logo
#

أحدث الأخبار مع #إدريسأوهنا

موقف المسلم إزاء سنة التدافع بين الحق والباطل.
موقف المسلم إزاء سنة التدافع بين الحق والباطل.

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • إيطاليا تلغراف

موقف المسلم إزاء سنة التدافع بين الحق والباطل.

د. إدريس أوهنا نشر في 12 يوليو 2025 الساعة 12 و 00 دقيقة إيطاليا تلغراف أ.د. إدريس أوهنا على كل مسلم أن يقف موقفًا صحيحًا وقويا في التدافع الجاري بين الحق والباطل اليوم؛ وذلك بأن يلتزم بالآتي: (أولا) يعرف الحق وينصره بما يدخل تحت استطاعته ووسعه من أسباب، ويعرف الباطل وينكره ويقاومه بما يدخل تحت استطاعته ووسعه من أسباب كذلك؛ فإن النصر يتنزل على المؤمنين الآخذين بالأسباب لا على القاعدين، أو من يكتفون بالدعاء ويتركون ما بأيديهم من أسباب أخرى، أو من يقولون: كيف يقع هذا الظلم على أهل غزة ثم لا تتدخل الملائكة لحسم الأمر؟ أو ما شابه ذلك؛ فإنه مناف لمنطق السنن الإلهية، ومسقط لقانون التدافع بين الحق والباطل، قال الله عز وجل: {ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض} محمد 4، وقال عز وجل: {ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكنَ الله ذو فضل على العالمين} البقرة 249، وقال: {ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} الحج 140. ثم إن المسلم عندما يعرف الحق وينصره، ويعرف الباطل وينكره بما تحت يديه من الأسباب، عليه أن يستحضر جملة أمور من بينها: الأمر الأول: أن يأخذ بالأسباب دون استعجال النتائج؛ كما جاء في آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: 'وإن الأمور تجري بإذن الله، فلا يحملنكم استبطاء أمر على استعجاله؛ فإن الله عز وجل لا يَعْجل بعجلة أحد…'. الأمر الثاني: أن يركز المدافع للباطل -كيفما كان نوع هذا الباطل- على نجاحه هو أولا في امتحان التمحيص والابتلاء، وما الدنيا إلا دار ابتلاء: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم}. وكما تجري سنة الابتلاء والتمحيص على المؤمنين، تجري سنة الإملاء والاستدراج على الكافرين والظالمين، قال تعالى: {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين} آل عمران 178. الأمر الثالث: أن لا يحقر في مسار التدافع بين الحق والباطل من المعروف شيئا، كمن يقل: ما جدوى الوقفات والمسيرات والبيانات والمقالات والتدوينات والمحاضرات والندوات والأشعار والمسرحيات والمقاطعات وما إلى ذلك؟ لو لم يكن لها أي جدوى لما قال صلى الله عليه وسلم: 'من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان'، ولاكتفى بالقول: 'من رأى منكم منكرا فليغيره بيده.' ولم يزد عليها؛ إذ لا جدوى من التغيير باللسان والتغيير بالقلب على زعم من يدعي ذلك ويقول به. ولما قال كذلك: 'جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم'؛ إذ ما جدوى التغيير بالألسنة على زعم من ينفي أثرها وجدواها؟ فكلام الرسول صلى الله عليه وسلم أبلغ في بيان جدوى تلك الوسائل جميعها، وفي إثبات أثرها في الدنيا والآخرة. ولو لم يكن لتلك الوسائل والأسباب من أثر إلا الإعذار إلى الله تعالى ببذل ما في الوسع والاستطاعة تبرئة للذمة لكان لازما القيام بها، فما بالك أن لها آثارا نافعة بإذن الله تعالى لا تخفى إلا على من عميت بصيرته. الأمر الرابع: أن يعلم يقينا أنه مأجور على أخذه بالأسباب المقدور عليها بصرف النظر عن النتائج والمسببات التي تخضع لإرادة الله ومشيئته، فهو الذي يجريها متى شاء وكيف شاء، {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} يوسف 21. (ثانيا) ألَّا يقف موقفًا متذبذبًا بين أهل الحق وأهل الباطل؛ محايدا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء؛ فإن ذلك من صفات المنافقين الذين قال فيهم الله عز وجل: ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾ [النساء: 143]. (ثالثا) ألَّا يغتر بكثرة أتباع الباطل، ولا يتأثر سلبا بذلك؛ فتضعف همته ويتسرب إليه اليأس والفتور، بل يلزم الحق وإن قل أهله ومناصروه، قال بعض السلف: 'عليك بطريق الهدى، ولا يضرنك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة، ولا يغرنك كثرة الهالكين'. فقد أنبأنا الله تعالى في كتابه أن الباطل أكثر أتباعا من الحق، قال تعالى: {وإن تطع أكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله} الأنعام 116، والآيات القرآنية في ذلك كثيرة، ومع ذلك ينبغي للمؤمن الثبات على الحق، ومدافعة الباطل، دون يأس أو فتور. (رابعا) ألَّا يقنط ولا ييأس إذا أصاب أهل الحق نكبة، أو علا صوت أهل الباطل حينًا؛ فإن العاقبة للحق وأهله. إيطاليا تلغراف الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف السابق فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيادات جمركية بنسبة 35 % على كندا

