logo
#

أحدث الأخبار مع #ابنالأثيرالجزري

المجددون، أبو حامد الغزالي حُجَّة الإسلام
المجددون، أبو حامد الغزالي حُجَّة الإسلام

فيتو

time٢٨-٠٣-٢٠٢٥

  • منوعات
  • فيتو

المجددون، أبو حامد الغزالي حُجَّة الإسلام

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني. ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينة والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف. وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين. أبو حامد الغزالي (450 هـ - 505 هـ) في رأي ابن الأثير الجزري وجلال الدين السيوطي، هو أحد أبرز مجددي القرن الخامس الهجري، بصفته أحد الفقهاء من أصحاب الشافعي، ويعد الغزالي في تاريخ الفكر الإسلامي من أهم أئمة الأشاعرة المعدودين، وفي الصدارة منهم، ومن أئمة المذهب الشافعي الكبار، كما لقب الغزالي بـ"حجة الإسلام"، لأنه رد على الفلاسفة والدهريين ورد على الباطنية، كما عرف بأنه أهم منظري الفكر الصوفي في تاريخ الإسلام. كان مولده عام 450 هجرية في خراسان، وقد بدأ طلب العلم في سن صغيرة، وسرعان ما تبحر في علوم ومجالات كثيرة، وكان له منهج إصلاحي متفرد من خلال تشخيصه لأمراض المجتمع ووضع منهاج للتربية والتعليم وبناء العقيدة الإسلامية ومحاربة التيارات الفكرية المنحرفة، وإصلاح الفكر. نشأته زمن مولده كانت طوس، وهي ثاني كبرى مدن خراسان بعد نيسابور، عامرة صاخبة بالنقاشات الدينية لكثرة المسلمين والمسيحيين فيها، وتعدد المذاهب بها. حرص والده على اكتساب الرزق الحلال، فكان متنسكا يأكل من عمل يده متجنبا مواطن الشبهات، مقبلا على مجالس المتفقهة وخدمة أهل العلم، وكان يتضرع لربه أن يرزقه ولدا فقيها واعظا، ولكن أجله انقضى حين كان ولداه محمد وأحمد في سن الطفولة المبكرة، بعدما أوصى وهو في مرضه صديقا متصوفا متجردا للعبادة بتعهدهما وتعليمهما الخط وإنفاق ميراثه القليل في ذلك وإن نفد، فلما عمل صاحبه بالوصية وذهب المال نصح الولدين اليتيمين بالنزول في مدرسة تكفلهما ويتعلمان فيها. بدأ محمد طلب العلم في سن مبكرة مع حرص على تعلم الفارسية والعربية، فأخذ شيئا من الفقه على أحمد بن محمد الراذكاني الطوسي وطرفا من التصوف على يد يوسف النساج. قبل بلوغه الـ20 رحل إلى جرجان بشمال إيران ليأخذ عن أبي القاسم الإسماعيلي وكتب عليه التعليقة. ثم عاد إلى طوس ومكث فيها 3 سنوات، وخرج في رحلة أخرى في طلب العلم، فقصد نيسابور في رفقة جماعة من الطلبة، وفيها لقي معلمه الأشهر فلازمه حتى توفي الأستاذ، وهو إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجويني شيخ المدرسة النظامية بنيسابور، فقرأ عليه الفقه والأصول والمنطق والكلام. وجد الغزالي ضالته في نيسابور بعد رحلة بين طوس وجرجان، فانكب فيها وهو في ريعان العشرينيات على طلب المعرفة، فقرأ الفقه وأصول الفقه وأصول الدين والمنطق والكلام، حتى تفوق في المذهب الشافعي والخلاف والجدل والمنطق، كما قرأ الحكمة والفلسفة وفهم علوم الأوائل وتصدى للحجاج والرد فيها، واستمر في ذلك حتى توفي أستاذه الجويني عام 478 هـ، وفي هذه الحقبة ألف الغزالي "المنخول من تعليق الأصول". ويحكي أبو حامد الغزالي عن هذه المرحلة في مذكراته "المنقذ من الضلال"، قائلا: "وقد كان التعطش إلى درك حقائق الأمور دأبي وديدني، من أول أمري، وريعان عمري، غريزة وفطرة من الله وضعها في جبلتي لا باختياري وحيلتي، حتى انحلت عني رابطة التقليد، وانكسرت علي العقائد الموروثة على قرب عهد سن الصبا". بعد وفاة الجويني، ومع تفجر ملكة التأليف والتصنيف وقدرة النقاش والجدل والمناظرة عند الغزالي، رحل وهو ابن الـ28 ليدخل في مخيم نظام الملك وزير السلاجقة، وكان مجلسه مجمع أهل العلم وساحة مناظراتهم، ونال أبو حامد شهرة كبيرة في هذه المجالس، وذاع صيته في حواضر العلم، وبقي 6 أعوام في هذه الحياة الصاخبة بمطارحة الآراء وممارسة الجدل وجوار الأئمة ومقارعة الفحول. امتاز بقوة همته ونشاط عقله وذكائه الحاد مع حضور بديهة وسيلان ذهن وطموح، فاستطاع اكتساب المعرفة من كل باب وشغف، وتعلم كل فن غير متهيب ولا متحفظ على عادة أهل زمانه من الخوف والحذر والتحوط في قراءة بعض