logo
#

أحدث الأخبار مع #ابن_بطوطة

«بيت الحكمة» يحتفي بمسيرة 13 قرناً من رسم الخرائط
«بيت الحكمة» يحتفي بمسيرة 13 قرناً من رسم الخرائط

الإمارات اليوم

timeمنذ يوم واحد

  • ترفيه
  • الإمارات اليوم

«بيت الحكمة» يحتفي بمسيرة 13 قرناً من رسم الخرائط

يعيد «بيت الحكمة» في الشارقة إلى الواجهة تراثاً معرفياً من خلال معرض «فصول من الفن الإسلامي: أدب الرحلات»، الذي يستعرض مسيرة 13 قرناً من الاكتشافات والتدوين، ويأخذ الزوار في رحلة لتتبّع مراحل تطور علم الجغرافيا ورسم الخرائط، بدءاً من الرقاع اليدوية إلى الوسائل الرقمية الحديثة. ويفتح المعرض نافذة على عوالم وثّقها الرحالة المسلمون في مخطوطاتهم وكتبهم، مدفوعين بشغف الاكتشاف والفضول المعرفي، متنقلين بين الصحارى على ظهور الإبل أو عبر البحار، ومن خلال مخطوطات نادرة، وخرائط يدوية، ومشاهد دوّنها الرحالة بخط أيديهم، يتيح المعرض للزوار فرصة التعرّف إلى رحلات ابن بطوطة التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، ويوميات ابن جبير التي وثّق فيها مشاهداته في القدس ومصر والحجاز ونجد والعراق، كما يتتبّع التصورات الجغرافية لدى اليعقوبي، ويسلّط الضوء على إسهامات ابن ماجد في علم الملاحة، الذي اعتمد على النجوم كوسيلة لتحديد الاتجاهات في أعالي البحار. ويستمر معرض «فصول من الفن الإسلامي: أدب الرحلات» في بيت الحكمة، حتى الخامس من يوليو المقبل، ليسلّط الضوء على إبداعات أشهر الرحالة والجغرافيين ورسامي الخرائط في العصر الذهبي للعلوم وغيره من العصور، من خلال أربعة أقسام تركز على علم المسالك والممالك، وخرائط الإدريسي الشهيرة، والأدوات الملاحية القديمة، وأدب الرحلات في العصر الحديث.

«بيت الحكمة» يقتفي الرحالة ويطوف في الجغرافيا
«بيت الحكمة» يقتفي الرحالة ويطوف في الجغرافيا

البيان

timeمنذ يوم واحد

  • ترفيه
  • البيان

«بيت الحكمة» يقتفي الرحالة ويطوف في الجغرافيا

ومن خلال مخطوطات نادرة، وخرائط يدوية، ومشاهد دونها الرحالة بخط أيديهم، يتيح المعرض للزوار فرصة التعرف إلى رحلات ابن بطوطة، التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، ويوميات ابن جبير، التي وثق فيها مشاهداته في القدس ومصر والحجاز ونجد والعراق، كما يتتبع التصورات الجغرافية لدى اليعقوبي، ويسلط الضوء على إسهامات ابن ماجد في علم الملاحة، الذي اعتمد على النجوم وسيلة لتحديد الاتجاهات في أعالي البحار.

عبور الحدود أو كلّ هذه الخرائط المُخترعة!
عبور الحدود أو كلّ هذه الخرائط المُخترعة!

الميادين

timeمنذ يوم واحد

  • سياسة
  • الميادين

عبور الحدود أو كلّ هذه الخرائط المُخترعة!

