم أن أحبّهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أحبهم إليك، قال: أجل، فقالوا له: فأيّهم أحب إليك؟ قال: هذا الشيخ المظلوم المضطهد حقه، يعني عليّ بن أبي طالب. ومن المشهور أن تشيُّع أهل جبل عامل كان على يد أبي ذر، وأنّه لما نفي إلى الشام وكان يقول في دمشق ما يقول، أخرجه معاوية إلى قرى الشام فجعل ينشر فيها فضائل أهل البيت عليهم السلام، فتشيّع أهل تلك الجبال على يده، فلما علم معاوية بذلك أعاده إلى دمشق ثم نفي إلى المدينة، ويؤيد هذا القول وجود مسجدين في جبل عامل يسمّى كل منهما مسجد أبو ذر، أحدهما في ميس، والآخر في الصرفند. ولمّا مات ذر بن أبي ذر وقف أبو ذر على قبره ومسحه بيده ثم قال: رحمك الله يا ذر، والله إن كنت بي باراً ولقد قبضت وإنّي عنك لراض، أما والله ما بين فقدك وما عليّ من غضاضة، وما لي إلى سوى الله من حاجة، ولولا هول المطلع لسرني أن أكون مكانك، ولقد شغلني الحذر لك عن الحذر عليك، والله ما بكيت لك، ولكن بكيت عليك، فليت شعري ماذا قلت وماذا قيل لك؟ اللهمّ إنّي قد وهبت له ما افترضت عليه من حقي فهب له ما افترضت عليه من حقك، فأنت أحقّ بالحقّ منّي. ومكث أبو ذر بالربذة حتى مات، فلما حضرته الوفاة قال لامرأته: اذبحي شاة من غنمك فاصنعيها فإذا نضجت فاقعدي على قارعة الطريق، فأول ركب تريهم قولي: يا عباد الله المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قد قضى نحبه ولقي ربّه فأعينوني عليه وأجيبوه، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني أنّي أموت في أرض غربة وأنّه يلي غسلي ودفني والصلاة عليّ رجال من أمتي صالحون. قال محمد بن علقمة بن الأسود النخعي، خرجت في رهط أريد الحج منهم مالك بن الحارث الأشتر، وعبدالله بن الفضل التميمي، ورفاعة بن شداد البجلي حتى قدمنا الربذة، فإذا امرأة على قارعة الطريق تقول: يا عباد الله المسلمين هو أبو ذر صاحب رسول الله قد هلك غريباً ليس له أحد يعينني عليه. فنظر بعضنا إلى بعض وحمدنا الله على ما ساق إلينا واسترجعنا على عظم المصيبة، ثم أقبلنا معها فجهّزناه وتنافسنا في كفنه حتى خرج من بيننا بالسواء، وتعاونا على غسله حتى فرغنا منه، ثم قدمنا مالك الأشتر فصلى عليه، ودفناه فقام الأشتر على قبره ثم قال: اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله عبدك في العابدين، وجاهد فيك المشركين، لم يغيِّر ولم يبدّل لكنّه رأى منكراً فغيّره بلسانه وقلبه حتى جُفي ونُفي وحُرم واحتقر ثم مات وحيداً غريباً... اللهم فاقصم من حرمه ونفاه من مهاجره، حرم الله وحرم رسول الله... قال: فرفعنا أيدينا جميعاً وقلنا آمين... فقدمت الشاة التي صنعت فقالت: إنّه أقسم عليكم أن لا تبرحوا حتى تتغدوا فتغدينا وارتحلنا. وروي أنّ عبدالله بن مسعود لمّا بلغه خبر نفي أبي ذر إلى الربذة وهو إذ ذاك بالكوفة، قال في خطبة بمحفل من أهل الكوفة: فهل سمعتم قول الله تعالى: ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم.. يعرض بذلك بعثمان، فكتب الوليد بذلك لعثمان فأشخصه من الكوفة، فلما دخل مسجد النبي صلى الله عليه وآله أمر عثمان غلاماً له أسود فدفع ابن مسعود وأخرجه من المسجد ورمى به الأرض، وأمر بإحراق مصحفه، وجعل منزله حبسه، وحبس عنه عطاءه أربع سنين إلى أن مات. وجاء أن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا أراد أن يبتسم، قال لأبي ذر: يا أبا ذر حدثني ببدء إسلامك قال: كان لنا صنم يقال له نهم فأتيت فصببت له لبناً ووليت، فحانت منّي التفاتة فإذا الكلب يشرب ذلك اللبن، فلما فرغ رفع رجله فبال على الصنم، فأنشأت أقول: ألا يا نهم إنّي قد بدا لي-----مدى شرف يبعد منك قرباً رأيت الكلب سامك حظ خسف-----فلم يمنع قفاك اليوم كلبا فسمعته أم ذر فقالت: لقد أتيت جرما-----وأصبت عظما حين هجوت نهما فخبّرتها الخبر فقالت: ألا فابغنا رباً كريماً-----جواداً في الفضائل يا بن وهب خما من سامه كلب حقير-----فلم يمنع يداه لنا برب فما عبد الحجارة غير غاو-----ركيك العقل ليس بذي لب قال: فقال صلى الله عليه وآله: صدقت أم ذر فما عبد الحجارة غير غاو... من مناقب ابي ذر - في خبر الاعمش عن الصادق عليه السلام قال: الولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد نبيهم صلى الله عليه وآله واجبة، مثل سلمان الفارسي وأبي ذر الفغاري والمقداد بن الاسود الكندي وعمار بن ياسر وجابر بن عبدالله الانصاري وحذيفة بن ليمان وأبي الهيثم بن التيهان وسهل بن حنيف وأبي أيوب الانصاري وعبدالله بن الصامت وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وأبو سعيد الخدري و من نحا نحوهم، وفعل مثل فعلهم. - عن أبي ذر رحمة الله عليه قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي قبض فيه، فقال: ادن مني يا أباذر أستند إليك فدنوت منه، فاستند إلى صدري إلى أن دخل علي صلوات الله عليه فقال لي: قم يا أباذر فان عليا أحق بهذا منك، فجلس علي عليه السلام فاستند إلى صدره ثم قال لي: ههنا بين يدي فجلست بين يديه، فقال لي اعقد بيدك من ختم له بشهادة أن لا إله إلا الله دخل الجنة، ومن ختم له بحجة دخل الجنة، ومن ختم له بعمرة دخل الجنة ومن ختم له بطعام مسكين دخل الجنة، ومن ختم له بجهاد في سبيل الله ولو قدر فواق الناقة دخل الجنة - عن امير المـؤمنين (عليـه السلام) قال: وعك ابـو ذر رضي الله عنه فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: يا رسول اللـه ان ابا ذر قد وعك فقال: امض بنا اليه نعـوده فمضينا اليـه جميعا، فلما جلسنا قال رسول الله (صلى اللـه عليـه و آلـه): كيف اصبحت يا ابا ذر • قال: اصبحت وعكا يا رسول الله، فقال: اصبحت في روضـة من رياض الجنـة، قـد انغمست في ماء الحيوان، و قد غفـر اللـه لك ما يقـدح من دينك، فأبشـر يا ابا ذر. وقال (صلى الله عليـه وآلـه): الحمى حظ كل مـؤمن من النار، الحمى من فيح جهنم، الحمى رائد الموت. - كان أبو ذر رحمه الله تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة أيام وذلك ان جمله كان اعجف فلحق بعد ثلاثة ايام به ووقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه وحمل ثيابه علي ظهره فلما ارتفع النهار نظر المسلمون إلى شخص مقبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله كن أباذر فقالوا هو أبو ذر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ادركوه بالماء فانه عطشان فادركوه بالماء ووافى أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه اداوة فيها ماء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا اباذر معك ماء وعطشت؟ فقال نعم يا رسول الله بابي انت وامي انتهيت إلى صخرة وعليها ماء السماء فذقته فاذا هو عذب بارد، فقلت لا اشربه حتى يشربه حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله: يااباذر أرحمك الله تعيش وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك، وتدخل الجنة وحدك، يسعد بك قوم من اهل العراق يتولون غسلك وتجهيزك والصلاة عليك ودفنك. - عن حـذيفـة ابن أسيـد، قال سمعت أبا ذر، يقول وهو متعلق بحلقة باب الكعبـة، أنا جنـدب بن جنادة لمن عرفني وأنا أبو ذر لمن لم يعرفني، اني سمعت رسول الله صلى الله عليـه وآلـه وهـو يقول: - رسول الله صلى الله عليه وآله يقول وهو آخـذ بيـد علي: هـذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو فاروق هـذه الامـة يفـرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، وهـو الصـديق الاكبـر، وهـو خليفتي من بعدي. قوله وهـو يعسـوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة أي يجتمع على اتباعه والتمسك به قلـوب المـؤمنين، كما على التمسك بالمال قلوب الظلمة. قال في الصحاح: واليعسـوب ملك النحل، ومنه قيل للسيد: يعسوب قومه والياء فيه من الـزوائـد لانـه ليس في الكلام فعلـول غير صعفوق - عن كتاب شرف النبي (صلى الله عليه وآله)، انه كان الناس يصلـون وابو ذر ينظر الى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقيل لـه فى ذلك، فقال: سمعت رسول الله (صلى اللـه عليـه وآلـه) يقـول: النظـر الى علي بن أبي طالب (عليـه السلام) عبادة، والنظر الى الوالدين برأفة ورحمـة عبادة، والنظـر الى المصحف عبادة، والنظر الى الكعبة عبادة. - عن داود بن أبي عوف عن معاوية بن ثعلبة قال: دخلنا على أبي ذر رضي الله عنه نعوده في مرضه الذي مات فيه، فقلنا: اوص يا أبا ذر، قال: قد أوصيت، قلنا: إلى من؟ قال: إلى أمير المؤمنين، قال: قلنا: عثمان؟ قال: لا، ولكن إلى أمير المؤمنين حقا أمير المؤمنين والله إنه لربي الارض وإنه لرباني هذه الامة، ولو قد فقدتموه لأنكرتم الارض ومنه عليها. - عن أبي ذر الغفاري قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه واله يقبل الحسين بن علي وهو يقول: من أحب الحسن والحسين وذريتهما مخلصا لم تلفح النار وجهه، ولو كانت ذنوبه بعدد رمل عالج إلا أن يكون ذنبا يخرجه من الايمان. كلمات ثلاث سمعت رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) يقول لعلي (عليهِ السَّلام) كلمات ثلاث، لأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها، سمعته يقول: اللهم أعنه واستعن به، اللهم انصره وانتصر به، فإنه عبدك وأخو رسولك، ثُمَّ قال أبو ذر رحمة الله عليه: أشهد لعلي بالولاء والإخاء والوصية، قال كريزة بن صالح: وكان يشهد له بمثل ذلك سلمان الفارسي والمقداد وعمار وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبو الهيثم [بن] التيهان وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو أيوب صاحب منزل رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) وهاشم بن عتبة المرقال، كلهم من أفاضل أصحاب رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ). عليكم بالثقلين عن أبي سحيلة، قال: حججت أنا وسلمان الفارسي رحمه الله فمررنا بالربذة وجلسنا إلى أبي ذر الغفاري رحمه الله، فقال لنا: إنَّه سيكون بعدي فتنة فلا بد منها، فعليكم بكتاب الله والشيخ علي بن أبي طالب (عليهِ السَّلام) فالزموهما، فأشهد على رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) أني سمعته وهو يقول: عليٌّ أوَّل من آمن بي، وأوَّل من صدَّقني، وأوَّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصِّدِّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمة، يفرِّق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين. مَثَلُ أهل البيت عن رافع مولى أبي ذر قال: صعد أبو ذر رضي الله عنه على درجة الكعبة حتَّى أخذ بحلقة الباب، ثُمَّ أسند ظهره إليه ثُمَّ قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) يقول: إنما مَثَل أهل بيتي في هذه الأمة كمَثَل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها هلك. وسمعت رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) يقول: اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس، فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين. ثقلان لا يفترقان عن حنش بن المعتمر قال: رأيت أبا ذر الغفاري (رحمه الله) آخذاً بحلقة باب الكعبة وهو يقول: ألا من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر جندب بن السكن، سمعت رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) يقول: إني خلَّفتُ فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتَّى يردا عليَّ الحوض، ألا وإنَّ مثَلهما فيكم كسفينة نوح، من ركب فيها نجا، ومن تخلَّف عنها غرق. قم يا أبا الحسن عن ابن عباس قال: رأيت أبا ذر الغفاري متعلقاً بحلقة بيت الله الحرام وهو يقول: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته باسمي، أنا جندب الربذي الغفاري إني رأيت رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) في العام الماضي وهو آخذ بهذه الحلقة وهو يقول: أيها الناس لو صمتم حتَّى تكونوا كالأوتار وصليتم حتَّى تكونوا كالحنايا ودعوتم حتَّى تقطَّعوا إرباً إرباً ثُمَّ بغضتم عليَّ بن أبي طالب (عليهِ السَّلام) أكبَّكم الله في النار. ثُمَّ قال: قم يا أبا الحسن فضع خمسك في خمسي (يعني: كفك في كفي) فإنَّ الله اختارني وإياك من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها فمن قطع فرعها، أكبَّه الله على وجهه في النار. ثُمَّ قال: عليٌّ سيد المرسلين وإمام المتقين يقتل الناكثين والمارقين والجاحدين. عليٌّ مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنَّه لا نبيَّ بعدي. أدِّ الأمانة عن أبي جعفر (عليهِ السَّلام) قال: سمعته يقول: أتى أبا ذر رجلٌ فبشَّره بغنم له قد ولدت، فقال: يا أبا ذر أبشر، فقد ولدت غنمك وكثرت، فقال: ما يسرُّني كثرتها وما أحبُّ ذلك فما قلَّ وكفى أحبُّ إليَّ مما كثر وألهى، إني سمعت رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) يقول: على حافتَي الصراط يوم القيامة الرحم والأمانة، فإذا مرَّ عليه الموصل للرحم والمؤدِّي للأمانة لم يتكفأ به في النار. الحمد لله أبداً كان أبو ذر رضي الله عنه لا يعيش له ولد، فقيل له: إنك امرؤ لا يبقى لك ولد. فقال: الحمد لله الذي يأخذهم في دار الفناء، ويدَّخرهم في دار البقاء. حوار مع أبي ذر عن أبي عبد الله (عليهِ السَّلام) قال: جاء رجل إلى أبي ذر فقال: يا أبا ذر ما لنا نكره الموت؟ فقال: لأنكم عمرتم الدنيا، وأخربتم الآخرة، فتكرهون أنَّ تنقلوا من عمران إلى خراب، فقال له: فكيف ترى قدومنا على الله؟ فقال: أما المحسن منكم فكالغائب يقدم على أهله، وأما المسيء منكم فكالآبق يردُّ إلى مولاه، قال: فكيف ترى حالنا عند الله؟ قال: اعرضوا أعمالكم على الكتاب، إنَّ الله يقول: (إِنَّ الأَبْرَاْرَ لَفِيْ نَعِيْمٍ، وَإِنَّ الْفُجَّاْرَ لَفِيْ جَحِيْمٍ). قال: فقال الرجل: فأين رحمة الله؟ قال: (رَحْمَةُ اللهِ قَرِيْبٌ مِنَ الْمُحْسِنِيْنَ) [56]. قال أبو عبد الله (عليهِ السَّلام): وكتب رجلٌ إلى أبي ذر (رضي الله عنه): يا أبا ذر أطرفني بشيء من العلم، فكتب إليه: إنَّ العلم كثير، ولكن إن قدرت [على] أنْ لا تسيء إلى من تحبه فافعل، قال فقال له الرجل: وهل رأيت أحداً يسيء إلى من يحبه؟ فقال: نعم، نفسك أحبُّ الأنفس إليك فإذا أنت عصيت الله فقد أسأت إليها.

