#أحدث الأخبار مع #إيغوركورتشاتوف،Independent عربية٢٧-٠٤-٢٠٢٥علومIndependent عربيةقصص التجارب النووية الأولى للدول العظمىشهد العالم على الخطوات الأولى نحو التسلح النووي خلال الحرب العالمية الثانية، حين أجرى علماء في دول عدة تجارب تتعلق بالمفاعلات النووية وأسلحة الانشطار، واستطاعت الولايات المتحدة وحدها حينها تنفيذ مشاريعها الطموحة وقامت بفصل اليورانيوم-235 أو تصنيع البلوتونيوم-239. وبعدها بأعوام قليلة انضمت بعض الدول إلى النادي النووي العسكري، واليوم من إجمال المخزون العالمي الذي يقدر بـ12121 رأساً حربياً نووياً، هناك نحو 9585 رأساً في المخزونات العسكرية للاستخدام المحتمل، وتشير التقديرات إلى أن 3904 من هذه الرؤوس الحربية نُشرت مع صواريخ وطائرات والباقي في مخازن مركزية. وبينما تمتلك روسيا والولايات المتحدة ما يقارب 90 في المئة من جميع الأسلحة النووية، فهذا لا يقلل من قدرات الدول النووية الأخرى بالضرورة، بحيث بذلت جهوداً مضنية لامتلاك السلاح النووي، مما يعيدنا للتاريخ للبحث في كيفية اختبار الدول العظمى الخمس لأسلحتها النووية الأولى. "مشروع مانهاتن" في الولايات المتحدة كان دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية في ديسمبر (كانون الأول) عام 1941 حاسماً في توفير التمويل اللازم لجهود بحثية وإنتاجية ضخمة للحصول على مواد انشطارية. وفي مايو (أيار) 1942، اتُخذ قرار حاسم بالمضي قدماً في جميع أساليب إنتاج السلاح النووي، وبعدها بأشهر قليلة أطلق على المشروع رسمياً اسم "منطقة مانهاتن الهندسية"، ومن هنا جاء اسم "مشروع مانهاتن"، وهو الاسم الذي عرف به هذا المشروع في ما بعد. وبحلول عام 1944، كان "مشروع مانهاتن" ينفق الأموال بمعدل يزيد على مليار دولار سنوياً، ومن ضمنه جرى تشغيل أول مفاعل بلوتونيوم في هانفورد لكنه ما لبث أن توقف بسرعة، واستغرق حل هذه المشكلة التي ثبت أنها ناجمة عن امتصاص أحد نواتج الانشطار للنيوترونات أشهراً عدة. وغيرت هذه التأخيرات من الخطط الموضوعة، خصوصاً أنها رسمت صورة واضحة بأن الحرب في أوروبا ستنتهي قبل أن يصبح السلاح جاهزاً، بالتالي بات الهدف النهائي يتحول تدريجاً من ألمانيا إلى اليابان. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) سُمي اختبار سلاح البلوتونيوم هذا "ترينيتي" وأطلق في الـ16 من يوليو (تموز) عام 1945 في ميدان تدريب ألاموغوردو جنوب وسطي نيو مكسيكو. وراوحت تنبؤات المنظرين للطاقة المنبعثة، أو العائد من القنبلة ما بين أقل من 1000 طن من مادة "تي أن تي" وما يعادل 45 ألف طن (أي من واحد إلى 45 كيلوطناً من مادة "تي أن تي"). أما على أرض الواقع، فأنتج الاختبار عائداً بلغ نحو 21 ألف طن. بعد ذلك ألقت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في السادس والتاسع من أغسطس (آب) من العام نفسه على التوالي، إذ حلقت قاذفة قنابل في السادس من أغسطس فوق هيروشيما وألقت القنبلة غير المختبرة الملقبة بـ"الولد الصغير" على ارتفاع 580 متراً فوق المدينة لزيادة الدمار، وقدّر لاحقاً بأن قوتها التفجيرية بلغت 15 كيلوطناً، فدمرت ثلثي مساحة المدينة وقتلت 140 ألفاً من إجمال 350 ألف نسمة. وفي التاسع من أغسطس، ألقت قاذفة أميركية