logo
الكرد في سوريا قبل الإسلام

الكرد في سوريا قبل الإسلام

للباحث 'برادوست ميتاني'
بالرغم من توالي الحكومات الدخيلة على ديار الكرد وسعِي الكثير منها إلى القضاء على الوجود الكردي بأساليب شتى غير إنسانية، ولكنهم لم يفلحوا بل حافظ الكرد على أصالتهم.
يرى في ذلك 'أ.سفرستيان' في دائرة المعارف الإسلامية (1) ويقول: إن الكُرد لم يخضعوا للدول المتعاقبة قبل الإسلام، وأنهم اكتسبوا الصفات الآرية كاملة أيام الأخمينيين.
أخواتي وإخوتي الكرام: لن أتناول هنا تاريخ أسلاف الكُرد الذين عاشوا في سوريا قبل الإسلام كــ 'الخوريين والكاشيين والهيتيين والميتانيين والميديين' لأنني سأخصص لهم أبحاث خاصة بل سأتناول هنا بعُجالة الفترات التي تلتهم.
بعد انهيار الإمبراطورية الميتانية الخورية واحتلالها من قِبل الإمبراطورية الآشورية، وبالرغم من سياستها القاسية إزاء الكُرد، لكنهم لم يتمكنوا من القضاء على خصوصيتهم، إذ حافظت بعض المناطق والمدن في مختلف أرجاء الإمبراطورية المترامية الأطراف ومن بينها المدن الميتانية على استقلالها الذاتي، مثل مملكة 'تئيد' –حالياً تل أحمدي جنوب القامشلي– وكان لهذه المدن حظ وافر من الحكم الذاتي المحلي، إذ وجدت بعض الدويلات التي كان ملوكها يحملون أسماء حورية (خورية) مؤكدة في عهد الملك 'تجلات بلاسر 1114- 1076 ق.م' مثل كيلي تشوب بن كلي تشوب (2). بل يقول في ذلك الأركولوجي جرنوت فيلهلم في كتابه تاريخ الحوريين وحضارتهم: بدراسة الكتابات في المواقع الأثرية في سوريا، نجد أن اللغة السريانية غنية باللغة الخورية (الحورية) وتكاد تكون لهجتين في لغة واحدة.
تأثَّر الآراميون بالحضارة المادية للشعب الذي سكن بين ظهرانيه؛ أي الحضارة الخورية والميتانية، وقد انهارت هذه الممالك أيضاً على يد الإمبراطورية الآشورية عام 732 ق.م (3).
تعرضت سوريا للغزوات الخارجية، منها اسكندر المقدوني وقائده سلوقس وكان جل أحداثها تظهر في روزافا (روج آفا) وشمال سوريا، كونها ذات أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، وكونها بوابة لليونانيين ذات بُعد جيوسياسي نحو الجنوب، وقد تَرَكَ وفاة إسكندر المكدوني خلافات بين قُوَّاد جيشه، وإثر ذلك انقسمت المنطقة.
إثر وفاة الاسكندر المقدوني عام 323 ق.م، تحوّلت إمبراطورته المترامية الأطراف إلى ساحة حرب بين قادة جيشه، وأصبحت سوريا من نصيب قائده سلوقس الأول ــ نيكاتور– اعتباراً من عام 312 ق.م، الذي أسّس الدولة السلوقية التي تُعرف أيضاً (بالمملكة السورية) وعاصمتها أنطاكية. وقد سمحت هذه المملكة للعناصر الوطنية والمحلّية بممارسة شؤون حياتها الاعتيادية، ولغتها، وعاداتها، وطقوسها الدينية، حتى قضى عليها القائد الروماني بومبيوس عام 64 ق.م، الذي ضمّ سوريا إلى الدولة الرومانية، وأطلق عليها اسم ولاية سوريا (Provincia Syria).
