منذ 3 أيام
لماذا تراجعت OpenAI عن إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي المفتوح؟
في خطوة مفاجئة أعادت خلط أوراق المنافسة داخل سباق الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة "أوبن آي" OpenAI عن تأجيل إصدار نموذجها المفتوح المنتظر، الذي كان من المقرر طرحه خلال الأسبوع المقبل، وذلك للمرة الثانية بعد تأجيل سابق في يونيو الماضي.
وصرّح الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان عبر منشور على منصة X قائلًا: "نحتاج إلى وقت إضافي لإجراء اختبارات سلامة إضافية ومراجعة المناطق عالية المخاطر. لا نعلم بعد كم من الوقت سنحتاج".
وأضاف: "رغم ثقتنا بقدرة المجتمع على بناء أشياء عظيمة باستخدام هذا النموذج، فإننا ندرك أنه بمجرد إطلاق الأوزان لا يمكن استرجاعها. هذه تجربة جديدة بالنسبة إلينا، ونرغب في تنفيذها بالشكل الصحيح".
جاء ذلك وفقًا لما نشره موقع TechCrunch، الذي أشار إلى أن التأجيل قد يمتد لأجل غير محدد، ما يعني أن المطورين سيضطرون للانتظار فترة أطول قبل الوصول إلى أول نموذج مفتوح تطرحه OpenAI منذ سنوات.
أوبن آي تؤجل نموذجها بحذر
النموذج المفتوح من "أوبن آي" كان يُنتظر أن يكون نقطة تحوّل في مجال الذكاء الاصطناعي، كونه أول نموذج متاح للتنزيل المحلي منذ سنوات، ويُتوقع أن يقدم أداءً يعادل سلسلة النماذج "o" من الشركة.
وقد سعت "أوبن آي" من خلاله إلى تأكيد مكانتها بوصفها المختبر الرائد في وادي السيليكون، في وقت تشهد فيه الساحة تزاحمًا من عمالقة مثل Google DeepMind وAnthropic وxAI.
وفي تعليق له على قرار التأجيل، قال Aidan Clark (إيدن كلارك)، نائب رئيس الأبحاث في "أوبن آي" والمسؤول عن الفريق المطور للنموذج المفتوح: "نعتقد أن النموذج متميز على مستوى القدرات، لكن معاييرنا للنماذج المفتوحة مرتفعة، ونحتاج إلى وقت إضافي لضمان تقديم نموذج نفتخر به من جميع الجوانب".
اقرأ أيضًا: سام ألتمان يرد على استقطاب ميتا لموظفيه في قمة Sun Valley 2025
ويأتي هذا التأجيل في وقت تشتد فيه المنافسة داخل بيئة النماذج المفتوحة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. فقد أطلقت شركة Moonshot AI الصينية يوم الجمعة نموذجًا جديدًا باسم Kimi K2 يحتوي على تريليون معامل، ويُقال إنه يتفوق على GPT-4.1 في اختبارات الترميز بالوكالة.
وفي الوقت نفسه، تُشير تقارير إلى أن "أوبن آي" قد تمكّن النموذج المفتوح من الاتصال بنماذجها السحابية لتنفيذ استفسارات معقدة، رغم أنه لم يُؤكد بعد إن كانت هذه الميزة ستكون ضمن النسخة النهائية.
ويبدو أن شركة "أوبن آي" تُدرك تمامًا حساسية اللحظة، في وقت يزداد فيه التنافس على ريادة مشهد الذكاء الاصطناعي، وتزداد فيه التوقعات من مجتمع المطورين حول العالم، ما يجعل قرار التأجيل ليس تراجعًا، بل خطوة محسوبة في سبيل إطلاق منتج يليق بحجم الرهان.