
هل إسرائيل قادرة على شن هجوم ضد إيران وتحمل تبعاته؟
لندن-«القدس العربي»: يجري الحديث عن احتمال هجوم إسرائيلي على إيران لتدمير المنشآت النووية، ويتزامن هذا في ظل غياب تواجد عسكري أمريكي وأوروبي مكثف في منطقة الشرق الأوسط عكس السنة الماضية، مما يطرح تساؤلات حول جدوى هجوم إسرائيل وهل هي قادرة على تحمل تبعاته العسكرية والسياسية.
وتفيد مختلف المعطيات المتداولة حتى الآن إلى تصاعد خطر وقوع هجوم إسرائيلي على المنشآت الإيرانية. ولعل أبرز هذه المعطيات هو تصريح مسؤول إيراني كبير، الخميس من الأسبوع الجاري، لوكالة رويترز، بأن دولة صديقة لطهران أخبرتها باحتمال هجوم عسكري على المنشآت المذكورة. في الوقت ذاته، تنقل كبريات وسائل الإعلام الأمريكية مثل نيويورك تايمز وسي إن إن، أخباراً تفيد باختلاف بين إدارة الرئيس دونالد ترامب والكيان الإسرائيلي حول جدوى هذا الهجوم على إيران في هذا التوقيت، لاسيما في ظل استمرار المباحثات بين واشنطن وطهران حول الملف الإيراني، وهناك جولة مرتقبة يوم الأحد المقبل في سلطنة عمان. وكانت واشنطن قد سربت خلال أكتوبر الماضي وثائق حول الاستعداد الإسرائيلي لضرب إيران، ما فسره الخبراء بأن واشنطن تعارض هذا الهجوم خوفاً من تبعاته على الشرق الأوسط.
ويبقى التساؤل الجوهري هو: هل إسرائيل قادرة على تنفيذ الهجوم العسكري منفردة وتحمل تبعات الرد الإيراني؟ يأتي التساؤل من أن إسرائيل ورغم تفوقها العسكري، تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الغربي، وعلى رأسه الأمريكي، في مواجهة أي رد استراتيجي واسع النطاق من طهران. وكانت القوى الغربية التي كانت متمركزة في الشرق الأوسط هي التي واجهت بشكل رئيسي الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل ليلة 13 أبريل/نيسان وفجر 14 أبريل 2024. وكانت إيران قد ضربت وقتها إسرائيل بـ 300 صاروخ وأكثر من 150 طائرة مسيرة، وتولت حاملات الطائرات والمدمرات الأمريكية والفرقاطات الفرنسية والألمانية والبريطانية وكذلك المقاتلات، اعتراض معظم هذه الصواريخ والمسيرات، علاوة على استعمال البنتاغون وقتها أنظمة دفاع جوي متطورة مثل ثاذ وأيجيس، لاعتراض الصواريخ الأمريكية. وبالمقارنة، فإن الوجود العسكري الغربي في الشرق الأوسط وشرق المتوسط خلال عام 2024 كان الأعلى من نوعه منذ الحرب على العراق عام 2003. فقد شهدت المنطقة حينها تمركز عدد كبير من السفن الحربية، من بينها حاملتا طائرات أمريكيتان وأكثر من ست مدمرات وغواصات، وذلك في إطار الاستعداد لاعتراض أي هجوم صاروخي محتمل من إيران.
أما الآن، فقد تقلص هذا التواجد بشكل ملحوظ لاسيما بعد الاتفاق الأمريكي-اليمني الشهر الماضي، إذ لم يتبقَ، وفق خريطة التمركز التي نشرها المعهد البحري الأمريكي الإثنين من الأسبوع الجاري، سوى حاملة الطائرات كارل فينسن المتمركزة في بحر العرب، ترافقها مجموعة قتالية تضم الطراد يو إس إس برينستون، ومدمرتين هما: يو إس إس ستيريت، ويو إس إس ويليام بي. لورانس. في المقابل، لا توجد حالياً أي سفن حربية أمريكية أو أوروبية كبيرة في البحر الأحمر أو شرق المتوسط.