العلوم، خاصة علوم الأوائل وأخطرها عليهم الفلسفة. في المدرسة النظامية أرسله نظام الملك، في عام 484 هـ، للتدريس بالمدرسة النظامية في بغداد، ليبدأ الغزالي فصلا جديدا من حياته وهو في الـ34 من عمره، فقد سبقته شهرته فوفد عليه الطلاب من كل حدب وصوب، حتى روي أنه كان يحضر مجلسه 400 عمامة، وقد أعجب الخلق حسن كلامه وفصيح لسانه ودقيق نكاته ولطيف إشاراته، فأقام على نشر العلم بالتدريس والتصنيف، وظهر نبوغه وتميزه واتضحت سمات شخصيته العلمية الفريدة ومعالم مشروعه الفكري في المصنفات التي أنتجتها هذه الحقبة، خاصة "مقاصد الفلاسفة" و"تهافت الفلاسفة" و"الاقتصاد في الاعتقاد" و"معيار العلم" و"محك النظر" و"المستظهري في فضائح الباطنية". اغتيال الوزير نظام الملك في العاشر من رمضان هـ،485 اغتالت فرقة الباطنية 'الحشاشين' وزير السلاجقة نظام الملك، وفي 15 شوال مات السلطان ملكشاه ليبدأ نزاع على الحكم في الدولة السلجوقية، وفي محرم 486 بويع الخليفة العباسي المستظهر بالله، وشهد الغزالي احتفال توليه وألَّف "فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية" بتكليف منه. وخلال فترة مكوثه ببغداد التي استمرت 4 سنوات اتسع نشاط الغزالي في التدريس والتأليف والمحاضرة والمناظرة، حتى ملأ الدنيا وشغل العالم بعلمه وفكره، فوفد إليه طلاب العلم من كل جهة، وتسابق النسّاخ إلى كتبه في كل مصر، وأتته الفتاوى من كل صقع، حتى إنه أصدر فتوى لأمير المسلمين يوسف بن تاشفين بشأن موقفه من ملوك الأندلس في الغرب، وهب لنجدة العامة والخاصة من "مؤامرات الباطنية وشكوك الفلاسفة في الشرق"، وتقرب إليه الملوك وطلب وده السلاطين، واستلهمه الخاصة، وتبرك به العامة. وفجأة، وبينما هو في هذه الحال إذا به يتخذ قرارا بالمفارقة والاعتزال، وهذا ما يسمى في التأريخ له "أزمة الغزالي". أزمة نفسية وتجربة روحية بدأت أزمة الغزالي النفسية، في رجب 488 هـ، وهي قصة تجربة روحية نادرة، قامت على مكاشفة ومصارحة ومحاسبة للنفس أخذها الغزالي بقدر كبير من تحري الصدق والشفافية الروحية، فهو يتعمق في التفكير لاستكناه الحال والمقال ومراجعة كل شيء في حياته الخاصة، ويقيم بمعيار دقيق للحذر من الغلط ويحرص على وضع خطة سديدة لمكاشفة الحقيقة واختيار الطريقة، ويجتهد من أجل ضمان صحة القلب وصفاء النية ونقاء الطوية.. أزمة الغزالي أدت إلى اعتلال جسده واختلال حياته. كتب أبو حامد في هذه الحال نصا نادرا في رسالته "المنقذ من الضلال". لا سعادة إلا بالتقوى يقول الغزالي في "المنقذ من الضلال": ظهر عندي أنه لا مطمع لي في سعادة الآخرة إلا بالتقوى، وكف النفس عن الهوى، وأن رأس ذلك كله، قطع علاقة القلب عن الدنيا، بالتجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى، وأن ذلك لا يتم إلا بالإعراض عن الجاه والمال، والهرب من الشواغل والعلائق. ثم لاحظت أحوالي، فإذا أنا منغمس في العلائق، وقد أحدقت بي من الجوانب، ولاحظت أعمالي - وأحسنها التدريس والتعليم- فإذا أنا فيها مقبل على علوم غير مهمة، ولا نافعة في طريق الآخرة، ثم تفكرت في نيتي في التدريس، فإذا هي غير خالصة لوجه الله تعالى، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت. فلم أزل أتفكر فيه مدة، وأنا بعد على مقام الاختيار، أصمم العزم على الخروج من بغداد ومفارقة تلك الأحوال يوما، وأحل العزم يوما، وأقدم فيه رجلا وأؤخر عنه أخرى، لا تصدق لي رغبة في طلب الآخرة بكرة إلا ويحمل عليها جند الشهوة حملة فيفترها عشية، فصارت شهوات الدنيا تجاذبني بسلاسلها إلى المقام، ومنادي الإيمان ينادي الرحيل الرحيل، فلم يبق من العمر إلا قليل وبين يديك السفر الطويل، وجميع ما أنت فيه من العلم والعمل رياء وتخييل، فإن لم تستعد الآن للآخرة، فمتى تستعد؟! وإن لم تقطع الآن هذه العلائق فمتى تقطع؟! فعند ذلك تنبعث الداعية، وينجزم العزم على الهرب والفرار، ثم يعود الشيطان ويقول هذه حال عارضة، إياك أن تطاوعها، فإنها سريعة الزوال، فإن أذعنت لها وتركت هذا الجاه العريض، والشأن المنظوم الخالي عن التكدير والتنغيص، والأمر المسلم الصافي عن منازعة الخصوم، ربما التفتت إليه نفسك، ولا يتيسر لك