#أحدث الأخبار مع #أوركستراترمبالتحريمنذ 14 ساعاتسياسةالتحريهل انهزمت قيم الديمقراطية؟ …. د. خالد جمالقبل بوتين، وقفت جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، خلف الميكروفون تخطب بلغة إيطالية ساحرة، قائلة – بما معناه – إننا لن نتنازل عن قيم العائلة ولا عن قيم الكنيسة، ولن تستطيعوا أن تحولونا إلى أرقام في قوائم الزبائن. كانت تخاطب بذلك المفاهيم الغربية الحديثة المترافقة مع سلطة الأحزاب الديمقراطية. بعدها، وقف فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، على المنبر وقد حشد في القاعة كل القادة السياسيين والعسكريين والدينيين، ليلقي خطابًا شديد اللهجة، اتهم فيه قيم الغرب بالانحلال، داعيًا – كما فعلت ميلوني قبله – إلى التصدي للغرب وقيمه 'الديمقراطية'. بوتين، في ذلك الوقت، كان عالقًا في حربه على أوكرانيا، فبدت كلماته عنيفة ويائسة. ثم وقف العديد من قادة الأحزاب والدول، ليس فقط في أنحاء متفرقة من العالم، بل في قلب أوروبا، شرقها وغربها، ليعلنوا مواقف مشابهة، ويتهموا القيم الديمقراطية الغربية بالتهور والانحلال. جاء ذلك بالتوازي مع قضايا أخرى متشابكة، وأبرزها: الهجرة، القضية الفلسطينية، والإسلام. تشير الإحصاءات في معظم الدول الديمقراطية، والغربية تحديدًا، إلى أن المزاج الشعبي يميل نحو تأييد هذا النوع من الخطاب، بما في ذلك دول محورية مثل ألمانيا، وإنكلترا، وفرنسا. هذا المزاج العام بدأ يُعبّر عن نفسه سياسيًا، سواء في نتائج الانتخابات أو في استطلاعات الرأي. ومن المرجّح أن يتمكن ممثلو هذه الأحزاب من إزاحة الديمقراطيين من مقاعدهم في البرلمانات، ويحلّوا محلهم. ثم جاء دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، فبدت خطابات ميلوني وبوتين وغيرهم وكأنها تمتمات خفيفة أمام أوركسترا ترمب الصاخبة. فقد سحب البساط من تحتهم، وأجلسهم على أرائك الراحة، وباشر فورًا بتنفيذ خطته الانتخابية التي وعد بها جماهيره، والتي تمثل النقيض التام لكل ما كان الديمقراطيون يسعون إلى تحقيقه في مجالات الأسرة، والتعليم، والهجرة، والعلاقات الدولية، دون أدنى اعتبار لأي اتفاقيات سابقة، أو حتى لأي قيم ومبادئ كانت الولايات المتحدة تتغنى بها. ومن الأمثلة الصارخة على ذلك: وقف المساعدات التعليمية للطلاب الأجانب، ووقف دعم الأبحاث حتى في أرقى جامعات العالم مثل جامعة هارفرد، ناهيك عن مواقفه السياسية التي تنتهج نهج القوة لفرض ما سماه 'السلام والأمن الأميركي'. ومن بين هذه المواقف اقتراحه إخراج أهل غزة من أرضهم وتحويلها إلى أرض للبيع أو الإيجار. بهذه المقترحات، اختفت صورة 'قوة المثال الأميركي' والقوة الناعمة التي تحدث عنها المفكر الأميركي الراحل جوزيف ناي. فأين أصبحنا الآن؟ أم أن ما نشهده الآن مرحلة مؤقتة ستنتهي برحيل ترمب؟
التحريمنذ 14 ساعاتسياسةالتحريهل انهزمت قيم الديمقراطية؟ …. د. خالد جمالقبل بوتين، وقفت جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، خلف الميكروفون تخطب بلغة إيطالية ساحرة، قائلة – بما معناه – إننا لن نتنازل عن قيم العائلة ولا عن قيم الكنيسة، ولن تستطيعوا أن تحولونا إلى أرقام في قوائم الزبائن. كانت تخاطب بذلك المفاهيم الغربية الحديثة المترافقة مع سلطة الأحزاب الديمقراطية. بعدها، وقف فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، على المنبر وقد حشد في القاعة كل القادة السياسيين والعسكريين والدينيين، ليلقي خطابًا شديد اللهجة، اتهم فيه قيم الغرب بالانحلال، داعيًا – كما فعلت ميلوني قبله – إلى التصدي للغرب وقيمه 'الديمقراطية'. بوتين، في ذلك الوقت، كان عالقًا في حربه على أوكرانيا، فبدت كلماته عنيفة ويائسة. ثم وقف العديد من قادة الأحزاب والدول، ليس فقط في أنحاء متفرقة من العالم، بل في قلب أوروبا، شرقها وغربها، ليعلنوا مواقف مشابهة، ويتهموا القيم الديمقراطية الغربية بالتهور والانحلال. جاء ذلك بالتوازي مع قضايا أخرى متشابكة، وأبرزها: الهجرة، القضية الفلسطينية، والإسلام. تشير الإحصاءات في معظم الدول الديمقراطية، والغربية تحديدًا، إلى أن المزاج الشعبي يميل نحو تأييد هذا النوع من الخطاب، بما في ذلك دول محورية مثل ألمانيا، وإنكلترا، وفرنسا. هذا المزاج العام بدأ يُعبّر عن نفسه سياسيًا، سواء في نتائج الانتخابات أو في استطلاعات الرأي. ومن المرجّح أن يتمكن ممثلو هذه الأحزاب من إزاحة الديمقراطيين من مقاعدهم في البرلمانات، ويحلّوا محلهم. ثم جاء دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، فبدت خطابات ميلوني وبوتين وغيرهم وكأنها تمتمات خفيفة أمام أوركسترا ترمب الصاخبة. فقد سحب البساط من تحتهم، وأجلسهم على أرائك الراحة، وباشر فورًا بتنفيذ خطته الانتخابية التي وعد بها جماهيره، والتي تمثل النقيض التام لكل ما كان الديمقراطيون يسعون إلى تحقيقه في مجالات الأسرة، والتعليم، والهجرة، والعلاقات الدولية، دون أدنى اعتبار لأي اتفاقيات سابقة، أو حتى لأي قيم ومبادئ كانت الولايات المتحدة تتغنى بها. ومن الأمثلة الصارخة على ذلك: وقف المساعدات التعليمية للطلاب الأجانب، ووقف دعم الأبحاث حتى في أرقى جامعات العالم مثل جامعة هارفرد، ناهيك عن مواقفه السياسية التي تنتهج نهج القوة لفرض ما سماه 'السلام والأمن الأميركي'. ومن بين هذه المواقف اقتراحه إخراج أهل غزة من أرضهم وتحويلها إلى أرض للبيع أو الإيجار. بهذه المقترحات، اختفت صورة 'قوة المثال الأميركي' والقوة الناعمة التي تحدث عنها المفكر الأميركي الراحل جوزيف ناي. فأين أصبحنا الآن؟ أم أن ما نشهده الآن مرحلة مؤقتة ستنتهي برحيل ترمب؟