#أحدث الأخبار مع #الأخمينيينحزب الإتحاد الديمقراطي٠٧-٠٥-٢٠٢٥سياسةحزب الإتحاد الديمقراطيالكرد في سوريا قبل الإسلامللباحث 'برادوست ميتاني' بالرغم من توالي الحكومات الدخيلة على ديار الكرد وسعِي الكثير منها إلى القضاء على الوجود الكردي بأساليب شتى غير إنسانية، ولكنهم لم يفلحوا بل حافظ الكرد على أصالتهم. يرى في ذلك 'أ.سفرستيان' في دائرة المعارف الإسلامية (1) ويقول: إن الكُرد لم يخضعوا للدول المتعاقبة قبل الإسلام، وأنهم اكتسبوا الصفات الآرية كاملة أيام الأخمينيين. أخواتي وإخوتي الكرام: لن أتناول هنا تاريخ أسلاف الكُرد الذين عاشوا في سوريا قبل الإسلام كــ 'الخوريين والكاشيين والهيتيين والميتانيين والميديين' لأنني سأخصص لهم أبحاث خاصة بل سأتناول هنا بعُجالة الفترات التي تلتهم. بعد انهيار الإمبراطورية الميتانية الخورية واحتلالها من قِبل الإمبراطورية الآشورية، وبالرغم من سياستها القاسية إزاء الكُرد، لكنهم لم يتمكنوا من القضاء على خصوصيتهم، إذ حافظت بعض المناطق والمدن في مختلف أرجاء الإمبراطورية المترامية الأطراف ومن بينها المدن الميتانية على استقلالها الذاتي، مثل مملكة 'تئيد' –حالياً تل أحمدي جنوب القامشلي– وكان لهذه المدن حظ وافر من الحكم الذاتي المحلي، إذ وجدت بعض الدويلات التي كان ملوكها يحملون أسماء حورية (خورية) مؤكدة في عهد الملك 'تجلات بلاسر 1114- 1076 ق.م' مثل كيلي تشوب بن كلي تشوب (2). بل يقول في ذلك الأركولوجي جرنوت فيلهلم في كتابه تاريخ الحوريين وحضارتهم: بدراسة الكتابات في المواقع الأثرية في سوريا، نجد أن اللغة السريانية غنية باللغة الخورية (الحورية) وتكاد تكون لهجتين في لغة واحدة. تأثَّر الآراميون بالحضارة المادية للشعب الذي سكن بين ظهرانيه؛ أي الحضارة الخورية والميتانية، وقد انهارت هذه الممالك أيضاً على يد الإمبراطورية الآشورية عام 732 ق.م (3). تعرضت سوريا للغزوات الخارجية، منها اسكندر المقدوني وقائده سلوقس وكان جل أحداثها تظهر في روزافا (روج آفا) وشمال سوريا، كونها ذات أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، وكونها بوابة لليونانيين ذات بُعد جيوسياسي نحو الجنوب، وقد تَرَكَ وفاة إسكندر المكدوني خلافات بين قُوَّاد جيشه، وإثر ذلك انقسمت المنطقة. إثر وفاة الاسكندر المقدوني عام 323 ق.م، تحوّلت إمبراطورته المترامية الأطراف إلى ساحة حرب بين قادة جيشه، وأصبحت سوريا من نصيب قائده سلوقس الأول ــ نيكاتور– اعتباراً من عام 312 ق.م، الذي أسّس الدولة السلوقية التي تُعرف أيضاً (بالمملكة السورية) وعاصمتها أنطاكية. وقد سمحت هذه المملكة للعناصر الوطنية والمحلّية بممارسة شؤون حياتها الاعتيادية، ولغتها، وعاداتها، وطقوسها الدينية، حتى قضى عليها القائد الروماني بومبيوس عام 64 ق.