أحدث الأخبار مع #أميرةالحسن


الأسبوع
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- الأسبوع
عقول على الهامش بين نور «اقرأ» وسلطة الخوارزميات
أميرة الحسن بقلم - أميرة الحسن الفكر هو الشعلة التي تُنير درب الإنسان، وبالعقل تُبنى الأمم وتُرسى حضارات، فحين يعمل العقل يولد الفهم، قال الله تعالى في كتابه «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق» لقد بدأ الوحي بكلمة تُحرك الفكر، وتستنهض العقل، وتفتح باب العلم والتأمل. لم يكن أول أمر إلهي موجهاً للبشرية نحو عبادات أو شعائر، بل كان نحو القراءة، لأنها مفتاح الفهم وجوهر الوعي، والعقل هو لبّ الإنسان وسر تميزه. لكن، ماذا لو توقفنا عن القراءة؟ عن السؤال؟ عن التفكير؟ ماذا لو أصبحت التكنولوجيا تُفكر بدلاً منا وتقرر عنا وتُنجز المهام بالنيابة عن عقولنا؟ هل يبقى للإنسان حينها دور؟ أم يتحول إلى مجرد كائن تابع في عالم تصنعه الآلات؟ في زمنٍ ليس ببعيد، كان العقل هو القائد الأول، والسيد الأعلى في تفاصيل حياتنا. كنا نحل المسائل بأطراف أصابعنا، نحفظ أرقام الهواتف كما نحفظ دعاءً تردده قلوبنا قبل ألسنتنا، ونحمل في ذاكرتنا صوراً دقيقة من الحياة، لا تحفظها أي سحابة رقمية. كنا نكتب بخط أيدينا، نخربش على هوامش دفاتر المدرسة، نحفظ الدروس جميعها وكأنها جزء من ذواتنا. لم نكن نملك خياراً غير استخدام عقولنا، ففعل التفكير كان طبيعياً، يومياً، غريزياً. علاوة على ذلك، يزداد القلق بشأن كيفية تأثير هذه التغييرات على التعليم. فبدلاً من الفهم العميق للمواد الدراسية، يلجأ الطلاب الى أساليب التعلم السطحية، مما يؤدي إلى عدم الوعي والفهم الحقيقي. وبذلك، يخرج الجيل الجديد دون القدرة على التفكير النقدي أو تطبيق ما تعلموه في الحياة الواقعية. هذه الظاهرة تثير القلق على مستقبلهم ومهاراتهم في العمل وتفاعلهم مع الحياة اليومية. اليوم، نرى كيف يُسلب العقل تدريجياً من الإنسان، وكيف تحل الآلة محل الفكر، نحن الان في زمن تديره خوارزميات وتُغذيه ذاكرة اصطناعية، بينما العقل البشري… يذبل في الظل. وإن استمر هذا الانحدار، فإن عقولنا، التي كانت يوماً أداة الإدراك والتمييز، ستتحول إلى عضو معطل، سيأتي يوماً نصحو فيه على واقعٍ باهت، لا نعرف فيه كيف نكتب فكرة، أو نحفظ رقماً، أو نحل مسألة بسيطة دون وساطة آلة. سيصبح العقل، الذي كان منبع الإبداع، مجرد عضو كسول بلا وظيفة، سيفقد وظيفته شيئاً فشيئاً حتى يصبح مجرد هيكلاً خامداً يسكن الجمجمة. سيتسلل النسيان إلى أذهاننا كما تسلل الغبار إلى الكتب المهجورة، وسيأكل الزهايمر ما تبقى منها، لا بفعل الشيخوخة، بل بفعل الإهمال والانفصال التام عن وظيفة التفكير. فالذاكرة التي لا تُستخدم تضمحل، والعقل الذي لا يُفكر يموت. ختاماً، إننا لا نخشى التكنولوجيا، بل نخشى خمول العقل في ظلها، وان يفقد الإنسان من داخله إرادته أن يبقى إنساناً لا تابعاً. نخشى أن نصبح أجساداً تتحرك بذكاء خارجي، دون روح وفكر، دون نبض ووعي، دون قدرة على الرفض أو الحلم أو السؤال. فإن لم نستعد عقولنا اليوم، فقد نستيقظ غداً على جيل لا يدرك أنه فقد أثمن ما يملكه ذاته المفكرة.


