logo
السيد الكمبيادور...

السيد الكمبيادور...

الغدمنذ 3 أيام

اضافة اعلان
المطالعة عن تاريخ الأندلس هي أكثر ما شدني في مطالعاتي التاريخية حتى أنني كرست وقتا أثناء دراستي في بريطانيا للاطلاع على التاريخ العربي في الأندلس طبقا لوجهة نظر المؤرخين الغربيين، بحثاً عن الموضوعية والإنصاف، ولقد سررت في مرات، وحزنت في مرات أخرى مما كنت أقرأ، فالأوربيون يقرون بالفم الملآن بإسهام حواضر الأندلس في الحضارة الإنسانية، والعلوم المتقدمة، والادب الرفيع، كفن الموشحات، ويذكرون إبداعات ابن رشد وابن عربي وابن خلدون والزهراوي وابن الهيثم وآخرين كثر، ويتحدثون عن قرطبة حاضرة العالم في تلك العصور، ويتغزلون بقصر الحمراء، أعجوبة المعمار والهندسة في غرناطة، إلا أن هذه المصابيح المضيئة على مدى مئات السنين لم تبدد ظلام وظلم حكام ملوك الأندلس ولم تخلُ صفحاتهم من تاريخ مشيــن، فبعيد انتهاء حكم الخليفة الاموي عبد الرحمن الداخل والمنصور العامري، انقسمت الأندلس إلى ممالك تحكمها الطوائف والقبائل، وانخرط ملوك الاندلس بالحروب الداخلية وحياكة المؤامرات بعضهم ضد بعضهم الآخر، مما اضعفهم واضطرهم لدفع الجزية لملوك قشتالة وأرغون ونافارا، وزاد ذلهم بالتسابق على الاستعانة بأعدائهم في حروب على الرياسة والنفوذ لقاء دفع الأموال الباهظة، حتى خسروا جميع مدنهم وقصورهم، ووصلت ذروة مأساتهم عندما أقدم آخر ملوكهم المدعو أبو عبدالله الصغير بتسليم مفتاح مملكته غرناطة لملوك قشتالة وأرغون دون قتال، لقاء خروجه سالما مع ثلاثين ألف جنيه قشتالي، وبعض المقتنيات، بالإضافة إلى عائلته وجواريه وحاشيته وأعوانه، وتعد هذه الحادثة في الثاني من تشرين الثاني من عام 1494 رمزاً للانكسار العربي، فقد باع حاكم غرناطـــة مدينته بأبراجها وأبوابها وقصورها، وتخلى عن شعبه، ليواجه مصيره من التنكيل والتهجير من قبل محاكم التفتيش.ما لفت انتباهي بهذه القراءة المعروفة لجميع المسلمين بالتاريخ الأندلسي هو شخصية محارب اسباني يدعى رودريجو ولقـب بالفارس (الكمبيادور) واطلـق عليــــه العرب اسم "السيد EL CID" او القمبيطور، وقصة هذا الفارس تتلخص بأنه محارب لا يشق له غبار، ويتمتع بالدهاء وسعة الحيلة، ويتبعه مئات من المرتزقة الفرسان الأسبان، ويحارب لمن يدفع له ويقوم بعقد الصفقات الواحدة تلو الاخرى، وقد استجار به كثير من حكام الفتنة في الأندلس وخطبوا وده، وصادقوه، وكان يتبختر بقصورهم كالطاووس، وقيل إن ابن هود حاكم سرقسطة كان يدفع له 1000 دينار ذهباً كل أسبوع مقابل أن يعيد له مدينة بلنسية، إلا أن طامعاً آخر بالمدينة من الحكام المسلمين دفـــع لـه أكثر من ذلك، فانقلب على ابن هود، ومارس دور الارتزاق والبلطجة مع العرب بأبشع صورها، فعندما دخل مدينة بلنسية اختصها لنفسه ولكن تحت مظلة التاج الاسباني، وأرهق شعبها المسلم بالضرائب وارهق اغنياءها بالخاوات.بالطبع لا نتعاطف كعرب مع هذه الشخصية المرتزقة، ولكن التاريخ الإسباني يذكره كفارس مغوار، وقبره في إسبانيا مزار، وهو يستحق حب شعبه الإسباني لة لأن جهوده أثمرت في حرب الاسترداد بعد أن أفرغ خزائن ملوك الطوائف في الأندلس الذين اعتبروه حامي الحمى في مواجهة بعضهم بعضا، مما سرع بنهايتهم ورحيلهم عن فردوسهم المفقود الذي عاثوا فيه فسادا ومجونا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السيد الكمبيادور...
السيد الكمبيادور...