"لانكبة مع الجهاد"
"لانكبة مع الجهاد"

إيطاليا تلغراف

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • إيطاليا تلغراف

"لانكبة مع الجهاد"

د. إدريس أوهنا نشر في 16 مايو 2025 الساعة 20 و 15 دقيقة إيطاليا تلغراف د. إدريس أوهنا النكبة ليست حدثا تاريخيا مضى، نتفاعل مع ذكراه 77، بل هو حدث مستمر في الحاضر في سياق استكمال سرقة أرض فلسطين، وتهجير أهلها قسرا بما نشاهده ويشاهده العالم كله من حصار وتجويع وتقتيل وإبادة جماعية وتطهير عرقي، ضدا على جميع المواثيق والقوانين الدولية، وانتهاكا لكل الأخلاق والحقوق الإنسانية. ولا حل للنكبة الماضية الحاضرة، القديمة والمستمرة، إلا بالجهاد.. هذه الشعيرة العظيمة التي أراد لها أعداء الأمة الإسلامية والمعتدون على أراضيها وأعراضها ومقدساتها أن تصير منسية، أو مرادفة للإرهاب؛ كي لا يقف في وجه عدوانهم واحتلالهم وتوسعهم في العالم العربي والإسلامي شيء. ولذلك أقول لا نكبة مع الجهاد، إنما النكبة عندما تتولى الأمة عن ذروة سنام دينها وسر شرفها وعزتها ألا وهو: الجهاد في سبيل الله. إنما النكبة عندما تنطفئ جذوة الجهاد في قلوب المسلمين، وتندرس معاني الجهاد في وعيهم وثقافتهم؛ ولذلك وجب علينا أكثر من أي وقت مضى أن نعمل على إحياء مفهوم الجهاد بمعناه الخاص وبمعناه العام في أوساط المسلمين، في عقولهم وقلوبهم وثقافتهم، الثقافة بما هي -على حد تعبير مالك بن نبي- نظرية في السلوك قبل أن تكون نظرية في المعرفة. والجهاد بمعناه الخاص هو القتال أو الجهاد العسكري، ومن النصوص الشرعية المؤصلة له في كتاب الله تعالى قوله تعالى: – {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} البقرة 190 -{والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم}، وغيرها كثير. ومن السنة النبوية والحديث في صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم: -'رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها' -'والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل' رواه البخاري (2797) ومسلم (1876) باختلاف يسير. – وقال في حديث آخر: 'رَأسُ الأَمرِ الإِسلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِروَةُ سَنَامِهِ الجِهَاد' [أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، برقم (2408)، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي، وأخرجه غيره] ويدخل في هذا الجهاد إعداد وسائله وأسبابه، أي إعداد القوة العسكرية، عقيدة، وعلما وتقنية، وعدة وعتادا، وما مثال باكستان عنا ببعيد. ولا بد إلى جانب إحياء مفهوم الجهاد بمعناه الخاص في أوساط الأمة من إحياء الجهاد بمعناه العام كذلك، وهو أنواع، يمكن إجمالها في ثلاثة أنواع: – الجهاد المالي، وقد ورد معطوفا على الجهاد بالنفس في آيات، وتقدم الجهاد بالنفس في آيات، ونخص بالذكر في هذا المقام الإسناد المالي للمقاومة الفلسطينية. (دعم المقاومة بالتطوع المالي، وبمال الزكاة أو بعضه، وبثمن أضحية العيد أو بعضه، على قدر