وانطلاقًا من هذا التراجع في التمركز الحربي البحري، فإن أي تصعيد محتمل -مثل شن إسرائيل لهجوم ورد إيراني واسع النطاق- سيضع منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية أمام تحدٍ كبير. فهذه المنظومة مصمّمة أساسًا للتعامل مع الصواريخ قصيرة إلى متوسطة المدى، وقد لا تكون كافية وحدها في مواجهة وابل من الصواريخ بعيدة المدى أو المتطورة. بالتالي، من غير المرجّح أن يتكرر سيناريو ليلة 13 أبريل/ نيسان 2024، عندما لعب التمركز الكثيف للسفن الحربية الغربية في البحر الأحمر وبحر العرب وشرق المتوسط دورًا حاسمًا في اعتراض الغالبية العظمى من الصواريخ الإيرانية، هذه المرة قد تجد إسرائيل نفسها تقريبًا وحيدة.
ومع ذلك، إسرائيل قادرة على شن هجوم بمفردها، لكن الهجوم لا يضمن نتائج حاسمة، فقد تكون المنشآت النووية الإيرانية محصّنة بعمق وموزعة جغرافيًا، كما أن الرد الإيراني سيكون مكثفًا. وبالتالي، حتى في ظل الدعم الغربي، فإن أي هجوم سيكون مقامرة استراتيجية، محفوفة بتداعيات إقليمية قد تشمل حربًا شاملة تمتد إلى الخليج وشرق المتوسط.
وعمومًا، ما جرى ليلة 13 وفجر 14 أبريل 2025 من الدور الحاسم للردع والدفاع المشترك في تقليل الأضرار ومنع التصعيد مع إيران، يطرح الآن الشكوك حول قدرة إسرائيل على تكرار مثل هذا السيناريو بمفردها في حال غاب الغطاء الغربي في أي مواجهة قادمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 35 دقائق
- القدس العربي
اضطرابات تندلع في مركز احتجاز مهاجرين في نيوجيرسي
نيو آرك- أمريكا: شابك محتجون خارج مركز احتجاج اتحادي تابع لإدارة الهجرة في نيوجيرسي أذرعهم ودفعوا الحواجز بينما مرت المركبات عبر البوابات، وذكر المحتجزون بالداخل أن الوجبات يتم تأخيرها، وأشار عمدة نيو آرك إلى تقارير بشأن انتفاضة محتملة وهروب بعد اندلاع الاضطراب في المنشأة. وما زالت هناك أمور كثيرة لم تتضح بشأن ما حدث في منشأة 'ديلاني هول' في نيو آرك، حيث فتحت قوات إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك مقرا يضم 1000 سرير العام الجاري في إطار الحملة الصارمة التي يشنها الرئيس دونالد ترامب على الهجرة غير الشرعية. وذكرت إيمي توريس، المديرة التنفيذية للتحالف من أجل العدالة للمهاجرين في نيوجيرسي أن بعض رجال الشرطة رشوا المحتجين برذاذ الفلفل وطرحوهم أرضا وسحبوهم بعيدا عن المنشأة. وأوضحت أن بعض المهاجرين تعرضوا لإصابات طفيفة، لكن لم تصدم المركبات أحدا. (أ ب)


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
الدولار يقفز بعد قصف إسرائيل لإيران
عواصم: اتجه الدولار نحو أكبر ارتفاع يومي له في شهر اليوم الجمعة مع اندفاع المتعاملين إلى العملة الأمريكية وغيرها من أصول الملاذ الآمن مثل الذهب، وذلك بعد أن شنت إسرائيل ضربات واسعة النطاق على إيران. وأعلنت إسرائيل أنها استهدفت مجموعة كبيرة من الأهداف العسكرية في إيران. ومن المقرر أن يعقد مسؤولون أمريكيون وإيرانيون جولة سادسة من المحادثات في سلطنة عمان يوم الأحد حول برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم. وأشار سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة إلى أن تصميم الحكومة الإسرائيلية على قصف أهداف إيرانية هو قرار مستقل. في بداية التعاملات، ارتفع الفرنك السويسري والين الياباني قبل أن يتراجعا أمام