قنبلة "الرجل السمين" على ناغازاكي، حيث انفجر السلاح في الهواء على ارتفاع 500 متر، وقدّر لاحقاً بأن الانفجار كان بقوة 21 كيلوطناً، ودمر ما يقارب نصف مدينة ناغازاكي وقتل نحو 70 ألف شخص من أصل 270 ألف شخص كانوا موجودين وقت الانفجار. قنبلة الاتحاد السوفياتي وعام 1943، أمر ستالين ببدء مشروع بحثي تحت إشراف العالم إيغور كورتشاتوف، وتحت إشراف هذا الأخير أُسس مختبر لتصميم كومة يورانيوم تجريبية وتحقيق تفاعل تسلسلي واستكشاف طرق فصل نظير اليورانيوم-235، ودراسة خصائص البلوتونيوم وكيفية إنتاجه بعد تلقيه معلومات استخباراتية غربية حول جدواه كمادة سلاح. طوال عام 1944 ظل نطاق هذا البرنامج محدوداً، وبعد أن أسقط الأميركيون قنبلتين ذريتين على اليابان في 1945، أدرك ستالين أخيراً أهمية هذا السلاح الجديد، فأمر ببرنامج مكثف لإنتاج قنبلة ذرية في أسرع وقت ممكن. وعلى مدى السنوات الأربع التالية، حشدت موارد الاتحاد السوفياتي الكاملة لبناء القنبلة، بما في ذلك الاستخدام المكثف لعمال سجون "غولاغ" لاستخراج اليورانيوم وبناء المصانع. وجمع الجواسيس السوفيات طوال الحرب وما بعدها، كميات كبيرة من البيانات التقنية التي وفرت على كورتشاتوف وفريقه وقتاً ثميناً وموارد نادرة. وأجري أول اختبار سوفياتي على القنبلة النووية في الـ29 من أغسطس عام 1949 باستخدام جهاز بلوتونيوم (يُعرف في الغرب باسم جو-1) بقوة تفجيرية تبلغ نحو 20 كيلوطناً. ويعتبر "جو-1" نسخة طبق الأصل من قنبلة "الرجل السمين" التي اختبرت في "ترينيتي" وألقيت على ناغازاكي. وأجرى الاتحاد السوفياتي 715 تجربة نووية بين عامي 1949 و1990، نتجت منها مجموعة واسعة من الأسلحة، من قذائف المدفعية وصولاً إلى الرؤوس الحربية الصاروخية والقنابل. اختبار "هوريكان" البريطاني بدأ مشروع الأسلحة الذرية البريطاني بصورة غير رسمية، كما هي الحال في الولايات المتحدة، بين فيزيائيين جامعيين. وخلال عامي 1942 و1943 سافر ما يقارب 90 عالماً ومهندساً بريطانياً إلى الولايات المتحدة للعمل على جوانب مختلفة من "مشروع مانهاتن"، وسرّعت المعرفة والخبرة القيمة اللتين اكتسبوهما تطوير القنبلة الذرية البريطانية بعد عام 1945. وبعد الحرب العالمية الثانية، تحديداً عام 1947، اتخذت حكومة رئيس الوزراء كليمنت أتلي قراراً رسمياً بتصنيع قنبلة ذرية بريطانية خلال اجتماع للجنة الفرعية للدفاع التابعة لمجلس الوزراء. وكُلف ويليام بيني، أحد أعضاء الفريق البريطاني في لوس ألاموس، تصنيع القنبلة واختبارها، وكان من المقرر أن تكون من نوع البلوتونيوم المماثل للقنبلة التي ألقيت على ناغازاكي. ولم يُكشف عن تطوير بريطانيا للأسلحة النووية حتى الـ17 من فبراير (شباط) عام 1952، عندما أعلن رئيس الوزراء ونستون تشرتشل عن خطط لاختبار أول قنبلة ذرية بريطانية الصنع في جزر مونتيبيلو، قبالة الساحل الشمالي الغربي لأستراليا. وفي الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه، أجري أول اختبار للأسلحة الذرية البريطانية، المسمى "هوريكان"، بنجاح على متن الفرقاطة "أتش أم أس بليم" بعائد يقدر بـ25 كيلوطناً. وبحلول أوائل عام 1954، كانت قاذفات "كانبيرا" التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني مسلحة بقنابل ذرية. القنبلة الفرنسية أما في فرنسا، فقدم علماء فرنسيون مثل هنري بيكريل وماري وبيار كوري وفريدريك وإيرين جوليو كوري إسهامات مهمة في الفيزياء الذرية خلال القرن الـ20. وأثناء الحرب العالمية الثانية، شارك كثير من العلماء الفرنسيين في مشروع بناء مفاعل يعمل بالماء الثقيل في مقاطعة أونتاريو الكندية. ولم يبدأ التطبيق العسكري للطاقة الذرية إلا عام 1951 حين اعتمدت الجمعية الوطنية الفرنسية خطة خمسية هدفها الرئيس بناء مفاعلات لإنتاج البلوتونيوم. وفي الـ26 من ديسمبر 1954، أثيرت مسألة المضي قدماً في القنبلة الذرية الفرنسية على مستوى مجلس الوزراء، وكانت النتيجة أن أطلق رئيس الوزراء بيار مينديس فرانس برنامجاً سرياً لتطويرها. وفي الـ13 من فبراير 1960، فجرت فرنسا قنبلة ذرية من برج يبلغ ارتفاعه 105 أمتار في الصحراء في ما كان يعرف حينذاك بالجزائر الفرنسية، وكان لتصميم انفجار البلوتونيوم قوة تفجيرية تراوح ما بين 60 و70 كيلوطناً، أي ثلاثة أضعاف قوة القنبلة الذرية التي أُلقيت على مدينة ناغازاكي اليابانية. أجرت فرنسا ثلاث تجارب جوية أخرى و13 تجربة تحت الأرض في الجزائر على مدى الأعوام الستة التالية قبل أن تنقل موقع تجاربها إلى جزيرتي موروروا وفانغاتوفا المرجانيتين غير المأهولتين في المحيط الهادئ. كما أجرت 194 تجربة في المحيط الهادئ بين عامي 1966 و1996، نتجت منها رؤوس حربية نووية حرارية ثنائية المراحل متطورة باستمرار، ومجموعة متنوعة من أنظمة الأسلحة، بما فيها قنابل الطائرات والصواريخ الباليستية البرية والبحرية. القنبلة الصينية بعد انتصارها في الحرب الأهلية عام 1949، عدت القيادة الشيوعية الصينية الجديدة الولايات المتحدة التي دعمت الحزب القومي بزعامة شيانغ كاي شيك في تايوان، التهديد الخارجي الرئيس لها. وأثارت سلسلة من الصراعات والمواجهات مخاوف الصين من العمل العسكري الأميركي واحتمال استخدام الأسلحة النووية الأميركية ضدها. ورداً على ذلك، قرر ماو تسي تونغ والقيادة الصينية في الـ15 من يناير (كانون الثاني) 1955 امتلاك ترسانة نووية خاصة بهما. وبين عامي 1955 و1958، اعتمدت الصين جزئياً على الاتحاد السوفياتي في الحصول على المساعدة العلمية والتكنولوجية، لكنها منذ عام 1958 وحتى قطع العلاقات مع الاتحاد السوفياتي عام 1960، أصبحت أكثر اكتفاءً ذاتياً وقامت بالتعبئة اللازمة على نطاق واسع للقوى البشرية والموارد. وبخلاف التجارب الأميركية والسوفياتية والبريطانية الأولية، استخدمت أولى الاختبارات النووية الصينية في الـ16 من أكتوبر 1964 اليورانيوم-235 في تصميم انفجار داخلي، وبلغت قوته 20 كيلوطناً. وبين عامي 1964 و1996 أجرت الصين 23 تجربة جوية و22 تجربة تحت الأرض. وأسفر هذا العدد المحدود نسبياً من التجارب عن مجموعة من أنواع الرؤوس الحربية الانشطارية والاندماجية بقوة تراوح ما بين بضعة كيلوطن ومئات الميغاطن. وبدأت الصين باستكشاف جدوى القنبلة النووية الحرارية في الوقت نفسه الذي بدأت به برنامجها للقنبلة الذرية، فاختبرت أول جهاز اندماج متعدد المراحل بقوة ثلاثة ميغاطن في الـ17 من يونيو (حزيران) عام 1967، أي بعد 32 شهراً فقط من أول تجربة ذرية للصين، بوتيرة أسرع من القوى النووية الأربع الأولى.