وقد قسّم الرومان ولاية سوريا إلى ثلاث مناطق إدارية، هي (السيراستيك Cyrrhestique نسبةً إلى مدينة سيرهوس Cyrrhis ' النبي هوري – شمال إعزازــ وإفراتيزيا Euphratesia نسبةً إلى الفرات، وخالستيك Kalistik نسبةً إلى نهر الخاليس 'القويق'، وكان الفيلق الروماني العاشر المسمى 'فريتنسيس' يرابط في مدينة سيرهوس Cyrrhis)، وامتدت الولاية السورية من الفرات حتى مصر(4). ذلك تأكيد على صلة اسم سوريا بأسلاف الكرد وهو النبي هورو (خورو) في منطقة عفرين الكردية، هذا الاسم الذي تحول في حرف الهاء إلى (س) وصار سورو. مع العلم أنه حتى اليوم يحدث في اللغة الكردية التحول بين هذين الحرفين، مثل هامان وسامان (الصبر)، وهودة وسودة (الفائدة) وبين هند وسند وغيرها أسماء كثيرة.
بعد موت الاسكندر- كما أسلفنا آنفاً – اقتسم قادة جيشه الثلاثة امبراطوريته، فكانت بلاد الشام من نصيب سلوقس نيكاتور فقام بتغيير أسماء الكثير من المدن حلب من حلبا إلى بيروا ومدينة خورو نبي هوري الحالية في جبل الكرد – عفرين إلى سيروس (5).
بعد ذلك احتل الرومان سوريا، ولكن 'أ. بركات' في المصدر الآنف الذكر (الكتاب) في ص 92 يذكر لنا ملاحظة ملفتة عن الازدهار في تلك الفترة، ألا وهي أنه في فترة الرومان ساد النظام والسلم من 30 ق.م حتى 70م، وتم التصدي للهجمات الفرتية أي الفرثية من شمال سوريا، وربطت شبكة من طرق المواصلات منها طريق حلب الذي يمر من الحدود الجنوبية لمنطقة جبل الكُرد وطريق آخر يصل هذا الطريق بمدينة سيروس –نبي هوري حالياً.
كما أن 'أ. بركات' يورد في ص93 من ذات المصدر؛ قول 'المسيو تشالنكو' في كتابه 'القُرى المنسية' إن سكان منطقة جبل الكرد – عفرين ــ في الفترة الرومانية؛ كانوا يعيشون من أشجار الزيتون بالدرجة الأولى ومن أشجار الكرمة بالدرجة الثانية، ولكثرة زراعة الكرمة راجت خمور جبل ليلون وخمور انطاكية والمناطق التابعة لها عن جدارة في العالم.
كانت انطاكية وضواحيها والمناطق الجنوبية من جبل الكرد تعيش حالة الترف، وكانت تُقام في انطاكية عاصمة شمال غرب سوريا القديمة الألعاب الألمبية لمدة ثلاثين يوماً. وكذلك عن انتشار الزردشتية في روزافا وشمال سوريا يضيف 'أ. بركات' في المصدر السابق الذكر ص94 كانت الزردشتية إلى جانب الوثنية منتشرة، وللزردشتية معابد في القسم الجنوبي الشرقي من جبل الكرد في منطقة جبل ليلون. ويقول في ص 95خلال النصف الأخير من القرن الرابع الميلادي انتشر 'النساكون العموديون' في سوريا عامة ومنطقة جبل الكرد خاصة أمثال المار مارون 350م في هذه الفترة كان أغلب سكان منطقة جبل الكرد 'زردشتيون ووثنيون'
وفي ص97 يقول: لقد وقَّع أكثر من 200 راهب وكهنة وشماسة وثيقة الطاعة، وهم يرأسون أديراً وكنائس مختلفة من بقعة تمتد من منطقة قورش (كورش) النبي هوري حتى بلاد أفاميا.
لقد انتشرت المناسك والأبراج والأديرة في كل من منطقة جبل الكرد والمناطق المحيطة بها على مساحة واسعة تمتد من منبج وقورش شمالاً حتى الجبال اللبنانية جنوباً، ومن البحر وجبال الأمانوس غرباً.
أما في ص98 يقول: قَسَّمَ الامبراطور الروماني ثيودوسيوس الكبير عام 395م، الحملة الرومانية الى قسمين، شرقي عاصمته اسيتانا وغربي عاصمته روما، فدخل جبل الكُرد تحت حكم القسم الشرقي. كما أن الامبراطور أرقاديوس قسَّمَ سوريا إلى تسع ولايات، وجعل القسم الشمالي منها إلى ثلاث ولايات؛ هي انطاكيا وآفاميا ومنبج، فكانت منطقة قورش – جبل الكرد ــ تابعة لولاية انطاكيا وشبه مستقلة.
يتبع….