المعاودة. فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا، ودواعي الآخرة، قريبا من ستة أشهر، أولها رجب سنة ثمان وثمانين وأربعمئة، وفي هذا الشهر جاوز الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار، إذ أقفل الله على لساني حتى اعتقل عن التدريس، فكنت أجاهد نفسي أن أدرس يوما واحدا تطييبا للقلوب المختلفة إلي، فكان لا ينطلق لساني بكلمة واحدة ولا أستطيعها البتة، حتى أورثت هذه العقلة في اللسان حزنا في القلب، بطلت معه قوة الهضم ومراءة الطعام والشراب، فكان لا ينساغ لي ثريد، ولا تنهضم لي لقمة، وتعدى إلى ضعف القوى، حتى قطع الأطباء طمعهم من العلاج وقالوا: هذا أمر نزل بالقلب، ومنه سرى إلى المزاج، فلا سبيل إليه بالعلاج، إلا بأن يتروح السر عن الهم الملم". اللجوء إلى الله ثم لما أحسست بعجزي، وسقط بالكلية اختياري التجأت إلى الله تعالى التجاء المضطر الذي لا حيلة له، فأجابني الذي يجيب المضطر إذا دعاه، وسهل على قلبي الإعراض عن الجاه والمال والأهل والولد والأصحاب، وأظهرت عزم الخروج إلى مكة وأنا أدبر في نفسي سفر الشام حذرا أن يطلع الخليفة وجملة الأصحاب على عزمي على المقام في الشام، فتلطفت بلطائف الحيل في الخروج من بغداد على عزم ألا أعاودها أبدا، واستهدفت لأئمة أهل العراق كافة، إذ لم يكن فيهم من يجوّز أن يكون للإعراض عما كنت فيه سبب ديني، إذ ظنوا أن ذلك هو المنصب الأعلى في الدين، وكان ذلك مبلغهم من العلم. ففارقت بغداد، وفرقت ما كان معي من المال، ولم أدخر إلا قدر الكفاف، وقوت الأطفال. ثم دخلت الشام، وأقمت به قريبا من سنتين لا شغل لي إلا العزلة والخلوة والرياضة والمجاهدة، اشتغالا بتزكية النفس وتهذيب الأخلاق وتصفية القلب لذكر الله تعالى، كما كنت حصلته من كتب الصوفية. فكنت أعتكف مدة في مسجد دمشق، أصعد منارة المسجد طول النهار، وأغلق بابها على نفسي، ثم رحلت منها إلى بيت المقدس، أدخل كل يوم الصخرة، وأغلق بابها على نفسي. ثم تحركت في داعية فريضة الحج، والاستمداد من بركات مكة والمدينة وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من زيارة الخليل صلوات الله وسلامه عليه، وفررت إلى الحجاز، ثم جذبتني الهمم، ودعوات الأطفال إلى الوطن، فعاودته بعد أن كنت أبعد الخلق عن الرجوع إليه، فآثرت العزلة به". طريق التصوف يقول أبو حامد: "وانكشفت لي في أثناء هذه الخلوات أمور لا يمكن إحصاؤها واستقصاؤها، والقدر الذي أذكره لينتفع به أني علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة، وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق، بل لو جمع عقل العقلاء وحكمة الحكماء وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئا من سيرهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه سبيلا، فإن جميع حركاتهم وسكناتهم في ظاهرهم وباطنهم مقتبسة من نور مشكاة النبوة، وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به". "إحياء علوم الدين" بدأ الغزالي مرحلة جديدة في مسار فكره وتصنيفاته، حيث أخذت أبا حامد السياحة في البلاد، متنكرا من كل طالب معرضا عن أي شهرة، يظهر للناس فلا يعرفونه ويغيب فلا يفتقدونه، أكثر ما يؤرقه هو أن يُعرف في مكان، فإن حدث ذلك فرَّ منه إلى مكان آخر يجد فيه فرصة أخرى للعزلة وخمول الذكر، ويمكثُ الليالي الطوال في مئذنة بعيدا عن أعين الخلق متبتلا متأملا ذاكرا داعيا، وكتب وهو على هذه الحال أشهر مؤلفاته "إحياء علوم الدين". قضى الغزالي سنوات في العزلة هائما على وجهه بين القدس ودمشق والإسكندرية، أدى خلالها فريضة الحج، ثم عاد إلى طوس ودرّس بها مدة قصيرة، ثم آثر حياة العزلة ومجاهدة النفس، وبقي في هذه الحال 9 سنين. وفي سنة 498 هـ، ألح عليه فخر الدين علي بن نظام الملك في معاودة التدريس، فعاد هذه المرة في مدرسة نيسابور، وبعد اغتيال فخر الملك على يد الباطنية سنة 500 هـ، عاد الغزالي إلى بيته واتخذ في جواره مدرسة للطلبة و"خانقاه" للمتصوفة، ووزع أوقاته بين ختم القرآن ومجالس الذكر. وفاته توفي في 14 جمادى الآخرة عام 505 هـ، الموافق لـ18 ديسمبر 1111 م، في طوس، ودفن في قصبة الطابران. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

