أحدث الأخبار مع #برادوستميتاني


حزب الإتحاد الديمقراطي
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- حزب الإتحاد الديمقراطي
الكُرد في سوريا
برادوست ميتاني ــ الجانبولاتيون (الجنبلاطيون) إمارة كِلس المندية الجانبولاتية من 1230م حتى 1607م نموذجًا تقع مدينة كِلس حاليًا في شمال كردستان، التي أُلحقت بالدولة التركية بعد الحرب العالمية الأولى، إلى الغرب من مدينة كركميش، التي تُسمى حاليًا جرابلس في غرب كردستان، والتي أُلحقت بسوريا أيضًا بعد الحرب العالمية الأولى. تاريخيًا، تعود جرابلس إلى الألف الخامس قبل الميلاد. وبالعودة إلى أحد أسلاف الكُرد الخوريين (الحوريين) في عام 3000 ق.م، كان اسمها 'كركميش'، أي تل الجاموس، أو نُسبة إلى كلكاميش الأسطوري الذي كتب عنه الخوريون بأبجديتهم الخاصة ملحمة كلكاميش. تبعت جرابلس في عام 1400 ق.م للهيتيين (الحيثيون) الآريين، وصارت عاصمة لهم، ومن بعدهم للميتانيين، وهذان الشعبان يُشكّلان بدورهما اثنين من أسلاف الكُرد. ومنذ ذلك الحين، لم يغب الكُرد عن تلك المنطقة كجزء من 'روژآڤايي' كردستان، بل عاصروا فيها جميع أشكال الحكم وبناء الحضارة، بدءًا بأسلافهم الكاشيين والخوريين والهيتيين والميتانيين والكلتيين والميديين، وصولًا إلى الإمارة الجانبولاتية، وهي حضارات يستمد الكُرد منها بداية وجودهم التاريخي في سوريا. العاصمة: هي مدينة كِلس الواقعة في منطقة عفرين من الجهة الشمال. الإمارة ورقعتها الجغرافية: تشمل الإمارة الجانبولاتية القسم الغربي من 'روژآڤا'، ومساحات واسعة من سوريا، وتمتد إلى مناطق من 'باكور' (شمال) كردستان. تضم مدن: العاصمة كِلس، إعزاز، جرابلس، منطقة جبل الكُرد، قلعة باسوطة، مدينة عفرين، وأحيانًا القصير في حمص. كما كانت أضنة ضمن تلك الجغرافيا، وأحيانًا حلب، وحتى مدينة غزة. معنى اسم 'جانبولات' في اللغة الكُردية: 'جانبولات' اسم كردي مركّب من كلمتين: 'جان' أي الروح أو النفس، و'بولات' أي الفولاذ. فيكون المعنى: 'الروح الفولاذية'. الإمراء الجانبولاتيون: يذكر العلّامة شرفخان البدليسي( 1 ) حكّام أمراء كلس الجانبولاتيين بالترتيب كما يلي: مند – حبيب بك – قاسم بك – جعفر بك بن جانبولاد بك – حبيب بك بن جانبولاد بك – حسين بك بن جانبولات بك. وآخرهم علي بك بن جانبولات بك. ظهور الجانبولاتيين في التاريخ: يعود تاريخ قدومهم بشكل رئيسي إلى سوريا إلى بدايات القرن الحادي عشر الميلادي من مناطق شمال وجنوب كردستان، وينتسبون إلى جدهم 'مند (منتشا)'، وهو من عائلة حكّام جولمرك وآميديا ( 2 ) قاد الأمير 'مند' قوة كُردية إلى الشام ودخل في خدمة الأيوبيين، وقد أقطع له الأيوبيون أرضًا في منطقة القصير في حمص التابعة حينها لأنطاكيا. وقد التفّ حوله كُرد مدن جوم وكِلس من المسلمين السنّة والإيزيديين. وقد أثبت الأمير 'مند' كفاءته وجدارته في خدمة الأيوبيين، الذين كافأوه بمنصب ميرِ ميران (أمير الأمراء) لكُرد الشام وحلب، واستمر في حكمه حتى مجيء المماليك. وقد دخل في صراع مع الايزديين وبعدها وفي عهد العثمانيين دخل دخل الأمير قاسم في صراع شديد مع شيخ عزالدين، رئيس الإيزيدية. ولكن فيما بعد، تخلّص منه والي حلب العثماني قرةجة أحمد باشا، فقتله وأرسل ابنه الصغير جانبولات إلى إسطنبول ليتلقى التربية العسكرية في السراي السلطاني، وهو ما ترك فراغًا سياسيًا في الإمارة، فانتقل منصب 'أمير الأمراء' إلى شيخ عزالدين. بعد أن كبر جانبولات، رجع إلى الإمارة، فعاد الحكم من جديد إلى العائلة، حيث أسند السلطان سليمان منصب الإمارة في كلس وإعزاز إليه. ومنذ ذلك الحين، حملت العائلة اسم 'جانبولات' ( 3 ) يتبع…