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الوهابية والصهيونية: تحالف على جثّة الأمة!بقلم: نضال بن مصبــاح
الوهابية والصهيونية: تحالف على جثّة الأمة!بقلم: نضال بن مصبــاح

ساحة التحرير

timeمنذ 2 ساعات

  • ساحة التحرير

الوهابية والصهيونية: تحالف على جثّة الأمة!بقلم: نضال بن مصبــاح

الوهابية والصهيونية: تحالف على جثّة الأمة! بقلم: نضال بن مصبــاح صحيفة: ساحة التحرير المقدمة: في الوقت الذي تمزّق فيه قنابل الاحتلال أجساد أطفال غزة، وتقصف بيوت الآمنين فوق رؤوسهم، تخرج شعوب الغرب إلى الشوارع، تقتلع صمتها، وتصرخ باسم فلسطين. أما في عواصم 'الإسلام النفطي'، فلا صوت يعلو فوق فتاوى الطاعة، ولا دمعة تُذرف إلا لخسارة منتخب هنا، وغياب راقصة هناك! والكارثة؟ أنَّ منابر المساجد أصبحت أبواقًا للخذلان، وعمائم الوهابية صارت أداة لتبرير الجريمة وتكفير المظلومين! النص : في زمن تُدكُّ فيه غزة بالصواريخ، وتُنتزع أحشاء الرضّع من بين الأنقاض، يقف العالم على طرفي نقيض: شعوب الغرب تثور في الشوارع، تتحدى حكوماتها، ترفع راية فلسطين فوق برلماناتها، بينما صمتٌ مخزٍ يخيّم على مستعمرات 'النفط'، وتكفيرٌ علني لكل مقاوم، وتجريمٌ لكل من تحرّك لنصرة الأرض والعرض. لكن الصدمة ليست في صمت الملوك، بل في نباح العمائم. صمتٌ وهابيٌّ لا يشبه الحياد، بل يُشبه المؤامرة. لا يتلو آيات الرحمة، بل يُرتّل فتاوى التطبيع. لا يبكي على شهداء غزة، بل يصطفّ مع القاتل، يبرّر جرائمه من عبر فضائيات تتقن العربية بل وتحمل أسمها لكنها عبرية الهواء صهيونية الهوية تشمت بالمقاومة وتطعن في عقيدتها و دمائها. الوهابية لم تكن يومًا دينًا..بل وظيفة. مشروع وُلد في حضن الاستعمار البريطاني، هدفه تفكيك الإسلام من داخله، تمامًا كما وُلد الكيان الصهيوني لتمزيق فلسطين من خارجها. الاثنان صنيعة استعمارية: أحدهما يرتدي 'الشماغ' ويتحدث بلغة القرآن، والآخر يرتدي 'الكيباه' ويتحدث بلغة الموت. لكن كليهما يلتقيان في نقطة واحدة: عداء الحق، وخيانة المظلوم. انظر إلى باريس ومدريد وأمستردام: أي بقعة في المعمورة لم تُصب بفيروس الوهابية، تجد التظاهرات. الأعلام الفلسطينية ترفرف، والمثقفون يقفون مع غزة. ثم انظر إلى عواصم النفط: الشعوب مكمّمة، والمنابر مرعوبة، والخطباء يتحدثون عن 'طاعة ولي الأمر' وأحكام 'الاستنجاء' و'الاغتسال من الجنابة' وكأن غزة مجرد إشاعة لا تستحق الذكر. بل ويدعون على حماس، وعلى كل من يقاوم! الوهابية ليست مذهبًا، بل طاعون. ليست دعوة، بل خيانة مغلّفة بآيات. ليست إصلاحًا، بل انقلاب على الإسلام المقاوم، وتحويله إلى إسلام خنوع منزوع الأنياب، حيث الجهاد 'إرهاب'، والمقاومة 'فتنة'، والصهاينة 'أهل كتاب' يُوالون، بينما المقاومون 'روافض' يُكفَّرون! وهنا بيت الداء: الوهابي لا يقاتل إلا مسلمًا. ذهبوا للقتال في سوريا بزعم الدفاع عن 'أهل السنّة'، لكنهم اليوم لا يرون في غزة أهلًا ولا سنّة! قاتلوا في اليمن بحجّة العروبة، لكنهم لا يرون في غزة عربًا! أرادوا 'تحرير' ليبيا، لكنهم لا يرون في غزة شعبًا يستحق الحياة! هل تعلم لما كل هذا الحقد على غزة؟ ببساطة، لانها فضحتهم! كشفت عُهرهم المذهبي والسياسي. وها نحن نراهم عراة، يحاولون تغطية سوأتهم بخطاب طائفي بائس. فليعلموا أن الشعوب لم تعد تنطلي عليها تلك الأكاذيب. سنجز لحاهم النجسة، ونهتف لغزة فوق رؤوسهم. لقد خسروا معركة الوعي، كما خسروا شرف الموقف. إن ما يفعله الصهاينة في غزة هو إبادة جسدية، وما يفعله الوهابيون في العقول هو تبرير تلك الإبادة، وتدجين الضمير، وتخدير الأمّة باسم 'الطاعة' و'الفتن' و'درء المفاسد'. الخاتمة: الوهابية والصهيونية وجهان لعملة واحدة: الأولى تغتال روح الأمة، والثانية تغتال جسدها. ومن لا يزال يشك، فليقارن فقط بين دموع الغرباء على غزة، وبرود عمائم النفط أمام مشاهد الأطفال المحترقين. من يوالِ الصهيوني باسم الدين، ليس إلا صهيونيًا بثوب عربي، ومحرقة غزة لن تُبقي' لحى' متواطئة إلا وتحرقها ‎2025-‎05-‎23