المجددون.. الخوارزمي، إمام الفقه والتصوف
المجددون.. الخوارزمي، إمام الفقه والتصوف

فيتو

time٢٧-٠٣-٢٠٢٥

  • علوم
  • فيتو

المجددون.. الخوارزمي، إمام الفقه والتصوف

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني. ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينة والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف. وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين. الخوارزمي .. إمام الفقه والتصوف (492هـ - 568هـ) الكثيرون يعرفون 'الخوارزمي، محمد بن موسى، عالم الرياضيات والفلك والجغرافيا، ومخترع الجبر، ومكتشف الرقم (صفر)'.. لكن لا أحد، تقريبا، يعرف الخوارزمي، محمود بن محمد بن العباس بن أرسلان، عالم المذهب الحنفي، إمام الفقه والحديث والتصوف الإسلامي، الذي يصنفه ابن الأثير الجزري كأحد المجددين على رأس المائة الرابعة؛ بصفته أحد الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة. قيمة خوارزم العلمية قدمت "خوارزم" العشرات من أبرز العلماء في مختلف المجالات، ومن العلماء الذين ينحدرون من خوارزم، أو عاشوا فيها أو دُفِنوا فيها: البيروني.. فخر الدين الرازي.. شاه خوارزم سيبويه عالم النحو.. محمد بن موسى الخوارزمي، عالم الرياضيات والفلك.. محمد بن أحمد الخوارزمي، الموسوعي من القرن العاشر الذي كتب مفاتيح العلوم.. الزمخشري الفيلسوف.. المروزي الفلكي.. أبو الغازي بهادر، خان ومؤرخ. نسبه ومولده ونشأته هو محمود بن محمد بن العباس بن أرسلان أبو محمد العباسي مظهر الدين الخوارزمي. ولد بخوارزم (وهي واحة كبيرة تقع على دلتا نهر جيحون في غرب آسيا الوسطى، حاليا تنتمي إلى أوزبكستان وكازاخستان وتركمانستان)، في الخامس عشر من رمضان سنة 492 هـ. سمع أباه وجده العباس بن أرسلان، وإسماعيل بن أحمد البيهقي بخوارزم، ومحمد بن عبد الله الحفصوي بمرو، وأحمد بن عبد الواحد الفارسي بسمرقند، ومحمد بن علي المطهري ببخارى، وابن الطلاية ببغداد. وتفقه على يد الحسن بن مسعود البغوي. سافر إلى بغداد وكان يلقي بها المواعظ والخطب في بلدة "النظامية"، وروى الأحاديث النبوية الشريفة، سمع منه يوسف بن مقلد وأحمد بن طاروق. وتوفي سنة 568 هـ. من مؤلفاته كان إماما في الفقه والتصوف، فقيها محدثا، ألَّفَ كتاب "الكافي في الفقه"، وكتاب "تاريخ خوارزم". قالوا عنه قال الحافظ، المؤرخ، العلامة المحقق، التركمانيّ، الشيخ الذهبي: وقفت على الجزء الأول منه (يعني "كتاب تاريخ خوارزم" للخوارزمي). قال عنه ابن السمعاني: كان فقيها عارفا بالمتفق والمختلف صوفيا، حسن الظاهر والباطن. وقال أيضا: وطلب الحديث بنفسه، وعلق منه طرفا صالحا (حفظ كثيرا من الأحاديث الصحيحة). وأضاف: وبيته بيتُ العلم والصلاح.. وأقام بخوارزم يفيد الناس وينشر العلم. وقال تاج الدين أبي نصر السبكي: وقفتُ على المجلد الأول من تاريخه، وهو الذي وقف عليه شيخنا الذهبي وهو من قسمة ثمانية أجزاء ضخمة، وفيه دلالة على أن الرجل كان متبحرا في صناعة الحديث، يُطلق عليه الحافظ المطلق، ولا حرج، وقد أكثر فيه من الأسانيد والفوائد والكلام على الحديث، وابتدأ بعد ما ذكر أخبار خوارزم، وهي التي وسمها في كتابه "منصورة بالمحمدين". وفاته توفي في شهر رمضان سنة ثمان وستين وخمسمائة. وترك بخوارزم عددا من العلماء المحدثين. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

المجددون، الحاكم النيسابوري المحدِّث مُحبُّ آل البيت
المجددون، الحاكم النيسابوري المحدِّث مُحبُّ آل البيت

