أحدث الأخبار مع #أمينالريحاني


المغرب اليوم
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- المغرب اليوم
رمضان «نمبر ون» والفن «نمبر كم»؟
هل لدى النجم الجماهيري، أو النجمة، في الرياضة أو الفن، هامش من الحرية في مظهره وكلامه وعمله ليس متاحاً للعاديين من الناس؟ نعني بـ«العادية» هنا عدم وجود قاعدة جماهيرية لهذا الإنسان أو ذاك؟ هناك جدل دائم في عالمنا العربي، والإسلامي بخاصة، وهو موجود في مجتمعات أخرى بدرجات متفاوتة، حول جدوى الفن وقيمة الفن. في مصر، قديماً، ومع بداية التأثر بالفنون الغربية، كانت وظيفة الممثل والمطرب، أو «المشخصاتي» و«المغنواتي» مرذولة، ولا يفعلها أبناء الذوات، وبناتهم طبعاً. بل في غير مصر، يذكر أمين الريحاني في رسائله التي نشرها أخوه ألبرت في وقت مبكر، نجد رسالة من أمين، وهو فتى في نيويورك، لوالده في لبنان، يخبره بأنه امتهن التشخيص «التمثيل المسرحي»، وأن هذه المهنة هي «ضحك على الناس»، والرسالة مكتوبة قبل بداية القرن العشرين ببضع سنوات! لكن هذه الصورة تغيرت لاحقاً مع تبني الدولة المصرية للفنون في العهد الملكي، والحديث يطول هنا. هل يعني ذلك زوال كل الرواسب القديمة التي تزدري الفن وأهله؟ لا ندري تماماً، لكن قبل أيام وإلى الآن، هناك جدل كبير داخل مصر وخارجها حول ظهور الفنان المصري، ونجم «الاستعراض» أيضاً محمد رمضان، الذي يلقب نفسه بـ«نمبر ون». سبب ذلك استعراض فني شارك فيه النجم المصري في مهرجان «كوتشيلا فالي» 2025، في ولاية كاليفورنيا الأميركية. الجدل اندلع بسبب لباسه الذي ظهر به رمضان على المسرح الأميركي؛ من اعترض قال إنه لبس غريب مرفوض... بينما قال نجم التمثيل والاستعراض المصري إنه مستوحى من لباس فرعوني، وفق ما تداولت وسائل إعلام مصرية. ملابس رمضان من صنع مصممة الأزياء الشابة المصرية، فريدة تمرازا. صحيفة «اليوم السابع» المصرية نقلت عن مستشار اتحاد النقابات الفنية سيد محمود، قوله إنه لن تتخذ إجراءات عاجلة بشأن رمضان «إلا بعد التحقق من كل ما حدث في الحفل، بالفيديوهات والصور، وأن تكون هناك شكوى رسمية ضده». من طرفها ردّت صفحة مصممة الأزياء باللغة الإنجليزية، بالقول إن تمرازا اسم معروف بالريادة، وإن لباس رمضان هو ابتكار فريد مصنوع يدوياً، ومستوحى من رموز الحضارة المصرية القديمة ومفتاح الحياة (عنخ). هناك من دعا لمحاكمة الرجل وشطبه، وهناك من لديه طلبات أكثر، لكن هل هناك «قانون» واضح يمنع فنان مصري لديه عضوية سارية من المشاركة في استعراض فني أو فيلم أو مسرحية أو مسلسل خارج مصر، إلا وفق شروط محددة واضحة لا غموض فيها مكونة بلغة قانونية: واحد اثنين ثلاثة... الخ؟ لست مدافعاً عن محمد رمضان ولست من متابعيه، وهذا لا يضره بشيء، فلديه جمهور ضخم، لكن أتكلم عن الحالة «الكونسبت» كما يقولون.