النص الكامل لتقرير مجلس الدفاع والأمن القومي الفرنسي حول مؤامرة جماعة الإخوان
النص الكامل لتقرير مجلس الدفاع والأمن القومي الفرنسي حول مؤامرة جماعة الإخوان

الحركات الإسلامية

timeمنذ 11 ساعات

  • الحركات الإسلامية

النص الكامل لتقرير مجلس الدفاع والأمن القومي الفرنسي حول مؤامرة جماعة الإخوان

ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، في قصر الإليزيه، اجتماعًا لمجلسي الدفاع والأمن القومي، لبحث توسع حركات الإسلام السياسي بفرنسا، وملف حركة جماعة الإخوان المسلمين. عقد هذا الاجتماع عقب صدور تقرير حصلت" البوابة نيوز" على النص الرسمي له، أعده مسئولان رسميان رفيعا المستوى، بطلب من الحكومة الفرنسية، وخلص إلى أن جماعة الإخوان تشكل تهديدا للتلاحم الوطني. شارك في الاجتماع كل من رئيس الحكومة، فرانسوا بايرو، ووزراء الداخلية، والخارجية، والاقتصاد والمالية، والتربية الوطنية، والتعليم العالي، والرياضة، حيث أن القطاعات الثلاثة الأخيرة "مستهدفة بشكل خاص من قبل هذا التدخل من الأسفل"، كما جاء في بيان قصر الإليزيه. وقال الإليزيه: "نحن جميعا متفقون تمامًا على أننا لا ينبغي أن نضع جميع المسلمين في خانة واحدة، لأننا نحارب الإسلاموية وتجاوزاتها المتطرفة، ولا نحارب الإسلام فى ذاته". وقال مستشارون للرئيس: إن ماكرون أراد اتخاذ إجراءات بأسرع وقت ممكن لمواجهة ظاهرة متجذرة تزايدت مؤخرًا، مشيرين إلى الخطر الذي يشكله تنظيم الإخوان المسلمين على الأمن القومي الفرنسي، ولم يعلن حتى الآن توصيات الاجتماع، مع احتمال تصنيف بعض الإجراءات كمعلومات سرية. وخلص التقرير الذي أعده مسئولان رسميان رفيعا المستوى، بطلب من الحكومة الفرنسية، إلى أن الجماعة تشكل تهديدا للتلاحم الوطني، مع تنامي تشدد إسلامي من القاعدة على المستوى البلدي، صعودًا إلى قمة المجتمع وفق الوثيقة. وانفردت "البوابة نيوز" بنشر التفاصيل الكاملة لهذا التقرير حول مؤامرة جماعة الإخوان على فرنسا. وتعتمد جماعة الإخوان المسلمين في بلدانها المختلفة على دوائر متحدة المركز، ويتكون مركزها من "دائرة داخلية" من الناشطين الملتزمين. ومن المحتمل جدًا وجود هذه المنظمة في فرنسا، نظرًا لوجودها في كل مكان آخر في أوروبا. ويقال: إن عدد أعضائها لا يتجاوز بضع مئات، لكن حركة "الإخوان"، عندما نفهمها على نطاق أوسع، تشمل كل أولئك الذين يتبنون أساليب عملها، على اتصال بهذه "الدائرة الداخلية" أو مستوحاة منها، بأهداف مختلفة: إعادة الإسلام، أو الانفصال أو التخريب في بعض الأحيان، وكان الأمر يتعلق بتحديد الجهات الفاعلة والهياكل بما في ذلك الأقمار الصناعية ونطاق عمل وتأثير الإخوان المسلمين في فرنسا. طالع التقرير كاملًا باللغة العربية والفرنسية من

الديانة الإبراهيمية… بين وهم التوحيد وحقيقة التفكيك العقائدي
الديانة الإبراهيمية… بين وهم التوحيد وحقيقة التفكيك العقائدي