الدولار الذي كان حتى وقت قريب الملاذ الآمن الأساسي في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية أو المالية. وحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على منصات التواصل الاجتماعي إيران على التوصل إلى اتفاق محذرا من أن 'الهجمات القادمة المُخطط لها ستكون أكثر ضراوة'. وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 0.9 بالمئة، مع تزايد خسائر اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي على وجه الخصوص. وسجل مؤشر الدولار ارتفاعا 0.85 بالمئة في أحدث التعاملات متجها نحو تحقيق أكبر ارتفاع يومي له منذ 12 مايو أيار. وقالت فيونا سينكوتا المحللة لدى سيتي إندكس 'يعود الدولار إلى دوره التقليدي كملاذ آمن، وهو ما لم نشهده منذ أشهر'. وكسر اليورو موجة صعود استمرت أربعة أيام لينخفض 0.7 بالمئة عند 1.1494 دولار، لكنه لا يزال قريبا من أعلى مستوى له في نحو أربع سنوات والذي سجله أمس الخميس عند 1.163225 دولار. وارتفع الدولار مقابل الين 0.6 بالمئة إلى 144.43 بعد أن لامس أدنى مستوى له خلال الليل عند 142.795 قبل أن يتعافى، بينما ارتفع أيضا مقابل الفرنك السويسري 0.52 بالمئة إلى 0.8147 فرنك. وأقبل المستثمرون أيضا على سندات الخزانة الأمريكية، مما أدى إلى انخفاض العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات بما يصل إلى 4.7 نقطة أساس إلى أدنى مستوى له فيما يزيد على شهر واحد عند 4.31 بالمئة. ورغم المكاسب، اقترب مؤشر الدولار من أدنى مستوى له منذ مارس آذار 2022، والذي سجله في وقت سابق من هذا الأسبوع، ويتجه نحو تسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة واحد بالمئة تقريبا، وهو أكبر انخفاض له في أكثر من ثلاثة أسابيع. ويعزى ذلك إلى حالة الضبابية التي تكتنف الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وقال ترامب بأنه سيحدد شروط التجارة أحادية الجانب مع الاقتصادات الأخرى في الأيام المقبلة. وطالت الخسائر العملات الرقمية أيضا اليوم الجمعة إذ تراجعت بتكوين واحدا بالمئة إلى 105052 دولارا وإيثر بما يزيد على أربعة بالمئة إلى 2538 دولارا. (رويترز)


القدس العربي
منذ 5 ساعات
- القدس العربي
وصف الهجوم الإسرائيلي على إيران بـ'الممتاز'.. ترامب يحذر طهران من 'غارات قادمة أكثر وحشية' ويدعوها لـ'إبرام اتفاق لإنقاذ ما كانت تُعرف بالإمبراطورية الإيرانية'
واشنطن ـ 'القدس العربي': قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة في مقابلة مع قناة 'إيه.بي.سي نيوز' الأمريكية إن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان 'ممتازا'، وحذر من المزيد من الهجمات في المستقبل. ونقل مراسل القناة على منصة إكس عن ترامب قوله 'أعتقد أنه كان ممتازا، منحناهم فرصة ولم يغتنموها، تعرضوا لضربة قوية، قوية جدا… وهناك المزيد (من الهجمات) في المستقبل، أكثر بكثير'. وكان ترامب حذر سابقا اليوم إيران 'من هجمات أكثر وحشية من إسرائيل'، وحثها على إبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي وقال إن الوقت لا يزال متاحا أمام طهران لمنع مزيد من الصراع مع إسرائيل. وقال ترامب على منصة تروث سوشيال (المملوكة له): 'لقد منحت إيران فرصة تلو الأخرى لإبرام صفقة. قلت لهم، بأقوى العبارات، 'افعلوا ذلك فحسب'، لكن مهما حاولوا، ومهما