فيتو

time٢٥-٠٣-٢٠٢٥

  • علوم
  • فيتو

المجددون، الحاكم النيسابوري المحدِّث مُحبُّ آل البيت

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني. ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينة والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف. وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين. الحاكم النيسابوري .. المحدِّث، مُحِبُّ آل البيت (321 هـ - 403 هـ) برع في فنون الحديث وأتقن الفقه للشافعي.. أخذ العلم عن نحو ألفي شيخ، حتى أن الشيخ نايف أبو الطيب ألف مصنفًا بعنوان "الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم"، ذكر فيه الكثير من شيوخ الإمام الحاكم، ومنهم الإمام الدَّارقُطْنِيُّ، وابن أبي الفوارس. اعتبرهُ المؤرخ ابن الأثير الجزري أحد المجددين على رأس المائة الرابعة بصفته أحد المحدثين. مولده ونشأته هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، ولد سنة 321 من الهجرة في نيسابور. بدأ في تلقي العلم منذ نعومة أظافره على يد والده، وكبار علماء نيسابور في ذلك الوقت، فأول ما سمع من العالم كان سنة 330 هجريًا. ثم أراد الاستزادة من العلم فرحل إلى العراق سنة 341 هـ، وأدى فريضة الحج بعدها، ثم بدأ جولته في بلاد خراسان، وما وراء النهر ينهل من العلم حتى ذاع صيته وانتشر علمه. تولى قضاء نيسابور، في سنة 359 هـ، ولُقّبَ بالحاكم لأنه تولى القضاء عدة مرات، ثم اعتزل ليتفرغ للعلم والتصنيف، وكان ضمن المهام التي تولاها أنه كان سفيرًا بين ملوك بني بويه وبين السامانيين فأجاد أداء المهمة. قال عنه الحافظ ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية": "كان من أهل العلم والحفظ والحديث، وقد كان من أهل الدين والأمانة والصيانة والضبط والتجرد والورع". وقال الحافظ الذهبي عنه في كتابه "سير أعلام النبلاء": ".... سمعتُ الخليل بن عبد الله الحافظ ذكر الحاكم وعظمه، وقال: له رحلتان إلى العراق والحجاز، الثانية في سنة ثمانٍ وستين، وناظرَ الدارقطنيُّ، فرضيه، وهو ثقةٌ واسعُ العلمِ، بلغت تصانيفُه قريبا من خمس مئة جزءٍ، يستقصي في ذلك.........". حبه لآل البيت بسبب إعلانه حب آل بيت رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، ودفاعه عنهم وتصحيح العديد من الأحاديث التي تتعلق بهم، تعرض الإمام الحاكم للاتهام بالتشيُّع، وهو اتهامٌ باطلٌ فنده كثير من العلماء، ومنهم الإمام السبكي الذي قال: "رُمِي هذا الإمام الجليل بالتشيع، وقيل: إنَّه يذهب إلى تقديم عَلِيٍّ من غير أن يطعن في واحد من الصحابة رضي الله عنهم؛ فنظرنا فإذا الرجل محدثٌ لا يُختلفُ في ذلك. وهذه العقيدة تَبْعُدُ على محدِّث؛ فإن التشيع فيهم نادر، وإن وجد في أفراد قليلين.. ثم نظرنا مشايخه الذين أخذ عنهم العلم؛ وكانت له بهم خصوصية فوجدناهم من كبار أهل السنة ومن المتصلبة في عقيدة أبي الحسن الأشعري كالشيخ أبي بكر بن إسحاق الصبغي، والأستاذ أبي بكر بن فورك، والأستاذ أبي سهل الصعلوكي، وأمثالهم. وهؤلاء هم الذين كان يجالسهم في البحث، ويتكلم معهم في أصول الديانات، وما يجري مجراها.. ثم نظرنا تراجم أهل السنة في "تاريخه"؛ فوجدناه يعطيهم حقهم من الإعظام والثناء مع ما ينتحلون؛ وإذا شئت فانظر ترجمة أبي سهل الصعلوكي، وأبي بكر بن إسحاق، وغيرهما من "كتابه"، ولا يظهر عليه شيء من الغمز على عقائدهم. وقد استقريتُ فلم أجد مؤرخًا ينتحل عقيدة، ويخلو كتابه عن الغمز ممن يحيد عنها: سُنّةُ الله في المؤرخين، وعادته في النقلة، ولا حول ولا قوة إلا بحبله المتين. ثم رأينا الحافظ الثبت: أبا القاسم بن عساكر أثبته في عداد الأشعريين الذين يُبَدّعون أهل التشيع، ويبرءون إلى الله منهم؛ فحصل لنا الريب فيما رُمِيَ به هذا الرجل على الجملة. ثم نظرنا تفاصيله، فوجدنا الطاعنين يذكرون أن محمد بن طاهر المقدسي ذكر أنَّه سأل أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري عن الحاكم أبي عبد الله؛ فقال: "ثقة في الحديث رافضي خبيث"!!، وأن ابن طاهر هذا قال: "إنَّه كان شديد التعصب للشيعة في الباطن، وكان يظهر التسنُّنَ في التقديم والخلافة، وكان منحرفًا غاليًا عن معاوية، وأهل بيته يتظاهر به، ولا يعتذر منه". مؤلفاته ألف الإمام الحاكم الكثير من الكتب غير "المستدرك"، فقد قال الإمام الذهبي عند ترجمته له: "شرع الحاكم في التصنيف سنة سبع وثلاثين، فاتفق له من التصانيف ما لعله يبلغ قريبا من ألف جزء". ومن بينها: 'المستدرك على الصحيحين في الحديث'، 'الأربعون في الحديث'، 'الإكليل في الحديث'، 'تراجم الشيوخ'، 'السياق في ذيل تاريخ نيسابور'، 'فضائل العشرة المبشرة'، "مناقب الصديق رضي الله عنه"، 'فضائل فاطمة الزهراء رضي الله عنها'، 'فوائد الشيوخ'، 'كتاب المبتدأ من اللآلي الكبرى'، 'المدخل إلى الصحيح'، "مناقب الإمام الشافعي". وفاته توفي الإمام الحاكم في بلدته بمدينة نيسابور في 3 من صفر 405 هـ، الموافق 2 من أغسطس 1014م، عن أربعة وثمانين سنة. وروى المؤرخون قصة وفاته: دخل الحمام، فاغتسل، وخرج.. وقال: آه. وقبضت روحه وهو متزر لم يلبس قميصه بعد، ودُفن بعد العصر يوم الأربعاء، وصلى عليه القاضي أبو بكر الحيري. وقال الحسن بن أشعث القرشي: رأيتُ الحاكم في المنام على فرس في هيئة حسنة، وهو يقول: النجاة، فقلت له: أيها الحاكم، في ماذا؟! قال: في كتبة الحديث. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

المجددون.. أبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة والجماعة
المجددون.. أبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة والجماعة