موقع كتابات

timeمنذ 2 أيام

  • موقع كتابات

الديانة الإبراهيمية… بين وهم التوحيد وحقيقة التفكيك العقائدي

الديانة الإبراهيمية…بين وهم التوحيد وحقيقة التفكيك العقائدي. إعداد: جلال عبد الحميد الحسناوي . 1 – الاتجاه الأول: الإسلام في القرآن… دين واحد لا يتعدد 2 – الاتجاه الثاني: مشروع الديانة الإبراهيمية… من التسامح إلى التفكيك 3 – التجاه الثالث: زيارة البابا للنجف الاشرف… بين التقدير الديني والتأويل السياسي 4 – الاتجاه الرابع: الإعلام والدين الإبراهيمي… من الترويج الناعم إلى التطبيع العقدي الاتجاه الأول: الإسلام في القرآن… دين واحد لا يتعدد. تمهيد: حينما نرجع إلى النص القرآني في أصل الدين، نجد خطابًا إلهيًا حاسمًا لا يحتمل التأويل: هذه الآيات لا تتحدث عن 'دين محمد' (صلى الله عليه وآله) فحسب، بل تُعرّف 'الإسلام' كدين إلهي واحد ممتد عبر التاريخ، بدأ مع آدمالنبي (ع) واكتمل مع النبي الخاتم محمد (ص) واله الطاهرين ، وتخلله أنبياء عظام كلهم خاطبوا أقوامهم بالإسلام، وإن اختلفت شرائعهم وتفاصيل مناهجهم. 1 – الإسلام لغة واصطلاحًا في القرآن. • الإسلام لغويًا: الاستسلام والطاعة والخضوع الكامل لله دون شرك. • الإسلام قرآنيًا: العقيدة التوحيدية التي حملها جميع الأنبياء، منذ النبي آدم إلى خاتمهم النبي الرسول محمد عليهم افضل الصلاة واتم التسليم. وقد نص القرآن على أن كل نبي دعا قومه إلى الإسلام بمعناه الأصيل، ومن ذلك: • إبراهيم (ع): • يعقوب وأبناؤه: • يوسف (ع): 'تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ' يوسف: 101 • سليمان (ع): 'وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ' النمل: 31 2 – موسى وعيسى عليهما السلام في ضوء القرآن أولًا: موسى (عليه السلام) • قال تعالى عن موسى وهو يخاطب قومه: • هذا التصريح ينسف المزاعم التي تفصل بين 'اليهودية' و'الإسلام'، فاليهودية شريعة نزلت ضمن دين الإسلام التوحيدي، لا خارجه. • قال تعالى على لسان موسى وإخوته: 'رَبَّنَا اجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ' البقرة: 128 ثانيًا: عيسى (عليه السلام) • قال تعالى: • وقال تعالى عن أتباع عيسى: • وبيّن صراحة أن عيسى لم يأتِ بدين منفصل، بل بشر بمن يختم الرسالة: الفيلسوف الشهيد السيد محمد باقر الصدر: 'الإسلام ليس لحظة تاريخية ظهرت في الجزيرة، بل هو استمرار رسالي متكامل، يرث كل الرسالات، ويُعبّر عن الحقيقة التي تجلت في كل الأنبياء.' المرجع الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر: 'كل الأنبياء كانوا مسلمين. والقرآن لا يقر بتعدد الأديان، بل بتعدد الشرائع ضمن دين واحد، هو الإسلام.' 4 – موقف علماء الفريقين. • ابن كثير (تفسير القرآن): فسر الإسلام في سياق الآيات بأنه دين جميع الأنبياء. • الفخر الرازي: أكد في تفسيره أن الإسلام يعني التوحيد والانقياد لله، وهو الأصل في كل الرسالات. • العلامة الطباطبائي (الميزان): قال إن الإسلام في القرآن اسم للدين الإلهي، لا لمرحلة منه. ظهر مصطلح 'الديانة الإبراهيمية' في العقد الأخير كدعوة ظاهرها السلام، وباطنها إعادة تشكيل البنية العقدية للشعوب تحت شعار 'الوحدة الروحية بين أتباع إبراهيم'. لكنّ القراءة الدقيقة لمسار المشروع ومؤسساته تكشف عن مسعى صهيوني ناعم لإعادة هندسة الوعي الديني وفق مصالح سياسية وثقافية عالمية، تتزعمها قوى دولية تسعى لتفكيك الخصوصيات العقدية للأديان، ودمجها في قالب واحد يخدم الهيمنة الغربية، والتطبيع مع الكيان الصهيوني. 1.1 وثيقة 'الأخوة الإنسانية' (أبو ظبي، 2019) شملت دعوات عامة للتسامح، لكنها افتقدت لأي تحديد عقدي واضح، وهو ما مهد لاحقًا لتوسيع المفهوم نحو فكرة 'الديانة الإبراهيمية' بوصفها مرجعية جامعة بين الإسلام واليهودية والمسيحية. 