#أحدث الأخبار مع #أرشيفسندان»بوابة الأهرام١٢-٠٥-٢٠٢٥ترفيهبوابة الأهرام«خرائط الشرائط».. الشغف بالصوت يتحول إلى أرشيف حىفى زمن تحول فيه كل شيء إلى صورته الرقمية، واختفى أثره المادى، تأتى تجربة معرض «خرائط الشرائط» الذى عقد أخيرا، كتذكرة بوسائط صوتية ما زالت تنبض بالحياة. هى ليست مجرد «شرائط كاسيت» قديمة، بل تاريخ رحلة أصحابها، ومخطط لملامح المدن. هكذا يؤمن أسامة حلمى، الذى بدأ رحلته منذ أكثر من عشرين عاما مع تأسيس «المركز العربى للأوريجامى»، حيث استخدم «فن طى الورق» وفقا للمنهج اليابانى فى خدمة المسرح، والفنون البصرية، وكذلك فى التعليم. واليوم يطلق معرض «خرائط الشرائط» و«منصة أرشيف سندان» الصوتية. مجموعة من ملصقات مصرية وعالمية لفنانى زمن «الكاسيت» تخرج أسامة فى كلية الآداب، «قسم أنثروبولوجيا»، «علم الإنسان». وساهم عشقه لفهم الإنسان وتاريخه فى توجيه خطوات مشواره، فيقول: «حين دخلت عالم الأرشيف الصوتى، كنت أحمل فى حقيبتى خبرة عشرين عاما من العمل الفنى المتنوع. فما أفعله اليوم يبدو للبعض جديدًا، لكنه فى الواقع امتداد لأعوام من العمل على وسائط فنية وثقافية مختلفة». وما يفعله أسامة حاليا، هو دفع مشروع أرشيفه الصوتى «سندان» والذى يعكس هوايته المستمرة فى جمع شرائط الكاسيت، وأسطوانات «الفينيل»، وبكر «ريل تو ريل» النادر، والأجهزة القديمة المختلفة المستخدمة للصوتيات. ويشرح موضحا: «جهودى هذه ليست بدافع النوستالجيا، أو الحنين للماضى، بل بهدف إعادة تفعيل هذه الوسائط كأدوات قراءة للتاريخ. ذلك ليس عن الماضى، بل عن كيف نستخدم ما تركه الماضى لنعيد بناء الحاضر. كيف يمكن لأغنية أو تسجيل إذاعى مهمل أن يكشف عن أنظمة اجتماعية، أو اقتصاديات قامت على هذه الصناعة». حوّل أسامة منزله السكندرى إلى متحف صوتيات، لتضم أركانه أجهزة صوتيات متنوعة ومتاحة للمهتمين والمتخصصين، فهو يرفض فكرة المتحف التقليدى، قائلا: «لا أريد للناس أن يقفوا أمام الأشياء من خلف زجاج ليقولوا: (آه، كانت أياما جميلة). بل أريد أن تكون الوسائط الصوتية بمثابة «حفريات»، نقرأ بها التاريخ، ونفهم بها ما كان يحدث فى فترات ماضية». أما عن معرض «خرائط الشرائط»، فيقول إنها بدأت بإهداء صديقه محمد حرحش مجموعته من «أشرطة الكاسيت» والتى بدأ فى جمعها من سن الـ 14 عاما من خلال جولات لا نهائية بأرجاء «الإسكندرية». فتذكر أسامة كيف أنه تعرف على مدينة «برلين» الألمانية فى أثناء عمله فى مسرح ببرلين عام 2017، عن طريق سعيه وراء جمع الألعاب الورقية. ويقول: «الفكرة هنا: نحن نكتشف المدينة من خلال بحثنا عن الهواية». ويتيح «خرائط الشرائط» الاستماع إلى الشرائط المعروضة عبر سماعات وأجهزة «وكمان». كما يقدم تجربة تفاعلية للجمهور، بتوجيه أسئلة مثل: «أين كنتَ تسكن؟» و«من أين كنتَ تشترى الكاسيت؟»