أحدث الأخبار مع #إليفشافاك


Independent عربية
منذ 3 أيام
- ترفيه
- Independent عربية
إليف شافاك: تعرضت للمحاكمة والإعدام الإلكتروني
أن تكون روائياً في تركيا يختلف تماماً عما يعنيه الأمر في بريطانيا. "إنها تجربة ثقيلة"، تقول إليف شافاك (شفق) التي أتمت عامها الـ53 واكتسبت سمعة بأنها أشهر روائية في بلادها. وفي الحقيقة، أن تكوني روائية في تركيا... فتلك حكاية أخرى. "بين ليلة وضحاها، قد تجدين نفسك أمام المحاكم، تتعرضين للمقاضاة، للتحقيق، للملاحقة، بل حتى لحملة تشهير رقمية تصل إلى حد الإعدام المعنوي"، تقول شافاك. وهي تعرف ذلك من واقع تجربتها الشخصية. فعام 2006، حوكمت بتهمة "إهانة الهوية التركية" بسبب روايتها " لقيطة إسطنبول"، لمجرد أنها اعترفت بالإبادة الجماعية للأرمن، متحدية بذلك الرواية الرسمية للدولة التركية. كانت تلك المرة الأولى التي يخضع فيها عمل أدبي خيالي للمحاكمة بهذه الطريقة. وتضيف: "اقتُبس كلام الشخصيات الخيالية من روايتي ليستخدم كدليل في المحكمة". وفي هذه الأثناء، خارج قاعة المحكمة، "شرع دعاة التطرف القومي بالبصق على صوري وحرقها وحرق علم الاتحاد الأوروبي. كان وضعاً مخيفاً". في نهاية المطاف، حكم ببراءتها من التهم المنسوبة إليها. أما خلال الأعوام الأخيرة، فواجهت شافاك تحدياً جديداً؛ ففي 2019، خضعت روايتها "10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب"، وهي رواية متعددة الطبقات عن مومس قُتلت في اسطنبول، للتحقيق من قبل السلطات التركية بتهمة "الإباحية"، ضمن أعمال أدبية أخرى عدة. والمفارقة أنها كانت أيضاً على القائمة القصيرة لجائزة "بوكر". مرت 10 سنوات تقريباً منذ آخر مرة شعرت فيها شافاك "بالارتياح" في العودة لتركيا. هي تسكن لندن منذ 16 عاماً وظلت تنتقل بين لندن وإسطنبول طوال سبعة أعوام قبل أن تتوقف عن ذلك كلياً. ومع ذلك، فكل شيء في شافاك، الجالسة اليوم في مكتب ناشر كتبها وسط لندن، يشي بتركيا- إذ تجدها في الكحل حول عينيها الزرقاوين ورائحة شاي النعنع المنبعثة من كوبها. فيما تحمل لهجتها إيقاع لغتها الأم. وتقول مبتسمة "ما زلت أعجز عن لفظ بعض الكلمات الإنجليزية". لكن رواياتها التي تكتبها بالإنجليزية، لا تعكس شيئاً من ذلك التردد. فهي طموحة في مداها، تمتد على قرون وجغرافيات متعددة، من بلاد ما بين النهرين القديمة إلى لندن المعاصرة. ومن بين كتبها الـ21، تكاد جميعها تعكس اهتمامها العميق بالذاكرة والسياسة. أما روايتها الأخيرة "هناك أنهار في السماء"، فتتبع قطرة ماء واحدة على امتداد آلاف السنين، من دجلة إلى نهر تيمز، وتقدم شخصيات متنوعة مثل الملك الآشوري آشور بانيبال، وموسوعي من القرن الـ19 وُلد في أحياء لندن الفقيرة، وفتاة إيزيدية صغيرة تنشأ في تركيا. وفيما لقيت رواياتها الأولى استحساناً داخل وطنها، لم تدق شافاك أبواب الشهرة العالمية سوى عندما بدأت تكتب