أحدث الأخبار مع #استوكهولم

العربية
منذ 3 أيام
- سياسة
- العربية
بعد إيقافه وإطلاق سراحه.. وفاة دبلوماسي سويدي مشتبه به بالتجسس
عُثر على دبلوماسي سويدي أوقف الأسبوع الماضي بشبهة التجسس وأُفرج عنه بعد بضعة أيام، ميتا، ليل الخميس، بحسب مصادر اعلامية. وأعلن جهاز الأمن السويدي (سابو)، الاثنين، اعتقاله، لكنه لم يقدم تفاصيل حول القضية أو هوية المشتبه به. الثلاثاء، قالت قناة SVT إن الرجل الذي اعتقل دبلوماسي رفيع المستوى. وأطلقت النيابة سراحه، الأربعاء، لكنها قالت إنه لا يزال مشتبها به. وأعلنت الخارجية السويدية في رسالة: "نؤكد للأسف وفاة أحد موظفي وزارة الخارجية. واحتراما لعائلته، لن ندلي بمزيد من التفاصيل". وأكدت وسائل إعلام سويدية أن هذا الدبلوماسي السويدي هو المشتبه به في قضية التجسس. وقالت شرطة استوكهولم إنها فتحت تحقيقا في الوفاة، لكن لا شبهة جنائية. ورفضت الشرطة تأكيد ما إذا كان هو الشخص الذي اعتقل بتهمة التجسس، مشيرة إلى أن جهاز الأمن السويدي يتولى التحقيق. وذكر المتحدث باسم سابو، غابرييل فيرنستيدت، أن "التحقيق بشأن التجسس المفترض مستمر رغم أنه لم يعد من الممكن التحقيق مع المشتبه به". وجرت أحداث هذه القضية في استوكهولم في الفترة الممتدة بين 1 - 11 مايو (أيار). ويحقق جهاز الاستخبارات في السويد بوجود صلة محتملة بين هذه القضية وفضيحة أدت إلى استقالة مستشار الأمن القومي الجديد في السويد مؤخرا، وفقا لوسائل إعلام سويدية بينها هيئة الإذاعة والتلفزيون السويدية. في 8 مايو (أيار)، استقال الدبلوماسي توبياس ثيبرغ، البالغ 49 عاما، بعد 12 ساعة فقط على تعيينه، إثر تسريب صور "حساسة" له من تطبيق المواعدة "غرايندر" إلى وسائل الإعلام والحكومة. وأكد محامي الدبلوماسي المشتبه به، أنتون ستراند، الأربعاء، أن موكله يرفض كل اتهامات التجسس. وأضاف أن موكله ذهب إلى المستشفى بعدما أُفرج عنه، الأربعاء، واستنكر استخدام الشرطة القوة المفرطة أثناء توقيفه. وقال ستراند لوكالة الأنباء السويدية "تي تي" إن عددا من "الظروف الغريبة" أحاطت بعملية التوقيف: كان عناصر الشرطة يصرخون بلغات غير السويدية، ولا يرتدون زيا رسميا، ولم يعرّفوا عن أنفسهم كعناصر في الشرطة إلا بعد وضع المشتبه به في سيارة. من جهتها، أكدت وكالة الاستخبارات السويدية الاثنين أن العملية "جرت بهدوء".