اقتربوا، لم يتمكنوا من ذلك'. وفي إشارة واضحة لأن إسرائيل استعملت أسلحة أمريكية أضاف: 'قلت لهم إن الأمر سيكون أسوأ بكثير مما يعرفونه أو يتوقعونه أو يُقال لهم، وإن الولايات المتحدة تُصنّع أفضل وأخطر المعدات العسكرية في العالم، بلا منازع، وأن إسرائيل تمتلك الكثير منها، وسيأتي المزيد – وهم يعرفون كيف يستخدمونها'. وذهب ترامب للقول 'تحدث (ما وصفهم) ببعض المتشددين الإيرانيين بشجاعة، لكنهم لم يكونوا يعلمون ما سيحدث. لقد ماتوا جميعًا الآن، وسيزداد الأمر سوءًا! لقد شهدنا بالفعل موتًا ودمارًا هائلين، لكن لا يزال هناك وقت لإنهاء هذه المذبحة، مع هجمات مُخطط لها مسبقًا ستكون أكثر وحشية'. وختم ترامب منشوره بالقول 'يجب على إيران إبرام صفقة، قبل أن يضيع كل شيء، وإنقاذ ما كانت تُعرف سابقًا بالإمبراطورية الإيرانية. لا مزيد من الموت، لا مزيد من الدمار، فقط افعلوا ذلك، قبل فوات الأوان. بارك الله فيكم جميعًا!'. وشنت إسرائيل هجمات على إيران فجر اليوم الجمعة وقالت إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين في بداية عملية لمنع طهران من صنع سلاح نووي. ويتكوف 'ما زال يعتزم المشاركة في المحادثات مع إيران بمسقط' وعلى صعيد متصل قالت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية إن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لا يزال يعتزم المشاركة في المباحثات النووية بين إيران والولايات المتحدة المقررة في العاصمة العمانية مسقط في 15 يونيو/حزيران الجاري. ونقلت الصحيفة، الجمعة، ادعاءات مسؤول مطلع على المباحثات النووية فضَّل عدم الكشف عن هويته. وادعى المسؤول أن المبعوث الأمريكي ويتكوف 'ما زال' يعتزم المشاركة في الاجتماع بمسقط. من ناحية أخرى، أعلنت إيران أنها علّقت المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة بعد العدوان الإسرائيلي. أعلنت إيران أنها علّقت المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة بعد العدوان الإسرائيلي في حين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد الهجوم الإسرائيلي في تصريحات عبر الهاتف لقناة 'فوكس نيوز': 'إيران لا تستطيع امتلاك قنبلة نووية، ونأمل أن تعود إلى طاولة المفاوضات'. وأضاف قائلا: 'سنرى ما سيحدث، ثمة بعض الشخصيات القيادية (الإيرانية) لن تعود' في إشارة إلى أنهم قتلوا بالضربات الإسرائيلية. وفجر الجمعة بدأت إسرائيل هجوما واسعا على إيران أطلقت عليه اسم 'الأسد الصاعد'، قصفت خلاله أهدافا نووية بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين وعلماء. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه 'أطلق وبتوجيهات من المستوى السياسي هجوما استباقيا دقيقا ومتكاملا لضرب البرنامج النووي الإيراني'. وأضاف: 'استكملت عشرات الطائرات الحربية قبل قليل الضربة الافتتاحية التي طالت عشرات الأهداف العسكرية التابعة للنظام الإيراني ومن بينها أهداف نووية في مناطق مختلفة من إيران'. بالمقابل، توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي – برسالة وجهها إلى شعبه – إسرائيل، بـ'عقاب صارم'، ردا على الهجمات. وتتهم الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ودول أخرى، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء. وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية.