logo
#

أحدث الأخبار مع #ابن_رشد

السيد الكمبيادور...
السيد الكمبيادور...

الغد

timeمنذ 4 أيام

  • سياسة
  • الغد

السيد الكمبيادور...

اضافة اعلان المطالعة عن تاريخ الأندلس هي أكثر ما شدني في مطالعاتي التاريخية حتى أنني كرست وقتا أثناء دراستي في بريطانيا للاطلاع على التاريخ العربي في الأندلس طبقا لوجهة نظر المؤرخين الغربيين، بحثاً عن الموضوعية والإنصاف، ولقد سررت في مرات، وحزنت في مرات أخرى مما كنت أقرأ، فالأوربيون يقرون بالفم الملآن بإسهام حواضر الأندلس في الحضارة الإنسانية، والعلوم المتقدمة، والادب الرفيع، كفن الموشحات، ويذكرون إبداعات ابن رشد وابن عربي وابن خلدون والزهراوي وابن الهيثم وآخرين كثر، ويتحدثون عن قرطبة حاضرة العالم في تلك العصور، ويتغزلون بقصر الحمراء، أعجوبة المعمار والهندسة في غرناطة، إلا أن هذه المصابيح المضيئة على مدى مئات السنين لم تبدد ظلام وظلم حكام ملوك الأندلس ولم تخلُ صفحاتهم من تاريخ مشيــن، فبعيد انتهاء حكم الخليفة الاموي عبد الرحمن الداخل والمنصور العامري، انقسمت الأندلس إلى ممالك تحكمها الطوائف والقبائل، وانخرط ملوك الاندلس بالحروب الداخلية وحياكة المؤامرات بعضهم ضد بعضهم الآخر، مما اضعفهم واضطرهم لدفع الجزية لملوك قشتالة وأرغون ونافارا، وزاد ذلهم بالتسابق على الاستعانة بأعدائهم في حروب على الرياسة والنفوذ لقاء دفع الأموال الباهظة، حتى خسروا جميع مدنهم وقصورهم، ووصلت ذروة مأساتهم عندما أقدم آخر ملوكهم المدعو أبو عبدالله الصغير بتسليم مفتاح مملكته غرناطة لملوك قشتالة وأرغون دون قتال، لقاء خروجه سالما مع ثلاثين ألف جنيه قشتالي، وبعض المقتنيات، بالإضافة إلى عائلته وجواريه وحاشيته وأعوانه، وتعد هذه الحادثة في الثاني من تشرين الثاني من عام 1494 رمزاً للانكسار العربي، فقد باع حاكم غرناطـــة مدينته بأبراجها وأبوابها وقصورها، وتخلى عن شعبه، ليواجه مصيره من التنكيل والتهجير من قبل محاكم التفتيش.ما لفت انتباهي بهذه القراءة المعروفة لجميع المسلمين بالتاريخ الأندلسي هو شخصية محارب اسباني يدعى رودريجو ولقـب بالفارس (الكمبيادور) واطلـق عليــــه العرب اسم "السيد EL CID" او القمبيطور، وقصة هذا الفارس تتلخص بأنه محارب لا يشق له غبار، ويتمتع بالدهاء وسعة الحيلة، ويتبعه مئات من المرتزقة الفرسان الأسبان، ويحارب لمن يدفع له ويقوم بعقد الصفقات الواحدة تلو الاخرى، وقد استجار به كثير من حكام الفتنة في الأندلس وخطبوا وده، وصادقوه، وكان يتبختر بقصورهم كالطاووس، وقيل إن ابن هود حاكم سرقسطة كان يدفع له 1000 دينار ذهباً كل أسبوع مقابل أن يعيد له مدينة بلنسية، إلا أن طامعاً آخر بالمدينة من الحكام المسلمين دفـــع لـه أكثر من ذلك، فانقلب على ابن هود، ومارس دور الارتزاق والبلطجة مع العرب بأبشع صورها، فعندما دخل مدينة بلنسية اختصها لنفسه ولكن تحت مظلة التاج الاسباني، وأرهق شعبها المسلم بالضرائب وارهق اغنياءها بالخاوات.بالطبع لا نتعاطف كعرب مع هذه الشخصية المرتزقة، ولكن التاريخ الإسباني يذكره كفارس مغوار، وقبره في إسبانيا مزار، وهو يستحق حب شعبه الإسباني لة لأن جهوده أثمرت في حرب الاسترداد بعد أن أفرغ خزائن ملوك الطوائف في الأندلس الذين اعتبروه حامي الحمى في مواجهة بعضهم بعضا، مما سرع بنهايتهم ورحيلهم عن فردوسهم المفقود الذي عاثوا فيه فسادا ومجونا.