حزب الإتحاد الديمقراطي
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- حزب الإتحاد الديمقراطي
الكرد في سوريا قبل الإسلام
للباحث 'برادوست ميتاني' بالرغم من توالي الحكومات الدخيلة على ديار الكرد وسعِي الكثير منها إلى القضاء على الوجود الكردي بأساليب شتى غير إنسانية، ولكنهم لم يفلحوا بل حافظ الكرد على أصالتهم. يرى في ذلك 'أ.سفرستيان' في دائرة المعارف الإسلامية (1) ويقول: إن الكُرد لم يخضعوا للدول المتعاقبة قبل الإسلام، وأنهم اكتسبوا الصفات الآرية كاملة أيام الأخمينيين. أخواتي وإخوتي الكرام: لن أتناول هنا تاريخ أسلاف الكُرد الذين عاشوا في سوريا قبل الإسلام كــ 'الخوريين والكاشيين والهيتيين والميتانيين والميديين' لأنني سأخصص لهم أبحاث خاصة بل سأتناول هنا بعُجالة الفترات التي تلتهم. بعد انهيار الإمبراطورية الميتانية الخورية واحتلالها من قِبل الإمبراطورية الآشورية، وبالرغم من سياستها القاسية إزاء الكُرد، لكنهم لم يتمكنوا من القضاء على خصوصيتهم، إذ حافظت بعض المناطق والمدن في مختلف أرجاء الإمبراطورية المترامية الأطراف ومن بينها المدن الميتانية على استقلالها الذاتي، مثل مملكة 'تئيد' –حالياً تل أحمدي جنوب القامشلي– وكان لهذه المدن حظ وافر من الحكم الذاتي المحلي، إذ وجدت بعض الدويلات التي كان ملوكها يحملون أسماء حورية (خورية) مؤكدة في عهد الملك 'تجلات بلاسر 1114- 1076 ق.م' مثل كيلي تشوب بن كلي تشوب (2). بل يقول في ذلك الأركولوجي جرنوت فيلهلم في كتابه تاريخ الحوريين وحضارتهم: بدراسة الكتابات في المواقع الأثرية في سوريا، نجد أن اللغة السريانية غنية باللغة الخورية (الحورية) وتكاد تكون لهجتين في لغة واحدة. تأثَّر الآراميون بالحضارة المادية للشعب الذي سكن بين ظهرانيه؛ أي الحضارة الخورية والميتانية، وقد انهارت هذه الممالك أيضاً على يد الإمبراطورية الآشورية عام 732 ق.م (3). تعرضت سوريا للغزوات الخارجية، منها اسكندر المقدوني وقائده سلوقس وكان جل أحداثها تظهر في روزافا (روج آفا) وشمال سوريا، كونها ذات أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، وكونها بوابة لليونانيين ذات بُعد جيوسياسي نحو الجنوب، وقد تَرَكَ وفاة إسكندر المكدوني خلافات بين قُوَّاد جيشه، وإثر ذلك انقسمت المنطقة. إثر وفاة الاسكندر المقدوني عام 323 ق.م، تحوّلت إمبراطورته المترامية الأطراف إلى ساحة حرب بين قادة جيشه، وأصبحت سوريا من نصيب قائده سلوقس الأول ــ نيكاتور– اعتباراً من عام 312 ق.م، الذي أسّس الدولة السلوقية التي تُعرف أيضاً (بالمملكة السورية) وعاصمتها أنطاكية. وقد سمحت هذه المملكة للعناصر الوطنية والمحلّية بممارسة شؤون حياتها الاعتيادية، ولغتها، وعاداتها، وطقوسها الدينية، حتى قضى عليها القائد الروماني بومبيوس عام 64 ق.