فيتو

time٢٢-٠٣-٢٠٢٥

  • علوم
  • فيتو

المجددون.. أبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة والجماعة

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني. ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينة والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف. وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين. أبوالحسن الأشعري .. إمام أهل السنة والجماعة (260 هـ - 324 هـ) فقيهٌ مسلمٌ، أجمع المؤرخون على أنه أهم المجددين، إلى جانب ابن سريج، وقد ذكره ابن الأثير الجزري مجددًا بصفته أحد المتكلمين. واعتبره محمد الطاهر بن عاشور مجدد القرن الرابع لإنجازاته في تجديد علم الكلام. أسس أبو الحسن الأشعري المذهب الأشعري، ووضع أصوله بعد أن ابتعد عن مذهب المعتزلة الذي كان قد تبناه منذ طفولته. لقّبه العلماء بـ"إمام أهل السنة والجماعة"، اعترافا بما قدمه للفكر العقائدي السُّنِّي القائم على التوفيق بين العقل والنقل. نسبه هو علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، وكنيته أبو حسن. ينتمي إلى الصحابي الجليل، وهو جده الأكبر أبي موسى الأشعري، أحد الحكمين في موقعة صفين، ويعود نسبه إلى أسرة عربية نبيلة من اليمن. مولده ولد سنة مائتين وستين هجرية على الأرجح، وقيل سنة مائتين وسبعين هجرية، في البصرة بالعراق، ودرس فيها، ثم تابع دراسته في بغداد. تتلمذ على يد شيخ المعتزلة أبي علي الجبائي. نبغ الأشعري في علوم المعتزلة، واشتُهِر بقوة الجدال والمناظرة والعمق الفكري بجانب محافظتِهِ على النقل. كان بارعا في علمِ الكلام، كما كان فقيها وعالما ومحدثا، اتسم بالميل إلى حياة الزهد والبساطة، بل كان متصوفا في أغلب سلوكه. مؤلفاته أضاف أبو الحسن الأشعري إلى المكتبة الإسلامية عدة مؤلفات، تصل إلى 90 كتابا، عارض من خلالها الفكر الاعتزالي، ودافع عن فكره ومعتقداته، ومن أشهر آثاره: "العمد" الذي ألفه سنة (320هـ)، و"مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين"، و"الردّ على المجسِّمة"، و"استحسان الخوض في علم الكلام"، و"الإبانة عن أصول الديانة"، و"مقالات الملحدين"، و"اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع". فكر المعتزلة المعروف أن الأشعري كان في بداية أمره مقتنعا بفكر المعتزلة، ودافع عن آرائهم، وساند التأويل العقلي وناظر في الفكر الاعتزالي، وظل على هذه الحال إلى أن وصل لسن الأربعين ثم انقلب على المعتزلة، وشنّ عليهم حملةً شعواء، مؤكّدًا ضرورة التمسك بكتاب الله وسنَّة رسوله، صلى الله عليه وآله وسلم، وما رُوي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث. إعلان تمسكه بالأشعرية أعلن أبو الحسن رأيه صراحة أمام الملأ، وأشهد الناس عليه أنه تبرَّأ من الاعتزال، وانخلع من كل ما كان يعتقده من قبل، ثم انخلع من ثوب كان عليه، وألقى بكل الكتب التي كان قد ألفها في الفكر الاعتزالي بعد أن طعن فيها، مما يدل على أن الأشعري كان قد ألَّف على مذهبهم مجموعة من الكتب. وحول الأسباب التي تتحدث عن تحول الأشعري من الاعتزال إلى مذهب أهل السنة، هناك أكثر من رواية. ولعل أرجحها رواية ابن عساكر: "إن الأشعري تحير في المسائل التي لم يجد لها جوابا شافيا عند المعتزلة، فسأل الله أن يهديه إلى الطريق المستقيم ثم نام، فرأى الرسول، صلى الله عليه وسلم، في المنام، فقال له: عليك بسنتي، فلما استيقظ، رجع إلى الكتاب والسنة". الاستقراء والتصنيف والاستنتاج أقام الأشعري مذهبه على عدة أسس، أولها: منهج "الاستقراء"، ثانيا: "التصنيف"، ثالثا: "الاستنتاج"، رابعا: "الحكم"، خامسا: "الرد على الخصوم"، سادسا: "تقرير مذهبه". وعرض أصول المعتزلة الخمسة بالتفصيل، ثم تفرغ بعد ذلك للرد عليهم في المسائل المشهورة التي خالفهم فيها، وهي الصفات، والقدر، والسمعيات، وعدم تكفير العاصي. ويقول الأشعري في تقديم مذهبه الذي يعتبره مذهب أهل السنة والجماعة: "فهذه جملة ما يأمر به أهل السنة والجماعة ويستعملونه ويرونه، ونحن بقولهم نقول وإليه نذهب، وجملة (ملخص) ذلك: الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وما جاء من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله، لا