م، الذي ضمّ سوريا إلى الدولة الرومانية، وأطلق عليها اسم ولاية سوريا (Provincia Syria). وقد قسّم الرومان ولاية سوريا إلى ثلاث مناطق إدارية، هي (السيراستيك Cyrrhestique نسبةً إلى مدينة سيرهوس Cyrrhis ' النبي هوري – شمال إعزازــ وإفراتيزيا Euphratesia نسبةً إلى الفرات، وخالستيك Kalistik نسبةً إلى نهر الخاليس 'القويق'، وكان الفيلق الروماني العاشر المسمى 'فريتنسيس' يرابط في مدينة سيرهوس Cyrrhis)، وامتدت الولاية السورية من الفرات حتى مصر(4). ذلك تأكيد على صلة اسم سوريا بأسلاف الكرد وهو النبي هورو (خورو) في منطقة عفرين الكردية، هذا الاسم الذي تحول في حرف الهاء إلى (س) وصار سورو. مع العلم أنه حتى اليوم يحدث في اللغة الكردية التحول بين هذين الحرفين، مثل هامان وسامان (الصبر)، وهودة وسودة (الفائدة) وبين هند وسند وغيرها أسماء كثيرة. بعد موت الاسكندر- كما أسلفنا آنفاً – اقتسم قادة جيشه الثلاثة امبراطوريته، فكانت بلاد الشام من نصيب سلوقس نيكاتور فقام بتغيير أسماء الكثير من المدن حلب من حلبا إلى بيروا ومدينة خورو نبي هوري الحالية في جبل الكرد – عفرين إلى سيروس (5). بعد ذلك احتل الرومان سوريا، ولكن 'أ. بركات' في المصدر الآنف الذكر (الكتاب) في ص 92 يذكر لنا ملاحظة ملفتة عن الازدهار في تلك الفترة، ألا وهي أنه في فترة الرومان ساد النظام والسلم من 30 ق.م حتى 70م، وتم التصدي للهجمات الفرتية أي الفرثية من شمال سوريا، وربطت شبكة من طرق المواصلات منها طريق حلب الذي يمر من الحدود الجنوبية لمنطقة جبل الكُرد وطريق آخر يصل هذا الطريق بمدينة سيروس –نبي هوري حالياً. كما أن 'أ. بركات' يورد في ص93 من ذات المصدر؛ قول 'المسيو تشالنكو' في كتابه 'القُرى المنسية' إن سكان منطقة جبل الكرد – عفرين ــ في الفترة الرومانية؛ كانوا يعيشون من أشجار الزيتون بالدرجة الأولى ومن أشجار الكرمة بالدرجة الثانية، ولكثرة زراعة الكرمة راجت خمور جبل ليلون وخمور انطاكية والمناطق التابعة لها عن جدارة في العالم. كانت انطاكية وضواحيها والمناطق الجنوبية من جبل الكرد تعيش حالة الترف، وكانت تُقام في انطاكية عاصمة شمال غرب سوريا القديمة الألعاب الألمبية لمدة ثلاثين يوماً. وكذلك عن انتشار الزردشتية في روزافا وشمال سوريا يضيف 'أ. بركات' في المصدر السابق الذكر ص94 كانت الزردشتية إلى جانب الوثنية منتشرة، وللزردشتية معابد في القسم الجنوبي الشرقي من جبل الكرد في منطقة جبل ليلون. ويقول في ص 95خلال النصف الأخير من القرن الرابع الميلادي انتشر 'النساكون العموديون' في سوريا عامة ومنطقة جبل الكرد خاصة أمثال المار مارون 350م في هذه الفترة كان أغلب سكان منطقة جبل الكرد 'زردشتيون ووثنيون' وفي ص97 يقول: لقد وقَّع أكثر من 200 راهب وكهنة وشماسة وثيقة الطاعة، وهم يرأسون أديراً وكنائس مختلفة من بقعة تمتد من منطقة قورش (كورش) النبي هوري حتى بلاد أفاميا. لقد انتشرت المناسك والأبراج والأديرة في كل من منطقة جبل الكرد والمناطق المحيطة بها على مساحة واسعة تمتد من منبج وقورش شمالاً حتى الجبال اللبنانية جنوباً، ومن البحر وجبال الأمانوس غرباً. أما في ص98 يقول: قَسَّمَ الامبراطور الروماني ثيودوسيوس الكبير عام 395م، الحملة الرومانية الى قسمين، شرقي عاصمته اسيتانا وغربي عاصمته روما، فدخل جبل الكُرد تحت حكم القسم الشرقي. كما أن الامبراطور أرقاديوس قسَّمَ سوريا إلى تسع ولايات، وجعل القسم الشمالي منها إلى ثلاث ولايات؛ هي انطاكيا وآفاميا ومنبج، فكانت منطقة قورش – جبل الكرد ــ تابعة لولاية انطاكيا وشبه مستقلة. يتبع….