أبو ذر الغفاري: معَ الرَسُول (ص)
أبو ذر الغفاري: معَ الرَسُول (ص)

شبكة النبأ

timeمنذ 6 أيام

  • منوعات
  • شبكة النبأ

أبو ذر الغفاري: معَ الرَسُول (ص)

وعى علما عُجز فيه، وكان شحيحاً حريصاً على دينه، حريصا على العلم، وكان يكثر السؤال، فيُعطى ويَمنع، أما ان قد ملئ في وعائه حتى امتلأ.. كان أبو ذر للرسول (ص) ملازما وجليسا، وعلى مسائلته والاقتباس منه حريصا، وللقيام على ما استفاد منه أنيسا، سأله عن الأصول والفروع... لم يأمر النبي (ص) أبا ذر (رض) باللحاق بقومه، ودعوتهم الى الاسلام، إلا لأنه توسم فيه صفات الكمال، لما يتمتع به من روح عالية، وثبات لا يتزعزع، وتفان في العقيدة. فوجده أهلا لأن يقوم بدور من هذا النوع، والاسلام يمر بأدق المراحل وأخطرها. نحن نعلم أن النبي صلوات الله عليه كان ـ في بدء رسالته المباركة ـ يحتاج الى مزيد من المؤيدين والأعوان في داخل مكة، وفي خارجها. في داخل مكة، لتقوية الصف فيها، وليمنع نفسه من قريش! وفي خارج مكة، لنشر مبادئ هذا الدين الجديد الحنيف، واستقطاب أكبر عدد ممكن من الأفراد المسلمين كي ينهض بهذا الأمر جهرة وعلى الصعيد العام، وتكون لديه القوة الكافية لصد أعدائه الذين يتربصون به الغيلة ويخططون للقضاء عليه وعلى الرسالة في مهدها. لقد آثر النبي (ص) إيفاد أبي ذر الى قومه بني غفار، على بقائه معه، لثقته العالية بأنه سينجح في نشر الاسلام بينهم. وهذا ما حصل، فقد نجح أبو ذر في ذلك، فقد أسلم نصف قومه على يده، وأسلم النصف الباقي عند مجيء النبي (ص) الى المدينة كما اسلفنا. وبقي أبو ذر بينهم فترة طويلة. لم يحضر في خلالها غزاة بدر ولا أحد، ولا الخندق (كما تقول الروايات)، بقي بينهم في خندق الجهاد الآخر، حيث كان يفقههم في دينهم، ويعلمهم أحكام الاسلام، وهذا جهاد يحتاج الى عزيمة وحكمة ودراية ونفس طويل. وليس من الوارد في ذهن من يعرف أبا ذر، أن يعتقد بتخلفه عن هذه الغزوات الثلاث بمحض ارادته واختياره، بل من المؤكد أن تخلفه عنها، وبقاؤه في قومه إنما كان بإيعاز من الرسول الكريم (ص). والجهاد بالسيف مقرون مع الجهاد في اللسان، بتعليم الناس أحكام دينهم، وتفقيههم بها. بعد تعلمها من رسول الله (ص). قال تعالى: (وما كانَ المؤمنونَ لِينفورا كافِّة فَلولا نَفَر مِن كُل فِرقة مِنهم طَائِفَة لِيَتفقَّهوا في الدِّين وليُنذِروا قَومَهم اذا رَجِعوا اليهم لَعَلَّهم يَحذرون) 9 ـ 122. قضى أبو ذر، فترة بين بني قومه، ثم عاد ليصحب النبي (ص) ويأخذ عنه العلم والمعارف والحكمة. وقد حظي من رسول الله (ص) بالاهتمام الكبير، والعناية الخاصة. فقد كان رسول الله (ص) يبتدئه بالسؤال والكلام اذا حضر، ويسأل عنه اذا غاب. فعن ابي الدرداء قال: «كان النبي (ص) يبتدئ أبا ذر اذا حضر، ويتفقده اذا غاب» (1). ويظهر من بعض الأخبار انه (ص) كان يمازحه، كما كان هو يمازح النبي صلوات الله عليه وهذا إن دل على شيء، فانما يدل على مكانته الخاصة لدى النبي (ص). فقد روي انه قدم الى المدينة، فلما رآه النبي قال له: « أنت أبو نملة! فقال: أنا أبو ذر. قال (ص): نعم، أبو ذر (2). وعن الصادق (عليه السلام)، قال: طلب أبو ذر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقيل إنه في حائط (بستان) كذا وكذا. فتوجه في طلبه، فوجده نائماً، فأعظمه أن ينبهه. فأراد أن يستبرئ نومه من يقظته، فتناول عسيباً يابساً، فكسره ليسمعه صوته. فسمعه رسول الله (ص) فرفع رأسه فقال: يا أبا ذر، تخدعني. أما علمت أني أرى أعمالكم في منامي، كما أراكم في يقظتي! إن عينيَّ تنامان، ولا ينام قلبي (3)!! وكان في صحبته للنبي (ص) حريصاً على اقتباس العلوم، فكان يغتنم الفرصة في ذلك، ويحدثنا هو عن نفسه، فيقول: لقد سألت النبي (ص) عن كل شيء حتى سألته عن مس الحصى (في الصلاة)، فقال: مسَّه مرة، أو دع (4). وقال: لقد تركنا رسول الله (ص) وما يحرك طائر جناحيه في السماء، إلا ذكَّرنا منه علما (5). وقال: دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله (ص) في مسجده، فلم أر في المسجد أحداً من الناس إلا رسول الله (ص)، وعلي (عليه السلام) جالس الى جانبه، فاغتنمت خلوة المسجد، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أوصني بوصية ينفعني الله بها. فقال (صلى الله عليه وآله): نعم، واكرم بك يا أبا ذر، إنك منا أهل البيت.. (6) وقد ذكرت وصيته بكاملها في آخر الكتاب، وهي من عظيم كلامه (ص)، وتصلح أن تكون بذاتها موضوعاً مستقلا يدرس. وفي ميدان معارفه وعلومه التي اكتسبها من النبي (ص) نذكر ما قاله أمير المؤمنين علي (ع) حين سئل عن أبي ذر. فروي أنه قال في ذلك: وعى أبو ذر علما عجز الناس عنه، ثم أوكأ عليه، فلم يخرج شيئاً منه (7). وانما أوكأ أبو ذر على ذلك العلم، ومنعه عن الناس، لأنه لا تحتمله عقولهم. وفي رواية أخرى عن علي (عليه السلام)، فيه: «وعى علما عُجز فيه، وكان شحيحاً حريصاً على دينه، حريصا على العلم، وكان يكثر السؤال، فيُعطى ويَمنع، أما ان قد ملئ في وعائه حتى امتلأ » (8). وجاء عن كتاب حلية الأولياء: في هذا الصدد: كان أبو ذر رضي الله تعالى عنه، للرسول (صلى الله عليه وآله) ملازما وجليسا، وعلى مسائلته والاقتباس منه حريصا، وللقيام على ما استفاد منه أنيسا، سأله عن الأصول والفروع، وسأله عن الايمان والاحسان، وسأله عن رؤية ربه تعالى، وسأله عن أحب الكلام الى الله تعالى، وسأله عن ليلة القدر أترفع مع الأنبياء، أم تبقى؟ وسأله عن كل شيء حتى مس الحصى في الصلاة (9). الخ. وقد منحه النبي (ص) أوسمة عالية أهمها: قوله (ص): ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر. ومن سرّه أن ينظر الى تواضع عيسى بن مريم، فلينظر الى أبي ذر (10). وقد سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن صحة هذا الحديث، فصدَّقه. ففي معاني الأخبار بسنده، عن رجل. قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أليس قال رسول الله (ص) في أبي ذر ـ رحمة الله عليه ـ ما أظلَّت الخضراء، ولا أقلَّت الغبراء على ذي لهجة، أصدق من أبي ذر؟ قال: بلى. قال: قلت: فأين رسول الله، وأمير المؤمنين؟ وأين الحسن والحسين؟ قال، فقال لي: كم السنة شهراً؟ قلت: إثنا عشر شهراً. قال: كم منها حُرُم؟ قال: قلت: أربعة أشهر. قال: فشهر رمضان منها؟ قال: قلت: لا. قال (ع): إن في شهر رمضان ليلة أفضل من ألف شهر! إنَّا أهلُ بيت لا يقاس بنا أحد! (11). في غزوة تبوك في غزوة تبوك، وقف بأبي ذر جمله، فتخلف عليه، فقيل: يا رسول الله: تخلف أبو ذر. فقال (ص): ذروه، فان يك فيه خير، فسيلحقه الله بكم، فكان يقولها لكم من تخلف عنه. فوقف أبو ذر على جمله، فلما أبطأ عليه، أخذ رحله عنه، وحمله على ظهره، وتبع النبي (ص) ماشياً. فنظر الناس، فقالوا: يا رسول الله، هذا رجل على الطريق وحده. فقال رسول الله (ص): كن أبا ذر! فلما تأمله الناس، قالوا: هو أبو ذر! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده ويشهده عصابة من المؤمنين (12). مقتبس من كتاب: أبو ذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني/الشيخ محمد جواد الفقيه ............................. (1) الاصابة 4/63 والاستيعاب ص 64. (2) الاصابة 4/63 والاستيعاب ص 64. (3) معجم رجال الحديث 4/171. (4) الغدير 8/312 عن مسند أحمد. (5) الاستيعاب 4/64. (6) تنبيه الخواطر 2/300. (7) الاستيعاب/حاشية على الاصابة 4/64. (8) الغدير 8/311. (9) نفس المصدر 312. (10) الاستيعاب/الاصابة 1/216. (11) معاني الاخبار ص 179. (12) الكامل 2/280 والاصابة ج 4/64 بلفظ قريب.

