logo
#

أحدث الأخبار مع #الأرثوذكس

تعدّد اللوائح يهدّد هؤلاء… لا تمثيل للمسيحيّين والعلويّين؟
تعدّد اللوائح يهدّد هؤلاء… لا تمثيل للمسيحيّين والعلويّين؟

وكالة نيوز

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • وكالة نيوز

تعدّد اللوائح يهدّد هؤلاء… لا تمثيل للمسيحيّين والعلويّين؟

المصدر:قناة ام تي في تُبدي مصادر طرابلسية مخاوفها من أن يؤدي تعدد اللوائح البلدية في طرابلس والميناء إلى تهديد تمثيل الأقليات المسيحية والعلوية في عاصمة الشمال اللبناني، مع بدء التحضيرات اللوجيستية والأمنية لإنجاز المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وعكار، الأحد المقبل، وذلك في حال سجّلت المنافسة كثافة سُنّية في الإقبال على صناديق الاقتراع في مقابل تدنّي منسوب مشاركة «الأقليات».وتبقى المخاوف من تهديد الأقليات في المجلس البلدي لطرابلس مشروعة، انطلاقاً من أن مجلسها الحالي الممدد له، والمؤلف من 24 عضواً، اقتصر على الحضور السنّي فقط وخلا تماماً من تمثيل الأرثوذكس والعلويين بعضوين لكل منهما، وبعضو واحد للموارنة، مما أدى إلى الإخلال بالتوازن الطائفي، فيما سجّل المجلس البلدي في الميناء حضوراً أرثوذكسياً بـ6 أعضاء من أصل 21.تعدّد اللوائحتعود المخاوف إلى تعدد اللوائح المتنافسة في طرابلس، وتراجع مشاركة الأقليات في العملية الانتخابية، وهذا يكمن وراء مطالبة نواب عاصمة الشمال باعتماد اللوائح المقفلة للحفاظ على تمثيل المسيحيين والعلويين في مجلسها البلدي لقطع الطريق على الإطاحة بهم، كما في المجلس الحالي الممدد له.ويبدو حتى الساعة، ما لم تحصل مفاجأة، أن المنافسة الطرابلسية تدور بين 3 لوائح: الأولى تحمل اسم «رؤية طرابلس» وهي مدعومة من النواب فيصل كرامي، وأشرف ريفي، وكريم كبارة، وطه ناجي (جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية – الأحباش)، ويرأسها العضو في المجلس الحالي رئيس جمعية «مكارم الأخلاق» ومدير مدرسة «روضة الفيحاء» الصيدلي عبد الحميد كريمة.أما اللائحة الثانية فيدعمها «حراس المدينة»، وهي مجموعة تشكّلت مع بدء الانتفاضة الشعبية في تشرين الأول 2019، و«الجماعة الإسلامية»، وهيئة الإسعاف الشعبي، وأعضاء سابقون في المجلس البلدي.فيما تحظى اللائحة الثالثة بدعم النائب إيهاب مطر، و«مجموعة عمران» المنشقة من «حراس المدينة»، وعدد من رجال الدين المسلمين، ويُتوقع أن يرأسها وائل أزمرلي. وهي تعتمد بشكل أساسي على الماكينة الانتخابية لمطر الذي بدأ تشغيلها منذ عدة أسابيع ويُطلق عليها اسم «لائحة الفيحاء».ورغم أنه كان قد تردد أن العميد المتقاعد محمد الفوال يسعى إلى تشكيل لائحة بلدية، فإن مصادر طرابلسية أكدت لـ«الشرق الأوسط» أنه قرر العزوف عن خوض الانتخابات نزولاً على رغبة النائب كرامي، والموقف نفسه انسحب على أحمد الذوق استجابةً لطلب النائب ريفي.وبالنسبة إلى رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، فإن المصادر نفسها تؤكد أنه أبلغ من اتصل به للوقوف على رأيه حيال الانتخابات البلدية، بقاءه على الحياد وعدم التدخّل، وهذا ما تبين بعدم تشغيله ماكينته الانتخابية، رغم أن النائب مطر، كما يتردد في طرابلس، قرر الاستعانة بعدد من العاملين لدى ميقاتي لما لديهم من خبرة في التواصل مع الناخبين.مخاوف من عدم التمثيلوأخذت المخاوف من تهديد تمثيل الأقليات ترتفع لدى المسيحيين والعلويين في غياب المرجعية القادرة على جمع العدد الأكبر من العلويين لتشكيل قوة ناخبة يُحسب حسابها في تأليف اللوائح، على غرار ما كان يحصل تحت ضغط النظام السوري السابق، مع أن تعدادهم انتخابياً يقترب من 24 ألف ناخب يتوزّعون على مجموعات لا قدرة لها على التوحّد، فيما جمهور تيار «المستقبل» بعزوفه عن خوض الانتخابات البلدية يميل إلى التركيز على المجالس الاختيارية.كذلك تنسحب المخاوف على استبعاد تمثيل المرأة كما يجب في المجلس البلدي لطرابلس، وأيضاً في الميناء، حتى لو أُشركت في اللوائح المتنافسة.

