أحدث الأخبار مع #إديثبياف،


بطولات
منذ 3 أيام
- أعمال
- بطولات
مستعينًا بأسطورة غناء فرنسية.. نادي رامي ربيعة الجديد يقدمه بطريقة سينمائية مثيرة
حسم رامي ربيعة مدافع الأهلي السابق، فريقه الجديد بعد أن أتم الانتقال إليه في صفقة انتقال حر. وكان رامي ربيعة قد رحل عن الأهلي بعد نهاية الموسم المنقضي للدوري المصري 2024-2025، بعد مسيرة طويلة منذ صعوده للفريق الأول عام 2010. وصف أحدهم بالأفضل على مر العصور.. فيفا يستعرض تاريخ ثلاثي أيقوني في الأهلي قبل المشاركة بـ كأس العالم للأندية ونشر الحساب الرسمي لنادي العين عبر موقع التواصل الاجتماعي "X": "تدخلاته دائما في الوقت الحاسم"، كما استعان النادي الإماراتي بإحدى أغنيات أسطورة الغناء الفرنسي إديث بياف، للإعلان عن التعاقد مع المدافع المصري. وفاز رامي ربيعة مع الأهلي بلقب الدوري المصري في الموسم الماضي بعد صراع قوي مع نادي بيراميدز حتى الجولة الأخيرة. ومن المتوقع أن يشارك رامي ربيعة مع العين الإماراتي في بطولة كأس العالم للأندية المقبلة بالولايات المتحدة الأمريكية. ويتواجد العين في المجموعة السابعة من كأس العالم للأندية بجوار أندية مانشستر سيتي الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي والوداد المغربي.


القدس العربي
منذ 3 أيام
- ترفيه
- القدس العربي
«أدب ما فوق الخمسين درجة مئوية»
قبل أيام كنتُ أتأمل وجه صديقة أجنبية في مقهى مسكون بالضجيج. كانت تتحدث عن نفسها بهدوء وروية، وشيء من اللامبالاة الذي لا يشير إلى المناخ الحالي، ولا إلى الجو العام الذي يحيط بنا. بدأت حديثها بوصف طقسية تحضير قهوتها صباحاً وأجوائها النهارية المشوبة بصوت إديث بياف، وعاطفتها الدافئة في احتضان مذكراتها التي اعتادت على كتابتها بالقرب من نافذة توزع كسراً من أشعة الشمس. وهكذا راحت صديقتي تصف لي بدقة لذيذة وببطء ساحر يومياتها الزاخرة بالتفاصيل المتمهلة، حتى قاطعتها على عجل؛ ذلك لأن إيقاعها لم يكن على وتيرة واحدة مع هرولة المكان من حولنا. أسرعتُ في لهجتي كي تقبض معي على نبرة اللحظة الراهنة، وسألتها: ماذا تقرأين هذه الأيام؟ وكنتُ قد دعوت الله في قلبي أن تبتعد عن كل ما هو روسي في هذا التموز اللاهب. فأجابت في تريث مقصود: – دوستويفسكي. كنتُ كمن لفحته الإجابة وحطّ على كتفه رداء من الصوف الروسي في نهار حار تتضرع فيه الأشجار من خلف زجاج المقهى برشفة من الماء البارد. هكذا رحت أغلي من شدة الحر والغيظ، فأجبتها: هذا ما أسميه الأدب الشتوي؛ إذ إنّ التناقض المسلي بين أصياف بغداد وشتاء الروايات الروسية مثلاً، هو أعلى درجات المفارقة بين الواقع والخيال، بين قارئ تتصبب جبهته عرقاً وبطل رواية تتجمد أصابعه في جيوب معطفه. لذلك، في رأيي أن دوستويفسكي يشبه شتاء بلاده، بل هو جوهر ذلك الشتاء. وأنا أتحاشى قراءة «الليالي البيضاء» قبل أن يدخل علينا تشرين الأول في أقل تقدير. قالت بتعجب، وماذا تقرأين في الصيف؟ – أحب أن أقرأ الأدب النيجيري، لأن كاتبة مثل شماماندا مثلاً تعرف كيف تجعلني أشعر بالهزل المصاحب لهذا الفصل في بلادها؛ حتى لو كانت ترزح تحت وطأة الصواريخ، فإنّ لدى مجتمعها خبرة عميقة في إيجاد الحلول غير المألوفة إذا ما صادفهُ ظرف قاسٍ في هذا الفصل، لأن المهيمن في مثل هذه الموضوعات هو المناخ. والاستغراق في مناخ مغاير عن الواقع أثناء القراءة يزيد من الشعور بثقل المعاطف في الصيف مثلاً وهبات النسائم الباردة في الشتاء. انتبهت أثناء حديثي أنها كانت ترتدي بلوفر بني اللون لا يخلو من السماكة. فاستدركت قائلة: هل تعتقدين أن هذا البلوفر مناسب لنهايات شهر تموز في بلادنا العربية؟ أجابت بنعم، وعلى وجهها سمات الهدوء والرضا وشيء من الاستغراب. فاقترحت مع نفسي تجنباً للجدال، أنها تحمل جينات تساعدها على اجتياز هذه الشهور القائظة دون الحاجة إلى الاستغاثة بجهاز تبريد. سألتها بجدية إن كانت مستعدة لتقويض جيناتها اللطيفة بجينات امرأة عراقية عانى أجدادها السومريون من ارتفاع درجات الحرارة منذ الأزل؛ حتى إن أساطير بلاد ما بين النهرين اضطرّت لتسمية أحد أهم آلهتها المسؤولة عن الرعاة باسم «تموز» تضرعاً وتقرباً من هذا الشهر المتعجرف، بغية أن يخفف من شدة سطوته عليهم؟ أبدت صديقتي إيماءة بالموافقة، ثم سألتني عن الفائدة التي ستعود لها من هذه المقايضة؟ قلت نحن -كتاب ما بين النهرين- نكتب تحت سطوة شموسنا الأبدية. نقرأ في الصيف مثل النمل الذي يجمع قوت الشتاء، ونفضل الكتابة تحت لسعات البرد ونقرات المطر على السقوف. وعندما يداهمنا شتاء الروايات الثقيل، نعيش برداً افتراضياً بخيالات الثلج الذي يفترش كل ما حولنا إلا الواقع. وحين تتحدث الآنسة جين أوستن عن صيف أبطالها، نضحك من القلب، لأنهم يتجولون في الغابات تحت قهقهة الظلال الباردة، بينما نتجول نحن ذهاباً وإياباً في المتر الوحيد الرطيب نسبياً أمام فوهة «مبردة» الصالة. الذكريات الشتائية في بلادنا كثيفة، حميمية، ملاصقة للروح، وعاطفية. لذلك، كان الشتاء وطنياً دائماً، بينما الصيف للسفر والترحال أو اختراع قيلولة الظهيرة. إنه الكسل الاضطراري، الكسل الذي يحتاجهُ الكاتب لاقتراح مشغله السري في لملمة التجارب وصقلها. الشتاء للمدرسة، والصيف للعطلة الطويلة البلهاء. نحن نحصي الصفوف الدراسية، ولا نعد أعمارنا على أيام العطل. الصباح الشتائي صباح مكتمل بشخصية واضحة وجلية، وربما كاريزمية، وتكاد صباحات الصيف كلها أن تأتي بلا معنى سوى القفز فوق حقل الممارسة اليومية والقراءات المسلية. المطر في النصف الشمالي من الكوكب يجلب الكآبة، وفي شرقنا الأوسط هو البهجة السماوية والمرح الذي يتقافز من وراء البيوت. إن الصيف لديكم هو الشتاء بالنسبة لنا. تقول جيني هاب: «الصيف الذي أصبحت فيه جميلة»، فتخيلي لو أصبحتِ في كل الفصول كذلك. ضحكت صديقتي ضحكة صيفية بمزاج يشبه المكان أخيراً، وقالت إن كنتُ أريد جيناتكِ، فأنا أفضلها الآن فقط لأتحلى بهذه القدرة على المراوغة واختلاق الحقائق. -لا يعنيني الأمر، المهم أن أشعر بالاسترخاء في آب القادم يا صديقتي.