يمن مونيتور
منذ 3 أيام
- سياسة
- يمن مونيتور
استوكهولم.. التواطؤ المقنّع باسم الإنسانية
في المشهد اليمني المعلّق بين الحرب والتسويات المؤقتة، لم يكن اتفاق 'استوكهولم' سوى انعكاسٍ لأزمةٍ أعمق، حيث تحوّلت مفاوضات السلام إلى أدواتٍ لإدارة النزاع بدلًا من إنهائه. لم يكن هذا الاتفاق خطوةً نحو الاستقرار، بل كان إعادة هندسةٍ لمسار الحرب، بحيث لا يصل أي طرفٍ إلى نصرٍ حاسم، ولا تُتاح فرصةٌ حقيقيةٌ لإنهاء الصراع، بل يُترك اليمن بين قوسين من الاحتمالات السياسية والعسكرية التي لا تنتهي. كان الاتفاق أحد أكثر اللحظات تأثيرًا في هذا المشهد المضطرب، فهو لم يُرسِ سلامًا، ولم يفتح الباب لحسمٍ عسكري، بل ألقى بالصراع في حالة اللا سلم واللاحرب، حيث بقيت الأطراف المتنازعة في وضع المراقبة المستمرة، دون تغييرٍ جذريٍّ يفضي إلى حلٍّ نهائيٍّ. لكنه، على مستوى أكثر عمقًا، شكَّل نقطة تحولٍ في إدارة النزاع أكثر من كونه وسيلةً لإنهائه؛ إذ أعاد تعريف طبيعة المعارك، وأعاد ترتيب أولويات القوى المتصارعة، كما رسم خطوط المواجهة بطريقةٍ أفرغت المسار العسكري من مضمونه، ومنحت الحوثيين فرصةً ذهبيةً لإعادة التموضع والتقاط الأنفاس، دون أن يواجهوا أي ضغطٍ فعليٍّ على أكثر الجبهات حساسيةً في اليمن. عندما فُرض الاتفاق بضغوطٍ دوليةٍ وإقليمية، لم يكن هدفه إيقاف الحرب، بل كان خطوةً لضبط إيقاعها وفق معايير تضمن عدم انهيار أحد الأطراف بشكلٍ كامل. الحوثيون، الذين كانوا على وشك خسارة أهم مواقعهم الاستراتيجية في الحديدة، وجدوا في الاتفاق فرصةً لإعادة التموضع، حيث أتاح لهم إعادة ترتيب صفوفهم، والتوجّه إلى جبهاتٍ أخرى أكثر أهميةً في مشروعهم العسكري، أبرزها مأرب، التي تحوّلت إلى محورٍ رئيسيٍّ في سعيهم للسيطرة على المناطق النفطية والحيوية. في المقابل، واجهت القوى المناهضة للحوثيين حالةً من التجنيد القسري؛ إذ تراجعت العمليات العسكرية في الحديدة تحت غطاء الاتفاق، مما أتاح للحوثيين فرصةً لتعزيز سيطرتهم دون مواجهةٍ مباشرة. على الطرف الآخر، شكَّل الاتفاق ضربةً لشرعية المواجهة العسكرية التي كانت تقودها القوات المشتركة لاستعادة الحديدة، إذ أُجبرت على الدخول في حالة من التجميد القسري للمعركة، مما أتاح للحوثيين تعزيز مواقعهم وترتيب صفوفهم من جديد. هذه الديناميكية أوضحت أن الاتفاق لم يكن مجرد وقفٍ لإطلاق النار، بل إعادة صياغةٍ لمعطيات الصراع على الأرض، وتأجيلٌ للحسم العسكري إلى إشعارٍ آخر. القصف الأخير الذي استهدف ميناء الحديدة لم يكن مجرد حدثٍ طبيعي في المشهد العسكري، بل كان إعلانًا جديدًا عن انهيار اتفاقاتٍ لم تكن يومًا سوى أدواتٍ لتأجيل المواجهات الكبرى، دون أن تضمن استقرارًا حقيقيًا للشعب اليمني. اتفاق 'استوكهولم'، الذي أُجبرت عليه الشرعية بحجّة الإنسانية، بـدا وكأنه كان مجرد مرحلةٍ انتقالية تسمح لجماعة الحوثي بإعادة ترتيب أوراقها، واستمرار سيطرتها على الميناء الذي كان يجب أن يكون جزءًا من خارطة التحرير، لا مساحةً مفتوحةً أمام الصواريخ القادمة من خارج الحدود. اللافت أن هذا الاتفاق، الذي تم تسويقه دوليًا تحت شعار تخفيف الأزمة الإنسانية، لم يكن أكثر من أداةٍ سياسية جرى استخدامها لتحقيق أهدافٍ تتجاوز حدود الأزمة اليمنية نفسها. فالقوى الدولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، لم تكن معنيةً بإيقاف الحرب بقدر ما كانت تريد إعادة هندسة المعركة وفق مصالحها؛ بحيث لا تؤدي المواجهة إلى انهيارٍ كاملٍ، ولا تسمح