#أحدث الأخبار مع #أياديالخير،النهار٢٨-٠٢-٢٠٢٥ترفيهالنهاررمضان في الجزائر... موائد الخير باقية لكن الإفطارات "الدليفري" تتوسّعأيّام ما قبل رمضان في الجزائر تشُدّك إلى استعدادات الناس فيها، بزينة البيوت وزحمة الطرقات والأسواق وروائح التوابل. الأسواق الشعبية والمحالّ العتيقة تحولت إلى فضاءات مفتوحة بديكورات ومستلزمات خاصة بهذا الشهر. فقُبيل رمضان ومع أيامه الأولى تعود عادات وتقاليد الجزائريين الخاصة بهذا الشهر؛ نزوحٌ جماعي نحو الأسواق لشراء الأواني الجديدة ومستلزمات الشهر من المواد الغذائية، وتحضير نوعي داخل المنازل. جولة قصيرة في سوق الرغاية شرق العاصمة الجزائرية، توحي لك بلا اعتيادية الأجواء مقارنة بأيام وشهور مضت؛ روائح البهارات والبخور تعبق في المكان، تنبعث من المحالّ التي تحيط بها أعداد غفيرة من المتسوّقين وخاصة النساء. الجزائريون يغيِّرون أطباقهم مع قدوم الشهر، وأطباق الفخار التقليدية هي الأبرز في ميدان الأواني. اعتاد الناس أكلات معينة في رمضان، قد تختلف تسمياتها من منطقة إلى أخرى، ولكنها نفسها، فـ"شوربة الفريك" مثلاً هي أول طبق يوضع على موائد الإفطار، وهي أيضاً أول ما يتناوله الجزائريون بعد إفطار بالتمر والحليب. "شُوربة فْريك" وسط البلاد و"لَحْرِيرَة" غربها و"الجاري" شرقها، طبق يُحتسى في صحون من الفخار. على مقربة من أحد المحال، تقف السيدة سليمة ممسكة بـ"الطاجين"، تستعمله المرأة الجزائرية للطهو في رمضان. ما الذي يدفعك لشراء هذا النوع من الأواني؟ "لا شيء غير رمضان. هذا النوع من الأواني يزيد رمضان تميّزاً في المطبخ". وتضيف: "أنا من النوع الذي يحبّذ تجديد أواني الطبخ والأكل كل رمضان"، والحقيقةُ أنها عادة أغلب العائلات الجزائرية. في عاصمة البلاد وغيرها من المدن، تحضر مشاهد غير معتادة خلال الأشهر الأخرى. مظاهر استقبال رمضان تتنوّع من منطقة إلى أخرى. الجزائريون لا يستغنون عن بعض المأكولات الخاصة برمضان، لذا تجدهم يزدحمون قبيل حلوله على أبواب المحالّ مثلما هي الحال في ساحة الشهداء قرب وسط العاصمة. أضواء الفوانيس تتلألأ في زينة خاصة برمضان. النساء في أحد المحال، يفركن بأيديهن "البرقوق المجفف" أو ما يُعرف بـ"العِينَة" الفاكهة الرئيسة في طبق "اللحم الحلو" أو "طاجين لحلو"، المكوّن أيضاً من الزبيب واللوز ولحم الغنم، ويُطهى بالسكر ما يجعله ثخيناً معسلاً، إنه طبق شائع يزيّن مائدة الإفطار طوال الشهر. أمّا محالّ التوابل والبهارات فلا تختلف كثيراً؛ روائحها بالمطبخ خلال أيام رمضان لا يمكنك الاستغناء عنها، ما يدفع الجميع إلى التسابق من أجل شراء الجيِّدة منها. ما الذي يدفع الجزائريين إلى التسوُّق بهذا الإقبال؟ سؤال يجيب عنه كثيرون بالقول: "إنه رمضان. لا نكهة لرمضان من دون هذه المظاهر، ولا حلاوة فيه من دون مائدة حافلة بأطباق الشوربة والبُوراك أو البريك واللحم الحلو و... إلخ". وإن كانت أغلب هذه المظاهر معتادة منذ زمن ليس بقريب، فإن بعضها أضحى سمة كل رمضان؛ أهل الجزائر لا يتأخرون عن المساهمة في موائد الإفطار الجماعية عبر الأحياء والقرى والمدن، وحتى عبر الطرقات. وليد شاب في العشرينات من عمره، ناشط عبر جمعية "أيادي الخير"، وهي جمعية خيرية تطوعية يزيد نشاطها في رمضان، يقول: "بدأنا التحضير قبل أسبوعين من الآن. نجمع التبرّعات باختلافها من مؤونة وغيرها، ونستغلّ مقراً صغيراً هنا في منطقة أولاد فايت، نطهو فيه أطباقاً رمضانية مختلفة بمساعدة أمهاتنا وأخواتنا، لنقوم بالتحضير