logo
#

أحدث الأخبار مع #ألاءأحمد

'بكفي بدنا نفرح': عروض سينمائية للأطفال وسط الحرب… عندما يتحول الفرح إلى فعل مقاومة
'بكفي بدنا نفرح': عروض سينمائية للأطفال وسط الحرب… عندما يتحول الفرح إلى فعل مقاومة

قدس نت

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • قدس نت

'بكفي بدنا نفرح': عروض سينمائية للأطفال وسط الحرب… عندما يتحول الفرح إلى فعل مقاومة

تقرير ألاء أحمد :- في غزة، حيث تتقاطع أصوات القصف مع بكاء الأطفال وسط استمرار الحصار الخانق الذي تفرضه اسرائيل على غزة من أكثر من شهرين واشتداد المجاعة بين صفوف المواطنين خاصة الاطفال، يصبح الضحك حدثًا نادرًا، ولحظة مقاومة ناعمة تُشعل شمعة في عتمة الحرب. هناك، في قلب الركام، وُلدت مبادرة "بكفي بدنا نفرح" كاستجابة فنية وإنسانية لطفولة تُحاصر يوميًا بالخوف والجوع، ولجيل يحاول أن ينتزع من الموت فسحة للحياة. على مدار يومين، تحوّلت ساحة صغيرة في أحد المنازل غرب مدينة غزة إلى صالة عرض مؤقتة، لا تملك رفاهية مقاعد السينما المريحة أو الشاشات الحديثة، لكنها امتلأت بما هو أثمن: ضحكات، دهشة، وعيون تلمع بحكايات من عالم آخر. فبدعم من الصندوق الثقافي الفلسطيني، قدّمت المبادرة عروضًا سينمائية مجانية لأطفال عاشوا حرب الابادة الجماعية في قطاع غزة منذ احداث السابع من أكتوبر 2023 لأكثر من عام ونصف بين النزوح والقصف والتجويع، وكأنها جرعة حياة وسط كل هذا الألم. لم تكن الفكرة مجرد ترفيه، بل فعل مقاوم. أن تضحك في غزة، يعني أنك ما زلت حيًا. أن تحلم، يعني أن القصف لم ينجح في محو إنسانيتك. وهذا تمامًا ما حاولت المبادرة أن تصنعه: مساحة مؤقتة للهروب، للتنفس، ولتذكير الصغار بأن لهم حقًا في الفرح، مثل كل أطفال العالم. من جهته، قال الفنان المسرحي والناشط الثقافي جمال أبو القمصان إن مبادرة "بكفي بدنا نفرح" وُلدت من الحاجة إلى لحظة إنسانية حقيقية وسط واقع الحرب والحصار، مؤكدًا أن الأطفال في غزة يعيشون تحت وطأة الخوف والجوع منذ سنوات، "والآن أكثرمن أي وقت، يحتاجون إلى فرصة للضحك، للحياة". وفي تصريحات لوكالة قدس نت للأنباء، أوضح أبو القمصان أن العروض السينمائية التي تقيمها المبادرة في ظل العدوان ليست ترفًا، بل محاولة علاج نفسي بالفرح، قائلاً: "حتى لو لساعات قليلة، نريد أن ينسى الأطفال صوت الطائرات ويستبدلوه بضحكاتهم… السينما هنا مقاومة، وليست ترفيهًا". وأضاف: "نصنع لحظة فرح حقيقية بوسائل بسيطة: ألوان، موسيقى، قصص. لكن في غزة، ضحكة طفل تُشبه إشعال شمعة في عاصفة… الفرح هنا مقاومة عنيدة ضد القبح والدمار، ورفض لأن تُسرق الطفولة". الفرح كفعل مقاوم وسرد أبو القمصان مشهدًا لخص فيه ما وصفه بـ"المقاومة بالفرح"، حين شاهد طفلة تهمس لأخيها خلال عرض سينمائي: "انظر، هذه الدببة لا تخاف من القصف!"، مؤكدًا أن مثل هذه اللحظات تثبت أن "الأمل يُزرع حتى وسط الخراب، وأن المحتل لا يمكنه قتل الأحلام". وتابع: "سألني طفل بعد أحد العروض: هل يمكنني أن أصنع فيلمًا مثل هذا؟ في عينيه لم أرَ خوفًا، بل إصرارًا على الحلم. هنا، الانتصار ليس فقط البقاء… بل الحفاظ على القدرة على الإبداع رغم كل شيء". تفاصيل يومية تُصبح إنجازات وتحدث أبو القمصان عن التحديات "المعجزة" التي تواجههم يوميًا لتقديم العرض، قائلاً: "في غزة، تأمين كرسي بلاستيكي مريح للأطفال أو ورقة للرسم يحتاج تخطيطًا. تشغيل فيلم دون كهرباء؟ استخدمنا مولدًا صغيرًا بوقود نادر. تأمين مكان آمن؟ اخترنا ساحة بين الأنقاض وحوّطناها بستائر قديمة. حتى الحلوى، أصبح توزيعها إنجازًا بطوليًا وسط أسواق شبه فارغة". كشف أبو القمصان أن المبادرة تخطط لتوسيع أنشطتها، لتشمل: خيم سينما متنقلة في مخيمات النزوح، ورش رسم وسرد للأطفال الأيتام أو ممن فقدوا ذويهم، مشروع 'سينما تحت القصف'، يُشبه قاعات السينما التي كانت تُقام في سراديب الحرب العالمية الثانية، "لأن الفرح يجب أن يصل إلى كل زاوية، ولو وسط الأنقاض". رسالة إلى العالم: لا تشفقوا… تعلّموا من أطفال غزة وختم أبو القمصان رسالته قائلاً: "لا نريد الشفقة، بل الاحترام. أطفال غزة يعلّمون العالم معنى الصمود الحقيقي… إنسان يغني فوق الركام، لا يستسلم، لا ينكسر. هذه ليست مجرد عروض، إنها رسائل مقاومة ناطقة بالفرح. كفى صمتًا… دعمكم لفرحنا ليس تضامنًا فقط، بل واجب إنساني". وأضاف: "غزة لن تتحول إلى سجن للذاكرة والوجع… سنصنع منها مسرحًا للأمل، ولو بحبل غسيل وشاشة ممزقة". شهادات حيّة: كيف يرى الأطفال الفرح في غزة؟ وقامت مراسلة وكالة قدس نت للأنباء بالحديث مع بعض الأطفال خلال العروض. وقالت لينا (7 سنوات): "أول مرة ما غطّيت أذني لما سمعنا صوت عالي". كانت لينا تمسك يد شقيقها الصغير بإحكام، تحدق في شاشة العرض وكأنها لا تصدق ما يحدث. بعد انتهاء الفيلم، قالت بصوت خافت: "أنا دايمًا بخاف من الصوت العالي، دايمًا بغطي أذني… بس اليوم، لما الكل ضحك بصوت عالي، ما خفت، بالعكس ضحكت معهم. حسيت إنه يمكن في صوت غير صوت القصف." ثم همست وهي تبتسم: "لو نقدر نعيد الفيلم كل يوم، يمكن ننسى الحرب شوي". أما الطفل محمود (9 سنوات): "أنا كمان بدي أعمل فيلم زي هادا ... بس عن غزة، بدون حرب وبدون جوع". وأضاف وهو يشير إلى الشاشة: "لو كان عندي كاميرا، كنت صورت جدتي وهي تطبخ، وأختي لما ترسم… وأبي لما يرجع من المستشفى. هاي الأشياء اللي بحبها، بس محدا بيشوفها". أما سارة فقالت وهي تحتضن قطعة الحلوى التي وزعوها بعد العرض: "أنا طول الليل بحلم إنو البيت ينقصف، أو إني أضيع… بس بعد الفيلم راح انام وما راح اكون خايفة اني احلم احلام بتخوف. عمر (10 سنوات): "كأننا رجعنا أطفال، حتى لو بس لساعتين". جلس عمر مع أصدقائه قرب الحائط بعد العرض، يضحكون ويقلدون أحد مشاهد الفيلم. قال بنبرة ناضجة أكبر من سنه: "أنا صارلي زمان ما حسّيت حالي طفل… يمكن من وقت ما فقدنا بيتنا. بس اليوم حسّيت إني زي قبل، بلعب، وبضحك، وبنسى إنو في حرب". وأضاف وهو يحدّق في الأفق: "لو كل أسبوع نعمل هيك شي، يمكن نقدر نعيش، مش بس ننجو. لأن في فرق كبير". تأتي مبادرة "بكفي بدنا نفرح" كجزء من جهد ثقافي أوسع لتكريس الحق في الحياة والكرامة وسط واقع استثنائي يفرضه الاحتلال والحرب. في ظل انهيار البنية التحتية وتراجع مقومات الحياة الأساسية، يبرز الفرح كمساحة نادرة لاستعادة التوازن النفسي والاجتماعي للأطفال، ويغدو النشاط الثقافي ضرورة ملحّة لا ترفًا. وبينما تُقاوِم غزة بالثبات والدم، تُقاوِم أيضًا بالضحكة واللون والحكاية، لتؤكد أن الوعي الجمعي لا يُهزم، وأن الطفولة، مهما حاولوا اغتيالها، قادرة على النجاة بأبسط أدواتها: فيلم، ورقة، وشاشة ممزقة. المصدر: خاص وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة

أطفال فلسطين تحت نيران الاحتلال – واقع مأساوي وإبادة ممنهجة
أطفال فلسطين تحت نيران الاحتلال – واقع مأساوي وإبادة ممنهجة

قدس نت

time٠٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • قدس نت

أطفال فلسطين تحت نيران الاحتلال – واقع مأساوي وإبادة ممنهجة

تقرير ألاء أحمد :- في اليوم الذي يُفترض أن يُحتفل فيه بحقوق الأطفال الفلسطينيين، تحوّل "يوم الطفل الفلسطيني" إلى شهادة دامغة على الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال في فلسطين، وبخاصة في قطاع غزة، حيث وثّقت منظمات حقوقية ووزارات فلسطينية جرائم غير مسبوقة بحق الطفولة، وسط تجاهل دولي وصمت المؤسسات المعنية بحماية حقوق الإنسان. قوانين دولية على الورق فقط وصفت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية الأطفال بأنها "مجرد حبر على ورق"، في ظل الجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي. وقال عايد أبو قطيش، مدير برنامج المساءلة في الحركة، إن الاحتلال قتل نحو 200 طفل في الضفة الغربية وحدها منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى جانب الانتهاكات بحق الأطفال المعتقلين. استهداف مباشر للتعليم وأكدت وزارة التربية والتعليم العالي أن التعليم بات هدفاً مباشراً للقصف الإسرائيلي، خصوصاً في قطاع غزة، حيث تم تدمير مئات المدارس ومنع وصول الأطفال إلى بيئة تعليمية آمنة. وأشارت إلى استشهاد أكثر من 17 ألف طفل في غزة منذ بداية الحرب، معظمهم من طلاب المدارس، مؤكدة أن "لكل رقم قصة حياة لم تكتمل". ورغم ذلك، تواصل الوزارة محاولاتها لحماية حق الأطفال في التعليم، من خلال المدارس الافتراضية والبدائل التربوية، في محاولة لانتشال الأطفال من واقع يزداد سوءاً. أطفال خلف القضبان تواصل سلطات الاحتلال اعتقال أكثر من 350 طفلاً فلسطينيًا، بينهم أكثر من 100 طفل محتجزين إداريًا دون تهم. وأفادت مؤسسات الأسرى أن هؤلاء الأطفال يتعرضون للتعذيب، والإهمال الطبي، والتجويع، إضافة إلى ظروف احتجاز قاسية أودت بحياة الطفل وليد أحمد (17 عاماً) داخل معتقل "مجدو" مؤخرًا، وهو أول طفل يُستشهد داخل سجون الاحتلال منذ اندلاع الحرب. غزة: إبادة جيل كامل على مدار 471 يوماً من الحرب، حصدت آلة الحرب الإسرائيلية أرواح 17,861 طفلاً، بحسب بيانات رسمية، منهم 214 رضيعًا ولدوا واستشهدوا خلال الحرب، و808 أطفال لم يبلغوا عامهم الأول. وقُتل العشرات بسبب