العرب اليوم
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- العرب اليوم
رمضان «نمبر ون» والفن «نمبر كم»؟
هل لدى النجم الجماهيري، أو النجمة، في الرياضة أو الفن، هامش من الحرية في مظهره وكلامه وعمله ليس متاحاً للعاديين من الناس؟ نعني بـ«العادية» هنا عدم وجود قاعدة جماهيرية لهذا الإنسان أو ذاك؟ هناك جدل دائم في عالمنا العربي، والإسلامي بخاصة، وهو موجود في مجتمعات أخرى بدرجات متفاوتة، حول جدوى الفن وقيمة الفن. في مصر، قديماً، ومع بداية التأثر بالفنون الغربية، كانت وظيفة الممثل والمطرب، أو «المشخصاتي» و«المغنواتي» مرذولة، ولا يفعلها أبناء الذوات، وبناتهم طبعاً. بل في غير مصر، يذكر أمين الريحاني في رسائله التي نشرها أخوه ألبرت في وقت مبكر، نجد رسالة من أمين، وهو فتى في نيويورك، لوالده في لبنان، يخبره بأنه امتهن التشخيص «التمثيل المسرحي»، وأن هذه المهنة هي «ضحك على الناس»، والرسالة مكتوبة قبل بداية القرن العشرين ببضع سنوات! لكن هذه الصورة تغيرت لاحقاً مع تبني الدولة المصرية للفنون في العهد الملكي، والحديث يطول هنا. هل يعني ذلك زوال كل الرواسب القديمة التي تزدري الفن وأهله؟ لا ندري تماماً، لكن قبل أيام وإلى الآن، هناك جدل كبير داخل مصر وخارجها حول ظهور الفنان المصري، ونجم «الاستعراض» أيضاً محمد رمضان، الذي يلقب نفسه بـ«نمبر ون». سبب ذلك استعراض فني شارك فيه النجم المصري في مهرجان «كوتشيلا فالي» 2025، في ولاية كاليفورنيا الأميركية. الجدل اندلع بسبب لباسه الذي ظهر به رمضان على المسرح الأميركي؛ من اعترض قال إنه لبس غريب مرفوض... بينما قال نجم التمثيل والاستعراض المصري إنه مستوحى من لباس فرعوني، وفق ما تداولت وسائل إعلام مصرية. ملابس رمضان من صنع مصممة الأزياء الشابة المصرية، فريدة تمرازا. صحيفة «اليوم السابع» المصرية نقلت عن مستشار اتحاد النقابات الفنية سيد محمود، قوله إنه لن تتخذ إجراءات عاجلة بشأن رمضان «إلا بعد التحقق من كل ما حدث في الحفل، بالفيديوهات والصور، وأن تكون هناك شكوى رسمية ضده». من طرفها ردّت صفحة مصممة الأزياء باللغة الإنجليزية، بالقول إن تمرازا اسم معروف بالريادة، وإن لباس رمضان هو ابتكار فريد مصنوع يدوياً، ومستوحى من رموز الحضارة المصرية القديمة ومفتاح الحياة (عنخ). هناك من دعا لمحاكمة الرجل وشطبه، وهناك من لديه طلبات أكثر، لكن هل هناك «قانون» واضح يمنع فنان مصري لديه عضوية سارية من المشاركة في استعراض فني أو فيلم أو مسرحية أو مسلسل خارج مصر، إلا وفق شروط محددة واضحة لا غموض فيها مكونة بلغة قانونية: واحد اثنين ثلاثة... الخ؟ لست مدافعاً عن محمد رمضان ولست من متابعيه، وهذا لا يضره بشيء، فلديه جمهور ضخم، لكن أتكلم عن الحالة «الكونسبت» كما يقولون.


الشرق الأوسط
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
رمضان «نمبر ون» والفن «نمبر كم»؟
هل لدى النجم الجماهيري، أو النجمة، في الرياضة أو الفن، هامش من الحرية في مظهره وكلامه وعمله ليس متاحاً للعاديين من الناس؟ نعني بـ«العادية» هنا عدم وجود قاعدة جماهيرية لهذا الإنسان أو ذاك؟ هناك جدل دائم في عالمنا العربي، والإسلامي بخاصة، وهو موجود في مجتمعات أخرى بدرجات متفاوتة، حول جدوى الفن وقيمة الفن. في مصر، قديماً، ومع بداية التأثر بالفنون الغربية، كانت وظيفة الممثل والمطرب، أو «المشخصاتي» و«المغنواتي» مرذولة، ولا يفعلها أبناء الذوات، وبناتهم طبعاً. بل في غير مصر، يذكر أمين الريحاني في رسائله التي نشرها أخوه ألبرت في وقت مبكر، نجد رسالة من أمين، وهو فتى في نيويورك، لوالده في لبنان، يخبره بأنه امتهن التشخيص «التمثيل المسرحي»، وأن هذه المهنة هي «ضحك على الناس»، والرسالة مكتوبة قبل بداية القرن العشرين ببضع سنوات! لكن هذه الصورة تغيرت لاحقاً مع تبني الدولة المصرية للفنون في العهد الملكي، والحديث يطول هنا. هل يعني ذلك زوال كل الرواسب القديمة التي تزدري الفن وأهله؟ لا ندري تماماً، لكن قبل أيام وإلى الآن، هناك جدل كبير داخل مصر وخارجها حول ظهور الفنان المصري، ونجم «الاستعراض» أيضاً محمد رمضان، الذي يلقب نفسه بـ«نمبر ون». سبب ذلك استعراض فني شارك فيه النجم المصري في مهرجان «كوتشيلا فالي» 2025، في ولاية كاليفورنيا الأميركية. الجدل اندلع بسبب لباسه الذي ظهر به رمضان على المسرح الأميركي؛ من اعترض قال إنه لبس غريب مرفوض... بينما قال نجم التمثيل والاستعراض المصري إنه مستوحى من لباس فرعوني، وفق ما تداولت وسائل إعلام مصرية. ملابس رمضان من صنع مصممة الأزياء الشابة المصرية، فريدة تمرازا. صحيفة «اليوم السابع» المصرية نقلت عن مستشار اتحاد النقابات الفنية سيد محمود، قوله إنه لن تتخذ إجراءات عاجلة بشأن رمضان «إلا بعد التحقق من كل ما حدث في الحفل، بالفيديوهات والصور، وأن تكون هناك شكوى رسمية ضده». من طرفها ردّت صفحة مصممة الأزياء باللغة الإنجليزية، بالقول إن تمرازا اسم معروف بالريادة، وإن لباس رمضان هو ابتكار فريد مصنوع يدوياً، ومستوحى من رموز الحضارة المصرية القديمة ومفتاح الحياة (عنخ). هناك من دعا لمحاكمة الرجل وشطبه، وهناك من لديه طلبات أكثر، لكن هل هناك «قانون» واضح يمنع فنان مصري لديه عضوية سارية من المشاركة في استعراض فني أو فيلم أو مسرحية أو مسلسل خارج مصر، إلا وفق شروط محددة واضحة لا غموض فيها مكونة بلغة قانونية: واحد اثنين ثلاثة... الخ؟ لست مدافعاً عن محمد رمضان ولست من متابعيه، وهذا لا يضره بشيء، فلديه جمهور ضخم، لكن أتكلم عن الحالة «الكونسبت» كما يقولون. هذا يرجعنا لقصة أكبر ومسألة أعمق، هل لدينا وجدان وضمير عام متصالح تماماً مع الفن والفنان؟!

المدن
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- المدن
شوربة بصل في "الهورس شو"
منذ توظيفه في شركة American Underwriters الكائنة في مبنى عريضة في شارع الحمرا، شعر متري أنّ جزءًا كبيرًا من أحلامه تحقّق وتبدّل مزاجه كمراهق بدأ يكتشف لذّة التَّدْخِين. وباتَ كل يوم في منطقة رأس بيروت ويتأخر في العودة إلى غرفته في الجبل الصغير، يتنقّل بين مقهى "هورس شو" وشارع بلس، ومرات ينزل إلى أسواق بيروت يتجوّل، وصولًا إلى الزيتونة ومقبرة السنطية ومقهى الحاج داوود ومقهى البحرين. كان متري بعيدًا من أسرته في الضّيعَة الْمَنْسِيَّة، وأصبح قادرًا على احتساء القهوة في الشارع العريق من دون منّة أبيه وعطفه الْقَاسِي أو اِضْطِرَاب أمّه النفسيّ وتوتّرها، وهو المشّاء في تسكّعه الْيَوْمِيّ على الرصيف الطويل، أمام مقاهي الرصيف والواجهات الزجاجية. كان كُل شيء جميلًا. يقارن بين الرصيف الطويل وخطوات المارة، والدروب في هضاب الضِيَعَة، بدا كأنه يعيش في غابة من الرغبات والصور، واكتشف كبته الريفي والبريّ والحلميّ. كان خجولاً منطوياً، يستعيض عن غياب المرأة والحبّ وبراكين رغبته، بالبصبصة وإشباع البصر حتى الأحشاء الدفينة. منذ أًصبحَ متري موظفًا، صار قادرًا على مقاومة الضجر واللاشيء بقليل من القهوة وشراء الكتب. يقرأ تمرّدات جنى جبور ورحلات أمين الريحاني وهذيان رامبو وأنوات المتنبي، لا يصدّق أن يده تلمس الورق الذي يحبّه، وسيرته موزّعة بين الحكايات التي يقصّها الرواة. تستدرجه القراءة للعيش في الأمكنة التي تولد من الكلمات، والأشياء التي تتجلّى في الغياب الآسر. كانَ يتنقل في سيارة الأجرة بين وسط بيروت والجبل الصغير. قبل أن يصبح متري موظفًا في شركة، ويزور شارع الحمرا يوميًا، تحوّل الشارع بالنسبة إليه سحرًا لا يرحم، أو كمن يقرأ في كتاب لا ينتهي، عرفه منذ الصفحة الأولى العام 1960 تاريخ بناء أول سينما على أيدي آل دبغي، وقد بدأ يأخذ الطابع الحضاري الذي عرف به في ما بعد. مقاهٍ ودور سينما حلّت محل مساكن الجنّ التي كانتْ منتشرة في رأس بيروت. وصار الشارع ملاذًا لفتيات بفساتين ملونة قصيرة، يصنعن الرغبات والانتشار، وشعرهن يتطاير على أكتافهن العارية كأنهن باريسيات أو نيويوركيات في فيلم هوليوودي، وأحلام العالم الكون تدور حول سررهنّ المكشوفة. هنّ الفاحشات الجميلات، المزهرات، الحالمات، العاشقات، الخانعات، الساقطات كالحبّ، المنقطعات عن الزواج، الهائمات، الرهوانات... كان متري سعيدًا بالنساء مع أنه يضجر من منبهات السيارات، ودوران عجلاتها على الأسفلت. لم تقمْ في شارع الحمرا مطاعم مثلما قامتْ في شارع بلس. مطعم فيصل ثمّ مطعم الباشا الذي كان اختصاصه الكفتة المشويّة في كَانُون فحم واسع أمام ناظر الزبائن. تذوّق متري الملفوف الكبيس أول مرّة هناك، حيث كان أصحابه آل دفوني مشهورين بتقديم الأطعمة اللبنانية. (بريجيت باردو في الحمرا) بريجيت باردو إذ زارتْ بيروتْ، وذهبتْ تتمشّى مع زوجها حينذاك المسمى غنتر ساخت في شارع الحمرا. نزل متري مهرولًا من الطابق الثاني ليلقي نظرة على الساحرة، كانت الرقابة الغبية تطمسُ مشاهد العري من أفلامها. هكذا أصبحت حياة متري العابرة في الحمرا، جزءًا من حياة الصورة والاستيهامات، بين نساءٍ كنّ على شاكلة بريجيت باردو ومارلين مونرو وهند رستم... يرتدين القصير أو يضعن أحمر الشفاه، أو يدخنّ السجائر أو يصبحن هيبيات متحرّرات من كل قيد. لكن كل شيء لم يكن يغير في طباع متري القروية. في الحمرا، كان مرور متري أمام مقهى هورس شو، أشهر مقاهي المثقفين، تحصيل حاصل. ذات مرة، شاهد إعلانًا في سينما الحمرا عن شوربة البصل التي يقدّمها المقهى الرصيفي، ولم يكن قد سمع من قبل أنّ البصل مادة للشوربة، بل إن البصل مادة للسخرية والتهكّم في الأمثال الشّعبية ولغة الفلاحين. دخل متري المقهى من باب الفضول، ليتذوق شوربة البصل مرتفعة الثمن بالنسبة إليه، اختار طاولة وجلس كأنه يعيش عالمًا جديدًا، لم يكن طعم شوربة البصل هو الذي أسعده، بل فكرة اكتشاف نوع جديد من الطعام، صار جزءًا من الذاكرة في لحظة عابرة... العبور أمام المقهى صار مادّة للتذكار والذكريات وصناعة الحكاية. كلما مرّ متري مساءً، طالعته وجوه تعرّف إليها بفضل قراءاته للصحف والمجلات... كان يجد في المشي أمام المقهى نوعًا من اكتشاف المدينة واكتشاف الذات يوازي الكتابة في الصحيفة. وكان المقهى ملتقى الصحافيين والفنانين، وبعضهم لا يكن للآخر ودًا. (ليلى بعلبكي) متري أرعبته فكرة أن يصبح كاتبًا أو شاعرًا ويجلس في المقهى. وأرعبته فكرة أن يتخيّل العالم بلا نساء. ولم يكن قادرًا على كتابة الشعر، ويشعر أنه غير محبوب من النساء. ذكراه الأولى عن الأديبة ليلى بعلبكي ناصعة. هي التي كانت تعلم أنّ ثقافتها وتحرّرها يتحكمان في الشعراء والكتّاب. وبشعرها "المنفوش" تداوم مساءً في المقهى، وتجلس على طاولة الرصيف حتى تحت المطر. الحرمان جعل متري يجاهد لأن يعبر بطيئاً، يتمشى ذهاباً وإياباً كي يلمح جزءًا ضئيلًا من سراب جسمها عندما تضع ساقاً فوق ساق. لا يعرف متري كم الوقت الذي أمضاه على الرصيف بحثًا عن سرابها. ليلى أو "مدام تقلا" عملتْ في مجلس النواب موظّفة "دكتيلو" في ستينيات القرن الماضي قبل شهرتها التي قامت على قصة "أنا أحيا (1958)" وشغلت العالم