السعي الحقيقي للخروج من الأزمة ...
السعي الحقيقي للخروج من الأزمة ...

جهينة نيوز

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • جهينة نيوز

السعي الحقيقي للخروج من الأزمة ...

تاريخ النشر : 2025-04-28 - 11:38 pm لقد سعى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تعميق مفهوم الدين المنهج في نفوس الصحابة، ولذلك كان عندهم عمق في الفهم والتصرف، فهذا أبو ذر يقول له الرسول بشكل مباشر بأن هذا الأمر وهو الإمارة يحتاج إلى مواصفات معينة لا توجد فيك، وأنت من أنت وهو يعلم محبة الرسول له، فهو كما قال عنه في حديث آخر يبعث أمة وحده، ولكن هنا الأمر مختلف. إن السعي الحقيقي للخروج من أزمتنا يكون بالفهم السليم للمنهج والحرص على تطبيقه، وإعلاء أمره بعيدًا عن رغبات البشر وتطلعاتهم، فهذا المنهج يملك في ثناياه أسباب قوته، ولا يحتاج منا إلا إلى فهم وتطبيق فقط. عندما تختلط الأمور ويصبح غير المقدس مقدسًا، عندها نحتاج إلى وقفة جادة مع النفس تعيد الأمور إلى نصابها، فالرجال رجال، وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم. وفعل الصحابي في الأمور الاجتهادية حجة عليه، وليس حجة على الأمة، ومن أخطأ فقد أخطأ، فهذا عمر يقول أخطأ عمر وأصابت امرأة، وهو عمر وهو من قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ملهم أو محدث، بمعنى أن قوله كان يوافق الصواب في الأعم الأغلب، ومع ذلك يدرك هو بفطنته أنه في هذا الأمر أخطأ، ويتراجع وانتهى الأمر لا قداسة ولا تعنت بالمنهج. كثير ما ظلم المنهج في الحياة، وأحيانًا كثيرة يظلم العدل نفسه بسبب الرجال، والله يسوق الآية تلو الآية ليقول لنا، بأنه لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا، ولكن هذه التربية تحتاج على ما يبدو إلى المربي، وهناك مراحل في الحياة كان فيها الأمر واضحًا، ففي الصحيح كما هو معلوم، بأن مصير البشر بيد خالقهم وليس بأيدينا، ولكننا نتكلم في التصرف المجرد، ونحاول فهمه والحكم عليه، بعيدًا عن فهم كافة تصرفات الشخص أو تقييمها، لا قدسية لثوب أو لحية أو عالم، القدسية هي للمنهج، فمن خالف فقد خالف ومن وافق فقد وافق، فالأمر هو لهذا المنهج وليس للأشخاص مهما بلغوا، ولذلك الأمر يحتاج إلى توضيح، نعاني في هذا الزمان من اختلاط الحدود والمفاهيم، ولذلك يجب على كل واحد منا فهم المنهج، وفصل المنهج عن الرجال وعدم الخلط في المفاهيم. عندها تتحقق النصرة لمن يسعى في هذا السبيل الذي هو سبيل الله ورسوله، لأن هذا السبيل هو ما أراده الله، وعندما لا نجد حرجًا في تقييم أي عمل لأي شخص أو جماعة أو فئة أو طائفة، سواء كان انتصارًا أم هزيمة المهم برأيي هو المنهج، والمنهج هو العدالة في التعاطي مع الشخص سلبًا أو إيجابًا بحسب ذلك الموقف، وهذا أيضًا ليس حكمًا على النهاية والمصير حتمًا، وبعيدًا عن فهم كافة تصرفات الشخص أو تقييمها. ما زلت أقف مع كثير من مواقف الصحابة باستغراب، فهذا يعود إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد قصة تأبير النخل وبأن الأمر لم ينجح، والرسول يقول له بأنكم أعلم بأمور دنياكم، وعلى ما ورد في قصة الحباب بن المنذر في موقعة بدر من ضعف، ولكن كما فرق البخاري بين ما رواه في صحيحه وبين ما رواه في غيره، فلا يجد أهل العلم حرجًا في التعاطي مع الروايات الضعيفة في مواقع معينة، وهنا ونحن نريد أن نوضح منهجًا، هو منهج الصحابة في التعامل مع أوامر الرسول ومنهج ربنا، وحتى مراجعته كما حدث من عمر في أكثر من موقع، وقصة الصحابية خولة بنت ثعلبة في موضوع الظهار، فقد كان الصحابة يراجعون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا يفرقون بين أوامر الله التي لا ينبغي لمسلم ولا مسلمة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة فيها، وبين تلك الأمور التي هي محل رأي واجتهاد. الرسول ولى خالدًا رضي الله عنه بعد إسلامه مباشرة، وقال لمعاوية إذا وليت أمر المسلمين فاتق الله واعدل، وأرى في هذه إشارة واضحة لتهيئة وتحذير معاوية، فالكلمات لا تذهب هباءً، وكيف إذا كانت ممن لا ينطق عن الهوى، ما أدين به أن الرسول كان قد اطلع على ما هو كائن إلى يوم القيامة كما في حديث البخاري وغيره، ولكن هذا الاطلاع ليس إطلاعًا تفصيليًا كما أشار إلى ذلك أكثر من عالم، ولكن هذا الاطلاع جعل الرسول صلى الله عليه وسلم قادرًا على أن يحدد للأمة المسار الذي يجب أن تسلكه حتى تنجو، ومع ذلك كان الرسول صلوات ربي عليه يسعى للمشورة، ويصنع القادة، ويعزز روح المسؤولية في أصحابه، بل وصل به الأمر في غزوة أحد إلى تنفيذ رأي الأغلبية، خلافًا لما يراه وما يريده وذلك بالخروج وملاقاة قريش خارج حدود المدينة، التي رأى في المنام أنها درع حصينة، ورؤية النبي حق كما نعلم، وكل ذلك صناعة وتهيئة للمسلمين لتحمل المسؤولية، وإدراك إبعاد القرارات ومآلاتها، وكان لغزوتي أحد والخندق أثر كبير في النضج الحربي والسياسي. وصناعة مجموعة من الرجال في المقابل قادرة على أن تختار تلك الخيارات السليمة التي تخدم دعوتها، وتحدد من يصلح ومن لا يصلح، وكان يوظف معرفته هل يسلم هذا أو ذاك لمصلحة دعوته، وقادرًا على توظيف كل تلك المعلومات لمصلحة دعوته، فتشعر بالرعاية الإلهية في هذا الأمر، ومع ذلك كان الوحي لا يتأخر في تصويب أي أمر أو فعل يخالف المنهج، فعاتبه الله في الأعمى، وهذا كله من أسباب قيام هذه الدعوة، وبدون مقومات تقريبًا وانتشارها هذا الانتشار السريع. فنقول مثلًا معاوية رضي الله عنه أخطأ، في جعل الخلافة ملكًا وحصر الملك في ذريته، فهذه مخالفة صريحة للمنهج، هو صحابي نعم وله فضله نعم وله وله، وكل ذلك لا يعني بحال قدسية هذا أو ذلك كما قلنا، وهنا عندما نقول هذه الجماعة أخطأت هنا أو هناك، فهو من هذا الباب، ولكن كما نحكم على هذه الجزئية، نقول أيضًا بأن لهذا الصحابي أعمالًا جليلة، وكان له دور كبير في استقرار الشام سنوات طوال، وأمّره عمر رضي الله عنه الذي كان يصرف الولاة لمظلمة أو عدم كفاية أو حتى إذا شكاه الناس، وكان يفكر في عزلهم لأربع سنوات، لأن ما عندهم قد نفد، وإن كان فيهم ظلم أراح العباد منهم، وبقي في الخلافة إلى زمن عثمان رضي الله عنه، وهو أول من ركب البحر مجاهدًا، وكان له دور كبير في استقرار الحكم الإسلامي، والقضاء على الفتن التي انتشرت زمن عثمان وعلي رضي الله عنهما. وهنا القداسة هي لهذا الدين فقط وليست لأي شيء غيره. تابعو جهينة نيوز على

السعي الحقيقي للخروج من الأزمة ...
السعي الحقيقي للخروج من الأزمة ...

الانباط اليومية

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الانباط اليومية

السعي الحقيقي للخروج من الأزمة ...