1.2 مشروع 'بيت العائلة الإبراهيمية' (افتتاح 2023) في جزيرة السعديات – أبو ظبي. مجمّع يضم مسجدًا، وكنيسة، وكنيسًا يهوديًا في موقع واحد، ويُروج له باعتباره 'رمزًا لوحدة الأديان'. اتفاقات تطبيع بين الإمارات والبحرين والمغرب والسودان مع الكيان الصهيوني، تحت غطاء 'السلام الإبراهيمي'، في إشارة مباشرة إلى البعد الديني في الترويج للتطبيع. 2 – ما وراء التسمية: لماذا 'إبراهيم'؟ • إبراهيم (عليه السلام) في القرآن رمز للتوحيد الخالص والبراءة من الشرك: • أما المشروع الحديث فيقدّمه كمجرد شخصية ثقافية جامعة، بلا محتوى عقدي، ولا موقف من الظلم أو الانحراف، بل كـ'رمز سلام وتسامح عالمي'. • وهنا يُفرّغ إبراهيم من رسالته، ويُعاد إنتاجه بما يناسب الأجندة الجديدة. 3.1 التمهيد النظري من الفكر الصهيوني • الحركة الصهيونية منذ نشأتها تبنت فكرة 'العدو الديني' لخلق حاجز نفسي وعقدي ضد العرب والمسلمين، لكنها عادت اليوم لتروّج لفكرة 'الوحدة الإبراهيمية' بعد أن تحقق لها النفوذ السياسي والعسكري. 'الصهيونية ليست مجرد دعوة للعودة إلى أرض، بل هي مشروع لتأسيس نمط عالمي جديد من الإنسان المنفصل عن عقيدته، المتصالح مع السيطرة الإمبريالية.' • إعادة تشكيل الدين عنصر أساسي في هذا النمط، بما يحقق: • دمج الصهاينة كجزء من الأسرة الروحية. • تمييع العداوة العقدية مع المحتل. • نزع سلاح المقاومة والثقافة الإسلامية. 3.2 الأدوات المستخدمة: • الإعلام الموجه: عبر الأفلام، والبرامج، والكتب المدرسية. • المؤسسات الدينية الرسمية: التي تُجرّ إلى خطاب 'السلام'. • الفعاليات الثقافية: مؤتمرات حوار الأديان، منصات التفاهم، إلخ. 4. الشهيدين الصدرين: وتحليل البنية الغربية للمشروع المفكر الفيلسوف السيد محمد باقر الصدر قال: 'الدين عند الغرب يُعاد تركيبه بحسب الحاجة السياسية، ولهذا فإن ما يقدمونه من دعوات للتوحيد ليست إلا وسائل للسيطرة، لا بحثًا عن الحق.' (من كتاب الإسلام يقود الحياة) 'ما يُطرح اليوم من دعوات لتوحيد الأديان، ليست في حقيقتها إلا تنصلًا من جوهر الإسلام، وتحريفًا لطبيعة الصراع بين الحق والباطل.' (في بحث فقه الدولة الإسلامية) 5 – نقد علمي للفكرة: هل الدين قابل للتوحيد؟ • لا يمكن توحيد الأديان لأن: • العقائد الأساسية تختلف (التوحيد، النبوة، المعاد…). • الشريعة ليست اجتهادًا بشريًا بل وحيًا. • الإسلام جاء مهيمنًا وخاتمًا لا مندمجًا أو مكمّلًا. • قال تعالى: خلاصة الاتجاه: مشروع 'الديانة الإبراهيمية' هو أداة هندسة دينية ناعمة، تهدف إلى سحب البعد الجهادي والمقاوم من الإسلام، وإعادة تعريف الدين بوصفه ثقافة مشتركة لا عقيدة ربانية. الاتجاه الثالث: زيارة البابا للنجف الاشرف… بين التقدير الديني والتأويل السياسي في السادس من آذار 2021، قام البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، بزيارة إلى مدينة النجف الأشرف للقاء السيد السيستاني دام عزه ، المرجع الأعلى للطائفة الشيعية الإمامية. الحدث كان غير مسبوق، لا من حيث رمزيته، ولا من حيث توقيته، ولا من حيث ما تبعَه من تأويلات إعلامية وسياسية حاولت استثمار اللقاء ضمن سياق مشروع الديانة الإبراهيمية. ولئن كان اللقاء مغلقًا، ولم تُلتقط فيه صور، ولم يُصدر عنه بيان مشترك، إلا أن ذلك لم يمنع محاولات التوظيف المتكررة له كدليل ضمني على انخراط المرجعية في مسار 'التقارب الديني العالمي'. • جاءت الزيارة بعد عامين من توقيع ('وثيقة الأخوة الإنسانية' في أبو ظبي (2019. • بعد أشهر من إعلان ('اتفاقيات أبراهام' (2020. • وقبل افتتاح ('بيت العائلة الإبراهيمية' (2023. أي أن الزيارة وقعت ضمن تسلسل زمني يتم فيه دمج الدين داخل المسار السياسي للتطبيع، وإعادة صياغة علاقة الإسلام بالغرب واليهودية. 