أحدث الأخبار مع #أوكيولوسريفت


النهار
٠٧-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- النهار
العبقري المتمرد: كيف غيّر بالمر لوكي وجه الصناعة العسكرية؟
منذ ظهور البارود وحتى الثورة الصناعية، كانت التكنولوجيا محركاً رئيسياً لتطوير الأسلحة والتكتيكات العسكرية. واليوم، مع ظهور الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي، دخلت الحروب عصراً جديداً يتميز بالدقة والتعقيد. ولكن في الوقت نفسه، يثير هذا التطور تساؤلات حول الأخلاقيات والقانون الدولي، حيث يطرح تحديات جديدة تتعلق بالمسؤولية عن الأفعال التي ترتكبها الأنظمة الآلية، وحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني. في عالم صناعة التكنولوجيا العسكرية التي برزت فيها أسماء مثل "لوكهيد مارتن" و"بوينغ"، لا بد من الوقوف عند اسم بالمر لوكي، الشريك المؤسس لشركة "أندوريل". فما ميز شركة لوكي هو إمكانية تقديم منتجات عالية التقنية وذكية، مع الحفاظ على تكاليف أقل مقارنة بالمنافسين. ذلك على الرغم من التخوف من صراحته الصارخة أن غايته ليست الخير تماماً، إذ يقول "أنا لست مناضلاً من أجل الحقيقة كما يتخيل الناس، بل مناضل من أجل الانتقام"! هذه كلمات مخيفة من رجل يمتلك تقنيات خطيرة قد تهدد البشرية. لوكي معروف بأسلوبه غير التقليدي، ففي سن مبكرة، قرر أن يكسر القواعد وأن يبني مستقبله بنفسه. فابتكر "أوكيولوس ريفت" التي بيعت لـ"فايسبوك". ولد عام 1992 في كاليفورنيا، ومنذ صغره أظهر شغفاً بالتكنولوجيا، حيث بدأ في تصنيع أجهزة الواقع الافتراضي بعمر 16 سنة. وفي الوقت الذي تعاني فيه الشركات الكبرى في المجال العسكري من ارتفاع تكاليف التطوير ومشاكل في الإنتاج، استطاع لوكي أن يقدم حلولاً مبتكرة تعتمد على الكفاءة والسرعة وبأسعار تنافسية. هذا النهج المختلف جعل شركة "أندوريل" تبرز كمنافس قوي في السوق العالمي والأميركي على وجه الخصوص. أعلنت "أندوريل"، الشركة التي تعمل على تطوير طائرات بدون طيار وطائرات وغواصات مستقلة وتقدر قيمتها بـ 14 مليار دولار، أنها تخطط لاستثمار "مئات الملايين" لتطوير منشأة "أرسنال-1". ووعدت بأن المنشأة ستوظف آلاف الأشخاص وستكون قادرة على إنتاج "عشرات الآلاف من الأنظمة العسكرية المستقلة سنوياً". وتهدف الشركة إلى أن تستخدم المنشأة في الغالب مكونات متوفرة تجارياً وتصميمات بسيطة، ما يسمح بالتكيف بشكل أسرع. برنامج الذكاء الاصطناعي "لاتيس"، تعتبره "أندوريل" نبض التكنولوجيا الخاصة بها، يستطيع أن يتتبع أي مركبة ويحدد مكانها ونوعها، وإذا قرر "لاتيس" تصنيف المركبة ومن يقودها على أنهما "مشبوهان"، فسينفتح صندوق معدني وتنطلق طائرة رباعية قوية تسمى "أنفيل" بسرعة مذهلة، لها غاية واحدة تتمثل في الاصطدام بالهدف وتدميره. وكانت القوات الجوية الأميركية قد اختارت شركة "أندوريل" لتطوير واختبار طائرات مقاتلة صغيرة بدون طيار. وتفوقت الشركة على شركات كبرى مثل "بوينغ"، و"لوكهيد مارتن"، و"نورثروب غرومان" في الصفقة، وهو فوز كبير للشركة التي يبلغ عمرها 7 سنوات. تصنع "أندوريل" حالياً