كيف يظهر النور المقدس من قبر المسيح؟
كيف يظهر النور المقدس من قبر المسيح؟

الدستور

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الدستور

كيف يظهر النور المقدس من قبر المسيح؟

في كنيسة القيامة بالقدس، يشهد الأقباط لحظة ظهور النور المقدس عند فتح قبر السيد المسيح، ومعجزة ظهور النور المقدس من قبر المسيح تحدث بناءً على عدة خطوات وطقوس. ومن جهته قال القمص يسطس الأورشليمي، إن ظهور النور المقدس يحدث سنويًا بأشكال مختلفة؛ ويملأ الكنيسة التى فيها قبر المسيح المقدس. وتابع: وأهم صفات النور المقدس أنه لا يحرق، ويظهر كعمود منير، ومنه تُضاء الشموع؛ إذ يضىء النور المقدس بعض شموع المؤمنين الأتقياء بنفسه، بل يضىء القناديل العالية أمام جميع الحاضرين. وأضاف: 'يطير هذا النور المقدس كالحمامة إلى جميع أرجاء الكنيسة، ويدخل الكنائس الصغيرة مضيئًا كل القناديل، وهذه الأعجوبة تحدث فى كنيسة القيامة المقدسة فى أورشليم، كل سنة، فى عيد الفصح الشرقى الأرثوذكسى، فى الربيع، بعد عيد الفصح اليهودى، فى أقدس مكان فى العالم كله'. ولفت إلى أنه فى يوم سبت النور، من الساعة الحادية عشرة صباحًا، يبدأ المسيحيون العرب بالترنيم بأصوات عالية مُسبحين، وتدق فرق الكشافة الطبول ويكون احتفالًا عظيمًا، ثم تمر بين هذه الجموع السلطات الحاكمة التى تكون مهمتها تفتيش القبر المقدس والحفاظ على النظام. وعن استعداد الكنيسة لاستقباله قال فى صباح يوم سبت النور، وقبل مراسم خروج النور المقدس من القبر، يجرى فحص القبر والتأكد من عدم وجود أى سبب بشرى لهذه المعجزة، ويبدأ الفحص فى العاشرة صباحًا وينتهى فى الحادية عشرة صباحًا، أى يستغرق ساعة كاملة تقريبًا، وهو فحص دقيق بواسطة رجال الشرطة الإسرائيلية، وهم يهود وليسوا مسيحيين، ويشرف عليهم رئيس شرطة إسرائيل بنفسه ورئيس المدينة اليهودى، أيضًا، وبعد التأكد من خلو القبر المقدس من أى مادة مسببة لهذه المعجزة، يجرى وضع ختم من العسل الممزوج بالشمع على باب القبر. وتابع: كما يخضع البطريرك للتفتيش، ويدخل القبر بجلباب أبيض، بلا جيوب، ولا يحمل أى شىء، حتى عِمّته ينزعها قبل الدخول فى أثناء التفتيش. وأضاف: تحدث مراسم النور المقدس فى الساعة ١٢، وتتكون من ثلاث مراحل: الصلاة والتمجيد، ودخول الأسقف فى القبر المقدس، وصلوات البطريرك طالبًا مـن الله أن يخرج النور المقدس. ولفت: يظهر بطريرك أورشليم «القدس» للروم الأرثوذكس أولًا، ومعه رؤساء الأساقفة والكهنة والشمامسة وبطريرك الأرمن، وتقريبًا فى الساعة ١١ تضرب الأجراس بحزن حتى يدخل البطريرك ويجلس على الكرسى البابوى، وتتجمع الطوائف المسيحية من أرمن وأقباط أرثوذكس، ثم يدخل الجميع أمام القبر ويظل القبر مقفلًا ومختومًا، ويقوم بطريرك الروم الأرثوذكس بالدخول إلى القبر. وتابع: وقبل أن يدخل البطريرك إلى