2 – موقف المرجعية: صمت محسوب لا مباركة ضمنية البيان الذي صدر عن مكتب السيد السيستاني بعد اللقاء لم يتطرق إلى المشروع الإبراهيمي، ولم يُلمّح إلى أي تبنٍّ لمسارات الوحدة الدينية، بل جاء بصيغة تؤكد على: • . • حق الشعوب في العيش بسلام. • رفض الظلم والاعتداء. • دعوة رجال الدين للوقوف بوجه قوى الطغيان. لم يُذكر 'التسامح بين الأديان' ولا 'الوحدة الروحية' ولا 'الأسرة الإبراهيمية' في البيان مطلقًا. وهذا يُعدّ موقفًا فاصلًا، حافظت فيه المرجعية على توازنها: • لم ترفض الزيارة، كي لا تُستغل ضدها دوليًا. • ولم تشارك بمخرجاتها الرمزية، حتى لا تُحسب على مسار لا تنتمي إليه عقديًا. ما يجعل الموقف أكثر حساسية هو أن البابا نفسه قد توفي ، مما قد يفتح الباب أمام: • إصدار وثائق لاحقة ينسب فيها تأييدٌ ضمني للمرجعية لهذا المشروع. • قيام منظمات أو جهات دينية أو إعلامية بتحريف نوايا الزيارة. • توظيف الزيارة في إنتاج سرديات دعائية تقول: 'حتى مرجعية النجف رحّبت بمشروع الأخوة الإبراهيمية'. غياب الصوت المؤسسي الإعلامي الفاعل في الحوزة يضاعف هذا الخطر، ويجعل المرجعية عرضة لاستخدام صورتها دون إذنها. 4 – ماذا أرادت المرجعية؟ وماذا أراد الآخرون؟ • المرجعية أرادت: اللقاء الإنساني والتعبير عن المظلومية الأخلاقية للشعوب. • البابا أراد: خطابًا رمزيًا يُسهم في مشروعه العالمي للتقارب الديني. وهنا يُفهم ويستنتج : 'الاستقبال كان خطأ، لكن عدم الاستقبال يكون خطأ أكبر'. إنها معادلة الصمت النشط: قول لا يُقال، لكن يُفهم. 5 – قراءة الشهيدين الصدرين للحدث وأمثاله. المفكر الشهيد السيد محمد باقر الصدر: 'حين تكون الرمزية الدينية أداةً في يد الإعلام، فذلك مدخل لتشويه العقيدة. المرجعية ليست مؤسسة مجاملة، بل حارسٌ للخط الإلهي.' (من أوراق غير منشورة في فكر الدولة ) المرجع السيد الشهيد محمد الصدر: 'يجب أن تكون المرجعية فوق الإعلام، لكنها لا يجب أن تُترك للإعلام. بين الصمت والانفعال، هناك شيء اسمه البيان الواعي.' (ما وراء الفقه) زيارة البابا للنجف لم تكن تأييدًا، ولا كانت عُزوفًا. كانت حدثًا دقيقًا توازن فيه المرجعية بين الحاجة الإنسانية والوعي العقدي. لكن الخطر الحقيقي يكمن في أن يُعاد تأويل الحدث خارج سياقه، فيُبنى عليه ما لم يقله أحد، ويُقوَّل المرجع ما لم ينطق به، ما لم تنهض منظومة إعلامية مرجعية واعية تسد هذه الفجوة. في عالم اليوم، لم يعد الدين يُتداول فقط في الحوزات، والكنائس، والمعاهد، بل صار أيضًا موضوعًا لصناعة الصورة، وميدانًا لتشكيل الرأي العام. وهنا يدخل مشروع 'الديانة الإبراهيمية' من أوسع أبوابه، لا كدعوة دينية، بل كـ'رواية إعلامية ضخمة' مدعومة من مؤسسات سياسية، ومنصات دولية، ومراكز تمويل ضخمة. ولأن الإعلام لا ينقل الحقيقة كما هي، بل يُعيد صناعتها، فإن أكبر خطر يواجه الأمة اليوم هو أن تُفرض عليها عقيدة جديدة بصيغة إعلامية مُجمّلة، تتسلل من باب 'التسامح'، لتصل إلى 'إعادة تعريف الإسلام'. • إبراهيم (ع) يُقدَّم في الإعلام الغربي والعربي المؤدلج لا كنبيٍ موحّد لله، بل كـ'رمز عالمي للتسامح'، منزوع الموقف من الشرك أو الطاغوت. • المرجعيات الدينية تُختزل في 'لقطات' وصور دعائية، لا في خطابها العقدي الفعلي. • تسويق المصطلحات: 'الأخوة الإبراهيمية'، 'بيت العائلة'، 'السلام الديني'، 'الأسرة الإبراهيمية'. • استخدام المؤثرين، وصنّاع المحتوى، وبرامج الأطفال، والدراما. 1.3 تمرير التطبيع عبر الفضاء الديني • من خلال إبراز رجال دين يقفون مع ممثلي الديانة اليهودية والصهيونية تحت شعار: 'كلنا أبناء إبراهيم'. • استثمار ذلك لإضعاف الممانعة العقائدية تجاه الاحتلال، وشرعنة الصمت عن الجرائم. 