الأنباط - لقد سعى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تعميق مفهوم الدين المنهج في نفوس الصحابة، ولذلك كان عندهم عمق في الفهم والتصرف، فهذا أبو ذر يقول له الرسول بشكل مباشر بأن هذا الأمر وهو الإمارة يحتاج إلى مواصفات معينة لا توجد فيك، وأنت من أنت وهو يعلم محبة الرسول له، فهو كما قال عنه في حديث آخر يبعث أمة وحده، ولكن هنا الأمر مختلف. إن السعي الحقيقي للخروج من أزمتنا يكون بالفهم السليم للمنهج والحرص على تطبيقه، وإعلاء أمره بعيدًا عن رغبات البشر وتطلعاتهم، فهذا المنهج يملك في ثناياه أسباب قوته، ولا يحتاج منا إلا إلى فهم وتطبيق فقط. عندما تختلط الأمور ويصبح غير المقدس مقدسًا، عندها نحتاج إلى وقفة جادة مع النفس تعيد الأمور إلى نصابها، فالرجال رجال، وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم. وفعل الصحابي في الأمور الاجتهادية حجة عليه، وليس حجة على الأمة، ومن أخطأ فقد أخطأ، فهذا عمر يقول أخطأ عمر وأصابت امرأة، وهو عمر وهو من قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ملهم أو محدث، بمعنى أن قوله كان يوافق الصواب في الأعم الأغلب، ومع ذلك يدرك هو بفطنته أنه في هذا الأمر أخطأ، ويتراجع وانتهى الأمر لا قداسة ولا تعنت بالمنهج. كثير ما ظلم المنهج في الحياة، وأحيانًا كثيرة يظلم العدل نفسه بسبب الرجال، والله يسوق الآية تلو الآية ليقول لنا، بأنه لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا، ولكن هذه التربية تحتاج على ما يبدو إلى المربي، وهناك مراحل في الحياة كان فيها الأمر واضحًا، ففي الصحيح كما هو معلوم، بأن مصير البشر بيد خالقهم وليس بأيدينا، ولكننا نتكلم في التصرف المجرد، ونحاول فهمه والحكم عليه، بعيدًا عن فهم كافة تصرفات الشخص أو تقييمها، لا قدسية لثوب أو لحية أو عالم، القدسية هي للمنهج، فمن خالف فقد خالف ومن وافق فقد وافق، فالأمر هو لهذا المنهج وليس للأشخاص مهما بلغوا، ولذلك الأمر يحتاج إلى توضيح، نعاني في هذا الزمان من اختلاط الحدود والمفاهيم، ولذلك يجب على كل واحد منا فهم المنهج، وفصل المنهج عن الرجال وعدم الخلط في المفاهيم. عندها تتحقق النصرة لمن يسعى في هذا السبيل الذي هو سبيل الله ورسوله، لأن هذا السبيل هو ما أراده الله، وعندما لا نجد حرجًا في تقييم أي عمل لأي شخص أو جماعة أو فئة أو طائفة، سواء كان انتصارًا أم هزيمة المهم برأيي هو المنهج، والمنهج هو العدالة في التعاطي مع الشخص سلبًا أو إيجابًا بحسب ذلك الموقف، وهذا أيضًا ليس حكمًا على النهاية والمصير حتمًا، وبعيدًا عن فهم كافة تصرفات الشخص أو تقييمها. ما زلت أقف مع كثير من مواقف الصحابة باستغراب، فهذا يعود إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد قصة تأبير النخل وبأن الأمر لم ينجح، والرسول يقول له بأنكم أعلم بأمور دنياكم، وعلى ما ورد في قصة الحباب بن المنذر في موقعة بدر من ضعف، ولكن كما فرق البخاري بين ما رواه في صحيحه وبين ما رواه في غيره، فلا يجد أهل العلم حرجًا في التعاطي مع الروايات الضعيفة في مواقع معينة، وهنا ونحن نريد أن نوضح منهجًا، هو منهج الصحابة في التعامل مع أوامر الرسول ومنهج ربنا، وحتى مراجعته كما حدث من عمر في أكثر من موقع، وقصة الصحابية خولة بنت ثعلبة في موضوع الظهار، فقد كان الصحابة يراجعون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا يفرقون بين أوامر الله التي لا ينبغي لمسلم ولا مسلمة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة فيها، وبين تلك الأمور التي هي محل رأي واجتهاد. الرسول ولى خالدًا رضي الله عنه بعد إسلامه مباشرة، وقال لمعاوية إذا وليت أمر المسلمين فاتق الله واعدل، وأرى في هذه إشارة واضحة لتهيئة وتحذير معاوية، فالكلمات لا تذهب هباءً، وكيف إذا كانت ممن لا ينطق عن الهوى، ما أدين به أن الرسول كان قد اطلع على ما هو كائن إلى يوم القيامة كما في حديث البخاري وغيره، ولكن هذا الاطلاع ليس إطلاعًا تفصيليًا كما أشار إلى ذلك أكثر من عالم، ولكن هذا الاطلاع جعل الرسول صلى الله عليه وسلم قادرًا على أن يحدد للأمة المسار الذي يجب أن تسلكه حتى تنجو، ومع ذلك كان الرسول صلوات ربي عليه يسعى للمشورة، ويصنع القادة، ويعزز روح المسؤولية في أصحابه، بل وصل به الأمر في غزوة أحد إلى تنفيذ رأي الأغلبية، خلافًا لما يراه وما يريده وذلك بالخروج وملاقاة قريش خارج حدود المدينة، التي رأى في المنام أنها درع حصينة، ورؤية النبي حق كما نعلم، وكل ذلك صناعة وتهيئة للمسلمين لتحمل المسؤولية، وإدراك إبعاد القرارات ومآلاتها، وكان لغزوتي أحد والخندق أثر كبير في النضج الحربي والسياسي. وصناعة مجموعة من الرجال في المقابل قادرة على أن تختار تلك الخيارات السليمة التي تخدم دعوتها، وتحدد من يصلح ومن لا يصلح، وكان يوظف معرفته هل يسلم هذا أو ذاك لمصلحة دعوته، وقادرًا على توظيف كل تلك المعلومات لمصلحة دعوته، فتشعر بالرعاية الإلهية في هذا الأمر، ومع ذلك كان الوحي لا يتأخر في تصويب أي أمر أو فعل يخالف المنهج، فعاتبه الله في الأعمى، وهذا كله من أسباب قيام هذه الدعوة، وبدون مقومات تقريبًا وانتشارها هذا الانتشار السريع. فنقول مثلًا معاوية رضي الله عنه أخطأ، في جعل الخلافة ملكًا وحصر الملك في ذريته، فهذه مخالفة صريحة للمنهج، هو صحابي نعم وله فضله نعم وله وله، وكل ذلك لا يعني بحال قدسية هذا أو ذلك كما قلنا، وهنا عندما نقول هذه الجماعة أخطأت هنا أو هناك، فهو من هذا الباب، ولكن كما نحكم على هذه الجزئية، نقول أيضًا بأن لهذا الصحابي أعمالًا جليلة، وكان له دور كبير في استقرار الشام سنوات طوال، وأمّره عمر رضي الله عنه الذي كان يصرف الولاة لمظلمة أو عدم كفاية أو حتى إذا شكاه الناس، وكان يفكر في عزلهم لأربع سنوات، لأن ما عندهم قد نفد، وإن كان فيهم ظلم أراح العباد منهم، وبقي في الخلافة إلى زمن عثمان رضي الله عنه، وهو أول من ركب البحر مجاهدًا، وكان له دور كبير في استقرار الحكم الإسلامي، والقضاء على الفتن التي انتشرت زمن عثمان وعلي رضي الله عنهما. وهنا القداسة هي لهذا الدين فقط وليست لأي شيء غيره.

