أحدث الأخبار مع #أمعبدالله،


الإمارات اليوم
٠١-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- الإمارات اليوم
مشاهد مرعبة تتسلل إلى عقول الأطفال عبر يوتيوب.. واضطرابات نفسية تهدد براءتهم
أصبح "يوتيوب" نافذة مفتوحة أمام الأطفال، متاحًا بين أيديهم عبر الهواتف والتلفاز والألواح الذكية، لكنها لم تعد مجرد منصة ترفيهية، بل ساحة تتسلل إليها مشاهد مرعبة، مثل وجوه تخرج من المراحيض عبر مشاهد من ألعاب إلكترونية ووحوش تختبئ أسفل الأسرة، وأخرى تظهر الآباء والأمهات في صور مفزعة، حيث تتحول الأم الحنونة فجأة إلى وحش يلتهم أبناءها، أو يظهر الأب بأنه يتودد لأبنائهم ثم يبدأ بقتلهم من خلال مشاهد صنعت عبر الذكاء الاصطناعي. وأضحت هذه المقاطع تنتشر عبر خوارزميات موجهة تستهدف الأطفال، مما يجعلها تجذب انتباههم بمشاهد ضارة تترك آثارًا نفسية عميقة ،و تؤثر على مشاعرهم وسلوكياتهم اليومية، حيث تتراكم في أذهانهم بحكم طبيعتهم البصرية، مسببة اضطرابات مثل التبول اللاإرادي، التشتت الذهني، والقلق المستمر، حتى أثناء النوم. واستحدثت دولة الامارات ميثاقاً يعنى بجودة الحياة الرقمية للأطفال، على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات في دبي، تماشياً مع عام المجتمع، لتعزيز حماية الأطفال خاصة عقب ما أظهرت البيانات أن 33% منهم تعرضوا للتنمر الإلكتروني في العام 2019. ويعزز الميثاق الأول من نوعه في المنطقة الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لضمان بيئة رقمية آمنة ومتوازنة للأطفال والأسر، ويرسخ أسس التعاون المشترك في تطوير سياسات ومبادرات تعزز جودة الحياة الرقمية. ويدعم الميثاق سلامة الأطفال على الإنترنت وتوفير بيئة رقمية آمنة وملائمة لهم، والحد من تعرض الأطفال للمحتوى الضار، وضمان احترام وحماية حقوق الأطفال في البيئة الرقمية، بتعزيز التعاون بين مختلف الشركاء، وكذلك التركيز على الأمن السيبراني، وحماية الأطفال من التنمر الإلكتروني. فيما أفاد تربويون لـ"الإمارات اليوم" أن مشاهد يوتيوب المرعبة، التي تضهر للأطفال عبر خوارزميات مخصصة،ولا تقتصر على إثارة الفزع فحسب، بل تترك آثارًا نفسية عميقة تؤثر على سلوكهم، مسببة اضطرابات واضحة لدى الطفل، مؤكدين ضرورة تعزيز الرقابة وفرض حماية مشددة على المحتوى الموجه للأطفال لضمان سلامتهم النفسية. وتفصيلاً ذكرت مريم محمد الحمادي، والدة لطفلة عمرها 8 سنوات، إنها بدأت تلاحظ تغيرات غير عادية في سلوك ابنتها، خاصة فيما يتعلق بنومها ، موضحة أن ابنتها كانت دائمًا تستمتع بمشاهدة مقاطع الفيديو على منصة "يوتيوب"، إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأ يظهر عليها خوف مفاجئ وغير مبرر عند حلول وقت النوم. وأوضحت"عندما سألت ابنتي مرارًا عن السبب، أخبرتني بأنها تشعر بأن شخصًا يراقبها باستمرار، وأنه يختبئ في أسفل سريرها " مشيرة إلى أن سلوك ابنتها دفعها للقلق خاصة وأنها لم تكن تعاني من هذه المخاوف سابقًا وبعد البحث في قائمة المشاهد التي كانت تشاهدها ابنتي اكتشفت انها تعرضت لمقاطع مرعبة على "يوتيوب"، تحتوي على مشاهد مخيفة لأشخاص يخرجون فجأة من أسفل الأسرة، ما جعل الطفلة تتخيل وجود شخص غير مرئي يراقبها أثناء نومها. من جهتها، أكدت أم عبدالله، والدة الطفل حسن (9 سنوات)، أنها لاحظت في الآونة الأخيرة تغيرًا ملحوظًا في سلوك ابنها، خاصة فيما يتعلق بالذهاب إلى الحمام، إذ لم يكن يعاني من أي مشكلة من قبل ، وقال "في الفترة الأخيرة، أصبح حسن يرفض الذهاب إلى الحمام بمفرده، ويشعر بخوف شديد، كما كان يعبر عن خجله وقلقه من هذا الطلب اذ يهمس لي في اذني خوفاً من أن يسمعه اقرانه فيعيرونه بها". وأشارت إلى أنها بعد التحدث مع ابنها وفهم سبب هذا التغير، اكتشفت أنه تعرض لمحتوى مرعب على يوتيوب، اذ كان يظهر فيه رؤوس مرعبة