بحسمٍ عسكريٍّ يُغيِّر موازين القوى. ولهذا السبب، لم يكن الاتفاق مجرد هدنة، بل كان بمثابة إعادة ترتيبٍ للأولويات العسكرية، خاصةً فيما يتعلق بالمناطق الاستراتيجية التي كانت محور الصراع. البعد الأخطر للاتفاق كان في توظيفه دوليًا؛ حيث جرى التلاعب بالبعد الإنساني كذريعةٍ لمنع أي تقدُّمٍ عسكريٍّ في الحديدة، في حين أن القوى الدولية نفسها لم تتردد في التدخل العسكري عندما تعرّضت مصالحها للتهديد. فعندما قام الحوثيون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر، تحولت معايير التدخل فجأةً من ضرورة الحفاظ على الاستقرار إلى حماية المصالح الغربية، وهو ما يعكس ازدواجيةً في التعامل مع الملف اليمني؛ حيث يتم تحريك القرارات وفقًا للمصلحة، وليس وفقًا لحاجة اليمنيين الحقيقية للخلاص من الحرب. الأوضاع الإنسانية، التي قيل إن الاتفاق كان يهدف إلى تحسينها، لم تتحسَّن، بل ساءت بشكلٍ أكبر؛ حيث استغل الحوثيون غياب المواجهة العسكرية المباشرة لتعزيز سيطرتهم على المساعدات الدولية، واستخدموها كأداةٍ سياسيةٍ للضغط على السكان. وبذلك، تحوَّل الاتفاق من كونه خطوةً لإنهاء الأزمة الإنسانية، إلى أداةٍ منحت الحوثيين فرصةً لمزيدٍ من التحكم في تفاصيل حياة المواطنين، مما جعل الواقع أكثر تعقيدًا مما كان عليه قبل توقيع الاتفاق. لقد أظهرت تطورات الحرب منذ توقيع الاتفاق أن التحفظات التي أُثيرت حينها حول خطورته لم تكن مجرد مبالغاتٍ سياسية، بل كانت قراءةً دقيقةً لما سيحدث لاحقًا. فمنذ الموافقة عليه، دخلت الحرب في حالةٍ من التوازن السلبي؛ حيث لم تتحرك جبهة الحديدة، بينما ازداد الضغط على مأرب وتعز والجبهات الحيوية الأخرى، مما زاد من تعقيد المشهد العسكري والسياسي، وأسهم في إطالة أمد الصراع بدلًا من الدفع نحو حلٍّ شاملٍ ينهي معاناة اليمنيين. اليوم، وبعد مرور سنواتٍ على توقيع الاتفاق، أصبحت الحاجة إلى إعادة تقييمه أمرًا لا يحتمل التأجيل، ليس فقط بسبب فشله في تحقيق أهدافه الإنسانية المعلنة، بل لأنه أصبح أداةً تُستخدم لتعطيل أي محاولةٍ لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وإذا كان إيقاف العمليات العسكرية في الحديدة قد بُرِّر يومًا بأنه إجراءٌ إنسانيٌّ ضروري، فإن الواقع يُثبت أن الانسياق وراء هذه الذرائع كان خطأً استراتيجيًا، مكَّن الحوثيين من كسب الوقت، ومنحهم القدرة على توسيع نفوذهم، وتحويل المعركة إلى مناطق أخرى دون أن يكون هناك ضغطٌ حقيقيٌّ عليهم في الساحل الغربي. إن أي حديثٍ عن استعادة اليمن اليوم لا يمكن أن يكون واقعيًا دون مراجعة هذا الاتفاق، والنظر بجديةٍ إلى الخيارات العسكرية والسياسية المتاحة لكسر حالة الجمود التي فرضها؛ لأن استمرار الوضع الحالي لن يؤدي إلا إلى المزيد من التعقيد، والمزيد من التراجع، والمزيد من المعاناة الإنسانية التي يدَّعي المجتمع الدولي أنه يريد تفاديها، لكنه في الواقع لا يفعل شيئًا حقيقيًا لمعالجتها. في النهاية، اتفاق 'استوكهولم' ليس مجرد وثيقةٍ تفاوضية، بل شكلٌ آخر من التواطؤ السياسي المقنّع باسم الإنسانية، استُخدم لإعادة رسم مسار الحرب اليمنية دون أن يوفر حلولًا عمليةً حقيقيةً للأزمة. واليوم، مع تعقيد المشهد العسكري والسياسي، تزداد الحاجة إلى فهمٍ أعمق لما يعنيه هذا الاتفاق في سياق المصالح الدولية والإقليمية المتشابكة في اليمن، حيث لم يعد الصراع مجرد مواجهةٍ داخلية، بل بات جزءًا من معادلةٍ جيوسياسيةٍ أوسع، تتحكم فيها توازنات القوى وليس إرادة اليمنيين وحدهم.