العالم بين ثورة الوعي والغضب!
العالم بين ثورة الوعي والغضب!

البيان

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البيان

العالم بين ثورة الوعي والغضب!

قبل سقوط غرناطة بسنوات، كانت الأوضاع السياسية في الأندلس تعيش حالة من الاضطراب والانقسام، وبينما كانت الجيوش تتصارع، كان هناك في قرطبة علماء وفلاسفة يعملون ليل نهار في مكتباتها العظيمة، يرسمون بخيالهم حدود المستقبل وينسجون في صمتهم ثورة معرفة تركت لاحقاً أثرها العميق في أوروبا والعالم بأسره. لم يكن صخب الشارع وحده ما يرسم مصير الحضارة، بل كانت العقول في صمتها تعمل لميلاد عصر جديد من الوعي. وحين انطفأ نور العقل، تراجع المجد وانهارت الحضارة، لكن بفضل علماء مثل ابن رشد وابن زهر، انتقلت شرارة الوعي إلى العالم كله، وأصبحت قصة الأندلس درساً خالداً، يؤكد أن التاريخ لا يخلّد إلا من يصنع ثورته بالفكر، لا بالغضب. وفي السياق ذاته، تذكرنا تجربة اليابان بعد الحرب العالمية الثانية بأن الطريق للنهوض يبدأ من الوعي والعمل والمعرفة، حيث كانت اليابان دولة منهارة مدمرة بلا بنية تحتية، وكان يمكن أن يتحول كل شيء إلى ثورة غضب، لكن القادة آمنوا بأن الطريق الوحيد للنهوض هو المعرفة. فبدأوا ببناء المدارس والمصانع قبل إعادة بناء الجسور، وخلال جيلين فقط تحولت اليابان من أنقاض الحرب إلى واحدة من أكبر اقتصاديات العالم. وهنا يبرز دور الثقافة والإعلام كصنّاع للعقول لا فقط الأخبار، فالإعلام في المنطقة العربية لا يكفي أن يكون ناقلاً للأحداث، بل عليه أن يكون صانعاً للرؤية، وبانياً للثقة، وكلما انتقل من تضخيم الأزمات إلى صناعة الحلول ونشر قصص الأمل، كان شريكاً حقيقياً في نهضة الإنسان. وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي يمر خلالها العالم بمتغيرات عميقة، تتسارع فيها التحولات وتتكاثر التحديات، من أزمات الأمن إلى متغيرات الاقتصاد وتراجع الثقة بالنخب الثقافية والإعلامية. حيث تضع هذه التحولات لإعلام والثقافة أمام مسؤولية تاريخية، إما أن يكونا وقوداً للغضب والانقسام، أو جسراً للأمل وإعادة البناء. وعندما نتحدث عن الوعي في العالم العربي لا بد من ذكر تجربة دولة الإمارات، التي رفعت الثقافة إلى مصاف السياسة والاقتصاد، وجعلت من النجاح قصة شعب، لا قصة فرد. وبينما تسحب موجات الغضب والانقسام مستقبل المنطقة إلى الوراء، أطلقت دولة الإمارات موجتها الخاصة من الوعي والانفتاح؛ وفي حين ينشغل البعض بإثارة الضجيج وتصدير حملات التشويه، تمضي هي بثبات وإصرار نحو المستقبل، لأنها تؤمن أن الإنجاز هو خير ردّ، وأن العمل الجاد هو من يصنع الفرق. تُثبت قصة ابن رشد وابن زهٌر في الأندلس، وتجربة الإمارات واليابان في العصر الحديث، إن الحضارة لا تنهض بالصراخ في شبكات التواصل الاجتماعي أو بالفوضى والغضب، بل تنهض حين تشتعل شرارة الوعي في العقول.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store