، وهكذا، ليقدم تصورا عن خريطة الرحلة الخاصة بكل شخص فى المدينة، كما يتضمن المعرض عددا من ملصقات الفنانين والشرائط، يصاحبها شرح حول هوية الفنان، ومصمم الملصق، والشركة المنتجة للعمل، وسنة الإنتاج. وبعض هذه التصميمات غير معروفة، لكن كثيرًا منها يحمل توقيع مصممين معروفين، مثل خالد رشدى، أحد أبرز مصممى الأفيشات فى فترة شيوع «شرائط الكاسيت». أما الملصق الدعائى الخاص بالمعرض، فهو عبارة عن الغلاف الأصلى لـ «شريط كاسيت» للفنانة سعاد حسنى بعنوان «البنات حبى أنا»، كان قد عثر عليه فى مخازن «ساوند أوف أمريكا». سبق لأسامة إقامة معرض «خرائط الشرائط» بالإسكندرية فى نوفمبر 2023، وكان مقره، فيلا قديمة تُسمى «فيلا البحار الألمانى»، وكان أثاثها جزءا من التجربة، فيقول أسامة: «أردت أن يشعر الزائر وكأنه عاد إلى بيت جدته، ليجد أشرطة ملخبطة، كما كانت فى بيوتنا. لم نكن نرتب الشرائط بحسب النوع الموسيقى. كان كل شيء ممزوجا». أما معرض القاهرة، والممول من اتحاد المعاهد الأوروبية فى مصر، فقد فتح أبوابه بمركز «مدرار»، واتخذ طبيعة «المحطات» ينتقل الزائر بينها، لينتهى إلى غرفة مغلقة، يمكنه فيها تسجيل رسالة عن ذكرياته مع شرائط الكاسيت. هذه التسجيلات تندرج ضمن ما يُسمى بـ«التاريخ الشفهى». تستمع لشرائط المعرض ومن أجل اكتمال تجربته، أعلن أسامة فى بداية «خرائط الشرائط» عن إطلاق الموقع الإلكترونى «أرشيف سندان»، الذى من المقرر أن يتاح بكامل خدماته اعتبارا من شهر يونيو. ويشرح أسامة أن لفظة «سندان» تطلق على «عظمة الأذن الوسطى». ويهدف «الأرشيف إلى جمع هواة اقتناء التسجيلات والشرائط، بحيث يمكن للباحثين التواصل مع أصحابها والتعاون فيما بينهم.و فدور «أرشيف سندان» هو دعم جهود الباحثين، والصحفيين والفنانين. أسامة حلمى وكما يحلم أسامة بأن تعم فائدة «أرشيف سندان»، يحلم بإقامة «خرائط الشرائط» فى بورسعيد، والإسماعيلية، والصعيد بمجرد توافر الفرصة.
بوابة الأهرام١٢-٠٥-٢٠٢٥ترفيهبوابة الأهرام«خرائط الشرائط».. الشغف بالصوت يتحول إلى أرشيف حىفى زمن تحول فيه كل شيء إلى صورته الرقمية، واختفى أثره المادى، تأتى تجربة معرض «خرائط الشرائط» الذى عقد أخيرا، كتذكرة بوسائط صوتية ما زالت تنبض بالحياة. هى ليست مجرد «شرائط كاسيت» قديمة، بل تاريخ رحلة أصحابها، ومخطط لملامح المدن. هكذا يؤمن أسامة حلمى، الذى بدأ رحلته منذ أكثر من عشرين عاما مع تأسيس «المركز العربى للأوريجامى»، حيث استخدم «فن طى الورق» وفقا للمنهج اليابانى فى خدمة المسرح، والفنون البصرية، وكذلك فى التعليم. واليوم يطلق معرض «خرائط الشرائط» و«منصة أرشيف سندان» الصوتية. مجموعة من ملصقات مصرية وعالمية لفنانى زمن «الكاسيت» تخرج أسامة فى كلية الآداب، «قسم أنثروبولوجيا»، «علم الإنسان». وساهم عشقه لفهم الإنسان وتاريخه فى توجيه خطوات مشواره، فيقول: «حين دخلت عالم الأرشيف الصوتى، كنت أحمل فى حقيبتى خبرة عشرين عاما من العمل الفنى المتنوع. فما أفعله اليوم يبدو للبعض جديدًا، لكنه فى الواقع امتداد لأعوام من العمل على وسائط فنية وثقافية مختلفة». وما يفعله أسامة حاليا، هو دفع مشروع أرشيفه الصوتى «سندان» والذى يعكس هوايته المستمرة فى جمع شرائط الكاسيت، وأسطوانات «الفينيل»، وبكر «ريل تو ريل» النادر، والأجهزة القديمة المختلفة المستخدمة للصوتيات. ويشرح موضحا: «جهودى هذه ليست بدافع النوستالجيا، أو الحنين للماضى، بل بهدف إعادة تفعيل هذه الوسائط كأدوات قراءة للتاريخ. ذلك ليس عن الماضى، بل عن كيف نستخدم