أخبار مصر : من غير جدل عقلي.. خالد الجندي يكشف أسهل رد على الملحدين
أخبار مصر : من غير جدل عقلي.. خالد الجندي يكشف أسهل رد على الملحدين

نافذة على العالم

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • نافذة على العالم

أخبار مصر : من غير جدل عقلي.. خالد الجندي يكشف أسهل رد على الملحدين

الأربعاء 16 أبريل 2025 09:55 مساءً نافذة على العالم - قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الإيمان بوجود الله لا يحتاج دائمًا إلى جدل عقلي مع المنكرين، بل يكفي أن يتأمل الإنسان في نفسه، وفي ظواهر حياتية تحدث له كل يوم، لافتا إلى أن الإلحاد حالة نفسية، وليس حالة عقلية ولا فكرية. وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء: "ممكن يا مولانا يكون ده رد قوي منّا على الناس اللي بيقولوا: أنا ملحد، أو مش معترف، هو فين ربنا؟ في إله أصلاً؟ أنا ما حدش عملني". وتابع: "الرد ببساطة إن ربنا من قدراته سبحانه وتعالى، إنك بتنام وبتصحى كل يوم، طيب، مين اللي قومك بعد النوم؟ مين اللي رجع لك روحك.. المجادل هيقول: الطبيعة.. ودي مش إجابة، لأن الإنسان اللي بيجادل بينكر الواضح، زي اللي عينه فيها رمد وبيقول ما فيش شمس، رغم ضوء الشمس ظاهر قدامه". شروط التوبة النصوح وكان الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قال إن التوبة النصوح ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي عملية متكاملة تشمل العلم، والحال، والعمل، مؤكدًا أن التوبة لا تصح إلا إذا كانت مبنية على معرفة وتفهّم للذنب، وندم حقيقي على ارتكابه، وعزم على عدم العودة إليه. وأضاف الشيخ خالد الجندي، أن "التوبة النصوح لا تكون توبة حقيقية إلا إذا كانت مبنية على علم، علمك بأنك ارتكبت ذنبًا، وتعرف تمامًا ماذا فعلت وأضررت به.. الإمام الغزالي رحمه الله قال: 'التوبة علم وحال وعمل'، العلم يعني أنك عرفت أن ما فعلته خطأ، وأنه محرم، وإنك لو سرقت مثلًا، يجب أن ترد المال إلى صاحبه". وتابع: "بعد العلم يأتي الحال، وهو الندم.. التوبة ليست مجرد كلمات، بل شعور داخلي عميق بالندم على ما فعلت.. كما قال النبي ﷺ: 'التوبة ندم'. لو لم تكن نادمًا على ذنبك، فالتوبة ليست توبة". وأوضح أن العمل هو الجزء الأخير، مشيرًا إلى أن التوبة يجب أن تشمل ثلاثة أشياء: "الأول، الإصلاح، بمعنى أن تُصلح ما أفسدته، الثاني، الإقلاع، أي أن تترك هذا الذنب وتبتعد عنه، الثالث، العزم على عدم العودة إليه في المستقبل". وأكد أن التوبة النصوح لا تتحقق إلا بالعزيمة القوية والإرادة الحازمة، مبينًا أن التغيير لا يأتي بالأماني أو الرجاء، بل يحتاج إلى عمل وإصرار على التغيير، مشيرا إلى أن النفس البشرية قد تتعرض للفتور، خاصة بعد رمضان، ولكن يجب الاستمرار في السعي نحو الحفاظ على روحانية التوبة. وتابع: "كما قال النبي ﷺ لسيدنا أبو ذر رضي الله عنه، عندما سأله عن الذنب، قال له: 'أعود واستغفر، إذا يكسر خطئي.' رحمة الله أوسع من ذنوبنا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store