القبر، يُجرى تفتيشه مرة أخرى، للتأكد من عدم وجود أى مصدر للنار أو النور معه، ويخلع الملابس السوداء ويقف فقط بالملابس البيضاء، ويكون هذا التفتيش على يد كل من حاكم القدس ومدير شرطة القدس، وهما بالطبع غير مسيحيين، بجانب تفتيش الكهنة، ويكون الأمر أمام الجميع. وأوضح: بعد ذلك يدخل بطريرك الروم الأرثوذكس فى القبر المقدس وهو يحمــل شــمعة مطفأة مكونة من عدة شــموع، يصل عددهـا إلى ٣٣ شمعة فى حزمة واحــدة معقـودة معًـا، وليسـت منفصلة، تمثل سنوات عمر السيد المسيح التى عاشها على الأرض. وأضاف: هـذه الحزمة مـن الشـموع تكون موجودة مع بقية الشموع فى الكنيسة قبل الساعة العاشرة صباحًا أمام أعين الشرطة اليهودية، وتمر ساعات قبل أن يحملها ويدخل بها البطريرك إلى القبر المقدس لو كان بهذه الشموع فسفور أبيض، فكيف لم يشتعل طوال هذه الساعات؟ وهذه الشمعة تظل فى يد البطريرك فى داخل القبر بعد تفتيشه لمدة ساعتين وأكثر، فكيف لم تشتعل طيلة هذه الفترة رغم أن الفسفور الأبيض يشتعل بعد ثوانٍ من تعرضه للهواء؟! ماذا يحدث داخل القبر المقدس؟ اكد الاورشليمي: انه داخل القبر المقدس، يصلى بطريرك الروم الأرثوذكس وهو راكع ويذكر الطلبات الخاصة التى تطلب من يسوع المسيح، وهى أن يرسل نوره المقدس، ويغلف المكان سكون وصمت شديدان، لأن الجميع يترقب خروج النور بعد صلاة البطريرك، ويسمع الحاضرون صوت صفير، ويخرج برق أزرق وأبيض من الضوء المقدس، ويخترق كل من فى المكان، بشكل لا علاقة له بضوء الفسفور الأبيض، كما لو أن ملايين الومضات الفوتوغرافية تحدث أمام الحاضرين وتنعكس على الحوائط وتضىء الشموع. وفى القبر المقدس يخرج النور ويضىء الشمعة التى يحملها البطريرك، ويبدأ الحاضرون فى الهتافات والصلاة، بينما تنساب دموع البهجة والإيمان من عيون الناس. ويستمر هذا النور المقدس، ولا تكون له خواص النار، لمدة ٣٣ دقيقة، وعلى الرغم من أنه يضىء شموع الكنيسة إلا أنه نور، فيمكن أن تلمسه بيدك ويمر على جسدك ولن يؤذيك؛ فالضوء لا يحرق، ثم بعد ٣٣ دقيقة يتحول إلى نار، ويكتسب خواصها، فلا تستطيع أن تلمسه بيدك. وحاول المشككون نفى الأمر، بحجة أن الضوء لا يحرق لأن نار الفسفور الأبيض باردة، وهذا ليس صحيحًا، فهذا يعنى أن آلاف الشموع التى تضاء فى نفس الوقت، مجهزة كلها بالفسفور الأبيض.. وهذا مستحيل. لو تماشينا مع فرضية المشكك، فهذه الكمية تعنى أن فى داخل الكنيسة كمية من الفسفور الأبيض الحارق أكثر من المستخدم فى القنبلة الفسفورية، أى كمية كافية لحرق العظام من مدى ١٥٠ مترًا، بل قادرة على إذابة ملابس وجلد ولحم البشر، ويمكن للدخان الصادر عن فسفور بهذه الكمية أن يقتل جميع المحتفلين داخل الكنيسة، وهذا لا يحدث، بل لم يذكر التاريخ أى حادث حريق أو أى أحد التهبت عيناه، أو أصيب بحرق جلدى على مدار تاريخ النور المقدس.