العربي بروايتها "سفينة حنان إلى القمر". كانتْ ثورة. تزوجتْ واختفتْ. وبقي متري يمر أمام كرسيها في مقهى "هورس شو" (حدوة الحصان-جالبة الحظ)، الذي لم يكن مجرّد مقهى، بل كان روح المدينة وشاهدًا على نموّها وتطوّرها وانبعاث الأحلام فيها منذ خمسينيات القرن الماضي. كان إميل دبغي أول من كسر احتكار ساحة البرج للعروض السينمائية، ودشّن عرض الأفلام في سينما "الحمرا" التي امتلكها. وابن شقيقته منح، لمعت في رأسه فكرة افتتاح مقهى بالقرب من السينما، فاحتل الزاوية عند تقاطع شوارع عديدة... جان، المولع بسباق الخيل واسطبلات فرعون، لمْ يجدْ أفضل من "حدوة الحصان" اسمًا للمقهى. وكان يوم الافتتاح بمناسبة عيد الاستقلال في 22 / 11/ 1959. أصبح "الهورس شو" مركز الجذب الرئيس، فتزاحم فيه الفنانون والأدباء والصحافيون ورجال الفكر والثقافة، إضافة إلى السياسيين من لبنان والعالم العربي... صار المقهى ملتقى غريبًا عجيبًا لبيروت كل مساءٍ. أجمل الذكريات في ذهن متري عن المقهى كان في عيد الميلاد كل عام، إذ تنافس فنانو بيروت في تزيين واجهاته الزجاجية بلوحات مستوحاة من المناسبة. البعلبكيّ رفيق شرف، والأرمنيّ مقدسيّ المولد بول غيراغوسيان، والفتاة الجميلة ناديا صيقلي، شاركوا في المناسبة. أكلتْ الحرب "الهورس شو" ورصيف الشارع. رحل الشّعراء والمثقفون والمبدعون. باع منح دبغي "الهورس شو" في العام 1982. قال له السينمائي مارون بغدادي عندما هاجر إلى فرنسا: لن أعود يا منح إلا عندما يعود "الهورس شو". لمْ يعد "الهورس شو" ومات مارون في غرفة المصعد.

سعورس
١٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- سعورس
هوية إسلامية وتاريخ متجذر
وفي فترة تأسيس المملكة الحديثة، أشار المؤرخ أمين الريحاني إلى أن الراية التي حملها الملك عبدالعزيز آل سعود في بداية عهده كانت مربعة الشكل، خضراء اللون، يتوسطها الشهادتان وسيفان متقاطعان. لاحقًا، تم تعديلها لتضم سيفًا واحدًا وتحته عبارة «نصر من الله وفتح قريب»، واستمر هذا التصميم حتى عام 1926م. مع توحيد الحجاز، عاد العلم إلى شكله المستطيل، حيث أصبح بلونه الأخضر يتوسطه الشهادتان باللون الأبيض دون أي إضافات أخرى. فيما بعد، خضع لتعديل أخير ليأخذ هيئته الحالية، حيث أصبح عرضه يعادل ثلثي طوله، وتتوسطه الشهادتان، وأسفلها سيف مسلول يتجه نصله نحو اليسار وقبضته نحو الأسفل، في إشارة إلى القوة والعدالة. وفي عام 1357ه (1938م)، أصدر الملك عبدالعزيز نظامًا خاصًا بتنظيم رفع العلم السعودي، وتم نشره رسميًا في جريدة «أم القرى»، ليكون أول تنظيم رسمي يحكم استخدام العلم في المملكة. تميّز خاص بشعار المملكة في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-، صدر الأمر الملكي رقم م/3 بتاريخ 10 صفر 1393ه (1973م)، الذي نصّ على استحداث علم خاص لجلالة الملك، يطابق العلم الوطني في تصميمه، لكنه يحمل شعار الدولة (السيفان المتقاطعان تعلوهما نخلة) مطرزًا باللون الذهبي في الركن الأيمن السفلي. يمثل هذا العلم رمزًا خاصًا لملك المملكة العربية السعودية، وهو يعكس مكانة الملك باعتباره القائد الأعلى للدولة، في إطار ما تمثله الأعلام من هوية وسيادة ووحدة وطنية. شرف ممتد عبر الأجيال يُعد حامل البيرق منصبًا تشريفيًا يُمنح لشخصية معينة تحمل راية السعودية في المعارك والمناسبات الوطنية، وهو تقليد تاريخي تناقلته الأجيال، حيث يتوارث الأبناء هذا الشرف من آبائهم وأجدادهم. وقد وثّقت القصائد الشعرية في العرضات السعودية القديمة والحديثة مكانة حاملي الراية، تخليدًا لبطولاتهم ودورهم في تاريخ المملكة. حاملو الراية عبر الدول السعودية