تخرج فجأة من المراحيض، وهو ما أثر بشكل كبير على نفسيته وأدى إلى تزايد خوفه من الحمام ، منوهاً أنها استنتجت بأن ابنها يعتقد أن ما شاهده قد يحدث له، ولذلك بدأ يتهرب من الذهاب إلى الحمام ويشعر بالارتباك عند الاقتراب منه". إلى ذلك قالت رئيس قسم الدراسات والبحوث في جمعية الإمارات لحماية الطفل، بدرية الظنحاني، أن " اليوتيوب يعرض مشاهد مرعبة تظهر الآباء والأمهات في صور الوحوش التي لا تأتمن ، الأمر الذي يهز عاطفة الأطفال ويشوه مفاهيم الأمان والحب لديهم ، اذ تتمثل هذه المشاهد المعدة عبر الذكاء الاصطناعي في الأب القاتل والأم التي تتحول فجأة إلى وحش مرعب تلتهم أطفالها بعد أن كانت تطعمهم وتهتم بهم ، وهذه المشاهد في الحقيقة تتسلل بذكاء إلى عقول الأطفال عبر خوارزميات موجهة، ما يجعلهم غير قادرين على التمييز بين الخيال والواقع. وقالت " أثر هذه المشاهد يتجلى في اضطرابات عديدة، منها التبول اللاإرادي، التردد في إظهار المشاعر، وزيادة العدوانية، بالإضافة إلى تراجع القدرة على التركيز في المدرسة، ونتيجة الجلوس لساعات طويلة امام التفاز أو اللوح الذكي فإن الأطفال يتعرضون لتحفيز بصري مستمر، ما يجعلهم يفكرون في تلك المشاهد بشكل مكثف، ما يؤثر على سلامتهم النفسية والجسدية متمثلة في فرط الحركة وكثرة الكلام ، فضلاً عن وجود مشاعر القلق المستمرة والتشتت الذي يعانون منه، مما يجعلهم يتجهون لتفريغ مشاعرهم بطريقة غير صحية، مثل إظهار العدوانية تجاه الآخرين أو الانسحاب العاطفي. وبدلاً من الانغماس في عالم الشاشات، نصحت بتوجيه الأطفال إلى الأنشطة البدنية والفكرية التي تسهم في تنمية مهاراتهم الاجتماعية والذهنية ، مؤكدة أن قضاء الوقت في أنشطة رياضية أو يدوية مع العائلة بديلاً مثاليًا للجلوس أمام شاشات التلفاز أو الهواتف الذكية، حيث يعزز تواصلهم الاجتماعي ويساهم في تطوير شخصياتهم. وفي السياق ذاته أكد نائب لجنة الدراسات والبحوث في جمعية الإمارات لحماية الطفل، الدكتور حمد البقيشي، أن المقاطع المرعبة ليست عشوائية بل يتم توجيهها عبر خوارزميات تستهدف الأطفال بشكل دقيق، لذا وجب التدخل سواء من السلطات المختصة أو الشركات المالكة لتلك المنصات ، مطالباً بضرورة تعزيز أدوات المراقبة والتصفية للمحتوى الموجه للأطفال بشكل أكبر، وتطبيق إجراءات حماية أقوى لضمان سلامة الأطفال النفسية. ونوه أن تعزيز الوعي المجتمعي في طبيعة المشاهد التي تظهر للاطفال له دور كبير في حماية الأطفال، حيث يجب على أولياء الأمور أن يكونوا على دراية كاملة بالمخاطر التي قد يتعرض لها أطفالهم أثناء استخدام الإنترنت ، مشيراً إلى أن رغم ما يقدمه الإنترنت من فوائد، إلا أن المخاطر المرتبطة به لا يمكن تجاهلها، ما يستدعي ضرورة مراقبة سلوك الأطفال على الإنترنت وتفعيل إعدادات الأمان المناسبة. من جهة أخرى أكدت المستشارة التربوية النفسية في لجنة المستشارين الأسريين بجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، حنين الحجار، أن تأثير المشاهد المرعبة التي يتعرض لها الأطفال عبر الإنترنت يمتد إلى مجالات عدة في حياتهم اليومية، لا سيما في أداء الواجبات المدرسية والتفاعل الاجتماعي. وترى الحجار أن الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأطفال بسبب هذه المشاهد تؤثر أيضًا على سلوكهم الاجتماعي، حيث يتراجع تفاعلهم مع زملائهم في المدرسة، ويتجنبون المشاركة في الأنشطة الجماعية ، لافتة إلى أن الأثر النفسي قد يصل إلى درجات أكبر من القلق والخوف، مما يجعل بعض الأطفال غير قادرين على أداء الأنشطة اليومية البسيطة، مثل الذهاب إلى دورة المياه بمفردهم في المنزل أو أثناء وجودهم في المدرسة، وهو ما يعكس حجم التأثير السلبي على حياتهم اليومية ، مؤكدة أن الرقابة الأبوية تشكل عاملاً مهماً في الحفاظ على الصحة النفسية للأطفال.