الرأي
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- الرأي
السفير سويكا: الجالية الهندية ملتزمة بالمسؤولية البيئية لبناء مستقبل أكثر اخضراراً
- أميرة الحسن: الهدف زراعة نحو 350 شجيرة من نبات الرثم والكحيل والأكاسيا رغم حرارة الجو المبكرة وغبار الصباح في يوم عطلة، لبّى العشرات، أمس، الدعوة التي أطلقتها سفارة جمهورية الهند بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «موئل»، إلى محمية الشيخ صباح الأحمد الطبيعية للمشاركة في فعالية «نزرع من أجل الأم»، تأكيداً على رمزية الأم التي لا تعرف حدوداً زمنية أو مناخية. عنوان الفعالية استفز المشاعر ودفع المشاركين، كباراً وصغاراً، إلى تحمّل الطقس، حاملين معهم أسماء أمهاتهم على غرسات، يغرسونها في الأرض، كأنهم يزرعون الامتنان في قلب الطبيعة. وعلى هامش الفعالية التي حضرها محافظ الجهراء حمد الحبشي، وعدد من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى البلاد، وحشد كبير من أبناء الجالية الهندية، أكّد سفير الهند لدى البلاد أدارش سويكا، التزام الجالية الهندية المستمر بالمسؤولية البيئية، من خلال العمل جنباً إلى جنب مع الشركاء الكويتيين لبناء مستقبل أكثر اخضراراً واستدامة للأجيال القادمة. وأوضح أن الفعالية تهدف إلى رفع مستوى الوعي البيئي وتسليط الضوء على أهمية التشجير، إضافة إلى غرس الأشجار تكريماً للأمهات، مبيناً أن هذه المبادرة تأتي ضمن حملة عالمية أطلقها دولة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، لمناسبة يوم البيئة العالمي، والتي تهدف إلى زراعة 1.4 مليار شتلة حول العالم لمواجهة التحديات المناخية، وحماية التنوع البيولوجي، وتعزيز المحافظة على البيئة. 350 شجرة بدورها، قالت رئيسة بعثة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «موئل» في الكويت الدكتورة أميرة الحسن، إن هذه المبادرة تهدف إلى زراعة نحو 350 شجيرة وشجرة، موضحة أنه تم اختيار مجموعة متميزة من الأشجار المحلية، من بينها الرثم الكويتي، وهو من النباتات البرية المحلية في الكويت، والكحيل المعروف بقدرته على التكيف في البيئات الصحراوية، والأكاسيا التي تُقدّر لقدرتها على تحسين جودة التربة وتوفير الظل. وأكّدت أن «هذه المبادرة تأتي تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية لدولة الكويت لمكافحة التصحر، وتوسيع الرقعة الخضراء، والانتقال نحو الحياد الكربوني، بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة - أجندة 2030». وأشارت إلى أن مشاركة البعثات الدبلوماسية في الفعالية تُعد لفتة رمزية للتضامن ودليلاً على المسؤولية العالمية المشتركة في مواجهة التغير المناخي، لاسيما في ظل ما تشهده الكويت من ارتفاع درجات الحرارة، وطول فترات الجفاف، وتراجع معدلات هطول الأمطار. وأوضحت «أن زيادة المساحات الخضراء لا تعمل فقط على تحسين جودة الهواء والرطوبة، بل تسهم أيضاً في تعزيز تكوّن السحب - وهي حقيقة علمية مدعومة لم تحظَ بعد بالاهتمام الكافي من قبل عامة الناس.» ولفتت إلى أن هذه الحملة هي النسخة السابعة من حملة «الكويت تزرع» والتي انطلقت في العام 2019 «ونشجّع من خلالها الجهات الرسمية والسفارات والمتطوّعين على الزراعة وتخضير الأماكن العامة والمفتوحة».