logo
#

أحدث الأخبار مع #إيرلكارديغان

القرم بين مطامع بوتين وسعي ترمب لإنهاء الحرب بأي ثمن
القرم بين مطامع بوتين وسعي ترمب لإنهاء الحرب بأي ثمن

Independent عربية

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

القرم بين مطامع بوتين وسعي ترمب لإنهاء الحرب بأي ثمن

تذكر شبه جزيرة القرم بصورة عرضية في التاريخ البريطاني بفضل إيرل كارديغان وقيادته الكارثية لهجوم لواء الفرسان الخفيف [هجوم بريطاني فاشل خلال حرب القرم مع روسيا 1853–1856]. أما بالنسبة إلى فلاديمير بوتين فهو المكان الذي يجب أن يمثل تحولاً تاريخياً. من جهته، يعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي تبنى النهج السائد خلال القرن الـ18 بأن القوة حق لمن يمتلكها، أن روسيا استولت على شبه الجزيرة من أوكرانيا دون قتال عام 2014، بالتالي يجب أن تبقى في قبضة بوتين. من بين 20 في المئة من أراضي أوكرانيا التي استولت عليها روسيا بعد غزو شبه جزيرة القرم قبل 11 عاماً وإطلاق غزوها الأوسع عام 2022، تعد شبه جزيرة القرم أعظم غنيمة حصلت عليها روسيا. وفي هذا السياق، فالجهة التي تتحكم بمدينة سيفاستوبول هي التي تحكم سيطرتها على البحر الأسود وبحر آزوف. وخارج طرطوس السورية التي خسرت روسيا هيمنتها عليها أخيراً، كانت القرم الميناء الوحيد لروسيا الذي يتمتع بمياه دافئة على مدار العام. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) إن مطالبات موسكو بشبه جزيرة القرم تتعرض للتفنيد لأنها تنازلت عنها لأوكرانيا في عهد الاتحاد السوفياتي عام 1954. [المقصود أنه جرى نقل التابعية الإدارية للقرم من جمهورية روسيا الاشتراكية إلى جمهورية أوكرانيا الاشتراكية، وكانت الجمهوريتان جزءاً من الاتحاد السوفياتي]. حالياً، يرتكز ادعاء بوتين، الذي تكرس اليوم في الضم غير الشرعي لشبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي، على موجات من الاستيطان الروسي والإبعاد القسري للسكان المحليين على مدى قرنين من الزمن في الأقل، مما ترك المنطقة مع بصمة من التراث التتري ولكن غالبية عرقية ولغوية روسية. بعد عام 2014، أصبح من الشائع في حانات موسكو ومطاعمها أن يعرب الناس عن مدى سعادتهم بـ"عودتها" إلى الحضن الروسي، وسط ذكريات وردية عن العطلات الشاطئية المشمسة في مستعمرة سابقة. ونسي هؤلاء "القتل بالتجويع" أو ما يعرف بـ"الهولودومور"، إذ أدت القرارات التي اتخذتها موسكو إلى تضور ملايين الأوكرانيين جوعاً. وتجاهلوا الانتفاضات ضد محاولات محو كل أثر للغة أوكرانيا وتاريخها وثقافتها في ظل الحكم الروسي، من عهد القياصرة إلى ستالين وبوتين. وماذا عن عمليات الترحيل الجماعي للقوزاق [جماعة عرفت بحبها للحرية والتمرد] من وطنهم إلى سيبيريا؟ حتى ذلك لم يعيروه اهتماماً يذكر. ولا يعلم ترمب أي شيء من هذا أيضاً. فعلى رغم مناشدته بوتين وقف الغارات الجوية على أوكرانيا في أعقاب الهجوم المميت على كييف ليل الأربعاء الماضي، إذ كتب على مواقع التواصل الاجتماعي "فلاديمير، توقف!"