م، الذي ضمّ سوريا إلى الدولة الرومانية، وأطلق عليها اسم ولاية سوريا (Provincia Syria). وقد قسّم الرومان ولاية سوريا إلى ثلاث مناطق إدارية، هي (السيراستيك Cyrrhestique نسبةً إلى مدينة سيرهوس Cyrrhis ' النبي هوري – شمال إعزازــ وإفراتيزيا Euphratesia نسبةً إلى الفرات، وخالستيك Kalistik نسبةً إلى نهر الخاليس 'القويق'، وكان الفيلق الروماني العاشر المسمى 'فريتنسيس' يرابط في مدينة سيرهوس Cyrrhis)، وامتدت الولاية السورية من الفرات حتى مصر(4). ذلك تأكيد على صلة اسم سوريا بأسلاف الكرد وهو النبي هورو (خورو) في منطقة عفرين الكردية، هذا الاسم الذي تحول في حرف الهاء إلى (س) وصار سورو. مع العلم أنه حتى اليوم يحدث في اللغة الكردية التحول بين هذين الحرفين، مثل هامان وسامان (الصبر)، وهودة وسودة (الفائدة) وبين هند وسند وغيرها أسماء كثيرة. بعد موت الاسكندر- كما أسلفنا آنفاً – اقتسم قادة جيشه الثلاثة امبراطوريته، فكانت بلاد الشام من نصيب سلوقس نيكاتور فقام بتغيير أسماء الكثير من المدن حلب من حلبا إلى بيروا ومدينة خورو نبي هوري الحالية في جبل الكرد – عفرين إلى سيروس (5). بعد ذلك احتل الرومان سوريا، ولكن 'أ. بركات' في المصدر الآنف الذكر (الكتاب) في ص 92 يذكر لنا ملاحظة ملفتة عن الازدهار في تلك الفترة، ألا وهي أنه في فترة الرومان ساد النظام والسلم من 30 ق.م حتى 70م، وتم التصدي للهجمات الفرتية أي الفرثية من شمال سوريا، وربطت شبكة من طرق المواصلات منها طريق حلب الذي يمر من الحدود الجنوبية لمنطقة جبل الكُرد وطريق آخر يصل هذا الطريق بمدينة سيروس –نبي هوري حالياً. كما أن 'أ. بركات' يورد في ص93 من ذات المصدر؛ قول 'المسيو تشالنكو' في كتابه 'القُرى المنسية' إن سكان منطقة جبل الكرد – عفرين ــ في الفترة الرومانية؛ كانوا يعيشون من أشجار الزيتون بالدرجة الأولى ومن أشجار الكرمة بالدرجة الثانية، ولكثرة زراعة الكرمة راجت خمور جبل ليلون وخمور انطاكية والمناطق التابعة لها عن جدارة في العالم. كانت انطاكية وضواحيها والمناطق الجنوبية من جبل الكرد تعيش حالة الترف، وكانت تُقام في انطاكية عاصمة شمال غرب سوريا القديمة الألعاب الألمبية لمدة ثلاثين يوماً. وكذلك عن انتشار الزردشتية في روزافا وشمال سوريا يضيف 'أ. بركات' في المصدر السابق الذكر ص94 كانت الزردشتية إلى جانب الوثنية منتشرة، وللزردشتية معابد في القسم الجنوبي الشرقي من جبل الكرد في منطقة جبل ليلون. ويقول في ص 95خلال النصف الأخير من القرن الرابع الميلادي انتشر 'النساكون العموديون' في سوريا عامة ومنطقة جبل الكرد خاصة أمثال المار مارون 350م في هذه الفترة كان أغلب سكان منطقة جبل الكرد 'زردشتيون ووثنيون' وفي ص97 يقول: لقد وقَّع أكثر من 200 راهب وكهنة وشماسة وثيقة الطاعة، وهم يرأسون أديراً وكنائس مختلفة من بقعة تمتد من منطقة قورش (كورش) النبي هوري حتى بلاد أفاميا. لقد انتشرت المناسك والأبراج والأديرة في كل من منطقة جبل الكرد والمناطق المحيطة بها على مساحة واسعة تمتد من منبج وقورش شمالاً حتى الجبال اللبنانية جنوباً، ومن البحر وجبال الأمانوس غرباً. أما في ص98 يقول: قَسَّمَ الامبراطور الروماني ثيودوسيوس الكبير عام 395م، الحملة الرومانية الى قسمين، شرقي عاصمته اسيتانا وغربي عاصمته روما، فدخل جبل الكُرد تحت حكم القسم الشرقي. كما أن الامبراطور أرقاديوس قسَّمَ سوريا إلى تسع ولايات، وجعل القسم الشمالي منها إلى ثلاث ولايات؛ هي انطاكيا وآفاميا ومنبج، فكانت منطقة قورش – جبل الكرد ــ تابعة لولاية انطاكيا وشبه مستقلة. يتبع….