الشرق الأوسط
منذ 4 أيام
- سياسة
- الشرق الأوسط
وفاة دبلوماسي سويدي يُشتبه بتورطه في التجسس
عُثر على دبلوماسي سويدي أوقف الأسبوع الماضي بشبهة تجسس، وأُفرج عنه بعد بضعة أيام، ميتاً، ليل الخميس-الجمعة، وفقاً لتقارير إعلامية وحكومية. وقالت «الخارجية السويدية» في رسالة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نؤكد للأسف وفاة أحد موظفي وزارة الخارجية. واحتراماً لعائلته، لن ندلي بمزيد من التفاصيل». وأكدت وسائل إعلام سويدية أن هذا الدبلوماسي السويدي هو المشتبه به في قضية التجسس. وجرت أحداث هذه القضية في استوكهولم في الفترة الممتدة بين الأول من مايو (أيار) و11 منه. ويُحقق جهاز الاستخبارات في السويد بوجود صلة محتملة بين هذه القضية وفضيحة أدَّت إلى استقالة مستشار الأمن القومي الجديد في السويد مؤخراً، وفقاً لوسائل إعلام سويدية، بينها هيئة الإذاعة والتلفزيون السويدية. وفي الثامن من مايو، استقال الدبلوماسي توبياس ثيبرغ، البالغ 49 عاماً، بعد 12 ساعة فقط على تعيينه، إثر تسريب صور «حساسة» له من تطبيق المواعدة «غرايندر» إلى وسائل الإعلام والحكومة. وأكد محامي الدبلوماسي المشتبه به أنتون ستراند في اتصال مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء الماضي، أن موكله يرفض كل اتهامات التجسس. وأضاف أن موكله ذهب إلى المستشفى بعدما أُفرج عنه الأربعاء، واستنكر استخدام الشرطة القوة المفرطة أثناء توقيفه. وقال ستراند لـ«وكالة الأنباء السويدية» (تي تي) إن عدداً من «الظروف الغريبة» أحاطت بعملية التوقيف؛ كان عناصر من الشرطة يصرخون بلغات غير السويدية، ولم يكونوا يرتدون زياً رسمياً، ولم يعرّفوا عن أنفسهم بوصفهم عناصر في الشرطة إلا بعد وضع المشتبه به في سيارة.


صحيفة الخليج
منذ 6 أيام
- سياسة
- صحيفة الخليج
السويد تطلق سراح شخص اعتقل بشبهة التجسس
استوكهولم-رويترز ذكرت هيئة الادعاء السويدية، الأربعاء، أن السلطات أفرجت عن شخص أُعتقل يوم الأحد بتهمة التجسس. وقال المدعي العام بير ليندكفيست في بيان: «لم تعد هناك أسباب لبقاء المشتبه فيه بالسجن»، مضيفاً أن التحقيقات مازالت جارية. ونقلت هيئة البث العامة في السويد (إس.في.تي) الثلاثاء، عن مصادر لم تسمها القول: إن دبلوماسياً سويدياً اعتُقل للاشتباه في قيامه بالتجسس. وقال المحامي الموكل للدفاع عن المشتبه فيه: إن موكله نفى التهم الموجهة إليه. وعبرت السلطات السويدية عن قلقها في السنوات القليلة الماضية حيال التهديدات المتصاعدة من قوى أجنبية مثل روسيا والصين وإيران، وكذلك من جماعات مشاركة في أعمال من بينها الهجمات العنيفة والحرب الهجينة والتجسس على الشركات. وحذر جهاز الأمن السويدي في مارس/ آذار من أن قوى أجنبية تعمل بطرق تهدد الأمن من خلال استخدام أنشطة هجينة لزعزعة استقرار السويد وأوروبا.