الغد

timeمنذ 3 أيام

  • الغد

السيد الكمبيادور...

اضافة اعلان المطالعة عن تاريخ الأندلس هي أكثر ما شدني في مطالعاتي التاريخية حتى أنني كرست وقتا أثناء دراستي في بريطانيا للاطلاع على التاريخ العربي في الأندلس طبقا لوجهة نظر المؤرخين الغربيين، بحثاً عن الموضوعية والإنصاف، ولقد سررت في مرات، وحزنت في مرات أخرى مما كنت أقرأ، فالأوربيون يقرون بالفم الملآن بإسهام حواضر الأندلس في الحضارة الإنسانية، والعلوم المتقدمة، والادب الرفيع، كفن الموشحات، ويذكرون إبداعات ابن رشد وابن عربي وابن خلدون والزهراوي وابن الهيثم وآخرين كثر، ويتحدثون عن قرطبة حاضرة العالم في تلك العصور، ويتغزلون بقصر الحمراء، أعجوبة المعمار والهندسة في غرناطة، إلا أن هذه المصابيح المضيئة على مدى مئات السنين لم تبدد ظلام وظلم حكام ملوك الأندلس ولم تخلُ صفحاتهم من تاريخ مشيــن، فبعيد انتهاء حكم الخليفة الاموي عبد الرحمن الداخل والمنصور العامري، انقسمت الأندلس إلى ممالك تحكمها الطوائف والقبائل، وانخرط ملوك الاندلس بالحروب الداخلية وحياكة المؤامرات بعضهم ضد بعضهم الآخر، مما اضعفهم واضطرهم لدفع الجزية لملوك قشتالة وأرغون ونافارا، وزاد ذلهم بالتسابق على الاستعانة بأعدائهم في حروب على الرياسة والنفوذ لقاء دفع الأموال الباهظة، حتى خسروا جميع مدنهم وقصورهم، ووصلت ذروة مأساتهم عندما أقدم آخر ملوكهم المدعو أبو عبدالله الصغير بتسليم مفتاح مملكته غرناطة لملوك قشتالة وأرغون دون قتال، لقاء خروجه سالما مع ثلاثين ألف جنيه قشتالي، وبعض المقتنيات، بالإضافة إلى عائلته وجواريه وحاشيته وأعوانه، وتعد هذه الحادثة في الثاني من تشرين الثاني من عام 1494 رمزاً للانكسار العربي، فقد باع حاكم غرناطـــة مدينته بأبراجها وأبوابها وقصورها، وتخلى عن شعبه، ليواجه مصيره من التنكيل والتهجير من قبل محاكم التفتيش.ما لفت انتباهي بهذه القراءة المعروفة لجميع المسلمين بالتاريخ الأندلسي هو شخصية محارب اسباني يدعى رودريجو ولقـب بالفارس (الكمبيادور) واطلـق عليــــه العرب اسم "السيد EL CID" او القمبيطور، وقصة هذا الفارس تتلخص بأنه محارب لا يشق له غبار، ويتمتع بالدهاء وسعة الحيلة، ويتبعه مئات من المرتزقة الفرسان الأسبان، ويحارب لمن يدفع له ويقوم بعقد الصفقات الواحدة تلو الاخرى، وقد استجار به كثير من حكام الفتنة في الأندلس وخطبوا وده، وصادقوه، وكان يتبختر بقصورهم كالطاووس، وقيل إن ابن هود حاكم سرقسطة كان يدفع له 1000 دينار ذهباً كل أسبوع مقابل أن يعيد له مدينة بلنسية، إلا أن طامعاً آخر بالمدينة من الحكام المسلمين دفـــع لـه أكثر من ذلك، فانقلب على ابن هود، ومارس دور الارتزاق والبلطجة مع العرب بأبشع صورها، فعندما دخل مدينة بلنسية اختصها لنفسه ولكن تحت مظلة التاج الاسباني، وأرهق شعبها المسلم بالضرائب وارهق اغنياءها بالخاوات.بالطبع لا نتعاطف كعرب مع هذه الشخصية المرتزقة، ولكن التاريخ الإسباني يذكره كفارس مغوار، وقبره في إسبانيا مزار، وهو يستحق حب شعبه الإسباني لة لأن جهوده أثمرت في حرب الاسترداد بعد أن أفرغ خزائن ملوك الطوائف في الأندلس الذين اعتبروه حامي الحمى في مواجهة بعضهم بعضا، مما سرع بنهايتهم ورحيلهم عن فردوسهم المفقود الذي عاثوا فيه فسادا ومجونا.