الجوع والبرد، نتيجة الحصار الذي منع دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية. قُصفت المستشفيات المخصصة للأطفال، كمستشفى كمال عدوان، وتسببت الغارات في تدمير مولدات الكهرباء ومحطات الأكسجين، ما أدى إلى وفاة رُضّع في الحاضنات. إصابات جسدية ونفسية كارثية بحسب تقديرات يونيسف ووزارة الصحة الفلسطينية، أصيب نحو 25,000 طفل في الحرب، منهم المئات بحالات حرجة، تضمنت بتر الأطراف، وحروق من الدرجة الثالثة، وفقدان الحواس، وإصابات دماغية دائمة. وتشير بيانات وزارة الصحة إلى أن 800 طفل على الأقل أُصيبوا بإعاقات دائمة. أما نفسيًا، فقد تحولت غزة إلى ساحة مفتوحة للصدمة الجماعية، حيث تؤكد دراسة بريطانية أن 96% من الأطفال يشعرون أن موتهم وشيك، ونصفهم يتمنون الموت، بينما يعاني 87% منهم من الخوف الشديد، و79% من الكوابيس. مأساة الأيتام والناجين الوحيدين وثّق المكتب الإعلامي الحكومي أن نحو 38,495 طفلًا فقدوا أحد والديهم أو كليهما، بينهم 4,884 طفلًا صنفوا تحت مسمى WCNSF: "طفل جريح دون أي فرد من أسرته على قيد الحياة". يواجه هؤلاء الأطفال مستقبلًا مجهولًا، في ظل انعدام مؤسسات الإيواء وتدهور الظروف الاقتصادية. ووسط الحصار، تتكفل العائلات الفلسطينية الناجية بأولئك الأطفال، لكن الحاجة ماسة لتوسيع برامج الكفالة المادية والنفسية من قبل الجهات الدولية والمؤسسات الخيرية، لضمان الحد الأدنى من الرعاية لهؤلاء الناجين من الإبادة. الاحتلال يلاحق الأطفال أحياءً وأسرى وثّقت منظمات حقوقية شهادات مروعة لأطفال معتقلين، تعرضوا لتعذيب جسدي ونفسي متواصل، وتركوا في العراء دون طعام أو غطاء، بل وأجبر بعضهم على مشاهد تعذيب ذويهم. في إحدى الشهادات، رُوي أن جنود الاحتلال قيدوا طفلًا بدبابة وجعلوه يركض خلفها بينما يطلقون النار بين قدميه، في مشهد وحشي يعكس عمق الانتهاك. دعوات عاجلة للتحرك تطالب الجهات الحقوقية الفلسطينية والمؤسسات الدولية بتحرك فوري لإنقاذ ما تبقى من الطفولة في غزة، ووقف الحرب، ورفع الحصار، وضمان توفير الرعاية الصحية والنفسية والتعليمية للأطفال. كما تدعو إلى محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب المرتكبة بحق الأطفال، وتفعيل أدوات القانون الدولي التي بقيت معطلة أمام مشهد الإبادة الجماعية. المصدر: خاص وكالة قدس نت للأنباء - الضفة الغربية - قطاع غزة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store