استطاعة كل أحد) – الجهاد الروحي: وهو جهاد ميدانه النفس الإنسانية والوساوس الشيطانية، وجاء فيه قوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} العنكبوت69، وفي هذا النوع من الجهاد قال عليه الصلاة والسلام: 'المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله' [رواه أحمد في المسند (23958)، والحاكم في الإيمان وصححه على شرط مسلم، وغيرهما]. ومن جملة الطاعات الدعاء وباستمرار لإخواننا في غزة وفلسطين وفي كل مكان في صلواتنا وخارج صلواتنا. ويدخل في هذا الجهاد الروحي الصبر على الطاعات عموما بحمل النفس على القيام بها، والصبر على المعاصي بحبس النفس دون ارتكابها، والصبر على المصائب والابتلاءات بترويض النفس على تحملها والرضا والتسليم بقدر الله فيها، وعدم اليأس من رحمة الله وفرجه ونصره. وأساس هذا الجهاد التربية القرآنية الإيمانية التي تبني الشخصية المسلمة بناء قويا متوازنا. – الجهاد المدني: وهو الجهاد السلمي الذي يسهم في إصلاح المجتمع والأمة ويعالج مشكلاتهما، ويسهم من خلال ذلك في نصرة القضية الفلسطينية ودعمها، ويشمل مجالات عدة: ومنها المجال الدعوي الإعلامي باللسان والقلم والصورة، قال الله تعالى في سورة الفرقان خطابا لرسوله صلى الله عليه وسلم: 'فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا' الفرقان52، جاهدهم به: أي بالقرآن، فاعتبر الجهاد بالبيان والقرآن جهادا، بل جهادا كبيرا. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم' [رواه أحمد في المسند (12246)، والحاكم في الجهاد (ج1، ص81)، وصححه على شرط مسلم، وغيرهما]. ويدخل في المجال الدعوي والإعلامي هذا: البيان الشفهي بالمحاضرات والندوات والكلمات والبودكاستات والخطب والدروس والأشعار.. وكذا البيان التحريري عن طريق الكتب والمجلات والدراسات والبحوث والمقالات، والبيانات والبلاغات، والتدوينات والتغريدات، التي تخاطب الناس على مختلف مستوياتهم ولغاتهم، كل بما يليق به. ويدخل فيه كذلك البيان الإعلامي والمعلوماتي المتمثل في الأعمال الدرامية عن طريق الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والسكيتشات وغيرها، وعن طريق القنوات الإعلامية والفضائيات، وعن طريق شبكة المعلومات العالمية (الإنترنيت)، ووسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها وتنوعها. ومن مجالات الجهاد المدني كذلك ولا يسع الوقت للتفصيل فيها: المجال العلمي والثقافي، والمجال الاجتماعي والأسري، والمجال الاقتصادي كسبا وإنفاقا، والمجال التعليمي والتربوي، والمجال الصحي والطبي(ولا يخفى دور الأطباء وتضحياتهم في مستشفيات غزة جزاهم الله خيرا، ومنهم مغاربة نفخر بهم وبجهادهم…) عموما وختاما أقول: طوفان الأقصى أذن في الأمة بالجهاد والمقاومة سبيلا لعزتها وشرفها وحريتها واستقلالها، ولا نكبة مع الجهاد، وإنه لجهاد نصر أو استشهاد. إيطاليا تلغراف السابق 'صفقة القرن'… عندما تصبح الكرامة العربية سلعة!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store