كان الرحّالة القدماء يتجولون بين البلدان بلا جواز سفر! لم يحتج ابن بطوطة مثلاً إلى مراجعة حرس الحدود للانتقال من بلد إلى آخر، ففي كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، لن نقع على أختام وأوراق رسمية تخوّله الانتقال من مكان إلى آخر. ربما من حسن الطالع أنه لم يعش هذه اللحظة الجنونية التي مزّقت الخرائط إلى دويلات، واخترعت الحواجز داخل المدينة الواحدة. يروي الفلسطينيون مكابداتهم الجحيمية في العبور من حيّ إلى آخر، فيما تسعى "إسرائيل" إلى قضم ما تبقى من البلاد متفرّدة بأنها الدولة الوحيدة في العالم التي لا تعترف بالحدود النهائية لدولتها المارقة! عشية انهيار الإمبراطورية العثمانية، كانت الجاسوسة البريطانية، غيرترود بيل، بوصفها خبيرة في جغرافيا الأسطورة والرمل، منهمكة في ترتيب حدود دولة العراق لتتويج الأمير فيصل بن الحسين ملكاً على بلاد الرافدين، بعد أن طرده الفرنسيون من سوريا. هكذا وضعت خرائط متشابكة أمامها لرسم حدود الدولة الجديدة من دون أن تنتهي إلى خطة نهائية. سيسألها أحد الضباط الانجليز عمّا تفعل؟ أجابته بنزق: "أحاول اختراع البلد الذي من المستحيل أن يُخترع". كان حدثا تاريخياً ومنعطفاً عالمياً، فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وتفكك الإمبراطورية العثمانية، اشتغل الأوروبيون على إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد. قسّمت إنجلترا وفرنسا المنتصرتان وفقاً لاتفاقية سايكس - بيكو عام 1916 ممتلكات الإمبراطورية العثمانية المفلسة في ما بينهما وخلقتا من أقاليمها دولاً جديدة. هكذا توحدت الولايات العثمانية، بغداد والبصرة والموصل، لتشكل هيكلاً متماسكاً، هيكل أصبح، اسمه ابتداء من عام 1921 المملكة العراقية، التي قامت بتأسيسها غيرترود بيل أو "خاتون بغداد" فحدّدت الجزء الأكبر من حدودها واختارت حاكمها! بالعبثية نفسها سيخترع ونستون تشرشل، سكرتير المستعمرات البريطانية حينذاك، في ظهيرة يوم أحد بلداً آخر بحدود سوريالية يدعى "إمارة شرق الأردن"، وذلك بضربة قلم خاطئة واكبت عطسة باغتته أثناء رسمه للحدود فجاء هذا الخط العشوائي كقدر نهائي للإمارة الوليدة، وبصرف النظر عن حقيقة هذه الواقعة أو بطلانها، فإن ما حدث فعلاً هو اختراع خرائط مرتجلة تنسف وحدة البلدان التي كانت تخضع للإمبراطورية العثمانية أو تركة "الرجل المريض". الخرائط الجديدة ألغت وحدة التضاريس، ولم يعد متاحاً للرحّالة والمغامرين الأجانب عبور الحدود الجديدة بلا قيود. ليست الجغرافيا وحدها إذاً، هي التي تتحكم بصنع الحدود بين البلدان، وإنما اللغة والقيم والأفكار والطبائع. في سياق آخر، تحضر صورة الفيلسوف، ابن رشد، في مرآتين