logo
#

أحدث الأخبار مع #أخباراليومالمصورة»

«الأخبار» تضىء الشمعة 111 للتوءم الذهبى على ومصطفى أمين
«الأخبار» تضىء الشمعة 111 للتوءم الذهبى على ومصطفى أمين

مصرس

time١٩-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

«الأخبار» تضىء الشمعة 111 للتوءم الذهبى على ومصطفى أمين

تضيء جميلة جميلات شارع الصحافة «الأخبار» غداً الشمعة (111) فى ذكرى ميلاد التوءم الذهبى على ومصطفى أمين أحد أهم عمالقة بلاط صاحبة الجلالة الصحافة وصاحبا الفضل فى تأسيس دار «أخبار اليوم» وجريدة «الأخبار» ومجلات «هى - الجيل - أخبار اليوم المصورة» و«آخر ساعة» التى تنازل عنها لهما أمير الصحافة محمد التابعى، ويرجع الفضل لهما فى تأسيس «عيد الأم» و«عيد الحب» ومشروع «ليلة القدر» الخيرى، وجائزة على ومصطفى أمين الصحفية. اقرأ أيضًا| كنوز| 46 عامًا على غياب «الضاحك الباكى».. باشا صاحبة الجلالةولد الأخوان على ومصطفى أمين فى 21 فبراير من عام 1914 بمنزل خال والدتهما الزعيم سعد زغلول باشا الذى عرف ببيت الأمة، وسر الزعيم بمولدهما سروراً عظيماً حيث إن زوجته صفية كانت لا تنجب أطفالاً فأعتبر مولد الطفلين فى بيته هدية من الله، ولم يكن شائعاً فى تلك الفترة ولادة التوائم، وتساءلت أمهما «كيف ستستطيع تربية ولدين فى وقت واحد؟»، كان جدهما لأبيهما الشيخ أمين يوسف عالماً من رجال الدين وصاحب مجلة «نور الإسلام»، وأحد الذين حكم عليه بالنفى إبان الثورة العرابية، وكان عضواً بارزاً فى جمعية «مصر الفتاة»، التى تشكلت على غرار جمعية «تركيا الفتاة»، كان والدهما محمد أمين يوسف يعمل محامياً بدمياط والمنصورة، وعمل سكرتيراً مساعداً لمجلس الشيوخ، وانضم إلى رجال السلك الدبلوماسى وأخذ يتدرج فيه حتى شغل منصب وزير مصر المفوض فى واشنطن، والخبير الاقتصادى المصرى بالسودان، وكان سعد باشا يستمع له باعتبارة أحد رجال الوفد البارزين ويأخذ بنصائحه، وقد تصدى لقرار الحكومة التى منعت الشعب من عمل التوكيلات للوفد، ونجح فى الحصول على التوكيلات من طنطا والمنصورة والزقازيق وبورسعيد ودمياط.تأثر على ومصطفى أمين فى نشأتهما الأولى بثلاث شخصيات: الزعيم سعد زغلول، وأمهما رتيبة زغلول، وصفية زغلول زوجة الزعيم، وكان للفترة التى قضاها الشقيقان فى بيت الأمة مع سعد باشا أثر مباشر فى نشأتهما وتعلما منه قدسية «الديموقراطية»، ويقول مصطفى أمين إنه تعلم من دروس الزعيم ما جعله يعشق الصحافة، وآمن بأن تكميم الصحافة أشد خطراً من إلغاء البرلمان عندما سمع سعد باشا يقول «الشعب الذى يفتقر لوجود صحافة حرة هو شعب أبكم لا يملك القدرة على الكلام، وإذا كان الإنسان حيواناً ناطقاً فإن حرمان الشعب من الصحافة الحرة يعنى تحويله إلى قطيع من الحيوانات»، وشكل سعد باشا وعى التوءم وأثر فيهما.