الإمارات اليوم
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- الإمارات اليوم
«أم عبدالله» تقدم وجبات الإفطار بنكهة العطاء
منذ سبع سنوات، تكرس (أم عبدالله)، من إمارة الفجيرة ومنطقة مربح تحديداً، جهودها، لخدمة الصائمين خلال شهر رمضان المبارك، عبر مبادرة «إفطار صائم» التي ينظمها مركز «غرس» لمشاريع الأسر المنتجة، التابع لجمعية الفجيرة الخيرية. وتسهم المبادرة في توفير وجبات إفطار لمئات الصائمين، لاسيما من العمالة المقيمة. وفي حديثها مع «الإمارات اليوم» قالت (أم عبدالله): «عندما بدأت المشاركة في المشروع، كان لديّ عدد محدد من الوجبات التي أكلف بها، لكن العدد استمر في الارتفاع عاماً بعد آخر، ما يؤكد اتساع المبادرة، ويشي بأهمية دورها في تلبية احتياجات الصائمين». وتابعت: «أشكر الجمعية على إتاحة الفرصة لي للمشاركة، فقد شعرت بأنني جزء من فريق يسوده روح العطاء والعمل الإنساني». وذكرت أنها تعد الوجبات للصائمين كأنها لأفراد أسرتها، مشيرة إلى حرصها على اختيار المكونات بعناية، وطهوها بمحبة وإتقان. وأكدت أن كل طبق يحمل في طياته نكهة العطاء ذاتها. وتشعر (أم عبدالله) بالرضا عندما تعلم أن وجبة أعدتها بيدها ستكون سبباً في إسعاد شخص صائم، و«هذا ما يجعل التجربة أكثر من مجرد عمل تطوعي، بل رسالة إنسانية نابعة من القلب». وأشارت إلى أن المشروع عزز قيم الإيثار والعمل التطوعي لدى المشاركين، حيث أصبح جزءاً من حياتهم اليومية، مؤكدة أن الأسر المنتجة استفادت منه في غرس حب العطاء والمساعدة في نفوس أبنائها. وعن الاشتراطات التي تضعها الجمعية الخيرية للمشاركين في إعداد وجبات «إفطار صائم» من الأسر المنتجة، قالت: «في البداية، التزمنا بتعليمات صحية صارمة للحفاظ على سلامة الصائمين، فيما سُمح بمزيد من التنوع في الوجبات، ما أتاح لنا حرية الإبداع في إعداد أطباق مثل المكبوس والبرياني والمندي، إضافة إلى توفير صلصات وحشوات متعددة. وهذا التنوع منحنا الفرصة لتطوير مهاراتنا في الطهي، وتقديم وجبات صحية تلبي احتياجات الصائمين من مختلف الجنسيات». وأشادت (أم عبدالله) بدور المبادرات الخيرية في دعم الأسر المنتجة قائلة، إن «التعاون القائم بين مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وجمعية الفجيرة الخيرية، لدعم الأسر المنتجة، كان له أثر كبير فيّ وفي أسرتي»، مشيرة إلى أنه يعكس إرث المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في نشر الخير والعطاء. وقالت (أم عبدالله): «زايد حيّ في قلوبنا، وروحه لاتزال تفيض بالخير، وهذا الدعم يثبت أن إرثه الإنساني مستمر». كما أكدت أن المبادرات الخيرية لا تقتصر على توفير المساعدات، بل تسهم أيضاً في تمكين الأسر المنتجة، حيث توفر لها مصدراً ثابتاً للدخل وتساعدها على تحقيق الاستقلالية المالية، موضحة أن «المشروع ساعدنا على تعزيز وعينا التجاري، وعلمنا كيفية التخطيط وتحسين جودة الأطعمة المقدمة، كما جعلنا نرى العطاء من زاوية جديدة، فالمبادرات الإنسانية هي استثمار في الإنسان والمجتمع». وتابعت أن مشاركتها في هذه المبادرة لم تؤثر في حياتها فحسب، بل تركت أثراً إيجابياً في أبنائها، حيث كبروا على حب العطاء والإسهام في الأعمال الخيرية. كما أن أحفادها أصبحوا يبادرون إلى المساعدة حين يرونها تعد وجبات الإفطار للصائمين، فيتولون وضع التمر واللبن والفواكه في الأكياس، أو يرتبون الصحون الذاهبة للخيم الرمضانية، لافتة إلى أن غرس هذه القيم فيهم منذ الصغر يجعلها تشعر بالفخر، «لأنهم سيتعلمون أن الخير أسلوب حياة». وأكدت (أم عبدالله) استمرارها في هذه المبادرة النبيلة، معربة عن أملها أن يستمر المشروع في دعم الأسر المنتجة والمحتاجين على حد سواء، ونشر قيم العطاء في المجتمع، «مادام هناك من يحتاج إلى وجبة إفطار دافئة ومعدة بحب، فسنبقى هنا، نطهو ونعطي من قلوبنا، لأن العطاء لا يتوقف عند حد».