logo
#

أحدث الأخبار مع #أرشيف_كوهين

إيلى كوهين.. كنز إسرائيل المفقود فى 6 عقود
إيلى كوهين.. كنز إسرائيل المفقود فى 6 عقود

اليوم السابع

timeمنذ 9 ساعات

  • سياسة
  • اليوم السابع

إيلى كوهين.. كنز إسرائيل المفقود فى 6 عقود

2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية، نقلها الموساد الإسرائيلي من دمشق إلى تل أبيب، وهو الأرشيف السورى الخاص بالجاسوس إيلى كوهين الذى تم إعدامه فى ساحة المرجة 18 مايو عام 1965، تمكن جهاز الاستخبارات الإسرائيلى من الاستحوذ عليه ونقله، وكشف مكتب نتنياهو أن هذه العملية المعقدة تمت بالتعاون مع جهاز استخباراتى شريك استراتيجى، ما فتح باب الجدل بشأن الشريك الاستخبارى فى حين تشير التكهنات إلى أن الحكومة السورية وقعت صفقة مع إسرائيل . حتى الآن لا توجد سوى رواية واحدة لإسرائيل تتحدث عن عملية سرية بالشراكة مع حليف استراتيجى استطاعت خلالها استعادة أرشيف كوهين من داخل المخابرات السورية، لكن هل هذا اختراق أمنى نتيجة هشاشة الأوضاع الأمنية في سوريا؟ لو عدنا إلى التاريخ، رغم كل الأحداث التي مرت بها سوريا من اضطرابات ووضع داخلى هش، لم تتمكن إسرائيل من استعادة أى مقتنيات لكوهين، فى عام 1966 كان هناك انقلاب وتمت الإطاحة بالرئيس السورى آنذاك أمين الحافظ، ثم جاءت نكسة 1967، وأيضًا انقلاب حافظ الأسد عام 1970، وكان هناك مفاوضات مدريد للسلام عام 1991، ستة عقود كاملة وإسرائيل تحول أن تصل إلى أى وثيقة متعلقة بجاسوسها، لم تنجح بذلك رغم هشاشة الوضع طوال تلك السنوات مع الحرب السورية وكل الأحداث التي جرت في المنطقة. هناك عوامل عديدة أشارت إلى أن شيئاً ما يتم التجهيز له، لقاءات مع مسئوليين إسرائيليين والإدارة السورية فى عاصمة عربية، وما كشفته صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن وفدًا سوريا يضم مسؤولا دفاعيا كبيرا زار إسرائيل أواخر شهر ابريل، التقى خلالها بمسؤولين دفاعيين إسرائيليين، بالتزامن مع إعلان الرئيس السورى أحمد الشرع عن مفاوضات غير مباشرة، و أيضًا اعتقال طلال ناجى أمين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومن ثم الإفراج عنه بعد ضغوط دولية، بعد ذلك أعلنت إسرائيل عن نقل رفات الجندى الإسرائيلى تسفيكا فيلدمان، الذى قتل فى معركة السلطان يعقوب خلال حرب لبنان الأولى يونيو 1982 بين قوات سورية وإسرائيلية، والأمس تعلن إسرائيل عن استعادة 2500 وثيقة تتعلق بكوهين، اذاً ما جرى ليس اختراقًا أمنياً لكن صفقة جرت بشكل معين لاستعادة تلك المقتنيات. الحكومة السورية تقدم مبادرات حسن النية، لكن إسرائيل لا تأخذ تلك المبادرات على محمل الجد، ولا تقدم شيء في المقابل، وربما هذا خطأ في التفاوض، بمعنى أدق أن إسرائيل تتوغل حتى الآن فى الأراضى السورية، وتعتقل مواطنيين سوريين، وتقوم بالتحقيق معهم رغم ما تقدمه الحكومة السورية، ورغم الخطاب الإيجابى، والمفاوضات، ورغم بعض المعطيات التي يجب أن يتم البناء عليها في المفاوضات، وبالتالى رغم ما قدمته الحكومة السورية لإسرائيل أعتقد أنها تريد المزيد، والإدارة السورية لا تمتلك أدوات للتفاوض، وتعتقد أن استقرار سوريا يكون عبر البوابة الإسرائيلية، وتفرض تل أبيب الشروط دون امتلاك الإدارة الجديدة فى سوريا لأى أوراق للتفاوض، بعكس النظام السابق الذى كان يمتلك العديد من أوراق القوى التي يوظفها في المفاوضات مع إسرائيل، ورقة إيران، ورقة حزب الله، ورقة الفصائل الفلسطينية، لكن اليوم الحكومة الجديدة لا تمتلك كل الأوراق، وعندما تتلقى الشروط من قبل اسرائبل تنفذ بشكل مباشر، وهذا تحدى كبير أمام الإدارة الجديدة في طريقة إدارة الحوار أو التفاوض، كونها منفتحة على كافة الجيران، وتحديداً على إسرائيل. إسرائيل حققت انجازاً استراتيجياً وبالمجان، انطلاقاً من تدمير البنية التحتية العسكرية السورية، وصولاً إلى السيطرة على قمة جبل الشيخ، والتوغل داخل الأراضى السورية، وأيضًا استعادة رفات الجندى الاسرائيلى، وكذلك الوثائق الخاصة بملف ايلى كوهين التي تعتبر كنز استخبارى تاريخى. اذا صحة الرواية التى ذكرتها صحيفة معاريف الإسرائيلية بأن سوريا قدمت عرضًا للحكومة الإسرائيلية بتسليمهم رفات جاسوسهم ايلي كوهين، قد يكون ذلك مقابل أن لا تستهدف إسرائيل قصر الشعب كما استهدفته سابقًا. أعتقد أن إسرائيل تدرك ضعف سوريا والهشاشة الأمنية، وإسرائيل لديها مشروعاً في سوريا و تريد أن تفرض سياسة معينة فيها، قد لا تتفق مع الحكومة الجديدة، التي تقوم نفسها بشكل منفتح قد لا يثنى إسرائيل عن القيام بمشروعها في الجنوب السورى، فهى تتحدث عن منطقة منزوعة السلاح، وعدم السماح للقوات الأمنية بالتوغل في الجنوب السورى، وأيضاً لدى إسرائيل مشروع جديد "ممر داود"، و هو شريط جغرافي ضيق يمتد عبر قلب المشرق يبدأ من مرتفعات الجولان المحتلة فى الجنوب الغربى ويمر بالمحافظات السورية الجنوبية المحاذية لإسرائيل والأردن، وهي القنيطرة ودرعا، ثم يتسع شرقًا عبر السويداء في جبل حوران ويدخل البادية السورية باتجاه معبر التنف الإستراتيجى على الحدود السورية العراقية الأردنية، لإعادة تشكيل سوريا بما يخدم مصالح اسرائيل، عبر تفتيتها وإضعاف السلطة المركزية في دمشق. هناك عدة عوامل تدفع إسرائيل لفرض واقع جديد رغم حسن النية، ماذا تريد تل أبيب أكثر من ذلك ؟ ستين عاماً وهى لم تحقق أي شيء فيما يتعلق بالحصول على مقتنيات ايلى كوهين واليوم أكثر من 2500 وثيقة حصلت عليها، بالتالى اليوم رغم كل بوادر حسن النوايا تبقى إسرائيل تناور وتريد أن تفرض واقعًا جديدًا في سوريا خشية من المشروع التركى، ومن التحالف بين سوريا وتركيا، حتى لو سلم رفات ايلى كوهين إسرائيل لن تتوقف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store