أنظمتها في جورجيا وميسيسيبي ورود آيلاند وأوستراليا. وفي حين توفر هذه المواقع للشركة "قدرة تصنيع كبيرة"، تريد الشركة أن تصبح المنشأة الجديدة نموذجاً أولياً لمصنع أسرع وأرخص لبناء الأسلحة، وهو المصنع القادر على زيادة الإنتاج بسرعة. فشركة بالمر لا تركز على صنع عدد قليل من الأنظمة الباهظة الثمن والرائعة، بل تركز على إنتاج منتجات أرخص بكثير، والتي يمكن توسيع نطاقها بشكل مفرط. وبينما نجحت الشركة في تأمين بعض الصفقات المهمة مع الحكومة الأميركية والجيوش الأخرى، لا تزال الشركات التقليدية تستحوذ على حصة الأسد من أموال الدفاع الأميركية. وتعتقد الشركة أن الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، فضلاً عن التوترات المتزايدة مع الصين، يمكن أن تغير هذه الحسابات. وقد أطلقت شركة التكنولوجيا الدفاعية مؤخراً طائرة "درون" هجومية جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تقول إنه يمكن وضعها داخل حقيبة ظهر. تهدف "أندوريل" على وجه الخصوص إلى زيادة قدرة تصنيع الأسلحة الأميركية، والتي وصفتها بأنها تفتقر إلى الكثير، ساعيةً إلى تقديم نطاق التصنيع الذي كانت حكومة الولايات المتحدة تطلبه منذ سنوات. في عالم الأعمال والتكنولوجيا، حيث يسود قانون البقاء للأقوى، برز لوكي كشاب طموح. وبصفته مؤسس "أندوريل"، نجح في تحويل فكرته إلى إمبراطورية تكنولوجية. بيع "أوكيولوس ريفت" إلى "فايسبوك" كان مجرد بداية، فمن الواضح أن لوكي لديه الكثير ليقدمه للعالم الذي يجب أن يكون حذراً مِمن يسعى صراحةً إلى الانتقام.


النهار
٠٦-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- النهار
العبقري المتمرد: كيف غير لوكي وجه الصناعة العسكرية؟
منذ ظهور البارود وحتى الثورة الصناعية، كانت التكنولوجيا محركاً رئيسياً لتطوير الأسلحة والتكتيكات العسكرية. واليوم، مع ظهور الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي، دخلت الحروب عصراً جديداً يتميز بالدقة والتعقيد. ولكن في الوقت نفسه، يثير هذا التطور تساؤلات حول الأخلاقيات والقانون الدولي، حيث يطرح تحديات جديدة تتعلق بالمسؤولية عن الأفعال التي ترتكبها الأنظمة الآلية، وحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني. في عالم صناعة التكنولوجيا العسكرية التي برزت فيها أسماء مثل "لوكهيد مارتن" و"بوينغ"، لا بد من الوقوف عند اسم بالمر لوكي، الشريك المؤسس لشركة "أندوريل". فما ميز شركة لوكي هو إمكانية تقديم منتجات عالية التقنية وذكية، مع الحفاظ على تكاليف أقل مقارنة بالمنافسين. ذلك على الرغم من التخوف من صراحته الصارخة أن غايته ليست الخير تماماً، إذ يقول "أنا لست مناضلاً من أجل الحقيقة كما يتخيل الناس، بل مناضل من أجل الانتقام"! هذه كلمات مخيفة من رجل يمتلك تقنيات خطيرة قد تهدد البشرية. لوكي معروف بأسلوبه غير التقليدي، ففي سن مبكرة، قرر أن يكسر القواعد وأن يبني مستقبله بنفسه. فابتكر "أوكيولوس ريفت" التي بيعت لـ"فايسبوك". ولد عام 1992 في كاليفورنيا، ومنذ صغره أظهر شغفاً بالتكنولوجيا، حيث بدأ في تصنيع أجهزة