logo
#

أحدث الأخبار مع #إسإسبرينستون،

هل إسرائيل قادرة على شن هجوم ضد إيران وتحمل تبعاته؟
هل إسرائيل قادرة على شن هجوم ضد إيران وتحمل تبعاته؟

القدس العربي

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • القدس العربي

هل إسرائيل قادرة على شن هجوم ضد إيران وتحمل تبعاته؟

لندن-«القدس العربي»: يجري الحديث عن احتمال هجوم إسرائيلي على إيران لتدمير المنشآت النووية، ويتزامن هذا في ظل غياب تواجد عسكري أمريكي وأوروبي مكثف في منطقة الشرق الأوسط عكس السنة الماضية، مما يطرح تساؤلات حول جدوى هجوم إسرائيل وهل هي قادرة على تحمل تبعاته العسكرية والسياسية. وتفيد مختلف المعطيات المتداولة حتى الآن إلى تصاعد خطر وقوع هجوم إسرائيلي على المنشآت الإيرانية. ولعل أبرز هذه المعطيات هو تصريح مسؤول إيراني كبير، الخميس من الأسبوع الجاري، لوكالة رويترز، بأن دولة صديقة لطهران أخبرتها باحتمال هجوم عسكري على المنشآت المذكورة. في الوقت ذاته، تنقل كبريات وسائل الإعلام الأمريكية مثل نيويورك تايمز وسي إن إن، أخباراً تفيد باختلاف بين إدارة الرئيس دونالد ترامب والكيان الإسرائيلي حول جدوى هذا الهجوم على إيران في هذا التوقيت، لاسيما في ظل استمرار المباحثات بين واشنطن وطهران حول الملف الإيراني، وهناك جولة مرتقبة يوم الأحد المقبل في سلطنة عمان. وكانت واشنطن قد سربت خلال أكتوبر الماضي وثائق حول الاستعداد الإسرائيلي لضرب إيران، ما فسره الخبراء بأن واشنطن تعارض هذا الهجوم خوفاً من تبعاته على الشرق الأوسط. ويبقى التساؤل الجوهري هو: هل إسرائيل قادرة على تنفيذ الهجوم العسكري منفردة وتحمل تبعات الرد الإيراني؟ يأتي التساؤل من أن إسرائيل ورغم تفوقها العسكري، تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الغربي، وعلى رأسه الأمريكي، في مواجهة أي رد استراتيجي واسع النطاق من طهران. وكانت القوى الغربية التي كانت متمركزة في الشرق الأوسط هي التي واجهت بشكل رئيسي الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل ليلة 13 أبريل/نيسان وفجر 14 أبريل 2024. وكانت إيران قد ضربت وقتها إسرائيل بـ 300 صاروخ وأكثر من 150 طائرة مسيرة، وتولت حاملات الطائرات والمدمرات الأمريكية والفرقاطات الفرنسية والألمانية والبريطانية وكذلك المقاتلات، اعتراض معظم هذه الصواريخ والمسيرات، علاوة على استعمال البنتاغون وقتها أنظمة دفاع جوي متطورة مثل ثاذ وأيجيس، لاعتراض الصواريخ الأمريكية. وبالمقارنة، فإن الوجود العسكري الغربي في الشرق الأوسط وشرق المتوسط خلال عام 2024 كان الأعلى من نوعه منذ الحرب على العراق عام 2003. فقد شهدت المنطقة حينها تمركز عدد كبير من السفن الحربية، من بينها حاملتا طائرات أمريكيتان وأكثر من ست مدمرات وغواصات، وذلك في إطار الاستعداد لاعتراض أي هجوم صاروخي محتمل من إيران. أما الآن، فقد تقلص هذا التواجد بشكل ملحوظ لاسيما بعد الاتفاق الأمريكي-اليمني الشهر الماضي، إذ لم يتبقَ، وفق خريطة التمركز التي نشرها المعهد البحري الأمريكي الإثنين من الأسبوع الجاري، سوى حاملة الطائرات كارل فينسن المتمركزة في بحر العرب، ترافقها مجموعة قتالية تضم الطراد يو إس إس برينستون، ومدمرتين هما: يو إس إس ستيريت، ويو إس إس ويليام بي. لورانس. في المقابل، لا توجد حالياً أي سفن حربية أمريكية أو أوروبية كبيرة في البحر الأحمر أو شرق المتوسط. وانطلاقًا من هذا التراجع في التمركز الحربي البحري، فإن أي تصعيد محتمل -مثل شن إسرائيل لهجوم ورد إيراني واسع النطاق- سيضع منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية أمام تحدٍ كبير. فهذه المنظومة مصمّمة أساسًا للتعامل مع الصواريخ قصيرة إلى متوسطة المدى، وقد لا تكون كافية وحدها في مواجهة وابل من الصواريخ بعيدة المدى أو المتطورة. بالتالي، من غير المرجّح أن يتكرر سيناريو ليلة 13 أبريل/ نيسان 2024، عندما لعب التمركز الكثيف للسفن الحربية الغربية في البحر الأحمر وبحر العرب وشرق المتوسط دورًا حاسمًا في اعتراض الغالبية العظمى من الصواريخ الإيرانية، هذه المرة قد تجد إسرائيل نفسها تقريبًا وحيدة. ومع ذلك، إسرائيل قادرة على شن هجوم بمفردها، لكن الهجوم لا يضمن نتائج حاسمة، فقد تكون المنشآت النووية الإيرانية محصّنة بعمق وموزعة جغرافيًا، كما أن الرد الإيراني سيكون مكثفًا. وبالتالي، حتى في ظل الدعم الغربي، فإن أي هجوم سيكون مقامرة استراتيجية، محفوفة بتداعيات إقليمية قد تشمل حربًا شاملة تمتد إلى الخليج وشرق المتوسط. وعمومًا، ما جرى ليلة 13 وفجر 14 أبريل 2025 من الدور الحاسم للردع والدفاع المشترك في تقليل الأضرار ومنع التصعيد مع إيران، يطرح الآن الشكوك حول قدرة إسرائيل على تكرار مثل هذا السيناريو بمفردها في حال غاب الغطاء الغربي في أي مواجهة قادمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store