#أحدث الأخبار مع #أمانىريتاس،بوابة الأهرام٢٨-٠٢-٢٠٢٥ترفيهبوابة الأهرامأكلات وعادات.. الـ«كنداكات» يخبزن الـ «كابد».. والعنوان فى «عابدين»لاحتفالات أهل «النوبة» برمضان هذا العام طعم خاص، فستجرى وقائعها بأيدى «جمعية كنداكة للثقافة والتنمية الشاملة». وإذا كانت لفظة «كنداكة» تثير الاستغراب لدى البعض، فذلك لعدم رواج المعرفة بمعناها فى اللغة النوبية، إذا تعنى «الملكة المحاربة». يذكر فى التاريخ القديم، أن لقب «كنداكة» كان يسبق اسم الملكات، وتحديدا فى حضارة «مروى». ومن أشهرهن الـ«كنداكة» أمانى ريتاس، التى قادت الهجوم على أسوان، عندما كانت تابعة للإمبراطورية الرومانية. وتشهد النقوش وإحدى اللوحات الجدارية التى ترجع تاريخيا إلى عام 170 قبل الميلاد، بـ«الكنداكة» شاناد اختو وهى ترتدى الدرع وتحمل الرمح سلاحها فى المعارك. أسباب اختيار الاسم: عن علاقات «كنداكات» الماضى بالاحتفالات فى رمضان الحاضر، تقول جليلة جمال أمين المحامية ورئيسة «جمعية كنداكة للثقافة والتنمية الشاملة»: «نحن كنساء نوبيات مثقفات وقع اختيارنا على هذا المسمى لجمعية المرأة النوبية بالقاهرة. وذلك تقديرا لمكانة المرأة النوبية. كما أردنا باستحضار هذا اللقب، أن نواجه بعض المتغيرات التى بدأت تطرأ على المجتمع النوبى. فلاحظنا، مثلا، أن الزى التقليدى للمرأه النوبية، وهو (الجرجار) بات يتراجع ليحل مكانه بدائل مثل (السارى الهندي). كما أن أكلة (الفتة) أصبح اسمها (كبسة). وفى الأفراح، حلت الآلات الموسيقية الحديثة عوضا عن (دفوف النوبة). وبالطبع هناك التراجع الشديد فى استخدام اللغة النوبية». وتكمل جليلة: «لذلك وفى عام 2015، تم عقد ما سمى «منتدى المرأة النوبية» بمشاركة 50 فتاة وسيدة، ليتم الاتفاق على إنشاء جمعية لحماية تراث المرأة النوبية، وتم اختيار (كنداكة) كمسمى للجمعية. تم تسجيل الجمعية عام 2017 وبات (حى عابدين) القاهرى مركزا لنشاطها، خاصة أن (عابدين) يعتبر مركزا لتجمع الأسر النوبية ومقرا لعشرات الجمعيات الخيرية النوبية». طقوس متوارثة: وعن تفاصيل نشاط الجمعية، تقول رئيستها: «نعمل على أنشطة مختلفة لحفظ تراث النوبة من عادات وتقاليد، مثل إحياء تراث مطبخ النوبة، وتدريب الفتيات على المشغولات التراثية، وغير ذلك من أنشطة. وعضوية الجمعية متاحة للجميع من النساء والرجال، ومن أهل النوبة وغيرهم من عموم المصريين المهتمين». وعن احتفالات الـ«كنداكة» بالشهر الفضيل، تقول جليلة: «يعتبر رمضان فرصة مثالية لتجمع أبناء النوبة وإحياء عادات مجتمعهم، خاصة فيما يتعلق بصنوف الطعام التقليدية والمشروبات المتوارثة وصفتها. وهى فرصة كذلك لتدريب الفتيات والشباب على أسرار هذه الأطباق والمشروبات بغرض حفظها من الضياع». وهنا يتدخل علاء إسحاق، رئيس «النادى الثقافى النوبى» وهو عضو عامل فى «جمعية كنداكة» فيقول: «رمضان يعنى تصدر (الأبريه) لمائدة الإفطار النوبى. فالمشروب نوبى 100% ولقبه بيننا (مشروب الطاقة). يتألف من دقيق الذرة، ويعجن ويخبز على (صاج الدوكة). وسر الصنعة يكمن فى التوابل والإضافات للعجينة. ويضاف له عند تناوله، عصير ليمون وثلج، ويمتاز بالطعم الجميل فهو مريح للمعدة ومغذ. ووفقا لـ «جليلة»، فإن: «الأبريه أقرب إلى (الكورن فليكس) إن لم يكن أرق. ومع بداية شهر (شعبان) تجتمع السيدات بالقرى النوبية لصناعة «الأبريه» الذى يرسل كهدايا ثمينة للنوبيين فى تجمعاتهم بالخارج والبلاد العربية». وتكمل الأستاذة جليلة، فتقول: «تصنع المرأة النوبية الشعرية يدويا وتضيف لها اللبن والسكر، لتعد وجبة أساسية فى سحور أهل النوبة. وتصنع الفطير والرقاق، الذى يضاف له المرق واللحم، أو يضاف له اللبن والسكر. وهى من الأكلات سهلة التحضير والمفضلة فى رمضان». «صينية كسر الصيام» وتتواصل رواية رئيسة «جمعية الكنداكة» عن طقوس رمضان التى تحاول إحياءها فى قلب القاهرة. فتقول: «تعلمنا الطقوس الرمضانية سواء فى النوبة القديمة أو فى مستقر أهل النوبة الجديد. فمع آذان المغرب، كان كل منزل يخرج (صينية) مليئة بالتمر والأبريه والمشروبات الأخرى، مثل (الكركديه) و(التمر هندي). وبعد (كسر الصيام) وأداء صلاة المغرب، تكون العودة إلى تناول الإفطار فى الشارع أمام المنزل مع الجيران أو أى عابر سبيل. أما فى القاهرة، فإن كل جمعية نوبية تنظم إفطارا جماعيا تدعو له أعضاءها. وفى «جمعية كنداكة» نزيد على الإفطار الجماعى بتنظيم ورشة خاصة لتعليم الفتيات الصغيرات أصول عمل خبز النوبة (الكابد) وأسرار استخدام صاج (الدوكة) فى صناعة خبز (السناسن). وطرق عمل الأكلات النوبية الأخرى مثل (الأتر) و(الويكة) و (العصيدة) و(المديدة) بمزيجها الشهير من الحلبة والعسل الأسود». الحاجه خيرية موسى، أمين عام «جمعية الكنداكة» تقول: «كجمعية نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تقاليد وعادات قديمة نتمسك بها. ولذلك خلال ليالى رمضان، ننظم فصولا لتعليم اللغة (النوبية) سواء للفتيات أو لشباب النوبة الموجودين بالقاهرة، بالإضافة إلى تدريبهم على المشغولات التراثية، التى تم توارث أصولها من الجدات. نريد بذلك تحقيق الكمال بصورة المرأة النوبية، فنحن نفخر بأن مجتمع النوبة لا توجد به امرأة أو فتاة واحدة تعانى الأمية».
بوابة الأهرام٢٨-٠٢-٢٠٢٥ترفيهبوابة الأهرامأكلات وعادات.. الـ«كنداكات» يخبزن الـ «كابد».. والعنوان فى «عابدين»لاحتفالات أهل «النوبة» برمضان هذا العام طعم خاص، فستجرى وقائعها بأيدى «جمعية كنداكة للثقافة والتنمية الشاملة». وإذا كانت لفظة «كنداكة» تثير الاستغراب لدى البعض، فذلك لعدم رواج المعرفة بمعناها فى اللغة النوبية، إذا تعنى «الملكة المحاربة». يذكر فى التاريخ القديم، أن لقب «كنداكة» كان يسبق اسم الملكات، وتحديدا فى حضارة «مروى». ومن أشهرهن الـ«كنداكة» أمانى ريتاس، التى قادت الهجوم على أسوان، عندما كانت تابعة للإمبراطورية الرومانية. وتشهد النقوش وإحدى اللوحات الجدارية التى ترجع تاريخيا إلى عام 170 قبل الميلاد، بـ«الكنداكة» شاناد اختو وهى ترتدى الدرع وتحمل الرمح سلاحها فى المعارك. أسباب اختيار الاسم: عن علاقات «كنداكات» الماضى بالاحتفالات فى رمضان الحاضر، تقول جليلة جمال أمين المحامية ورئيسة «جمعية كنداكة للثقافة والتنمية الشاملة»: «نحن كنساء نوبيات مثقفات وقع اختيارنا على هذا المسمى لجمعية المرأة النوبية بالقاهرة. وذلك تقديرا لمكانة المرأة النوبية. كما أردنا باستحضار هذا اللقب، أن نواجه بعض المتغيرات التى بدأت تطرأ على المجتمع النوبى. فلاحظنا، مثلا، أن الزى التقليدى للمرأه النوبية، وهو (الجرجار) بات يتراجع ليحل مكانه بدائل مثل (السارى الهندي). كما أن أكلة (الفتة) أصبح اسمها (كبسة). وفى الأفراح، حلت الآلات الموسيقية الحديثة عوضا عن (دفوف النوبة). وبالطبع هناك التراجع الشديد فى استخدام اللغة النوبية». وتكمل جليلة: «لذلك وفى عام 2015، تم عقد ما سمى «منتدى المرأة النوبية» بمشاركة 50 فتاة وسيدة، ليتم