من هنا نبدأ وليس من مكان آخر
من هنا نبدأ وليس من مكان آخر

مصر 360

time١٢-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • مصر 360

من هنا نبدأ وليس من مكان آخر

كان الروس منذ مطلع القرن التاسع عشر لديهم طموح التوسع في أملاك الدولة العثمانية، كانوا يريدون البحر الأسود والبوسفور والدردنيل، بل والعاصمة إسطنبول نفسها، وكان مبرر هذا التوسع هو حماية الأقليات الأرثوذكس. ومن زمن الحروب الصليبية حتى الآن، كان للفرنسيين طموح أن يمتد نفوذهم إلى شرق المتوسط، وكان مبررهم حماية الأقليات الكاثوليكية. وعندما رفضت بريطانيا منح مصر الاستقلال الكامل 1922، كان من مبرراتها حماية الأقليات. ثم وصل الأمر حد أن إسرائيل نفسها تمد نفوذها تحت مبرر حماية الدروز والأكراد. وأمريكا تقيم القواعد العسكرية كذلك بدعوى حماية الأقليات. وتركيا وإيران تتنافسان في المنطقة بدعوى حماية أهل السنة والشيعة. بهذا أصبح الشام فاقداً للمناعة الذاتية والحصانة الداخلية أمام أشكال شتى من مصادر النفوذ والهيمنة بمبررات حماية الطوائف من بعضها. هذه الطائفية ميراث قديم تجذر خلال ثلاثة قرون من الحكم العثماني، حيث كان التلاعب بالطائفية وسيلة لحكم الشام بتحريض الطوائف بعضها على بعض. هذه الطائفية تكشف عن الضعف، بل النقص الفادح في تكوين الدولة الوطنية الحديثة من عدة جوانب: 1- قامت هذه الدولة على قدر زائد من الديكتاتورية، بحيث فشلت أن تكون الحاضنة لمكوناتها، حيث لم ترسخ المساواة والعدالة والحرية لجميع مواطنيها على قدم التكافؤ بكل أديانهم وأعراقهم ومذاهبهم وطوائفهم، فألجأت المقهورين للاحتماء تحت جدار الطائفة أو طلب الحماية الأجنبية، إذا أمكن ذلك. 2- ارتبطت مسيرة الدولة برحلة اختطاف لم تتوقف، فقد خرجت من الاحتلال العثماني إلى الاحتلال الأوروبي إلى ديمقراطيات هشة مؤقتة سريعة الزوال أعقبها مسلسلات متلاحقة من الانقلابات، ثم أعقبتها ديكتاتوريات عاتية مستقرة تحت مسميات شتى ومبررات شتى. 3- هذه الديكتاتوريات أخذت تتساقط الواحدة تلو الأخرى في عقدين من الزمن من سقوط ديكتاتورية صدام 2003، حتى سقوط ديكتاتورية الأسد 2024، وكلتاهما كانتا الأشد عنفاً، وبينهما تساقطت الديكتاتوريات في تونس ومصر وليبيا واليمن، وباستثناء مصر، ترتب على سقوط الديكتاتوريات انفجار المكنون الطائفي، بما جعل من الدولة مجرد اسم هش وغلاف رقيق، ترقد تحته هويات طائفية متصارعة في السر والعلن. 4- باستثناء مصر، عجزت هذه الدول بسبب الاختطاف من الاحتلال، حتى تساقط الديكتاتوريات عن بناء هويات وطنية جامعة، يتوافق عليها كل مواطنيها، ويجدون فيها أنفسهم دون استعلاء فريق على آخر، ودون إحساس فريق بالتهميش أو الدونية أو الإقصاء. 5- امتازت مصر بأربعة أشياء: شعب بالطبع والخبرة وديع مسالم، بيروقراطية قوية رغم ما فيها من فساد، جيش وطني ينصهر فيه كل المصريين، هوية وطنية مستقرة ذات بعد مصري ضارب في عمق التاريخ آلاف الأعوام، ثم أضيفت إليه أبعاد عربية وإسلامية وإفريقية، زادت من رسوخه وقوته. 6- هذه الخصائص الأربع وفرت لمصر الحماية من مخاطر التفكك أو الترهل، لكن ساعدت في إعادة انتاج الديكتاتورية المستقرة على أساس، أنها حصن الحماية مما ينتاب الشرق الأوسط من أعاصير تفكك صواميل الدول وتضرب تماسك شعوبه. 