Independent عربية٢٧-٠٤-٢٠٢٥علومIndependent عربيةقصص التجارب النووية الأولى للدول العظمىشهد العالم على الخطوات الأولى نحو التسلح النووي خلال الحرب العالمية الثانية، حين أجرى علماء في دول عدة تجارب تتعلق بالمفاعلات النووية وأسلحة الانشطار، واستطاعت الولايات المتحدة وحدها حينها تنفيذ مشاريعها الطموحة وقامت بفصل اليورانيوم-235 أو تصنيع البلوتونيوم-239. وبعدها بأعوام قليلة انضمت بعض الدول إلى النادي النووي العسكري، واليوم من إجمال المخزون العالمي الذي يقدر بـ12121 رأساً حربياً نووياً، هناك نحو 9585 رأساً في المخزونات العسكرية للاستخدام المحتمل، وتشير التقديرات إلى أن 3904 من هذه الرؤوس الحربية نُشرت مع صواريخ وطائرات والباقي في مخازن مركزية. وبينما تمتلك روسيا والولايات المتحدة ما يقارب 90 في المئة من جميع الأسلحة النووية، فهذا لا يقلل من قدرات الدول النووية الأخرى بالضرورة، بحيث بذلت جهوداً مضنية لامتلاك السلاح النووي، مما يعيدنا للتاريخ للبحث في كيفية اختبار الدول العظمى الخمس لأسلحتها النووية الأولى. "مشروع مانهاتن" في الولايات المتحدة كان دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية في ديسمبر (كانون الأول) عام 1941 حاسماً في توفير التمويل اللازم لجهود بحثية وإنتاجية ضخمة للحصول على مواد انشطارية. وفي مايو (أيار) 1942، اتُخذ قرار حاسم بالمضي قدماً في جميع أساليب إنتاج السلاح النووي، وبعدها بأشهر قليلة أطلق على المشروع رسمياً اسم "منطقة مانهاتن الهندسية"، ومن هنا جاء اسم "مشروع مانهاتن"، وهو الاسم الذي عرف به هذا المشروع في ما بعد. وبحلول عام 1944، كان "مشروع مانهاتن" ينفق الأموال بمعدل يزيد على مليار دولار سنوياً، ومن ضمنه جرى تشغيل أول مفاعل بلوتونيوم في هانفورد لكنه ما لبث أن توقف بسرعة، واستغرق حل هذه المشكلة التي ثبت أنها ناجمة عن امتصاص أحد نواتج الانشطار للنيوترونات أشهراً عدة. وغيرت هذه التأخيرات من الخطط الموضوعة، خصوصاً أنها رسمت صورة واضحة بأن الحرب في أوروبا ستنتهي قبل أن يصبح السلاح جاهزاً، بالتالي بات الهدف النهائي يتحول تدريجاً من ألمانيا إلى اليابان. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) سُمي اختبار سلاح البلوتونيوم هذا "ترينيتي" وأطلق في الـ16 من يوليو (تموز) عام 1945 في ميدان تدريب ألاموغوردو جنوب وسطي نيو مكسيكو. وراوحت تنبؤات المنظرين للطاقة المنبعثة، أو العائد من القنبلة ما بين أقل من 1000 طن من مادة "تي أن تي" وما يعادل 45 ألف طن (أي من واحد إلى 45 كيلوطناً من مادة "تي أن تي"). أما على أرض الواقع، فأنتج الاختبار عائداً بلغ نحو 21 ألف طن. بعد ذلك ألقت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في السادس والتاسع من أغسطس (آب) من العام نفسه على التوالي، إذ حلقت قاذفة قنابل في السادس من أغسطس فوق هيروشيما وألقت القنبلة غير المختبرة الملقبة بـ"الولد الصغير" على ارتفاع 580 متراً فوق المدينة لزيادة الدمار، وقدّر لاحقاً بأن قوتها التفجيرية بلغت 15 كيلوطناً، فدمرت ثلثي مساحة المدينة وقتلت 140 ألفاً من إجمال 350 ألف نسمة. وفي التاسع من أغسطس، ألقت قاذفة أميركية قنبلة "الرجل