logo
#

أحدث الأخبار مع #إدريسأوهنا

"لانكبة مع الجهاد"
"لانكبة مع الجهاد"

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 5 أيام

  • سياسة
  • إيطاليا تلغراف

"لانكبة مع الجهاد"

د. إدريس أوهنا نشر في 16 مايو 2025 الساعة 20 و 15 دقيقة إيطاليا تلغراف د. إدريس أوهنا النكبة ليست حدثا تاريخيا مضى، نتفاعل مع ذكراه 77، بل هو حدث مستمر في الحاضر في سياق استكمال سرقة أرض فلسطين، وتهجير أهلها قسرا بما نشاهده ويشاهده العالم كله من حصار وتجويع وتقتيل وإبادة جماعية وتطهير عرقي، ضدا على جميع المواثيق والقوانين الدولية، وانتهاكا لكل الأخلاق والحقوق الإنسانية. ولا حل للنكبة الماضية الحاضرة، القديمة والمستمرة، إلا بالجهاد.. هذه الشعيرة العظيمة التي أراد لها أعداء الأمة الإسلامية والمعتدون على أراضيها وأعراضها ومقدساتها أن تصير منسية، أو مرادفة للإرهاب؛ كي لا يقف في وجه عدوانهم واحتلالهم وتوسعهم في العالم العربي والإسلامي شيء. ولذلك أقول لا نكبة مع الجهاد، إنما النكبة عندما تتولى الأمة عن ذروة سنام دينها وسر شرفها وعزتها ألا وهو: الجهاد في سبيل الله. إنما النكبة عندما تنطفئ جذوة الجهاد في قلوب المسلمين، وتندرس معاني الجهاد في وعيهم وثقافتهم؛ ولذلك وجب علينا أكثر من أي وقت مضى أن نعمل على إحياء مفهوم الجهاد بمعناه الخاص وبمعناه العام في أوساط المسلمين، في عقولهم وقلوبهم وثقافتهم، الثقافة بما هي -على حد تعبير مالك بن نبي- نظرية في السلوك قبل أن تكون نظرية في المعرفة. والجهاد بمعناه الخاص هو القتال أو الجهاد العسكري، ومن النصوص الشرعية المؤصلة له في كتاب الله تعالى قوله تعالى: – {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} البقرة 190 -{والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم}، وغيرها كثير. ومن السنة النبوية والحديث في صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم: -'رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها' -'والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل' رواه البخاري (2797) ومسلم (1876) باختلاف يسير. – وقال في حديث آخر: 'رَأسُ الأَمرِ الإِسلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِروَةُ سَنَامِهِ الجِهَاد' [أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، برقم (2408)، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي، وأخرجه غيره] ويدخل في هذا الجهاد إعداد وسائله وأسبابه، أي إعداد القوة العسكرية، عقيدة، وعلما وتقنية، وعدة وعتادا، وما مثال باكستان عنا ببعيد. ولا بد إلى جانب إحياء مفهوم الجهاد بمعناه الخاص في أوساط الأمة من إحياء الجهاد بمعناه العام كذلك، وهو أنواع، يمكن إجمالها في ثلاثة أنواع: – الجهاد المالي، وقد ورد معطوفا على الجهاد بالنفس في آيات، وتقدم الجهاد بالنفس في آيات، ونخص بالذكر في هذا المقام الإسناد المالي للمقاومة الفلسطينية. (دعم المقاومة بالتطوع المالي، وبمال الزكاة أو بعضه، وبثمن أضحية العيد أو بعضه، على قدر استطاعة كل أحد) – الجهاد الروحي: وهو جهاد ميدانه النفس الإنسانية والوساوس الشيطانية، وجاء فيه قوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} العنكبوت69، وفي هذا النوع من الجهاد قال عليه الصلاة والسلام: 'المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله' [رواه أحمد في المسند (23958)، والحاكم في الإيمان وصححه على شرط مسلم، وغيرهما]. ومن جملة الطاعات الدعاء وباستمرار لإخواننا في غزة وفلسطين وفي كل مكان في صلواتنا وخارج صلواتنا. ويدخل في هذا الجهاد الروحي الصبر على الطاعات عموما بحمل النفس على القيام بها، والصبر على المعاصي بحبس النفس دون ارتكابها، والصبر على المصائب والابتلاءات بترويض النفس على تحملها والرضا والتسليم بقدر الله فيها، وعدم اليأس من رحمة الله وفرجه ونصره. وأساس هذا الجهاد التربية القرآنية الإيمانية التي تبني الشخصية المسلمة بناء قويا متوازنا. – الجهاد المدني: وهو الجهاد السلمي الذي يسهم في إصلاح المجتمع والأمة ويعالج مشكلاتهما، ويسهم من خلال ذلك في نصرة القضية الفلسطينية ودعمها، ويشمل مجالات عدة: ومنها المجال الدعوي الإعلامي باللسان والقلم والصورة، قال الله تعالى في سورة الفرقان خطابا لرسوله صلى الله عليه وسلم: 'فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا' الفرقان52، جاهدهم به: أي بالقرآن، فاعتبر الجهاد بالبيان والقرآن جهادا، بل جهادا كبيرا. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم' [رواه أحمد في المسند (12246)، والحاكم في الجهاد (ج1، ص81)، وصححه على شرط مسلم، وغيرهما]. ويدخل في المجال الدعوي والإعلامي هذا: البيان الشفهي بالمحاضرات والندوات والكلمات والبودكاستات والخطب والدروس والأشعار.. وكذا البيان التحريري عن طريق الكتب والمجلات والدراسات والبحوث والمقالات، والبيانات والبلاغات، والتدوينات والتغريدات، التي تخاطب الناس على مختلف مستوياتهم ولغاتهم، كل بما يليق به. ويدخل فيه كذلك البيان الإعلامي والمعلوماتي المتمثل في الأعمال الدرامية عن طريق الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والسكيتشات وغيرها، وعن طريق القنوات الإعلامية والفضائيات، وعن طريق شبكة المعلومات العالمية (الإنترنيت)، ووسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها وتنوعها. ومن مجالات الجهاد المدني كذلك ولا يسع الوقت للتفصيل فيها: المجال العلمي والثقافي، والمجال الاجتماعي والأسري، والمجال الاقتصادي كسبا وإنفاقا، والمجال التعليمي والتربوي، والمجال الصحي والطبي(ولا يخفى دور الأطباء وتضحياتهم في مستشفيات غزة جزاهم الله خيرا، ومنهم مغاربة نفخر بهم وبجهادهم…) عموما وختاما أقول: طوفان الأقصى أذن في الأمة بالجهاد والمقاومة سبيلا لعزتها وشرفها وحريتها واستقلالها، ولا نكبة مع الجهاد، وإنه لجهاد نصر أو استشهاد. إيطاليا تلغراف السابق 'صفقة القرن'… عندما تصبح الكرامة العربية سلعة!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store