7- تساقط الديكتاتوريات كان من المفترض أن يقود إلى تأسيس ديمقراطيات، تحل مكانها على اعتبار أن الديمقراطية هي الروشتة التي تحمي من الآثار السلبية للديكتاتورية، لكن الذي يحدث على الأرض غير ذلك، إذ تساقط الديكتاتوريات أعقبه تفكك المكونات، والتفكك لا يوجد تقاليد حوار، ولا توافق ولا تفاهم ولا حلول وسط تتعامل معه، الديكتاتوريات تركت الشعوب دون أدنى خبرة في التفكير العقلاني في تنظيم المصالح العامة، والتلاقي حول الهموم المشتركة، بالعكس الديكتاتوريات تركت الشعوب مليئة بالشكوك بعضها في بعض، ومن ثم تعجز عن بناء الدولة الوطنية التي يتساوى فيها كل مواطنيها. 8- شعوب الشرق الأوسط في محنة حقيقية: إما الوحدة مع الديكتاتورية، وإما الحرية مع التفكك والصراع، ثم الانقسام، ديكتاتوريات صدام حسين في العراق وآل الأسد في سورية والقذافي في ليبيا وعلي عبد الله صالح في اليمن، كانت بقسوتها المتفاوتة تضمن وحدة البلاد وتماسكها، ثم مع سقوط الديكتاتوريات باتت وحدة هذه البلاد في معصف الريح العنيفة. 9- نظم التعليم في ظل الديكتاتوريات لم تخلق عقليات نقدية أو حوارية أو تفاهمية أو قادرة على فرز نقاط الخلاف من نقاط الاتفاق ومعالجة أسباب الأولى وتعزيز الثانية، تعليم تلقين وتوجيه وتربية وطنية، تختصر المواطن الصالح في الطاعة والخضوع، ومعها منظومات الثقافة والإعلام ومنابر الوعظ الديني، بل والتنظيمات السياسية والنقابية والمهنية، كل ذلك تكاتف لخلق عقل مبرمج غير قادر على مسؤولية التفكير الحر. 10- أضف إلى ما سبق أن فكرة المعارضة سواء في عهود الاحتلال أو الانقلابات، أو الديكتاتوريات المستقرة آخرها وأعلى ما فيها، أن تكون حركات احتجاج في أحسن الأحوال، فلم تسمح الطروف بتأسيس معارضات مستقرة في ظل دولة القانون والدستور، معارضات مسموح لها أو تنتزع بنفسها حق المنافسة على السلطة واكتساب حق التداول السلمي على الحكم، العكس هو ما كان يتم على أرض الواقع، حيث عمدت الديكتاتوريات إلى تخوين ثم تجريم ثم تحريم المعارضة الجادة، باعتبارها خروجاً أثيماً على أصول الوطنية الصالحة. ترتب على ما سبق، أن وقعت الشعوب بين خيارين: إما الرضوخ للاستبداد السياسي، وإما الخضوع لقوى الإسلام السياسي، فهي النتاج الطبيعي لعقود من الديكتاتوريات البغيضة، فجاءت الثمرات من جنس الشجرات، والفكرة الأساس لدى الإسلام السياسي بكل قواه المعتدل منها والمتطرف، هي دولة العقيدة، وليست دولة المواطنة، دولة مؤمنين وليست دولة مواطنين، هي إعادة انتاج للديكتاتورية، لكن في ثوب ديني، ومن ثم فهي عاجزة عن الأمرين: عاجزة عن أن تكون قوة توحيد وطنية لكافة المكونات على قدم المساواة في الحقوق والواجبات. كما عجزت عن بسط الحريات واحترام الحقوق والثقة في اختيار الناس. والنموذج السوداني حيث أخذ الإسلاميون فرصتهم ثلاثة عقود 1989- 2019، انتهت بتقسيم السودان والبلد مرشح لمزيد من التقسيم، كما انتهت بالقضاء على تراث السودان في التعدد والتنوع الحزبي والفكري، كما انتهت بتشويه وداعة الانسان السوداني وسماحة نفسه ونقاء فطرته، وكرم معدنه كل ذلك لم يسلم من التشويه، ثم انتهت بحروب أهلية بين فريق الحكم الواحد، الحكم الإسلامي في السودان نموذج دال على ممكنات قوى الإسلام السياسي، ولا يُقاس عليه النموذج الإيراني فهو الامبراطورية الفارسية، لكن تحت عمائم الفقهاء الأولياء عن الإمام الغائب، كما لا يُقاس عليها الإسلاميون في تركيا، فهؤلاء إسلام تخوم محكوم بعلمانية أتاتورك التي تظل السياج الواقي ضد مخاطر الاندفاع الإسلامي. وباستثناء الإسلاميين في تركيا، فإن كل ما حدث من تطور هو قسوة في سبيل الله، حلت محل قسوة في سبيل الوطن. ويخرج من المقارنة الإسلاميون في مصر، فلم تكتمل تجربتهم حيث لم يمر عليها أكثر من عام. ويزيد من المحنة عدة عوامل: 1- غياب الفكر المدني القائم على توازن الحقوق والواجبات وحماية الحريات المدنية من خلال حكم الدستور والقانون واستقلال القضاء وبرلمان حر منتخب من الشعب، دون تزوير وسلطة تنفيذية تخضع لسيادة القانون، ولا تتغول على سلطة التشريع، ولا تتدخل في استقلال القضاء فقد تكاتفت الديكتاتوريات العربية على تعميق الحكم الفردي المطلق، أو حكم الأقليات المنتفعة ذات الامتيازات أو حكم الحزب الواحد الذي هو ملحق بالجهاز التنفيذي. 