مختلفتين، الأولى تحمل اسم ابن رشد، والثانية اسم "أفيروس" وفقاً لاسمه اللاتيني! سنجد الصورتَين معاً، ولكن من موقعَين متضادَين. ذلك أن الأول عاشَ مكابدات صعبة في محاولاته إعلاء شأن العقل وحده في مواجهة فقهاء الغيبيات؛ ما جعله يدفع ضريبة باهظة بنفيه إلى قرية جنوب قرطبة، وحرق كتبه بأمر من الخليفة العباسي المنصور، بينما سيتحوَّل "أفيروس" إلى أيقونة أوروبية بوصفه جسراً بين ثقافتَين. هكذا فقدَ إسلام الأنوار مفكِّراً عظيماً، وأهداه مجاناً إلى الغرب. فالفيلسوف الذي دُفِن في مراكش، لم يسترح طويلاً في تراب أجداده. بعد 3 أشهر على دفنه، أُخرج جثمانه من القبر، وحُملَ إلى قرطبة ودُفن هناك مرةً ثانية، وقد حضر جنازته 3 أشخاص "فقيه، وناسخ، وابن عربي". من جهته، يتناول إدريس كسيكس في روايته "في مضيق أفيروس"، شخصية ابن رشد بوصفها جرحاً أو فجوة معرفية بتبنيه الاسم اللاتيني للفيلسوف، وهو بذلك يعترف بأن ما أبقى ميراث ابن رشد هو احتضان أوروبا لفلسفته العقلانية، وإلا لبقي منبوذاً في المدوَّنة الإسلامية بتهمة الإلحاد. عبور جثمان ابن رشد من مضيق جبل طارق إلى الأندلس لدفنه في قرطبة تعبير صريح عن "فضاء العبور والانفصال"، وتالياً، سيتخذ السرد حركة الأرجوحة في الذهاب والإياب، باستخدام الرسائل والاعترافات، والخطب، والوثائق، والتحقيق الصحفي، في الاشتغال على ترميم الصورة المهتزّة للسيرة الشقيّة، والعمل على تفكيك الفضاءات، وأشكال الكتابة، لإيقاظ الإرث الخامل. كانت الصورة النهائية لمشهد ترحيل جثمان ابن رشد من مراكش إلى قرطبة وفقاً لرؤية عبد الفتاح كيليطو على النحو الآتي: "وُضع الجثمان على الدابة في جهةٍ، وفي الجهة الأخرى كُتب الفيلسوف ليستقيم الحمل، ثم عبر الحدود نحو هوية أخرى باسم أفيروس". وكأن رحلة نفي العقل من جغرافيا إلى أخرى، لم تتوقّف يوماً. على المقلب الآخر، يلخّص الكاتب الأرجنتيني، أدريان برافي، في كتابه "غيرة اللغات" حدود وطنه تبعاً لإبحار اللغة من شاطئ إلى شاطئ آخر، وذلك بتشريح معنى الهجرة اللغوية والهجنة الثقافية والنزوح القسري، ومعنى أن تكون عالقاً بين لغتين وجغرافيتين. أن تفكّر بلغة، وتكتب بلغةٍ ثانية. كانت آخر ذكرياته في مدينة سان فرناندو، تتعلق بمنزل قديم متاخم للنهر الذي كان يفيض أحياناً فيغمر المنزل، وكانت أمه تضعه فوق طاولة أثناء انهماكها في صدّ المياه: "إذا كان عليّ اليوم، أن أقول ما هو وطني الحقيقي، فإنني أودُّ أن أقول إنّه تلك الطاولة هناك". ليس بمقدور لغةٍ جديدة إذاً، أن تحرّر المرء من موروث ماضيه، لكنه سينظر إليه بعدسة أخرى، فالمشاعر تتغيّر وفقاً للكلمات التي نستخدمها "لا يمكننا أن نروي القصة نفسها بلغتين مختلفتين"، يقول. هذا