الثلاث في الدولة السعودية الأولى، كان إبراهيم بن طوق أبرز من حمل الراية. أما في الدولة السعودية الثانية، فقد حملها كل من عبدالله أبو نهية، والحميدي بن سلمة، وصالح بن هديان، وإبراهيم الظفيري. ومع انطلاق الدولة السعودية الثالثة، تولى عبد اللطيف بن حسين المعشوق حمل الراية، وكان حاضرًا في جميع معارك التوحيد، ولم يتخلف عن أي مواجهة حتى استُشهد في معركة البكيرية. وفي الموقعة نفسها، تولى ابنه منصور الراية خلفًا له، فقاتل ببسالة حتى سقط مدافعًا عن البيرق حتى الرمق الأخير، ليُدفن الأب والابن معًا في أرض المعركة. بعد ذلك، انتقلت الراية إلى أسرة آل مطرف، بدءًا من الجد عبدالرحمن آل مطرف، ثم إلى ابنه منصور، ومن بعده مطرف حفيده، مستمرة في يد عائلات شرفت بهذا الدور في مختلف مراحل التوحيد. وقد كان لكل جيش من جيوش التوحيد علمه الخاص، يتقدمه حامل رايته، فيما كان العلم الوطني السعودي يُرفع من قبل الحاكم من آل سعود، وينطلق من عاصمة الدولة. كما امتلكت كل قبيلة راية وعزوة خاصة بها، لكن مع اكتمال مشروع التوحيد، اجتمعت هذه الرايات تحت راية التوحيد، واتحدت القبائل تحت شعار "إخوان من طاع الله"، ليصبح الحلم السعودي حقيقة راسخة. العلم السعودي في المحافل الدولية يتمتع العلم السعودي ببروتوكولات دقيقة عند رفعه في السفارات والمحافل الرسمية، حيث تُطبق القواعد التالية عند رفع أعلام دول أخرى إلى جانبه: يجب أن تُرفع الأعلام على سواري منفصلة، على أن تكون مساوية في الارتفاع لسارية علم المملكة. يجب أن تكون الأعلام بنفس حجم العلم السعودي، بحيث يكون ارتفاعها الرأسي (عرض العلم) مساويًا لارتفاع العلم الوطني. لا يجوز أن يكون أي علم آخر أكبر حجمًا أو في وضع أعلى من علم المملكة، باستثناء حالات استثنائية مثل حفلات توزيع الميداليات في البطولات الرياضية. يُجسد العلم السعودي سيادة المملكة وهويتها الإسلامية والتاريخية، مما يجعل احترام بروتوكولاته التزامًا يعكس مكانته في المحافل الإقليمية والدولية. الأعلام في عصور ما قبل التاريخ يرجح الباحثون أن الأعلام نشأت كتطور لاحق لفكرة "الطوطم"، وهو نظام ديني رمزي كان شائعًا بين الجماعات البشرية في عصور ما قبل التاريخ. خلال تلك الفترات، التي سبقت اكتشاف الزراعة، عاش الإنسان في مجتمعات تعتمد على الصيد وجمع الثمار، وكان لكل جماعة طوطم يرمز إلى هويتها وانتمائها، وغالبًا ما كان يتمثل في حيوان أو شجرة مقدسة. يستدل الأنثروبولوجيون على هذا الارتباط التاريخي بوجود رموز الحيوانات على العديد من أعلام الدول اليوم، مثل: النسر ذي الرأسين في علمي ألبانيا وصربيا، وعصفور الجنة في علم بابوا غينيا الجديدة، والأسد في أعلام سريلانكا وبوتان، مما يعكس استمرار الرمزية الطوطمية في الشعارات الوطنية الحديثة. مع تشكل الدول الحديثة في القرنين التاسع عشر والعشرين، أصبحت الأعلام الوطنية جزءًا أساسيًا من الهوية القومية. واليوم، تضم الأمم المتحدة 193 علمًا وطنيًا يمثل الدول الأعضاء، إضافة إلى آلاف الأعلام الأخرى التي تمثل ولايات وأقاليم، وأحزابًا سياسية، وحركات انفصالية، ومنظمات دولية، وجامعات، وأندية رياضية، مما يعكس التنوع السياسي والاجتماعي حول العالم. رمزية ومعانٍ مشتركة تتميز الأعلام بتنوع ألوانها، إلا أن بعض الألوان تعد أكثر شيوعًا من غيرها، حيث تبرز الأحمر، الأبيض، الأزرق، الأخضر، الأصفر، والأسود، كعناصر أساسية في معظم الأعلام الوطنية. وتحمل هذه الألوان معانٍ ورموزًا تتشاركها العديد من الثقافات، فعلى سبيل المثال: الأبيض: يرمز إلى السلام والنقاء والعدل. الأحمر: يعكس التضحية والصمود ودماء الشهداء. الأزرق: يدل على السمو والرفعة، ويرتبط بالسماء والماء. الأخضر: يرمز إلى الطبيعة والرخاء والخصب. الأسود: يعبر عن القوة والهيبة والجلال، ويرتبط أحيانًا بإحياء ذكرى الشهداء. بعض الأعلام تعتمد لونًا واحدًا مهيمنًا، بينما تدمج أخرى مجموعة من الألوان تتراوح بين لونين إلى أربعة ألوان في تصميم واحد، بما يعكس قيمها وتاريخها. لماذا يغيب الأرجواني؟ من بين جميع الألوان، يظل الأرجواني من أندر الألوان التي ظهرت في أعلام الدول، حيث لا يوجد إلا في علمين فقط: دومينيكا (عبر ببغاء السيزيرو) ونيكاراغوا (ضمن قوس قزح). ويرجع ذلك إلى ندرة الصبغة الأرجوانية في الماضي، حيث كانت تستخرج بكميات ضئيلة من آلاف الحلزونات البحرية، مما جعلها باهظة الثمن، واقتصرت على ملابس الملوك والنبلاء. وحدة الهوية والتاريخ عند النظر إلى أعلام الدول العربية، يظهر تكرار واضح للألوان: الأبيض، الأسود، الأحمر، والأخضر، كما هو الحال في أعلام: السودان، مصر، اليمن، الكويت ، فلسطين ، سوريا ، الإمارات ، الأردن ، وغيرها. تعكس هذه الألوان المشتركة وحدة الهوية العربية والإسلامية، وتحمل رموزًا تاريخية تعود إلى الحضارات الإسلامية الكبرى. يعتقد بعض المؤرخين أن الأمويين اتخذوا اللون الأبيض شعارًا لهم، والعباسيين رفعوا اللون الأسود كرمز لحكمهم، والفاطميين تبنوا اللون الأخضر، واللون الأحمر ارتبط براية الهاشميين. هذه الدلالات التاريخية لا تزال مؤثرة في تصميم أعلام الدول العربية اليوم، حيث تستمد هويتها من عمقها التاريخي وقيمها المشتركة، لتظل الأعلام أكثر من مجرد رموز سياسية، بل انعكاسًا للثقافة والتاريخ والانتماء. من رموز التواصل إلى هوية الشعوب منذ فجر التاريخ، كانت الحاجة إلى التواصل الدافع الأول وراء ابتكار الأعلام. في العصور القديمة، عندما لم يكن الصوت قادرًا على بلوغ المسافات البعيدة، ولم تكفِ الإشارات اليدوية لإيصال الرسائل بوضوح، لجأ الإنسان إلى استخدام وسائل مرئية بارزة. ربما كانت جذوع الأشجار المرتفعة هي الشكل الأول من الأعلام، حيث استُخدمت كإشارات بصرية للفت الأنظار ونقل الرسائل عبر المسافات الواسعة. مع مرور الوقت، تحولت هذه الرموز البدائية إلى أدوات أساسية في رحلات الصيد والتنقل، إذ ساعدت في توجيه المجموعات البشرية وتنسيق تحركاتها في البراري الشاسعة. لكن الدور الأبرز للأعلام ظهر في ساحات المعارك، حيث لم تعد مجرد إشارات، بل أصبحت رموزًا إستراتيجية تساعد الجيوش على التمييز بين الحلفاء والأعداء، وتحدد مواقع القادة، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من الخطط العسكرية والتنظيم القتالي. بمرور الزمن، توسع استخدام الأعلام ليتجاوز المجال العسكري، وأصبحت تمثل الهويات والانتماءات. بدأت كرموز للقبائل والمجتمعات المحلية، ثم تحولت إلى شارات تعكس قوة الممالك والإمبراطوريات، حتى باتت اليوم رمزًا للدول والمؤسسات، ترفرف في الأجواء وتحمل في طياتها إرثًا طويلًا من المعاني والقيم. لم تعد الأعلام مجرد قطع قماش تلوح في السماء، بل باتت تحكي قصة الإنسان مع هويته وتاريخه العريق، تعبر عن انتماءاته، وتوثق محطات تطوره، من إشارات بسيطة في العصور البدائية إلى أعلام وطنية تجسد سيادة الدول وتاريخ الشعوب. السيادة البحرية والمسؤوليات القانونية دولة العلم (Flag State) هي الدولة التي تُسجَّل السفينة التجارية تحت سلطتها القانونية، ما يمنحها جنسية تلك الدولة ويجعلها خاضعة لقوانينها وأنظمتها البحرية. وفقًا للقانون الدولي، يجب أن تكون كل سفينة تجارية مسجلة في ولاية قضائية واحدة فقط، ولكنها تمتلك الحق في تغيير سجلها ونقل تبعيتها إلى دولة أخرى. تتحمل