السمين" على ناغازاكي، حيث انفجر السلاح في الهواء على ارتفاع 500 متر، وقدّر لاحقاً بأن الانفجار كان بقوة 21 كيلوطناً، ودمر ما يقارب نصف مدينة ناغازاكي وقتل نحو 70 ألف شخص من أصل 270 ألف شخص كانوا موجودين وقت الانفجار. قنبلة الاتحاد السوفياتي وعام 1943، أمر ستالين ببدء مشروع بحثي تحت إشراف العالم إيغور كورتشاتوف، وتحت إشراف هذا الأخير أُسس مختبر لتصميم كومة يورانيوم تجريبية وتحقيق تفاعل تسلسلي واستكشاف طرق فصل نظير اليورانيوم-235، ودراسة خصائص البلوتونيوم وكيفية إنتاجه بعد تلقيه معلومات استخباراتية غربية حول جدواه كمادة سلاح. طوال عام 1944 ظل نطاق هذا البرنامج محدوداً، وبعد أن أسقط الأميركيون قنبلتين ذريتين على اليابان في 1945، أدرك ستالين أخيراً أهمية هذا السلاح الجديد، فأمر ببرنامج مكثف لإنتاج قنبلة ذرية في أسرع وقت ممكن. وعلى مدى السنوات الأربع التالية، حشدت موارد الاتحاد السوفياتي الكاملة لبناء القنبلة، بما في ذلك الاستخدام المكثف لعمال سجون "غولاغ" لاستخراج اليورانيوم وبناء المصانع. وجمع الجواسيس السوفيات طوال الحرب وما بعدها، كميات كبيرة من البيانات التقنية التي وفرت على كورتشاتوف وفريقه وقتاً ثميناً وموارد نادرة. وأجري أول اختبار سوفياتي على القنبلة النووية في الـ29 من أغسطس عام 1949 باستخدام جهاز بلوتونيوم (يُعرف في الغرب باسم جو-1) بقوة تفجيرية تبلغ نحو 20 كيلوطناً. ويعتبر "جو-1" نسخة طبق الأصل من قنبلة "الرجل السمين" التي اختبرت في "ترينيتي" وألقيت على ناغازاكي. وأجرى الاتحاد السوفياتي 715 تجربة نووية بين عامي 1949 و1990، نتجت منها مجموعة واسعة من الأسلحة، من قذائف المدفعية وصولاً إلى الرؤوس الحربية الصاروخية والقنابل. اختبار "هوريكان" البريطاني بدأ مشروع الأسلحة الذرية البريطاني بصورة غير رسمية، كما هي الحال في الولايات المتحدة، بين فيزيائيين جامعيين. وخلال عامي 1942 و1943 سافر ما يقارب 90 عالماً ومهندساً بريطانياً إلى الولايات المتحدة للعمل على جوانب مختلفة من "مشروع مانهاتن"، وسرّعت المعرفة والخبرة القيمة اللتين اكتسبوهما تطوير القنبلة الذرية البريطانية بعد عام 1945. وبعد الحرب العالمية الثانية، تحديداً عام 1947، اتخذت حكومة رئيس الوزراء كليمنت أتلي قراراً رسمياً بتصنيع قنبلة ذرية بريطانية خلال اجتماع للجنة الفرعية للدفاع التابعة لمجلس الوزراء. وكُلف ويليام بيني، أحد أعضاء الفريق البريطاني في لوس ألاموس، تصنيع القنبلة واختبارها، وكان من المقرر أن تكون من نوع البلوتونيوم المماثل للقنبلة التي ألقيت على ناغازاكي. ولم يُكشف عن تطوير بريطانيا للأسلحة النووية حتى الـ17 من فبراير (شباط) عام 1952، عندما أعلن رئيس الوزراء ونستون تشرتشل عن خطط لاختبار أول قنبلة ذرية بريطانية الصنع في جزر مونتيبيلو، قبالة الساحل الشمالي الغربي لأستراليا. وفي الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه، أجري أول اختبار للأسلحة الذرية البريطانية، المسمى "هوريكان"، بنجاح على متن الفرقاطة "أتش أم أس بليم" بعائد يقدر بـ25 كيلوطناً. وبحلول أوائل عام 1954، كانت قاذفات "كانبيرا" التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني مسلحة بقنابل