اقرأ أيضًا| أصل الحكاية| المخطوطات المصرية.. كنوز للمعرفة والتراث الإنسانيوكان لوالدتهما «‬رتيبة» التى تربت فى بيت الزعيم سعد زغلول تأثير أكبر على التوءم، لأن والدهما كان مشغولاً بالمحاماة بمدينة دمياط، ونوه على أمين بالدور الذى لعبته الأم فى نشأتهما الأولى فى العديد من المقالات التى كتبها فى مجلات دار الهلال، ويقول فى واحدة من تلك المقالات «كانت أمى تقيم الدنيا وتقعدها إذا نسيت نفسى ووضعت قدماً على قدم أمام من هم أكبر منى سناً، وكانت تصر أن أعامل الناس معاملة غير عادية وأن أسرف فى احترامهم حتى يفتحوا لى قلوبهم، وعلمتنى أن أحيى الناس حتى الذين لا أعرفهم إذا دخلت من الباب»، ويقول مصطفى أمين: «أنا مدين لأمى بالكثير من أسباب نجاحى، كانت إذا آمنت بشيء أخلصت له، كانت مؤمنة بثورة 1919 واشتركت فى تهريب المنشورات تحت ملابسها وكأنها حامل عندما سافرت لبورسعيد وسلمت المنشورات للمستشار أحمد الصاوى أحد أعضاء الجهاز السرى فى الثورة»، وكان لأم المصريين حرم سعد باشا تأثير آخر على التوءم، وتحدث عنها على أمين: قائلاً «علمتنى أم المصريين حب القراءة فقد كانت ترفض ‬أن تعطينى شلناً أذهب به إلى السينما إلا إذا رتبت كتب سعد باشا، وكنت أحبس نفسى لساعات فى مكتبته لأمسح ترابها وأرتبها وبعد أسابيع بدأت أحب الكتب التى أحس أنها أصدقائى»، ويقول مصطفى أمين أنه شاهد مع توءمه أم المصريين بعد اعتقال سعد باشا وهى تبحث مع نخبة من سيدات المجتمع إعداد قائمة كبيرة باسم كل محل أو شركة أو مطعم انجليزى من الإسكندرية إلى أسوان لمقاطعة منتجاتها».وقد تشكل وعى التوءم السياسى بظروف تربيتهما فى بيت الأمة ومعايشتهم للأحداث الساخنة المتعلقة بالدولة، وأثر ذلك على تبكير نبوغهما الصحفى عندما أصدرا فى سن الطفولة مجلة «‬الحقوق» وهما فى الثامنة من عمرهما، واكتشف أنهما يعرفان كل الأخبار من داخل بيت الأمة قبل أن تنشرها الصحف، وكتبا بالقلم الرصاص على المجلة أنها صحيفة سياسية يومية أدبية تتضمن أخباراً خاصة عن المدرسة، وأثارت المجلة إعجاب سعد باشا وصفية زغلول لكن والدتهما رفضت انشغالهما بالمجلة التى تعطلهما عن تحصيل الدروس، فنقلا نشاطهما من المنزل إلى المدرسة وزاد قراء المجلة من خمسة أفراد فى البيت إلى 300 طالب بمدرسة المنيرة الابتدائية، وفكرا فى طباعة المجلة بالبالوظة، ونجح على ومصطفى فى نقل ماكينة البالوظة من البدروم ببيت الأمة إلى السطوح، وواجهتما مشكلة الحصول على الورق لطباعة المجلة فقاما ببيع النسخ مقدماً قبل طباعتها لزملائهما بالمدرسة مقابل سن ريشة جديد وجمعوا هذه السنون وقايضا بها مكتبة بشارع الفلكى حصلا منها على الورق وبدأ الشقيقان فى البحث عن تمويل للمجلة فكانت شركة الشيكولاتة أعلنت عن مسابقة جائزتها 10 جنيهات فقاموا بشراء العديد من قطع الشيكولاتة على أمل الفوز بالجائزة ولم يحالفهما الحظ وبالتالى عانت صحيفتهما من عدم انتظام الصدور بسبب تعثر التمويل.