دولة العلم المسؤولية الكاملة عن فرض اللوائح التنظيمية على السفن المسجلة تحت علمها، بما يشمل عمليات التفتيش، وإصدار الشهادات، ووثائق السلامة، والتأكد من الامتثال لمعايير منع التلوث البحري. كما أن القوانين الوطنية للدولة المُسجلة تُطبَّق على السفينة، حتى في حال تورطها في قضايا قانونية أثناء وجودها في المياه الدولية. ملاذ السفن التجارية في المقابل، يشير مصطلح "علم الملاءمة" إلى الممارسة التجارية التي يتم فيها تسجيل السفينة في دولة غير دولة مالكها الأصلي، ما يتيح لها رفع علم تلك الدولة والاستفادة من أنظمتها القانونية. تُتَّبع هذه الممارسة عادةً لتقليل تكاليف التشغيل، أو لتجنب التشريعات الصارمة، أو لتقليل عمليات التفتيش والمراقبة التي قد تفرضها الدولة الأم. كما أن اختيار دولة العلم يؤثر على الجوانب الضريبية، حيث يُحدد النظام القانوني للدولة المُسجَّلة كيفية فرض الضرائب على السفينة وعملياتها التجارية. هوية تتجاوز الحدود لم تعد الأعلام مجرد رموز وطنية تُمثل الدول أو ترفع في المناسبات الرسمية، بل أصبحت وسيلة تعبير عصرية تُستخدم في مختلف جوانب الحياة اليومية. اليوم، نراها ترفرف احتفاءً بالإنجازات الشخصية، مثل: حفلات التخرج، والفوز بالجوائز، وحتى خلال الرحلات الاستكشافية والمغامرات في الأماكن النائية. في عالم الرياضة، باتت الأعلام عنصرًا أساسيًا في تظاهرات التشجيع والانتماء، حيث يرفعها المشجعون في الملاعب تعبيرًا عن الفخر بفرقهم الوطنية. كما أصبحت رمزًا للهوية في بيئات العمل، وفي الفعاليات التجارية، وحتى في الحملات الترويجية للعلامات التجارية الكبرى. ولا يغيب تأثيرها عن الطلاب المبتعثين الذين يرفعون أعلام أوطانهم بفخر في مختلف دول العالم. عصر جديد من الرمزية البصرية مع التقدم التكنولوجي، توسَّعت صناعة الأعلام من عمليات النسج اليدوي المحدودة إلى الإنتاج الضخم بواسطة ماكينات متطورة قادرة على تصنيع الأعلام بأحجام وأشكال متنوعة. ولم يقتصر تطور الرمزية على العالم المادي، بل امتد إلى الفضاء الرقمي، حيث أصبح للأعلام حضور بارز في شبكات التواصل الاجتماعي، والمباني الذكية، والعروض الضوئية التي تحول ناطحات السحاب إلى لوحات تفاعلية نابضة بالحياة.اليوم، لم تعد الأعلام مجرد رموز سياسية أو قومية، بل أصبحت أدوات تعبير تتخطى الحدود الجغرافية والثقافية، تعكس الانتماء، وتوثّق اللحظات التاريخية، وتواكب التحولات التكنولوجية التي أعادت صياغة علاقتنا بالهوية والرموز البصرية. رموز مميزة وتاريخ عريق أكثر الأعلام تعقيدًا في التصميم علم تركمانستان ، حيث يعد واحدًا من أكثر الأعلام تعقيدًا في العالم من حيث التصميم، حيث يضم خمسة تطريزات مستوحاة من أنماط السجاد التقليدي، والتي ترمز إلى صناعة السجاد العريقة التي تفخر بها البلاد. هذه التفاصيل الدقيقة تجعل استنساخه يدويًا أمرًا بالغ الصعوبة مقارنة ببقية الأعلام الوطنية. وأقدم علم مستخدم حتى اليوم وفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، فهو علم الدنمارك، فيعد أقدم علم وطني لا يزال قيد الاستخدام، حيث يعود تاريخه إلى عام 1625م، ولا يزال يُرفع بنفس التصميم حتى يومنا هذا، ليكون شاهدًا على تاريخ طويل من الاستمرارية والاستقرار الوطني. العلم الوحيد غير المستطيل أو المربع هو علم نيبال، فيتميز بأنه الوحيد في العالم الذي لا يتخذ الشكل المستطيل أو المربع، بل يتألف من مثلثين حمراوين متداخلين، يرمزان إلى جبال الهملايا الشاهقة. يتوسط المثلث العلوي شمس متداخلة مع هلال، بينما يحتوي المثلث السفلي على قرص شمس كامل، مما يمنحه مظهرًا فريدًا يختلف عن أي علم آخر.