بالإنجليزية، ولا شك في أن الضوضاء القضائية المحيطة بروايتها "لقيطة إسطنبول" عززت انتشار اسمها. وقد تكون عناوين الصحف هي التي استرعت الانتباه وجذبت الناس إليها في البداية، لكن لا شك في أن كتاباتها هي التي استبقتهم. والآن، بعد مرور عقدين و11 كتاباً، أصبحت شفق من أشهر الكتاب في المملكة المتحدة. وفي الحديث معها، تبدو شافاك بوضوح كاتبة بالفطرة - إذ تتدفق الاستعارات من لسانها كما يستخدم الآخرون كلمتي "يعني" أو "اممم". ومن الطرائف اللافتة أنها من محبي موسيقى الـ"هيفي ميتال" منذ زمن بعيد؛ ومن الصعب تخيل أن نثرها الشاعري في "قواعد العشق الأربعون" كُتب على إيقاع الصخب الهادر لموسيقى "ديث ميتال". وُلدت شافاك في ستراسبورغ، فرنسا، حيث كان والدها يدرس الدكتوراه في الفلسفة. ونشأت في بيئة فكرية. "كنت محاطة بكثير من الطلاب اليساريين الدوليين والكتب المثالية والتدخين والكنزات العالية الياقة"، تقول بشيء من الحنين. وبعد انفصال والديها، انتقلت مع والدتها إلى أنقرة. "كان حيّنا شديد المحافظة، منغلقاً، وذكورياً بامتياز. كنت أصغر من أن أفهم وأقارن (المكان بفرنسا) لكنني لم أكُن أصغر من أن أفهم أننا مختلفتان. وأننا الغريبتان في هذا المحيط". كانت والدتها امرأة مطلقة، وهو أمر كان كافياً لأن يجعلهما موضع ملاحظة فورية - لكنها رفضت محاولات المجتمع تزويجها من جديد، مما بدا غريباً أكثر. تقول: "عادة ما كانت تُزوَّج النساء في مثل هذه الظروف بسرعة لرجل أكبر سناً، لكن جدتي تدخلت. تكفلت بي لكي تتمكن أمي من العودة للجامعة، ولكي تكون لديها مهنة، وخيارات. كان ذلك شيئاً مذهلاً. ما فعلته كان في غاية التقدمية." أما في المنزل، فكانت جدة شافاك تحكي لها القصص وتغني لها أغاني أطفال، وتروي الألغاز والأساطير الآتية من الشرق الأوسط والبلقان وبلاد الشام - وهي أصداء لا تزال تتردد بقوة في رواياتها حتى اليوم. "لم تكُن جدتي امرأة متعلمة تعليماً جيداً، فقد أُخرجت من المدرسة في تركيا لأنها فتاة، لكنها كانت إنسانة حكيمة جداً". دخلت والدتها بعد ذلك للعمل في وزارة الخارجية ولاحقاً، انتقلتا بسبب هذه الوظيفة إلى إسبانيا. "آمنت فعلاً بقوة المؤاخاة بين النساء. فعندما تؤازر النساء بعضهن بعضاً، ولا سيما في تلك المنعطفات الحيوية، تنتقل آثار ذلك الدعم عبر الأجيال". في إسبانيا، كانت شافاك الطالبة التركية الوحيدة في مدرستها. وتقول "أذكر حين حاول إرهابي تركي اغتيال البابا، ودخلت الصف في اليوم التالي فسخر مني كل الطلبة وسألوني 'لماذا حاولتم اغتيال البابا؟ وفي تلك الأوقات التي لم تحصد فيها تركيا أية نقاط في مسابقة يوروفيجن الغنائية، اعتاد التلامذة أن يتنمروا علي". جمعتها بالكتب صداقة، وإن بدا ذلك القول مبتذلاً. ووجدت ملجأ لها في الكتابة. وتقول شفق "أردت أن ألوذ بخيالي قدر المستطاع". وهي تتذكر اليوم الذي اكتشفت فيه دون كيشوت - كانت تلك هي المرة الأولى التي تجد فيها الحرية الحقيقية في الأدب. أما المرة الثانية، فحصلت بعد وقت طويل، عندما كانت شافاك في الثلاثينيات من عمرها، وبدأت تكتب بالإنجليزية. وتقول "شعرت بأنني أقطع اليد التي أكتب بها. فمهمة صقل صوتي الأدبي بلغة ثانية كانت كمن يبدأ من جديد لكن هجرتي إلى اللغة الإنجليزية أكسبتني مسافة معرفية وشعوراً إضافياً بالحرية". وهي تقارن ذلك بالنظر إلى صورة "عندما ترغب في رؤية شيء بوضوح أكبر، تأخذ خطوة إلى الوراء وهذا يقربك منه". بفضل هذه المسافة اللغوية، تمكنت شافاك من أن تصغي على نحو أوضح إلى مساحات الصمت الذي ترغب في ملئه. وتقول "تاريخ تركيا مديد وغني لكن ذلك ليس بالضرورة مرادفاً لقوة الذاكرة، بل أعتقد بأننا في تركيا شعب يعاني فقدان ذاكرة جماعياً. عندما ننظر إلى ما يعلموننا إياه، نجد كثيراً من الصمت. كيف كان وضع النساء في الإمبراطورية العثمانية؟ صمت كبير. ماذا عن وضع الأقليات؟ صمت كبير. أما في كل الأدب التركي، فتجد صمتاً مدوياً حول الإبادة الجماعية للأرمن، وهو صمت منتشر، ليس في أوساط اليمين فقط، بل اليسار أيضاً. ما زال من أكبر المحظورات في تركيا". ولذلك يروق لشفق أن ترى نفسها والكتاب الآخرين في موقع حفظة الذاكرة. لم يأتِ قرارها بالانتقال إلى اللغة الإنجليزية من دون تداعيات سلبية عليها. وتقول "أخذ الناس يقولون إنني تخليت عن لغتي وما عاد بالإمكان اعتباري كاتبة تركية. ما يميز القومية هو عقلية إما هذا أو ذاك. أنا لا أتخلى عن لغتي الأم، وكيف لي أن أفعل ذلك؟ فهذه لغة جدتي وأمي وطفولتي". أخذ الناس يقولون إنني تخليت عن لغتي وما عاد بالإمكان اعتباري كاتبة تركية إليف شافاك عندما حان وقت اختيار موطن جديد، اختارت لندن لأسباب عدة. بسبب العمق الفكري والثقافي للمدينة بلا شك، لكن أيضاً بسبب التنوع في المدينة. وتقول "ما أثمّنه هو أنه عندما يذهب الصغار إلى المدرسة، يجدون أصدقاء من خلفيات متنوعة- ويتعلمون كيف يحتفون بثقافات وتقاليد الآخرين". ومن الأمور الأخرى التي أحبتها شافاط، اتزان البريطانيين في السياسة. وتطرق قائلة "كنت أفكر كم هو مدهش أن الشعب البريطاني يظل محافظاً على برودته التامة حتى عندما تختلف الآراء. ثم حدث 'بريكست' وفقدنا ذلك". وشافاك قلقة جداً في شأن المستقبل. وتقترب ثم تقول بنبرة فيها مناشدة "علينا أن ننتبه. قد نختلف على بعض القضايا لكن علينا أن نظل مدركين لقيمنا المشتركة. أنا أرى ذلك تقديراً للديمقراطية. ولا أقول إن الديمقراطية نظام مثالي لكنه أفضل الأنظمة التي طورناها وعلينا العمل على تحسينها وليس التخلي عنها. يجب ألا يمتلك أي إنسان أو حزب سياسي أو شركة تكنولوجيا في هذا العالم نفوذاً مطلقاً فذلك أمر خطر للغاية. نحن كائنات غير معصومة عن الخطأ. كلنا بشر. علينا التعامل بحذر مع القيم الديمقراطية التي نفقدها للأسف أحياناً". وتتوقف برهة وتتابع "لا أقول إن هذا ما يحدث في المملكة المتحدة لكنني أرى بذوره". طبعاً، لديها حساسية خاصة على هذا النوع من مؤشرات الإنذار. فأذناها تلتقطان أولى ذبذبات الاستبداد بعدما اعتادت على هذا التردد بسبب السياسة في موطنها، حيث تقول "رأينا تدهوراً ثابتاً في ما بقي من الديمقراطية التركية" تحت حكم الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يتولى رئاسة البلاد منذ 22 عاماً. جائزة المرأة: إليف شافاك، روث أوزيكي، ليزا ألين أغوستيني، ميج ماسون، وماغي شيبستيد (غيتي) في اليوم الذي نتحاور فيه، اندلعت تظاهرات عنيفة في العاصمة احتجاجاً على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الخصم الرئيس لأردوغان قبل ترشيحه لانتخابات 2028. وتقول شافاك ببساطة "إنه أمر غير مقبول وغير شرعي وغير ديمقراطي". يُطلق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المحتجين في الشارع. "كثر في تركيا يرغبون في ديمقراطية حقيقية ويستحقونها. لا نريد الاستبداد". وتضيف "تقدم تركيا مثالاً على ما يحدث عندما يتضرر حكم القانون، وتُفصل السلطات ويغيب الإعلام المستقل. عندما لا تملك سوى صندوق الاقتراع، لا يمكن للنظام الديمقراطي أن يستمر على المدى البعيد. لا يمكنه سوى أن يكون حكماً للأكثرية ويصبح الانحدار إلى الاستبداد من ذلك الموقع قصيراً وسريعاً للغاية". والأهم أن هذا التدهور قد يحدث في أي مكان. علينا أن نقلق على حقوق المرأة في أي مكان، وبصورة أكبر بعد الآن في أميركا لأن الأوضاع قد تتدهور بسرعة شديدة تعود بالذاكرة للقاء جمعها منذ 10 أعوام تقريباً، بباحث من أميركا قال لها إنه "يمكن تفهم" كونها مناصرة للنسوية لأنها تركية. وتقول "ذلك الرأي جعلني أفكر ملياً لأن ما يلمح إليه هو أنه لو كنت أميركية أو نرويجية أو كندية، فلا داعي للقلق في شأن مستقبل حقوق المرأة. والآن بتنا أكثر وعياً". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) جلب عهد ترمب إلى الولايات المتحدة تراجعاً في حقوق الإنسان وتقويضاً لعشرات السنوات من التقدم- بدءاً بإلغاء حكم "رو ضد وايد" ووصولاً إلى ردود الفعل السلبية المتنامية ضد المهاجرين واللاجئين ومجتمع الميم والنساء. وتقول شافاك"علينا أن نقلق على حقوق المرأة في أي مكان، وبصورى أكبر بعد الآن في أميركا لأن الأوضاع قد تتدهور بسرعة شديدة". عندما تتكلم شافاك في السياسة، ليست في نبرتها أية سلبية-ولا أي عدم اكتراث. فهي منفعلة وتتكلم بحماسة. وهذا ما يحدث في كتاباتها كذلك. مهما كان موضوعها قاتماً، فالأمل موجود. وحتى حكاية المومس المقتولة التي تُكتشف جثتها ملقاة في حاوية للقمامة تشع بالفكاهة والنور. وتقول "قد يكون العقل أكثر تشاؤماً وأعتقد بأنه لا بأس بذلك لأنه يجعلنا أكثر إدراكاً لما يحصل. لكن علينا الحفاظ على الإرادة الإنسانية، والحفاظ على القلب الإنساني وعلينا أن نحفظ الأمل".