فى عام 1923 انفصل التوءم وأصبح لكل منهما مجلته، استمر مصطفى فى مجلة «‬الحقوق»، أما على أمين فأصدر مجلة «‬البيان» وأدخل بها رسوماً كاريكاتورية، ثم عاد التوءمان لإصدار مجلة «‬الأسد»، وفى يناير 1924 اختفت المجلات التى كان كل منهم يحررها بخط اليد عندما قررا الاتجاه لطباعة المجلات فأصدرا مجلة «‬سنة تالتة تالت» وأصدرا مجلة «‬حارة البابلى» التى نشرا فيها واقعة إطلاق الرصاص على سعد زغلول، وقررا إعادة تسميتها بمجلة «الطالب» واتجها لطباعتها بالبالوظة واستخدما فيها الصور، وغيرا اسمها إلى «التلميذ»، وكانا فى حاجة شديدة لتمويلها فذهبا لرهن ساعتيهما الذهبية بقيمة 12 قرشاً بمحل «بنك يعقوب» للرهونات بالسيدة زينب وتوجها فى نفس اليوم مع زميلهما حمدى فرج للحصول على قرض قيمته جنيه واحد لإصدار المجلة التى توقفت بسبب انتقادهما لوزارة محمد محمود باشا واستأجرا بعدها مجلة «الأقلام» واتجها بعد توقفها للعمل بالصحف الكبرى فقصدا دار «البلاغ» و«الجهاد» وظلا يتنقلان من دار لدار إلى أن دخلا مرحلة الاحتراف على يد أمير الصحافة محمد التابعى الذى كان له أثر كبير فى مشوارهما الصحفى.«فكرة» من على إلى مصطفى أمينظهر عمود فكرة مع صدور جريدة «‬الأخبار» عندما تم الاتفاق بين رؤساء التحرير على جعل الصفحة الأخيرة مشوقة للقارئ، ويقول مصطفى أمين فى حديث أدلى لمجلة «آخر ساعة» بتاريخ 7 إبريل عام 1982 «كان هناك اقتراح بإنشاء عمود يومى فى الصفحة الأخيرة يتناوب كتابته أحمد الصاوى محمد، ومحمد زكى عبد القادر، وكامل الشناوى، وجلال الحمامصي، وعلى أمين ومصطفى أمين، ورفض الجميع الاقتراح وتحمس على أمين لكتابة العمود وأطلق عليه اسم «‬فكرة» وظهرت أول «فكرة» فى 25 يونيو 1952، واضطر على أمين أن يكتب فكرة للمرة الثانية عندما اعتذر رؤساء التحرير عن كتابة العمود، واستمر فى كتابته، وقد حقق العمود انتشاراً لم يحظ به عمود آخر فى تاريخ الصحافة العربية.ويقول أنيس منصور «رأيت على أمين وهو يكتب «فكرة» بجمل قصيرة ومفردات بسيطة، ومن النادر أن تجد كلمة أو تركيباً لغوياً لا تفهمه، والمعانى فى غاية الوضوح».كتب على أمين عمود «فكرة» فى جريدة «الأخبار» وكتبه فى مجلة «‬الجيل» و«‬أخبار اليوم»، ومجلة «‬هى» واصطحب «فكرة» معه عندما انتقل لدار الهلال ونشره فى مجلة «‬المصور»، وانتقل به أيضاً من «‬أخبار اليوم» إلى «‬الأهرام» عام 1965، وكان محمد حسنين هيكل يشغل منصب رئيس التحرير وقال لعلى أمين إن أبواب كل صحيفة يجب أن تبقى لها ولا تنتقل إلى غيرها بانتقال محررها أو كاتبها، فلم يستمر على أمين فى كتابة «‬فكرة» بالأهرام.فى عام 1966 ناشد مصطفى شقيقه على ألا يتوقف عن كتابة «‬فكرة»، فى رسالة بعث بها إليه قائلاً فيها «يجب أن تعود لكتابة «فكرة» من جديد ولا تكتفى أن تعبر عن حبك لبلادك فى خطابات تكتبها لى أو فى عملك الصامت لخدمة بلادنا، إنك تقتل موهبتك، تتحول من كاتب عظيم إلى صفر، ربما إذا عدت كاتباً من جديد يشعر بك الناس أن لك قيمة»، ورد عليه على أمين من منفاه فى لندن برسالة مؤثرة يقول فيها: «إلى مصطفى أمين المعتقل بسجن ليمان طرة معبراً عن أمنيته فى كتابة عمود «‬فكرة» مرة ثانية فى أحد الخطابات، إننى أفتقد الفكرة التى كنت أكتبها بانتظام فى «الأخبار» و«‬أخبار اليوم»، وكثيراً ما أتوقف عن قراءة الجريدة التى أقرأها لأفكر فى موضوع يصلح كفكرة».ورأى عمود «‬فكرة» النور بعد الإفراج عن مصطفى أمين، وعودة على أمين من لندن فكتب «‬فكرة» فى «الأهرام» التى عينه الرئيس السادات رئيساً لمجلس إدارتها، وانتقلت معه «‬فكرة» عند عودته لمؤسسة «أخبار اليوم» منتصف 1974، واستمر فى كتابتها حتى وفاته فى 3 إبريل عام 1976، ومن 5 إبريل 1976 تولى مصطفى أمين كتابة «فكرة» بنفس الأسلوب الذى كان يكتب به توءمه على أمين رحمه الله، وطور مصطفى أمين عمود «‬فكرة» واتجه به لمقال سياسى رشيق وقصير يتميز بالحدة والجرأة، واستمر يكتب «فكرة» حتى وفاته فى 20 مارس عام 1997.مع الشباببقلم : على أمينلا نريد أن ييأس الشباب فى بلادنا. فهم أملنا ومستقبلنا وأحلامنا.. ونحن نثق أن فى إمكانهم أن يصنعوا مصر من جديد.. وأن يعيدوا لها أمجادها.. ويخلصوها من مشاكلها.وإذا شعر الشباب اليوم بمضايقات أو أزمات أو صعوبات فهى عقبات مؤقتة لن تستمر إلى الأبد وهى محن مؤقتة نستطيع بالجهد والكفاح والاستمرار أن نتخلص منها.ولسنا وحدنا الذين نرى الأشواك فى طريقنا.. كل طريق فى الحياة مملوء بالأشواك والمسامير والعقبات.. والذين استطاعوا أن يصمدوا ويتحملوا ضربات الأيام هم وحدهم الذين استطاعوا أن ينتصروا وأن يصلوا إلى القمة.أما الذين ضعفوا وتخاذلوا وتوقفوا فى الطريق فهم وحدهم الذين سقطوا وداستهم الأقدام.إننا نحتاج إلى الصبر على المكاره.. ونحتاج إلى الصمود.. ونحتاج إلى الاستمرار.. وكل هذه الصفات هى التى تصنع النجاح.. وهى التى تصعد بنا إلى قمة جبل النجاح.الشاب الناجح يعتمد على نفسه ويجب أن يعرف أنه وحده الذى يصنع التفوق والنجاح.النجاح لا يصنعه قرار يصدره وزير.. وليس ضربة حظ وإنما هو عمل شاق.. وعرق متواصل.. هو إصرار على الاستمرار.لا تقبل عملاً لا تحبه.. فنجاحك فى الحياة هو قصة حب.وإذا عشقت عملك نبغت فيه وتحملت مشاقه ومتاعبه وصبرت على عقباته وصعابه.. فحب العمل يفتح لك الطريق ويخفف متاعبه.الحب هو الذى يحقق لك النجاح فى العمل الصعب الذى تقوم به.وإذا فشلت اليوم فلا تيأس.. كلنا فشلنا فى أول الأمر.. سقطنا على الأرض ثم استأنفنا الوقوف على أقدامنا من جديد، واعلم يا صاحبى أن الطريق إلى القمة مفتوح لكل العاملين المؤمنين.«الأخبار» 23 يونيو 1974ليلة القدربقلم : مصطفى أمينيا رب اجمع صفوفنا.. ووحد كلمتنا.. وانقذنا من خلافتنا الصغيرة.. افتح عيوننا لنرى أخطاءنا.كفانا صراعات تقوم على أسباب تافهة تجعلنا نضرب بعضنا بدل أن نضرب خصومنا.. ونحطم أنفسنا بدل أن نحطم أعداءنا.يا رب.. لا نريد منك أن تنصرنا على إخوتنا بل نريدك أن تقرب بيننا.. وتجعلنا نرتفع على الأحقاد.. ونترفع على الخصومات.نحن لا نطمع فى زعامة.. ولا نحلم بزعامة.. وإنما نريد أخوة حقيقية لا أخوة وهمية.. ونريد صداقة بالفعل لا صداقة بالكلام.يا رب انزع من أيدينا الخناجر وضع فيها الزهور والرياحين.. نظف قلوبنا من الضغينة والحسد واملأها بالحب والإيمان وانقذنا من شهواتنا.يا رب.. لا نريد أن ننتقم من أحد.. ولا أن نحول بلادنا إلى امبراطورية.. فهذا ليس عصر الأمبراطوريات.. بل عصر المشاركة بين الدول.هو عصر حقوق الإنسان لا زمن العدوان.. نريد أن نفتح بلادنا لصداقة العالم كله.. لا نريد أن نسود ولا أن نسيطر.. ولا أن نتزعم وإنما نريد بناء علاقات إخوة ومحبة.ننصر بعضنا ونؤيد إخواننا ونحارب كل من يعتدى عليهم ونقاوم كل من يحاول السيطرة علينا. يا رب ايقظنا إذا كنا نائمين ونبهنا إذا كنا غافلين.. واجعلنا نحلم وعيوننا مفتوحة ونموت ونحن واقفين.. لا نركع إلا لله ولا نسجد لبشر.. واجعل بيننا وبين الناس محبة بلا خوف.يا رب.. اعطنا القوة لنقاوم البطش ونحارب الإرهاب ونصارع كل طغيان.. ولا تجعلنا نرهب الأقوياء ونهزأ بالضعفاء.. لا نريد المال إلا لنوزعه على الفقراء.. ولا نريد القوة إلا لنضعها فى خدمة المظلومين والمساكين والتعساء.. كان هذا دعائى فى ليلة القدر.«الأخبار» 18 فبراير 1996أم كلثوم تنقذ «أخبار اليوم»كانت أم كلثوم تشكل لغزاً فى حياة مصطفى أمين مثلما كان لغزاً فى حياتها بعد أن سرت شائعة زواجهما العرفى التى أكدتها د.رتيبة الحفنى فى ندوة لها بمكتبة الإسكندرية وقالت إن أم كلثوم ارتبطت بزواج سرى لمدة 11 عاماً مع مصطفى أمين، وقالت إن عقد زواجها عثر عليه بمكتب مصطفى أمين بعد القبض عليه واحتفظ الرئيس عبد الناصر بالعقد، ولم يشر مصطفى أمين فى كل كتاباته إلى هذا الزواج الذى لم تتحدث أم كلثوم عنه أيضاً، ومن أهم ما كتبه مصطفى أمين بخصوص الجانب الإنسانى فى علاقته بها عندما كتب يقول: «كانت أم كلثوم متحمسة جداً لإصدار صحيفة مصرية خالصة..وأول نسخة من «أخبار اليوم» حملتها وذهبت بها إلى بيتها فى الزمالك، كان الوقت منتصف الليل، فرحت جداً وكانت من اللحظات السعيدة فى حياتها وطبعاً فى حياتى.. كانت أم كلثوم أول من شجعنا على إصدار «‬أخبار اليوم»، وأول من وقفت معنا، وحدث أن خاضت «‬أخبار اليوم» معركة طاحنة مع إحدى الحكومات التى تصادر الصحيفة، وتستخدم البلطجية ضدنا بإلقاء الطوب وانضم إليهم مجهولون يلقون على الدار القنابل والديناميت، وكانت الحكومة تزج بالصحفيين فى السجون.وأصدرت الدولة أمراً للشركات بعدم نشر إعلاناتهم فى «‬أخبار اليوم»، فوقعت «أخبار اليوم» فى ضائقة مالية، بعنا البيت الذى نملكه فى الروضة فلم يكف سداد المطلوب، بعنا أسهم أبى فى شركة بيع المصنوعات وابتلعتها الجريدة الجائعة، ذهبنا لنقترض من البنوك التى تلقت أوامر بعدم إقراضنا، استنفدنا كل ما نستطيع أن نقترضه من البنك العربى ونذكر هنا أن صاحبه الفلسطينى عبد الحميد شومان فتح حساباً لأخبار اليوم على بياض بثلاثين ألف جنيه، ولكن الثلاثين ألف جنيه انتهت أيضاً وامتدت أيد كثيرة لتنقذنا، وكنا نخفى هذه الحقيقة عن كل من يعمل معنا، كنا نضحك وقلوبنا تبكى، كنا نكتب ولا نعرف هل سنجد ثمن الورق الذى ستصدر به الجريدة فى اليوم التالى، وذات يوم دق جرس التليفون فى مكتبى وإذا بها أم كلثوم وقالت إنها تريد أن تقابلنى أنا وعلى أمين فوراً فى بيتها.