أحدث الأخبار مع #أفريكان


الشرق السعودية
منذ 16 ساعات
- سياسة
- الشرق السعودية
جدل محتدم بعد استقبال إدارة ترمب "لاجئين بيض" من جنوب إفريقيا
في تحول لافت في سياسة اللجوء الأميركية، استقبلت إدارة الرئيس دونالد ترمب، في 12 مايو، أول فوج لاجئين بيض من جنوب إفريقيا، يضم 59 شخصاً من الأقلية "الأفريكانية"، في مطار العاصمة واشنطن، وذلك بعد حصولهم على صفة "لاجئ" خلال فترة قياسية لم تتجاوز 3 أشهر. المجموعة التي تقول إنها تتعرض لتمييز وعنف على أساس عرقي، حظيت باستقبال رسمي من مسؤولين أميركيين كبار، في خطوة أثارت موجة انتقادات لتزامنها مع تعليق جميع برامج إعادة توطين اللاجئين الآخرين، بما فيهم الفارين من الحروب والمجاعات في دول مثل السودان والكونغو الديمقراطية وأفغانستان. وبينما تصف إدارة ترمب أفراد المجموعة بأنهم "ضحايا للتمييز العنصري"، والرئيس نفسه ذهب إلى وصف ما يحدث بأنه "إبادة جماعية" ضد البيض، وهو ما ينفيه نظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، يرى مراقبون أن هذا التحرك يعكس توجهاً سياسياً مثيراً للجدل، خاصة أن المجموعة تنتمي إلى الأقلية التي أسست نظام الفصل العنصري السابق في بلادها. ويُقابل ذلك وجهة نظر أخرى من خبيرة هجرة أميركية تدافع عن سياسة الرئيس ترمب، وتؤكد سردية التمييز العنصري في حق هذه الشريحة، وتُعتبر إعادة توطينهم في الولايات المتحدة، حاجة "فورية"، مبررة ذلك بعدم وجود بلد مجاور يمكنهم اللجوء إليه. أول لاجئين "أفريكانيين" منذ بداية ولايته الثانية، صعّد ترمب انتقاداته لجنوب إفريقيا، واتخذ سلسلة من الخطوات العقابية التي أثارت غضب الحكومة هناك. أحد أبرز ملامح هذا التصعيد كان ترويج الرئيس الأميركي ومستشاره الملياردير إيلون ماسك، المولود في جنوب إفريقيا، أن بريتوريا تُمارس تمييزاً ضد المزارعين "البيض"، الذين ينحدرون من المستوطنين الهولنديين وغيرهم من الأوروبيين، الذي استوطنوا البلاد في حِقَب سابقة. وجاء دعم ترمب للأقلية البيضاء، عقب إقرار جنوب إفريقيا قانون نزع الملكية في يناير الماضي، والذي يمنح الحكومة سلطة مصادرة الأراضي، أحياناً دون تعويض، في حال توافرت شروط "العدالة والمصلحة العامة". القانون الذي لم يُطبق حتى الآن، تبرره حكومة جنوب إفريقيا بأنه يأتي ضمن محاولات معالجة إرث نظام الفصل العنصري، الذي حَرم السود من ملكية الأراضي لعقود، وما زالوا حتى اليوم لا يملكون سوى نحو 4% من الأراضي الخاصة، رغم أنهم يشكلون أكثر من 80% من السكان. لكن في المقابل انتقد ماسك، مستشار الرئيس الأميركي، والرئيس التنفيذي لشركة تسلا، قانون نزع الملكية، زاعماً أن البيض في جنوب إفريقيا يتعرضون لإبادة جماعية. واتهم ترمب حكومة جنوب إفريقيا بـ"مصادرة الأراضي"، ومعاملة فئات معينة من الناس معاملة سيئة للغاية"، في إشارة إلى الأقلية "الأفريكانية". وقال ترمب في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض في 12 مايو "إن ما يحدث هو إبادة جماعية". وفي فبراير الماضي، أصدر ترمب أمراً تنفيذياً علّق بموجبه المساعدات الأميركية إلى جنوب إفريقيا، بحجة