يردون أهل (السنة)..". ويشرح موقفه العقدي من "مسألة الصفات"، فيقول: "... وأن أسماء الله لا يقال: إنها غير الله.. كما قال المعتزلة والخوارج، وأقروا (أهل السنة) بأن لله علما، كما قال: "أنزله بعلمه"، وكما قال: "وما تحمل كل أنثى، ولا تضع إلا بعلمه"، و"أثبتوا (أهل السنة) السمع والبصر، ولم ينفوا ذلك عن الله كما نفته المعتزلة، وأثبتوا لله القوة، كما قال تعالى: "أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة"، وقالوا إنه لا يكون في الأرض من خير وشر إلا ما شاء الله، وإن الأشياء تكون بمشيئة الله، كما قال عز وجل: "وما تشاؤون إلا أن يشاء الله"، وكما قال المسلمون: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لا يكون، وقالوا (أهل السنة) إن أحدا لا يستطيع أن يفعل شيئا قبل أن يفعله: أي الله...". قضية "القدر" ثم يواصل الأشعري توضيح عقيدته على غرار أهل السنة والجماعة بخصوص قضية "القدر"، وما يتعلق بها من وعد ووعيد وخير وشر وصلاح وإصلاح، فيقول: ".. وأن سيئات العباد يخلقها الله، وكذلك أعمالهم، وأن الله وفق المؤمنين لطاعته، وخذل الكافرين، ولطف بالمؤمنين وأصلحهم، وهداهم ولم يلطف بالكافرين، ولو أراد لفعل ولكنه طبَع على قلوبهم، وأن الخير والشر بقضاء الله وقدره". وهذا ردٌّ صريحٌ على المعتزلة حين ينسبون الفعل للعبد. وبخصوص رده على من يقول بخلق القرآن، حيث يؤكد معتقدا على غرار أهل السنة فيقول: "..ويقولون (أهل السنة) أن كلام الله غير مخلوق..". ثم يرد الأشعري على من يقول بعدم رؤية الله يوم القيامة، فيقول: "ويقولون (أي أهل السنة) إن الله يُرى بالأبصار يوم القيامة، كما يُرى القمرُ ليلة البدر، يراه المؤمنون، ولا يراه الكافرون لأنهم عن الله محجوبون..". تكفير صاحب الكبيرة ويرد على من يكفِّر صاحب الكبيرة كالخوارج، فيقول: "ولا يكفِّر أهلُ السنة أحدا بذنب يرتكبه.. والإسلام عندهم (أهل السنة) غير الإيمان". وهذا القول عكس فكر المرجئة الذين يقولون: يكفي أن يكون الإنسان مؤمنا، ولو بلا قيامه بالأعمال المتمثلة في أركان الإسلام، بينما نرى الأشعري هنا يقرر أن الإسلام إيمان وعمل وسلوك. ثم يختتم الأشعري مذهبه في العقيدة، بقوله: "فهذه جملة ما يأمر به أهل السنة ويستعملونه ويرونه، ونحن الأشعري نقول ما ذكرنا من قولهم، وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وبه نستعين، وعليه نتوكل، وإليه المصير". استمسك أبو الحسن الأشعري بالدفاع عن السنة ضد خصومه إلى أن توفى في بغداد، ودفن فيها سنة ثلاثمائة وأربع وعشرين هجرية، على أرجح الروايات. إشادات العلماء به وصفه ابن عساكر: بأنه "... المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة الجهمية والخوارج وسائر أصناف المبتدعة". وقال عنه ابن خلدون: "... ولما ظهرت بدع القول بنفي الصفات الواردة في القرآن، والقول بخلق القرآن وغيرهما مما يخالف أئمة السلف الذين شرد الكثير منهم حتى أصبح الأمر فتنة، انتهض أهل السنة بالأدلة العقلية على هذه العقائد، دفعا لتلك البدع، وقام بذلك الشيخ أبو الحسن الأشعري إمام المتكلمين، فتوسط بين الطرق.. ورد على المبتدعة في ذلك كله، وجادلهم فيما مهدوه لهذه البدع..". موقف أصحاب المذاهب والصوفية أما عن موقف العلماء والصوفية من الأشعري، فهو كان سببا في جمع كلمة المسلمين بعد تفرق وصراع وحروب.. ولما انتشرت طريقته، وذاع صيته، حاول كل مذهب ضمه إلى مذهبه، فزعم الشافعية أنه كان على مذهب الشافعية، وادعى بعضُهم أنه مالكيٌّ، وقال جماعةٌ إنه نشأ على مذهب أبي حنيفة... كما تبنى الصوفية في القرن الرابع والخامس والسادس مذهبه في الكلام ودافعوا عنه في محنته التي تعرض خلالها للسب على المنابر". وقال فيه الصوفيُّ عبد الكريم بن هوزان القشيري: "اتفق أصحاب الحديث على أن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، كان إماما من أئمة أصحاب الحديث، تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد أهل الزيغ والمبتدعة، وكان على المعتزلة والروافض المبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة سيفا مسلولا..". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