الطريق
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- الطريق
الجمال والماء وبابور الجاز في استكهولم
الأربعاء، 23 أبريل 2025 12:48 مـ بتوقيت القاهرة فى أغسطس 1973 .. قام مجرم اسمه جان إيريك أولسون مع زميل سابق له فى الزنزانة اسمه كلارك أوفلسون باقتحام أحد بنوك مدينة استكهولم بغرض السرقة المسلحة .. ولم تكتمل السرقة واضطر جان للاحتفاظ برجل وثلاثة نساء كرهائن لمدة 6 أيام فى قبو البنك .. وبعد نجاح البوليس فى القبض عليهما .. رفض الضحايا الإدلاء بأى أقوال ضد جان وكلارك بل أسهموا أيضا فى نفقات الدفاع عنهما .. وربطت صداقة بين كريستين إنمارك التى كانت ضمن الرهائن والخاطف أوفلسون .. وابتكر بعدها الطبيب النفسى السويدى نيلس بيروت تعبير متلازمة ميدان نورمالام لوصف هذه الصداقة بين كريستين وأوفلسون .. فالبنك الذى شهد ذلك كان فى ميدان نورمالام .. وبعد قليل تغير الإسم ليصبح متلازمة استكهولم التى تعنى وقوع المخطوفين فى غرام الخاطفين مثلما جرى بين كريستين وأوفلسون .. واشتهر هذا المصطلح عالميا وأصبحت متلازمة استكهولم تعنى الوقوع فى غرام أو إعجاب وتعلق أى أحد بمن يؤذيه أو يعذبه أو يسىء معاملته ويقسو عليه .. ورغم معارضة أطباء نفسيين كبار فى أوروبا والولايات المتحدة لهذا التعبير أو التفسير وعدم اعترافهم بكل ما قيل عن كريستين وأوفلسون .. ظلت متلازمة استكهولم مصطلحا يتم استخدامه غالبا لتفسير الحب رغم العذاب والفرحة وسط الأشواك وحاولت وأنا فى استكهولم اختراع متلازمة جديدة على العكس تماما من ملازمة استكهولم .. وهى بالتأكيد قديمة لكننى أقنعت نفسى بأنها جديدة .. وهى أن يكون سبب عدم حبك لإنسان ما أنه مثالى جدا بلا أخطاء أو نقاط ضعف .. وتكره شيئا فقط لأنه جميل جدا وليست فيه عيوب .. ووفقا لهذه المتلازمة الجديدة أو القديمة .. لم أحب استكهولم .. ليس لأننى صادفت فيها مشكلة أو أزمة ولكن لأنها جميلة جدا ونظيفة جدا وهادئة جدا .. فهى مدينة تسكن ضفاف بحر البلطيق وبحيرة مالارين .. ومن بين 30 ألف جزيرة يحيطون باستكهولم .. تم بناؤها فوق 14 جزيرة يربط بينها 57 جسرا .. فالماء فى استكهولم فى كل مكان .. حولها ووسطها وداخلها بشكل أجمل حتى من فينسيا كمدينة وحيدة فى العالم تسكن وسط الماء .. والفارق بين استكهولم وفينسيا هو الصراع بين الماء والأرض فى فينسيا الذى يتحول للقاء جميل ودائم وهادىء فى استكهولم .. والماء الذى يفرض نفسه على الجميع فى فينسيا يصبح أكثر خجلا وتهذيبا ووقارا فى استكهولم .. وجعلها الماء والأرض والبيوت والشوارع بين الإثنين إحدى أجمل مدن العالم .. كما أنها من أكثر مدن العالم نظافة وترتيبا ولا تعرف التلوث إلا نادرا .. حتى المياة فى بحيراتها وقلبها يبقى ماؤها نظيفا وصافيا لدرجة أنه صالح للشرب وليس فقط السباحة أو الصيد .. وبالتأكيد ستكون هناك استثناءات لكل ذلك .. فليست هناك قاعدة لا استثناءات لها .. لكننى أتحدث عن استكهولم كما رأيتها ولماذا لم أقع فى غرامها ولم تكتف استكهولم بجمالها ونظافتها .. لكنها تمارس فى معظم أوقاتها الاستفزاز أيضا .. فهى