أن المزارعين البيض يُعاملون بشكل غير عادل. كما تضمن الأمر إعادة توطين "الهاربين" منهم "من التمييز العنصري الذي ترعاه الحكومة". وأعطى هذا الإجراء أولوية إدارية خاصة لـ"الأفريكانيين" في المؤسسات الأميركية التي تعمل على ملفاتهم، بعد أن أوقف ترمب فعلياً قبول اللاجئين الجدد بتوقيعه أمراً منفصلاً في اليوم الأول من رئاسته، معلّقاً بذلك برنامج قبول اللاجئين الأميركي الذي استمر لعقود. وذهب ترمب إلى أبعد من ذلك، معلناً عبر منصة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي، أن أي مزارع من جنوب إفريقيا يسعى للفرار من بلاده لأسباب تتعلق بالسلامة، "سيتم الترحيب به في الولايات المتحدة مع منح مسار سريع للحصول على الجنسية". جنوب إفريقيا: الأفريكانيون ليسوا مُضطهدين ومع وصول أول فوج من اللاجئين إلى الولايات المتحدة، علّق رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا على الخبر قائلاً: "اللاجئ هو شخص يُضطر لمغادرة بلده خوفاً من الاضطهاد السياسي أو الديني أو الاقتصادي. وهم لا ينطبق عليهم هذا الوصف". ومن جنوب إفريقيا أيضاً، انتقد المحلل السياسي ستيفن جروتس، الجهود التي بذلتها السلطات الأميركية للعثور على أشخاص يمكن القول إنهم معرضون لخطر الاضطهاد؛ لأنهم من "البيض الأفارقة". وقال جروتس لـ"الشرق"، إنه "من المُدهش أن تبحث الولايات المتحدة بنفسها عن لاجئين، لم أسمع قط عن دولة تفعل ذلك من قبل، تبحث بالفعل عن أشخاص ليذهبوا إلى بلادها كلاجئين. إنه لأمر مُذهل". لكن في الولايات المتحدة، يبدو الموقف مختلفاً في نظر جيسيكا فوجان، مديرة دراسات السياسات بمركز دراسات الهجرة، وهو مركز قانوني مناهض للهجرة. رحبت فوجان بقرار قبول اللاجئين البيض من جنوب إفريقيا، مؤكدة أنهم في "حاجة ماسة" إلى إعادة التوطين، وقالت فوجان لـ"الشرق"، إن ما يحدث في جنوب إفريقيا يتوافق مع التعريف التقليدي لسبب إنشاء برنامج اللاجئين. وذكرت فوجان أن الولايات المتحدة تاريخياً لم تستقبل لاجئين "أفريكانيين"، مضيفة: "رغم أن ذلك ممكن. من المؤكد أن العديد من المزارعين البيض اضطروا إلى الفرار من الاضطهاد، مثل ما حدث بسبب إجراءات الحكومة في زمبابوي". وكان المزارعون البيض في زمبابوي قد تعرضوا لنزع أراضيهم وإعادة توزيعها في أوائل الألفية الثانية بقرارات حكومية. ولجأ بعضهم إلى دول مثل أستراليا التي منحتهم "مساراً سريعاً" للحصول على تأشيرات، لكن لم يكن هناك استقبال واسع لهم كلاجئين في الولايات المتحدة. المزارعون البيض زادت حدة التوترات بين واشنطن وبريتوريا، في مارس الماضي، وعلى إثرها تم طرد سفير جنوب إفريقيا لدى الولايات المتحدة، إبراهيم رسول، بعد اتهامه لترمب باستخدام "الضحايا البيض كأداة للفتنة"، ما دفع الولايات المتحدة إلى اتهام رسول بـ"إثارة الفتنة العنصرية". وقال ترمب في مؤتمر صحافي إن المزارعين البيض يُقتلون في جنوب إفريقيا، مضيفاً: "لكن سواء كانوا من البيض أو السود، فلا فرق بالنسبة لي"، وهو ما يختلف معه رئيس كرسي الأبحاث في المركز الإفريقي للهجرة والمجتمع، لورين لاندو. وقال لاندو لـ"الشرق"، إن