2- غياب القوى المدنية ذات الفكر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وذات القدرة على مخاطبة الجماهير وتنظيمها وتحريكها، وذات القدرة على تمويل أنشطتها بنفسها، دون مصادر مشبوهة وذات القدرة في التأثير على القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. 3- غياب الصحافة الوطنية والإعلام الوطني الحر المستقل، وقد ملأ هذا الغياب الإعلام الخليجي منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين، وبعض هذا الإعلام يتبنى قوى الإسلام السياسي المعتدل منها، والمتطرف، وخلق حالة من الهوس الديني في الفضاء الإعلامي، وخلق ولاءات وتحالفات وانتماءات ومصالح وهويات افتراضية، تتجاوز الهويات الوطنية وتضربها في صميم وجودها، هذا الإعلام- الذي هو أكبر مليون مرة من حجم دوله- لم ينشأ مصادفة ولا خبط عشواء ولا بغير رسالة، وجزء من الفوضى الفكرية التي تضرب الشرق الأوسط، إنما هو من تداعيات هذا الإعلام. 4- ساعد ويساعد على كل ما سبق أن فكرة الوطنية ذاتها التي تأسست عليها الدولة الحديثة فقدت الكثير من مصداقيتها في أعين المواطنين، فقد تحولت من فكرة جمعت الشعب ضد الاحتلال حتى نال الاستقلال إلى فكرة، يستمتع تحتها عدد قليل بالنفوذ والثروة والسلطة والوجاهة والامتيازات والمنافع، بينما يدفع باقي الشعب وهو الأغلبية فواتير رفاهية الأقلية المحظوظة، تحت شعار الوطنية، باتت مهمة الشعب هو تمويل راحة ورفاهية الحكام ومن حولهم من المحظوظين. 5- استعادة مصداقية الفكرة الوطنية، حتى تكون الرباط الجامع لكل المواطنين، وحتى تكون ولاءهم وانتماءهم الذي لا يزاحمه ولاء وانتماء آخر، كما كانت في أول عهدها هو الديمقراطية أي حق المواطنين جميعاً في خيرات بلدهم دون استثناء، ثم الديمقراطية بمعنى المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات والمغانم والمغارم، ثم الديمقراطية بمعنى حق الشعب في اختيار حكامه بمحض إرادته، ونقدهم ومراجعتهم ومعارضتهم ومحاسبتهم ومساءلتهم وعزلهم بمقتضى الدستور والقانون، عندما تقتضي المصلحة العامة عزلهم. لا وطن بلا مواطنين، ولا مواطنون بلا وطن، ولا مواطنة دون ثلاث: عدل للجميع، مساواة للجميع، حريات عامة للجميع. …………………………… عندما كانت شعوبنا تكافح الاستعمار، كان هدفها بناء دولة وطنية يحكمها الدستور والقانون وتضمن لمواطنيها: العدل والمساواة والحرية بتعدد أديانهم وأعراقهم ومذاهبهم وطوائفهم، هذه كانت نقطة البداية، وما تزال هي نقطة البداية، مع عدة فوارق: أن الاستعمار بات هيمنة أمريكية- صهيونية، أخبث من الاستعمار القديم، ثم كانت الجارتان تركيا وإيران مشغولتين داخل حدودهما، ولم تكونا قوتين لديهما طموحات شبه استعمارية في بلادنا كما هما اليوم، ثم لم تكن سطوة الإعلام الخليجي والمال الخليجي موجودتين، ومن ثم لم يكن هناك ذلك الطوفان الذي لا ينقطع على مدار الساعة، يغمر كل شبر في الشرق الأوسط. مصر- بالذات- ليس أمامها من خيار، إلا أن تكون دولة وطنية، لكن ديمقراطية وعادلة. وهذا هو مقال الأسبوع المقبل بمشيئة الله تعالى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store