، فإن جل ما يهم ترمب هو توقف هذه الحرب، مهما بلغت كلفة ذلك على تاريخ أوكرانيا ومستقبلها. وكان الفصل الأخير من العدوان الروسي انطلق عندما استخدم "الرجال الخضر الصغار" –وهم قوات الكوماندوز الخاصة الروسية- الوجود البحري الروسي في سيفاستوبول كنقطة انطلاق للاستيلاء على شبه الجزيرة عام 2014. وجرى تنفيذ ذلك وفق طريقة مجربة طورها بوتين مسبقاً داخل جورجيا [في إشارة إلى حرب 2008 التي أدت إلى فصل أوسيتيا الجنوبية عن جورجيا]. وجرى تشجيع السكان الناطقين بالروسية في جورجيا وأوكرانيا (بما في ذلك شبه جزيرة القرم) على تقديم شكاوى من تعرضهم للتمييز العرقي على خلفية أصولهم. ففي الدول التي نشأت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، كان كثر يفتقدون الإحساس بالاستقرار الذي وفرته الهوية الروسية، وكانوا ساخطين على كونهم أقلية في دول فتية. وفي القرم، تحولت هذه الشكاوى إلى ذريعة لما سمي بمهمة إنقاذ. وتزامناً مع ذلك، ثار "الانفصاليون" المدعومون من موسكو في شرق أوكرانيا، مطالبين بالحكم الذاتي من كييف. وأرسل بوتين قوزاقاً من روستوف وقوميين سلافيين من صربيا ودعم "الانتفاضة" بقوات روسية نظامية. وفي سياق متصل داخل كراماتورسك الواقعة في منطقة دونيتسك، انقلب الجيران على بعضهم بعضاً، وانقسمت الشرطة إلى فصائل متنافسة، موالية لبوتين أو مؤيدة له. وتجولت داخل مبنى المجلس التشريعي الإقليمي بينما أخطو على أرضيات زلقة جراء طلقات رشاش فارغة، بعد سقوط شبه جزيرة القرم بفترة وجيزة. بعد ذلك، أقدمت المدينة التي يقطنها 90 في المئة من الناطقين بالروسية، على طرد المتعاطفين مع روسيا، ولا تزال عاصمة موقتة مدمرة وملطخة بالدماء لمقاطعة ضمها بوتين بصورة غير قانونية. أما دونيتسك، المقر الأصلي للحكومة، وبات يحكمها حالياً وكلاء موسكو على الجانب الآخر من خط المواجهة بعد قتال عنيف ودموي. وما كانت عملية توسيع بوتين لأراضيه عام 2014 لتتحقق لولا وجود نقطة ارتكاز من العمليات في شبه جزيرة القرم، وكان لذلك دور حاسم في عملية الغزو الشاملة التي أطلقها عام 2022. فقد استخدم بوتين شبه الجزيرة كمركز لوجيستي، وشيد جسراً يصلها بالبر الرئيس الروسي لتزويد القوات التي حشدها في المنطقة القاحلة. وتبعاً للعقيدة التقليدية، أقدمت موسكو على تدمير معظم البحرية الأوكرانية هناك واستخدمت سيفاستوبول كقاعدة رئيسة لها. لم يأخذ قادة الكرملين ابتكارات أوكرانيا في الحسبان. فبعدما تقلص أسطولها البحري إلى بضع قطع بحرية صغيرة، تحولت إلى الصواريخ والطائرات المسيرة. فنجحت أولاً في إغراق سفينة موسكفا، التي تعد فخر أسطول البحر الأسود، ثم استخدمت الطائرات المسيرة لضرب البحرية الروسية وإخراجها من المناطق الأوكرانية المحتلة إلى موانئ البر الروسي. في هذا الصدد، إذا سمح لموسكو بالعودة إلى سيفاستوبول، كما يريد ترمب، فإن إعادة بناء البحرية الروسية وتجديدها سيستمر بوتيرة سريعة، وستعود مع مرور الوقت إلى تولي الهيمنة الكاملة مجدداً. في غضون ذلك، لا تزال شبه جزيرة القرم في قبضة الروس وهي المصدر الرئيس للصواريخ والقذائف التي تطلق في اتجاه أوكرانيا، وهي تشكل أيضاً القاعدة الرئيسة للدفاعات الجوية الروسية ومركز القيادة والسيطرة للحملة العسكرية بأكملها ضد أوكرانيا. لهذا فهي مهمة لبوتين، والآن لترمب أيضاً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store