ما تركه الماضى لنعيد بناء الحاضر. كيف يمكن لأغنية أو تسجيل إذاعى مهمل أن يكشف عن أنظمة اجتماعية، أو اقتصاديات قامت على هذه الصناعة». حوّل أسامة منزله السكندرى إلى متحف صوتيات، لتضم أركانه أجهزة صوتيات متنوعة ومتاحة للمهتمين والمتخصصين، فهو يرفض فكرة المتحف التقليدى، قائلا: «لا أريد للناس أن يقفوا أمام الأشياء من خلف زجاج ليقولوا: (آه، كانت أياما جميلة). بل أريد أن تكون الوسائط الصوتية بمثابة «حفريات»، نقرأ بها التاريخ، ونفهم بها ما كان يحدث فى فترات ماضية». أما عن معرض «خرائط الشرائط»، فيقول إنها بدأت بإهداء صديقه محمد حرحش مجموعته من «أشرطة الكاسيت» والتى بدأ فى جمعها من سن الـ 14 عاما من خلال جولات لا نهائية بأرجاء «الإسكندرية». فتذكر أسامة كيف أنه تعرف على مدينة «برلين» الألمانية فى أثناء عمله فى مسرح ببرلين عام 2017، عن طريق سعيه وراء جمع الألعاب الورقية. ويقول: «الفكرة هنا: نحن نكتشف المدينة من خلال بحثنا عن الهواية». ويتيح «خرائط الشرائط» الاستماع إلى الشرائط المعروضة عبر سماعات وأجهزة «وكمان». كما يقدم تجربة تفاعلية للجمهور، بتوجيه أسئلة مثل: «أين كنتَ تسكن؟» و«من أين كنتَ تشترى الكاسيت؟»، وهكذا، ليقدم تصورا عن خريطة الرحلة الخاصة بكل شخص فى المدينة، كما يتضمن المعرض عددا من ملصقات الفنانين والشرائط، يصاحبها شرح حول هوية الفنان، ومصمم الملصق، والشركة المنتجة للعمل، وسنة الإنتاج. وبعض هذه التصميمات غير معروفة، لكن كثيرًا منها يحمل توقيع مصممين معروفين، مثل خالد رشدى، أحد أبرز مصممى الأفيشات فى فترة شيوع «شرائط الكاسيت». أما الملصق الدعائى الخاص بالمعرض، فهو عبارة عن الغلاف الأصلى لـ «شريط كاسيت» للفنانة سعاد حسنى بعنوان «البنات حبى أنا»، كان قد عثر عليه فى مخازن «ساوند أوف أمريكا». سبق لأسامة إقامة معرض «خرائط الشرائط» بالإسكندرية فى نوفمبر 2023، وكان مقره، فيلا قديمة تُسمى «فيلا البحار الألمانى»، وكان أثاثها جزءا من التجربة، فيقول أسامة: «أردت أن يشعر الزائر وكأنه عاد إلى بيت جدته، ليجد أشرطة ملخبطة، كما كانت فى بيوتنا. لم نكن نرتب الشرائط بحسب النوع الموسيقى. كان كل شيء ممزوجا». أما معرض القاهرة، والممول من اتحاد المعاهد الأوروبية فى مصر، فقد فتح أبوابه بمركز «مدرار»، واتخذ طبيعة «المحطات» ينتقل الزائر بينها، لينتهى إلى غرفة مغلقة، يمكنه فيها تسجيل رسالة عن ذكرياته مع شرائط الكاسيت. هذه التسجيلات تندرج ضمن ما يُسمى بـ«التاريخ الشفهى». تستمع لشرائط المعرض ومن أجل اكتمال تجربته، أعلن أسامة فى بداية «خرائط الشرائط» عن إطلاق الموقع الإلكترونى «أرشيف سندان»، الذى من المقرر أن يتاح بكامل خدماته اعتبارا من شهر يونيو. ويشرح أسامة أن لفظة «سندان» تطلق على «عظمة الأذن الوسطى». ويهدف «الأرشيف إلى جمع هواة اقتناء التسجيلات والشرائط، بحيث يمكن للباحثين التواصل مع أصحابها والتعاون فيما بينهم.و فدور «أرشيف سندان» هو دعم جهود الباحثين، والصحفيين والفنانين. أسامة حلمى وكما يحلم أسامة بأن تعم فائدة «أرشيف سندان»، يحلم بإقامة «خرائط الشرائط» فى بورسعيد، والإسماعيلية، والصعيد بمجرد توافر الفرصة.