فذهبنا إليها فقالت إنها علمت أننا فى أزمة خانقة وأن «‬أخبار اليوم» مهددة بالإفلاس وأنها على استعداد لأن تضع كل مليم تملكه تحت تصرف «أخبار اليوم» وبهتنا وسألناها من أين عرفت هذا السر فقالت إنها ترفض أن تقول من أين علمت بهذا السر، وأحضرت لنا مبلغ عشرين ألف جنيه وقالت إنها مستعدة لأن تبيع مصاغها وبيتها وتقدم لنا حتى مائة ألف جنيه، قلنا لها أنت مجنونة، إن هذا المبلغ قد يضيع، قالت: «إن الذى يهمنى هو ألا تموت جريدة مصرية».فقلنا لها: «‬إننا نشك فى أننا نستطيع أن نسدد لك هذا المبلغ قبل سنوات»، فقالت: «‬لا أريد أن تسددوه إلا بعد أن تسددوا آخر دين عليكم للآخرين»، واكتفينا بمبلغ 18 ألف جنيه، وأردنا أن نكتب إيصالاً باستلامنا المبلغ ورفضت أم كلثوم أن تكتب هذا الإيصال، وكتبنا الإيصال فمزقته ورمته فى وجوهنا.«حليم» يبرأ مصطفى أمين من تهمة التجسساعترف العندليب عبد الحليم حافظ للصحفى اللبنانى بديع سربية صاحب مجلتى «الموعد» و«نورا» أن كل محاولاته للإفراج عن صديقه الكاتب الكبير مصطفى أمين باءت بالفشل ولم يستجب لها الرئيس جمال عبد الناصر، وقال إنه يعلم الكثير عن تفاصيل المصيدة التى نصبتها شخصية أمنية مقربة من الرئيس ليقع فيها مصطفى أمين بهدف تصفية حسابات.وقال إن ضبطه مع مندوب المخابرات بالقاهرة لا يعنى تهمة الخيانة لأنه كان مكلفاً من الرئيس بهذه الاتصالات ونقل رسائله للأمريكان والحصول على معلومات منهم، وقال أيضاً: «عقلى لم يستوعب التهمة لأنى أعلم أن كل المقربين من الرئيس كانوا على علم بهذه التكليفات، وبعد دخول مصطفى أمين السجن قدمت طلباً لزيارته لأنى كنت أعلم أنه مريض ويتعاطى أدوية مستوردة من الخارج أحضرته له من لندن بعد الزيارة.وكانت تصله بصفة منتظمة فى محبسه، وإذا كان مصطفى أمين أخطأ تقدير الموقف عندما قال للطرف الأمريكى إن قطع معونة القمح عن مصر سوف تجعل عبد الناصر يركع أمام الأمريكان، خطأ لا يصل لتهمة «الخيانة المشينة» ويضيف عبد الحليم: «وعندما أصبح السادات رئيساً للبلاد كنت مدعواً لإحياء حفل زفاف ابنته باستراحة القناطر والتقيت معه بعد حفل الزفاف بحضور موسى صبرى وأنيس منصور وأحمد رجب بتشجيع من السيدة جيهان السادات التى قالت لى «تشجع يا حليم وتكلم مع الرئيس بشأن الإفراج الصحى عن مصطفى أمين لأنه يعانى من المرض وصحته لا تتحمل السجن، فقلت للرئيس إن مصطفى أمين متقدم فى السن وأيدنى الصحفيون والكتاب، وهز الرئيس رأسه مبتسماً ففهمت أنه سيستجيب، وبعد أيام تم الإفراج عن مصطفى أمين وعاد إلى بيته وقلمه وجريدته بعد معاناة مع السجن والقهر والظلم».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store