الدستور
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
لماذا مازلنا في حاجة إلى الروايات؟ إليف شافاك تجيب
تناولت الكاتبة التركية إليف شافاك في مقال عبر صحيفة ذا جارديان أزمة عزوف البعض عن قراءة الأعمال الأدبية، خاصة الروايات الطويلة التي ابتعد عن قراءتها الكثيرين، ولماذا نحن بحاجة دائمة إلى قراءة الروايات؟ لماذا مازلنا بحاجة إلى الروايات؟ بداية المقال استعرضت الكاتبة أحدث استطلاع رأي أجرته مؤسسة يوجوف المتخصصة في استطلاعات الرأي وتحليل البيانات التي أظهرت أن 40% من البريطانيين لم يقرأوا كتابًا واحدًا خلال العام الماضي، كما تنبأ الكاتب فيليب روث 2000 في جملته الشهيرة "لقد انتهى العصر الأدبي، والدليل هو الثقافة والمجتمع والشاشة"، فرأى فيليب روث أن عادة التفكير التي يتطلبها الأدب تتجه إلى الاختفاء، وأنه لن يتمتع الناس بالتركيز أو العزلة اللازمتين لقراءة الروايات. وأكملت: 'يبدو أن العديد من الدراسات تدعم استنتاج روث، فقد انخفض متوسط الوقت الذي يستطيع فيه الشخص التركيز على شيء واحد في العقود الأخيرة من دقيقتين ونصف تقريبًا إلى حوالي 45 ثانية'. واستدلت الكاتبة على هذا الأمر بنفسها، قائلة: 'عندما ألقيت محاضرتين في مؤتمر تيد بفارق عشر سنوات تقريبًا، في 2010، طُلب منا أن تكون مدة محاضراتنا 20 دقيقة وفي 2017، خُفِّضت إلى نحو 13 دقيقة وعندما سألتُ عن السبب، أبلغني المنظمون أن متوسط مدى الانتباه قد تقلص، ومع هذا، أبقيت محاضرتي 20 دقيقة، وأود أيضًا أن أرفض فكرة أن الناس لم يعودوا بحاجة إلى الروايات'. وتابعت الكاتبة: "يُظهر استطلاع يوجوف نفسه أن أكثر من 55% من القراء يُفضلون الروايات، تحدث إلى أي ناشر أو بائع كتب وسيؤكد لك ذلك "لا يزال الإقبال على قراءة الروايات واسع الانتشار"، وإن استمرار الروايات الطويلة ليس بالأمر الهين في عالمٍ تحكمه المعلومات المفرطة والاستهلاك السريع وعبادة الإشباع الفوري". ولفتت أليف شافاك إلى أننا نعيش في عصرٍ تكثر فيه المعلومات، لكن المعرفة فيه قليلة، بل وتقل فيه الحكمة، هذا الفائض من المعلومات يُشعرنا بالغرور، ثم يُخدرنا، مؤكدة: علينا تغيير هذه النسبة والتركيز أكثر على المعرفة والحكمة. أضافت: للمعرفة، نحتاج إلى الكتب، والصحافة التي تسير بوتيرة بطيئة، والبودكاست، والتحليلات المعمقة، والفعاليات الثقافية، وللحكمة، نحتاج إلى فن سرد القصص، وإلى الأسلوب المُطول. إليف شافاك: كلما ازدادت فوضى عصرنا.. ازدادت حاجتنا إلى قراءة الأدب ولفتت: "لا أزعم أن الروائيين حكماء، بل على العكس تمامًا، فنحن فوضى عارمة، لكن الكتابة المطولة تحمل في طياتها بصيرة، وتعاطفًا، وذكاءً عاطفيًا ورحمةً، وهذا ما قصده ميلان كونديرا بقوله: "حكمة الرواية تختلف اختلافًا كبيرًا عن حكمة الفلسفة"، وفي النهاية، فن السرد القصصي هو الأقدم والأكثر حكمة منا، يدرك الكُتّاب هذا في أعماقهم، وكذلك القراء. وأكدت في مقالها أنه كلما ازدادت فوضى عصرنا ازدادت حاجتنا إلى التروّي وقراءة الأدب، في عصر الغضب والقلق وتضارب اليقين، وتصاعد التعصب القومي والشعبوية، يتعمق الانقسام بين "نحن" و"هم"، إلا أن الرواية تُفكك هذه الثنائيات. وسلطت الضوء على "ملحمة جلجامش"، واصفة بأنها تُلقي مثل هذه السرديات الطويلة بسحرها الهادئ، فتُعد ملحمة جلجامش من أقدم الأعمال الأدبية الباقية، إذ يعود تاريخها إلى 4000 عام على الأقل، مشيرة إلى أن هذه الملحمة صمدت في وجه تقلبات التاريخ، وانها بعد آلاف السنين، مازلنا نتعلم منها، تمامًا كما نفعل عندما نقرأ روايات عن أناس آخرين.