هناك أساطير متجذرة منذ زمن بعيد، تم الترويج لها في كل من الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا، تزعم أن حكومة بريتوريا انقلبت على السكان البيض المسيحيين في البلاد، وأن جنوب إفريقيا "تعد ساحة مناسبة للرئيس ترمب كي يظهر نفسه بمظهر المُنقذ للمسيحية البيضاء". لكن الأساطير التي تحدث عنها لاندو اعتبرتها فوجان حقائق لا تقبل الجدال، قائلة "إنهم يتعرضون لتمييز ممنهج". وأشارت مذكرة لوزارة الخارجية الأميركية إلى أن معظم الأفريكانيين الوافدين "شهدوا أو تعرضوا للعنف الشديد ذي صلة عنصرية، بما في ذلك اقتحامات المنازل أو جرائم القتل أو سرقة السيارات التي وقعت قبل ما يصل إلى 25 عاماً". وأضافت المذكرة أن "العديد من الناس قالوا أيضاً إنهم لا يثقون بالشرطة، مشيرين إلى أن جهات إنفاذ القانون لم تحقق بشكل كافٍ في الجرائم المرتكبة ضد الأفريكانيين". لكن البيانات الرسمية الصادرة عن شرطة جنوب إفريقيا لا تدعم ادعاءات القتل الممنهج التي تستهدف البيض؛ فقد ذكرت هذه البيانات أنه في الفترة من أبريل 2020 إلى مارس 2024، قُتل 225 شخصاً في مزارع بجنوب إفريقيا، بينهم 101 من العمال ومعظمهم من السود. و53 من المزارعين، وهم في الغالب من البيض. كما تقدم بيانات توزيع الثروة دليلاً آخر على عدم وجود اضطهاد منهجي ضد البيض في جنوب إفريقيا، في رأي عضو المجلس الاستشاري للهجرة، جادل لاندو، الذي شغل منصب رئيس اتحاد اللاجئين والمهاجرين في جنوب إفريقيا. وقال لاندو إن الأسرة السوداء النموذجية تمتلك 5% من الثروة التي تمتلكها الأسرة البيضاء النموذجية في جنوب إفريقيا، معترفاً في الوقت نفسه بوجود حوادث تمييز ووجود مجموعات تتبنى مواقف معادية للبيض، لكنه أكد أن هذه التصرفات تُدان على نطاق واسع، "وتشير جميع الأدلة إلى أن البيض في جنوب إفريقيا يتمتعون بامتيازات وحماية تفوق غيرهم". ومن الولايات المتحدة، قال أستاذ العلوم السياسية والعضو المنتدب لمركز الهجرة العالمية في جامعة "كاليفورنيا ديفيس"، براد جونز، إن تعامل الولايات المتحدة مع البيض من جنوب إفريقيا "تجلٍّ للنزعة القومية البيضاء التي لطالما روّج لها ترمب". وقال جونز لـ"الشرق"، إن توجّه الإدارة الأميركية مدفوع أيضاً بتأثير إيلون ماسك، ويغذيه شعور البيض بالغبن أو فقدان الامتيازات، محذراً من أن هناك بالفعل أشخاصاً حقيقيين يسعون للحصول على وضع لاجئ أو لجوء سياسي، ويواجهون تهديدات وجودية حقيقية تمس حياتهم". علاقة إسرائيل يمتلك البيض حصة هائلة غير متناسبة من الأراضي في جنوب إفريقيا، وبحسب بيانات هيئة الأراضي الحكومية يمتلك البيض في جنوب إفريقيا، الذين يشكلون نحو 7% من سكان البلاد، نحو ثلاثة أرباع المزارع والممتلكات الزراعية بشكل فردي. لكن يبدو أن سعي حكومة "الأغلبية السوداء" إلى تصحيح هذا الخلل، وتلبية المطالب الشعبية بالأراضي، عبر إقرار قانون نزع الملكية في يناير الماضي، الذي لم يطبق حتى الآن، قد أثار استياء الإدارة الأميركية لأنه يعد ممارسة للتمييز الإيجابي نيابةً عن السكان السود المضطهدين تاريخياً، حسبما قال أستاذ الدراسات السياسية في جامعة ويتواترسراند، بجوهانسبرج في جنوب إفريقيا، داريل جلاسر. لكن السبب الآخر الذي ذكره جلاسر لاستهداف الإدارة الأميركية لجنوب إفريقيا هو قيام الأخيرة برفع دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، تتهم فيها تل أبيب بارتكاب إبادة جماعية في غزة. وقال جلاسر، الذي ترتكز أبحاثه على نظرية وممارسة الديمقراطية في جنوب إفريقيا لـ"الشرق"، إن هذا التحرّك من جنوب إفريقيا أثار غضب ترمب لأنه ينتقد حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة، لافتاً إلى أنه نفس موقف الحزب الجمهوري المؤيد لإسرائيل دون قيد أو شرط. وأضاف: "أصبحت جنوب إفريقيا عالقة في انشغالات السياسة الداخلية الأميركية وتُعاقَب للسبب نفسه الذي تُعاقَب به الجامعات الأميركية". وفي أمره التنفيذي الصادر في 7 فبراير والذي فرض عقوبات على جنوب إفريقيا وأوقف جميع المساعدات الأميركية، قال ترمب إن جنوب إفريقيا اتخذت "مواقف عدائية تجاه الولايات المتحدة وحلفائها" في إشارة إلى القضية المرفوعة ضد إسرائيل. اعتبر أستاذ التاريخ ودراسات التنمية العالمية في جامعة كوينز، مارك ايبيخت، أن دعم جنوب إفريقيا للقضية الفلسطينية ليس بالأمر الجديد أو العابر، وأن اليهود في جنوب إفريقيا "فخورون جداً بما قامت به الحكومة" في المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف إيبخيت، المهتم بقضايا العدالة الاجتماعية في جنوب إفريقيا لـ"الشرق"، أنه منذ انتهاء نظام الفصل العنصري، قبل 30 عاماً، تبنّت الحكومات المتعاقبة، بدءاً من عهد نيلسون مانديلا، مواقف متعاطفة مع الفلسطينيين، انطلاقاً من قراءة تاريخية ترى في معاناة الشعب الفلسطيني أوجه تشابه مع تجارب السود في جنوب إفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري. التنوع والشمول والمساواة الانتقادات الأميركية لجنوب إفريقيا، من قبل شخصيات مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، لم تتوقف عند المواقف الجيوسياسية، بل امتدت أيضاً إلى الشعار الذي اختارته بريتوريا لرئاستها لمجموعة العشرين: "التضامن والمساواة والاستدامة". قاطع روبيو اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا خلال فبراير الماضي، وأعلن مقاطعته لقمة المجموعة المقررة في نوفمبر المقبل، وقال إنه لن يُبذر أموال دافعي الضرائب الأميركيين عليه. وكانت إدارة ترمب قد تحركت، فور توليه الرئاسة، لتفكيك برامج التنوع والمساواة والاستدامة في الولايات المتحدة. وقال المحلل السياسي جروتس، إن ترمب يشنّ حملةً ضد ما يُطلق عليه الأميركيون التنوع والمساواة والشمول، بينما في جنوب إفريقيا، "نُسميه العمل الإيجابي، وهو مُكرّس في دستورنا. بمعنى آخر، من المهم جداً بالنسبة لنا أن يكون هناك إنصاف للسود، بسبب ما فعله البيض خلال حقبة الفصل العنصري، وقبل ذلك الاستعمار". إيلون ماسك ويُتهم الملياردير المولود في حقبة الفصل العنصري بجنوب إفريقيا، إيلون ماسك، بتبنِّي خطاب تيار قومي أبيض داخل جنوب إفريقيا وخارجها، خاصة بين جماعات مثل "أفري فوروم"، وهي جماعة ضغط تدافع عن مصالح الأفريكانيين، وتروج أن العنف ضد المزارعين البيض يشكل ظاهرة "استثنائية" أو ممنهجة ضد فئة واحدة. لكن منظمات مستقلة مثل "رابطة مكافحة التشهير" كذّبت مزاعم وجود "إبادة جماعية" ضد البيض في جنوب إفريقيا، وأكدت أنها لا تستند إلى أي أدلة موضوعية، بل تُستخدم كأداة دعائية من قبل اليمين المتطرف لإثارة الخوف، وتبرير سياسات عنصرية مضادة. وقال أستاذ العلوم السياسية جلاسر، إن إيلون ماسك رّوج لكذبة "الإبادة الجماعية للبيض في جنوب إفريقيا"، وكان أحد أسباب استهداف الإدارة الأميركية لجنوب إفريقيا. لكن جلاسر أكد أن ماسك ليس حالة فردية، لكن تأثيره قوي باعتباره مستشار رئيس أميركا، لافتاً إلى أن ماسك "جزء من مجموعة من الرجال البيض الذين نشأوا في ظل الفصل العنصري بجنوب إفريقيا ولم يتقبلوا تماماً التحول الديمقراطي هناك، حيث أصبح للفقير الأسود صوت مساوٍ للغني الأبيض"، موضحاً أن "هؤلاء يشعرون بأنهم فقدوا نفوذهم السياسي، رغم استمرار امتيازاتهم الاقتصادية، ويعيدون تصدير هذا الإحساس بالخسارة إلى السياق الأميركي، حيث يُستغل كخطاب مظلومية يخدم سياسات اليمين القومي". مسار سريع لـ"البيض" وتعليق للآخرين في يوم تنصيبه، علّقت إدارة ترمب جميع طلبات اللجوء، بما في ذلك تلك المقدمة من أشخاص فارّين من مناطق النزاع، في المقابل أعلن عن "مسار سريع" لقبول البيض من جنوب إفريقيا كلاجئين. أثار ذلك الأمر، غضب منظمات حقوقية، مثل "هيومن رايتس ووتش"، معتبرين أن سياسة اللجوء أصبحت انتقائية، وتحمل بعداً عنصرياً وقاسياً، خاصة أن المتضررين كانوا إلى حدّ كبير من السود والأفغان وغيرهم من الفئات المهمشة. وعندما واجه ترمب سؤالاً مباشراً بشأن سبب تسريع معالجة طلبات اللجوء للأفريكانيين، مقارنةً بطالبي اللجوء الآخرين، أجاب بأن هناك "إبادة جماعية" جارية ضد "المزارعين البيض". وبينما وصف لاندو، رئيس الأبحاث في المركز الإفريقي للهجرة والمجتمع، سرعة استجابة الإدارة الأميركية للبيض في جنوب إفريقيا مقابل إيقاف طلبات اللجوء الأخرى بأنه "أمر سخيف، ومُهين، وعنصري، ومخيب للآمال"، استنكرت فوجان، مديرة دراسات السياسات في مركز دراسات الهجرة، ذلك الوصف، وقالت إنه لا يوجد سبب للافتراض بأن هناك دوافع عنصرية أو سياسية وراء ذلك، مضيفة: "ولا أستطيع أن أتخيل ما هو المكسب السياسي المحتمل من ذلك الأمر". وتابعت فوجان إن تعليق برامج اللاجئين الأخرى لم يكن متزامناً مع حالة البيض من جنوب إفريقيا، بل تم الإعلان عنه قبل أسابيع، وهو يتماشى مع ما فعله ترمب خلال ولايته الأولى، "وإذا كان هناك من دعم لهذا القرار، فقد يكون من أشخاص مثل إيلون ماسك". ودافعت فوجان عن قرار الإدارة قائلة إن اللاجئين الأفريكانيين بحاجة "فورية" لإعادة التوطين، ولا يوجد لديهم بلد مجاور يمكنهم اللجوء إليه، على عكس الكثير من اللاجئين ضمن برنامج الأمم المتحدة، الذين لديهم خيارات للجوء داخل منطقتهم الأصلية، مضيفة أن نسبة صغيرة فقط من اللاجئين في برنامج الأمم المتحدة تُصنّف على أنها بحاجة فورية لإعادة التوطين، "واللاجئين البيض في جنوب إفريقيا ينطبق عليهم هذا الأمر".


وكالة نيوز
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- وكالة نيوز
ترحب إدارة ترامب 59 من جنوب إفريقيا البيض كلاجئين في الولايات المتحدة
وتأتي الحركة في الوقت الذي تغلق فيه الإدارة الأمريكية قبول اللاجئين من البلدان التي تعاني من العنف والفقر على نطاق واسع. وصلت مجموعة من 59 من أفريكاني أبيض من جنوب إفريقيا إلى الولايات المتحدة كجزء من برنامج اللاجئين الذي أنشأته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقديم ملاذ مما وصفه ترامب بأنه تمييز عنصري ضد البيض. في مؤتمر صحفي يوم الاثنين ، عكست ترامب ادعاءات أسطورة شائعة على اليمين المتطرف الذي تعرضه الأشخاص البيض في جنوب إفريقيا للعنف المنهجي منذ نهاية حكم الأقلية البيضاء في ذلك البلد. وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض ، وهو مطالبة أدت إلى انتقادات من المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام أفريكان أنفسهم. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تمنع فيه إدارة ترامب جميع حالات قبول اللاجئين من الدول غير البيضاء وتميل إلى خطاب حول 'غزو' للمهاجرين من البلدان الفقيرة. في حين أن الأشخاص الذين يفرون عن العنف والاضطهاد على نطاق واسع في بلدان مثل هايتي وأفغانستان وجدوا أ باب مغلق يقول مراسل الجزيرة باتي كولهان إن إدارة ترامب 'جعلت من أولوية إدخال هؤلاء الأشخاص (جنوب إفريقيا البيض) إلى الولايات المتحدة ودفع ثمنهم للوصول إلى هنا'. 'نهاية خاطئة للعصا' ال حكومة جنوب إفريقيا دعا ادعاءات ترامب بأن الأفريكانيين يواجهون الاضطهاد 'كاذبة تمامًا' ، مشيرين إلى أنهم ظلوا من بين أغنى المجموعات 'الأكثر امتيازًا' ، حتى بعد نهاية نظام الفصل العنصري الذي أيد السيطرة على الأقليات البيضاء للموارد السياسية والاقتصادية والجيفية للبلاد وحرموا الحقوق الأساسية في جنوب إفريقيا السود. لا يزال البيض في جنوب إفريقيا يمتلكون حوالي ثلاثة أرباع جميع الأراضي الخاصة في البلاد ، ولديهم حوالي 20 ضعف ثروة الأغلبية السوداء ، وفقًا للمجلة الأكاديمية الدولية The Review of Economy. وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا ، وهو من قدامى المحاربين في الكفاح من أجل إنهاء الفصل العنصري يوم الاثنين: 'نعتقد أن الحكومة الأمريكية حصلت على نهاية خاطئة للعصا هنا ، لكننا سنستمر في التحدث إليهم'. كانت التوترات بين إدارة ترامب وحكومة جنوب إفريقيا عالية ، مع الولايات المتحدة طرد سفير جنوب إفريقيا على الانتقادات السابقة لترامب وفي خلاف مع منصب البارز البارز في الأمة الأفريقية في قضية أمام محكمة العدل الدولية التي اتهمت حليفنا لإسرائيل الإبادة الجماعية في غزة. عرضت إدارة ترامب في فبراير / شباط لإعادة توطين أفريكانيين ، أحفاد المستوطنين الهولنديين في جنوب إفريقيا ، قائلة إنهم يواجهون التمييز والعنف ضد المزارعين الأفريكان. وقال نائب وزير الخارجية كريستوفر لانداو لمجموعة أفريكان الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة يوم الاثنين: 'أريد أن تعرفكم جميعًا أنك مرحب بك حقًا هنا وأننا نحترم ما كان عليك التعامل معه في السنوات القليلة الماضية'. 'نحن نحترم التقليد الطويل لشعبك وما أنجزته على مر السنين.' وقال بيل فريليك ، مدير سياسة اللاجئين في هيومن رايتس ووتش ، إن عملية المسار السريع المتمثل في جلب الأفريكان إلى الولايات المتحدة لم يسبق لها مثيل. وقال فريليك: 'هؤلاء هم الأشخاص الذين لم يكونوا يعيشون في معسكرات اللاجئين ؛ الذين لم يفروا من بلدهم. كانوا المجموعة الأكثر ارتباطًا بقمع الأغلبية السوداء من خلال الفصل العنصري'. 'ليس مثل هؤلاء هم من بين أكثر اللاجئين ضعفا في العالم.'