لمائدة تجمع الغرباء عن المدينة والذين هم دون مأوى وعابري السبيل". مائدة الإفطار ليست كل شيء بل إن وليد وآخرين من الجمعية عازمون على التوجه كل يوم قبيل الإفطار نحو الطريق السريع، مُحمَّلين بكمّيات من التمر وعلب الحليب وأطباق خفيفة لإفطار السائقين ممّن لم يسعفهم الحظ في الوصول إلى منازلهم قبل موعد أذان المغرب مثلما اعتادوا القيام به في الأعوام الماضية. الأجواء نفسها يعرفها حيّ بن شوبان شرق العاصمة الجزائر؛ مقر فوج كشفي تحوّل إلى خليّة نحل. امتلأ بالمواد الغذائية من كل الأنواع كعاداته قبيل رمضان؛ أبناء الحيّ يتناوبون على خدمة الصائمين من العاملين في الحيّ والأحياء المجاورة البعيدين عن عوائلهم، وتحضير مائدة إفطار في أجواء قد تقرّب هؤلاء من أجواء الإفطار في بيوتهم. رمضان في الجزائر تأثَّر هو الآخر بما عرفته التجارة الإلكترونية من تطوّرٍ واستخدامٍ على نطاق واسع؛ نَقرة واحدة على أحد الإعلانات في منصّة "فيسبوك"، تمنحك خيارات لأكلات رمضانية متنوّعة، وما عليك سوى التأكيد لتصلك طلبيتك إلى باب بيتك وقبيل موعد الإفطار. إنها موضة الأكل الجاهز التي طغت بين الجزائريين، وخاصة منهم الشباب خلال شهور السنة، ودخلت رمضان من بابه الواسع؛ أزواج يفضلون أكلاً جاهزاً بحجة ضيق الوقت ما دام الزوجان يقضيان يومهما في دوامهما، وشباب يفضّلون الإفطار خارج المنزل كسراً لتقاليد هذا الشهر. "النهار" تواصلت مع إحدى الصفحات التي تعرض أطباقاً جاهزة، فأجابت: "نعم يا وليد؛ سأعرض عليك اقتراحاً؛ يمكنني أن أحضِّر لك أطباقاً يومية كالمْثَوَّم والكباب وشْطِيطْحَة دجاج وطاجين جبن ولحم لَحْلُو، بكميات تكفيك لأسبوع كامل"؛ يبدو الأمر مغرياً وخاصة للبعيدين عن عائلاتهم القاطنين بمفردهم.
النهار٢٨-٠٢-٢٠٢٥ترفيهالنهاررمضان في الجزائر... موائد الخير باقية لكن الإفطارات "الدليفري" تتوسّعأيّام ما قبل رمضان في الجزائر تشُدّك إلى استعدادات الناس فيها، بزينة البيوت وزحمة الطرقات والأسواق وروائح التوابل. الأسواق الشعبية والمحالّ العتيقة تحولت إلى فضاءات مفتوحة بديكورات ومستلزمات خاصة بهذا الشهر. فقُبيل رمضان ومع أيامه الأولى تعود عادات وتقاليد الجزائريين الخاصة بهذا الشهر؛ نزوحٌ جماعي نحو الأسواق لشراء الأواني الجديدة ومستلزمات الشهر من المواد الغذائية، وتحضير نوعي داخل المنازل. جولة قصيرة في سوق الرغاية شرق العاصمة الجزائرية، توحي لك بلا اعتيادية الأجواء مقارنة بأيام وشهور مضت؛ روائح البهارات والبخور تعبق في المكان، تنبعث من المحالّ التي تحيط بها أعداد غفيرة من المتسوّقين وخاصة النساء. الجزائريون يغيِّرون أطباقهم مع قدوم الشهر، وأطباق الفخار التقليدية هي الأبرز في ميدان الأواني. اعتاد الناس أكلات معينة في رمضان، قد تختلف تسمياتها من منطقة إلى أخرى، ولكنها نفسها، فـ"شوربة الفريك" مثلاً هي أول طبق يوضع على موائد الإفطار، وهي أيضاً أول ما يتناوله الجزائريون بعد إفطار بالتمر والحليب. "شُوربة فْريك" وسط البلاد و"لَحْرِيرَة" غربها و"الجاري" شرقها، طبق يُحتسى في صحون من الفخار. على مقربة من أحد المحال، تقف السيدة سليمة ممسكة بـ"الطاجين"، تستعمله المرأة الجزائرية للطهو في رمضان. ما الذي يدفعك لشراء هذا النوع من الأواني؟ "لا شيء غير رمضان. هذا النوع من الأواني يزيد رمضان تميّزاً في المطبخ". وتضيف: "أنا من النوع الذي يحبّذ تجديد أواني الطبخ والأكل كل رمضان"، والحقيقةُ أنها عادة أغلب العائلات الجزائرية. في عاصمة البلاد وغيرها من المدن، تحضر مشاهد غير معتادة خلال الأشهر الأخرى. مظاهر استقبال رمضان تتنوّع من منطقة إلى أخرى. الجزائريون لا يستغنون عن بعض المأكولات الخاصة برمضان، لذا تجدهم يزدحمون قبيل حلوله على أبواب المحالّ مثلما هي الحال في ساحة الشهداء قرب وسط العاصمة. أضواء الفوانيس تتلألأ في زينة خاصة برمضان. النساء في أحد المحال، يفركن بأيديهن "البرقوق المجفف" أو ما يُعرف بـ"العِينَة" الفاكهة الرئيسة في طبق "اللحم الحلو" أو "طاجين لحلو"، المكوّن أيضاً من الزبيب واللوز ولحم الغنم، ويُطهى بالسكر ما يجعله ثخيناً معسلاً، إنه طبق شائع يزيّن مائدة الإفطار طوال الشهر. أمّا محالّ التوابل والبهارات فلا تختلف كثيراً؛ روائحها بالمطبخ خلال أيام رمضان لا يمكنك الاستغناء عنها، ما يدفع الجميع إلى التسابق من أجل شراء الجيِّدة منها. ما الذي يدفع الجزائريين إلى التسوُّق بهذا الإقبال؟ سؤال يجيب عنه كثيرون بالقول: "إنه رمضان. لا نكهة لرمضان من دون هذه المظاهر، ولا حلاوة فيه من دون مائدة حافلة بأطباق الشوربة والبُوراك أو البريك واللحم الحلو و... إلخ". وإن كانت أغلب هذه المظاهر معتادة منذ زمن ليس بقريب، فإن بعضها أضحى سمة كل رمضان؛ أهل الجزائر لا يتأخرون عن المساهمة في موائد الإفطار الجماعية عبر الأحياء والقرى والمدن، وحتى عبر الطرقات. وليد شاب في العشرينات من عمره، ناشط عبر جمعية "أيادي الخير"، وهي جمعية خيرية تطوعية يزيد نشاطها في رمضان، يقول: "بدأنا التحضير قبل أسبوعين من الآن. نجمع التبرّعات باختلافها من مؤونة وغيرها، ونستغلّ مقراً صغيراً هنا في منطقة أولاد فايت، نطهو فيه أطباقاً رمضانية مختلفة بمساعدة أمهاتنا وأخواتنا، لنقوم بالتحضير لمائدة تجمع الغرباء عن المدينة والذين هم دون مأوى وعابري السبيل". مائدة الإفطار ليست كل شيء بل إن وليد وآخرين من الجمعية عازمون على التوجه كل يوم قبيل الإفطار نحو الطريق السريع، مُحمَّلين بكمّيات من التمر وعلب الحليب وأطباق خفيفة لإفطار السائقين ممّن لم يسعفهم الحظ في الوصول إلى منازلهم قبل موعد أذان المغرب مثلما اعتادوا القيام به في الأعوام الماضية. الأجواء نفسها يعرفها حيّ بن شوبان شرق العاصمة الجزائر؛ مقر فوج كشفي تحوّل إلى خليّة نحل. امتلأ بالمواد الغذائية من كل الأنواع كعاداته قبيل رمضان؛ أبناء الحيّ يتناوبون على خدمة الصائمين من العاملين في الحيّ والأحياء المجاورة البعيدين عن عوائلهم، وتحضير مائدة إفطار في أجواء قد تقرّب هؤلاء من أجواء الإفطار في بيوتهم. رمضان في الجزائر تأثَّر هو الآخر بما عرفته التجارة الإلكترونية من تطوّرٍ واستخدامٍ على نطاق واسع؛ نَقرة واحدة على أحد الإعلانات في منصّة "فيسبوك"، تمنحك خيارات لأكلات رمضانية متنوّعة، وما عليك سوى التأكيد لتصلك طلبيتك إلى باب بيتك وقبيل موعد الإفطار. إنها موضة الأكل الجاهز التي طغت بين الجزائريين، وخاصة منهم الشباب خلال شهور السنة، ودخلت رمضان من بابه الواسع؛ أزواج يفضلون أكلاً جاهزاً بحجة ضيق الوقت ما دام الزوجان يقضيان يومهما في دوامهما، وشباب يفضّلون الإفطار خارج المنزل كسراً لتقاليد هذا الشهر. "النهار" تواصلت مع إحدى الصفحات التي تعرض أطباقاً جاهزة، فأجابت: "نعم يا وليد؛ سأعرض عليك اقتراحاً؛ يمكنني أن أحضِّر لك أطباقاً يومية كالمْثَوَّم والكباب وشْطِيطْحَة دجاج وطاجين جبن ولحم لَحْلُو، بكميات تكفيك لأسبوع كامل"؛ يبدو الأمر مغرياً وخاصة للبعيدين عن عائلاتهم القاطنين بمفردهم.