حزب الإتحاد الديمقراطي٠٧-٠٥-٢٠٢٥سياسةحزب الإتحاد الديمقراطيالكرد في سوريا قبل الإسلامللباحث 'برادوست ميتاني' بالرغم من توالي الحكومات الدخيلة على ديار الكرد وسعِي الكثير منها إلى القضاء على الوجود الكردي بأساليب شتى غير إنسانية، ولكنهم لم يفلحوا بل حافظ الكرد على أصالتهم. يرى في ذلك 'أ.سفرستيان' في دائرة المعارف الإسلامية (1) ويقول: إن الكُرد لم يخضعوا للدول المتعاقبة قبل الإسلام، وأنهم اكتسبوا الصفات الآرية كاملة أيام الأخمينيين. أخواتي وإخوتي الكرام: لن أتناول هنا تاريخ أسلاف الكُرد الذين عاشوا في سوريا قبل الإسلام كــ 'الخوريين والكاشيين والهيتيين والميتانيين والميديين' لأنني سأخصص لهم أبحاث خاصة بل سأتناول هنا بعُجالة الفترات التي تلتهم. بعد انهيار الإمبراطورية الميتانية الخورية واحتلالها من قِبل الإمبراطورية الآشورية، وبالرغم من سياستها القاسية إزاء الكُرد، لكنهم لم يتمكنوا من القضاء على خصوصيتهم، إذ حافظت بعض المناطق والمدن في مختلف أرجاء الإمبراطورية المترامية الأطراف ومن بينها المدن الميتانية على استقلالها الذاتي، مثل مملكة 'تئيد' –حالياً تل أحمدي جنوب القامشلي– وكان لهذه المدن حظ وافر من الحكم الذاتي المحلي، إذ وجدت بعض الدويلات التي كان ملوكها يحملون أسماء حورية (خورية) مؤكدة في عهد الملك 'تجلات بلاسر 1114- 1076 ق.م' مثل كيلي تشوب بن كلي تشوب (2). بل يقول في ذلك الأركولوجي جرنوت فيلهلم في كتابه تاريخ الحوريين وحضارتهم: بدراسة الكتابات في المواقع الأثرية في سوريا، نجد أن اللغة السريانية غنية باللغة الخورية (الحورية) وتكاد تكون لهجتين في لغة واحدة. تأثَّر الآراميون بالحضارة المادية للشعب الذي سكن بين ظهرانيه؛ أي الحضارة الخورية والميتانية، وقد انهارت هذه الممالك أيضاً على يد الإمبراطورية الآشورية عام 732 ق.م (3). تعرضت سوريا للغزوات الخارجية، منها اسكندر المقدوني وقائده سلوقس وكان جل أحداثها تظهر في روزافا (روج آفا) وشمال سوريا، كونها ذات أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، وكونها بوابة لليونانيين ذات بُعد جيوسياسي نحو الجنوب، وقد تَرَكَ وفاة إسكندر المكدوني خلافات بين قُوَّاد جيشه، وإثر ذلك انقسمت المنطقة. إثر وفاة الاسكندر المقدوني عام 323 ق.م، تحوّلت إمبراطورته المترامية الأطراف إلى ساحة حرب بين قادة جيشه، وأصبحت سوريا من نصيب قائده سلوقس الأول ــ نيكاتور– اعتباراً من عام 312 ق.م، الذي أسّس الدولة السلوقية التي تُعرف أيضاً (بالمملكة السورية) وعاصمتها أنطاكية. وقد سمحت هذه المملكة للعناصر الوطنية والمحلّية بممارسة شؤون حياتها الاعتيادية، ولغتها، وعاداتها، وطقوسها الدينية، حتى قضى عليها القائد الروماني بومبيوس عام 64 ق.