الواقع الافتراضي بعمر 16 سنة. وفي الوقت الذي تعاني فيه الشركات الكبرى في المجال العسكري من ارتفاع تكاليف التطوير ومشاكل في الإنتاج، استطاع لوكي أن يقدم حلولاً مبتكرة تعتمد على الكفاءة والسرعة وبأسعار تنافسية. هذا النهج المختلف جعل شركة "أندوريل" تبرز كمنافس قوي في السوق العالمي والأميركي على وجه الخصوص. أعلنت "أندوريل"، الشركة التي تعمل على تطوير طائرات بدون طيار وطائرات وغواصات مستقلة وتقدر قيمتها بـ 14 مليار دولار، أنها تخطط لاستثمار "مئات الملايين" لتطوير منشأة "أرسنال-1". ووعدت بأن المنشأة ستوظف آلاف الأشخاص وستكون قادرة على إنتاج "عشرات الآلاف من الأنظمة العسكرية المستقلة سنوياً". وتهدف الشركة إلى أن تستخدم المنشأة في الغالب مكونات متوفرة تجارياً وتصميمات بسيطة، ما يسمح بالتكيف بشكل أسرع. برنامج الذكاء الاصطناعي "لاتيس"، تعتبره "أندوريل" نبض التكنولوجيا الخاصة بها، يستطيع أن يتتبع أي مركبة ويحدد مكانها ونوعها، وإذا قرر "لاتيس" تصنيف المركبة ومن يقودها على أنهما "مشبوهان"، فسينفتح صندوق معدني وتنطلق طائرة رباعية قوية تسمى "أنفيل" بسرعة مذهلة، لها غاية واحدة تتمثل في الاصطدام بالهدف وتدميره. وكانت القوات الجوية الأميركية قد اختارت شركة "أندوريل" لتطوير واختبار طائرات مقاتلة صغيرة بدون طيار. وتفوقت الشركة على شركات كبرى مثل "بوينغ"، و"لوكهيد مارتن"، و"نورثروب غرومان" في الصفقة، وهو فوز كبير للشركة التي يبلغ عمرها 7 سنوات. تصنع "أندوريل" حالياً أنظمتها في جورجيا وميسيسيبي ورود آيلاند وأوستراليا. وفي حين توفر هذه المواقع للشركة "قدرة تصنيع كبيرة"، تريد الشركة أن تصبح المنشأة الجديدة نموذجاً أولياً لمصنع أسرع وأرخص لبناء الأسلحة، وهو المصنع القادر على زيادة الإنتاج بسرعة. فشركة بالمر لا تركز على صنع عدد قليل من الأنظمة الباهظة الثمن والرائعة، بل تركز على إنتاج منتجات أرخص بكثير، والتي يمكن توسيع نطاقها بشكل مفرط. وبينما نجحت الشركة في تأمين بعض الصفقات المهمة مع الحكومة الأميركية والجيوش الأخرى، لا تزال الشركات التقليدية تستحوذ على حصة الأسد من أموال الدفاع الأميركية. وتعتقد الشركة أن الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، فضلاً عن التوترات المتزايدة مع الصين، يمكن أن تغير هذه الحسابات. وقد أطلقت شركة التكنولوجيا الدفاعية مؤخراً طائرة "درون" هجومية جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تقول إنه يمكن وضعها داخل حقيبة ظهر. تهدف "أندوريل" على وجه الخصوص إلى زيادة قدرة تصنيع الأسلحة الأميركية، والتي وصفتها بأنها تفتقر إلى الكثير، ساعيةً إلى تقديم نطاق التصنيع الذي كانت حكومة الولايات المتحدة تطلبه منذ سنوات. في عالم الأعمال والتكنولوجيا، حيث يسود قانون البقاء للأقوى، برز لوكي كشاب طموح. وبصفته مؤسس "أندوريل"، نجح في تحويل فكرته إلى إمبراطورية تكنولوجية. بيع "أوكيولوس ريفت" إلى "فايسبوك" كان مجرد بداية، فمن الواضح أن لوكي لديه الكثير ليقدمه للعالم الذي يجب أن يكون حذراً مِمن يسعى صراحةً إلى الانتقام.