المجددون.. النسائي بحر العلوم وضحية التعصب
المجددون.. النسائي بحر العلوم وضحية التعصب

فيتو

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • فيتو

المجددون.. النسائي بحر العلوم وضحية التعصب

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني. ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينة والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف. وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين. النسائي .. بحر العلوم، ضحية التعصب (215 هـ - 303 هـ) وصفه العلامة الذهبي، قائلا: "لم يكن أحد في رأس الثلاث مئة (بداية القرن الرابع الهجري) أحفظُ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعِلله ورجاله من مُسلم ومن أبي داود ومن أبي عيسى (الترمذي)، وهو جارٍ في مضمار البخاري وأبي زُرعة (مساوٍ لهما)". عاش حياته التي بلغت ثمانية وثمانين عاما لخدمة حديث رسول الله ونقله وتعلُّمه وتعليمه، حتى صار آية من آيات عصره، وأحد الستة المشاهير من رجالات الحديث ومصنفاتهم على مرّ الزمان وحتى الآن. عدَّهُ ابن الأثير الجزري والذهبي ومحمد شمس الحق العظيم آبادي أحد المجددين على رأس المائة الثالثة بصفته أحد المحدثين. هو أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار النسائي، وكنيته "أبو عبد الرحمن"، أحد أشهر أئمة الحديث النبوى الشريف، وهو صاحب السنن الصغرى والكبرى، المعروف بسنن النسائى، وهو أحد علماء الأمة، ومن أكبر أئمة الحديث، حتى أن السيوطي، قال عنه: "النسائى مجدد المائة الثالثة"، وله مسيرة علمية غاية في الأهمية. مولده ونشأته كان مولده عام 829م (215هـ)، في مدينة نسا بإقليم خراسان، الواقعة اليوم 18 كم جنوب غرب العاصمة التركمانستانية عشق آباد، وُلد أحمد بن شُعيب بن علي بن سنان بن دينار النسائي الشافعي. لا يعرف الكثير عن بداياته في مسقط رأسه، مما يدل على أنه نشأ في أسرة متواضعة العلم والمكانة. في الخامسة عشرة من عُمره، أي سنة 230هـ، قرّر التوجُّه إلى بلدة بغلان القريبة من نواحي بلخ شمال أفغانستان اليوم؛ ليلازم الإمام الراوية المحدّث قُتيبة بن سعيد البلخي، وكان قتيبة من كبار الأئمة المحدِّثين، سمع على الإمام مالك بن أنس في المدينة المنورة، والإمام الليث بن سعد في مصر والعراق والشام وغيرها، وعاد إلى بلدته فكان منارة لأبناء خراسان وما وراء النهر، فتتلمذ عليه جمهرة من كبارهم، على رأسهم الإمامان البخاري ومسلم. ظل النسائي عاما وشهرين لا يبرح شيخه قُتيبة، يسمع منه كلّ ما كان في جُعبته من علوم الحديث والرواية، ولا شكّ أنه سمع منه عن رحلته إلى الجزيرة العربية والعراق ومصر وحلب والمصّيصة بجنوب تركيا وغيرها، وعن لقائه بأكابر علماء الأمة من الفقهاء والمحدّثين، وهو ما استهوى لديه هذا الحسّ ولمّا يزل في ريعان شبابه، فقرّر تقليد شيخه والسفر منطلقا إلى مدن إيران والعراق والجزيرة والشام والثغور، ثم مصر التي ارتاحت نفسه بها، وقرّر سُكناها منذ عام 243هـ وحتى عام 302م، أي ما يقرب من ستة عقود علّم فيها النسائي طلبة العلم الذين قصدوه من بقاع العالم الإسلامي. السنن الكبرى والسنن الصغرى سنن النسائي هو أحد أهم كتب الحديث، جمع فيه الإمام النسائى ما صح عنده من حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، بما وافق شروطه وضوابطه فى جمع الحديث، وهو في الأصل منتخب ومستخلص من كتاب آخر كتبه النسائي سماه "السنن الكبرى"، حيث انتخب منه كتاب "المجتبى" الذى اشتهر بسنن النسائي. ويشبه كتابه منهج الإمام البخاري في تدقيق الاستنباط والتبويب لما يستنبطه بحيث يُكرِّر لذلك المتون. وكتاب النسائي هو أحد الكتب الحديث الستة المشهورة، تأتى مرتبته بعد الصحيحين، لما جاء فيه من الأحاديث الصحيحة، له شروط شديدة وعالية فى انتقاد الرواة، ليأخذ من الحديث ما صح، فضبط رواته وشدد الثقة بهم، حتى كانت شروطه أشد من شروط أصحاب الكتب الثلاث غير الصحيحين من الكتب الستة المشهورة، جمع الإمام النسائى فى سننه بين الفقه والإسناد، فنجد أنه رتب الأحاديث حسب الأبواب، ووضع لكل باب منها عناوين، وجمع أسانيد الحديث الواحد فى مكان واحد. في مصر أنجز الكثير من مؤلفاته فى مصر، أثناء عصر الدولة الطولونية، كما قام باستخراج "السنن الصغرى"، من كتابه "السنن الكبرى"، وقد روى ابن الأثير أن "أحد الأمراء، على الأرجح أحمد بن طولون، سأل النسائي: هل كل ما فى كتاب السنن صحيح؟ فقال: لا، فقال له: أخرج لنا الصحيح منه، فعمد إلى ذلك فترة من الزمن، فأخرج كتابه العمدة "السنن الصغرى". وسُئل الحافظ علي بن عُمر الدّارقُطني: "إذا حدَّث محمد بن إسحاق ابن خُزيمة وأحمد بن شُعيب النسائي حديثا فمَن تُقدّم منهما؟ قال: النسائي لأنه أسند، على أني لا أقدم على النسائي أحدا، وإن كان ابن خزيمة إماما ثبْتًا معدوم النظير". عُرِف عنه اجتهاده في العبادة والنوافل وإقامة الطاعات، بل والجهاد في سبيل الله في مناطق الثغور في جنوب الأناضول وغيرها، وكان يحرص على فداء الأسرى من حُرّ ماله. ضحية التعصب دفع النسائي حياته بسبب التعصب الأعمى، وهو الذي وصفه الدارقطني بأنه "أعلم من مسلم". وفي تفاصيل تلك المأساة، أن الإمام النسائي خرج من مصر في أواخر سنة 302هـ إلى دمشق، وقيل الرملة في فلسطين، ربما للحج أو العمرة، وكانت الشام لا تزال تتعصّب لمعاوية، كما أن الكوفة تتعصّب لعلي، رغم مرور عشرات السنوات على وفاتهما.. وكان النسائيُّ قد وضع كتابا في "فضائل عليّ"، وكان هدفه من وراء ذلك التعريف بفضائل الصحابة، رضوان الله عليهم، لكنه فوجئ بهجوم الهمج والغوغاء من المتعصبين لمعاوية، حتى ضربوه وداسوه بنعالهم، وكان آنذاك في الـ88 من العمر، فأثّر ذلك في صحته، وما لبث أن تُوُفي في أوائل عام 303هـ، ودُفِن في مكة المكرمة، وقيل في الرملة أو دمشق. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store