الصراع بين أمومة اللغة، وحيرة الابن ستقودنا إلى طبقات المعنى، من دون أن نتخلى عن الحليب الأول. ويوضح بأنه لم يعد ممكناً اليوم تصوّر الأدب داخل حدوده الوطنية، بعدما فرض "أدب الهجرة" حضوره، في تحرّكه على الحد الفاصل بين لغتين وثقافتين وتاريخين ومخيّلتين وموروثين. أدب يتّسم بتهجين عميق ينعكس على الأشكال الأدبية والأصوات السردية، عبر التداخل اللغوي الذي أطاح عذرية هذه اللغة أو تلك، فكل لغة تعيش مغمورة بجوقة من اللغات الأخرى نتيجة التلاقح والاحتكاك وتأثير أصوات اللغة الدارجة. هذه الانحرافات هي نتيجة لإرغام الكلمات وقواعد تركيب العبارات على قبول معانٍ أخرى، كأنها اكتشافات جديدة، على غرار نصوص صموئيل بيكيت مثلاً، الكتابة المرتحلة بين لغتين، ذهاباً وإياباً. وتالياً فإن نصوصه ليست تكراراً للأصل، بل هي افتراق عنه، نظراً لروحها الابتكارية وقدرتها على لفظ التناسخ خارجاً لمصلحة الثراء الإيقاعي. يخلص هذا الكاتب مزدوج الهوية إلى أن هوية أي بلد هي هوية لغوية قبل أن تكون هوية سياسية، إذ لطالما كان الأدب ينتج الأمة وليس العكس. لكن ريجيس دوبريه في كتابه "في مديح الحدود"، ينظر إلى المسألة من حيّز آخر معتبراً أن فحش هذا العصر "لا ينشأ عن الفائض بل عن الخسارة في الحدود". ذلك أنه لم يعد من حدود لأنه لم يعد من حدود "بين الشؤون العامة والمصالح الخاصة، بين المواطن والفرد، بين النحن والأنا، بين المصرف والكازينو، بين الخبر والإعلان التجاري، بين الدولة وجماعات الضغط، بين غرفة نوم رئيس الجمهورية ومكتبه، وقس علة ذلك". كما يعرّج على معنى الإقامة والترحال، وكيف تتفرع ثنائيات الفصل والوصل، القطيعة والاستمرارية، الجزئي والكلي، الخصوصي والعالمي… باعتبارها ثنائيات يخترقها المحلي من كل الجهات، "ثنائيات تجعلنا نضع لأنفسنا حدوداً نشعر إزاءها بالانتماء والسكينة". على الأرجح فإن الشركات العابرة للحدود خلخلت طمأنينة الحدود الآمنة للفرد وإلا ما تفسير وصول مشروبات الكوكاكولا إلى طفل حافي القدمين يعيش في قرية بائسة في عمق أدغال أفريقيا، أو نزوح الآلاف من مدنهم المنكوبة والموت غرقاً في البحر أو إقامة غيتو محلي مهاجر بكامل تقاليده الأصلية في أكثر المدن الأوروبية حداثة. لقد عملت العولمة على إلغاء الحدود لكن ما حصل فعلاً هو إيقاظ الهويات الصغرى وتفتيت المكان إلى حدود يحكمها العداء وتبادل الكراهية، وإذا بالعولمة تشطب الحدود بسطوة وإغراء السلع البرّاقة. كما ستعبر بندقية الكلاشينكوف معظم حدود العالم بوصفها رمزاً للثورات العالمية من أميركا اللاتينية إلى فلسطين، ثم استثمرتها الجماعات "الجهادية" في حروبها المتنقلة غير عابئة بالخرائط الصارمة لحدود لبلدان.