م، الذي ضمّ سوريا إلى الدولة الرومانية، وأطلق عليها اسم ولاية سوريا (Provincia Syria). وقد قسّم الرومان ولاية سوريا إلى ثلاث مناطق إدارية، هي (السيراستيك Cyrrhestique نسبةً إلى مدينة سيرهوس Cyrrhis ' النبي هوري – شمال إعزازــ وإفراتيزيا Euphratesia نسبةً إلى الفرات، وخالستيك Kalistik نسبةً إلى نهر الخاليس 'القويق'، وكان الفيلق الروماني العاشر المسمى 'فريتنسيس' يرابط في مدينة سيرهوس Cyrrhis)، وامتدت الولاية السورية من الفرات حتى مصر(4). ذلك تأكيد على صلة اسم سوريا بأسلاف الكرد وهو النبي هورو (خورو) في منطقة عفرين الكردية، هذا الاسم الذي تحول في حرف الهاء إلى (س) وصار سورو. مع العلم أنه حتى اليوم يحدث في اللغة الكردية التحول بين هذين الحرفين، مثل هامان وسامان (الصبر)، وهودة وسودة (الفائدة) وبين هند وسند وغيرها أسماء كثيرة. بعد موت الاسكندر- كما أسلفنا آنفاً – اقتسم قادة جيشه الثلاثة امبراطوريته، فكانت بلاد الشام من نصيب سلوقس نيكاتور فقام بتغيير أسماء الكثير من المدن حلب من حلبا إلى بيروا ومدينة خورو نبي هوري الحالية في جبل الكرد – عفرين إلى سيروس (5). بعد ذلك احتل الرومان سوريا، ولكن 'أ. بركات' في المصدر الآنف الذكر (الكتاب) في ص 92 يذكر لنا ملاحظة ملفتة عن الازدهار في تلك الفترة، ألا وهي أنه في فترة الرومان ساد النظام والسلم من 30 ق.م حتى 70م، وتم التصدي للهجمات الفرتية أي الفرثية من شمال سوريا، وربطت شبكة من طرق المواصلات منها طريق حلب الذي يمر من الحدود الجنوبية لمنطقة جبل الكُرد وطريق آخر يصل هذا الطريق بمدينة سيروس –نبي هوري حالياً. كما أن 'أ. بركات' يورد في ص93 من ذات المصدر؛ قول 'المسيو تشالنكو' في كتابه 'القُرى المنسية' إن سكان منطقة جبل الكرد – عفرين ــ في الفترة الرومانية؛ كانوا يعيشون من أشجار الزيتون بالدرجة الأولى ومن أشجار الكرمة بالدرجة الثانية، ولكثرة زراعة الكرمة راجت خمور جبل ليلون وخمور انطاكية والمناطق التابعة لها عن جدارة في العالم. كانت انطاكية وضواحيها والمناطق الجنوبية من جبل الكرد تعيش حالة الترف، وكانت تُقام في انطاكية عاصمة شمال غرب سوريا القديمة الألعاب الألمبية لمدة ثلاثين يوماً. وكذلك عن انتشار الزردشتية في روزافا وشمال سوريا يضيف 'أ. بركات' في المصدر السابق الذكر ص94 كانت الزردشتية إلى جانب الوثنية منتشرة، وللزردشتية معابد في القسم الجنوبي الشرقي من جبل الكرد في منطقة جبل ليلون. ويقول في ص 95خلال النصف الأخير من القرن الرابع الميلادي انتشر 'النساكون العموديون' في سوريا عامة ومنطقة جبل الكرد خاصة أمثال المار مارون 350م في هذه الفترة كان أغلب سكان منطقة جبل الكرد 'زردشتيون ووثنيون' وفي ص97 يقول: لقد وقَّع أكثر من 200 راهب وكهنة وشماسة وثيقة الطاعة، وهم يرأسون أديراً وكنائس مختلفة من بقعة تمتد من منطقة قورش (كورش) النبي هوري حتى بلاد أفاميا. لقد انتشرت المناسك والأبراج والأديرة في كل من منطقة جبل الكرد والمناطق المحيطة بها على مساحة واسعة تمتد من منبج وقورش شمالاً حتى الجبال اللبنانية جنوباً، ومن البحر وجبال الأمانوس غرباً. أما في ص98 يقول: قَسَّمَ الامبراطور الروماني ثيودوسيوس الكبير عام 395م، الحملة الرومانية الى قسمين، شرقي عاصمته اسيتانا وغربي عاصمته روما، فدخل جبل الكُرد تحت حكم القسم الشرقي. كما أن الامبراطور أرقاديوس قسَّمَ سوريا إلى تسع ولايات، وجعل القسم الشمالي منها إلى ثلاث ولايات؛ هي انطاكيا وآفاميا ومنبج، فكانت منطقة قورش – جبل الكرد ــ تابعة لولاية انطاكيا وشبه مستقلة. يتبع….