تدعوك مثلا لزيارة ميدان ستورتورجيت وتخبرك أنه منذ سنين كان من الأحياء الفقيرة فى المدينة وأصبح الآن يمتلىء بالسائحين والألوان الزاهية .. وكيف كان شاهدا على إعدام النبلاء السويديين وتفيض أركانه بدمائهم ليصبح الآن ساحة للبهجة والمتعة .. أو تدعوك استكهولم لزيارة جاملا ستان .. أو القلب التاريخى للمدينة .. حيث لا يزال هناك شارع أو حارة مورتن تروتزيجز الذى يربط بين شارعى بريستجوتن وفيستيرلونجوتن .. وحافظت استوكهولم على هذا الشارع كنوع من الذكرى لما كانت عليه الشوارع القديمة الضيقة .. فالشارع عرضه أقل من المتر ولهذا اعتبرته استكهولم فرجة تستحق الزيارة والدعاية والتقاط الصور مع قليل من الدهشة وكثير من الإعجاب .. ولا أسخر من استكهولم أو أقلل من قيمتها ومكانة أهلها .. لكننى فقط أتحدث عن مدينة لم أر فيها ما رأيته فى مدن العالم الكبرى من نيويورك إلى لندن وباريس وروما وبرلين وبوينس آيريس وسول وطهران وغيرها .. والقاهرة بالتأكيد .. حيث يتجاور الجمال والقبح ويتعايش النظام مع الفوضى ويتصالح الجديد مع القديم .. ويبقى هناك ما تعتز به كل مدينة وما تخجل منه أيضا .. وقد تكون استكهولم مثلهم .. وبالتأكيد سأجد سكانا أو زوارا فى استكهولم عاشوا فيها تجارب سيئة ومزعجة وصادفتهم مشكلة أو أزمة .. لكننى فقط حاولت أن أشرح لماذا لم احب استكهولم وأؤسس متلازمة جديدة تختلف عن متلازمة استكهولم وإذا كنت لم أحب استكهولم .. فقد أحببت فى المقابل أهل استكهولم وكل السويديين .. وأحببت اعتزازهم بأسمائهم .. فأشهر وأرقى جوائز العالم سواء فى الطب والعلوم او الكيمياء والفيزياء أو الاقتصاد والأدب والسلام .. هى التى تحمل اسم المخترع السويدى ألفريد نوبل المولود فى استكهولم .. وشركة إريكسون للاتصالات التى تأسست فى استوكهولم وكانت فى يوم ما كانت رائدة العالم فى صناعة التليفونات المحمولة حملت اسم مؤسسها لارس ماجنس إريكسون .. وشركة إيكيا للأثاث الجاهز وأدوات المنزل والمطبخ يشير اسمها إلى مؤسسها السويدى إنجفار كامبراد وأضيف حرفان آخران .. الأول من إيلمتريد الذى هو اسم مزرعة العائلة والثانى هو اسم قرية أجينوريد وهى مدينة فى جنوب السويد حيث ولد إنجفار .. وشركة إتش أند إم للملابس الجاهزة أسسها فى البداية إيرلينج بيرسون لملابس النساء بإسم هينز أى لها باللغة السويدية .. وحين شارك موريتز ويدفورس لإضافة ملابس الرجال .. أصر موريتز على إضافة اسمه فتحول اسم الشركة من هينز إلى هينز وموريتز وبعدها تم اختصار الإسم إلى إتش أند إم .. أما أشهر فريق غنائى سويدى وأحد اهم فرق العالم فى القرن العشرين الذى حمل اسم آبا .. إيه بى بى إيه .. وهى الأربعة حروف الأولى من أسماء الأربعة أعضاء فى الفريق .. أجنيثا فلتسكوج وبيورن أولفيوس وبنى أندرسون وأنى فريدا لينجستاد .. وكنت أحد الذين أحبوا هذا الفريق وأغانيه .. واترلو .. أعرفنى وأعرفك .. ماما ميا .. وأغان أخرى كثيرة وجميلة لكننى أحببت جدا أغنية الفائز يأخذ كل شىء .. لعبت بكل أوراقى .. ولم يعد هناك ما يقال .. وأوراق أخرى يمكن الفوز بها .. فالفائز