2 – الإعلام المرجعي الديني … الغائب الأكبر رغم عمق الحوزة، والازهر وقوة الموقف الفقهي، إلا أن المرجعيات الدينيةالكبرى في النجف الاشرف وايران ومصر وباقي المدن التي فيها الجامعات الدينية الكبرى لم تبنِ حتى الآن جهازًا إعلاميًا استراتيجيًا قادرًا على: • التحليل الاستباقي للأحداث. • تفنيد التأويلات الملفقة. • الرد على الحملات الممنهجة. • تصدير فكرها للعالم بلغاته وقوالبه العصرية. وهذا ما جعل زيارة البابا – رغم حكمتها – قابلة للاختطاف السردي من الإعلام العالمي، دون رواية موازية من داخل النجف الاشرف تفكك ذلك بلغة العصر. 'المعركة الفكرية ليست في المنابر فقط، بل في من يكتب القصة ومن يصوغ الخبر ومن يُنتج الصورة. إن الإعلام الرسالي هو من يسبق الطاغوت، لا من يرد عليه فقط.' 'من لا يملك إعلامه، سوف يُقال عنه ما لا يقول، ويُقوّل ما لم يُرد، ويُنسَب إليه ما ينفيه. على الحوزة أن تملك لسانًا عصريًا، لا لتمجيد نفسها، بل لحماية الإسلام.' 5 – الحل المقترح: بناء جهاز إعلامي مرجعي متكامل الخصائص المطلوبة: • يكون ناطقًا باسم المرجعية، لا تابعًا لها إداريًا. • يضم باحثين، فقهاء، إعلاميين، ومحللين استراتيجيين. • يتحدث بلغات متعددة. • يرصد ويرد ويؤسس رواية معرفية مستقلة. المهام: • حماية صورة المرجعية من الاختطاف. • إنتاج محتوى يُعبّر عن العقيدة بلغة العصر. • مواجهة السرديات الغربية حول الدين. المعركة اليوم لم تعد في المساجد فقط، بل في الشاشات، والمواقع، والعناوين. وإذا لم يصدر عن المرجعية خطاب إعلامي رسالي استباقي، فإن غيرها سيكتب عنها كما يشاء، ويُقوّلها ما لم تقل، ويستثمر صورتها فيما لا تمثّله. 'الحق لا يُوحِّده التلفيق، والباطل لا يُغسله التجميل' خلاصة البحث: على امتداد الاتجاهات ، تتبعنا خطى مشروع 'الديانة الإبراهيمية' من نشأته الحديثة إلى جذوره السياسية والفكرية، وانتهينا إلى ما يلي: 1 – الدين في القرآن واحد، لا يقبل التعدد ولا التلفيق، وقد نطقت به كل الرسالات السماوية منذ آدم حتى محمد (ص) واله الطاهرين ، تحت اسم الإسلام. 2 – الأنبياء جميعًا مسلمون، بما فيهم موسى وعيسى، وكلشرائعهم كانت مندرجة في إطار دين الله الواحد وهو الاسلام. 4 – المشروع يحمل بصمات الفكر الصهيوني العالمي، الذي يتقن استخدام الدين لإعادة تشكيل الواقع الثقافي والعقدي للأمم، ضمن هندسة فكرية جديدة. 5 – زيارة البابا للنجف كانت نقطة ارتكاز وظّفها الإعلام العالمي ضمن سردية الإبراهيمية، رغم أن المرجعية كانت على وعي بالمخاطر، وامتنعت عن إصدار أي بيان مشترك أو موقف يُفسر كتبرير عقائدي للمشروع. 6 – غياب جهاز إعلامي مرجعي متكامل. أولًا: على الصعيد العقدي • ضرورة التأكيد على وحدة الدين في الخطاب الإسلامي، ونقض أي دعوة تدّعي إمكان الجمع العقائدي بين الرسالات ككيانات متساوية. • نشر الأدلة القرآنية والروائية التي تبرهن أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء، لا دينًا جديدًا بدأ بمحمد (ص) واله. • يتولى شرح المواقف. • يفند التأويلات المغرضة. • يصدر بيانات توضيحية بلغة عالمية. ثالثًا: على صعيد الأمة والمثقفين • نشر الوعي بمشروع الديانة الإبراهيمية وبيان ارتباطه بالتطبيع، وتفكيك الخطاب الإعلامي الذي يُروّج له. • دعم الأصوات الفكرية والعقدية الحرة التي تحافظ على هوية الأمة دون الانجرار إلى 'وحدة زائفة' تُبنى على التنازل عن الثوابت. نبي الله إبراهيم ع ، لم يكن جامعًا بين الحق والباطل، بل كان نقطة الفصل بين التوحيد والشرك، و'الديانة الإبراهيمية' الحديثة ليست إلا .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store