ذرية. القنبلة الفرنسية أما في فرنسا، فقدم علماء فرنسيون مثل هنري بيكريل وماري وبيار كوري وفريدريك وإيرين جوليو كوري إسهامات مهمة في الفيزياء الذرية خلال القرن الـ20. وأثناء الحرب العالمية الثانية، شارك كثير من العلماء الفرنسيين في مشروع بناء مفاعل يعمل بالماء الثقيل في مقاطعة أونتاريو الكندية. ولم يبدأ التطبيق العسكري للطاقة الذرية إلا عام 1951 حين اعتمدت الجمعية الوطنية الفرنسية خطة خمسية هدفها الرئيس بناء مفاعلات لإنتاج البلوتونيوم. وفي الـ26 من ديسمبر 1954، أثيرت مسألة المضي قدماً في القنبلة الذرية الفرنسية على مستوى مجلس الوزراء، وكانت النتيجة أن أطلق رئيس الوزراء بيار مينديس فرانس برنامجاً سرياً لتطويرها. وفي الـ13 من فبراير 1960، فجرت فرنسا قنبلة ذرية من برج يبلغ ارتفاعه 105 أمتار في الصحراء في ما كان يعرف حينذاك بالجزائر الفرنسية، وكان لتصميم انفجار البلوتونيوم قوة تفجيرية تراوح ما بين 60 و70 كيلوطناً، أي ثلاثة أضعاف قوة القنبلة الذرية التي أُلقيت على مدينة ناغازاكي اليابانية. أجرت فرنسا ثلاث تجارب جوية أخرى و13 تجربة تحت الأرض في الجزائر على مدى الأعوام الستة التالية قبل أن تنقل موقع تجاربها إلى جزيرتي موروروا وفانغاتوفا المرجانيتين غير المأهولتين في المحيط الهادئ. كما أجرت 194 تجربة في المحيط الهادئ بين عامي 1966 و1996، نتجت منها رؤوس حربية نووية حرارية ثنائية المراحل متطورة باستمرار، ومجموعة متنوعة من أنظمة الأسلحة، بما فيها قنابل الطائرات والصواريخ الباليستية البرية والبحرية. القنبلة الصينية بعد انتصارها في الحرب الأهلية عام 1949، عدت القيادة الشيوعية الصينية الجديدة الولايات المتحدة التي دعمت الحزب القومي بزعامة شيانغ كاي شيك في تايوان، التهديد الخارجي الرئيس لها. وأثارت سلسلة من الصراعات والمواجهات مخاوف الصين من العمل العسكري الأميركي واحتمال استخدام الأسلحة النووية الأميركية ضدها. ورداً على ذلك، قرر ماو تسي تونغ والقيادة الصينية في الـ15 من يناير (كانون الثاني) 1955 امتلاك ترسانة نووية خاصة بهما. وبين عامي 1955 و1958، اعتمدت الصين جزئياً على الاتحاد السوفياتي في الحصول على المساعدة العلمية والتكنولوجية، لكنها منذ عام 1958 وحتى قطع العلاقات مع الاتحاد السوفياتي عام 1960، أصبحت أكثر اكتفاءً ذاتياً وقامت بالتعبئة اللازمة على نطاق واسع للقوى البشرية والموارد. وبخلاف التجارب الأميركية والسوفياتية والبريطانية الأولية، استخدمت أولى الاختبارات النووية الصينية في الـ16 من أكتوبر 1964 اليورانيوم-235 في تصميم انفجار داخلي، وبلغت قوته 20 كيلوطناً. وبين عامي 1964 و1996 أجرت الصين 23 تجربة جوية و22 تجربة تحت الأرض. وأسفر هذا العدد المحدود نسبياً من التجارب عن مجموعة من أنواع الرؤوس الحربية الانشطارية والاندماجية بقوة تراوح ما بين بضعة كيلوطن ومئات الميغاطن. وبدأت الصين باستكشاف جدوى القنبلة النووية الحرارية في الوقت نفسه الذي بدأت به برنامجها للقنبلة الذرية، فاختبرت أول جهاز اندماج متعدد المراحل بقوة ثلاثة ميغاطن في الـ17 من يونيو (حزيران) عام 1967، أي بعد 32 شهراً فقط من أول تجربة ذرية للصين، بوتيرة أسرع من القوى النووية الأربع الأولى.