يأخذ كل شىء .. والخاسر يبقى على الأرض .. والمتفرجون يبقون على الحياد وكانت صديقتى هيلين ألبرج .. موظفة الفندق الذى أقمت فيه قرب ماريا تورجت فى استكهولم .. تتخيل أنها تساعدنى على حب استكهولم حين كانت تخبرنى إلى أين أذهب والضرورى الذى لابد أن أراه فى مدينتها .. وكل المشاوير كانت جميلة بالفعل وأجملها رحلة طويلة بالمراكب فى مياة استكهولم تيدا من كوبرى أمام التاون هول .. ومسرح دورتينجهولم الذى هو أقدم مسرح فى العالم لا يزال يعمل .. وسفينة فاسا التى غرقت 1628 وظلت فى الماء حتى استخراجها سليمة فى 1961 وتم الاحتفاظ بها فى متحف يحكى الكثير عن غضب البحار وغرق السفن .. ومتحف جوائز نوبل وصور وحكايات الفائزين بهذه الجائزة فى مختلف مجالاتها .. وكل نصائح هيلين كانت أيضا صادقة ومهمة ساعدتنى على رؤية الكثير فى استكهولم وتفاصيل وحكايات كانت ترويها لى قبل وبعد الرؤية .. لكننى رغم ذلك بقيت عاجزا عن حب استكهولم .. مدينة ولد أو عاش فيها بيورن بورج وأنجريد برجمان وجريتا جاربو وكثيرون غيرهم مثل فرانس فيلهيلم ليندكفيست الذى أظن أن كثيرين فى مصر الآن لا يعرفون هذا الرجل وما قدمه لمصر .. ففى 1892 قام فرانس بابتكار بابور الجاز فى مصنعه فى أمستردام .. وبعد قرابة ثلاثين عاما .. نجح رجل أعمال أرمنى اسمه نارسيس تشيكجيان فى استيراد هذا البابور وإدخاله مصر .. وبات بابور الجاز بريموس منذ 1930 فى كل بيت فى مصر .. سواء بيوت أغنياء أو فقراء وفى المطاعم ومحلات الطعام .. ووقع كثيرون فى غرام صوت هذا البابور السويدى الذى بقى فترة طويلة من أهم مكونات البيت المصرى .. وفى زمانه .. كان بابور بريموس أهم اختراع سويدى بالنسبة للمصريين .. لكنه لم يعد كذلك الآن وأصبح أهم وأشهر منه فى مصر والعالم كله موقع سبوتى فاى للأغانى الذى يدار من استكهولم .. وسيارات فولفو التى عاشت السويد طويلا تفخر وتعتز بها وتعتبرها رمزا للقوة والمتانة ودقة الصناعة السويدية لكن فى النهاية بيعت لشركة فورد الأمريكية ثم أصبحت تملكها الآن شركة جيلى الصينية ويبقى محمد حسن أحد أكثر المصريين نجاحا فى استكهولم .. فقد كان خراطا هاجر فى 1960 إلى ألمانيا وعانى كثيرا من العنصرية لكنه احترف الملاكمة ونجح ولعب بطولات دولية بإسم ألمانيا .. وهو الذى قدم الراحل أحمد زكى حكايته فى فيلم النمر الأسود .. لكن الفيلم غير الحقيقة .. فلم يبق محمد حسن فى ألمانيا بعد اعتزال الملاكمة .. فقد تزوج من سويدية وأقام فى استكهولم وأصبح من أشهر وأنجح رجال الأعمال هناك .. واعتاد المجىء للقاهرة بين حين وأخر لزيارة شقيقته .. والمرة الأخيرة كانت فى 2014 حين غادر بيت شقيقته ليسقط تحت عجلات مترو الأنفاق فى محطة محمد نجيب ويموت .. أما أول مصرى رددت استكهلم اسمه فكان محمد حسنين باشا الذى كان لاعبا لسلاح الشيش قبل أن يصبح رئيسا لديوان الملك فاروق .. وفى دورة استكهولم الأوليمبية 1912 .. سافر أحمد حسنين لتمثيل مصر وأصبح أول لاعب مصرى يشارك فى دورة أوليمبية وباتت استكهولم أول مدينة فى العالم يرتفع فيها علم مصر فى مناسبة أو بطولة رياضية