حزب الإتحاد الديمقراطي
١٥-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- حزب الإتحاد الديمقراطي
دحض ادعاء لجنة صياغة 'الإعلان الدستوري' في سوريا
برادوست ميتاني ــ لكي يبرر المتحدث باسم لجنة صياغة الإعلان الدستوري 'د.عبد الحميد العواك' ما يصبو إليه هو واللجنة المشكلة والبطانة التي شكلتها أهدافهم القومية والدينية المتشددة قال خلال مؤتمر صحفي أن اسم سوريا هو 'الجمهورية العربية السورية' وأنهم لم يغيروا في اسم الدولة وهويتها شيئاً. إذ أنهما محددان منذ دستور عام 1920 وقد استمر ذلك منذ بناء الدولة وحتى اليوم. بالطبع أن هذا الكلام يفتقر إلى الحقيقة، فمن يرجع إلى البحث عن حقيقة ذلك ويقلب جميع الدساتير السورية منذ تشكيل الدولة وخاصة في عام 1920م وحتى عام 1958م ويمعن باسم الدولة فسيجد الحقيقة المنافية لادعائه حيث أن الاسم لم يحتوي على صفة العربية – مع احترامنا للأخوة العرب الذين نتعايش معاً في وطن واحد. لتعلم اللجنة أن اسم الدولة حمل منذ 1920 طابعاً وطنياً يعبر عن جميع القوميات والمكونات مستمراً حتى عام 1958م ولم يتم إدراج كلمة العربية فيه إلا عندما تم تشكيل الوحدة السورية المصرية على يد الرئيس المصري ذو الفكر القومي المتشدد الراحل 'جمال عبد الناصر' باسم الجمهورية العربية المتحدة حيث أن اسم سوريا قبل ذلك وفي جميع دساتير تلك المرحلة السابقة يكتب بصيغ لا تمت بأية قومية فكان مثلاً يحمل اسم الدولة السورية وأيضاً في عام1922م كانت تحمل اسم الاتحاد السوري وكذلك منذ عام 1949م أخذت الدولة تحمل اسم الجمهورية السورية وقد استمر هذا الاسم حتى زمن الوحدة كما أسلفنا وسيطرة التيار القومي العربي المتعصب منذئذ وحتى سقوط نظام البعث في الآونة الأخيرة . للعلم أنه في التاريخ البعيد وفي مراحل عديدة كان اسم سوريا يتمسك بنفسه فمثلاً كان خلال علاقات الحوريين(الخوريين) في الألف الثالث قبل الميلاد والميتانيين والهيتيين في الألف الثاني قبل الميلاد الذين يشكلون اسلاف الآريين ومنهم الشعب الكردي بالفراعنة المصريين كان اسمها بلاد خورو أو سورو أي بلاد الشمس وكذلك خلال الآشوريين في الثاني و الألف الأول قبل الميلاد ومن ثم تحول اسم سورو إلى سريان واستمر الاسم خلال ذلك حتى صار سوريا مع الضمور أحياناً خلال الدول: الساسانية والرومانية والإسلامية والأيوبية والمملوكية والعثمانية. في بداية تأسيس سوريا الحديثة أضيفت صفة العربية إلى اسم سوريا وذلك خلال اتيان الفرنسيين والإنكليز بالسيد 'فيصل بن الحسين' من خارج سوريا بعد طردهما للألمان والعثمانيين في الحرب العالمية الأولى وجعله ملكاً على سوريا 1918-1920م باسم المملكة السورية العربية، وذلك لما كان يحمله الملك فيصل من فكر عشائري عربي صرف، ولكن بإخراجه من سوريا على يد البريطانيين رجع اسم سوريا إلى طبيعته الأصلية وصار اسم الدولة: الدولة السورية الدلائل كثيرة إذ ثمة وثائق عديدة تعود إلى الفترة السورية من عام 1920 حتى عام 1958م سنذيل موضوعنا هذا ببعض منها تحمل اسم سوريا دون صفة أية قومية فيها منها ما كانت طوابع وعملة نقدية ورقية أو معدنية وورقيات منتشرة على كافة الأرض السورية، منها في الجزيرة السورية وثائق صادرة عن الدولة السورية عام 1949م خاصة بملكية السادة 'آل عبدالغني' في مدينة ديرك وقد أمدني بها لإغناء هذا الموضوع مشكوراً (أ. تمر أحمد عبد الغني) وهي وثائق مختومة بختم رسمي حيث أن العائلة من مؤسسي مدينة ديرك