الضغوط تتوالى.. تحرك دولي للاعتراف بـ"دولة فلسطين" وإسبانيا تصوّت على قرار
الضغوط تتوالى.. تحرك دولي للاعتراف بـ"دولة فلسطين" وإسبانيا تصوّت على قرار

البوابة

timeمنذ 4 أيام

  • البوابة

الضغوط تتوالى.. تحرك دولي للاعتراف بـ"دولة فلسطين" وإسبانيا تصوّت على قرار

أعلن البرلمان الإسباني، مساء اليوم الثلاثاء، أنه صدّق على النظر في مقترح حظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل، في خطوة تزامنت مع مواقف وضغوط أوروبية متصاعدة على إسرائيل لوقف تجويع سكان غزة ووقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف. وفي خطوة مقاربة، قالت فرنسا، اليوم الثلاثاء، إن تحركها للاعتراف بدولة فلسطينية كما تنوي فرنسا والمملكة المتحدة وكندا فعله قريباً، "لن يتوقف". جاء ذلك في حديث لرئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، أمام مجلس النواب الفرنسي: "للمرة الأولى، قررت ثلاث دول كبرى.. بريطانيا وفرنسا وكندا، أنها ستعترض معاً على ما يحدث" في قطاع غزة إضافة إلى "اعتراف الدول الثلاث معاً بدولة فلسطين". وجاء كلامه في معرض رده على ماتيلد بانو، زعيمة كتلة حزب "فرنسا الأبية"، التي سألته عما إذا كان ينوي "الاعتراف بدولة فلسطين بعدما لم يبق هناك من فلسطينيين"، بحسب تعبيرها للتنديد بممارسات إسرائيل بحقهم. وأمس الاثنين، حذر قادة فرنسا، إيمانويل ماكرون، والمملكة المتحدة، كير ستارمر، وكندا مارك كارني، من أنهم "لن يقفوا مكتوفي الأيدي" في مواجهة ما وصفوه بـ"الأفعال المشينة" التي ترتكبها حكومة بنيامين نتنياهو في غزة، مهددين بفرض عقوبات على إسرائيل. المصدر: وكالات

انخفاض طلبات اللجوء المقدمة من السوريين إلى الاتحاد الأوروبي
انخفاض طلبات اللجوء المقدمة من السوريين إلى الاتحاد الأوروبي

جفرا نيوز

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • جفرا نيوز

انخفاض طلبات اللجوء المقدمة من السوريين إلى الاتحاد الأوروبي

جفرا نيوز - انخفض عدد طلبات اللجوء المقدمة من السوريين في الاتحاد الأوروبي إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عشر سنوات، وذلك في شهر فبراير، وفقا لما أعلنته وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي. وأظهرت بيانات الوكالة أن السوريين تقدموا بنحو 5000 طلب لجوء في دول الاتحاد الأوروبي الـ27، بالإضافة إلى سويسرا والنرويج، خلال شهر فبراير، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 34 في المئة مقارنة بالشهر الذي سبقه. وقال ماغنوس برونر، مفوض الهجرة في الاتحاد الأوروبي، إن "أحدث أرقام اللجوء تظهر مدى أهمية الاستقرار في المناطق الأخرى بالنسبة لأوروبا'. وأفادت منظمة الأمم المتحدة بأنه منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، عاد مئات الآلاف من السوريين الذين كانوا قد لجأوا إلى دول أخرى إلى بلادهم. وبحسب وكالة اللجوء الأوروبية (EUAA)، فقد تلقت دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب سويسرا والنرويج، ما مجموعه نحو 69,000 طلب لجوء في شهر فبراير، وذلك في سياق اتجاه تراجعي في الأعداد بدأ منذ أكتوبر من عام 2024. وكان السوريون يشكلون لفترة طويلة الفئة الأكبر من طالبي اللجوء، إلا أنهم أصبحوا في شهر فبراير ثالث أكبر مجموعة، بعد الفنزويليين والأفغان. وقد جاءت فرنسا في مقدمة الدول المستقبلة لطلبات اللجوء، تلتها إسبانيا، ثم ألمانيا، التي كانت لسنوات طويلة الوجهة الأكثر استقطابًا لطالبي اللجوء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store