الاتفاق على إنشاء جمعية لحماية تراث المرأة النوبية، وتم اختيار (كنداكة) كمسمى للجمعية. تم تسجيل الجمعية عام 2017 وبات (حى عابدين) القاهرى مركزا لنشاطها، خاصة أن (عابدين) يعتبر مركزا لتجمع الأسر النوبية ومقرا لعشرات الجمعيات الخيرية النوبية». طقوس متوارثة: وعن تفاصيل نشاط الجمعية، تقول رئيستها: «نعمل على أنشطة مختلفة لحفظ تراث النوبة من عادات وتقاليد، مثل إحياء تراث مطبخ النوبة، وتدريب الفتيات على المشغولات التراثية، وغير ذلك من أنشطة. وعضوية الجمعية متاحة للجميع من النساء والرجال، ومن أهل النوبة وغيرهم من عموم المصريين المهتمين». وعن احتفالات الـ«كنداكة» بالشهر الفضيل، تقول جليلة: «يعتبر رمضان فرصة مثالية لتجمع أبناء النوبة وإحياء عادات مجتمعهم، خاصة فيما يتعلق بصنوف الطعام التقليدية والمشروبات المتوارثة وصفتها. وهى فرصة كذلك لتدريب الفتيات والشباب على أسرار هذه الأطباق والمشروبات بغرض حفظها من الضياع». وهنا يتدخل علاء إسحاق، رئيس «النادى الثقافى النوبى» وهو عضو عامل فى «جمعية كنداكة» فيقول: «رمضان يعنى تصدر (الأبريه) لمائدة الإفطار النوبى. فالمشروب نوبى 100% ولقبه بيننا (مشروب الطاقة). يتألف من دقيق الذرة، ويعجن ويخبز على (صاج الدوكة). وسر الصنعة يكمن فى التوابل والإضافات للعجينة. ويضاف له عند تناوله، عصير ليمون وثلج، ويمتاز بالطعم الجميل فهو مريح للمعدة ومغذ. ووفقا لـ «جليلة»، فإن: «الأبريه أقرب إلى (الكورن فليكس) إن لم يكن أرق. ومع بداية شهر (شعبان) تجتمع السيدات بالقرى النوبية لصناعة «الأبريه» الذى يرسل كهدايا ثمينة للنوبيين فى تجمعاتهم بالخارج والبلاد العربية». وتكمل الأستاذة جليلة، فتقول: «تصنع المرأة النوبية الشعرية يدويا وتضيف لها اللبن والسكر، لتعد وجبة أساسية فى سحور أهل النوبة. وتصنع الفطير والرقاق، الذى يضاف له المرق واللحم، أو يضاف له اللبن والسكر. وهى من الأكلات سهلة التحضير والمفضلة فى رمضان». «صينية كسر الصيام» وتتواصل رواية رئيسة «جمعية الكنداكة» عن طقوس رمضان التى تحاول إحياءها فى قلب القاهرة. فتقول: «تعلمنا الطقوس الرمضانية سواء فى النوبة القديمة أو فى مستقر أهل النوبة الجديد. فمع آذان المغرب، كان كل منزل يخرج (صينية) مليئة بالتمر والأبريه والمشروبات الأخرى، مثل (الكركديه) و(التمر هندي). وبعد (كسر الصيام) وأداء صلاة المغرب، تكون العودة إلى تناول الإفطار فى الشارع أمام المنزل مع الجيران أو أى عابر سبيل. أما فى القاهرة، فإن كل جمعية نوبية تنظم إفطارا جماعيا تدعو له أعضاءها. وفى «جمعية كنداكة» نزيد على الإفطار الجماعى بتنظيم ورشة خاصة لتعليم الفتيات الصغيرات أصول عمل خبز النوبة (الكابد) وأسرار استخدام صاج (الدوكة) فى صناعة خبز (السناسن). وطرق عمل الأكلات النوبية الأخرى مثل (الأتر) و(الويكة) و (العصيدة) و(المديدة) بمزيجها الشهير من الحلبة والعسل الأسود». الحاجه خيرية موسى، أمين عام «جمعية الكنداكة» تقول: «كجمعية نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تقاليد وعادات قديمة نتمسك بها. ولذلك خلال ليالى رمضان، ننظم فصولا لتعليم اللغة (النوبية) سواء للفتيات أو لشباب النوبة الموجودين بالقاهرة، بالإضافة إلى تدريبهم على المشغولات التراثية، التى تم توارث أصولها من الجدات. نريد بذلك تحقيق الكمال بصورة المرأة النوبية، فنحن نفخر بأن مجتمع النوبة لا توجد به امرأة أو فتاة واحدة تعانى الأمية».