وهي تحوي الاسم الكردي ديرك قبل أن يُعرَّب الاسم إلى اسم المالكية وخاصة فيها اسم الدولة الذي هو الجمهورية السورية فقط ويعود إلى العام 1949م كما أسلفنا. لم يكن داعياً لتلك اللجنة لكي تبرر عقيدتها القومية الاقصائية وفكرها الأحادي أن تضع نفسها بهذا الخطأ وقد أدركنا لماذا وقعت بذلك المطب لأن المصادر والدلائل جمة كان عليها العودة إليها. مما سبق صار واضحاً أن اسم سوريا منذ عام 1920 حتى 1958م لم يحتوِ صفة العربية ولكن أمام تلك الحقائق أين تكمن المصداقية مع لجنة صياغة الدستور المؤقت وتقول إنهم استمدوا اسم سوريا كجمهورية عربية سورية من الدساتير السابقة الذي إن استمر دستورهم سيعود البلاد إلى عهود الإقصاء والظلم والشمولية وكيف لها أن تبرر هكذا؟ ألا تدرك هذه اللجنة بأن الفكر السياسي المجتمعي والوطني قد تطور وقد وعى السلبيات الناجمة عن تلك الدساتير التي إن أجرينا مقارنة بينها بالرغم من سلبياتها مع دستورهم هذا فأنها تكون أفضل منه كونها لم تحمل اسماً قومياً لسورية كما وضحنا سابقاً. ألا يدرك أصحاب مسودة هذا الدستور الجديد النتائج الهدامة الناجمة عن تلك الدساتير الشمولية والانفراد من قبل طرف واحد بالسلطة؟ ألا يعي أصحاب هذا الدستور لماذا ثار الشعب منذ 2011م وقدّم الشهداء وتحطمت البلاد لكي يعيدوا بنا إلى النمط ذاته في الحكم والسلطة؟ ألا يدرك مَن جمع بنود هذا الدستور الجديد من بنود الدساتير السابقة بأنها كتبت من قبل فئات محددة استحوذت على السلطة وكذلك في ظروف مختلفة من ظروف اليوم لكي يأتون ويقلدونهم؟ أين الفهم للوقائع التي تحوي افرازات حقوقية جديدة في المجتمع السوري الذي تبلور فيه الفكر القومي العام من قبل الكرد والسريان وغيرهم كالأرمن والتركمان والجركس وآخرين وكذلك بالنسبة للفكر الديني والمذهبي لكي يثيرونها هكذا بعقلية دينية وقومية كلاسيكية باتت منبوذة في الوعي الشخصي. ألا يستوعب أصحاب هذا الدستور الكلاسيكي بأن الشعب السوري تواق إلى الديمقراطية وقدَّم تضحيات جسام في المال والأرواح لكي يتخلص من الذهنية الانفرادية الاستبدادية الساعية إلى السيطرة على السلطة والانتقال نحو وطن ديمقراطي لتكون له مكانة آمنة؟ ألا يعلمون بأن نسخهم لبنود الدساتير السابقة يعني البعد عن الحداثة وما أتى به الفكر الحديث من الوعي القومي والوطني الديمقراطي؟ ألا يحسون بسلكهم لطريق من سبقهم من نمط الحكم البالي في سوريا للوصول إلى السلطة هو ما دفعته سوريا الآن من هذه الضريبة المدمرة. ألا يقول الشعب السوري بأن هدف القائمين على هذه الثورة بإنهاء نظام الأسد والبعث كان فقط الوصول إلى السلطة ولا فرق بينهم وبين غيرهم ممن حلوا محلهم في إدارة الدولة؟ في الختام نقول: إن الله عز وجل قال: وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم. فكلنا أخوة تحت سقف هذا الوطن ولا يجب حكره على قومية واحدة بل أنه لكل القوميات والمكونات وأن يكون اسمه وهويته يعبران عنهم جميعاً. فالوطن عنوان لنا جميعاً بمختلف الألوان كحديقة موردة وفيها كل الزهور وبعطر مختلف. علينا أن نحافظ عليه كما هو ولكن إن استمرت هذه الثقافة هكذا مثلما تم فيما سمي بالحوار الوطني أو تشكيل لجنة دستورية أو تأسيس مجلس الأمن القومي وأخيراً في مسودة الدستور هذه ويتم الاعتماد على شريحة واحدة ومن أيديولوجية أحادية الفكر فأن مصير الوطن سيكون معهم المصير ذاته مثلما حدث مع من سبقهم. وذلك ما لا نتمناه. 14-3-2025م.25-12-2636كردي