كرسي الأمم المتحدة لتحالف الحضارات: رسالة إنسانية تتجدد
كرسي الأمم المتحدة لتحالف الحضارات: رسالة إنسانية تتجدد

الشرق الأوسط

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

كرسي الأمم المتحدة لتحالف الحضارات: رسالة إنسانية تتجدد

في خطوة ذات دلالة حضارية كبيرة وذات رمزية كبرى، صادق المجلس الاستشاري لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة في مدينة مراكش على اعتماد كرسي تحالف الحضارات الذي أحدث في الجامعة الأورومتوسطية بفاس، مانحاً إياه الاسم الرسمي: كرسي الأمم المتحدة لتحالف الحضارات. وإنشاء هذا الكرسي العالمي في مدينة فاس وفي الجامعة الأورومتوسطية، والذي لنا شرف ترؤسه، ينطلق من القناعة بالدور التاريخي الذي اضطلعت به مدينة فاس بصفتها عاصمة لتحالف الحضارات والتنوع الثقافي، والدور التاريخي الذي ما فتئت تقوم به أقدم جامعة في العالم، وهي جامعة القرويين، التي مأسست للقيم الإنسانية والحضارية عبر القرون. وإنك ستجد في هاته المعلمة حصيلة كل تاريخ المغرب بما فيه التاريخ الإسلامي والحضاري والسياسي، وكل من يكتب عنها إلا ويشعر بأنه مقصر في حقها التي لولاها لما بقي الحرف العربي بالمغرب، ولما ازدهر الوجود الإسلامي بهذه الديار. وهل عرف العالم كله بلاد المغرب إلا إذا قرن باسم فاس؟ وماذا تكون فاس لو لم تكن بها جامعة القرويين؟ وللذكر فإنَّ هناك عدداً من أعلام الفكر الموسوي والمسيحي والإسلامي كان لعلماء فاس أثر في تكوينهم وظهورهم، من أمثال دراس بن إسماعيل والبابا سيلفيستر وأبي عمران الفاسي وابن باجه وابن العربي وابن ميمون الحاخام وابن طفيل وابن رشد وابن زهر وابن سمعون (اليهودي) وابن بطوطة وابن خلدون وغيرهم ممن اشتهروا عبر القرون وفي كل الأمصار. الذي يُعنى بتاريخ القرويين لا بد أن يجد متعة في الحديث عن كراسي الجامعة؛ ففي عهد السلطان محمد بن عبد الله (محمد الثالث) مثلاً، كانت هناك أزيد من مائة وعشرين كرسياً لتدريس العلم موزعة على مختلف فروع القرويين «المائتين والخمسين» المنبثة في كل منعطف وفي كل زقاق، علاوة على ستمائة مدرسة أولية من بينها دور للفقيهات، ومن تلك الكراسي يوجد عشرون كرسياً بجامع القرويين، يجري العمل في نيلها على نهج الأكاديميات الأصيلة... وإلى جانبها كانت خزانة الملك أبي يوسف، وأبي عنان من بني مرين، ثم المنصور السعدي، هذه الخزائن التي تكون اليوم (خزانة القرويين) ذات الشهرة العالمية والمملوءة بالمخطوطات الثمينة التي لا توجد إلا فيها، ومنها أرجوزة ابن طفيل في الطب، وأجزاء من إنجيل القديس لوقا ويوحنا... وكرسي الأمم المتحدة لتحالف الحضارات يذكي في الحنايا ذلك التعلق بأدوار هاته الكراسي القديمة التي فيها عبق التاريخ وأسرار الإيمان الصحيحة، ومنبع التكوينات والاجتهادات التي استفاد منها طلاب ومريدون وعلماء من كل الديانات والجنسيات وفي كل المجالات والتخصصات، وقد سعدنا في مراكش بتجاذب أطراف الحديث مع شخصيات دولية بارزة أعضاء في المجلس الاستشاري لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، حيث القناعة المشتركة بدور هذا الكرسي الفريد في نوعه في تكوين جيل جديد متشبع بالقيم الإنسانية، وقد أطلعناها على ما قام به الكرسي في فترة وجيزة من تكوينات معتمدة ودقيقة في مجال حل النزاعات وتحالف الحضارات، ومن منشورات أكاديمية وعلمية، وترافعات معرفية حول قيم التعايش. وهذا التوجه ضرورة حتمية وواجب أخلاقي وإنساني، وهو تعبير أصيل عن أبرز قيم المسؤولية المشتركة؛ كما يفتح المجال واسعاً أمام تكوين أجيال المستقبل، وتحصين «جيل ألفا» الذي يعني أن حياة مواليد الجيل الحالي هي مختلفة عن حياتنا نوعياً، ذلك أنهم وُلدوا في زمن التطور الرقمي ووفرة التكنولوجيا، كما سيكون لهم مستقبل ووظائف جديدة يؤدونها غير الوظائف التي نؤديها؛ فمثلاً فإن ثلث الوظائف الجديدة التي نجدها في الولايات المتحدة لم تكن موجودة من قبل... وهذا الجيل يستدعي منا جميعاً مجموعة من الاستراتيجيات الحكيمة لحمايته من كل ما يمكن أن يعتريه من قلة مشاركته في الأنشطة الاجتماعية، ولتكوينه بطريقة تجعل منه مساهماً في بناء المجتمعات وفي بناء السلام في الحاضر والمستقبل وبناء دولة المواطنة الشاملة، المبنية على القيم والعدل والحريات المشروعة، وتبادل الاحترام، ومحبة الخير للجميع، مع احترام تعدد الشرائع والمناهج. إن العالم ليس بخير. وعدد الصدامات والصراعات في ازدياد مستمر. وكل شهر يمر علينا إلا ونشاهد أقطاراً وبلداناً تغطيها ويلات حروب وفتن جديدة. والكارثة الأشد هي أن نترك تكوين أجيال المستقبل وألا نضع بين أيديهم بوصلات واقعية تؤمن بالقيم المشتركة الثابتة الكفيلة بتحقيق السلم الداخلي والعالمي، وتوجه السياسات للقضاء على الفوارق الاجتماعية والأزمات التي تجعل العيش الآمن لملايين البشر مسألة معقدة، وتصلح السوابق المعرفية التي تؤطر وتسير الأذهان وسلوكيات الإنسان، وتؤمن بقواعد سمو القانون الدولي المتوازن ذي المصداقية والواقعية...

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store